- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
حفصة بنت سيرين
ـ أستاذة أخيها
أبوها سيرين وأمها صفية ، فى حفل زواجهما حضرت ثلاثة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم ، وكان أبيّ بن كعب يدعو لهما ومعه ثمانية عشر بدريًا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم .
وكان من ثمرة هذا الزواج الميمون ( حفصة ) , التى ولدت فى خلافة عثمان بن عفان سنة 31 هجرية , وقد نشأت حفصة فى بيت فاضل ، حيث كان يرعاهم الصحابى الجليل أنس بن مالك ، فقد صُنعت على يده ، وترعرت بعنايته ، ولقربها من عائشة أم المؤمنين ، نهلت حفصة حديث النبى صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها عدد من أفاضل التابعين منهم أخوها : محمد بن سيرين ، الذى إذا أشكل عليه شيء من القرآن كان يقول : ( اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ ) , حيث برعت حفصة كذلك فى علوم القرآن .
2ـ بنت القرآن :
ولم يكن سر براعتها فى علوم القرآن ، إلا لأنها بدأت فى قراءة القرآن وحفظ كتاب الله وجودة فهمه ، وهى ابنة اثنتى عشرة سنة ، حيث عاشت فى رحابه أناء الليل وأطراف النهار ، ومنذ هذه السن واظبت حفصة على وردها القرآنى ، ومما ساعدها على ذلك قلبها الموصول بالله عز وجل ، ففى كل ليلة كانت حريصة على قراءة نصف القرآن ، ولم تترك هذا الورد المبارك إلى آخر حياتها .
وقد نفعها هذا الورد القرآنى فى فهم كتاب الله ، يروى ابن الجوزى فى
( صفة الصفوة ) : ( كنا ندخل على حفصة بنت سيرين ، وقد جعلت الجلباب هكذا ، وتنقبت به ، فنقول لها : رحمك الله ، قال الله : { والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحًا فليس عليهن أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة } النور : 60 , ـ وهو الجلباب - فكانت تقول لنا : أى شيء بعد ذلك ؟ فنقول : ( وأن يستعففن خير لهن ) , ثم تقول : إثبات الجلباب
3ـ العبادة حياتها :
تقول خادمتها حينما سُئلت : كيف رأيتِ مولاتك حفصة ؟ قالت الجارية : إنها امرأة صالحة ، كأنها أذنبت ذنبًا عظيمًا ، فهى تبكى الليل كله وتصلى .
وفى صفة الصفوة ، يقول هشام بن حسان عن عبادتها : كانت تدخل إلى مسجدها فتصلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، ثم لا تزال فيه حتى يرتفع النهار ، وتركع ثم تخرج عند ذلك وضوؤها ونومها ، حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها .
فالمسجد فى حياة الصالحات هو حياتهن ، يتنسمون فيه بالقرب ، ويأنسون فيه بالحبيب ، ويستروحون فيه بالليل والنهار ، فهو الزاد لهم فى الحياة ، حيث ينطلقن فى دعوة الغير إلى الله ، وينقلون هذه الطاقة الروحية إلى قلوب الناس .
4ـ الدعوة ديدنها :
وبهذا الزاد الروحى انطلقت حفصة , تحض الآخرين على طاعة الله سبحانه , خاصة فى مرحلة الشباب ، وكأنها تخصصت فى مخاطبة هذه السن ، حيث القوة فى الطاعة والحماس للعبادة ، فكانت تخاطب الشباب من الجنسين بقولها المشهور :
( يا معشر الشباب، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإنى رأيت العمل فى الشباب )
وهكذا الفتيات الصالحات ينطلقن بهذه الدعوة ، مرغبات غيرهن فى الطاعة ، وشرط نجاهن فى ذلك ، أن يكن مثل حفصة بنت سيرين , فى عبادتها وعلمها وثقافتها وطاعتها وصلاتها وقرآنها , أى بمعنى آخر : يكن قدوة صالحة لغيرهن .
5ـ سيدة التابعيات :
بهذه المؤهلات استحقت حفصة أن تحوز لقب ( سيدة التابعيات ) ، يقول ابن أبى دواد : بأن سيدات التابعيات هن : حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن وأم الدرداء الصغرى .
ومما يدل على ذلك حرصها على الصيام ، فقد أهدى لها ابنها ( الهذيل ) ، حليبًا من ناقته الحلوب ، فقالت : يا بنى إنك لتعلم أنى لا أشربه ، أنا صائمة ، فيقول : يا أماه إن أطيب اللبن مابات فى ضروع الإبل ، اسقيه مَنْ شئت ، فكانت حفصة تبعث باللبن إلى الفقراء ، لتحوز مرضاة الله عز وجل بذلك .
وقد شهد لها بالعقل الكثير من علماء عصرها , يقول إياس بن معاوية : ما أدركت أحدًا أفضّله على حفصة ، ويقول هشام بن حسان : ما رأيت أحدًا أرى أنه أعقل من حفصة .
6ـ الأم الصابرة :
قامت حفصة بتربية ابنها الهذيل تربية صالحة ، فقد كان إذا جاء الشتاء ، صنع وقودًا لا يؤذى دخانه ، حتى تشعر أمه بالدفء ، ويظل بجوارها يفعل ذلك ما شاء الله ، اعترافًا بفضلها ، وبرًا بأمه .
إلا أن الهذيل وافته المنية صغيرًا ، فألهمها الله الصبر ونترك حفصة تحكى ، كيف انتفعت بالقرآن الذى حملته وهى ابنة اثنتى عشرة عامًا ، فى صبرها على الهذيل ، تقول :
( لما مات ابنى الهذيل ، رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق ، غير أنى كنت أجدُ غصّة لا تذهب ، بينما أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل ، إذا أتيتُ على هذه الآية : { ولا تشتروا بعهد الله ثمنًا قليلاً إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون , وما عندكم ينفذ وما عند الله باق ، وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون } النحل 95 ـ 96 ، فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجدُ من مرارة فقده .
7ـ تلميذة عائشة :
حتى فى استعدادها للموت ، وحبها للقاء الله تعالى ، كانت تضرب أروع الأمثلة ، فقد كانت تلبس كفنها فى الحج والعمرة ، فإن عادت وضعته قريبًا منها ، حتى كانت العشر الأواخر من رمضان ، قامت من الليل وارتدت الكفن ، وتصلى به بين يدى ربها .
وكما بدأت بالتلمذة على عائشة ، أرادت أن تكون آخر لحظاتها بالدنيا مثل عائشة ، وهذا من فقه حفصة ، فقد روت عائشة رضى الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال [ إنه عذاب يبعثه الله على من يشاء من عباده وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ] البخارى .
فأرادت حفصة أن تتحقق لها هذه الأمنية فقد روى ابن سعد عن حفصة قالت : سألنى أنس بن مالك بأى شيء تحبين أن تموتى ؟ قلت : بالطاعون ، قال فإنه شهادة لكل مسلم ، فقد روى الشيخان عن أنس قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ الطاعون شهادة لكل مسلم ] ، وروى البخارى قول النبى صلى الله عليه وسلم :
[ ليس من عبد , يقع الطاعون , فيمكث فى بلده صابرًا , يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له , إلا كان له مثل أجر الشهيد ]
وفى سنة 101 هجرية ، وعند بلغت بنت القرآن سبعين عامًا ، يختارها الله إلى جواره ، وكان فى مقدمة من حضر جنازتها , أخوها محمد بن سيرين والحسن البصرى .
ـ أستاذة أخيها
أبوها سيرين وأمها صفية ، فى حفل زواجهما حضرت ثلاثة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم ، وكان أبيّ بن كعب يدعو لهما ومعه ثمانية عشر بدريًا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم .
وكان من ثمرة هذا الزواج الميمون ( حفصة ) , التى ولدت فى خلافة عثمان بن عفان سنة 31 هجرية , وقد نشأت حفصة فى بيت فاضل ، حيث كان يرعاهم الصحابى الجليل أنس بن مالك ، فقد صُنعت على يده ، وترعرت بعنايته ، ولقربها من عائشة أم المؤمنين ، نهلت حفصة حديث النبى صلى الله عليه وسلم ، وروى عنها عدد من أفاضل التابعين منهم أخوها : محمد بن سيرين ، الذى إذا أشكل عليه شيء من القرآن كان يقول : ( اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ ) , حيث برعت حفصة كذلك فى علوم القرآن .
2ـ بنت القرآن :
ولم يكن سر براعتها فى علوم القرآن ، إلا لأنها بدأت فى قراءة القرآن وحفظ كتاب الله وجودة فهمه ، وهى ابنة اثنتى عشرة سنة ، حيث عاشت فى رحابه أناء الليل وأطراف النهار ، ومنذ هذه السن واظبت حفصة على وردها القرآنى ، ومما ساعدها على ذلك قلبها الموصول بالله عز وجل ، ففى كل ليلة كانت حريصة على قراءة نصف القرآن ، ولم تترك هذا الورد المبارك إلى آخر حياتها .
وقد نفعها هذا الورد القرآنى فى فهم كتاب الله ، يروى ابن الجوزى فى
( صفة الصفوة ) : ( كنا ندخل على حفصة بنت سيرين ، وقد جعلت الجلباب هكذا ، وتنقبت به ، فنقول لها : رحمك الله ، قال الله : { والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحًا فليس عليهن أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة } النور : 60 , ـ وهو الجلباب - فكانت تقول لنا : أى شيء بعد ذلك ؟ فنقول : ( وأن يستعففن خير لهن ) , ثم تقول : إثبات الجلباب
3ـ العبادة حياتها :
تقول خادمتها حينما سُئلت : كيف رأيتِ مولاتك حفصة ؟ قالت الجارية : إنها امرأة صالحة ، كأنها أذنبت ذنبًا عظيمًا ، فهى تبكى الليل كله وتصلى .
وفى صفة الصفوة ، يقول هشام بن حسان عن عبادتها : كانت تدخل إلى مسجدها فتصلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح ، ثم لا تزال فيه حتى يرتفع النهار ، وتركع ثم تخرج عند ذلك وضوؤها ونومها ، حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها .
فالمسجد فى حياة الصالحات هو حياتهن ، يتنسمون فيه بالقرب ، ويأنسون فيه بالحبيب ، ويستروحون فيه بالليل والنهار ، فهو الزاد لهم فى الحياة ، حيث ينطلقن فى دعوة الغير إلى الله ، وينقلون هذه الطاقة الروحية إلى قلوب الناس .
4ـ الدعوة ديدنها :
وبهذا الزاد الروحى انطلقت حفصة , تحض الآخرين على طاعة الله سبحانه , خاصة فى مرحلة الشباب ، وكأنها تخصصت فى مخاطبة هذه السن ، حيث القوة فى الطاعة والحماس للعبادة ، فكانت تخاطب الشباب من الجنسين بقولها المشهور :
( يا معشر الشباب، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإنى رأيت العمل فى الشباب )
وهكذا الفتيات الصالحات ينطلقن بهذه الدعوة ، مرغبات غيرهن فى الطاعة ، وشرط نجاهن فى ذلك ، أن يكن مثل حفصة بنت سيرين , فى عبادتها وعلمها وثقافتها وطاعتها وصلاتها وقرآنها , أى بمعنى آخر : يكن قدوة صالحة لغيرهن .
5ـ سيدة التابعيات :
بهذه المؤهلات استحقت حفصة أن تحوز لقب ( سيدة التابعيات ) ، يقول ابن أبى دواد : بأن سيدات التابعيات هن : حفصة بنت سيرين وعمرة بنت عبد الرحمن وأم الدرداء الصغرى .
ومما يدل على ذلك حرصها على الصيام ، فقد أهدى لها ابنها ( الهذيل ) ، حليبًا من ناقته الحلوب ، فقالت : يا بنى إنك لتعلم أنى لا أشربه ، أنا صائمة ، فيقول : يا أماه إن أطيب اللبن مابات فى ضروع الإبل ، اسقيه مَنْ شئت ، فكانت حفصة تبعث باللبن إلى الفقراء ، لتحوز مرضاة الله عز وجل بذلك .
وقد شهد لها بالعقل الكثير من علماء عصرها , يقول إياس بن معاوية : ما أدركت أحدًا أفضّله على حفصة ، ويقول هشام بن حسان : ما رأيت أحدًا أرى أنه أعقل من حفصة .
6ـ الأم الصابرة :
قامت حفصة بتربية ابنها الهذيل تربية صالحة ، فقد كان إذا جاء الشتاء ، صنع وقودًا لا يؤذى دخانه ، حتى تشعر أمه بالدفء ، ويظل بجوارها يفعل ذلك ما شاء الله ، اعترافًا بفضلها ، وبرًا بأمه .
إلا أن الهذيل وافته المنية صغيرًا ، فألهمها الله الصبر ونترك حفصة تحكى ، كيف انتفعت بالقرآن الذى حملته وهى ابنة اثنتى عشرة عامًا ، فى صبرها على الهذيل ، تقول :
( لما مات ابنى الهذيل ، رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق ، غير أنى كنت أجدُ غصّة لا تذهب ، بينما أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل ، إذا أتيتُ على هذه الآية : { ولا تشتروا بعهد الله ثمنًا قليلاً إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون , وما عندكم ينفذ وما عند الله باق ، وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون } النحل 95 ـ 96 ، فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجدُ من مرارة فقده .
7ـ تلميذة عائشة :
حتى فى استعدادها للموت ، وحبها للقاء الله تعالى ، كانت تضرب أروع الأمثلة ، فقد كانت تلبس كفنها فى الحج والعمرة ، فإن عادت وضعته قريبًا منها ، حتى كانت العشر الأواخر من رمضان ، قامت من الليل وارتدت الكفن ، وتصلى به بين يدى ربها .
وكما بدأت بالتلمذة على عائشة ، أرادت أن تكون آخر لحظاتها بالدنيا مثل عائشة ، وهذا من فقه حفصة ، فقد روت عائشة رضى الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال [ إنه عذاب يبعثه الله على من يشاء من عباده وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ] البخارى .
فأرادت حفصة أن تتحقق لها هذه الأمنية فقد روى ابن سعد عن حفصة قالت : سألنى أنس بن مالك بأى شيء تحبين أن تموتى ؟ قلت : بالطاعون ، قال فإنه شهادة لكل مسلم ، فقد روى الشيخان عن أنس قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ الطاعون شهادة لكل مسلم ] ، وروى البخارى قول النبى صلى الله عليه وسلم :
[ ليس من عبد , يقع الطاعون , فيمكث فى بلده صابرًا , يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له , إلا كان له مثل أجر الشهيد ]
وفى سنة 101 هجرية ، وعند بلغت بنت القرآن سبعين عامًا ، يختارها الله إلى جواره ، وكان فى مقدمة من حضر جنازتها , أخوها محمد بن سيرين والحسن البصرى .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع