الموحدة
عضو مميز
- إنضم
- 5 يناير 2012
- المشاركات
- 806
- النقاط
- 18
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- برواية ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
- الجنس
- أخت
حكمة العؤود
أم حسان الحلو
قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسأل: ((ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟)) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((ولود ودود، إذا غضبتْ، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالتْ: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى))[1].
زوجة ولود، وهذه كناية عن عطاء عظيم؛ فهي نبع حب، وهي بعدُ عؤود، رؤيتها عيد، والعيش بجوارها عيد، ومصاحبتها عزة؛ إذ هي بشِّرت بالجنة، وها نحن نقترب من جنابها، وقد أصابنا شيء من هيبتها، ونحن نودُّ التعرف عليها.
عيناها لا تكتحلان بنوم: أهي خائفة أم قلقة؟ أهي متألمة، أم مغمومة، أم مهمومة؟
ربما اجتمعتْ لديها كلُّ المشاعر؛ لأن بينها وبين زوجها حجابًا شفافًا من الغضب، لم يمضِ عليه ليلةٌ واحدة، إنها خائفة من مضيِّ ليلة واحدة ينام فيها زوجُها وهو عليها غاضب، حتى لو كان لها ظالمًا؛ خشيةَ أن تكون ليلتهما الأخيرة معًا، وتخاف - أجلْ، تخاف - أن يصبح علاج ما بينهما غدًا أعسرَ منه اليوم، أوَليس الإسمنت إذا نام ليلة بعد خلطه بالماء يصبح طوبًا صلبًا يتخذ أساسًا لبناء أبراج من الحقائق أو الأوهام، وقد كان قبل ساعات شبيهًا بالرماد المبثوث؟!
ألا تخشى من تجمع رصيدها المؤلم، ثم تجميده؟! يبدو أنها لن تكحِّل عينيها بنوم حتى تنجح في إعادة البسمة إلى فِي زوجها، ورؤية وجهه متهللاً، عندها ستستقبل وفود البشائر والطمأنينة، فتنام نومة العروس.
نموذج من سلوك الحصيفات الحكيمات، الراسمات لخطط النجاة في الدنيا والآخرة؛ فقد استعملتْ أرقى أساليب التوجيه والإصلاح، وهي المظلومة، فلم تلجأ للدموع والجدال والمراء، حتى تحصل على موقف استسلامي من زوجها، كلا؛ بل ألجأتْه لركن الخجل من نفسه، ومحاسبتها بعد أن حاسبتْ نفسها، ترى: لو فضتْ كل الخلافات على هذه الشاكلة، إذ كل نصف يحاسب نفسه هو، ويرفع الضيم عن نصفه الذي يحب، عندها لن تتسع فوهة بركان المشكلة أيًّا كانت حرارتها؛ بل ستبرد الفوهة وتنكمش، وربما نما على رأسها إكليل من الغار، إنها لحكمةٌ لا تأتيها إلا من أوتيتْ خيرًا كثيرًا.
------------
[1] رواه الطبراني.
زوجة ولود، وهذه كناية عن عطاء عظيم؛ فهي نبع حب، وهي بعدُ عؤود، رؤيتها عيد، والعيش بجوارها عيد، ومصاحبتها عزة؛ إذ هي بشِّرت بالجنة، وها نحن نقترب من جنابها، وقد أصابنا شيء من هيبتها، ونحن نودُّ التعرف عليها.
عيناها لا تكتحلان بنوم: أهي خائفة أم قلقة؟ أهي متألمة، أم مغمومة، أم مهمومة؟
ربما اجتمعتْ لديها كلُّ المشاعر؛ لأن بينها وبين زوجها حجابًا شفافًا من الغضب، لم يمضِ عليه ليلةٌ واحدة، إنها خائفة من مضيِّ ليلة واحدة ينام فيها زوجُها وهو عليها غاضب، حتى لو كان لها ظالمًا؛ خشيةَ أن تكون ليلتهما الأخيرة معًا، وتخاف - أجلْ، تخاف - أن يصبح علاج ما بينهما غدًا أعسرَ منه اليوم، أوَليس الإسمنت إذا نام ليلة بعد خلطه بالماء يصبح طوبًا صلبًا يتخذ أساسًا لبناء أبراج من الحقائق أو الأوهام، وقد كان قبل ساعات شبيهًا بالرماد المبثوث؟!
ألا تخشى من تجمع رصيدها المؤلم، ثم تجميده؟! يبدو أنها لن تكحِّل عينيها بنوم حتى تنجح في إعادة البسمة إلى فِي زوجها، ورؤية وجهه متهللاً، عندها ستستقبل وفود البشائر والطمأنينة، فتنام نومة العروس.
نموذج من سلوك الحصيفات الحكيمات، الراسمات لخطط النجاة في الدنيا والآخرة؛ فقد استعملتْ أرقى أساليب التوجيه والإصلاح، وهي المظلومة، فلم تلجأ للدموع والجدال والمراء، حتى تحصل على موقف استسلامي من زوجها، كلا؛ بل ألجأتْه لركن الخجل من نفسه، ومحاسبتها بعد أن حاسبتْ نفسها، ترى: لو فضتْ كل الخلافات على هذه الشاكلة، إذ كل نصف يحاسب نفسه هو، ويرفع الضيم عن نصفه الذي يحب، عندها لن تتسع فوهة بركان المشكلة أيًّا كانت حرارتها؛ بل ستبرد الفوهة وتنكمش، وربما نما على رأسها إكليل من الغار، إنها لحكمةٌ لا تأتيها إلا من أوتيتْ خيرًا كثيرًا.
------------
[1] رواه الطبراني.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع