- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
حذف الياء المفردة الزائدة المتصلة بالأسماء
(حذف الياء دائمًا للاستمرار)
وهي التي تدل على المتكلم المضمر المتصل سواء أكان منصوبًا أو مجرورًااستعمل حرف الياء (الدال على التحول) ليدل عن المتكلم الذي تحول إليه شيء، أو أضيف إليه؛
فالأشياء والأمور مطلقة حتى تقيد بالتملك، أو بالإضافة، وجد ذات الشيء أو مثله عند غيره أو لم يوجد، وخصت الياء بالمتكلم دون المخاطب؛ لأن الياء عندما تكون الحرف الأخير؛ يزاد إلى دلالة التحول فيها؛ الاستقرار والامتداد، وأبلغ الاستقرار أن يكون الشيء ملكًا لك وبين يديك، وغير ذلك لا تصرف لك عليه، ويغيب عنك لوجوده بعيدًا عنك، أو خروجه من يدك.
وفي الأصل أن الإنسان يوجد في الحياة ولا يملك شيئًا، وما يملكه الإنسان أو يضاف إليه؛ هو مما تحول إليه واستقر عنده بأي سبب كان؛ بالشراء، أو الهبة، أو الإرث، أو الهدية، أو العطاء، أو الأجر وجزاء العمل، أو أي سبب آخر؛ فياء التحول شاملة لكل ذلك وأمثالها.
وصورة الياء الساكنة في الرسم، والمتولدة من مد كسرة الحرف الأخير في الكلمة؛ تثبت معنى التحول واستقراره وانقطاعه، ويقيده بالمتكلم، وحذفها يطلق قيدها للاستمرار، ولتشمل غير المتكلم أيضًا في حال الوقف؛ لأن الوقوف على الكلمة يكون دون الياء. وتكتب الكلمة على تسكين آخرها؛ لأن حذف الحركة يعطي لها الاستقرار بالتسكين، وإذا كان الحرف في الأصل ساكنًا فالوقوف عليه لا يغير في دلالته، لكن بالحذف تحرك الكلمة في الوصل فيتغير حالها، والوقف يكون على غيرها، والرسم يوثق ذلك.
الياء الزائدة المتصلة بالاسم : حذفت في أحد عشر موضعاً؛
1- مآب:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ ءاتَيْنَـاـهُمْ الْكِتَـاـبَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ(ي) (36) الرعد.
وإليه مآبي: إليه رجوعي الدائم دون غيره، وكذلك رجوعكم، ولو كان القصد إخبارهم بمآبه إلى الله دونهم فقط، وأن عليه عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به؛ لما كان هناك فائدة من دعوتهم إلى عبادة الله، أوكانت الدعوة لأمر مؤقت قابل لأن يبدل بغيره.
2- متاب:
قال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَـاـكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ(ي) (30) الرعد
كالسابقة فإلى الله متابي الدائم، وكذلك متابكم، ولو كان القصد إخبارهم بمتابه إلى الله دونهم، وأن ربه الله الرحمن لا إله له غيره، وأن توكله عليه دون سواه فقط؛ لما كان هناك فائدة من تكليفه بالرسالة إليهم.
3- دعاء:
قال تعالى: ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَواةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(ي) (40) إبراهيم.
حذفت ياء دعائي في (إبراهيم) لأن المراد تقبل الدعاء بصفة دائمة متى دعا الله في هذا الموقف وفي غيره، وكذلك دعاء ذريته، ومن الدعاء لا يتحقق إلا في الآخرة كالنجاة من النار ودخول الجنة؛ أي تقبل دعائي واستمر في تقبل الدعاء مني ومن ذريتي.
أما إثابتها في قوله تعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءي إِلَّا فِرَارًا(6) نوح.
فلأن هذا الدعاء هو خاص من نوح عليه السلام يدعوهم إلى الإيمان والتحول إليه، وعند الاستجابة ينقطع هذا الدعاء، وقد انقطع فعلاً من غير أن يؤمنوا؛ عندما يأس من إيمانهم ورأى خطر بقائهم فدعا عليهم بقوله تعالى: (رب لا تذر على الأرض من الكـاـفرين ديّارًا (26) نوح، فاستجاب الله له واستأصلهم بالطوفان.
أما أمثلة (دعاء) الأخرى(المحذوفة الياء) فهي؛ إما معرفة بأل، وإما معرفة بالإضافة إلى(غير ياء المتكلم)، وإما منونة.
4 -دين:
قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(ي) (6) الكافرون.
حذفت ياء ديني في (الكافرون)؛ لأن الله تعالى طلب في الآية من رسوله أن يقول لهم بأنه ثابت ومستمر على دينه لا يتحول عنه ولا يرضى بغيره، كما هم مستمرون على كفرهم ومصرون عليه.
أما إثباتها في؛
قوله تعالى: (قُلْ يَـاـأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّـاـكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(104) يونس.
فلأنه رد على الكافرين الشاكّين في دين الله، وقد انتهى هذا الشك بتحول الجزيرة كلها قلعة للإسلام، فالمسألة كانت في الشك واليقين لا في الاستمرار والانقطاع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14) الزمر.
فلأن المسألة في الإخلاص في الدين، ولا تراجع عن هذا الدين، وليست المسألة في الاستمرار في الدين وعدمه. وهي واحدة من مجموعة أقوال أمر بتبليغها للمشركين في فترة الصراع مع المشركين في مكة، وسورة الزمر مكية، وانتهي الأمر بدخول مكة بعد ذلك في الإسلام.
5-عباد: في أربع مواضع [في]:
قال تعالى: (قُلْ يَـاـعِبَادِ(ي) الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـاـبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) الزمر
حذفت الياء في هذا الموضع لأنهم مستمرون على العبادة، وهو تعالى يحضهم على التقوى، والصبر، والهجرة إن لم يحتملوا البقاء للمحافظة على دينهم، وأجر صبرهم عند الله بغير حساب.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَـاـعِبَادِ(ي) فَاتَّقُونِ (16) الزمر.
فلا يتقي الله بهذه الصورة من صور العذاب للذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا من يستمر على عبادته سبحانه وتعالى، وعرض هذه الصور لتثبيتهم على عبادتهم لله واتقائه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّـاـغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ(ي) (17) الزمر.
لأنه لا ينتفع بالبشرى إلا مؤمن استمر على اجتناب الطاغوت والإنابة إلى الله حتى لاقى ربه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (يَـاـعِبَادِ(ي) لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) الزخرف.
لأنه لا يطمئن يوم القيامة إلا من كان من أصحاب الجنة، وهم عباد الله الذين استمروا على عبادة الله سبحانه وتعالى حتى لاقوه.
(حذف الياء دائمًا للاستمرار)
وهي التي تدل على المتكلم المضمر المتصل سواء أكان منصوبًا أو مجرورًااستعمل حرف الياء (الدال على التحول) ليدل عن المتكلم الذي تحول إليه شيء، أو أضيف إليه؛
فالأشياء والأمور مطلقة حتى تقيد بالتملك، أو بالإضافة، وجد ذات الشيء أو مثله عند غيره أو لم يوجد، وخصت الياء بالمتكلم دون المخاطب؛ لأن الياء عندما تكون الحرف الأخير؛ يزاد إلى دلالة التحول فيها؛ الاستقرار والامتداد، وأبلغ الاستقرار أن يكون الشيء ملكًا لك وبين يديك، وغير ذلك لا تصرف لك عليه، ويغيب عنك لوجوده بعيدًا عنك، أو خروجه من يدك.
وفي الأصل أن الإنسان يوجد في الحياة ولا يملك شيئًا، وما يملكه الإنسان أو يضاف إليه؛ هو مما تحول إليه واستقر عنده بأي سبب كان؛ بالشراء، أو الهبة، أو الإرث، أو الهدية، أو العطاء، أو الأجر وجزاء العمل، أو أي سبب آخر؛ فياء التحول شاملة لكل ذلك وأمثالها.
وصورة الياء الساكنة في الرسم، والمتولدة من مد كسرة الحرف الأخير في الكلمة؛ تثبت معنى التحول واستقراره وانقطاعه، ويقيده بالمتكلم، وحذفها يطلق قيدها للاستمرار، ولتشمل غير المتكلم أيضًا في حال الوقف؛ لأن الوقوف على الكلمة يكون دون الياء. وتكتب الكلمة على تسكين آخرها؛ لأن حذف الحركة يعطي لها الاستقرار بالتسكين، وإذا كان الحرف في الأصل ساكنًا فالوقوف عليه لا يغير في دلالته، لكن بالحذف تحرك الكلمة في الوصل فيتغير حالها، والوقف يكون على غيرها، والرسم يوثق ذلك.
الياء الزائدة المتصلة بالاسم : حذفت في أحد عشر موضعاً؛
1- مآب:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ ءاتَيْنَـاـهُمْ الْكِتَـاـبَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ(ي) (36) الرعد.
وإليه مآبي: إليه رجوعي الدائم دون غيره، وكذلك رجوعكم، ولو كان القصد إخبارهم بمآبه إلى الله دونهم فقط، وأن عليه عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به؛ لما كان هناك فائدة من دعوتهم إلى عبادة الله، أوكانت الدعوة لأمر مؤقت قابل لأن يبدل بغيره.
2- متاب:
قال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَـاـكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ(ي) (30) الرعد
كالسابقة فإلى الله متابي الدائم، وكذلك متابكم، ولو كان القصد إخبارهم بمتابه إلى الله دونهم، وأن ربه الله الرحمن لا إله له غيره، وأن توكله عليه دون سواه فقط؛ لما كان هناك فائدة من تكليفه بالرسالة إليهم.
3- دعاء:
قال تعالى: ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَواةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(ي) (40) إبراهيم.
حذفت ياء دعائي في (إبراهيم) لأن المراد تقبل الدعاء بصفة دائمة متى دعا الله في هذا الموقف وفي غيره، وكذلك دعاء ذريته، ومن الدعاء لا يتحقق إلا في الآخرة كالنجاة من النار ودخول الجنة؛ أي تقبل دعائي واستمر في تقبل الدعاء مني ومن ذريتي.
أما إثابتها في قوله تعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءي إِلَّا فِرَارًا(6) نوح.
فلأن هذا الدعاء هو خاص من نوح عليه السلام يدعوهم إلى الإيمان والتحول إليه، وعند الاستجابة ينقطع هذا الدعاء، وقد انقطع فعلاً من غير أن يؤمنوا؛ عندما يأس من إيمانهم ورأى خطر بقائهم فدعا عليهم بقوله تعالى: (رب لا تذر على الأرض من الكـاـفرين ديّارًا (26) نوح، فاستجاب الله له واستأصلهم بالطوفان.
أما أمثلة (دعاء) الأخرى(المحذوفة الياء) فهي؛ إما معرفة بأل، وإما معرفة بالإضافة إلى(غير ياء المتكلم)، وإما منونة.
4 -دين:
قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(ي) (6) الكافرون.
حذفت ياء ديني في (الكافرون)؛ لأن الله تعالى طلب في الآية من رسوله أن يقول لهم بأنه ثابت ومستمر على دينه لا يتحول عنه ولا يرضى بغيره، كما هم مستمرون على كفرهم ومصرون عليه.
أما إثباتها في؛
قوله تعالى: (قُلْ يَـاـأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّـاـكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(104) يونس.
فلأنه رد على الكافرين الشاكّين في دين الله، وقد انتهى هذا الشك بتحول الجزيرة كلها قلعة للإسلام، فالمسألة كانت في الشك واليقين لا في الاستمرار والانقطاع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي(14) الزمر.
فلأن المسألة في الإخلاص في الدين، ولا تراجع عن هذا الدين، وليست المسألة في الاستمرار في الدين وعدمه. وهي واحدة من مجموعة أقوال أمر بتبليغها للمشركين في فترة الصراع مع المشركين في مكة، وسورة الزمر مكية، وانتهي الأمر بدخول مكة بعد ذلك في الإسلام.
5-عباد: في أربع مواضع [في]:
قال تعالى: (قُلْ يَـاـعِبَادِ(ي) الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـاـبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ(10) الزمر
حذفت الياء في هذا الموضع لأنهم مستمرون على العبادة، وهو تعالى يحضهم على التقوى، والصبر، والهجرة إن لم يحتملوا البقاء للمحافظة على دينهم، وأجر صبرهم عند الله بغير حساب.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَـاـعِبَادِ(ي) فَاتَّقُونِ (16) الزمر.
فلا يتقي الله بهذه الصورة من صور العذاب للذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا من يستمر على عبادته سبحانه وتعالى، وعرض هذه الصور لتثبيتهم على عبادتهم لله واتقائه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّـاـغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ(ي) (17) الزمر.
لأنه لا ينتفع بالبشرى إلا مؤمن استمر على اجتناب الطاغوت والإنابة إلى الله حتى لاقى ربه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (يَـاـعِبَادِ(ي) لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ(68) الزخرف.
لأنه لا يطمئن يوم القيامة إلا من كان من أصحاب الجنة، وهم عباد الله الذين استمروا على عبادة الله سبحانه وتعالى حتى لاقوه.
وأثبتت الياء في سبعة عشر موضعاً في :
1- قال تعالى: (يَـاـعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّـاـيَ فَاعْبُدُونِ(56) العنكبوت.
أثبتت ياء عبادي لأنه استوجب على المخاطبين الهجرة؛ لعدم تمكنهم من المحافظة على دينهم، وقد جاء بعدها: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(57)؛ فمن لا يفارق أرضه وأهلها طلبًا لرضا الله وعبادته وطاعته؛ فسيفارقها بالموت، والمفارقة على الطاعة خير من الإقامة على المعصية الله، وعدم القدرة على العبادة.
والطلب في هذه الآية غير طلب الصبر من عباده في الزمر؛ لأنه دل على ما يلاقونه من المشقات بقيامهم بعبادة الله، واستمرارهم عليها، وعدم التخلي عنها، فطلب منهم الصبر، وبين لهم الله أجر الصابرين على عبادته بغير حساب.
2- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَـاـهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَـاـلٌ(31) إبراهيم
لأن فيها طلب إقامة الصلاة والإنفاق من رزق الله، قبل مجيء يوم لا يستطيعون فعل ما يؤمرون، وهذا يدل إما على تقصير منهم بالعبادة والأعمال الصالحة، أو توجيه لهم بعد إيمانهم لتصح عبوديتهم لله.
3- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَـاـنَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَـاـنَ كَانَ لِلْإِنسَـاـنِ عَدُوًّا مُبِينًا(53) الإسراء
4- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (قُلْ يَـاـعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) الزمر
أثبتت ياء عبادي في هذين الموضعين أيضاً لإتيانهم بما يخل بعبوديتهم لله؛ ففي الموضع الأول كان بسبب نزغ الشيطان بينهم، وفي الموضع الثاني بسبب إسرافهم في المعاصي، فلم تستمر عبادتهم لله في الحالين.
5- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَـاـفِرِينَ نُزُلًا(102) الكهف
لأن الذين كفروا قطعوا عبادتهم لله، وتولوا من قطع عبادته الله من شياطين الإنس والجن، ودعا إلى قطعها.
6- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186) البقرة.
لأن الآية ختمت بـ"لعلهم يرشدون" بعد الطلب من عباده الاستجابة لله والإيمان به.
7- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى:
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49) الحجر.
لأن في الإنباء بأن الله غفور رحيم؛ دعوة عباده بالتوبة والرجوع إلى الله.
8- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـاـنٌ إِلَّا مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ(42) الحجر.
9- وفي قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـاـنٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً(65) الإسراء.
لأن عباد الله في هاتين الآيتين هم "المخلصين" فقط، وحبال الشيطان مقطوعة عنهم؛ (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(83) ص، والغاوين هم من استجاب لدعوة الشيطان؛ (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَـاـنٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ (22) إبراهيم.
10- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لاَ تَخَافُ دَرَكًا وَلاَ تَخْشَى (77) طه
11- وفي قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ(52) الشعراء
12- وفي قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ(23) الدخان
والمقصود بعباد الله في هذه المواضع الثلاثة : هم بنو إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر هربًا من فرعون، وقد أحدث هؤلاء بعد النجاة من عدو الله؛ من الأفعال كعبادة العجل، والعصيان وعدم الجهاد، وغير ذلك؛ فاستحقوا عليها الغضب من الله، واللعن والتيه والمسخ وغير ذلك، مما هو معلوم ومشهور.
13- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّـاـلِحُونَ(105) الأنبياء
أثبتت ياء عبادي في هذا الموضع لأن العباد الذين ورثهم الله سبحانه وتعالى الأرض لما كانوا مستمرين على عبادته لكن ماذا بعد التوريث ؟وخاصة بعد مضي زمن نبيهم 00
فقد ورث الله عادًا بعد قوم نوح، فماذا فعلوا؟
وورث الله تعالى ثمود بعد عاد فماذا فعلوا ؟
وورث بني إسرائيل بعد فرعون فماذا فعل كل هؤلاء ؟
لقد غيروا وبدلوا وأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ولاقوا غياً واستبدلهم بقوم آخرين جزاء بما فعلوا.
14- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا ءامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ(109) المؤمنون
لأن القائلين هم فريق من عباد الله، وشهادة الله بأن أكثر أهل الأرض من عباده هم ضالون.
15- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان
لأن عباد الله في هذه الآية هم المضلَلوين من أهل النار وقد قطعوا عبادتهم لله.
16- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَـاـرِيبَ وَتَمَـاـثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَـاـتٍ اعْمَلُوا ءالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ(13) سبأ.
لأن من يشكر هم القلة من العباد، ومن لم يستثن في هذه الآية وغيرها هم من انقطعت عبادتهم لله، ومن التبعيضية مبينة لذلك.
17- وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَـاـدِي(29) وَادْخُلِي جَنَّتِي(30) الفجر.
ويبدو إثبات الياء في هذا الموضع كأنه مخالف لقاعدة الانقطاع والاستمرار في إثباتها وحذفها، وإذا علمنا أن عبادة الله من أمور الخاصة بالدنيا، ولا عمل في الآخرة؛ لا لأهل الجنة المتنعمين بجنتهم، ولا لأهل النار ليخفف عنهم، فناسب إثباتها انقطاع أعمال العبادة، والآخرة دار جزاء لا دار تكليف وعمل.
وقد أتينا على جميع أمثلة ياء عبادي التي أثبتت في الرسم؛ لئلا يحدث التباس عند من لا يدرك بنفسه سبب إثباتها. وعلى الله التوفيق والتيسير.
6- عذاب: حذفت ياء عذابي في موضع واحد:
في قوله تعالى: (أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ(ي) (8) ص
حذفت ياء عذابي في( ص ) لأن المراد بالعذاب عذاب الآخرة، وهو عذاب دائم مستمر، وهذه الآية تتكلم عن كفار قريش، وهم لم يذوقوا العذاب، وما حصل فيهم هو قتل أعداد يسيرة منهم في بدر وأحد والخندق ويوم فتح مكة؛ زادوا عن المائة ولم يبلغوا المائتين؛ قال تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) القمر. وفيهم حق ما تأخر لهم من العذاب؛ (لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ(ي).
وغير ذلك أثبتت الياء لما لم يذكر تأخير العذاب،
كما في قوله تعالى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ (156) الأعراف، جاءت هذه الآية بعد الرجفة التي أصابت السبعين من قوم موسى عليه السلام؛
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّـاـيَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ... (155) الأعراف.
فالمراد بالعذاب هنا عذاب الهلاك في الدنيا؛ لقوله تعالى: (أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ) فدل على أن المراد به الهلاك في الدنيا، فمن شاء عجل له العذاب، ومن شاء عفا عنه، أو أخر عنه العذاب ليوم القيامة.
وكما في قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(7) إبراهيم.
لما كانت الزيادة على الشكر تكون في الحياة الدنيا فكذلك العذاب على الكفر، وفي الآخرة يكون أشد.
وكما في قوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ(50) الحجر فإثباتها في (الحجر) لعطفها على الآية السابقة: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49) وهو أمر بالتبليغ؛ أي أغفر لمن تاب وآمن وهذا في الحياة الدنيا، والتهديد والوعيد لمن أعرض وكفر، وأرهب الوعيد من كان على الأبواب معجل غير مؤجل؛ ليرتدعوا ويتوبوا، وإن كان عذاب الآخرة يوصف له رهبته.
وكما في قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (16)،(18)،(21)،(30) القمر
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (37)، و(فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (39) القمر
فإثباتها في (القمر) لما جاءت في كل مرة تعقيباً وتنبيها بما حل بتلك الأقوام من الهلاك في الدنيا؛ قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط.
7- عقاب: حذفت ياء عقابي في المواضع الثلاثة التي جاءت في القرآن الكريم؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ(ي) (32) الرعد
وفي قوله تعالى: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ(ي) (14) ص.
وفي قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَـاـدَلُوا بِالْبَـاـطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ(ي) (5) غافر.
العقاب في هذه المواضع هو الخاتمة السيئة لهم بالهلاك أو العذاب في الدنيا، ويمتد ذلك السوء لهم إلى الآخرة.
و العقاب في هذه المواضع غير العذاب في المواضع السابقة؛ فالعذاب في الدنيا قد لا يعذب به في الآخرة،
فمثلاً العذاب بالغرق، أو الزلزلة، أو الصيحة، أو الصواعق، أو الخسف، أو بالأمراض، وبالقحط، وغير ذلك؛ قد يقع بقدر الله على المؤمنين، وليس ذلك عاقبتهم، بل يعد الميت شهيدًا في بعضها. فلذلك يتميز العذاب في الدنيا عن العذاب في الآخرة وإن سمى كل منهما بالعذاب.
أما العقاب؛ فهو ما انتهى إليه الكفار من سوء العاقبة، ونهاية أمرهم في الدنيا على هذا الحال الذي لن يتغير في الآخرة، بل إن نهاية أمرهم بالعقاب دالٌ على ما يؤول إليه أمرهم في الآخرة، وعاقبتهم السيئة فيها، فلم يأت إلا بحذف الياء وجاء العذاب بحذف الياء وإثباتها.
8- ونذر : حذفت ياء نذري في ستة مواضع، وكلها في القمر؛
قال تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (16،18،21،30) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (39،37) القمر.
نذر جمع نذير فإذا تحققت نذر الله للكافرين في الدنيا فتمامها في الآخرة، ولا قاطع لها.
9- نذير : ذكرت نذيري مرة واحدة وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ(ي) (17) الملك.
تأجيل العلم بالنذر لما تقع؛ هو مما يحدث في الآخرة، فحالها كحال حذف ياء عذابي في ص؛ (بل لما يذوقوا عذاب(ي). فحذفت الياء علامة لاستمرار ما حل عليهم في الدنيا ليكون أشد عليهم في الآخرة.
10- نكير: ذكرت نكيري في أربعة مواضع، وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (وَأَصْحَـاـبُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَـاـفِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (44) الحج.
قال تعالى: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَـاـهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (45) سبأ
قال تعالى: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (26) فاطر
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (18) الملك
هذا ما حدث لفرعون، والذين كانوا من قبله، وهو مقدمة لعذاب الآخرة الذي لا ينقطع؛ فحذفت الياء علامة للاستمرار النكير عليهم.
11 - وعيد: ذكرت وعيدي في ثلاثة مواضع؛ وقد حذفت الياء فيها
قال تعالى: (وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ(ي) (14) إبراهيم
قال تعالى: (وَأَصْحَـاـبُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(ي) (14) ق
قال تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(ي) (45) ق
نذري ونذيري ونكيري ووعيدي كلها من باب واحد من باب عقابي الذي مر ذكره؛ فإنذار الله لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة، وإنكاره ما هم عليه بتغير ما كانوا عليه من النعم بالعذاب في الدنيا والآخرة، ووعيده لهم بإنزال العذاب بهم في الدنيا والآخرة، فمتى تحقق الإنذار والإنكار والوعيد في الدنيا، وانتهت به حياتهم، ولا عمل لهم بعد ذلك يصلح عملهم، ويعتبهم عند ربهم؛ استمر ذلك الأمر عليهم في آخرتهم؛ فلهذا الامتداد والاستمرار حذفت الياء في هذه الكلمات.
في قوله تعالى: (أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ(ي) (8) ص
حذفت ياء عذابي في( ص ) لأن المراد بالعذاب عذاب الآخرة، وهو عذاب دائم مستمر، وهذه الآية تتكلم عن كفار قريش، وهم لم يذوقوا العذاب، وما حصل فيهم هو قتل أعداد يسيرة منهم في بدر وأحد والخندق ويوم فتح مكة؛ زادوا عن المائة ولم يبلغوا المائتين؛ قال تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) القمر. وفيهم حق ما تأخر لهم من العذاب؛ (لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ(ي).
وغير ذلك أثبتت الياء لما لم يذكر تأخير العذاب،
كما في قوله تعالى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ (156) الأعراف، جاءت هذه الآية بعد الرجفة التي أصابت السبعين من قوم موسى عليه السلام؛
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّـاـيَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ... (155) الأعراف.
فالمراد بالعذاب هنا عذاب الهلاك في الدنيا؛ لقوله تعالى: (أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ) فدل على أن المراد به الهلاك في الدنيا، فمن شاء عجل له العذاب، ومن شاء عفا عنه، أو أخر عنه العذاب ليوم القيامة.
وكما في قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(7) إبراهيم.
لما كانت الزيادة على الشكر تكون في الحياة الدنيا فكذلك العذاب على الكفر، وفي الآخرة يكون أشد.
وكما في قوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ(50) الحجر فإثباتها في (الحجر) لعطفها على الآية السابقة: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(49) وهو أمر بالتبليغ؛ أي أغفر لمن تاب وآمن وهذا في الحياة الدنيا، والتهديد والوعيد لمن أعرض وكفر، وأرهب الوعيد من كان على الأبواب معجل غير مؤجل؛ ليرتدعوا ويتوبوا، وإن كان عذاب الآخرة يوصف له رهبته.
وكما في قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (16)،(18)،(21)،(30) القمر
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (37)، و(فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (39) القمر
فإثباتها في (القمر) لما جاءت في كل مرة تعقيباً وتنبيها بما حل بتلك الأقوام من الهلاك في الدنيا؛ قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط.
7- عقاب: حذفت ياء عقابي في المواضع الثلاثة التي جاءت في القرآن الكريم؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ(ي) (32) الرعد
وفي قوله تعالى: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ(ي) (14) ص.
وفي قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَـاـدَلُوا بِالْبَـاـطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ(ي) (5) غافر.
العقاب في هذه المواضع هو الخاتمة السيئة لهم بالهلاك أو العذاب في الدنيا، ويمتد ذلك السوء لهم إلى الآخرة.
و العقاب في هذه المواضع غير العذاب في المواضع السابقة؛ فالعذاب في الدنيا قد لا يعذب به في الآخرة،
فمثلاً العذاب بالغرق، أو الزلزلة، أو الصيحة، أو الصواعق، أو الخسف، أو بالأمراض، وبالقحط، وغير ذلك؛ قد يقع بقدر الله على المؤمنين، وليس ذلك عاقبتهم، بل يعد الميت شهيدًا في بعضها. فلذلك يتميز العذاب في الدنيا عن العذاب في الآخرة وإن سمى كل منهما بالعذاب.
أما العقاب؛ فهو ما انتهى إليه الكفار من سوء العاقبة، ونهاية أمرهم في الدنيا على هذا الحال الذي لن يتغير في الآخرة، بل إن نهاية أمرهم بالعقاب دالٌ على ما يؤول إليه أمرهم في الآخرة، وعاقبتهم السيئة فيها، فلم يأت إلا بحذف الياء وجاء العذاب بحذف الياء وإثباتها.
8- ونذر : حذفت ياء نذري في ستة مواضع، وكلها في القمر؛
قال تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (16،18،21،30) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(ي) (39،37) القمر.
نذر جمع نذير فإذا تحققت نذر الله للكافرين في الدنيا فتمامها في الآخرة، ولا قاطع لها.
9- نذير : ذكرت نذيري مرة واحدة وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ(ي) (17) الملك.
تأجيل العلم بالنذر لما تقع؛ هو مما يحدث في الآخرة، فحالها كحال حذف ياء عذابي في ص؛ (بل لما يذوقوا عذاب(ي). فحذفت الياء علامة لاستمرار ما حل عليهم في الدنيا ليكون أشد عليهم في الآخرة.
10- نكير: ذكرت نكيري في أربعة مواضع، وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (وَأَصْحَـاـبُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَـاـفِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (44) الحج.
قال تعالى: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَـاـهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (45) سبأ
قال تعالى: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (26) فاطر
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(ي) (18) الملك
هذا ما حدث لفرعون، والذين كانوا من قبله، وهو مقدمة لعذاب الآخرة الذي لا ينقطع؛ فحذفت الياء علامة للاستمرار النكير عليهم.
11 - وعيد: ذكرت وعيدي في ثلاثة مواضع؛ وقد حذفت الياء فيها
قال تعالى: (وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ(ي) (14) إبراهيم
قال تعالى: (وَأَصْحَـاـبُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(ي) (14) ق
قال تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(ي) (45) ق
نذري ونذيري ونكيري ووعيدي كلها من باب واحد من باب عقابي الذي مر ذكره؛ فإنذار الله لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة، وإنكاره ما هم عليه بتغير ما كانوا عليه من النعم بالعذاب في الدنيا والآخرة، ووعيده لهم بإنزال العذاب بهم في الدنيا والآخرة، فمتى تحقق الإنذار والإنكار والوعيد في الدنيا، وانتهت به حياتهم، ولا عمل لهم بعد ذلك يصلح عملهم، ويعتبهم عند ربهم؛ استمر ذلك الأمر عليهم في آخرتهم؛ فلهذا الامتداد والاستمرار حذفت الياء في هذه الكلمات.
أبو مُسْلِم/ عبْد المَجِيد العَرَابْلِي
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع