حكم ونصائح ووصايا الإمام مالك

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
bsm.gif

مِـن حِـكـم مـالـك
تبدو خلاصات تجارب الحياة البشرية عصارة مهمة للسائرين في دروب الحياة، ينتفعون بها، ويستفيدون منها في استيضاح الكثير من معاني الحياة ومفاهيمها. وقد لخصتْ أقوال مالك المأثورةُ عنه الكثير من خلاصات تجاربه الثرية في الحياة، فله أقوال في العقل والعقلاء والعلم والعمل وغير ذلك.
قال - رحمه الله - في شأن العقل: "لكل شيء دِعامة، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر ما يعقِل يعبد ربه".
وقال مالك: "إنما الحكمة مِسْحَة ملَك على قلب عبد"، و"الحكمة نور يقذفه الله في قلب العبد"، و"ما زهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة".
وقال: "الحكمة: التفكير في أمر الله تعالى، والاتباع له".
ولأجل هذه الأقوال الكثيرة لمالك في الحكمة نجده يفيض بحكم غالية، ومن رائع حكمه: "الدنو من الباطل هلَكة، والقول بالباطل بُعد عن الحق، ولا خير في شيء وإن كثُر من الدنيا بفساد دين المرء ومروءته". و"إذا ظهر الباطل على الحق، كان الفساد في الأرض، وقليل الباطل وكثيره هلكة، وإن لزوم الحق نجاة"، و"مَن لم يكن فيه خير لنفسه لم يكن فيه خير لغيره؛ لأن نفسه أولى الأنفس كلها، فإذا ضيعها فهو لما سواها أضيع، ومَن أحب نفسه حاطَها وأبقى عليها"، و"إن المؤمن حسن المعونة، يسير المؤونة، والفاجر بضده"، و"إذا مدح الرجل نفسه ذهب بهاؤه"، و"من صدق في حديثه مُتِّع بعقله، ولم يُصبه ما يصيب الناس من الهرَم والخرف". وقال: "ما أسرَّ عبدٌ سريرةَ خير إلا ألبسه الله رداءها، ولا أسرّ سريرةَ سوء إلا ألبسه الله رداءها".
ومن حكم مالك أيضا: "من أكثر الكلام، ومراجعة الناس قلَّ بهاؤه"، "وكل شيء ينفع فضله إلا الكلام"، و"كثرة الكلام تمج العلم وتذله وتنقصه"، وكان يقول حين يُسأل ويُستفتى: الكلام بالباطل يصد عن الحق"، و"لا يستكمل الرجل الإيمان حتى يحز لسانه".
وتكلم مالك عن العلم كثيرًا، ومن ذلك قوله: "ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يضعه الله في القلوب"، وقال: "لا تسأل عما لا تريد فتنسى ما تُريد، فإنه مَن اشترى ما لا يحتاج إليه باعَ ما يحتاج إليه"، و"من طلب هذا الأمر (أي علم الدين) صبر عليه، فلا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم، حتى يضربه الفقر، ويؤثِرَه على كل حال".
وقال: "إن هذا العلم دين، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال فلان، قال رسول الله -
slah.png
- عند هذه الأساطين - وأشار إلى مسجد رسول الله -
slah.png
- فما أخذتُ عنهم، وإنّ أحدهم لو أؤتمن على بيت مال لَكان به أمينًا، إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن...".
وقال مالك: "بلغني أن العلماء يُسألون يوم القيامة عما يُسأل عنه الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام"، و"طلبُ العلم حَسَن جميل، ولكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي فالزمه" ـ يقصد عمل اليوم والليلة، و"ينبغي للعالم ألا يتكلم بالعلم عند مَن لا يطيقه، فإنه ذل وإهانة للعلم، وحق على مَن طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة".
وقال مالك: "الناس في العلم أربعة: رجلٌ عَلم فعمل به، فمَثله في كتاب الله قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (سورة فاطر: الآية28)، ورجل عمل به ولم يُعَلِّمه فمثله في كتاب الله: (الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) (سورة البقرة: الآية159)، ورجل علِم علمًا وعلَّمه، ولم يعمل به، فمثله في كتاب الله: (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ) (سورة الفرقان: الآية44).
وقال مالك: "حق على مَن طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره".
وقال: "ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا أن يرى أثر نعمته عليه، وخصوصًا أهل العلم، ينبغي لهم أن يُظهروا مروءاتهم في ثيابهم، إجلالاً للعلم".
وقال: "أدب الله القرآن، وأدب رسوله السنة، وأدب الصالحين الفقه"، و"تعلموا من العلم حتى لبس النعل".
وقال تلميذه ابن القاسم: "كنا إذا ودَّعنا مالكًا يقول: اتقوا الله، وانشروا هذا العلم، وعلِّموه ولا تكتموه، ويقول في ذلك لمن ودعه: اتقوا الله في هذا العلم ولا تنزلوا به دار مضيعة، وبُثُّوه ولا تكتموه".
ولمالك أقوال أخرى يوضح فيها حقائق تتعلق بأشياء يخطئ كثير من الناس في فهمها، كالتقوى والزهد وغيرهما، فيقول: "التواضع في التُّقَى والدين، لا في اللباس، إنا كنا نتواضع في التُّقَى والدين لا في اللباس". و"الزهد في الدين: طِيب المكسب، وقصر الأمل".
وإذا كان الإمام أحمد قد خص موضوع الزهد بكتاب، فإن مالكا قد سجل فيه بعض الآراء، كقوله: "ما زهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة"، وقوله: "بغيتك منها ما يكفيك (أي من الدنيا)، فأقَلُّ عيشها يغنيك، وما قل وكفى خير مما كثُر وألهى".
وقال مالك: "قال لقمان لابنه: يا بني، إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون، وهم إلى الآخرة سراعٌ يذهبون، وإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت، واستقبلت الآخرة، وإن دارًا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها".

مـن نـصـائـح مـالـكـ ووصـايــاه

أهل العلم والفقه تتكون لديهم نظرة متميزة إلى الحياة، فتبدو وصاياهم ونصائحهم كنوزًا تزيد حياة الآخذين بها ثراءً وغنى. وللإمام مالك من الوصايا والنصائح نصيب وافر، ينم عن إخلاصه وحبه للحق، وسعيه إلى أن يشيع المعروف بين الناس. وقد وجه هذه النصائح والوصايا إلى الحكام أحيانا وإلى العامة أحيانا وإلى طلبة العلم أحيانا وإلى عموم المسلمين أحيانا.
ومن ذلك قوله: "عليك بمجالسة مَن يَزِيد في علمك قولُه، ويدعو لحال الآخرة فعله، وإياك ومجالسةَ من يعلِّمك قولَه ويعيبُك دينُه، ويدعوك إلى الدنيا فعلُه".
وقال مالك لتلميذه الزاهد العالم عبد الله بن مسلمة القعنبي: "مهما تلاعبت بشيء، فلا تلعبن بدينك".
وقال له رجل: أوصني، قال: "إذا هممت بأمر من طاعة الله فلا تحبسه إن استطعت فَواقًا (أي وقتا قصيرًا) حتى تمضيه، فإنك لا تأمن الأحداث، فإذا هممت بغير ذلك فإن استطعت ألا تمضيه فواقًا فافعل، لعل الله يحدث له تركًا، ولا تستح إذا دُعيت لأمرٍ ليس بحق أن تقول: قال الله تعالى في كتابه: (وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) (سورة الأحزاب: الآية53)، وطهِّر ثيابك، ونقِّها عن معاصي الله، وعليك بمعالي الأمور وكرائمها، واتقِ رذائلها وما سفَّ منها؛ فإن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سَفسافها، وأكثِر تلاوة القرآن، واجتَهِد ألا تأتي عليك ساعة من ليل أو نهار إلا ولسانك رطْب بذِكْر الله، ولا تُمَكِّن عليك الناس من نفسك، واذهب حيث شئت".
وقال رجل لمالك: أوصني، فقال: "أوصيك أن تعمل صالحًا، وتأكل طيبًا".
ونصح أحد الخلفاء في رسالة بقوله: "اعلم أن الله تعالى قد خصك من موعظتي إياك بما نصحتك به قديمًا، وأتيت لك فيه ما أرجو أن يكون الله تعالى جعله لك سعادة، وأمرًا جعل سبيلك به إلى الجنة، فلتكن - رحمني الله وإياك - فيما كتبته إليك، مع القيام بأمر الله، وما استرعاك من رعيته، فإنك المسؤول عنهم، صغيرهم وكبيرهم، وقد قال النبي -
slah.png
: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، وقد بلغني أنه وقت أصيب عمر حضر أصحاب النبي -
slah.png
- فأثنوا عليه، فقال عمر: المغرور مَن غررتموه، لو أن ما على وجه الأرض ذهبٌ لافتديتُ به من أهوال المطلع. فعمر - رضي الله عنه - كان مسددًا موفقًا، مع ما قد شهد له النبي -
slah.png
- بالجنة، ثم هو مع هذا خائف لما تقلد من أمور المسلمين فكيف بمن قد علمت؟‍! فعليك بما يقربك إلى الله، وينجيك منه غدًا، واحذر يومًا لا ينجيك فيه إلا عملك، ولك أسوة بمن قد مضى من سلفك، وعليك بتقوى الله، فقدِّمْه حيث هممتَ، وتطلع فيما كتبت به إليك في أوقاتك كلها، وخذ نفسك بتعاهدها والأخذ به والتأدُّب عليه، واسأل الله التوفيق والرشاد".
وأوصى مالك الخليفة المهدي: "أوصيك بتقوى الله وحده، والعطف على أهل بلد رسول الله ـ
slah.png
. تفقد أمور الرعية فإنك مسؤول عنهم؛ فإن عمر بن الخطاب قال: والذي نفسي بيده، لو هلك جمل بشاطئ الفرات ضَياعًا، لظننت أن الله يسألني عنه يوم القيامة".
ونصح حاكم المدينة النبوية قائلا: "إياك أن يضرك هؤلاء بثنائهم عليك، فإن من أثنى عليك، وقال فيك من الخير ما ليس فيك، أوشك أن يقول فيك من الشر ما ليس منك، فاتق الله في التزكية منك لنفسك، ولا ترض بها من أحد يقول لك في وجهك، فإنك أنت أعرف بنفسك منهم، فإني بلغني أن رجلاً مُدح عند النبي -
slah.png
- فقال: "قطعتم ظهره أو عنقه، لو سمعها ما أفلح".
وقال مالك ينصح القضاة: "ينبغي للقاضي ألا يترك مجالسة أهل العلم، وكلما نزلت به نازلة ردها إليهم، قيل له: فإن كان عالمًا، قال: أتراه أعلم من عمر بن الخطاب؟ وقد كان تنزل به النوازل فيجمع أصحاب النبي ـ
slah.png
ـ ثم يقطع هو أمر الخصوم، ولم يزل أصحاب النبي ـ
slah.png
ـ على هذا، يسأل بعضهم بعضًا عما ينزل بهم، وهكذا القضاة، وهذا العمل المعمول به الذي لا يسع أحدًا غيره، ولم يزل أهل العلم والفضل ببلدنا على هذا".
وقال: "تعلموا الحلم قبل العلم".
ويروَى عن مالك نصحه لرجل بقوله: "ما كنتَ لاعبًا فلا تلعبنَّ بدينك".
وقال خالد بن فراس: قلت لمالك: أوصني، قال: "عليك بتقوى الله، وطلب العلم عند أهله".
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت يا حبيبة
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل وعلا
وجزاك جل شأنه كل الخير
ورفع قدرك جل جلاله في الدارين
 
أعلى