حملة (فاذكروني أذكركم) هل من مشمر قبل رمضان

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتى فى الله
لدى فكره اتمنى ان تنال اعجابكم
بمناسبة قرب حلول ايام الرحمات والمغفره فكرت لكم فى فكره
هى ان نتعبد لله بحمله فى هذه الايام الطيبه
ماهى تلك الحمله؟؟؟
هى
هى
هى(فاذكرونى اذكركم))
هذا هو اسم الحمله التى سنقوم انا وانتن بنشرها قدر استطاعتنا
ورب مبلغ اوعى من سامع
فكرة الحمله تقوم على شرح مبسط جدااا لاذكار رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالكثير منا يقرأ الاذكار يوميا ولا يعرف معناها
ويقرأ اذكار النوم والسجود والمرض وغيرها ولا يعرف مامعنى قوله.
لذلك فكرت ان اضع لكن كل يوم شرح مبسط جدااااا ومختصر كمعانى للكلمات لذكر واحد يوميا
عسى ان يتقبلنى الرحمن واياكم فى هذه الايام المباركه ونكون من الذاكريين الله كثيرا والذاكرات
لكن
لكن
لكل شئ ثمن فما هو الثمن الذى سأحصله منكن بنشري تفسير الاذكار لكن؟؟؟
هو
هو
شيئان
الاول(سأضع لكن واجب يومى سنقوم انا وانتن بعمله وهو قراءة ذكر معين ععلى قدر استطاعتك فى في ذلك اليوم
طبت وطاب لسانك وغرست غراس جنتك بيديك اللهم امين
اما
الواجب الثانى فهو


نشرك لهذه الحمله قدر استطاعتك فى كل مكان تعرفيه
عسى ان نموت وتظل كلماتنا باقيه بين الناس
وتكون صدقه جاريه لى ولك اخيتى الغاليه
انتهت فكرة الحمله
ويبقى التنفيذ

سأبدأ ان قدر الرحمن لى البقاء غدا بأمر الرحمن
ويبقى لكن
الدعاء لى بالاخلاص والثبات والتوفيق
فان لم يقدر الرحمن لى البقاء ارجو ان تقوموا بنشر حملتى فالدال على الخير كفاعله
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الذكر الاول)))
مامعنى سبحان الله؟؟؟؟
فتسبيح الله عز وجل إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به نقصا ، أو تنسب إليه شرا ، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون .
وبهذا المعنى جاء السياق القرآني :
قال تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91ومنه أيضا ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/384) عن حذيفة رضي الله عنه – في وصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل - قال : ( وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبَّحَ ) صححه الألباني في صحيح الجامع (4782)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والأمر بتسبيحه يقتضي أيضا تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات صفات الكمال له ، فإن التسبيح يقتضي التنزيه ، والتعظيم ، والتعظيم يستلزم إثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه ، وتحميده ، وتكبيره ، وتوحيده " انتهى.


99wy1.gif



اليوم الثانى
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الكلام أفضل؟

قال : "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده" _رواه مسلم


قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مره ..

لم يأتي أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ماقال أو زاد عليه )) .. رواه مسلم ..

معنى سبحان الله وبحمده
((سبحان الله وبحمده فيها تنزيه الله عن النقائص والعيوب وعما لايليق به ..

سبحان الله وبحمده :الحمد وصف المحمود بالكمال فأنت جمعت في قولك سبحان الله وبحمده بين تنزيه الله عن النقائص وإثبات الكمال لله


وكذلك قالت الملائكة{ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}

كيف يعني نسبح بحمدك ؟

تقول سبحانك اللهم وبحمدك أو سبحان اللهوبحمده



وفي صحيح مسلم عن أبي ذرقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله قلت : يارسول الله اخبرني بأحب الكلام إلى الله

فقال: إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده
ولكن
ولكن
ذكر اليوم ذكر مقيد
اى
اى
يقال فى اذكار الصباح مائة مره
وفى اذكار المساء مائة مره


99wy1.gif




اليوم الثالث من الحمله

(((معنى لا اله الا الله")))

لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين
، الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه،
والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه.

شروط لااله الا الله


1- العلم بمعناها: وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه، قال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ } [محمد:19].

2- اليقين: بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته، لقوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات:15] وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » رواه مسلم.

3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه: والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، ذلك أن الله أخبرنا عن أقوام رفضوا قول لا إله إلا الله، فكان ذلك سبب عذابهم، قال تعالى: { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ.إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [الصافات:34-35]

4- الانقياد لما دلت عليه: بمعنى أن يكون العبد عاملاً بما أمره الله به، منتهياً عما نهاه الله عنه، قال تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأَمُورِ } [لقمان:22]، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " العروة الوثقى هي لا إله إلا الله ".

5- الصدق: ومعناه أن يقولها صادقاً من قلبه، يوافق قلبه لسانه قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } [البقرة:8-9].

6- الإخلاص: وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة، قال تعالى: { وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } [البينة:5].

7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبُغض ما ناقضها، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } [البقرة:165].

فهذا هو معنى هذه الكلمة، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه. وقد قيل للحسن إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملاً بها، آتيا بشروطها، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها.
فضل كلمة التوحيد
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.

قال الامام النووى
وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه، سواء قاله متوالية أو متفرقة، في مجالس، أو بعضها أول النهار، وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزا له في جميع نهاره






99wy1.gif

اليوم الرابع
((ذكر اليوم هو لاحول ولاقوة الا بالله ))
معناها
1 – قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) أي: (( لا حول بنا على العمل بالطاعة إلاّ بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاّ بالله )) رواه ابن أبي حاتم .
2 – وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال في معناها أي (( لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته )) .
3 – وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معناها أي: (( أنا لا نملك مع الله شيئاً، ولا نملك من دونه، ولا نملك إلاّ ما ملكنا مما هو أملك به منا )) .
4 – وسئل زهير بن محمد عن تفسير (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) فقال: ((لا تأخذ ما تحبّ إلاّ بالله، ولا تمتنع مما تكره إلاّ بعون الله )) رواه ابن أبي حاتم .
5 – وسئل أبو الهيثم الرازي ( ت276هـ ) وهو إمام في اللغة عن تفسير ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) فقال: (( الحول: الحركة، يقال حال الشخص إذا تحرك، فكأنّ القائل إذا قال: لا حول ولا قوة ، يقول: لا حركة ولا استطاعة إلاّ بمشيئة الله



ومن المواضع التي تقال فيها هذه الكلمة ما يلي :
- إذا تقلب في الليل :
فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه ) رواه البخاري / 1086
- إذا قال المؤذن حي على الصلاة أو حي على الفلاح :
فعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم في صحيحه / 578 ، وأبو داوود في سننه / 443 .
- إذا خرج من بيته :
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي في سننه / 3348 ، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وانظر صحيح الجامع للألباني / 6419
ورواه أبو داوود في سننه / (4431) وزاد : ( فيقول له شيطان آخر : كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) .
- بعد الصلاة :
فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ : ( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ " رواه مسلم في صحيحه / 935.
فضلها
وثبت في سنن أبي داود والنسائي والدار قطني وغيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال:جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلّمني شيئاً يجزيني قال:" تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله "، فقال الأعرابي هكذا وقبض يديه فقال: هذا لله فما لي، قال:"تقول: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني" فأخذها الأعرابي وقبض كفيه،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أمَّا هذا فقد ملأ يديه بالخير
وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّه سئل عن " الباقيات الصالحات " فقال: لا إله إلاّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
وعن سعيد بن المسيب قال: (( الباقيات الصالحات:سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله )) .



99wy1.gif



.................اليوم الخامس
ذكر اليوم ((الله اكبر))
التكبير
التكبير هو تعظيم الرب تبارك وتعالى وإجلاله ، واعتقاد أنه لاشيء أكبر ولا أعظم منه
فيصغر دون جلاله كل كبير ، فهو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الصعاب الجبابرة ، وعنت له الوجوه
وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق ، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء
واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره المخلوقات .
والتكبير معناه التعظيم ، لكن ينبغي ان يعلم أن التعظيم ليس مرادفا في المعنى للتكبير
فالكبرياء أكمل من العظمة ، لأنه يتضمنها ويزيد عليها في المعنى ..

نرددها وراء المؤذن فى بداية الأذان

فهذا نداء من الله تعالى لعباده للإسراع لتلبية نداء الصلاة

فالله أكبر من كل شىء تكون مشغولا به وقتها
نقولها حين نشرع فى الصلاة ونرفع اليدين
نقول الله أكبر
فنتذكر بذلك أن الله أكبر من كل شىء نشغل به أنفسنا أثناء الصلاة
وأننا إذا دخلنا فى الصلاة فيجب أن نستحضر عظمة الله ولا ننشغل بسواه
نقولها عند الصعود
فنتذكر بأن الله أكبر منا ومن كل شىء فلا يأخذنا الكبر والاستعلاء
عن جابر رضى الله عنه : كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبـّحنا . البخارى


99wy1.gif



ذكر اليوم السادس
اذكار الصباح والمساء
فضل وقت الصباح
قال ابن القيم : ومن المكروه عندهم - أي السلف رحمهم الله - النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، فإنه وقت غنيمه ، وللسير عند السالكين مزيةً عظيمه ، حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس ، فإنه أول النهار ومفتاحه ، ووقت نزول الأرزاق
شرح الذكر


( أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءً قدير ، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده ، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر ) رواه مسلم ، ( وإذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله

أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله : أي : دخلنا في الصباح متلبسين بنعمة وحفظ من الله تعالى واستمر دوام الملك كائناً لله ، ومختصاً به

لا إله إلا الله وحده لا شريك له : أي لا معبود بحق إلا هو ( وحده ) فيه تأكيد للإثبات (لا شريك له ) فيه تأكيد للنفي
وهذا تأكيد من بعد تأكيد إهتماماً بمقام التوحيد وتعلية لشأنه ، ولما أقر لله بالوحدانيه أتبع ذلك بالإقرار له بالملك والحمد والقدره على كل شيء فقال :



له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءً قدير : فالملك كله لله ، وبيده سبحانه ملكوت كل شيء والحمد كله له ملكاً وإشتقاقاً ، وهو سبحانه على كل شيء قدير ، فلا يخرج عن قدرته شيء قال تعالى : { وما كان الله ليعجزه من شيءٍ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً } سور فاطر 44


وفي الإتيان بهذه الجمله المتقدمه بين يدي الدعاء فائده عظيمه ، فهو أبلغ في الدعاء ، وأرجاء للإجابه ثم بدأ بعد ذلك بذكر مسألته وحاجاته فقال :


ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم - أو هذه الليله - : أي أسألك الخيرات التي تحصل في هذا اليوم من خيرات الدنيا والأخره ، أما خيرات الدنيا : فهي حصول النعم والأمن والسلامه من طوارق الليل وحوادثه ونحوهما ، وأما خيرات الأخره : فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليله بالصلاه والتسبيح وقراءة القرآن ونحو ذلك

وخير ما بعده - أو ما بعدها - : أي أسألك الخيرات التى تعقب هذا اليوم أو هذه الليله


وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده : أي واعتصم بك وألتجىء إليك من شر ما أردت وقوعه فيه من شرور ظاهره أو باطنه

ربِّ أعوذ بك من الكسل : المراد بالكسل : عدم إنبعاث النفس للخير مع ظهور القدره عليه ، ومن كان كذلك فإنه لا يكون معذوراً بخلاف العاجز ، فإنه معذور لعدم قدرته

وسوء الكبر : أي ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل وإختلاط الرأي وغيره ذلك مما يسوء به الحال

ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر : أي أستجير بك ياالله من أن ينالني عذاب النار وعذاب القبر ، وإنما خصصهما بالذكر من بين سائر أعذبة يوم القيامه لشدتهما ، وعظم شأنهما ، فالقبر أول منازل الأخره ، ومن سلم فيه سلم فيما بعده ، والنار ألمها عظيم وعذابها شديد

99wy1.gif




اليوم السابع

( اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا وبك نموت ، وإليك النشور ) رواه الترمذي

وإذا أمسى قال : ( اللهم بك أمسينا ، وبك أصبحنا

هذا الذكر اشتمل على تذكير المسلم بعظيم فضل الله عليه وواسع كرمه ، فنوم الإنسان ويقظته وحركته وسكونه وقيامه وقعوده إنما هو بالله عز وجل فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن

اللهم بك أصبحنا : تقديم بك على أصبحنا وما بعده يفيد الإختصاص ، أي بنعمتك وإعانتك وبحفظك أصبحنا

وبك أمسينا : ( دخلنا في المساء ) أي : بنعمتك وإعانتك وبحفظك أمسينا

وبك نحيا وبك نموت : أي مستجيرين ومستعيذين بك في جميع الأوقات ، وسائر الأحوال في الإصباح والإمساء والمحيا والممات

فإنما نحن بك ، أنت المعين وحدك ، وأزمة الأمور كلها بيدك ، ولا غنى لنا عنك طرفة عين ، وفي هذا من الإعتماد على الله واللجوء إليه والإعتراف بمنه وفضله ما يحقق للمرء إيمانه ويقوي يقينه ويعظم صلته بربه سبحانه


وإليك النشور :أي الإحياء للبعث يوم القيامه


وفي المساء يقول ( إليك المصير ) : أي المرجع والمآب كما قال تعالى : { إن إلى ربك الرجعى } العلق 8

وقد جعل صلى الله عليه وسلم قوله ( وإليك النشور ) في الصباح ، وقوله ( وإليك المصير ) في المساء رعايةً للتناسب والتشاكل ، لإن الإصباح يشبه النشر بعد الموت ، والنوم موتةً صغرى ، والقيام منه يشبه النشر من بعد الموت ، قال تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل ٍ مسمى إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون } سورة الزمر 42

ابن عباس قال: أرواح الأموات تلتقي مع أرواح الأحياء

والإمساء يشبه الموت بعد الحياه ، لأن الإنسان يصير فيه إلى النوم الذي يشبه الموت والوفاه ، فكان بذلك خاتمة كل ذكرٍ متجانسةً غاية المجانسه على المعنى الذي ذكر فيه ، ومما يوضح هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يقول عند قيامه من النوم : ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ) رواه البخاري

فسمي النوم موتاً ، والقيام منه حياةً من بعد الموت


99wy1.gif



اليوم الثامن

( اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ، ووعدك ما أستطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فأغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )

فضلها : ( أن من قالها موقناً بها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنه وكذلك إذا أصبح ) رواه البخاري

أول الحديث : ـ سيد الإستغفار : أن يقول العبد اللهم أنت ربي ، أي : أفضل أنواع الأذكار التي تطلب بها المغفره هذا الذكر الجامع لمعاني التوبه ، والإستغفار : طلب المغفره
والمغفره : الستر للذنوب والعفو عنها


قال الطيبي : لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبه كلها أستعير له أسم السيد ، هو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ، ويرجع إليه في المهمات ، قال ابن أبي جمرة : جمع الحديث من بديع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى سيد الإستغفار ، ففيه الإقرار لله وحده بالألوهيه ، ولنفسه بالعبوديه ، والإعتراف بأنه الخالق ، والإقرار بالعهد الذي أخذ عليه ، والرجاء بما وعد به ، والإستعاذه مما جنى به على نفسه ، وإضافة النعم إلى موجدها ، وإضافة الذنب إلى نفسه ، ورغبته في المغفرة ، واعترافه بأنه لا يقدر على ذالك إلا هو


ويظهر أن اللفظ المذكور إنما يكون سيد الإستغفار : إذا جمع صحة النيه والتوجه والأدب تحفة الذاكرين للشوكاني ص 87 ن فيض القدير للمناوي 4 / 119


اللهم : هي بمعنى يا الله ، حذف منها يا النداء وعوض عنها بالميم المشددة ، ولهذا لا يجوز الجمع بينهما

أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك : فيه تذلل وخضوع ، وإنكسار بين يدي الله ، وإيمان بوحدانيته سبحانه في ربوبيته وألوهيته

وأنا على عهدك ووعدك ما أستطعت : أي وأنا على ما عاهدتك عليه ، وواعدتك من الإيمان بك ، وإخلاص الطاعه لك قدر إستطاعتي ، وقيل : العهد ما أخذ عليهم في عالم الذر ( ألست بربكم ) والوعد ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أن مات لايشرك بالله شيئاً دخل الجنه
أعوذ بك من شر ما صنعت : أي التجئ إليك يا الله ، واعتصم بك من شر الذي صنعته من شر عاقبته ، وحلول عقوبته وعدم مغفرته ، أو من العود إلى مثله من شر الأفعال وقبيح الأعمال
أبوء لك بنعمتك علي : أي أعترف بعظم إنعامك علي ، وفي ضمن ذلك شكر المنعم سبحانه والتبري من كفران النعم

وأبوء بذنبي : أي أقر بذنبي من تقصير في واجب أو فعل لمحظور

وفائدة الإعتراف بالذنب : أن الإعتراف يمحو الإقتراف كما قيل

فإن أعترف المرء يمحوا اقترافه
كما أن إنكار الذنوب ذنوب

فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت : أي اغفر لي يا الله ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت


99wy1.gif



اليوم التاسع

( اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقك ، فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر

وفي المساء ( اللهم ما أمسى بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقك ، فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر )


فضله : من قاله حين يصبح قد أدى شكر يومه ، ومن قاله حين يمسى فقد أدى شكر ليلته رواه أبو داود

قال الشوكاني : وفي الحديث فضيلةً عظيمه ومنقبه كريمه حيث تكون تأدية واجب الشكر بهذه الألفاظ اليسيره0 تحفة الذاكرين ص 84

اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقك : أي ما صار مصاحباً بي من نعمه أو بأحد من خلقك

فمنك : أي فمن عندك ومن فضلك

وحدك لا شريك لك : تأكيداً بمعنى : كل ما أصبح بي من نعمه فمنك وحدك لا يشاركك في إعطائها غيرك


فلك الحمد ولك الشكر : أي لك الحمد بلساني على ما أعطيت ، ولك الشكر بجوارحي على ما أوليت ، وإنما جمع بين الحمد والشكر لأن الحمد رأس للشكر ، والشكر سبب للزياده قال تعالى : { لئن شكرتم لأزيدنكم } سورة إبراهيم 7
وشكر النعم واجب قال تعالى : { وأشكروا لي ولا تكفرون } سورة البقره 125


99wy1.gif


اليوم العاشر

أصبحنا على فطرة الإسلام ، وعلى كلمة الإخلاص ، وعلى دين

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً
مسلماً وماكان من المشركين ) رواه أحمد .
ماأجمل أن يفتتح المسلم يومه بهذه الكلمات العظيمه المشتمله

على تجديد الإيمان ، وإعلان التوحيد ، وتأكيد الألتزام بدين

محمد صلى الله عليه وسلم ، والإتباع لملة إبراهيم الخليل عليه
السلام الحنيفيه السمحه والبعد عن الشرك كله صغيره وكبيره ،

فهي كلمات إيمان وتوحيد ، وصدق وإخلاص ، خضوع وإذعان

، ومتابعه وأنقياد .
أصبحنا على فطرة الإسلام : أي من الله علينا بالإصباح ونحن
على فطر ة الإسلام متمسكين بها ،محافظين عليها ،غير مغيرين
ولا مبدلين .
فطرة الإسلام : أي دين الإسلام الذي فطر الله الناس عليه ،وذلك

بأن يقيم المرء وجهه لدين الله حنيفاً بالتوجه بالقلب والقصد

والبدن ، إلى الألتزام بشرائع الدين الظاهره والباطنه كما قال

تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس

عليها } سور ة الروم 30 .
ولاشك أن نعمة الله على عبده عظيمه أن يصبح وهو على فطرة

سليمه لم يصبها تلوث أو تغيرأو أنحراف .
وعلى كلمة الإخلاص : أي وأصبحنا على كلمة التوحيد لا إله إلا
الله .
وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : أي وأصبحت على

ذلكم الدين العظيم الذي ر ضيه الله لعباده ديناً , وبعث به نبينا
الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم .
وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وماكان من المشر كين :

أي وأصبحت على هذه المله المبار كه ملة إبراهيم عليه السلا م
وهي الحنيفيه السمحه والتمسك بالإسلام والبعد عن الشرك
ولهذا قال تعالى : {حنيفاً مسلماً وماكان من المشر كين} سورة
آل عمران 65.



99wy1.gif
 
التعديل الأخير:

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
اليوم الحادى عشر

اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت ، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أن ) ( ثلاث مرات ) رواه أبو داود
العافيه هى (((نأمين الله لعبده من كل نقمه ومحنه)))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنن الامام احمد وصححه الشيخ الالبانى(((سلو الله العفو العافيه فإن أحدا لم يعط بعد البقين خيرا من العافيه)))

اللهم عافني في بدني : أي سلمني من الأمراض والآفات في بدني ، وسلمني من الذنوب والأثام

اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري : خصصت هاتين الحاستين وهما داخلتان في البدن ، لأنهما الطريق إلى القلب الذي بصلاحه يصلح الجسد كله ، وبفساده يفسد الجسد كله ، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا وأجعله الوارث منا ) وهذا سؤال الله ان يبقي السمع والبصر وسائر القوى صحيحه سليمه لما في ذلك من الإستعانه بها على القيام بالطاعات

لا إله إلا أنت : لا معبود بحق سواك

اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر : أي التجئ وأحتمي بك من الكفر - وهو غاية الضلاله - والفقر : هو خلو ذات اليد

وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت : أي ألتجئ وأحتمي بك من عذاب القبر ، وهو ما يكون في البرزخ من العذاب على الروح والبدن لمن أستحق ذلك ، وفي هذا إثبات أن عذاب القبر حق ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس أستعيذوا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق ) رواه أحمد


99wy1.gif

اليوم الثانى عشر
آية الكرسي


‏﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا ‏فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ ‏يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ ‏حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ سورة البقره 255


فضلها : من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي ، ومن قالها حين يمسي أُجير منهم حتى يصبح رواه حاكم

هذه الآيه أعظم آيه في كتاب الله ، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب رضي الله عنه : ( أي آيه أعظم في كتاب الله ؟ ) ( قال : آية الكرسي ، فضرب على صدره ، وقال : ليهنك العلم أبا المنذر) رواه مسلم { أي ليكن العلم هنيئاً لك

الشرح : هذه الآيه الكريمه إنما كانت بهذه المنزله لعظم ما دلت عليه من توحيد لله وتمجيد وحسن الثناء عليه ، وذكر نعوت جلاله وكماله ، فتضمنت من أسماء الله خمسه أسماء ، وتضمنت من الصفات ما يزيد على العشرين صفه للرب تبارك وتعالى
قال أبن القيم : وليس في القرآن آيه واحده تضمنت ما تضمنته آية الكرسي مجموع الفتاوى 14 / 129


وقد اشتملت هذه الآيه العظيمه على عشر جمل مستقله : ـ

الله لا إله إلا هو : بدئت الآيه بذكر تفرد الله بالألوهيه ، فهو سبحانه لا معبود بحق إلا هو ، والوهية غيره وعبادة غيره باطله قال تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير } سورة الحج 62

الحي القيوم : جمع هذين الأسمين في غاية المناسبه وذلك إنهما محتويان على جميع صفات الكمال ، فكمال الأوصاف في الحي ، وكمال الأفعال في القيوم

فالحي : هو كامل الحياة ، وذلك يتضمن الصفات الذاتيه لله كالسمع والبصر والعلم والعزه والقدره والكبرياء والعظمه وغيرها من صفات الذات المقدسه

القيوم : القائم على نفسه فلا يحتاج إلى أحد من خلقه ، والقائم على غيره فكل أحد محتاج إليه

لا تأخذه سنة ولا نوم : أي لا يعتريه نعاس ولا نوم ، لأن السنة والنعاس إنما يعرضان للمخلوق الذي يعتريه الضعف والعجز ، ولا يعرضان لذي العظمه والكبرياء والجلال

له ما في السماوات وما في الأرض : إخبار بأن الجميع عبيده ، وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه ، ويتفرع على كون الملك لله ألا نتصرف في ملكه إلا بما يرضاه ، ومنها : تسليت الإنسان عند المصائب ، ورضاه بقضاء الله وقدره ، لأنه متى علم أن الملك لله وحده رضي بقضائه ، وسلم
قال سفيان : ما يكره العبد خير له مما يحب لأن ما يكرهه يهيجه للدعاء وما يحبه يلهيه

من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه : هذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أجد على أن يشفع لا أحد عنده إلا بإذنه في الشفاعه قال تعالى : { وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى } سورة النجم 26

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم : إخبار عن علمه الواسع المحيط بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها

ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء : لها معنيان : ـ

* لا يحيطون بشيءٍ من علمه ، أي : لا يعلمون عن الله سبحانه من أسمائه وصفاته وأفعاله إلا بما شاء أن يعلمهم إياه فيعلمونه
* ولا يحيطون بشيءٍ من معلومه - أي مما يعلمه في السماوات والأرض - إلا بما شاء أن يعلمهم إياه فيعلمونه

وسع كرسيه السماوات والأرض : هذا بيان لعظمة الله بذكر عظمة مخلوقاته ، فإذا كان الكرسي وهو مخلوق من مخلوقاته وسع السماوات والأرض فكيف بالخالق الجليل ؟! وقد شمل وأحاط الكرسي السماوات والأرض
والكرسي : هو موضع قدمي الرب سبحانه وهو بين يدي العرش كالمقدمه له ، والعرش فوق المخلوقات وهو أعلى المخلوقات
قال صلى الله عليه وسلم (ما السماوات السبع والأرضون بالنسبه للكرسي إلا كحلقة أُلقيت في فلاه من الأرض ، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاه على تلك الحلقه ) رواه ابن حبان

ولا يؤوده حفظهما : أي لا يثقله حفظ السماوات والأرض لكمال عظمته واقتداره ، فالسماوات والأرض تحتاج إلى حفظ ، ولولا حفظ الله لفسدتا لقوله تعالى : { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفورا فاطر 41

وهو العلي : له العلو المطلق :ـ
* علو القدر : معناه أن الله ذو قدر عظيم ، لا يماثله أحد من خلقه ، ولا يعتريه معه نقص
* علو القهر : معناه أن الله قهر جميع المخلوقات ، فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه
* علو الذات : معناه أن الله بذاته فوق عرشه

العظيم : الجامع لجميع صفات العظمه والكبرياء ، الذي تحبه القلوب وتعظمه الأرواح ، من تعظيمك لله تعظيمك لأمره ونهيه وللصلاه ولأوامره
وفي قوله تعالى { وهو العلي العظيم } التحذير من الطغيان على الغير ، ولهذا قال تعالى : { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً } سورة النساء 34 0
فإذا كنت متعالياً في نفسك فأذكر علو الله عز وجل ، وإذا كنت عظيماً في نفسك فأذكر عظمة الله ، وإذا كنت كبيراً في نفسك فأذكر كبرياء الله تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1 / 309 ، تيسير الكريم الرحمن لابن السعدي 1 / 313 ، تفسير البقره لابن عثيمين 3 / 255 ، فقه الأذكار للبدر 3 / 57 0

99wy1.gif


اليوم الثالث عشر
سورة الاخلاص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ

فضل هذه السور : من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شيء تيسير الكريم الرحمن لابن السعدي 1 / 313
ذكر في سبب نزول هذه السورة: أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السوره
{قل} الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً { { الله أحد} أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه {أحد} أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل. {الله الصمد ، بين الله تعالى أنه {الصمد} أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته، وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل، وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. {لم يلد} لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: «إنها بَضْعَةٌ مني، والله جل وعلا لا مثيل له، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل. والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل. وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: {أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم} [الأنعام: 101]. فالولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء، فإذا كان خالق كل شيء فكل شيء منفصل عنه بائن منه. وفي قوله: {لم يلد} رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عبادالرحمن إناثاً، وقالوا: إن الملائكة بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله بقوله: {لم يلد ولم يولد} لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟
ولم يكن له كفواً أحد} أي لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً ، أو له مثيل ،
وهذه السورة لها فضل عظيم . قال النبي صلى الله عليه وسلّم : « إنها تعدل ثلث القرآن»)، لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، فهي تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن. بدليل أن الإنسان لو كررها في الصلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزىء عنه، ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزىء عنه. فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل»، ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء.
هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر)، وفي سنة المغربوفي ركعتي الطواف)، وكذلك يقرأ بها في الوترلأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص.

99wy1.gif


اليوم الرابع عشر
من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شيء 0 تيسير الكريم الرحمن لابن السعدي 1 / 313

{ قل أعوذ برب الفلق } :
أعوذ : أصل كلمة عوذ : قيل : إنها مأخوذه من لزوم المجاوره ، فالعرب تقول للحم إذا لصق بالعظم فلم يتخلص منه ( عوذ ) لأنه أعتصم به وأستمسك به التفسير القيم لابن القيم ص 538

فالإستعاذه : هي الإلتجاء والإعتصام بالله من الشرور ، والإستعاذه تعظيم لله عز وجل ، لأن المستعيذ يشعر بالخوف فيلجأ إلى المستعاذ به حتى يقيه ويحفظه ، وهذا هو التعظيم بعينه ، والتعظيم عباده فوائد على كتاب التوحيد لابن جبرين ص 42

والحياه مليئه بالأفات والمكاره ، ولكل مخلوق أعداء من الجن والإنس ، ولا غنى لأي مخلوق من الإحتماء بجناب الله

الفلق : الصبح ، سمي ( فلق ) لأنه ينفلق عنه الظلام ، رب الفلق : هو الله سبحانه { فالق الإصباح وجعل الليل سكناً } الأنعام ( 96 ) 0

قال العلماء : كأن فيه إشاره إلى أن الذي يجلو الظلمات ويكشفها هو القادر على كشف ظلمات المرض والكرب


قل أعوذ برب الفلق : أي إلتجأ واعتصم برب الصباح


من شر ما خلق : الإستعاذه من كل شر : إنسياً أو جنياً أو دابةً أو ريحاً أو صاعقةً أو ناراً أو هواءً ، ومن كل شر في الدنيا والأخره ، وليس المراد الإستعاذه من شر كل ما خلقه الله ، فإن الجنه وما فيها ليس فيها شر ، وكذلك الملائكه والأنبياء فإنهم خير محض ، والخير كله حصل على أيديهم

من شر غاسق إذا وقب : الغاسق هو ظلام الليل ، أو القمر إذا ظهر ، وكلا المعنيين صحيحان ، أي : يستعاذ من شر ما يكون في ظلام الليل الذي تنتشر فيه كثير من الأرواح الشريره والحيوانات المؤذيه

قال ابن القيم رحمه الله : الليل هو محل الظلام وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط بالنهار ، فإن النهار نور ، والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمه وعلى أهل الظلمه ، ولهذا كان سلطان السحر وعظم تأثيره إنما هو بالليل دون النهار ، فالسحر الليلي عندهم هو السحر القوي التأثير ، ولهذا كانت القلوب المظلمه هي محال الشياطين وبيوتهم ومأواهم ، والشياطين تجول فيها وتتحكم كما يتحكم ساكن البيت فيه ، وكلما كان القلب أظلم كان للشيطان أطوع

ومن هنا تعلم السر في الإستعاذه برب الفلق في هذا الموضع ، فإن الفلق : هو الصبح الذي هو مبدأ ظهور النور ، وهو الذي يطرد جيش الظلام وعسكر المفسدين في الليل ، فيأوي كل خبيث ومفسد وكل لص وكل قاطع طريق إلى سرب أو كن أو غار ، وتأوي الهوام إلى جحورها ، والشياطين التي أنتشرت بالليل إلى أمكنتها ومحالها ، فأمر الله عباده أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمه ويزيلها ، ولهذا ذكر الله في كل كتاب أنه يخرج عباده من الظلمات إلى النور ، ويدع الكفار في ظلمات كفرهم قال تعالى : { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور } البقره 257

فالإيمان كله نور ، ومآله إلى نور ، ومستقره في القلب المضيء المستنير ، والمقترن بأهل الأرواح المستنيره المضيئه المشرقه ، والكفر والشرك كله ظلمه ، ومآله إلى الظلمات ومستقره في القلوب المظلمه ، والمقترن بأهله الأرواح المظلمه تفسير القيم لابن القيم ص 560

ومن شر النفاثات في العقد : أي ومن شر السواحر ، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي ص 937

ومن شر حاسدٍ إذا حسد : الحاسد هو الذي يتمنى زوال النعمه عن الغير ، وهو أعظم الخصال المذمومه لأن فيه إعتراضاً على الله ، وفيه إساءةٍ إلى الخلق

قال ابن القيم : وتأمل تقييده شر الحاسد بقوله { إذا حسد } لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ، ولا يترتب عليه أذى بوجه ما ، لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده ، بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ، ولا يعامل أخاه ، إلا بما يحب الله ، فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله

ويدخل فيه العائن الذي يصيب بنظرته ، لأن الإصابه نوع من الحسد ، فنستعيذ بالله من هذه الشرور



99wy1.gif

اليوم الخامس عشر

فضل هذه السور : من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شيء 0 تيسير الكريم الرحمن لابن السعدي 1 / 313
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاس}: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) } : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) } :

قل أعوذ : هذه السوره مشتمله على الإستعاذه

برب الناس : ذكر سبحانه ربوبيته للناس المتضمنه لتدبيرهم وتربيتهم وإصلاحهم ، وجلب مصالحهم وما يحتاجون اليه

ملك الناس : إضافة الملك : فهو ملكهم المتصرف فيهم وهم عبيده ومماليكه الذي إليه مفزعهم عند الشدائد

إله الناس : إضافة الألوهيه ، فهو إلههم الحق ليس لهم معبود سواه

وهذه الأيات الثلاث يمكن أن يقال : إنها أستوعبت أقسام التوحيد { برب الناس } توحيد الربوبيه { ملك الناس } توحيد الأسماء والصفات ، لأن الملك لا يستحق أن يكون ملكاً إلا بتمام أسمائه وصفاته ، { إله الناس } توحيد الألوهيه شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 5 / 548



{ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) } :
من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها ، الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس ، فيحسن لهم الشر ، ويريهم إياه في صوره حسنه ، وينشط إرادتهم لفعله ، ويقبح لهم الخير ، ويثبطهم عنه ، وهو دائماً بهذه الحال يوسوس ويخنس أي : يتأخر إذا ذكر العبد ربه وأستعان به على دفعه


{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) } : والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي ص 93

والرب سبحانه متصف بالقوه والعزه ، من أعتصم به لم يصله أذى أحد ، وتخلف عنه الضرر ولو مع وجود أسبابه




99wy1.gif
 
التعديل الأخير:

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
99wy1.gif


اليوم السادس عشر

حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات


فضلها : ( من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والأخره ) رواه أبو داود



حسبي الله : أي الله يكفيني جميع ما أهمني ، فلا نتوكل إلا عليه كما قال تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } سورة الطلاق 3



الذي لا إله إلا هو : الذي لا معبود بحق سواه



عليه توكلت : أعتمدت عليه وفوضت جميع أموري ، ووثقت به في جلب ما ينفع ، ويدفع ما يضر



وهو رب العرش العظيم : خص العرش لأنه أعظم المخلوقات ، وفي الأثر ( ما الكرسي في العرش إلا كحلقه من حديد ألقيت بين ظهري فلاه من الأرض ) رواه ابن جرير في تفسيره

وإذا كان هذا المخلوق بهذه العظمه والمجد والسعه ، فكيف بخالقه ومبدعه سبحانه ينظر أحكام القرآن للقرطبي 10 / 442 ، تيسير الكريم المنان للسعدي 3 / 318


99wy1.gif



اليوم السابع عشر




(اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ،اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ،اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ،اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) رواه أبو داود





بدأ صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء العظيم بسؤال الله العافيه في الدنيا والآخره ،فهي دعوه جامعه وشامله للوقايه من الشرور كلها في الدنيا والآخره ، والعافيه لايعادلها شيء ، ومن أعطى العافيه في الدنيا والآخره فقد كمل نصيبه من الخير .



اللهم إني أسألك العافية في الدنيا : أي أطلب منك محو الذنوب ، والوقايه من كل أمر يضرني من مصيبة أو بلاء .

والآخره : أي أطلب منك الوقايه من أهوال الآخره وشدائدها، ومافيه من أنواع العقوبات .

اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني : أي أطلب الوقايه من كل أمر يشين الدين أو يخل به " كذب - غيبه - نميمه " .
ودنياي : أي أطلب الوقايه منك يارب من كل أمر يضرني من مصيبة أو بلاء

وأهلي : أي أطلب الوقايه لأهلي من الفتن ، وحمايتهم من البلايا والمحن .

ومالي : أي أن تحفظه مما يتلفه من غرق أو حرق أو سرقه أو نحو ذلك

فجمع في ذلك سؤال الله الحفظ من جميع العوارض المؤذيه والأخطار المضره .

اللهم أستر عوراتي : أي عيوبي وتقصيري وكل مايسوؤني كشفه ، ويدخل في ذلك الحفظ من أنكشاف العوره ، وحري بالمرأه أن تحافظ على هذا الدعاء ، ولاسيما في هذا الزمان الذي كثر فيه تهتك النساء وعدم عنايتهن بالستر .
وآمن روعاتي : آمن : من الأمن هو ضد الخوف ، والروعات : جمع روعه ، وهو الخوف والحزن ،ففي هذا سؤال الله أن يجنبه كل أمر يخيفه أو يحزنه أو يقلقه ، وذكر الروعات بصيغة الجمع إشارة إلى كثرتها وتعددها .


اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي : فيه سؤال الله الحفظ من المهالك والشرور التي تعرض للإنسان من الجهات الست ، فقد يأتيه الشر والبلايا من الأمام ، أو من الخلف ، أو من اليمين ، أو من الشمال ، أو من فوقه ،أو من تحته ، وهو لايدري من أي جهه قد يفاجأه البلاء أو تحل به المصيبه ، فسأل ربه أن يحفظه من جميع جهاته ، ثم إن من الشر العظيم الذي يحتاج الإنسان إلى الحفظ منه : شر الشيطان الذي تربص بالإنسان الدوائر ، ويأتيه من أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، ليوقعه في البلايا والمهالك ، وليبعده عن سبيل الخير كما في دعواه في قوله { ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } سورة الأعراف 17
فالعبد بحاجه إلى حصن من هذا العدو ، وواق له من كيده وشره ، وفي هذا الدعاء العظيم تحصين للعبد من أن يصل إليه شر الشيطان من أي جهة من الجهات ، لأنه في حفظ الله ورعايته .


وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي : فيه إشارةٍ إلى عظم خطورة البلاء الذي يحل بالإنسان من تحته كأن تخسف به الأرض ، وهو نوع من العقوبه التي يحلها الله عز وجل ببعض من يمشون على الأرض دون قيام منهم بطاعة خالقها ومبدعها كما قال تعالى: { فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحه ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وماكان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } سورة العنكبوت

99wy1.gif



اليوم الثامن عشر

- أذكار الصباح و المساء قوت للقلوب و الأرواح ، تورث في القلب السكينة و الطمأنينة و الراحة و السرور .
2- من أسباب الحفظ و الأمن و السلامة من شرور الدنيا و الآخرة .
3- من أسباب فتح باب الخيرات و البركات .
4- من أسباب تحصيل الأجور العظيمة من الله سبحانه .
5- أعظم سلاح لدفع الشر قبل وقوعه ، و بعد وقوعه ، قال النبي صلى الله عليه و سلم ( الدعاء ينفع مما نزل ، و مما لم ينزل ، فعليكم عباد الله بالدعاء ) رواه الحاكم
اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم ) . رواه أبو داود ، يقوله المسلم إذا أصبح و إذا أمسى و إذا أخذ مضجعه .

هذا دعاء عظيم مشتمل على التعوذ بالله من الشرور كلها ، من مصادرها و بداياتها ، و من نتائجها و نهايتها ، و قد بدأه بتوسلات عظيمة إلى الله جل و علا بذكر جملة من صفاته الكريمة الدالة على عظمته و كماله .
فتوسل إليه بأنه :

عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ : أي : عالم ما غاب من الخلق و ما شاهدوه ، لأن الله يعلم الحاضر و المستقبل و الماضي ، ( و يعلم ما كان ، و ما يكون ، و ما لم يكن لو كان كيف يكون ، و لا يخفى عليه شيء ) .

فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ : يعني يا الله يا فاطر السماوات و الأرض ، و فاطرهما يعني : أنه خلقهما عز و جل على غير مثال سابق .

رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه : يعني مالك كل شيء و مليكه ، و الفرق بين الرب و بين المالك في هذا الحديث : أن الرب هو الموجد للأشياء الخالق لها ، و المليك هو الذي يتصرف فيها كيف يشاء.

أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت : اعترف بلساني و قلبي أنه لا معبود بحق إلا أنت .

أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي : لأن النفس لها شرور كما قال تعالى : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ) سورة يوسف ( 53)

فإذا لم يعصمك الله من شرور نفسك فإنها تضرك ، و تأمرك بالسوء ، و لكن الله إذا عصمك من شرها وفقك إلى كل خير .

وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه : يعني تسأل الله أن يعيذك من شر الشيطان ، و من شر شِــركه : أي : ما يأمرك به من الشِـرك ، أو ( شَرَكه ) والشَرَك : ما يصطاد به الحوت و الطير و ما أشبه ذلك ، لأن الشيطان له شَرَك يصطاد به بني آدم ، إما شهوات أو شبهات أو غير ذلك .

وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم : أي أجر على نفسي سوء أو إلى مسلم . شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 1/ 541

قال ابن القيم : فذكر النبي صلى الله عليه و سلم مصدري الشر ، و هما : النفس و الشيطان ، و ذكر مورديه ، و نهايته و هما : عوده على النفس أو أخيه المسلم . بدائع الفوائد 2/ 209


99wy1.gif




اليوم التاسع عشر
اللَّهُمَّ إِنِّى أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلاَئِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ) أربع مرات

فضلها : من قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات أعتقه الله من النار ، و إذا أمسى قال : اللهم إني أمسيت أشهدك و أشهد حملة عرشك ... رواه أبو داود

اللَّهُمَّ إِنِّى أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ : أي دخلت في الصباح ، و أنا أشهدك و أشهد حملة عرشك و هم الملائكة المقربين ، حملة العرش الأربعة قال تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ... ) سورة غافر ( 9 )

فإذا كان يوم القيامة كانوا ثمانية قال تعالى : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) سورة الحاقة ( 17 )

وَمَلاَئِكَتَكَ : الملائكة خلق عظيم ، خلقهم الله من نور .

وَجَمِيعَ خَلْقِكَ : من باب عطف العام على الخاص ، لأن جميع الخلق يتناول الملائكة و غيرهم .

و المراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات : هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر ، أو أن المقام مقام الإشهاد ، و الملائكة أولى بذلك من غيرهم ، لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو ، و أن محمداً عبده و رسوله قبل سائر المخلوقات ، و إما لأن الأصل في المشهود العدالة و هي أتم فيهم .

أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ : أنك لا معبود بحق سواك وحدك لا شريك لك .

وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ : و أن محمداً عبد لك شرفته بالرسالة على جميع الخلق .

99wy1.gif



اليوم العشرون

اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ ، اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ ) ثلاث مرات رواه أبو داود

اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي : أي سلمني من الأمراض و الآفات في بدني ، و سلمني من الذنوب و الآثام .

اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري : خصصت هاتين الحاستين و هما داخلتان في البدن ، لأنهما الطريق إلى القلب الذي بصلاحه يصلح الجسد كله ، و بفساده يفسد الجسد كله ، و قد ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم ( و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا أبداً ما أحييتنا و اجعله الوارث منا ) و هذا سؤال الله أن يبقي السمع و البصر و سائر القوى صحيحة سليمة لما ورد في ذلك من الاستعانة بها على القيام بالطاعات .
لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ : لا معبود بحق إلا الله .

اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر : أي ألتجئ و احتمي بك من الكفر - و هو غاية الضلال - و الفقر : و هو خلو ذات اليد .

وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ : أي ألتجئ و احتمي بك من عذاب القبر ن وهو ما يكون في البرزخ من العذاب على الروح و البدن لمن استحق ذلك ، و في هذا إثبات أن عذاب القبر حق ، و قد قال صلى الله عليه و سلم : ( أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب ا

لقبر ، فإنه عذاب القبر حق ) . رواه أحمد

99wy1.gif



اليوم العشرون

اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ ، اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ ) ثلاث مرات رواه أبو داود

اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي : أي سلمني من الأمراض و الآفات في بدني ، و سلمني من الذنوب و الآثام .

اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري : خصصت هاتين الحاستين و هما داخلتان في البدن ، لأنهما الطريق إلى القلب الذي بصلاحه يصلح الجسد كله ، و بفساده يفسد الجسد كله ، و قد ورد عن الرسول صلى الله عليه و سلم ( و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا أبداً ما أحييتنا و اجعله الوارث منا ) و هذا سؤال الله أن يبقي السمع و البصر و سائر القوى صحيحة سليمة لما ورد في ذلك من الاستعانة بها على القيام بالطاعات .
لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ : لا معبود بحق إلا الله .

اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر : أي ألتجئ و احتمي بك من الكفر - و هو غاية الضلال - و الفقر : و هو خلو ذات اليد .

وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ : أي ألتجئ و احتمي بك من عذاب القبر ن وهو ما يكون في البرزخ من العذاب على الروح و البدن لمن استحق ذلك ، و في هذا إثبات أن عذاب القبر حق ، و قد قال صلى الله عليه و سلم : ( أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب ا

لقبر ، فإنه عذاب القبر حق ) . رواه أحمد


99wy1.gif
 
التعديل الأخير:

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
99wy1.gif


اليوم الحادى والعشرون
رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاث مرات)

فضلها : من قالها ثلاثاً حين يصبح و ثلاثاً حين يمسي كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة . رواه أحمد

رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً : الرضا بربوبية الله يتضمن الرضا بعبادته وحده لا شريك له ، و الرضا بتدبيره للعبد و اختياره له .

قال ابن القيم : من رضي بالله رباً ، رضيه الله له عبداً .

وَبِالإسْلامِ ديـناً : الرضا بالإسلام ديناً يقتضي اختياره له على سائر الأديان .

وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً : يقتضي الرضا بجميع ما جاء به صلى الله عليه و سلم من عند الله ، و قبول ذلك بالتسليم و الانشراح .

مدارج السالكين لابن القيم ص 370 ، جامع العلوم و الحكم لابن رجب 1/ 118


99wy1.gif



اليوم الثانى والعشريين
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلا مُتَقَبَّلا . ( إذا أصبح ) رواه ابن ماجه

من يتأمل هذا الدعاء العظيم يجد أن الإتيان به بعد صلاة الصبح في غاية المناسبة ، لأن الصبح هو بداية اليوم و مفتتحه ، و المسلم ليس له مطمع في يومه إلا تحصيل هذه الأهداف العظيمة ، و هي العلم النافع ، و الرزق الطيب ، و العمل المتقبل ، و كأنه في افتتاحه ليومه بذكر هذه الأمور الثلاثة دون غيرها يحدد أهدافه في يومه ، و لا ريب أن هذا أجمع لقلب الإنسان و أضبط لسيره و مسلكه بخلاف من يصبح دون أن يستشعر أهدافه التي يعزم على القيام بها في يومه ، و ليس المسلم في إتيانه بهذا الدعاء في مفتتح يومه يقصد تحديد أهدافه فحسب ، بل هو يتضرع إلى ربه بأن يمنَّ عليه بتحصيل هذه الأهداف النبيلة ، إذ لا حول و لا قوة ، و لا قدرة عنده على جلب نفع أو دفع ضر إلا بإذن ربه سبحانه ، فهو إليه يلجأ و به يستعين .

و تأمل كيف بدأ النبي صلى الله عليه و سلم هذا الدعاء بسؤال الله العلم قبل سؤاله الرزق الطيب و العمل المتقبل ، إشارة إلى أن العلم النافع به يستطيع المرء أن يميز بين العمل الصالح و غير الصالح ، و يستطيع أن يميز بين الرزق الطيب و غير الطيب ، و من لم يكن على علم ، فإن الأمور قد تختلط عليه ، فيقوم بالعمل يحسبه صالحاً نافعاً ، و هو ليس كذلك ، و الله تعالى يقول : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) سورة الكهف ( 103 ، 104 )

و قد يكتسب رزقاً و مالاً و يظنه طيباً مفيداً و هو في حقيقته خبيث ضار ، و ليس للإنسان سبيل إلى التمييز بين النافع و الضار و الطيب و الخبيث إلا بالعلم النافع .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا : علما انتفع به و انفع غيري ، ففيه دلالة على أن العلم نوعان : علم نافع و علم ليس نافع .

و أعظم العلم النافع هو : ما ينال به المسلم القرب من ربه ، و كان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : ( اللهم انفعني بما علمتني ، و علمني ما ينفعني ، و زدني علماً ) . رواه الترمذي

وَرِزْقًا طَيِّبًا : أي حلالاً ، و في هذا إشارة إلى أن الرزق نوعان : طيب و خبيث ، و الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ، و قد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ) سورة المؤمنين ( 51 ) فأكل الطيب يعين على العمل الصالح .

و من كانت طعمته حلالاً وفقت جوارحه للطاعات ، و من كانت طعمته حراماً عصت جوارحه شاء أم أبى ، علم أم لم يعلم ، قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذكر اسم الله في أوله ، و حمد الله في آخره ، و كثرت عليه الأيدي ، و كان من حِلّ .

وَعَمَلا مُتَقَبَّلا : أي عندك : فتثيبني و تأجرني عليه أجراً حسناً ، و في هذا إشارة إلى أنه ليس كل عمل يتقرب العبد به إلى الله يكون متقبلاً ، بل المتقبل من العمل هو الصالح فقط ، و الصالح ما كان لله وحده و على هدي و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم .

يُنظر فقه الأدعية و الأذكار للبدر 3/ 43 ، شرح حصن المسلم لمجدي أحمد ص 152 .

99wy1.gif




اليوم الثالث والعشرون
سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاث مرات إذا أصبح ) رواه مسلم

هذا الذكر يسمى الذكر المضاعف يزيد في الفضل و الأجر على مجرد الذكر بـ ( سبحان الله ) أضعافاً مضاعفة ، لأن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقوله من معرفة الله و تنزيهه و تعظيمه بهذا القدر المذكور من العدد أعظم مما يقوم بقلب من قال ( سبحان الله ) فقط .

سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه : أي أسبح الله و أحمده تسبيحاً عدد كل مخلوق كان أو هو كائن إلى ما لا نهاية له .

وَرِضـا نَفْسِـه : أي أسبح الله و أحمده تسبيحاً هو في العظمة و الجلال مساوٍ لرضا نفسه .

وَزِنَـةَ عَـرْشِـه : فيه إثبات العرش ، و إضافته إلى الرب جل و علا ، و أنه أثقل المخلوقات على الإطلاق ، إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح .

فالتضعيف الأول للعدد و الكمية ، و الثاني للصفة و الكيفية ، و الثالث للعظم و الثقل و كبر المقدار .

وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه : هذا يعم الأقسام الثلاثة و يشملها ، فإن مداد كلماته سبحانه لا نهاية لقدره ، و لا لصفته ، و لا لعدده ، قال تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )سورة الكهف ( 109 )
و معنى هذا : أنه لو فرض البحر مداداً ، و جميع أشجار الأرض أقلاماً ، و الأقلام تستمد بذلك المداد فتفنى البحار و الأقلام ، و كلمات الرب لا تفنى و لا تنفد .

و المقصود أن في هذا التسبيح من صفات الكمال و نعوت الجلال ما يوجب أن يكون أفضل من غيره .

يُنظر فقه الأدعية و الأذكار للبدر 3/45

99wy1.gif



اليوم الرابع والعشرون

اللّــهُـمّ صَـلّ و سـلّـم عَلَى نبينا مُحَمـّـدٍ ( عشر مرات )

فضلها : قال صلى الله عليه و سلم : ( من صل علي حين يصبح عشراً و حين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة ) صحيح الترغيب

اللّــهُـمّ صَـلّ : الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ، و قد أخبر الله سبحانه أنه أثنى عليه في الملأ الأعلى ، و أمرنا بذلك ليجتمع له صلى الله عليه و سلم ثناء أهل السماء و الأرض .
و المراد بطلب ذلك له صلى الله عليه و سلم من الله : طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة .

و سـلّـم عَلَى نبينا مُحَمـّـدٍ : دعاء له بالسلامة و البركة و رفع الدرجة ، كذلك يتضمن الدعاء بالسلامة لدينه و شريعته أن يسلمهما الله تعالى من الأعداء فلا يسطون عليها بتحريف أو تغيير إلا سلط الله عليهم من يبين ذلك ، و هذا هو الواقع و لله الحمد .

يُـنظر حاشية الدرة المضيئة ص 12 ، شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 5/ 474 ، فقه الأدعية و الأذكار للبدر 3 / 158

و في الصلاة و السلام على النبي محمد صلى الله عليه و سلم فوائد كثيرة :

امتثال أمر الله ، و الموافقة له في الصلاة عليه صلى الله عليه و سلم ، و الموافقة لملائكته أيضاً في ذلك لقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )سورة الأحزاب ( 56 )

و منها أيضاً :
مضاعفة أجر المصلي عليه ، و رجاء إجابة دعائه ، و سبب لحصول البركة ، و دوام محبته صلى الله عليه و سلم و زيادتها ، و سبب هداية العبد و حياة قلبه ، فكلما أكثر الصلاة عليه و ذكره ، استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره ، و لا شك في شيء مما جاء به . مجموع الفتاوى لسماحة الشيخ ابن باز 26 / 94



99wy1.gif

اليوم الخامس والعشريين
بِسْـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (3 مرات )

فضلها : من قالها ثلاثاً إذا أصبح و ثلاثاً إذا أمسى لم يضره شيء . رواه أبو داود

قال الشوكاني : و في الحديث دليل على أن هذه الكلمات تدفع عن قائلها كل ضر كائناً ما كان ، و أنه لا يصاب بشيء في ليله و لا نهاره ، إذا قالها في الليل و النهار .
و كان إبان بن عثمان ، وهو راوي الحديث عن عثمان - قد أصابه طرف فالج - و هو شلل يصيب أحد شقي الجسم - فجعل رجل منهم ينظر إليه ، فقال له إبان : ما تنظر ؟ أما إن الحديث كما حدثتك ، و لكنني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره .

بِسْـمِ اللهِ : أي : أتحصن و التجئ و احتمي باسم الله .

الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ : أي : من تعوذ و احتمى باسم الله فإنه لا تضره مصيبة من جهة الأرض و لا من جهة السماء .

وَهـوَ السّمـيعُ : الذي سبحانه يسمع كل صوت مهما بعد و مهما ضعف قال تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) سورة الزخرف ( 80

و من معاني السميع : أنه سميع الدعاء : أي مجيب الدعاء كما قال إبراهيم عليه السلام : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاء ) سورة إبراهيم ( 39

العَلـيم : علم الله محيط بكل شيء ، قال تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) سورة الأنعام ( 59 ) فلا يقع فيها شيء إلا بقدر أزلي .




يُنظر تحفة الذاكرين للشوكاني ص 76


99wy1.gif



اليوم الخامس والعشرون
أَعـوذُ بِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاث مرات)

فضلها : قال : من نزل منزلاً ثم قال : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) رواه مسلم

قال الشوكاني : و ظاهره بحسب كمال التعوذ و قوته و ضعفه ، قال الشيخ ابن جبرين : من استعاذ بلسانه دون أن يتفكر بقلبه في معنى الاستعاذة ، لا تنفعه تلك الاستعاذة ، و لكن إذا تفكر بقلبه فيما قاله لسانه فهناك - إن شاء الله - يرى أثر الاستعاذة .

و قال القرطبي : ( هذا حديث علمنا صدقه دليلاً و تجربة منذ أن سمعت به عملت به ، فلم يضرني شيء إلى أن تركته ، فلدغتني عقرب ، فتفكرت فإذا بي قد نسيته ) أُنسي ليجري القدر .

أَعـوذُ : أي ألتجئ و أعتصم و احتمي .

بِكَلِمـاتِ اللّهِ : كلام الله يشمل :

أ- كلامه الكوني : الذي يدبر به أمر الخلائق قال تعالى : (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )

ب- كلامه الشرعي : و هو القرآن .

أو يقال بكلمات الله : أي كلام الله ، و منه القرآن .

التّـامّـاتِ : التي ليس فيها نقص و لا عيب ، قال سبحانه : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏ )

مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق : من شر كل مخلوق قام به الشر كالإنس و الجن و الدابة و الصاعقة و الريح الشديدة ، لا أن جميع المخلوقات فيها شر ، فالملائكة و الأنبياء و الجنة لا شر فيهم .

فتح المجيد ص 190 ، فوائد على كتاب التوحيد ص 42



99wy1.gif

اليوم السادس والعشرون
اذكار الصلاه
دعاء الاستفتاح
((اللهم باعد بينى وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقنى من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلنى من خطاياى بالماء والثلج والبرد)))
الشرح
اللهم اى يا الله ابعد المسافه بينى وبين خطاياى كما تكون بين المشرق والمغرب وخلصنى من الذنوب كما ينقى الثوب او الملبس الابيض من الوسخ واغسلنى من الذنوب والمعاصى بالماء الطاهر النقى والثلج والبرد هو ماينزل من السماء وقت الصباح الباكر فى ليالى الشتاء وقال احد العلماء ان الثوب الذى ينقى بالثلاث اشياء الماء والثلج والبرد يكون بذلك من انقى ما يكون
(((سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك)))
الشرح
سبحانك ((اى انزهك من كل النقائص وبما يليق بك))
وبحمدك ((اى بحمدك نبتدئ ونسبحك حامديين لك))
تبارك ((اى كثرت بركة اسمك وكل خير منك))
تعالى جدك((اى علا جلالك وعظمتك))
لا اله غيرك((لا معبود بحق الا انت))



99wy1.gif

اليوم الثامن والعشريين
(((دعاء الاستفتاح)))
اللهم لك الحمد انت نور السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيم السموات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت ملك السموات والارض ومن فيهن انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك اسلمت وعليك توكلت وبك امنت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت انت ربنا واليك المصيرفا غفر لى ماقدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به منى انت المقدم وانت المؤخر انت الهى لا اله الا انت ولا حول ولاقوه الا بك)))
الشرح

اى يامنور السموات والارض ومن بنوره هدى اهل السموات واهل الارض ومن قائم كل شئ به وكل شئ فقير بدونه ولكنه هو قيوم بذاته وصفاته لانه مدبر امر خلقه
لك استسلمت
اطعت وعدت اليك واقبلت عليك
اى خاصمت من كفر بك وعاند فيك
اى جعلتك الحاكم بينى وبين كل من جحد الحق
اى اغفر لى قبل هذا الوقت وبعده
المقدم والمؤخر اى الذى يضع كل شئ على حسب مكانه الصحيح السوى كيفما يشاء
لا اشرك بك شئ
لاحركه ولاقوة لى الا بك وبمشيئتك

99wy1.gif



اليوم التاسع والعشريين

دعاء الاستفتاح
(((اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهاده انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون إهدنى لما إختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم)))
الشرح
خص هؤلاء الملائكه بالذكر بالرغم من وجود مخلوقات غيرهم لعظم هؤلاء وعظم خلقهم
فاطر السموات والارض هو مبدعها وخالقها على غير مثال سابق
الغيب والشهاده اى السر والعلانيه
اى تفصل بينهم في دنياهم وبعثهم ويوم معادهم
بإذنك اى بتوفيقك وتيسييرك
اى انك ترشد من تشاء الى طريق الاسلام وهو الطريق المستقيم



((وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض حنيفا مسلما وما انا من المشركيين إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالميين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلميين اللهم انت الملك لا اله الاانت

الشرح
اى اخلصت دينى وافردت عبادتى للذى ابدع وخلق السموات والارض مائل عن الشرك الى التوحيد
وان طاعتى وعبادتى وحياتى وموتى لله وحده
)وانا اول المسلميين ))يوضح سرعة الامتثال لاوامر الله
الملك((اسم من اسماء الله الحسنى فهو ملك كل المخلوقات
اى لامعبود بحق سواك


99wy1.gif
 
التعديل الأخير:

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
99wy1.gif
اليوم الثلاثون
دعاء الاستفتاح
((سبحانك وبحمدك انت ربى وانا عبدك ظلمت نفسى واعترفت بذنبى فإغفر لى ذنوبى جميعا إنه لايغفر الذنوب الا انت وإهدنى لاحسن الاخلاق لايهدى لاحسنها الا انت واصرف عنى سيئها لايصرف عنى سيئها الا انت لبيك وسعديك والخير كله فى يديك والشر ليس اليك والمهدى من هديت انا بك واليك لا منجا ولا ملجأ منك الا اليك تباركت وتعاليت استغفرك واتوب اليك ((كان يقوله فى الفرض والنفل)))

الشرح
اى انزهك من كل النقائص وابدأ بحمدك فانت ربى والمالك والمتصرف فى كل شئ ثم يعترف العبد بتفصيره وظلمه لنفسه ثم دعا بالتوفيق الى حسن الخلق واصرفنى عن قبيح الاخلاق
لبيك (( من التلبيه اى اتجاهى وقصدى اليك))
سعديك((اى تابعت دينك))
الشر ليس اليك((تنزيه لله عن كل سوء لانه لاينسب ابدا اليه الشر فكل افعاله خير سبحانه
انا بك واليك ((فانت المالك والمتصرف والرازق واليك المرجع ولاحولى لى ولا قوة الا بك
تباركت ((من كره البركه وثبوتها فكل خير يكون منه سبحانه
تعاليت((هو المستعلى بقدرته على كل شئ والذى يرتفع ويعلو عن وصف الجهله)


99wy1.gif



اليوم الواحد وثلاثون
دعاء الاستفتاح
(((الله اكبر ثلاثا ذى الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمه)))
الشرح
الله اكبر اى اكبر من اى شئ ولا يعلوه شئ
الجبروت والملكوت اسميين من غاية الملك والتصرف
الكبرياء((اى السلطان فكل شئ خاضع له فقير بدونه))
العظمه ((اى العظيم فلا شئ اعظم منه))
دعاء الاستفتاح
(كان يكبر عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا ويقول اللهم اغفر لى واهدنى وارزقنى وعافنى عشرا ويقول اللهم انى ا عوذ بك من الضيق يوم الحساب (عشرا
الشرح
اى بعد التسبيح والتهليل والاستغفار والحمد يقول المصلى ويستعيذ بالله من سكرات واهوال يوم القيامه وشدائده))


99wy1.gif

اليوم الثانى والثلاثون
اذكار الركوع
((سبحان ربى العظيم))
الشرح
اى انزه ربى عن كل نقص العظيم الذى كل شئ دونه وهو اعظم واعلى من كل شئ فلا شئ أعظم منه
((سبوح قدوس رب الملائكه والروح )))
الشرح
سبوح (من التنزيه والتبرئه من النقائص))
قدوس((طاهر منزه عن العيوب)))
(((سبحان ذى الملكوت و الجبروت والكبرياء والعظمه ))
الشرح
اى سبحان صاحب التصرف والقهر والقدرة ومنتهى الملك
الكبرياء من السلطان اى كل شئ فقير اليه وخاضع له سبحانه
العظمه اى كل شئ دونه فلايوجد اعظم منه
((((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لى)))
الشرح
هما تنزيه لله وثناء عليه وطلب مغفرة للذنوب والمعاصى
(((اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت انت ربى خشع لك سمعى وبصرى ومخى وعظمى وعصبى وما استقلت به قدمى لله رب العالمين))
الشرح
الايمان هو التصديق الجازم بكل ماجاء عن الله والعمل بالجوارح والاركان ففى الايمان صلاح الظاهر والباطن
واسلمت من الاستسلام التام والانقياد لكل اوامر الله
ذكر هذه الجوارح لضروره العمل حتى تخشع لله رب العالميين
اى ما ارتفعت به قدمى لله رب العالميين فهو منتهى الانقياد والخشوع والخضوع التام للرحمن
99wy1.gif



اليوم الثالث والثلاثون
اذكار الاعتدال من الركوع
سمع الله لمن حمد)))))
الشرح)))
اى استجاب ربنا تعالى لمن حمده
.................................................
ربنا لك الحمد ))))
الشرح
اى ان الحمد مقصور على الله وحده
..................................................
وتاره نضيف اهل الثناء والمجد(والثناء هو الوصف الجميل والمدح
والمجد هو نهاية العظمه والشرف
(احق ما قال العبد وكلنا لك عبد(هو اقرار بالضعف والعبوديه)
(اللهم لامانع لما اعطيت ولا معطى لما منعت )يتضمن كل شئ من رزق ومال وسلطان وغيرها)
(ولا ينفع ذا الجد منك الجد) اى لاينفع ذا السلطان والجاه والعظمه كل ماعنده ولكن ينجيه عندك عمله الصالح
................................................................
وتاره يقول فى الاعتدال من الركوع
لربى الحمد لربى الحمد))
الشرح
هو اقرار بالعبوديه والالوهيه لله رب العالمين
...................................................................
وتاره يقوا((ربناو لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضاه))
الشرح
اى حمد خالص عن السمعه والشهره والرياء والنقصان
99wy1.gif


اليوم الرابع والثلاثون

اذكار السجود
((سبحان ربى الاعلى))
الشرح
اى عال ومنزه عن كل عيب ونقص
((سجد وجهى للذى خلقه وصوره فأحسن صوره وشق سمعه وبصره )))
الشرح
الخالق هو الصانع وهو الذى ينفذ مايريد ايجاده على الصوره التى يريدها فهو من الخضوع لهذه الاعضاء فهو من اوجدها
..............................................................................

ماورد فى السجود من اذكار غير ذلك تم شرح معانيها من قبل



99wy1.gif

اليوم الخامس والثلاثون
الاذكار بين السجدتيين
((اللهم او (رب) اغفرلى وارحمنى واجبرنى وارفعنى واهدنى وعافنى وارزقنى))
وتاره يقول
((رب اغفر لى رب اغفر لى))
الشرح
هو من جوامع الدعاء لما فيه من خيرى الدنيا والاخره
والجبر اى اغننى بتعويض ورد مصيبتى
....................................................
اغلب ادعية الانبياء بكلمة يارب لانها داخله تحت الربوبيه الخاصه التى هى ان يمن الله على اولياؤه بها بهدايتهم وتوفيقهم والعصمه من كل شر

99wy1.gif


اليوم السادس والثلاثين
التشهد فى الصلاه
الشرح

التحيات (((قيل من الملك وقيل من العظمه وقيل هى السلامه من الافات انها ثابته لله وحده

الصلوات (((قيل المقصود بها كل العبادات وقيل هى الدعوات او الرحمه وقيل هى الادعيع التى يراد بها تعظيم الله وحده ولاتليق لاحد سواه

الطيبات((قيل هى الكلام الطيب او الاعمال الصالحه كلها

السلام عليك ايها النبى ((السلام من اسماء الله الحسنى فقيل المقصود به ان الله يحفظك ويحصنك وقيل انه يعنى انه سلم من الافات كلها
ثم يأتى قوله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحيين
((وهو من جوامع الكلم فانها تصيب الجميع اى كل عبد صالح فى الارض
ثم جاء بعد ذلك الاقرار لله بالعبوديه والبعد عن الشرك وان سيدنا محمد عبده وهى اشرف منزله له

وقوله عبد ورسوله هى مرحله بين الافراط والتفريط
فالعبد((رساله لمن غالى فى حقه واعطاه منزله فوقها
والرسول ((رساله لمن حجد حقه وانكر وحجد رسالته ونبوته

ثم تأتى بعد ذلك الصلاه الابراهيميه على النبى صلى الله عليه وسلم(((فقال شيخ الاسلام)):::
هى ثناء الله تعالى عليه وتكريمه ورفع ذكره وزيادة حبه وتقديره
ابراهيم بالسريانبه معناها (الاب الرحيم ) وكان النبى صلى الله عليه وسلم اكثر الخلق شبها بسيدنا ابراهيم وكان يعوذ الحسن والحسين بتعوذات سيدنا ابراهيم لاولاده
وقد قيل عن سيدنا ابراهيم هو من (((قلبه للرحمان وولده للقربان وبدنه للنيران وماله للضيفان

(انك حميد مجيد )))
الشرح
هو من له من صفات الحمد مايجعله محمود وان لم يحمده غيره
فهو أهل ان يحب لذاته ولصفاته وافعاله
((مجيد )) من العظمه والجلال
فكأن الداعى يختتم صلاته ويقول اللهم هب رسولنا الحمد والمجد فانك حميد مجيد



99wy1.gif

اليوم السابع والثلاثون
اذكار بعد الصلاه

أسْتَغْفِرُ اللهَ – ثَلاثاً – اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.

قوله: أستغفر الله ثلاثاً أي: ثلاث مرات
قوله: أنت السلام أي: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛ فالله هو السلام، وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة.
قوله: ومنك السلام أي: السلامة، والمعنى: أنه منك يرجى ويستوهب ويستفاد.
قوله: تباركت أي: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.
قوله: يا ذا الجلال والإكرام أي: المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَه ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام.

(2) لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِـمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِـمَا مَنَعْتَ، ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
قوله: لا مانع لما أعطيت أي: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.
قوله: ولا معطي لما منعت أي: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.
قوله: ولا ينفع ذا الجد منك الجد أي: لا يمنع ذا الغنى غناؤه من عذابك.

(3) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّـهِ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ.

قوله: ولا نعبد إلا إياه أي: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، غير متجاوز عنه.
قوله: له النعمة أي: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.
قوله: وله الفضل أي: في كل شيء،((والله ذو الفضل العظيم))
قوله: وله الثناء الحسن والثناء يشمل أنواع الحمد والمدح والشكر.
والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.
والمراد بـ الدين: التوحيد.
قوله: ولو كره الكافرون أي: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين.


اللَّهمُّ إنِّي أسأَلُكَ عِلماً نَافِعاً، ورِزْقاً طَيِّباً، وعَمَلاً مُتَقَبَّلاً (بعد السَّلامِ مِنْ صَلاةِ الفَجْرِ).
قوله: علماً نافعاً أي: أنتفع به وأنفع غيري.
قوله: ورزقاً طيباً أي: حلالاً.
قوله: وعملاً متقبلاً أي: عندك؛ فتُثيبني وتأجرني عليه أجراً حسناً.

99wy1.gif



اليوم الثامن والثلاثين

(4) سُبْحَانَ اللـهِ، والحَمْدُ للـهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ
وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضل هذا الذكر وصفته: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟ فقال : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم؛ إلا من صنع مثل ما صنعتم؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين.
قال أبو صالح: يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر،حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين.
قوله: الدثورجمع دثر؛ وهو المال الكثير، ويقع على: الواحد، والإثنين، والجمع.
قوله: بالدرجات العلا أي: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله : ألا أعلمكم... إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.
قوله: كما نصلي أي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: إنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم، حيث يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون بفضول أموالهم.
قوله: ألا أعلمكم ألا كلمة تنبيه، تنبه المخاطب على أن الأمر عظيم الشأن.
قوله: تدركون أي: بذلك الشيء وبسببه.
قوله: من سبقكم والمراد السبق المعنوي؛ وهو السبق في الفضيلة.
قوله: من بعدكم أي: من بعدكم في الفضيلة ممن لا يعمل هذا العمل.
قوله: ولا يكون أحد أفضل منكم يدل على ترجيح هذه الأذكار على غيرها من الأعمال.
وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لقد رأيت رسول الله يعقدها بيمينه – وفي رواية: يعقد التسبيح بيمينه .
وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.



99wy1.gif
 
التعديل الأخير:

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
99wy1.gif


اليوم التاسع والثلاثون
اذكار بعد الصلاه
بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ، إِلَهِ النَّاسِ، مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ} بَعْدَ كلِّ صلاةٍ

الشرح

والحديث بلفظ: أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذات دُبُرَ كل صلاة.
وقوله: المعوذات قد فسرها المصنف بذكر السور الثلاث كاملة.
والحكمة في هذا أن الشيطان لم يزل يوسوس به وهو في الصلاة، ويسعى لقطعه عن الصلاة، ثم عندما يفرغ منها يقبل إليه إقبالاً كليًّا؛ فأمر عند ذلك أن يستعيذ بالمعوذات من الشيطان حتى لا يظفر عليه، ولا يتمكن منه.
وهي سورة مشتملة على توحيد الله عز وجل.
قوله: قل أي: آمرك أن تقول:....
قوله:أعوذ أي: ألجأ وأعتصم وألوذ.
قوله:من شر ماخلق;وهذا يشمل جميع ما خلق الله عز وجل، من إنس وجن وحيوانات.
قوله:ومن شر غاسق إذا وقب; وهذا تخصيص بعد تعميم؛ أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس النعاس، وتنتشر فيه الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
والغاسق الليل إذا أقبل بظلمته.
والوقب الدخول؛ وهو دخول الليل بغروب الشمس.
قوله: ومن شر النفاثات في العقد;أي: من شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في عقد الخيط، التي يعقدنها على السحر.
قوله: ومن شر حاسد إذا حسد;والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود، فيسعى في زوالها، بما يقدر عليه من الأسباب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الحسد كراهة نعمة الله على الغير.
إذاً فالحسد يشمل التمني لزوال النعمة، أو السعي في إزالتها، أو الكراهة لها على الغير.
أما لو تمنى أن يرزقه الله تعالى مثل ما أنعم على الآخرين، فهذا ليس من الحسد بل هو من الغبطة.
ويدخل في الحاسد العائن؛ [لأن العين] لا تصدر إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس.
وقوله:من شر الوسواس الخناس;قال الزجاج رحمه الله: يعني: الشيطان ذا الوسواس، الخناس الرجاع؛ وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله تعالى خنس، وإذا غفل وسوس.
قوله: الذي يوسوس في صدور الناس; ظاهر قوله: الناس أنه يختص ببني آدم، ولكن قوله: من الجنة والناس يرجح دخول الجنة فيهم.
ووسوسة الشيطان تكون بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع.
- سورة الإخلاص
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها.
اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
الله وحده المقصود في قضاء الحوائج والرغائب.
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
ولم يكن له مماثلا ولا مشابهًا أحد من خلقه، لا في أسمائه ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى وتقدَّس.
آية الكرسي

والحديث هو قوله : من قرأ آية الكرسي دُبُر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت.
وهذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله تعالى؛ فقد قال رسول الله : يا أبا المنذر أُي: أبي بن كعب أيُّ آية في كتاب الله أعظم؟ قال: قال أُبي:الله لا إله إلا هو الحي القيوم;قال أبي: فضرب في صدري، ثم قال: ليهنك العلم، ثم قال: والذي نفس محمد بيده، إن لهذه الآية لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش.
وقوله: ليهنك أي: ليكن العلم هنيئاً لك؛ فتُسرّ به وتَسعد.
قوله: سنة ; أي: النعاس؛ وهو النوم الخفيف.
قوله: يعلم ما بين أيديهم ;أي: ما مضى، وما خلفهم ;ما يكون بعدهم.
قوله: وسع كرسيه السماوات والأرض ;أي: سعته مثل سعة السموات والأرض.
قوله: لا يئوده;أي: لا يثقله ولا يشق عليه، حفظهما;أي: السماوات والأرض.
قوله: العلي ;أي: الرفيع فوق خلقه، والمتعالي عن الأشباه والأنداد.
[قال المصحح: والعلو وصف من صفات الله تعالى الذاتية، فله العلو المطلق: علو الذات، وأنه تعالى مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله، وله علو القدر، وله علو القهر.
قوله: العظيم
;أي: الكبير الذي لا شيء أكبر منه


99wy1.gif

اليوم الاربعون

- من أذكار الأذان
من السنة ترديد الأذان خلف المؤذن أثناء الأذان وليس بعد انتهائه من الأذان. وأن يقول مثل ما يقول المؤذن إلا عند قوله : ) " حي على الصلاة " و " حي على الفلاح " ) [ الحيعلتين ]
فيقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) [ الحوقلة ].
[ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ]
الحَوْلُ : الحِيْلَةُ والقدرة. [ شرح النووي على صحيح مسلم (2/323) ].
أي : لا حول في دفع الشر، ولا قوة في تحصيل الخير إلا بالله. [ المعجم الوجيز (178) ].
فائدة : قال الطيبي : ( معنى الحيعلتين : هلم بوجهك وسريرتك إلى الهدى عاجلاً. والفوز بالنعيم آجلاً. فناسب أن يقول : " هذا أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته ). [ فتح الباري (2/132) ].
2 - وعند الانتهاء من الأذان
[ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّداً الْوَسِيْلَةَ وَالْفَضِيْلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُوْدَاً الَّذِي وَعَدْتَهُ ]
الوسيلة : منـزلة في الجنة. [ شرح النووي (2/322) ].
الفضيلة : المرتبة الزائدة على سائر الخلائق.[ فتح الباري (2/136) ].
مقاماً محمودًا : الشفاعة. [ فتح الباري (2/137) ].



99wy1.gif

اليوم الواحد واربعون
أَذْكارُ الاسْتِيْقاظِ مِنَ النَّوْمِ
1 – ((الْـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا وإِلَيْهِ النُّشُورُ)
)
قوله: ((الحمد لله)) والحمد: هو الوصف بالجميل على الجميل، على قصد التعظيم مع المحبة، وقيل: هو الثناء
.
قوله: ((بعدما أماتنا)) المراد من هذه الإماتة النوم.

قوله: ((وإليه النشور)) أي: الإحياء للبعث يوم القيامة.

فنبه بإعادة اليقظة بعد النوم – الذي هو موت – على إثبات البعث بعد الموت.

2 – ((لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْـمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ،
والْـحَمْدُ للَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلا قُوَّة إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، رَبِّ اغْفِر لِي


وجاء فيه: ((من قال ذلك غُفِرَ

له، فإن دعا استجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته)).

قوله: ((لا إله إلا الله)) اعلم أن هذه كلمة التوحيد بالإجماع، وهي مشتملة على النفي والإثبات؛ فقوله: ((لا إله)) نفي

للألوهية عن غير الله، وقوله: ((إلا الله)) إثبات للألوهية لله تعالى، وبهاتين الصفتين صارت كلمة الشهادة والتوحيد.


قوله: ((لا شريك له)) تأكيد لقوله: ((وحده))؛ لأنَّ الواحد لا يكون له شريك
.
قوله: ((له الملك)) الـمُلك بضم الميم يعم، والـمِلك بكسر الميم يخص.

قوله: ((وله الحمد)) أي: جميع حمد وثناء أهل السموات والأرض، وجميع المحامد
.
قوله: ((سبحان الله)) سبحان:
ومعنى التسبيح التنزيه عما لا يليق به سبحانه وتعالى
؛ من الشريك والولد والصاحبة والنقائص مطلقاً.
قوله: ((الله أكبر)) أي: هو سبحانه أكبر وأعظم من كل شيء.
قوله: ((ولا حول ولا قوة إلا بالله)) أي: لا يتوصل إلى تدبير أمر وتغيير حال إلا بمشيئته ومعونته سبحانه.
قوله: ((رب اغفر لي)) أي: يا رب استر ذنوبي.
3 ((الـحَمْدُ للَّهِ الَّذِي عَافَانِي في جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بذِكْرِهِ))
قوله: ((عافاني في جسدي)) من المعافاة؛ وهي دفاع الله – تعالى – عن العبد الأسقاط والبلايا؛ بأن يحفظه من الهوام
والحشرات القتالة، وطوارق الليل... ونحو ذلك.
وحَمدَه حيث أقامه من نومه على عافية.
قوله: ((ردَّ عليَّ روحي)) وصف الله – تعالى – بذلك؛ لأن هذا المقام يقتضي ذكر هذه الصفة المناسبة.
قوله: ((أَذِنَ لي بِذكره)) أي: يسر وسهل لي ذكره.


99wy1.gif

اليوم الثانى واربعون


– الدُّعَاءُ إذَا تَقَلَّبَ لَيْلاً

أي: إذا تقلَّب وتلوَّى من جنب إلى جنب [على فراشه].

((لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، ربُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيْزُ الغَفَّارُ)).

قوله: ((القهار)) هو الذي قهر وغلب كل المخلوقات وذلت له كيف شاء.
قوله: ((العزيز)) هو الذي له العزة الكاملة؛ التي بها يعز من يشاء ويذل من يشاء.
قوله: ((الغفار)) هو الذي له المغفرة والتجاوز الكامل، الذي وسع جميع ذنوب عباده التائبين.
ويتضمن هذا الذكر؛ سؤال الله تعالى أن يصرف عنه ما يجده من أرق وقلق وانزعاج.





دُعَاءُ الفَزَعِ فِي النَّوْمِ، ومَنْ بُلِيَ بالوَحْشَةِ


قوله: ((بالوَحشة)) قيل: الهَمُّ، وقيل: الخَلوة، وقيل: الخوف.

((أَعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وأنْ يَحْضُرُونِ)).


قوله: ((أعوذ بكلمات الله)) والمراد بكلمات الله أسماؤه الحسنى، وكتبه المنزلة، وإنما وصفها بالتامات لكونها خالية

عن النقص والعوارض، أو بمعنى المحكمات؛ لأن أسماء الله محكمة لا يجري فيها النسخ، والتغيير، والتبديل... ونحو ذلك.

قوله: ((من غضبه)) والغضب نفسه؛ شدة غليان الدم عند حصول أمر مكروه، وذلك بحق المخلوق، وهذا المعنى محال
على الله – تعالى – ولكن نَصِفه بما وصفَ به نفسه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل.


[قال المصحح: الصواب الحق: أن غضب الله تعالى من صفاته الفعلية التي يفعلها إذا شاء على الوجه اللائق به سبحانه
وتعالى، فهو يغضب إذا شاء على من يشاء، ولا يشبه غضبه غضب أحد من خلقه، ونصفه تعالى بما وصف به نفسه أو
وصفه به رسوله من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف ولا تمثيل]

قوله: ((ومن همزات الشياطين)) والهمزات جمع همزة، والهمزة النخس؛ والمعنى أن الشياطين يحثون الناس على
المعاصي، ويغرونهم عليها، فاستعاذ من نخساتهم، ومن أن يحضروه أصلاً، ويحوموا حوله.


قوله: ((وأن يحضرون)) أصله يحضروني، سقطت الياء للتخفيف؛ أي: وأن يحضر الشياطين عندي في جميع الأحوال.

مَا يَفْعَلُ مَنْ رَأَى الرُّؤْيا أوِ الحُلْمَ

((يَنْفُثُ عَن يَسارِهِ)) (ثَلاثاً).

((لَا يُحَدِّثُ بِهَا أحَداً)).


والحديث بتمامه؛ هو قوله ((الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره)).


وفي رواية أخرى: ((الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث به إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فلا
يحدث به، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من شر ما رأى؛ فإنها لن تضره)).


((يتحَوَّلُ عَنْ جَنْبِهِ الذي كَانَ عَلَيْهِ))(.


والحديث بتمامه؛ هو قوله ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)).



99wy1.gif

اليوم الثالث واربعون

– دُعَاءُ لُبْسِ الثَّوْبِ
((الـْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا (الثَّوْبَ)، ورَزَقَنيهِ مِنْ غيْرِ حَولٍ منِّي ولا قُوَّةٍ...)).
قوله: ((ورزقنيه من غير حول مني)) أي: من غير حركة وحيلة مني.
– دُعَاءُ لُبْسِ الثَّوْبِ الجَدِيدِ

((اللَّهُمَّ لَكَ الـحَمْدُ أنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أسْألُكَ مِنْ خَيرهِ وخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ))

قوله: ((أسألك من خيره وخير ما صنع له...)) أي: خير الثوب؛ وهو بقاؤه ونقاؤه، وكونه ملبوساً للضرورة والحاجة، وخير ما
صنع له هو الضرورات التي من أجلها يصنع اللباس من الحر والبرد وستر العورة.
والمراد سؤال الخير في هذه الأمور، وأن يكون مبلغاً إلى المطلوب الذي صنع لأجله الثوب من العون على العبادة والطاعة لمولانا.
وفي الشر عكس هذه المذكورات؛ وهو كونه حراماً ونجساً ولا يبقى زماناً طويلاً، أو يكون سبباً للمعاصي والشرور والافتخار والعجب والغرور وعدم القناعة.

– الدُّعَاءُ لِمَنْ لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً


((تُبْلِـي وَيُخْلِفُ الله تَعَالَى))

قوله: ((تبلي)) من الإبلاء؛ أي: الإخلاق؛ والمراد أن يعمر ويلبس ذلك الثوب حتى يبلى ويصير خَلَقاً.

قوله: ((ويخلف الله – تعالى -)) أي: يعوضه عنه، ويبدله خيراً منه.

((الْبَسْ جَدِيداً، وعِشْ حَـمِيداً، وَمُتْ شَهِيداً)).

قوله : ((البس جديداً)) صيغة أمر أُريد بها الدعاء؛ بأن يرزقه الله ثوباً جديداً؛ لأن النبي قال هذا الدعاء حين رأى عُمرَ

عليه قميصاً أبيضَ، فقال له: ((ثوبك هذا غسيل أم جديد؟)) فقال: لا، بل غسيل، قال ((البس جديداً...)).

قوله: ((وعش حميداً)) كذلك صيغة أمر أُريد بها الدعاء؛ بأن تطل حياته على طاعة الله تعالى؛ فتكون حامداً لربك ومحموداً عنده وعند الناس.
قوله: ((ومت شهيداً)) كذلك صيغة أمر أُريد بها الدعاء؛ بأن يرزقك الله تعالى الـمِيْتةَ الحسنة، وأحسنها الشهادة في سبيل الله تعالى.
– مَا يَقُولُ إذَا وَضَعَ ثَوْبَهُ
- ((بِسْمِ اللَّهِ))
.
والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وَضَعَ أحدهم ثوبه؛ أن يقول: بسم الله)).

قوله: ((ستر ما بين أعين)) الستر؛ أي: الحجاب.

قوله: ((أن يقول: بسم الله)) لأن اسم الله تعالى كالطابع على بني آدم، فلا يستطيع الجن فكه.

وقال بعض العلماء: ((لا يُزَاد عليها: ((الرحمن الرحيم)) وقوفاً مع ظاهر الخبر)).




99wy1.gif

اليوم الرابع واربعيين


دُعَاءُ دُخُولِ الْخَلاَءِ
قوله: ((الخلاء)) أي: موضع قضاء الحاجة؛ وأصله المكان الخالي، واستعمل في المكان الـمُعَدِّ لقضاء الحاجة.
- (([بِسْمِ اللـهِ] اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الـخُبْثِ والـخَبَائِثِ))

قوله: ((اللهم)) أصلها يا الله، والميم المشددة في آخره عوض من الياء.

قوله: ((إني أعوذ بك)) أي: ألوذ وألتجىء
.
قوله: ((من الخبث – بإسكان الباء أو ضمها – والخبائث)) الخبث جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة؛ يريد ذكران الشياطين
وإناثهم.
وقيل: أراد المكروه.
– دعاء الخُرُوج مِنَ الْخَلاَءِ
أي: الدعاء الذي يكون بعد الخروج من الخلاء.
- ((غُفْرَانَكَ)).
قوله: ((غفرانك)) أي: أسألك وأطلب منك المغفرة.
وقيل: في تعقيبه الخروج بهذا الدعاء: أن القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله تعالى عليه من تسويغ الطعام
والشراب، وترتيب الغذاء على الوجه المناسب لمصلحة البدن إلى أوان الخروج؛ فلجأ إلى الاستغفار اعترافاً بالقصور عن بلوغ حق
تلك النعم.



الذِّكْرُ عِنْدَ الـخُرُوجِ مِنَ المَنْزِلِ
((بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ))
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ((يُقال له: كُفِيتَ وَوُقِيتَ وهُدِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك
برجلٍ قد هُدي وكفي ووقي؟)).
قوله: ((بسم الله)) أي: بسم الله أخرج.
قوله: ((توكلت على الله)) أي: فوضت جميع أموري إليه .
قوله: ((يقال له)) يجوز أن يكون القائل هو الله تعالى، ويجوز أن يكون ملك من الملائكة.
قوله: ((كفيت)) أي: صرف عنك الشر.
قوله: ((ووقيت)) أي: حفظت عن الأشياء الخفية عنك من الأذى والسوء.
قوله: ((وهديت)) إلى طريق الحق والصواب، حيث وفقت على تقديم ذكر الله تعالى، ولم تزل مهدياً في جميع أفعالك، وأقوالك، وأحوالك.
قوله: ((وتنحى عنه)) أي: بعد عنه الشيطان
، ((فيقول لشيطان آخر)) يَقْصِدُ أذاه، وإخلاله: ((كيف لك برجل)) يعني: ما بقي لك يد في رجل قد هُدي بذكر الله، وكُفي

شرك، وَوقي من مكرك وكيدك.
) ((اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ، أوْ أُضَلَّ، أوْ أَزِلَّ، أوْ أُزَلَّ، أوْ أَظْلِمَ، أوْ أُظْلَمَ، أوْ أجْهَلَ، أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ))
قوله: ((أنْ أَضِلَّ)) أي: أن أضل في نفسي، والضلال الذي هو نقيض الهدى، وفي الأصل ضل الشيء إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار.

قوله: ((أو أُضَل)) أو أن يضلني غيري.


قوله: ((أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ)) كلاهما من الزلة؛ أي: الخطأ؛ ومعنى الأول: أن أخطئ من نفسي أو أوقع غيري به، ومعنى الثاني:
أن يوقعني غيري فيه
.
قوله: ((أو أَظلِم، أو أُظلَم)) من الظلم، وهو وضع الشيء في غير محله؛ معنى الأول: أن أظلم غيري، أو نفسي، ومعنى الثاني: أن يظلمني غيري.
قوله: ((أو أَجهل، أو يُجهل عليَّ)) معنى الأول: أن أفعل فعل الجهلاء، أو أشتغل في شيء لا يعنيني

، ومعنى الثاني: أن يجهل غيري علي؛ بأن يقابلني مقابلة الجهلاء بالسفاهة، والمجادلة...، ونحوهما.
وفي هذا تعليم لأمته ، وبيان الطريقة في كيفية استعاذتهم عند خروجهم من منازلهم.
– الذِّكْرُ عِنْدَ دُخُولِ الـمَنْزِلِ
- ((بِسْمِ اللـهِ وَلَـجْنَا، وبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وعَلَى اللَّهِ رَبِّنا تَوَكَّلْنَـا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أهْلِهِ)).
قوله: ((بسم الله ولجنا)) أي: دخلنا.

قوله: ((بسم الله خرجنا)) أي: كان خروجنا أيضاً على ذكر الله تعالى
.
قوله: ((وعلى الله ربنا توكلنا)) أي: معتمدين في دخولنا وخروجنا، وفي كل أمرنا على الله ربنا
قوله: ((ثم يسلم على أهله)) أي: أهل بيته؛ يقول لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



99wy1.gif


اليوم الخامس واربعون
الذِّكْرُ قَبْلَ الْوُضُوءِ
- ((بِسْمِ اللـهِ))(

والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).

– الذِّكْرُ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنَ الوُضُوءِ
((أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ...))
قوله: ((أشهد)) أي: أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب.
وأصلها – أي: الشهادة – من شهود الشيء؛ أي: حضوره ورؤيته؛ فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه
يشاهد الأمر بعينه.
قوله: ((لا إله إلا الله)) أي: لا معبود حقٌّ – أو بحق – إلا الله تعالى.
قوله: ((وحده)) توكيد للإثبات.
قوله: ((لا شريك له)) توكيد للنفي.
قوله: ((عبده)) وصفه بالعبد لأنه أعبد الناس، وأشدهم تحقيقاً لعبادة الله تعالى.
قوله: ((ورسوله)) وصفه بالرسول؛ لأنه حمل الرسالة العظيمة – وهي الإسلام – إلى الناس كافة.
وجاء في نهاية الحديث قوله ، في جزاء من قال هذا الذكر: ((إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)).
) ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ، واجْعَلْنِي مِنَ الْـمُتَطَهِّرِينَ))

قوله: ((التَّوَّابين)) جمع توَّاب، وهي صفة مبالغة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى
.
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط:
أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً؛ فإن فُقِدَ أحدُ الثلاثة لم
تصح التوبة.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه

، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّهُ منها.

ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي
.
واعلم أن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه؛ فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة
.
والزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة؛ لقوله : ((إن يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)) ؛ والغرغرة هي: وصول

الروح الحلقوم، وحين طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله : ((من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله تعالى
عليه)).
قوله: ((المتطهرين)) جمع متطهر؛ صفة مبالغة، والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس
.
ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب، والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى

، ناسب الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى:


إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الـْمُتَطَهِّرِينَ.
((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ))
قوله: ((سبحانك اللهم وبحمدك)

) سبحان اسم أقيم مقام المصدر وهو التسبيح، منصوب بفعل مضمر تقديره أسبحك تسبيحاً؛ أي: أنزهك تنزيهاً من كل
السوء والنقائص، وقيل: تقديره أسبحك تسبيحاً مقترناً بحمدك.
قوله: ((أستغفرك)) أي: أطلب مغفرتك.
قوله: ((أتوب إليك)) أي: أرجع إليك.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله في جزاء مَن قال هذا الذكر: ((كتب في رق ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة)


99wy1.gif


دُعَاءُ الذَّهَابِ إلَى الـمَسْجِدِ
- ((اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي لِسَانِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، ومِنْ فَوْقِي نُوراً، وَمِنْ تَحْتِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ شِمَالِي نُوراً، وَمِنْ أمَامِي نُوراً، وَمِنْ خَلْفِي نُوراً، واجْعَلْ في نَفْسِي نُوراً، وأعْظِمْ لِي نُوراً، وَعَظِّمْ لِي نُوراً، واجْعَلْ لِي نُوراً، وَاجْعَلْنِي نُوراً، اللَّهُمَّ أعْطِنِي نُوراً، واجْعَلْ فِي عَصَبِي نُوراً، وَفِي لَـحْمِي نُوراً، وَفِي دَمِي نُوراً، وفِي شَعْرِي نُوراً، وفِي بَشَرِي نُوراً)).
[((اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُوراً فِي قَبْرِي...ونُوراً فِي عِظَامِي]))) [((وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً])) [((وَهَبْ لِي نُوراً عَلَى نُور
قال القرطبي رحمه الله تعالى: ((هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله يمكن حملها على ظاهرها؛ فيكون سأل الله تعالى أن
يجعل له في كل عضو من أعضائه نوراً، يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم، هو ومن تبعه أو مَن شاء الله منهم.
والأولى أن يقال: هي مستعارة للعلم والهداية؛ كما قال تعالى:


فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ، وقوله تعالى: وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس.
والتحقيق في معناه أن النور مُظهِرٌ ما نسب إليه، وهو يختلف بحسبه، فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصرات،
ونور القلب كاشف عن المعلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات)).
قال الطيبي رحمه الله: ((معنى طلب النور للأعضاء عضواً عضواً؛ أن يتحلى بأنوار المعرفة والطاعات ويتعرى عما عداهما؛ فإن الشياطين
تحيط بالجهات الست بالوساوس، فكان التخلص منها بالأنوار السادَّة لتلك الجهات.
وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق، وإلى ذلك يرشد قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلى قوله تعالى: وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق، وإلى ذلك يرشد قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلى قوله تعالى:

نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ).


99wy1.gif


اليوم الخامس واريعون

– دُعَاءُ الهَمِّ والحُزْنِ
والفرق بين الكرب والحزن؛ أن الكرب حزن مع شدة، وبين الهم والحزن، قيل: هما واحد، وليس كذلك؛ فإن الهم إنما يكون في الأمر المتوقع، والحزن فيما قد وقع، والهم: هو الحزن الذي يذيب الإنسان، يقول: همني الشيء؛ أي: أذابني.
((اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبدِكَ، ابْنُ أمَتِكَ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بهِ نَفْسَكَ، أوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أوْ عَلَّمْتَهُ أحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أوِ اسْتأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيْعَ قَلبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي))(
قوله: ((إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك)) إظهار التذلل والخضوع، والاعتراف بالعبودية؛ وإنما لم يكتف بقوله: ((إني
عبدك)) بل زاد فيه: ((ابن عبدك، ابن أمتك...))؛ لأن هذا أبلغ وآكد في إظهار التذلل والعبودية؛ لأن من ملك رجلاً ليس
مثل من ملكه مع أبويه.
قوله: ((ناصيتي بيدك)) كناية عن نفوذ حكمه فيه، وأنه تحت قدرته وقهره.
قوله: ((ماضٍ فيَّ حكمك)) أي: نافذ فيَّ حكمك.
قوله: ((عدل فيَّ قضاؤك)) أي: كل ما تحكم فيَّ فهو عدل؛ لأن العدل صفتك، والظلم محال عليك؛ والعدل: وضع الشيء في محله، والظلم خلافه.
قوله: ((أسألك)) إلى آخره، شروع في الدعاء بعد إظهار التذلل والخضوع، وهذا من آداب السائلين، وهذه الحالة أقرب إلى إجابة السؤال، لا سيما إذا كان المسؤول منه كريماً، والله تعالى أكرم الأكرمين، إذا تضرع إليه عبده، وتذلَّلَ له، وأظهر الخضوع والخشوع، ثم سأل حاجة ينفذها في ساعته، على ما هو اللائق بكرمه وجوده.
قوله: ((بكل اسم)) أي: بحق كل اسم.
قوله: ((هو لك)) احترز به عن غير اسم الله؛ لأنه لما أقسم بكل اسم، وهو عام لجميع الأسماء، أخرج عنه ما هو اسم لغيره بقوله: ((هو لك))؛ لأن القسم بغير اسم الله لا يجوز.
قوله: ((سميت به نفسك)) فكأن هذا تفسير لما [قبله]؛ لأن كون الاسم له أن يكون اسماً لنفسه.
قوله: ((أو أنزلته في كتابك)) أي أنزلته على أحد من أنبيائك في كتابك الكريم.
قوله: ((أو علمته أحداً من خلقك)) أي: من الأنبياء والملائكة.
قوله: ((أو استأثرت به)) أي: أو خصصت به نفسك في علم الغيب؛ بحيث أنه لا يعرفه إلا أنت، ولا يطلع عليه غيرك، وهذا كله تقسيم لقوله: ((بكل اسم هو لك)).
وقد استفيد من هذا أن لله أسماء خلاف ما ذكر في القرآن، وعلى لسان الرسول ، ولم يكن قوله: ((إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحدة)) للحصر.
قوله: ((أن تجعل القرآن ربيع قلبي)) أي: فرح قلبي وسروره، وجعله ربيعاً له؛ لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من
الأزمان، ويميل إليه، ويخرج من الهم والغم، ويحصل له النشاط والابتهاج والسرور.
قوله: ((ونور صدري)) أي: انشراح صدري؛ لأن الصدر إذا كان منشرحاً يكون منوراً.
قوله: ((وجلاء حزني)) أي: انكشاف حزني.
قوله: ((وذهاب همي)) أي: زواله عني.
وجاء في نهاية الحديث قوله : ((إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً)).
((اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرِّجَالِ))
وجاء في بداية الحديث؛ قول أنس : فكنت أخدم رسول الله كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول:...
قوله: ((الهم والحزن)) قال الطيبي رحمه الله: ((الهم في المتوقع، والحزن فيما فات)).
قوله: ((وضَلَع الدَّيْن)) أصل الضَلَع الاعوجاج، يقال: ضَلَعَ يَضْلَع؛ أي: مال؛ والمراد به هنا ثقل الدين وشدته؛ وذلك حيث لا يجد مَن عليه الدين وفاء، ولا سيما مع المطالبة.
وقال بعض السلف: ((ما دخل هَمُّ الدَّين قلباً، إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه)).
قوله: ((وغلبة الرجال)) أي: قهرهم وشدة تسلطهم عليه؛ والمراد بالرجال الظلمة أو الدائنون،واستعاذ من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن في النفس.
قال الكرماني رحمه الله: ((هذا الدعاء من جوامع الكلم؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية وبدنية وخارجية؛ فالأولى بحسب القوى التي للإنسان؛ وهي ثلاثة: العقلية والغضبية والشهوانية؛ فالهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوانية، والعجز والكسل بالبدنية، والضَلع والغلبة بالخارجية؛ والدعاء مشتمل على جميع ذلك)) بتصرف.

99wy1.gif



– دُعَاءُ الكَرْبِ
((لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمُ، لَا إلَهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريْمِ))
وفي رواية لمسلم: أن النبي إذا حزبه أمر؛ أي: نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.
قوله: ((العظيم)) صفة الرب سبحانه، ومعناه: الذي جل عن حدود العقول، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته.
قوله: ((الحليم)) هو الذي لا يستخفّه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً، فهو منته إليه.
قوله: ((رب العرش الكريم)) الكريم صفة للرب سبحانه وتعالى؛ ومعناه: الجواد المعطي، الذي لا ينفذ عطاؤه، وهو
الكريم المطلق؛ والكريم: الجامع أنواع الخير والشرف والفضائل.
((اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو، فَلا تَكِلني إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ)).

قوله: ((رحمتك أرجو)) أي: نخصك برجاء الرحمة، فغيرك لا يرحم.

قوله: ((فلا تكلني إلى نفسي)) أي: لا تسلمني ولا تتركني إلى نفسي، فأنصرف عن طاعتك باتباعها.


قوله: ((طرفة عين)) ؛ يعني: لا تكلني إلى نفسي أصلاً في أي حالة من الأحوال.

قوله: ((شأني)) أي: أمري وحالي.
((لَا إِلَه إِلاَّ أنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ))

والحديث بتمامه، هو قوله : ((دعوة ذي النون إذ دعا بها، وهو في بطن الحوت: ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من

الظالمين)) لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط؛ إلا استُجيب له)).


قوله: ((دعوة ذي النون)) أي: دعاؤه، وذو النون اسم النبي يونس عليه السلام، ومن الأنبياء جماعة لهم اسمان، مثل

عيسى والمسيح، وذي الكفل واليسع، وإبراهيم والخليل، ومحمد وأحمد...، والنون اسم الحوت، ومعنى ذي النون: صاحب
النون.

قوله: ((إذ دعا بها)) أي: حين دعا بها ربه، ((وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين))

بمعنى: سبحانك إني تبت إليك، إني كنت من الظالمين لنفسي.


قوله: ((في شيء قط)) أي: في شيء من الأشياء،

((اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بهِ شَيْئاً))

وجاء في بداية الحديث؛ قوله : ((ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب...)).
قوله: ((الله الله وتقدير الكلام: يا الله، يا الله.
ولا دليل في هذا الحديث على جواز إفراد اسم الله تعالى في الذكر؛ كقولهم: الله الله الله الله... وهكذا، بدون طلب من المنادى.

وأما الحديث فإن سياقه يدلُّ على أنَّ الذي يدعو مصاب بكرب؛ فيكون تقديره: يا الله يا الله فرج عني ما بي من الكرب، فأنت ربي ولا أشرك بك شيئاً



99wy1.gif

اليوم السادس واربعيين

دُعَاءُ لِقَاءِ العَدُوِّ وذِي السُّلْطَانِ


قوله: ((ذي السلطان)) أي: ذي قوة وقدرة؛ وهو كل مَن له يد قاهرة على الناس.

((اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُوْرِهِمْ، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ)).
وجاء في بدايته: أن النبي كان إذا خاف قوماً، قال:...
قوله: ((نجعلك في نحورهم)) يقال: جعلت فلاناً في نحر العدو؛ أي: قبالته وحذاءه، وتخصيص النحر بالذكر؛ لأن العدو
يستقبل بنحره عند المناهضة للقتال؛ والمعنى: نسألك أن تتولانا في الجهة التي يريدون أن يأتونا منها، ونتوقى بك عما
يواجهوننا به، فأنت الذي تدفع شرورهم، وتكفينا أمرهم، وتحول بيننا وبينهم، ولعله اختار هذا اللفظ تفاؤلاً بقتل العدو، والله أعلم.
((اللَّهُمَّ أنْتَ عَضُدِي، وأنْتَ نَصِيري، بِكَ أحُولُ، وَبِكَ أصُولُ، وَبِكَ أقَاتِلُ))
وجاء في بدايته: أن النبي كان يقول عند لقاء العدو:...
قوله: ((أنت عضدي)) أي: عوني.
قوله: ((أحول)) بالحاء المهملة؛ أي: أتحرك.
قوله: ((وبك أصول)) أي: بك أحمل على العدو، من الصولة وهي الحملة.
قوله: ((وبك أقاتل)) أي: بعونك وتأييدك أقاتل.
((حَسْبُنَا اللهُ، ونِعْمَ الوَكِيلُ))
.
وجاء فيه: ((قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقاله محمد حين قال له الناس: إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ).

قوله: ((قالها إبراهيم)) أي: قال هذه الكلمة ((حين أُلقي في النار))، عقاباً له من قومه، لما فعل من تحطيم أصنامهم التي يعبدونها
من دون الله تعالى.
قوله: ((وقالها محمد)) أي: قال هذه الكلمة نبينا محمد حين قال نعيم بن مسعود: إن الناس قد جمعوا لكم؛ يعني: أبا
سفيان وأصحابه، فاخشوهم ولا تخرجوا إليهم، ولم تسمع الصحابة منه، فخرجوا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل
، وأيقنوا أن الله لا يخذل محمداً، فلا جرم رجعوا غانمين سالمين، وذلك قوله تعالى: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.
قوله: ((حسبنا الله)) أي: يكفينا الله تعالى في كل شيء، و((نعم الوكيل)) يعني: نعم الثقة، وهو اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه: القيم الكفيل بأرزاق العباد.
وكلمة ((نعم)) للمدح، كما أن كلمة ((بئس)) للذم



99wy1.gif

– دُعَاءُ مَنْ خَافَ ظُلْمَ السُّلْطَانِ
((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّـمَواتِ السَّبْعِ، ورَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ فُلاَنِ بْنِ فُلانٍ، وأحْزَابِهِ مِنْ خَلائِقِكَ؛ أنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحدٌ مِنْهُمْ أوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنُاؤُكَ، ولا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ))
قوله: ((كُن لي جاراً)) أي: مجيراً ومعيناً.
قوله: ((أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى)) كقوله تعالى فيما حكاه عن موسى وهارون: أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى.
أي: يعجل علينا بالقتل والعقوبة، ويقال: فرط عليه فلان إذا عجل.
((أو يطغى)) أي: يتجاوز الحد في الإساءة.
قوله: ((عز جارك)) أي: قوي من استجار بك.
قوله: ((جل ثناؤك)) أي: عظم الثناء عليك.
) ((اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعاً، اللهُ أعَزُّ مِـمَّا أخَافُ وأحْذَرُ، أعُوذُ باللـهِ الذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هُوَ، الـمُمْسِكِ السَّـمَواتِ السَّبْعِ أنْ يَقَعْنَ عَلَى الأرْضِ إِلاَّ بإذْنِهِ، مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلانٍ، وُجُنُودِهِ وَأتْبَاعِهِ وأشْيَاعِهِ، مِنَ الجِنِّ والإنْسِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ، وتَبَارَكَ اسْمُكَ: وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)). (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)
هذا أثر من قول عبدالله بن عباس .
قوله: ((الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعاً)) أي: مهما كَبُر مقام السلطان وَعظُمَتْ قُوَّتُهُ، فالله  أكبر وأعز وأعظم منه ومن جميع الخلق.
قوله: ((الله أعز مما أخاف وأحذر)) أي: الله تعالى أقوى وأعظم من هذا المخلوق الذي في قلبي خوف وحذر منه.
قوله: ((أعوذ)) أي: أستجير.
قوله: ((من شر عبدك فلان)) أي: يذكر اسم الذي يأتيه منه الشر.
قوله: ((أشياعه)) الأشياع جمع شيعة؛ والمراد: الأتباع والأنصار والأعوان.
قوله: ((كن لي جاراً)) أي: حامياً وحافظاً.
قوله: ((تبارك ِّ اسمك)) أي: كثرت بركة اسمك، أي: وجد كل خير من ذكر اسمك.

– الدُّعَاءُ عَلَى العدو - ((اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيْعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وزَلْزِلْـهُمْ)).
قوله: ((منزل الكتاب)) أي: القرآن.
قوله: ((وهازم الأحزاب)) أي: أصناف الكفار.
قوله: ((اهزمهم وزلزلهم)) أي: اكسر شوكتهم وازعجهم، وحركهم بالشدائد؛ قال أهل اللغة: الزلزال والزلزلة الشدائد التي تحرك الناس.

– مَا يَقُولُ مَنْ خَافَ قَوْماً
- ((اللَّهُمَّ اكْفِنِيْهِمْ بِمَا شِئْتَ))(.
وهذا الدعاء جاء في قصة الغلام والراهب المشهورة.
قوله: ((اكفينهم)) أي: احفظني واحمني منهم.
قوله: ((بما شئت)) أي: بالذي تشاء من أسباب الوقاية والحماية

99wy1.gif
 
التعديل الأخير:

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
تهنئة المولود


- ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي الـمَوْهُوبِ لَكَ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ، وبَلَغَ أشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ)).
ويَرُدُّ عَلَيْهِ الـمُهَنَّأُ فَيَقُولُ: ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وبَارَكَ عَلَيْكَ، وجَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً، ورَزَقَكَ اللَّهُ مِثْلَهُ، وأجْزَلَ ثَوَابَكَ)).
هذه التهنئة تنقل عن الحسن البصري ‘؛ وأما الجواب فالظاهر أنه لأحد العلماء

وجاء فيه: أن رجلاً جاء إلى الحسن، وعنده رجل قد ولد له غلام؛ فقال له: يهنك الفارس، فقال له الحسن: ما يدريك فارس
هو أو حمار؟! قال: قل

قوله: ((بارك الله لك في الموهوب لك)) أي: أكثر الله تعالى الخير لك في الذي رزقك

و((الموهوب)) أي: المرزوق؛ أي: الذي أعطي لك من الله ومَنَّ به عليك.
قوله: ((وشكرت الواهب)) الواهب هو الله سبحانه وتعالى؛ أي: جعلك الله راضياً بما رزقك، فتشكره على ذلك وتحمده.
قوله: ((وبلغ أشده)) أي: اللهم بَلِّغه الشباب والقوة، وطول العمر؛ فيكن عونك في شأنك كله، فتنتفع به.
قوله: ((ورزقت بره)) أي: جعله الله تعالى لك طائعاً.
قوله: ((أجزل)) أي: أعظم وأكثر.
.................................................................................................

– مَا يُعَوَّذُ بهِ الأوْلادُ

– كانَ رَسُولُ اللَّهِ يَعُوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ : ((أُعِيذُكُمَا بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ))(
قوله: ((بكلمات الله التامة)) المراد من الكلمات: أسماؤه الحسنى، وكتبه المنزلة، ووصفها بالتمام، لخلوها عن العوارض والنواقص.
قوله: ((هامَّة)) هي كل ذات سم يقتل؛ كالحية والعقرب... وغيرهما، والجمع: الهوام.

قوله: ((عين لامَّة)) هي التي تصيب ما نظرت إليه بسوء.
– الدُّعَاءُ للمَرِيضِ فِي عِيَادَتِهِ
((لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللهُ))
قال ابن عباس ^: كان النبي إذا دخل على مريض يعوده، قال له:...
قوله: ((لا بأس)) أي لا شدة عليك ولا أذى.
قوله: ((طهور)) أي: هذا طهور لك من ذنوبك؛ أي: مطهرة.
قوله: ((إن شاءالله)) هذه جملة خبرية، وليست جملة دعائية؛ لأن الدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به، لنهي النبي أن يقول الرجل: ((اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت)).



((أسَألُ اللَّهَ العَظِيمَ، رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، أنْ يَشْفِيَكَ)) (سَبْعَ مَرَّاتٍ) .
والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((ما من عبد مسلم يعود مريضاً، لم يحضر أجله فيقول عنده سبع مرات:....؛ إلا عافاه الله)).
قوله: ((يشفيك)) بفتح الياء؛ أي: يبرئك، ويذهب عنك ما تجد
.
والمعنى: أن الرجل إذا عاد مريضاً، وقرأ عنده هذا الدعاء سبع مرات، وكان هذا المريض في علم الله لم يحضر أجله،
يعافى له بفضل الله، وإلا إذا كان الأجل حاضراً لم ينفع الدعاء إلا في ثواب القراءة خاصة، والله أعلم.


.............................................................................................

– فَضْلُ عِيَادةِ الـمَرِيضِ

– قال ((إذَا عَادَ الرَّجُلُ أخَاهُ المُسْلِمَ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وإنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ))).
قوله: ((خِرَافَة)) بكسر الخاء، وفتحها؛ أي: في اجتناء ثمارها، وفي ((القاموس)) الخُرفة، بالضم، المخترف والمجتنى
، كالخرافة، وفي بعض الروايات: ((في خُرفة الجنة)).
قال الهروي ‘: ((هو ما يخترف من النخل حين يدرك ثمره)).
وقال أبو بكر بن الأنباري رحمه الله: ((يشبه رسول الله ما يحرزه عائد المريض من الثواب، بما يحرزه المخترف من الثمر)).
وقيل: إن المراد بذلك الطريق؛ فيكون معناه: إنه في طريق تؤديه إلى الجنة.
قوله: ((غمرته)) أي: علته وغطته وسترته.
قوله: ((غدوة)) أي: أول النهار.
قوله: ((صلى عليه)) أي: دعا له بالمغفرة والخير.
قوله: ((حتى يمسي)) أي: لا يزالون يدعون له بالمغفرة والخير، حتى يأتي وقت المساء.

قوله: ((حتى يصبح)) أي: لا يزالون يدعون له بالمغفرة والخير، حتى يأتي وقت الصباح.

..........................................................................................................

– دُعَاءُ الـمَرِيْضِ الذِي يَئِسَ مِنْ حَيَاتِهِ


قوله: ((يئس)) أي: انقطع أمله في الحياة.

) ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وارْحَمْنِي، وأَلْـحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأعْلَى))(.
قوله: ((الرفيق الأعلى)) المراد به ما جاء في قوله تعالى
: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
وقيل: الرفيق الأعلى: الجنة، وقيل: الله .
((جَعَلَ النَّبيُّ عِندَ مَوْتِهِ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الـمَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، ويَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ إِنَّ للمَوْتِ سَكَرَاتٍ)).
قوله: ((عند موته)) أي: قرب ساعة موته.
قوله: ((يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه)) دفعاً لحرارة الموت، أو دفعاً للغشيان وكربه.
قوله: ((إن للموت سكرات)) أي: شدائد.
لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واللهُ أكْبَرُ، لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ لَهُ الـمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ))(
والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدَّقه ربه؛ فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: يقول لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك
لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول
ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي)). وكان يقول: ((من قالها في مرضه، ثم مات لم تَطْعَمْهُ
النار)).
قوله: ((صدقه ربه)) أي: وقال الرب بياناً لتصديقه؛ أي: قرره بأن قال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر.
قوله: ((من قالها)) أي: هذه الكلمات من دون الجوابات؛ أي: كما جاءت بنص المصنف حفظه الله تعالى.
قوله: ((ثم مات)) أي: من ذلك المرض.
قوله: ((لم تطعمه النار)) أي: لم تأكله وتحرقه.
............................................................................................................

اليوم الثامن والاربعيين


تَلْقِينُ الـمُحْتَضِرِ
- ((مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الجَنَّة))
.......................................................................
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((والمراد بقوله:لا إله إلا الله، في هذا الحديث وغيره، كلمتا الشهادة)).
قال الكرماني رحمه الله: ((قوله: لا إله إلا الله؛ أي: هذه الكلمة، والمراد هي وضميمتها محمد رسول الله)).

.............................................................................................................................................................................
– دُعَاءُ مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ
- ((إنَّا للـهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيْبَتي، وأخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا))).
جاء في الحديث قوله : ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: ...، إلا أجَرَهُ الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها)).
قالت أم سلمة ’: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله ، فأخلف الله لي خيراً منه؛ رسول الله.
قوله: ((وأخلف لي)) أي: عوض لي ((خيراً منه))؛ أي: من تلك المصيبة؛ والمصيبة عام، سواء كانت في النفوس أو في الأموال.
قوله: ((فلما توفي أبو سلمة)) وهو: عبدالله بن عبد الأسد، وكانت أم سلمة تحته، فلما توفي زوجها عبدالله، قالت كما سمعت من رسول الله: ((اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها))؛ فأخلف الله لها خيراً منه، وهو رسول الله.
........................................................................................................................................

– الدُّعَاءُ عِنْدَ إغْمَاضِ الـمَيِّتِ
- ((اللَّهمَّ اغْفِرْ لِفُلانٍ (باسْمِهِ)، وارْفَعْ دَرَجَتهُ فِي الـمَهْدِيِّيْنَ، واخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الغَابِريْنَ، واغْفِرْ لَـنَا ولَهُ يَا رَبَّ العَالَـمِيْنَ، وافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيْهِ))(.
وجاء في بدايته؛ قول أم سلمة ’: دخل رسول الله على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: ((إن الروح إذا
قبض تبعه البصر))، فضج ناس من أهله، فقال: ((لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما
تقولون)) ثم قال: ((اللهم اغفر لأبي سلمة...)).
قوله: ((وقد شُق بصره)) أي: شَخَصَ، وقال ابن السكيت: ((يقال: شق بصر الميت، ولا يُقال: شقّ الميت بصره؛ وهو
الذي حضره الموت، وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه)).
قوله: ((فأغمضه)) أي: أغمض رسول الله بصره، ولعل الحكمة أن لا يقبح منظره إذا ترك إغماضه
.
قوله: ((إن الروح إذا قبض تبعه البصر)) أي: إذا خرج الروح من الجسد، يتبعه البصر ناظراً أين يذهب


قوله: ((تبعه)) أي: تبع الروح البصر، الروح يذكر ويؤنث، والأصل التذكير فلذلك جاء في الحديث بالتذكير، وذكر بعض
العلماء أن قوله: ((إذا قبض تبعه البصر)) يحتمل وجهين: أحدهما: أن الروح إذا قبض تبعه البصر في الذهاب؛ فلهذا أغمضه
؛
لأن فائدة الانفتاح ذهب بذهاب البصر عند ذهاب الروح، والوجه الآخر: أن روح الإنسان إذا قبضها الملائكة نظر إليها

الذي حضره الموت نظراً شزراً، لا يرتد إليه طرف، حتى تضمحل بقية القوة الباصرة الباقية بعد مفارقة الروح الإنسان،
التي يقع بها الإدراك والتمييز، دون الحيواني التي به الحس والحركة، وغير مستنكر من قدرة الله سبحانه أن يكشف عنده الغطاء ساعة ئذٍ، حتى يبصر ما لم يكن يبصر.
قوله: ((فضج ناس)) أي: صاحوا بصوت شديد؛ والضجة: الصيحة.
قوله: ((فقال: لا تَدْعُوا على أنفسكم)) إشارة إلى نهيه إياهم عن الضجة؛ كأنهم قالوا: يا ويلاه علينا، ويا مصيبتاه علينا، فنهاهم عن ذلك، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير.
قوله: ((فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)) إشارة إلى أن كل داع يؤمن في دعائه الملائكة لا يرد.
قوله: ((في الغابرين)) أي: الباقين.
قوله: ((وافسح)) أي: وسع قبره.
ينبغي أن يقال بعد إغماض الميت: ((اللهم اغفر لفلان – ويسميه باسمه – وارفع درجته...)) إلى آخر ما قال لأبي سلمة

..................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
– الدُّعَاءُ للمَيِّتِ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ)
((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ، وعَافِهِ، واعْفُ عَنْهُ، وأكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلهُ بالـمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وأبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وأهْلاً خَيْراً مِنْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ [وَعَذَابِ النَّارِ]))
قوله: ((عافه)) من المعافاة؛ أي: خلِّصه من المكاره.
قوله: ((وأكرم نزله)) النُّزل هو ما يعد للنازل من الزاد؛ أي: أحسن نصيبه من الجنة.
قوله: ((ووسِّع مدخله)) أي: قبره.
قوله: ((واغسله بالماء والثلج والبرد)) قال الخطابي ‘: ((ذكر
الثلج والبرد تأكيداً، أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي، ولم يمتهنهما الاستعمال)).
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله: ((عبر بذلك عن غاية المحو؛ فإن الثوب الذي تتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية؛ يكون في غاية النقاء.
والمراد طهره من المعاصي والذنوب، بأنواع الرحمة التي بمنزلة الماء في إزالة الوسخ)).
قوله: ((كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس)) ولما كان الدنس في الثوب الأبيض أظهر من غيره من الألوان وقع التشبيه به.
قوله: ((وأبدله داراً)) في الجنة ((خيراً من داره)) التي كانت له في الدنيا.
قوله: ((وأهلاً خيراً من أهله)) والأهل هنا تشمل أقاربه وخدمه.
قوله: ((وزوجاً خيراً من زوجه)) هذا من عطف الخاص على العام؛ فإن الأهل عام تشمل الزوج وغيرها؛ ولكن خص ذكرها لما جبل عليه الرجال من شهوة تجاهها.
وفيه إطلاق الزوج على المرأة؛ قيل: هو أفصح من الزوجة فيها.
قال بعض العلماء: ((هذا اللفظ من الدعاء خاص بالرجال، ولا يقال في الصلاة على المرأة أبدلها زوجاً خيراً من زوجها؛ لجواز أن تكون لزوجها في الجنة؛ فإن المرأة لا يمكن الاشتراك فيها، والرجل يقبل ذلك؛ أي: من اشتراك النساء فيه)).
((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِـحَيِّنا، ومَيِّتِنَا، وشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، وصَغِيْرِنَا، وكَبيرِنَا، وذَكَرِنَا، وأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أحْيَيْتَهُ مِنَّا فأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ، ومَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوفَّهُ عَلَى الإيْمانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أجْرَهُ، ولا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ)).
قوله: ((وصغيرنا وكبيرنا)) قال ابن حجر المكي ‘: ((الدعاء في حق الصغير لرفع الدرجات)).
قوله: ((شاهدنا)) أي: حاضرنا.
قال الطيبي رحمه الله: ((المقصود من القرائن الأربع أي: قوله: لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، الشمول والاستيعاب، فلا يحمل على التخصيص نظراً إلى مفردات التركيب؛ كأنه قال: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات كُلهم)).
قوله: ((فأحيه على الإسلام))، وقوله: ((فتوفه على الإيمان))؛ وفي رواية أخرى عكس ذلك؛ أي: أحيه على الإيمان، وتوفه على الإسلام؛ قال ملا علي القاري رحمه الله: ((الانقياد والتسليم لأن الموت مقدمة:
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .
وقيل في الرواية الأولى: لأن الإسلام هو التمسك بالأركان الظاهرية، وهذا لا يتأتى إلا في حالة الحياة، وأما الإيمان فهو التصديق الباطني وهو المطلوب الذي عليه الوفاة.
والظاهر من لفظ الحديث أن الإسلام والإيمان معناهما واحد؛ وهو الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح والأركان؛ فدعا أن نحيى ونموت عليه.)

((اللَّهُمَّ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وأَنْتَ أهْلُ الوَفَاءِ والحَقِّ، فاغْفِرْ لَهُ، وارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ))

قوله: ((في ذمتك)) أي: في أمانتك وعهدك وحفظك.
قوله: ((وحبل جوارك)) قيل: كان من عادة العرب أن يخيف بعضهم بعضاً، وكان الرجل إذا أراد سفراً أخذ عهداً من سيد كل قبيلة، فيأمن به مادام في حدودها، حتى ينتهي إلى الأخرى، فيأخذ مثل ذلك؛ فهذا حبل الجوار؛ أي: العهد والأمان مادام مجاوراً أرضه، أو هو من الإجارة والأمانة والنصرة.

) ((اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وابْنُ أمَتِكَ، احْتَاج إِلَى رَحْمَتِكَ، وأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي حَسَنَاتِهِ، وإنْ كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ)).

والمعنى: أنه اعترف بأنه عبدٌ لله تعالى، مملوك هو وأمه، مفتقر إلى رحمته، طالب رحمته، وأن لا يعذبه، ويتجاوز عن سيئاته، ويزيده في حسناته.
................................................................................................................................

– الدُّعَاءُ للفَرَطِ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ

الفرط هو السابق المتقدم؛ والمراد هنا مَن مات وهو طفل صغير.
..............................................................................................................................


((اللَّهُمَّ أعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ.
هذا أثر من قول أبي هريرة .
قال سعيد بن المسيب: صليت وراء أبي هريرة على صبيٍّ ليست له خطيئة قط، فسمعته يقول:...
وَإنْ قَالَ: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطَاً وَذُخْراً لِوَالِدَيْهِ، وشَفِيعاً مُجَاباً، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِيْنَهُمَا، وأعْظِمْ بهِ أُجُورَهُمَا، وألْحِقْهُ بِصَالِحِ الـمُؤْمِنينَ، واجْعَلْهُ فِي كَفَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ الجَحِيمِ، وأبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأسْلاَفِنَا، وَأَفْرَاطِنَا، وَمَنْ سَبَقَنا بالإيْمَانِ)). فَحَسَنٌ.
قال ابن قدامة ‘ بعـد ذكره هذا الدعاء: ((ونحو ذلك، وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه، وليس فيه شيء موقت)).
قوله: ((اجعله فرطاً وذخراً لوالديه)) أي: أجراً متقدماً ومحتفظاً به عندك لوالديه.
قوله: ((شفيعاً مجاباً)) أي: مقبولاً في التوسط عندك، ومجاباً فيما توسط به.
قوله: ((لأسلافنا)) أي: مَن تقدمونا بالموت من آبائنا وذوي قرابتنا..

...................................................................................................................
.
–) ((اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَـنَا فَرَطَاً، وَسَلَفاً، وَأَجْراً))
هذا أثر عن الحسن البصري ‘.
كان الحسن ‘ يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب، ويقول:.
......................................................................................................................

– دُعَاءُ التَّعْزِيَةِ
العزاء هو الصبر، والتعزية هي التصبير والحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب، ويخفف حزنه ويهون عليه.
- ((إِنَّ لِلَّـهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّىً... فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ)).

والحديث هو قوله : كنا عند النبي فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه، وتخبره أن صبياً لها – أو ابناً لها – في الموت، فقال للرسول: ((ارجع إليها، فأخبرها...))، فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها، قال: فقام النبي ، وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فَرُفِعَ إليه الصبي، ونفسه تَقَعْقَع كأنها في شنة، ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: ((هذه رحمة جعلها الله في قلب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)).
قوله: ((فأرسلت إليه إحدى بناته)) هي زينب كما وقع في بعض الروايات.
قوله: ((إن لله ما أخذ وله ما أعطى))؛ قدم ذكر الأخذ على الإعطاء، وإن كان متأخراً في الواقع، لما يقتضيه المقام؛ والمعنى أن الذي أراد الله تعالى أن يأخذه هو الذي كان أعطاه، فإن أخذه أخذ ما هو له.
قوله: ((وكل شيء عنده بأجل مسمى)) أي: من الأخذ والإعطاء، أو ما هو أعم من ذلك.
و((بأجل مسمى)) أي: معلوم.
قوله: ((ولتحتسب)) أي: تنوي بصبرها طلب الثواب من ربها، ليحسب لها ذلك من عملها الصالح.
قوله: ((إنها قد أقسمت لتأتينها))؛ والظاهر أنه امتنع أولاً مبالغة في إظهار التسليم، ولكنها ألحت وأقسمت عليه أن يحضر ليدفع عنها ما هي فيه من الألم.
قوله: ((ونفسه تَقَعْقَع)) القعقعة حكاية صوت الشيء اليابس إذا حُرِّك.
قوله: ((كأنها في شنة)) والشن القربة الخلقة اليابسة؛ فشبه البدن بالجلد اليابس الخلق، وحركة الروح فيه بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها.
...........................................................................................................................
وَإنْ قَالَ: ((أعْظَمَ اللهُ أجْرَكَ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكَ، وَغَفَرَ لِـمَيِّتكَ))؛ فَحَسَنٌ.
قال النووي ‘ في ((الأذكار)) قبل ذكره هذا الدعاء: ((وأما لفظة التعزية فلا حجر فيه، فبأي لفظ عزاه حصلت، واستحب أصحابنا – أي: الشافعية – أن يقول في تعزية المسلم بالمسلم:...)).
والأحسن أن يعزي بما ورد عن النبي ، وقد سبق ذكره.
...............................................................................................................................

– الدُّعَاءُ عِندَ إدْخَالِ الـمَيِّتِ القَبْرَ
- ((بِسْمِ اللَّـهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله)).
قوله: ((وعلى سنة رسول الله)) أي: شريعته وطريقته.
وفي رواية: ((وعلى ملة..)) والمعنى واحد

......................................................................................................................................
– الدُّعَاءُ بَعْدَ دَفْنِ الـمَيِّتِ
- ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ))
والحديث بتمامه؛ هو قوله : كان النبي إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: ((استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسْأل)).
قوله: ((وقف عليه)) أي: على مقربة من قبر الميت.
قوله: ((التثبيت)) أي: أن يثبته الله في الجواب عند السؤال في القبر؛ مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟
.......................................................................................................................................

دُعَاءُ زِيَارَةِ القُبُورِ-
((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الدِّيَارِ، مِنَ الـمُؤْمِنِينَ، والـمُسْلِمِينَ، وَإنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، [وَيَرْحَمُ اللَّهُ الـمُستَقْدِمينَ مِنَّا والـمُستأخِرينَ] أسألُ اللَّهَ لنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ)).
قوله: ((نسأل الله لنا ولكم العافية)) أما وجه سؤال العافية للأحياء فظاهر، وأما وجه السؤال للموتى؛ فالمراد بها أن يدفع
الله عنهم العذاب، ويخفف عليهم الحساب، ومن هذا الباب ما جاء عن عائشة ’ أنها قالت: كيف أقول يا رسول الله؟ يعني
: في زيارة القبور، قال: ((قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منكم ومنا والمستأخرين، وإنا إن شاءالله بكم لاحقون)).

ويستحب للزائر الإكثار من الدعاء لأهل تلك القبور، وسائر الموتى والمسلمين أجمعين، ويُستحب أن يمشي في
المقبرةحافياً؛ لما جاء عن بشير بن معبد
 قال: بينما أنا أماشي النبينظر فإذا رجل يمشي بين القبور عليه نعلان، فقال: ((يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك)) ؛السبتية: النعل الذي لا شعر عليها، وهو بكسر السين المهملة، وإسكان الباء الموحدة.
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
– دُعَاءُ الرِّيْحِ


أي: الدعاء الذي يقال عند هبوب الريح.

((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَها، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا))

والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب؛ فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها)).
قوله: ((الريح من رَوح الله)) أي: من رحمة الله تعالى لعباده.
قوله: ((تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب)) أي: تارة تكون رحمة إذا أتت بمطر في الجدب، أو هبت في وقت حر،... ونحو ذلك، وتارة تكون عذاباً، بأن تهد البيوت والأبنية، وتثير الغبار، وتكسر الأشجار، وتفرق السحاب، الذي يُطمع فيه المطر...، ونحو ذلك.
قوله: ((فلا تسبّوها)) إنما نهاهم عن ذلك؛ لأنها آية من آيات الله تعالى، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ، قال الشافعي رحمه الله: ((لا ينبغي لأحد أن يسبَّ الرياح؛ فإنها خلق الله مطيع، وجند من أجناده، يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء)).
ولكن أمرنا النبي أن نسأل الله تعالى خيرها، ونعوذ بالله تعالى من شرها.
–) ((اللَّهُمَّ إِنِّي أسْألُكَ خَيْرَهَا، وخَيْرَ مَا فِيْهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيْهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ))
المسؤول عنه ثلاث خيرات: الأول: خير نفس الريح، والثاني: خير ما فيها، والثالث: خير ما أرسلت به.
أما خير نفس الريح مثل تلذذ بني آدم ببرودتها في الحر، وإعطائها الطراوة، والبدارة للنباتات، وذهابها بالروائح الكريهة...، ونحو ذلك.
وأما خير ما فيها مثل نزول المطر النافع؛ لأن المطر لا يجيء إلا ويسبقها الريح.
وأما خير ما أرسلت به مثل السحاب؛ لأنه يجيء بالريح وله خير وشر، خيره مثل: المطر النافع وشره مثل: المطر الضار.
وكذلك الـمُستَعاذ منه ثلاثة شرور؛ وهم بعكس ما سبق ذكره من الخير.
......................................................................................................
........................................................................................................
– دُعَاءُ الرَّعْدِ
أي: الدعاء الذي يقال عند وقوع الرعد.
- ((سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، والـمَلائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ)).
كان عبدالله بن الزبير ^ إذا سمع الرعد ترك الحديث؛ وقال: سبحان الذي يُسَبح الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالـْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ).
أي: إنه إذا سمع صوت الرعد ترك الكلام مع الآخرين، وتلا الآية.
قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين: ((الرعد)) اسم ملك يسوق السحاب.
وجاء عن عبدالله بن عباس ^ أنه قال: أتت يهود إلى النبي ، فسألوه عن الرعد ما هو؟ قال: ((ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نور، يسوق بها السحاب حيث شاءالله تعالى))، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: ((زجرة السحاب، يزجره إلى حيث أمره))، قالوا: صدقت.
..........................................................................................
...........................................................................................

– مِنْ أدْعِيَةِ الاسْتِسْقَاءِ
قوله: ((الاستسقاء)): هو طلب السقيا، أي: المطر.
– ((اللَّهُمَّ أَسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيئاً مَرِيعاً، نَافِعاً، غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ)).
قوله: ((غيثاً)) أي: مطراً.
قوله: ((مغيثاً)) من الإغاثة، وهي الإعانة.
قوله: ((مريئاً)) أي: هنيئاً صالحاً؛ كالطعام الذي يمرؤ، ومعناه: الخلو عن كل ما ينغصه كالهدم والغرق... ونحوهما.
قوله: ((مريعاً)) أي: مخصباً ناجعاً، من قولهم: أمرع المكان إذا أخصب، وإذا جُعل من المراعة فُتحت ميمه، وعلى هذا الوجه فسره الخطابي، ويقال: مكان مريع؛ أي: خصيب.
) ((اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا)).
والحديث بتمامه؛ هو قوله


: دخل رجل المسجد يوم جمعة، ورسول الله قائم يخطب، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله يديه، ثم قال: ((اللهم أغثنا، اللهم أغثنا))، قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بنيان ولا دار، فطلعت من ورائه سحابة، فلما توسطت السماء، انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله قائم يخطب، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع رسول الله يديه، ثم قال: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر))، فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس.
قوله: ((هلكت الأموال، وانقطعت السبل)) يعني: من عدم نزول المطر.
قوله: ((يغيثنا)) أي: يبعث لنا الغيث؛ أي: المطر.
قوله: ((ولا قزعة)) أي: قطعة من الغيم، وجمعها قُزع.
قوله: ((سَلْع)) وهو جبل بقرب المدينة.
قوله: ))سبتاً)) أي: أسبوعاً.
قوله: ((هلكت الأموال وانقطعت السبل)) يعني: من كثرة المطر.
قوله: ((يمسكها)) أي: يحبسها ويمنعها.
قوله: ((حوالينا ولا علينا)) يقال: رأيت الناس حوله وحواليه؛ أي: متصففين من جوانبه؛ يريد: اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات، لا في مواضع الأبنية.
قوله: ((على الآكام)) جمع أكمة، وهي الرابية؛ أي: الأرض المرتفعة.
قوله: ((والظراب)) الجبال الصغار، وأحدها ظَرِبٌ.
قوله: ((وانقلعت)) من أقلع المطر إذا كف وانقطع.
((اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ، وبَهَائِمكَ، وانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وأحْيِي بَلَدَكَ الـمَيِّتَ)
قوله: ((بهائمك)) أي: جميع دواب الأرض، وحشراتها.
قوله: ((وانشر)) أي: ابسط.
قوله: ((وأحيي بلدك الميت)) أي: بإنبات الأرض بعد موتها – أي: يبسها – وفيه تلميح إلى قوله تعالى:  فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا .
................................................................................................

– الدُّعَاءُ إذَا رَأَى المَطَرَ
- ((اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعَاً))(
وجاء في بدايته: أن رسول الله كان إذا رأى المطر، قال:...
قوله: ((صيباً)) وهو المطر الكثير، وقيل: المطر الذي يجري ماؤه، وهو منصوب بفعل محذوف، تقديره: أسألك أو اجعله.
قوله: ((نافعاً)) صفة للصيب؛ كأنه احترز بها عن الصيب الضار.
..........................................................................................................

– الذِّكْرُ بَعْدَ نُزُولِ المَطَرِ
- ((مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللـهِ ورَحْمَتِهِ))
والحديث بتمامه؛ هو قوله 
: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف، أقبل على الناس، فقال: ((

تدرون ماذا قال ربكم؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مطرنا
بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب؛ وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن
بالكواكب)).

قوله: ((بالحديبية)) فيها لُغتان: تخفيف الياء وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح المختار، والحديبية بئر قريب من مكة

قوله: ((في إثر السماء)) إثر بكسر الهمزة وإسكان الثاء، وبفتحهما جميعاً لغتان مشهورتان، والسماء أي: المطر

قوله: ((فلما انصرف)) أي: من صلاته أو من
.

: ((مُطِرنا بفضل الله ورحمته)) أي: رزقنا الله تعالى المطر بفضل منه ورحمة.
قوله: ((بنوء كذا)) قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله: ((النوء في نفسه ليس هو الكوكب؛ فإنه مصدر ناء النجم ينوء نوءاً؛ أي: سقط وغاب))، وقيل: نهض وطلع.
وبيان ذلك أنها ثمانية وعشرون نجماً معروفة المطالع في أزمنة السنة كُلها، وهي المعروفة بـ: ((منازل القمر الثمانية والعشرين))، يسقط في كل ثلاث عشرة ليلة منه نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، فكان أهل الجاهلية إذا كان عند ذلك مطر ينسبونه إلى الساقط الغارب منها.
واختلف العلماء في كفر من قال: مطرنا بنوء كذا على قولين:
أحدهما: هو كفر بالله سالب لأصل الإيمان، مخرج من ملة الإسلام؛ وقالوا: هذا فيمن قال ذلك معتقداً أن الكوكب فاعل مدبر، منشئ للمطر، كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم، ومن اعتقد ذلك فلا شك في كفره، وهذا القول هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء، وهو ظاهر الحديث؛ قالوا: وعلى هذا لو قال: مطرنا بنوء كذا، معتقداً أنه بفضل الله ورحمته، وأن النوء ميقات له وعلامة، فهذا لا يكفر، واختلفوا في كراهته، والأظهر كراهيته؛ وسبب الكراهة أنها كلمة مترددة بين الكفر وغيره، فيساء الظن بصاحبها.
والقول الثاني: أن المراد كفر نعمة الله، لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب، وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب، ويؤيد هذا التأويل الرواية الأخرى في ((صحيح مسلم)): ((أصبح من الناس شاكر وكافر))،

....................................................................................
.
– مِنْ أدْعِيَةِ الاسْتِصْحَاءِ
قوله: ((الاستصحاء)) وهو توقف المطر، وطلوع الشمس مشرقة.
- ((اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ)).

.....................................................................................

– دُعَاءُ رُؤْيَةِ الهِلاَلِ
[أي: الدعاء الذي يُقال عند رؤية الهلال في أول الشهر]

- ((اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأمْنِ والِإيْمَـانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالتَّوْفِيْقِ لِـمَـا تُحِبُّ رَبَّنَا وَتَرْضَى، رَبُّنَا ورَبُّكَ اللَّهُ)).
قال عبدالله بن عمر : كان رسول الله إذا رأى الهلال قال:...
الهلال: يكون أول ليلة، والثانية، والثالثة، ثم هو قمر، وإنما قيل له هلال؛ لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه من الإهلال، الذي هو رفع الصوت.
قوله: ((أهلَّه)) أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه؛ والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترناً بالأمن والإيمان.
قوله: ((بالأمن)) أي: مقترناً بالأمن من الآفات والمصائب.
قوله: ((والإيمان)) أي: بثبات الإيمان فيه.
قوله: ((والسلامة)) أي: السلامة عن آفات الدنيا والدين.
قوله: ((وربك)) خطاب للهلال الذي استهل، وهذه إشارة إلى تنزيه الخالق أن يشاركه شيء في ما خلق.
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الدُّعَاءُ عِنْدَ إفْطَارِ الصَّائِمِ

((ذَهَبَ الظَّمَأُ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَاللهُ)).
وجاء في بدايته؛ قوله : كان رسول الله إذا أفطر، قال:...
قوله: ((إذا أفطر)) أي: بعد الإفطار.
قوله: ((ذهب الظمأ)) أي: العطش.
قوله: ((وابتلت العروق)) أي: بزوال اليُبوسة الحاصلة بالعطش.
قوله: ((وثبت الأجر)) أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه.
قال الطيبي رحمه الله: ((ذكر ثبوت الأجر بعد زوال التعب، استلذاذ أي استلذاذ)).
قوله: ((إن شاءالله)) متعلق بالأجر؛ لئلا يجزم كل أحد؛ فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة.
((اللَّهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، أنْ تَغْفِرَ لِي))
قوله: ((برحمتك التي وسعت كل شيء)) أي: وسعت ما في الدنيا كلها، وكلٌّ حظي برحمة منك.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

– الدُّعَاءُ قَبْلَ الطَّعَامِ

((إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعَاماً؛ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّـهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّـهِ أوَّلِهِ وآخِرِهِ)).
والحديث بتمامه؛ هو قوله ((إذا أكل أحدكم؛ فليذكر اسم الله تعالى في أوله، فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله؛ فليقل: بسم الله في أوله وآخره)).
قوله: ((فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله)) أي: إذا أنساه الشيطان أن يذكر اسم الله في بداية الأكل، وتذكر أثناءه أنه لم يقل: ((بسم الله))، فليقل: ((بسم الله أوله وآخره))؛ فإنها تجزئ.
ولقد جاء عن النبي أنه كان جالساً ورجل يأكل، فلم يسم الله تعالى حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فمه، قال. بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي ، ثم قال: ((ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه))
((مَنْ أطْعَمَهُ اللهُ الطَّعَامَ؛ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنـَا فِيْهِ، وأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَناً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَـنَا فِيْهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ)).
والحديث بتمامه؛ هو قوله : دخلت مع رسول الله أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء فيه لبن، فشرب رسول الله ، وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي: ((الشربة لك، فإن شئت آثرت بها خالداً))، فقلتُ: ما كنت أوثِرُ على سُؤْرِكَ أحداً، ثم قال رسول الله:...
وقال: ((ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن)).
قوله: ((والشربة لك)) أي: أنت مستحق لها؛ لأنك على جهة يَميني.
قوله: ((فإن شئت آثرت بها خالداً)) أي: اخترت بالشربة على نفسك خالداً.
قوله: ((على سؤرك)) السؤر البقية والفضلة؛ والمعنى: ما كنت لأختار على نفسي بفضل منك أحداً.
قوله: ((من أطعمه)) أي: إذا أكل أحدكم ((طعاماً))؛ أي: غير لبن.
قوله: ((بارك لنا فيه)) من البركة؛ وهي زيادة الخير ونموه ودوامه.
قوله: ((وأطعمنا خيراً منه)) أي: من طعام الجنة.
قوله: ((ليس شيء يجزئ)) أي: يكفي في دفع الجوع والعطش معاً ((غير اللبن)).

– الدُّعَاءُ عِنْدَ الفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ

((الحَـمْدُ للـهِ الَّذِي أطْعَمَنِي هَذَا، ورَزَقَنِيهِ، مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ)).
قوله: ((من غير حول)) أي: طاقة، وهذا اعتراف بالعجز والتقصير، وعدم القدرة في تحصيل هذا الطعام، بل هذا من فضل الله، ورزق عباده، والله ذو الفضل العظيم.
) ((الـحَمْدُ للـهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ، غَيْرَ [مَكْفِيٍّ ولا] مُوَدَّعٍ، ولا مُسْتَغْنَىً عَنْهُ رَبَّنَا))(.
قوله: ((طيباً)) أي: خالصاً صالحاً.
قوله: ((غير مكفي)) من الكفاية؛ أي: غير منتهي.
قوله: ((ولا مودع)) أي: ولا متروك ولا مستغنى عنه.
قوله: ((ربنا)) أي: يا ربنا.

– دُعَاءُ الضَّيْفِ لِصَاحِبِ الطَّعَامِ-

((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، واغْفِرْ لَهُمْ، وارْحَمْهُمْ))(
والحديث بتمامه؛ هو قوله : نزل رسول الله على أبي، قال: فقربنا إليه طعاماً وَوَطبةً، فأكل منها، ثم أتي بتمر، فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعين، ويجمع السبابة والوسطى، ثم أُتي بشراب فشربه، ثم ناوله الذي عن يمينه، قال: فقال أبي وأخذ بلجام دابته، ادع الله لنا. فقال: ((اللهم بارك لهم في ما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم)).
قوله: ((وَطبة)) وهي قربة لطيفة فيها السمن واللبن، وقال ابن الأثير رحمه الله: ((قال النضر: ((الوَطبةُ)) الحيس يُجمع بين التمر والأقط والسمن)).
قوله: ((بلجام)) واللجام هو الحديدة في فم الفرس، ثم سموها مع ما يتصل بها من سيور وآلة لجاماً.
قال النووي رحمه الله: ((وفيه استحباب طلب الدعاء من الفاضل، ودعاء الضيف بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة، وقد جمع في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة)).


– التَّعْرِيضُ بِالدُّعَاءِ لِطَلَبِ الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ


- ((اللَّهُمَّ أطْعِمْ مَنْ أطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي)).
والحديث بتمامه؛ هو قوله : أقبلت أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نَعْرِضُ أنفسنا على أصحاب رسول الله ، فليس أحد منهم يقبلنا، فأتينا النبي فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثةُ أعنز، فقال النبي: ((احتلبوا هذا اللبن بيننا))، قال: فكنا نحتلب فيشرب كلُ إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي قال: فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان، ثم يأتي المسجد فيصلي، ثم يأتي شرابه فيشرب، فأتاني الشيطان ذات ليلة، وقد شربت نصيبي، فقال: محمدٌ يأتي الأنصار فَيُتْحِفونَهُ، ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة، فأتيتها فشربتها، فلما أن وَغَلَتْ في بطني، وعلمتُ أنه ليس إليها سبيل، قال: ندَّمني الشيطان؛ فقال: ويحك! ما صنعت؟ أشربت شراب محمد؟! فيجئ فلا يجده، فيدعو عليك، فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك، وعليّ شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النوم، وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت، قال: فجاء النبي فسلم كما كان يسلم، ثم أتى المسجد فصلى، ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه إلى السماء، فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك، فقال: ((اللهم أطعم من أطعمني، واسقِ من أسقاني)) قال: فعمدت إلى الشملة فشددتها عليَّ، وأخذت الشفرة، فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله: فإذا هي حافلة، وإذا هُنَّ حُفَّلٌ كلهن، فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه، قال: فحلبت فيه حتى علته رغوة، فجئت إلى رسول الله فقال: ((أشربتم شرابكم الليلة؟))، قلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني، فقلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني، فلما عرفت أن النبي قد رَوِي، وأصبتُ دعوته، فضحكت حتى ألقيت إلى الأرض، فقال النبي: ((إحدى سوآتك يا مقداد)) فقلت: يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا، فقال النبي: ((ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها))، فقلت: والذي بعثك بالحق، ما أبالي إذا أصبتها وأصبتُها معك، من أصابها من الناس.
قوله: ((الجهد)) أي: المشقة والجوع.
قوله: ((فليس أحد يقبلنا)) هذا محمول على أن الذين عرضوا أنفسهم عليهم، كانوا مقلين ليس عندهم شيء يواسون به.
قوله: ((الجرعة)) بضم الجيم وفتحها؛ وهي الحثوة من المشروب.
قوله: ((وَغَلَتْ في بطني)) أي: دخلت وتمكنت.
قوله: ((حُفَّل)) أي: مجتمع فيهن اللبن؛ وهذا من معجزات النبي.
قوله: ((رغوة)) أي: زبد اللبن الذي يعلوه.
قوله: ((إحدى سوآتك)) أي: إنك فعلت سوءة من الفعلات ما هي، فأخبره الخبر...
وأما قوله: ((اللهم أطعم مَن أطعمني، واسقِ من سقاني)) أي: اللهم أطعم من سيطعمني، واسق من سيسقيني؛ هذا هو الذي يظهر من سياق الحديث، إذ أن النبي دعا بهذا الدعاء، ولم يكن طعم شيئاً، وأيضاً هذا الذي فهمه المقداد حين قام وفعل ما فعل، وقال: لما عرفت أن النبي قد رَوِيَ وأصبت دعوته...، والله الموفق وهو سبحانه أعلم.

– الدُّعَاءُ إذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ

- ((أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الـمَلائِكَةُ))
وجاء في رواية: أن النبي يقوله إذا أفطر عند أهل بيت.
اشتمل هذا الحديث على ثلاث دعوات كلها موجبة للأجر والبركة.
الأولى: أن من أفطر عنده الصائمون استحق الأجر الموعود به فيمن فطَّر صائماً.
الثانية: أن من أكل طعامه الأبرار كان له أجر الإطعام موفوراً لكون الآكلين له من الأبرار.
الثالثة: أن من صلت عليه الملائكة فقد فاز؛ لأن دعوتهم له بالرحمة مقبولة عند الله تعالى.

– دُعَاءُ الصَّائِم إذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَلَـمْ يُفْطِر

- ((إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِماً فَلْيُصَلِّ، وَإنْ كَانَ مُفْطِراً فَلْيَطْعَمْ).
ومَعنَى فَلْيُصَلِّ؛ أيْ: فَلْيَدْعُ.
قوله: ((فليصلِّ)) اختلف أهل العلم في معناها؛ قال الجمهور: معناها فليدعُ لأهل الطعام بالمغفرة والبركة... ونحو ذلك، وأصل الصلاة في اللغة الدعاء، ومنه قوله تعالى: وَصَلِّ عَلَيْهِمْ وهذا ما ذكره المصنف.
وقيل: المراد الصلاة الشرعية بالركوع و السجود؛ أي: يشتغل بالصلاة ليحصل له فضلها.
[قال المصحح: الصائم المتطوع إن كان صيامه لا يشق على من دعاه وأذن له فصيامه أفضل ويدعو، أما إن كان صيامه يشق على أخيه الداعي فإفطاره أفضل؛ لأن المُطَّوِّع أمير نفسه؛ ولأنه يُدخِل السرور على أخيه، والأفضل أن يقضي يوماً مكانه]).
وأما المفطر فقد جاء عن النبي × أنه قال: ((فإن شاء طعم، وإن شاء ترك)) ؛ فهو مُخيَّر، ولكن يستحب له الأكل لما جاء عنه من الحث على ذلك، والله أعلم.
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

– مَا يَقُولُ الصَّائِمُ إذَا سَابَّهُ أحَدٌ
- ((إِنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ))
والحديث بتمامه؛ هو قوله ×: ((الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه؛ فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها)).
قوله: ((الصيام)) هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع نهاراً مع النية.
قوله: ((جنة)) أي: وقاية وستر.
قوله: ((فلا يرفث)) أي: لا يتكلم بالكلام الفاحش.
قوله: ((ولا يجهل)) أي: لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل، كالصياح والسفه... ونحو ذلك.
قوله: ((قاتله أو شاتمه)) قيل: إن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين، والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها قوله: إني صائم؛ والجواب عن ذلك: أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها؛ أي: إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته، فليقل: إني صائم؛ فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه.
فالمراد من الحديث: أنه لا يعامله بمثل عمله؛ بل يقتصر على قوله: ((إني صائم)).
أما إن أصر على مقاتلته حقيقة، دفعه بالأخف فالأخف كدفع الصائل.
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
..................................................................................

الدُّعَاءُ عِنْدَ رُؤْيَةِ بَاكُورَةِ الثَّمَرِ
قوله: ((باكورة الثمرة)) أي: أول الثمرة.
- ((اللَّهُمَّ بَارِكْ لَـنَا فِي ثَمَرِنَا، وبَارِكْ لَـنَا فِي مَدِيْنَتِنَا، وبَارِكْ لَـنَا فِي صَاعِنَا، وبَارِكْ لَنـَا فِي مُدِّنَا)).
قوله: ((صاعنا)) الصاع هو أربعة أمداد؛ والمد: حفنة بكفي الرجل المعتدل الكفين.
فيه دليل على جواز الطواف بالباكورة على الناس، ويستحب لمن يراها أن يدعو لصاحبها، ولثمر مدينته، وصاعها ومدها.
................................................................................................................

– دُعَاءُ العُطَاسِ
– ((إِذَا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الـحَمْدُ للَّـهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِذَا قَالَ لهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، ويُصْلِحُ بَالَكُمْ)).
قوله: ((وليقل له أخوه أو صاحبه)) شكٌّ من الراوي.
قوله: ((يرحمك الله)) يحتمل أن يكون دعاء بالرحمة، ويحتمل أن يكون إخباراً على البشارة؛ أي: هي رحمة لك.
قوله: ((فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم)) مقتضاه أنه لا يشرع ذلك إلا لمن شُمّت، وأن هذا اللفظ هو جواب التشميت.
وفي لفظ آخر قوله: ((الحمد لله على كلِّ حال)) ؛ وهو جواب التشميت أيضاً، وعليه أن يأتي بهذا تارة وهذا تارة.
قوله: ((بالكم)) أي: شأنكم وحالكم في الدين والدنيا بالتوفيق والتسديد والتأييد.
.............................................................................................................................

– مَا يُقَالُ لِلْكَافِرِ إِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ
– ((يَهْدِيكُمُ اللَّهُ، ويُصْلِحُ بَالَكُمْ)).
وجاء فيه قوله : كانت اليهود تعاطس عند النبي رجاء أن يقول لها: يرحمكم الله، فكان يقول:...
قوله:((تعاطس)) بحذف إحدى التائين؛أي:يطلبون العطسة من أنفسهم.
قوله: ((يقول لها)) أي: لجماعة اليهود.
قوله: ((يهديكم الله ويصلح بالكم)) أي: ولا يقول لهم يرحمكم الله؛ لأن الرحمة مختصة بالمؤمنين، بل يدعو لهم بما يصلح بالهم من الهداية والتوفيق للإيمان.
....................................................................................................................

– الدُّعَاءُ للمُتَزَوِّجِ
- ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وبَارَكَ عَلَيْكَ، وجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ))
وجاء فيه: أن النبي كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج، قال:...
فيه تنبيه على أن المستحب أن يقال للزوج بعد عقد النكاح: ((بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير)).
قوله: ((إذا رفأ الإنسان)) أي: إذا هنأه ودعا له، والرفاء: الالتئام والاتفاق والبركة، وكانوا يقولون للمتزوج: بالرفاء والبنين، فنهى عن ذلك رسول الله.
........................................................................................................

- دُعَاءُ الـمُتَزوِّجِ وَشِرَاءِ الدَّابَةِ
- ((إذَا تَزَوَّجَ أحَدُكُمُ امْرَأةً، أوْ إذَا اشْتَرَى خَادِماً؛ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَهَا، وخَيْرَ مَا جَبَلتَها عَلَيْهِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وإذَا اشْتَرى بَعِيْراً؛ فَلْيَأخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ؛ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ))(.
وفي هذا الحديث تنبيه على أن المستحب للزوج إذا دخل على امرأته ليلة الزفاف؛ أن يدعو بهذا الدعاء.
قوله: ((أسألك خيرها)) وهو حسن معاشرتها معه، وحفظ فراشه، والأمانة في ماله...، ونحو ذلك.
قوله: ((وخير ما جبلتها عليه)) أي: خلقتها عليه من الأخلاق الحسنة، والطباع المرضية...
قوله: ((بذروة سنامه)) الذروة أعلى سنام البعير، وذروة كل شيء أعلاه؛ أمر أن يأخذ بذروة سنامه، ويدعو بهذا الدعاء، طرداً للشيطان؛ لأن ذروة البعير مجلس الشيطان، لقوله: ((على ذروة كل بعير شيطان))
..............................................................................................................

– الدُّعَاءُ قَبْلَ إِتْيَانِ الزَّوْجَةِ
- ((بِسْمِ اللَّـهِ، اللَّهُمَّ جَنِّـبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا)).
والحكمة أن الشيطان له مشاركة في الأموال والأولاد؛ فيدعو الله تعالى عند الجماع، حتى يسلم من شره.
قوله: ((جنبنا الشيطان)) أي: أبعده عنا.
قوله: ((وجنب الشيطان ما رزقتنا)) أي: أبعده عما رزقتنا.
...........................................................................................................
– دُعَاءُ الغَضَبِ
أي: ما تقول عند الغضب.
- ((أعُوذُ باللـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ))(
والحديث بتمامه؛ هو قوله : كنت جالساً مع رسول الله ، ورجلان يستبان، وأحدهما قد احمرَّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد؛ لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ذهب عنه ما يجد)).
قوله: ((يستبان)) أي: يتشاتمان.
قوله: ((أوداجه)) جمع وَدَج؛ وهي: ما أحاط من العنق، من العروق التي يقطعها الذابح، والودجان: عرقان غليظان عن جانبي نقرة النحر.
وفيه دليل على أن الذي يثير الغضب في الإنسان هو الشيطان، وبالاستعاذة بالله تعالى طرده؛ وذهاب كل ما وُجِدَ.
والمقصود بالغضب هنا: ما كان لغير الله تعالى؛ وأما الذي لله تعالى فهو ممدوح.

..........................................................................................................

– دُعَاءُ مَنْ رأى مُبْتَلى
- ((الـحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّـا ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً)).
وجاء فيه قوله: ((من رأى مبتلى فقال:...، لم يصبه ذلك البلاء)).
قوله: ((من رأى مبتلى)) أي مبتلى بنوع من الأمراض والأسقام، أو مبتلى بالبعد عن الله تعالى وعن دينه الحنيف.
قوله: ((وفضلني على كثير ممن خلق)) يجوز أن يكون المراد به الجماعة المبتلون، وتفضيل الله تعالى إياه عليهم، بحيث إنه سلمه من هذا البلاء، الذي ابتلاهم به.
وينبغي أن يقول هذا الذكر سراً، بحيث يُسمع نفسه، ولا يُسمعه المبتلى؛ لئلا يتألم قلبه بذلك، إلا أن تكون بليته معصية، فلا بأس أن يُسمعه ذلك، من باب الزجر له إن لم يخف من ذلك مفسدة، والله أعلم.
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
– مَا يُقَالُ فِي الـمَجْلِسِ
– عَنِ ابْنِ عُمَرَ ^ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ فِي الـمَجْلِس الوَاحِدِ مِئَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أنْ يَقُومَ: ((رَبِّ اغْفِرْ لِي، وتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ)).
قوله: ((وَتُبْ عليَّ)) أي: ارجع عليّ بالرحمة، أو وفقني للتوبة أو اقبل توبتي.

.......................................................................................
– كَفَّارَةُ الـمَجْلِسِ
- ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ)).
وجاء فيه قوله: ((من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذاك:...، إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك)).
وللحديث ألفاظ أخرى، عن صحابة آخرين.
قوله: ((لغطه)) اللَّغط: الصوت والجلبة، وأراد به الهراء من القول، وما لا طائل تحته من الكلام، في ذلك نهي عن الصوت العري عن المعنى، والجلبة الخالية عن الفائدة.
فيه بيان كفارة المجلس؛ وأنَّ الدعاء يكون في نهاية المجلس.
والدعاء مشتمل على تنزيه الله تعالى من العيوب والنقائص، وفيه إثبات الألوهية لله وحده لا شريك له، ثم الرجوع إلى الله تعالى معترفاً بالذنب طالباً المغفرة والتوبة.

قوله: ((ما كان في مجلسه ذلك)) أي: من الذنوب من غير مظالم العباد.

.......................................................................................................

– الدُّعَاءُ لِـمَنْ قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ
- ((وَلَكَ)).
والحديث بتمامه؛ هو قوله : رأيت رسول الله ، وأكلت من طعامه، قلت: غفر الله لك يا رسول الله، قال: ((ولك))، قال: قلت لعبدالله: استغفر لك؟ قال: نعم ولكم، ثم تلا هذه الآية:
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالـْمُؤْمِنَاتِ .

..................................................................................................................

– الدُّعَاءُ لِـمَنْ صَنَعَ إلَيْكَ مَعْرُوفا
- ((جَزَاكَ اللهُ خَيْراً))
والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((مَنْ صُنِع إليه معروف، فقال لصاحبه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء)).
قوله: ((جزاك الله خيراً)) أي: خير الجزاء، أو أعطاء خيراً من خيري الدنيا والآخرة.
قوله: ((فقد أبلغ في الثناء)) أي: بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه، ففوض جزاءه إلى الله، ليجزيه الجزاء الأوفى.
قال بعضهم: إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء.


...................................................................................................
– مَا يَعْصِمُ اللهُ بِهِ مِنَ الدَّجَّالِ
- ((مَنْ حَفِظَ عَشْر آيَاتٍ مِنْ أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ))
قوله: ((عُصِمَ)) أي: وُقِي وحُفِظَ.
قال النووي رحمه الله: ((قيل: سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات، فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال، وكذا في آخرها؛ قوله تعالى:
أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا الآيات)).
((والاسْتِعَاذَةُ باللـهِ مِنْ فِتْنَتِهِ، عَقِبَ التَّشَهُّدِ الأخيرِ، مِنْ كُلِّ صَلاةٍ)).
هذه إشارة إلى قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال)).
وقوله : ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم)).
...........................................................................................................


– الدُّعَاءُ لِـمَنْ قَالَ: إنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّـهِ
- ((أحَبَّكَ الَّذِي أحْبَبْتَنِي لَهُ))(.
والحديث بتمامه؛ هو قوله : أن رجلاً كان عند النبي ، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي: ((أعلمته؟))، قال: لا، قال: ((أعلمه))، قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له.
قوله: ((أعلمته)) استفهام بحذف أداة الاستفهام؛ أي: أأعلمته، أو هل أعلمته.
قوله: ((أحبك الله الذي أحببتني له)) أي: لأجله، وهذا دعاء وليس إخباراً.
قال الخطابي رحمه الله: ((معناه الحث على التودد والتآلف، وذلك أنه إذا أخبره أنه يحبه استمال بذلك قلبه، واجتلب به وُدّه)).
.................................................................................................

– الدُّعَاءُ لِـمَنْ عَرَضَ عَلَيْكَ مَالَهُ
- ((بَارَك اللَّهُ لَكَ فِي أهْلِكَ ومَالِكَ)).
هذا أثر من قول عبدالرحمن بن عوف .
وهو بتمامه؛ عن أنس قال: قدم عبدالرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبي بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعد ذا غِنى؛ فقال لعبدالرحمن: أُقاسمك مالي نصفين وأُزَوِّجك، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلُّوني على السوق، فما رجع حتى اسْتفضَل أقطاً وسمناً، فأتى به أهل منزله، فمكثنا يسيراً – أو ما شاء الله – فجاء وعليه وضرٌ من صُفرة، فقال له النبي: ((مَهْيَمْ؟!))، قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال: ((ما سُقْتَ إليها؟)) قال: نواة من ذهب - أو وزن نواة من ذهب – قال: ((أوْلِمْ ولو بشاة)).
قوله: ((وضر)) أي: أثر ((من صُفرة)) أي: طيب يصنع من زعفران وغيره.
قوله: ((مهيم)) أي: ما شأنك أو ما هذا؟! وهي كلمة استفهام مبنية على السكون، وقال ابن مالك رحمه الله: ((هي اسم فعل بمعنى أخبر)).
قوله: ((بارك الله لك في أهلك ومالك)) أي: اللهم اجعل في أهله كثرة الخير وزيادة في الفضل، واجعل ماله في زيادة وكثرة.
..............................................................................................................

– الدُّعَاءُ لِـمَنْ أقْرَضَ عِنْدَ القَضَاءِ
- ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أهْلِكَ وَمَالِكَ، إنَّـمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الـحَمْدُ والأدَاءُ)).
وجاء فيه؛ قوله : استقرض مني النبي أربعين ألفاً، فجاءه مال فدفعه إليَّ، وقال:...
قوله: ((إنما جزاء السلف)) أي: القرض، ((الحمد والأداء)) أي: أن تقوم بأداء ما كنت اقترضته، وتشكر الذي أقرضك على معروفه، وتدعو له بأن يكثر الله الخير في أهله وماله.
........................................................................................................

– دُعَاءُ الخَوْفِ مِنَ الشِّرْكِ
- ((اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أُشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِـمَا لا أعْلَمُ))
وجاء فيه؛ قوله: ((يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل))، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه؛ وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: ((قولوا:...)).
قوله: ((يا أيها الناس، اتقوا هذا الشرك)) الشرك نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر؛ الشرك الأكبر هو كل شرك أطلقه الشارع، وكان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه؛ والشرك الأصغر هو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشارع وصف الشرك، ولكنه لا يخرجه عن الملة.
[قال المصحح: والصواب أن الشرك الأكبر: هو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى. وأما الشرك الأصغر فهو كل وسيلة: قولية، أو فعلية، أو إرادية يتطرق منها إلى الشرك الأكبر، ولكن لم تبلغ رتبة العبادة].
قوله: ((أخفى من دبيب النمل)) أي: حركته ومشيه على الأرض.
قوله: ((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك...)) يحتمل أن تقال كل يوم، ويحتمل كلما سبق إلى النفس الوقوف مع الأسباب؛ وذلك لأنه لا يدفع عنك إلا من وَليَ خَلْقَك، فإذا تعوذت به أعاذك؛ لأنه لا يخيب من التجأ إليه.
وإنما أرشد إلى هذا التعوذ؛ لئلا يتساهل الإنسان في الركون إلى الأسباب ويرتبك فيها، فلا يزال يضيع الأمر ويهمل، حتى تحل العقدة منه عقله الإيمان فيكفر، وهو لا يشعر؛ فأرشده إلى الاستعاذة بربه ليشرق نور اليقين على قلبه.

................................................................................................................

– الدُّعاءُ لِمَنْ قالَ: بَارَكَ اللهُ فيكَ
- ((وَفِيكَ بَارَكَ اللَّهُ)).
هذا أثر عن عائشة ’.
وهو بتمامه؛ قالت ’: أهديت لرسول الله شاة، قال: ((اقسميها))، فكنت إذا رجع الخادم أقول: ما قالوا؟ قال: يقولون: بارك الله فيكم، فأقول: وفيهم بارك الله، نردّ عليهم مثل ما قالوا، ويبقى أجرنا لنا.
قوله: ((إذا رجع الخادم)): الخادم واحد الخدم، يقع على الذكر والأنثى منهم.
وفيه جواز الهدية وقبولها، واستحباب قسمتها بين الأقارب والأصحاب والجيران، إن كانت مما يجوز فيه القسمة.
وفيه استحباب الدعاء بالبركة للمُهدي، وكذلك دعاء المُهْدي للمُهدَى له.
..........................................................................................................
– دُعَاءُ كَرَاهِيةِ الطِّيَرَةِ
- ((اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ)).
وجاء فيه؛ قوله: ((من أرجعته الطيرة من حاجته؛ فقد أشرك))، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: ((يقول أحدهم:...)).
قوله: ((الطيرة)) أي: التفاؤل بالطير والتشاؤم بها؛ كانوا يجعلون العبرة في ذلك الجهات... وغيرها، وكانوا يهيجونها من أماكنها لذلك.
وهذا لاعتقادهم أن الطيرة تجلب لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضرًّا؛ فإذا عملوا بموجبها، فكأنهم أشركوا بالله في ذلك.
قال القاضي ‘: ((إنما سماها شركاً؛ لأنهم كانوا يرون ما يتشاءمون به سبباً مؤثراً في حصول المكروه)).
قوله: ((وما كفارة ذلك)) أي: ما الذي يستغفر به عن ذلك، وما الخصلة والفعلة التي تمحو الخطيئة وتسترها.
قوله: ((لا طير إلا طيرك)) أي: إن الطير من مخلوقاتك لا يضر ولا ينفع، وإنما الذي يضر وينفع هو أنت سبحانك.
قوله: ((ولا خير إلا خيرك)) أي: ولا خير يرجى ويسعى إليه إلا خيرك.
قوله: ((ولا إله غيرك)) أي: لا إله يدفع الضر ويجلب الخير غير الله – سبحانه وتعالى – هو المتصرف والمدبر لجميع شؤون خلقه. [قال المصحح: وهو المستحق للعبادة وحده، فلا إله حق إلا هو ].
.........................................................................................................
– دُعَاءُ الرُّكُوبِ
- ((بِسْمِ اللهِ، الحَمْدُ للهِ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَـمُنْقَلِبُونَ الحَمْدُ لِلَّـهِ، الحَمْدُ لِلَّـهِِ، الحَمْدُ لِلَّـهِِ، اللَّهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُ أكْبَرُ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنْتَ))(
قوله: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا أي: أسبح الله الذي جعل هذا مسخراً مطيعاً لنا.
قوله:  وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ  أي: مطيقين، وقيل: مالكين.
قوله:  وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَـمُنْقَلِبُونَ  أي: راجعون إليه في الآخرة، والانقلاب الانصراف.
قوله: ((إني ظلمت نفسي)) اعتراف بالتقصير والذنب.
.........................................................................................................
– دُعَاءُ السَّفَرِ
- ((اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَـمُنْقَلِبُونَ. اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ والتَّقْوى، ومِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، والخَلِيفَةُ فِي الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكآبَةِ الـمَنْظَرِ، وسُوءِ الـمُنْقَلَبِ فِي الـمَالِ والأهْلِ))، وإذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وزَادَ فِيهِنَّ: ((آيبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ))
قوله: ((أنت الصاحب)) أي: الملازم، أراد بذلك مصاحبة الله تعالى إياه بالعناية والحفظ؛ وذلك أن الإنسان أكثر ما يبغي الصحبة في السفر؛ يبغيها للاستئناس بذلك، والاستظهار به، والدفاع لما ينوبه من النوائب، فنبه بهذا القول على أحسن الاعتماد عليه، وكمال الاكتفاء به عن كل صاحب سواه.
قوله: ((والخليفة)) أي: الذي ينوب عن المستخلف فيما يستخلفه فيه؛ والمعنى: أنت الذي أرجوه، وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي، أن تلم شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم.
قوله: ((من وعثاء السفر)) أي: مشقته، أخذ من الوعث؛ وهو المكان السهل، الكثير الدهس، الذي يتعب الماشي، ويشق عليه.
قوله: ((وكآبة المنظر)) الكابة والكآبة والكأب: سوء الهيئة، والانكسار من الحزن؛ والمراد منه: الاستعاذة من كل منظر يعقب الكآبة.
قوله: ((وسوء المنقلب)) وهو الانقلاب بما يسوءه، بأن ينقلب في سفره بأمر يكتب منه مما أصابه في سفره، أو مما قدم عليه في نفسه وذويه وماله وما يصطفيه، والمنقلب هو المرجع.
قوله: ((وإذا رجع)) أي: من السفر.
قوله: ((قالهن)) أي: قال هذه الكلمات، ((وزاد فيهن: آيبون)) أي: راجعون بالخير، من آب إذا رجع؛ أي: نحن آيبون، و((تائبون)) من الذنب، و((عابدون)) أي: مخلصون ((لربنا)) وله ((حامدون)) على ما أنعم به علينا.
................................................................................................

– دُعَاءُ دُخُولِ القَرْيَةِ أوِ البَلْدَةِ
208 - ((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّـمَوَاتِ السَّبْعِ ومَا أظْلَلْنَ، ورَبَّ الأرْضِينَ السَّبْعِ ومَا أقْلَلْنَ، ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أضْلَلْنَ، ورَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَيْنَ، أسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وخَيْرَ أهْلِهَا، وخَيْرَ مَا فِيهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرِّ أهْلِهَا، وشَرِّ مَا فِيْهَا)).
قوله: ((وما أظللن)) من الإظلال؛ والمراد منه كل شيء السموات مكتنفة به، قال ابن الأثير رحمه الله: ((أظلت السماء الأرض؛ أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالظلة)).
قوله: ((وما أقللن)) من الإقلال، وهو الارتفاع والاستبداد؛ والمراد منه كل شيء تستبد به الأرض، ويستعمل به مما عليه من المخلوقات.
قوله: ((وما أضللن)) من الإضلال، وهو الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى.
قوله: ((وما ذرين)) أي: ما أطارته.
قوله: ((خير هذه القرية)) أي: السلامة فيها.
قوله: ((وخير أهلها)) أي: الاجتماع مع العلماء والصالحين والتعرف بهم.
قوله: ((وخير ما فيها)) من العلم والحكمة، وكل الأمور الراجعة إلى المنافع الدينية والدنيوية.
قوله: ((وأعوذ بك من شرها..)) إلى آخره يفسر بعكس ما ذكر في الخير.

................................................................................................................
.– دُعَاءُ دُخُولِ السُّوقِ
- ((لَا إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ وَلَهُ الـحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الـخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ)).
وجاء فيه؛ قوله ((من دخل السوق، فقال:...، كَتبَ الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة)).
قوله: ((من دخل السوق)) أي: سوقاً من الأسواق.
قوله: ((يحيي ويميت)) أي: المتصرف في ملكه كيف يشاء، تارة بالإحياء وتارة بالإماتة، وهو قادر على ذلك، ولا يعجزه معجز، ولا يمنعه مانع.
قوله: ((وهو حي لا يموت)) يعني: لا يعتريه آفة الموت، بل هو حي قيوم، أبدي سرمدي، لم يزال ولا يزال.
قوله: ((بيده الخير)) من باب الاكتفاء؛ تقديره: بيده الخير والشر؛ لأن الخير والشر كله من الله تعالى، ولكن طوى ذكر الشر تأدباً حتى لا ينسب إليه الشر، وإن كان في الحقيقة جميع الأشياء منه سبحانه وتعالى.
قوله: ((وهو على كل شيء قدير)) أي: قدير على الإحياء والإماتة، والخير والشر، وغير ذلك من جميع الأشياء.
قوله: ((كتب له ألف ألف حسنة)) أي: في ديوانه وصحيفته، التي بيد الكرام الكاتبين، وكذلك مُحِيَ عنه من ديوانه ألف ألف سيئة.
قوله: ((ورفع له ألف ألف درجة)) أي: في الجنة؛ ومعنى رفع الدرجة: هو إعطاؤه من المنازل التي فوق منزلته، التي حصلت له قبل هذا القول؛ لأن ارتفاع المنازل والدرجات، وزيادتها بارتفاع الأعمال وزيادتها.
والحكمة في حصول هذا الأجر العظيم؛ كأنه لما كان أهل السوق مشتغلين بالتجارات والمكاسب، وهم في غفلة عن ذكر ربهم، بل أكثرهم مبتلون بالأيمان الفاجرة والكذبات، وكان هذا بينهم ممن ذكر الله تعالى، واشتغل بأمر الآخرة مخالفة لهم، وتعظيماً لربه ، لا جرم حصل له هذا الأجر العظيم، وما ذلك على الله بعزيز، ويختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وباعتبار أن هذه الكلمات مشتملة على التهليل والتوحيد والثناء على الله تعالى بالصفات الجميلة.
.........................................................................................................
– الدُّعَاءُ إذَا تَعِسَ الـمَرْكُوبُ
- (( بِسْمِ اللَّـهِ))(.
والحديث بتمامه؛ هو قوله : كنت رديف النبي فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: ((لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك، تعاظم، حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنك إذا قلت ذلك، تصاغر، حتى يكون مثل الذباب)).
قوله: ((فعثرت)) أي: زلقت.
قوله: ((تعس الشيطان)) أي: هلك، وقيل: سقط، وقيل: عثر، وقيل: لزمه الشر.
قوله: ((تَعَاظَم)) وتَعَاظُم الشيطان، وكونه مثل البيت قد يكون بالحجم أو يكون كناية عن فرحه ونخوته.
قوله: ((تصاغر)) وتصاغره كذلك؛ قد يكون بالحجم أو كناية عن ذله وقهره.
واعلم أن ذكر ((اسم الله)) يذيب الشيطان، كما يذيب الماءُ الملحَ.
.........................................................................................................
– دُعَاءُ الـمُسَافِرِ للمُقِيم
- ((أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ، الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ)).
وجاء فيه، قوله: ((من أراد أن يسافر فليقل لمن يُخَلِّف:...)).
قوله: ((فليقل لمن يخلف)) أي: من أهله وأحبابه.
قوله: ((أستودعكم الله)) أي: أستحفظكم الله تعالى؛ أجعلكم في حفظ الله تعالى ورعايته.
قوله: ((ودائعه)) جمع وديعة، والوديعة في الأصل اسم للمال المتروك عند أحد، من الودع وهو الترك.

......................................................................................................
– دُعَاءُ الـمُقِيْمِ للـمُسَافِر
((أَسْتَودِعُ اللهَ دِيْنَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ))(.
وجاء فيه؛ قال سالم بن عبدالله بن عمر: كان ابن عمر ^ يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادْنُ مني أودعك كما كان رسول الله يودعنا، فيقول:...
قال الإمام الخطابي ‘: ((الأمانة هنا: أهله ومن يخلفه، وماله الذي عند أمينه، قال: وَذَكَر الدين هنا؛ لأن السفر مظنة المشقة، فربما كان سبباً لإهمال بعض أمور الدين)).
((زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، ويَسَّرَ لَكَ الـخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ)) .
والحديث بتمامه؛ هو قوله : جاء رجل إلى النبي ، فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً، زودني، فقال: ((زودك الله التقوى))، قال: زدني، قال: ((وغفر ذنبك))، قال: زدني. قال: ((ويسر لك الخير حيثما كنت)).
في هذا الحديث أيضاً تنبيه على أن الذي يودع المسافر مخير بين أن يقول مثل ما ذكر في حديث ابن عمر، وبين أن يقول مثل ما ذكر في هذا الحديث، والأولى أن يجمع بينهما؛ فيقول هذا تارة وهذا تارة.
قوله: ((زودك الله التقوى)) دعاء في صورة الإخبار؛ معناه: اللَّهُمَّ زوده التقوى، وكذلك التقدير في ((غفر ذنبك))، و((يسر لك الخير)).
قوله: ((حيثما كُنْتَ)) أي: في سفرك وحضرك.
وإنما قدم التقوى في الدعاء؛ لأن التقوى أصل في جميع الأشياء، فالعبد الموفق هو المتقي؛ فكأنه أشار إلى السفر لما كان مظنة المشقة، وربما يحصل من المسافر تقصيره [في] العبادة، وكلام سخيف، ومجادلة مع الرفقة، فدعا له بأن يزوده التقوى؛ أي: الحفظ والصيانة من هذه الأشياء، والصبر على إقامة فرائض الله تعالى.
....................................................................................................................ز

– التَّكْبِيْرُ والتَّسْبِيحُ فِي سَيْرِ السَّفَرِ
– قال جابر : ((كُنَّا إذَا صَعَدْنَا كَبَّرْنَا، وَإذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا))(.
قوله: ((كنا إذا صعدنا كبرنا)) أي: كنا كلما صعدنا الأماكن المرتفعة من الأرض، قلنا: الله أكبر.
قوله: ((وإذا نزلنا سبحنا)) أي: كنا كلما نزلنا الأماكن المنخفضة من الأرض، قلنا: سبحان الله.
والتكبير عند الارتفاع استشعار لكبرياء الله تعالى وعظمته، والتسبيح عند الانخفاض استشعار لتنزيه الله تعالى عن كل نقص.
...............................................................................................................
– دُعَاءُ الـمُسَافِرِ إذَا أسْحَرَ
- ((سَمَّعَ سَامِعٌ بِـحَمْدِ اللَّـهِ، وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا، وَأفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذاً بِاللـهِ مِنَ النَّارِ)).
قوله: ((سمَّع سامع)) قال النووي رحمه الله: ((روي بوجهين: أحدهما فتح الميم وتشديدها، والثاني كسرها مع تخفيفها)).
ومعنى سَمِعَ سَامِعٌ: أي: شهد شاهدٌ على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه.
ومعنى سَمَّعَ سامعٌ: بلَّغ سامع قولي هذا لغيره، وقال مثله تنبيهاً على الذكر في السحر والدعاء.
قوله: ((ربنا صاحبنا وأفضل علينا)) أي: احفظنا وأفضل علينا بجزيل نعمك، واصرف عنا كل مكروه.
[قال المصحح: معية الله تعالى معيَّتان:معية عامة لجميع المخلوقات وهي: العلم، والاطلاع، والقدرة، والإحاطة، ومعية خاصة بالمؤمنين، والمتقين، والصابرين، وهي: الحفظ، والتوفيق، والتسديد، والنُّصرة والإعانة، والله تعالى في جميع الأحوال على عرشه مستوٍ عليه استواء يليق بجلاله، ومع ذلك لا يخفى عليه شيء فطلب المصاحبة في السفر هو طلب للمعية الخاصة، والله تعالى الموفق] .
قوله: ((عائذاً بالله من النار)) منصوب على الحال؛ أي: أقول هذا في حال استعاذتي واستجارتي بالله من النار.
.......................................................................................................

– الدُّعَاءُ إذَا نَزَل مَنْزِلاً فِي سَفرٍ أوْ غَيْرِهِ
- ((أعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللـهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ))
والحديث بتمامه؛ هو قوله: ((من نزل منزلاً، ثم قال: ((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك)).
والمراد: أنه إذا نزل منزلاً وقال فيه الدعاء المذكور؛ لا يزال في حفظ الله تعالى حتى يرتحل منه.
......................................................................................................
– ذِكْرُ الرُّجُوعِ مِنَ السَّفَرِ
– يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ ثَلاثَ تَكْبيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، آيبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَه))
-
وجاء فيه؛ قوله : أن رسول الله كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة قال:...
قوله: ((قفل)) أي: رجع.
قوله: ((يكبر على كل شرف)) أي: عالي ومرتفع، ((ثلاث تكبيرات))؛ قال المهلب ‘: ((تكبيره عند الارتفاع استشعار لكبرياء الله ، أنه أكبر من كل شيء)).
قوله: ((آيبون)) أي: راجعون.
قوله: ((صدق الله وعده)) أي: في إظهار الدين، وكون العاقبة للمتقين، وغير ذلك من وعده سبحانه إنه لا يخلف الميعاد.
قوله: ((وهزم الأحزاب وحده)) أي: من غير قتال من الآدميين؛ والمراد الأحزاب الذين اجتمعوا يوم الخندق، وتحزبوا على رسول الله ، فأرسل الله تعالى عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها، وقيل: يحتمل أن المراد أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن، والله أعلم.
..................................................................................................................


– مَا يَقُولُ مَنْ أتَاهُ أمْرٌ يَسُرُّهُ أوْ يَكْرَهُهُ
– كَانَ إذَا أَتَاهُ الأمْرُ يَسُرُّهُ، قَالَ: ((الـحَمْدُ للـهِ الَّذِي بِنِعْمَتهِ تَتِمُّ الصَّالِـحَاتُ))، وإذَا أتَاهُ الأمْرُ يَكْرَهُهُ، قَالَ: ((الـحَمْدُ للـهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ))(
قوله: ((بنعمته)) المراد من النعمة هاهنا النعمة الخاصة، وهي رؤية الشيء الذي يسره؛ ورؤية الشخص ما يحبه ويسره نعمة؛ فلأجل ذلك قال: ((بنعمته تتم الصالحات)) أي: الأشياء الصالحات؛ وهي تتناول كل شيء صالح من الدنيا والآخرة.
قوله: ((وإذا أتاه الأمر يكرهه)) ويبغضه، قال: ((الحمد لله على كل حال)) يعني: في السراء والضراء، والفرح والترح، والفقر والغنى، والصحة والمرض...، وجميع الأحوال والأفعال والأوقات.
ففي الأول خص الحمد على شيء، وفي الثاني عممه، رعاية لمقتضى المقام والمقال.
وفيه دليل على أن العبد ينبغي أن يحمد لله تعالى في جميع الأحوال، في حالة السراء وحالة الضراء.
...............................................................................................

– فَضْلُ الصَّلاةِ عَلَى النَّبيِّ
قَالَ: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً))
قال سفيان الثوري، وغير واحد من أهل العلم: ((صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار)).
وقال البخاري في ((صحيحه)): ((قال أبو العالية: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء))
[قال المصحح: وهذا هو الصواب] (.
وقال ابن عباس : ((يصلون؛ يبركون))؛ أي: يدعون له بالبركة.
قال القاضي ‘: معناه رحمته وتضعيف أجره؛ كقوله تعالى:
 مَنْ جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا قال: وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفاً له بين الملائكة؛ كما جاء في الحديث: ((وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وَقَالَ: ((لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عيداً وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ)).
قوله: ((عيداً)) العيد ما يعاد إليه؛ أي: لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا عليَّ.
قوله: ((وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) أي: لا تتكلفوا المعاودة إليَّ، فقد استغنيتم بالصلاة علي حيث كنتم.
وظاهره أنهم كانوا يظنون أن دعاء الغائب له لا يصل إليه.
قال ابن تيمية رحمه الله: ((الحديث يشير إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم عنه، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيداً)).
وقال أيضاً: ((وفي الحديث دليل على منع شد الرحال إلى قبره وإلى قبر غيره من القبور والمشاهد؛ لأن ذلك من اتخاذها أعياداً)).
وقَالَ: ((البَخِيْلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَـمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)).
قال ملا علي القاري رحمه الله: ((فمن لم يصل عليه فقد بخل ومنع نفسه من أن يكتال بالمكيال الأوفى، فلا يكون أحد أبخل منه)).
قال المناوي ‘: ((فلم يُصَلِّ عليّ))؛ لأنه بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشراً إذا هو صلى واحدة)).
وقَالَ ((إنَّ للـهِ مَلائكةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ)).
قوله: ((سياحين)) صفة مبالغة للملائكة؛ يقال: ساح في الأرض إذا ذهب فيها، وأصله من السيح، وهو الماء الجاري المنبسط على الأرض.
فيه حثٌّ على الصلاة والسلام عليه، والتعظيم له والإجلال لمنزلته حيث سخر الملائكة الكرام لهذا الشأن الفخم.
وَقَالَ : ((مَا مِنْ أحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، إلاَّ رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوْحِي، حَتَّى أرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ))
قال البيهقي ‘: ((الأنبياء بعدما قُبِضُوا رُدَّتْ إليهم أرواحهم، فهم أحياء عند ربهم)).
وقال أيضاً: ((وقوله: ((رد الله عليَّ روحي)) معناه والله أعلم إلا وقد رد الله علي روحي، فأرد عليه السلام، فأحدث الله عوداً على بدء)).
وقال العظيم آبادي ‘ في ((عون المعبود)): ((وقاعدة العربية أن جملة الحال إذا صدرت بفعل ماض قدرت فيه؛ كقوله تعالى: أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أي: قد حصرت، وكذا هاهنا يقدر قد، والجملة ماضية سابقة على السلام الواقع من كل أحد، وحتى ليست للتعليل، بل لمجرد العطف، بمعنى الواو؛ فصار تقدير الحديث: ما من أحد يُسَلِّمُ عليَّ إلَّا قد رد الله علي روحي قبل ذلك وأرد عليه، والله أعلم)).
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
إِفْشَاءُ السَّلاَمِ
قَالَ رَسُولُ اللـهِ ((لاَ تَدْخُلُوا الـجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ))
إن إفشاء السلام سببٌ لوقوع المحاببة؛ لأن السلام لا يكون إلا من صفاء القلب، والتواضع والمسكنة، فكل من عنده صفاء القلب، والتواضع والمسكنة، يحبه الناس؛ ألا ترى أن الظَلمة المتكبرين لا يسلمون على الناس إلا قليلاً، وذلك من كبرهم وافتخارهم، فلا جرم أن الناس يبغضونهم، فيكون تركهم السلام سبباً للعداوة والبغضاء.
قوله: ((أفشوا)) من الإفشاء؛ وهو الإشاعة والإكثار، وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام، وبذله للمسلمين كُلهم، من تعرفه ومن لم تعرفه.
والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، ومن إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم عن غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين.
((ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإيْمَانَ: الإنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وبَذْلُ السَّلاَمِ للعَالَمِ، والإنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ))
هذا أثر عن عمار بن ياسر .
قوله: ((ثلاث)) أي: ثلاث خصال ((من جمعهن فقد جمع الإيمان)) أي: فقد جمع فضائل الإيمان وخصائله.
قوله: ((الإنصاف من نفسك)) وهو الأول؛ فإن الإنصاف يقتضي أن يؤدي إلى الله جميع حقوقه، وما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، وأن يؤدي إلى الناس حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن ينصف أيضاً، فلا يوقعها في قبيح أصلاً.
قوله: ((بذل السلام للعالم)) وهو الثاني؛ فمعناه لجميع الناس، وهذا يتضمن أن لا يتكبر على أحد، وأن لا يكون بينه وبين أحد جفاء، يمتنع بسببه من السلام عليه.
قوله: ((الإنفاق من الإقتار)) وهو الثالث؛ أي: التضييق عليه في الرزق، يقال: أقتر الله رزقه؛ أي: ضيقه وقلله؛ والإنفاق من الإقتار يقتضي كمال الوثوق بالله تعالى، والتوكل عليه، والسعة على المسلمين.. وغير ذلك.
) وعَنْ عَبْدِ اللـهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا: أنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: ((تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَـمْ تَعْرِف))
قوله: ((أي الإسلام خير)) أي: أيُّ آداب الإسلام؟ وأيُّ خصال أهله خير؟ وإنما قال: ((تطعم الطعام...)) ولم يقل: إطعام الطعام، وإلقاء السلام؛ ليعلم بذلك أن الناس متفاوتون في تلك الخصال على حسب أوضاعهم ومراتبهم في المعارف، وأن الخصلتين المذكورتين تناسبان حال السائل، وأنهما خير له بالنسبة إليه لا إلى سائر المسلمين، أو نقول: إنه أجاب عن سؤاله بإضافة الفعل إليه ليكون أدعى إلى العمل، والخبر قد وقع موقع الأمر؛ أي: أطعم الطعام، وأقرئ السلام.
قوله: ((تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)) أي: تسلم على كل من لقيت، عرفته أم لم تعرفه، ولا تخص به من تعرفه كما يفعل كثير من الناس.
ثم إن هذا العموم مخصوص بالمسلمين، فلا يسلم ابتداء على الكافر.
.........................................................................

– كَيْفَ يَرُدُّ السَّلامَ عَلَى الكَافِرِ إذَا سَلَّمَ

- ((إذَا سَلَّم عَلَيْكُمْ أهْلُ الكِتَابِ؛ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ)).
ولقد جاء عن ابن عباس ^ أنه قال: ردوا السلام على من كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً؛ ذلك بأن الله يقول: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا.
أي: إذا ألقوا عليكم السلام واضحاً بيِّناً؛ فليكن ردكم بالمثل أو أحسن منه، هذا الذي يفهم من قول ابن عباس ^ ولأنه الأصل في الآية التي استدل بها .
وأما إذا سلموا سلاماً غير واضح، فأمرنا النبي أن نقول لهم: ((وعليكم)).
قال النبي: ((إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: ((السام عليكم، فقولوا: وعليك)).
[قال المصحح: والصواب الأخذ بظاهر كلام النبي الكريم: ((إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم))( سواء كان سلامهم واضحاً أو غير واضح].
وجاء عن عائشة ’ أنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله فقالوا: السام عليك، ففهمتُها فقلت: عليكم السامُ
واللعنةُ، فقال رسول الله: ((مهلاً يا عائشة؟ فإن الله يحب الرفق في الأمر كله))، فقلت: يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله: ((فلقد قلت: وعليكم))
ولقد نهانا النبي أن نبدأهم بالسلام؛ فقال: ((لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه)) – وفي حديث جرير: ((إذا لقيتموهم)) ولم يسمِّ أحداً من المشركين.
قوله: ((اضطروهم)) أي: ألجئوهم
.......................................................................
– الدعاءُ عِنْدَ سَمَاعِ صِيَاحِ الدِّيْكِ ونَهيقِ الحِمَارِ

228 - ((إذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْألُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكَاً، وَإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِـمَارِ فَتَعوَّذُوا بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأى شَيْطَاناً)).
قوله: ((نـهيق)) النهيق والنهاق والنهق؛ هو صوت الحمار.
وقوله: ((الديكة)) جمع ديك.
[أما] الأمر بالاستعاذة عند نـهيق الحمار؛ فلحضور الشيطان هناك، فذكر الله تعالى يطرده.
وأما السؤال من فضل الله تعالى عند صياح الديك؛ فلحضور الملك هناك، فالدعاء أقرب إلى الإجابة في ذلك الوقت؛ لأنه ربما يُؤمِّن الملك على دعائه فيستجيب الله تعالى دعاءه.
.................................................................................

– الدُّعَاءُ عِنْدَ سَمَاعِ نُبَاحِ الكِلاَبِ بِاللَّيلِ

- ((إذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الكِلاَبِ ونَـهِيقَ الـحَمِيرِ بِاللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا مِنْهُنَّ فإنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لا تَرَوْنَ))
وإنما قيد التعوذ إذا سمعوا نباح الكلب ونـهيق الحمار بالليل؛ لأن الليل وقت انتشار الشياطين؛ فلذلك قال: ((فإنهن يرين)) من الشياطين والجن ((ما لا ترون)) أنتم، وأما بالنهار فيمكن أن يكون النباح والنهيق لعلة أخرى، وإن كانت هذه العلة موجودة في الليل، ولكن الغالب في الليل رؤية الشياطين، والحكم يدور على الغالب، والله أعلم.

– الدُّعَاءُ لِـمَنْ سَبَبْتَهُ

–((اللَّهُمَّ فَأَ يُّمَـا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ؛ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ))(
قال القاضي عياض ‘: ((يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي، ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها، وصلة خطابها عند الحرج، والتأكيد للعتب، لا على نية وقوع ذلك؛ كقوله: عَقْرَى حَلْقى، وتربت يمينك...، فأشفق من موافقة أمثالها القدر، فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة)).

– مَا يَقُولُ الـمُسْلِمُ إذَا مَدَحَ الـمُسْلِمَ

– قَالَ : ((إذَا كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحاً صَاحِبَهُ لاَ مَحَالَةَ؛ فَلْيَقُل: أحْسِبُ فُلاناً: واللهُ حَسِيْبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللـهِ أحَداً: أحْسِبُهُ – إنْ كَانَ يَعْلمُ ذَاكَ – كَذَا وكَذَا))
وجاء فيه؛ قوله : مدح رجلٌ رجلاً عند النبي ، فقال: ((ويحك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك – مراراً – ثم قال:...)).
قوله: ((قطعت عنق صاحبك)) أي: أهلكته؛ وهذا استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك؛ لكن هلاك هذا الممدوح في دينه، وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالإعجاب.
قوله: ((ولا أزكي على الله أحداً)) أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره؛ لأن ذلك مغيب عنا، ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
قال النووي ‘: ((وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه؛ قال العلماء: وطريق الجمع بينها؛ أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه، إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه؛ إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير، والازدياد منه، والدوام عليه، أو الاقتداء به، كان مستحباً، والله أعلم)).
......................................................................................
– مَا يَقُولُ الـمُسْلِمُ إِذَا زُكِّيَ

((اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِـمَا يَقُولُونَ، واغْفِر لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ [واجْعَلْنِي خَيْراً مِـمَّا يَظُنُّونَ]))
- هذا أثر عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
قال عدي بن أرطأة ‘: ((كان الرجل من أصحاب النبي إذا زُكِّي، قال:...)).
قوله: ((إذا زُكِّي)) أي: وُصِف بالأوصاف الحسنة وأثني عليه.
قوله: ((لا تؤاخذني)) أي: لا تعاقبني.
قوله: ((بما يقولون)) أي: من ثناء ووصف لي بالحسن والخير.
قوله: ((واغفر لي ما لا يعلمون)) أي: مما ارتكبته من الذنوب والآثام.
فيه دليل على عظم خُلُق الصحابة؛ وأنهم لا يغرهم ولا يضرهم مدح المادحين، ومعرفتهم لقدر أنفسهم، واعترافهم بذنوبهم وتقصيرهم، وأنهم محتاجون إلى مغفرة الله تعالى ورحمته وإحسانه.
................................................................................
– كَيْفَ يُلَبِّي الـمُحْرِمُ فِي الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ

- ((لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الـحَمْدَ، والنِّعْمَةَ، لَكَ والـمُلْكَ، لا شَرِيْكَ لَكَ))(
قوله: ((لبيك اللهم لبيك)) معناه: إجابة بعد إجابة ولزوماً لطاعتك، وقيل: اتجاهي وقصدي إليك، وقيل: أنا مقيم على إجابتك وطاعتك، وقيل: قرباً منك وطاعة إليك.
....................................................................
– التَّكْبيرُ إذَا أتَى الحَجَرَ الأسْوَدَ

- ((طَافَ النَّبيُّ بالبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ، كُلَّمَا أتَى الرُّكْنَ أشَارَ إلَيْهِ بِشَيءٍ عِنْدَهُ وَكَبَّرَ))
قوله: ((الركن)) أي: الذي فيه الحجر الأسود.
قوله: ((بشيء عنده)) هو الـمِحْجَن؛ وهو عصا محنية الرأس.
.........................................................................
– الدُّعَاءُ بَيْنِ الرُّكْنِ اليَمَانِي والحَجَرِ الأسْوَدِ

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
قوله: رَبَّنَا آتِنَ أي: أعطنا.
قوله: فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً أي: العلم والعمل، أو العفو والعافية، والرزق الحسن، أو الحياة الطيبة، أو القناعة، أو ذرية صالحة.
قوله: وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً أي: المغفرة والجنة والدرجة العالية، أو مرافقة الأنبياء، أو الرضا، أو الرؤية أو اللقاء.
قوله: وَقِنَا أي: احفظنا.
قوله: عَذَابَ النَّارِ أي: شدائد جهنم؛ من حرها، وزمهريرها – شدة بردها -، وسمومها – ريحها الحارة – وجوعها، وعطشها، ونتنها، وضيقها.
...........................................................................
..– دُعَاءُ الوُقُوفِ عَلَى الصَّفَا والـمَرْوَةِ

- ((لَـمَّا دَنَا النَّبِيُّ مِنَ الصَّفَا قَرَأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ((أبْدَأ بِـمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ)) فَبَدأ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى البَيْتَ، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللهَ، وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: ((لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ ولَهُ الـحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ...، الحَديْثُ، وَفيهِ: فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا))
ولتمام الفائدة أذكر الحديث بطوله؛ وهو قوله : قدم رسول الله حاجّاً، فَقَدِمَ المدينة بَشَرٌ كثيرٌ، كلُّهم يلتمس أن يَأْتمَّ برسول الله ، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه، حتى أتينا ذا الحُلَيْفَةِ، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله كيف أصنع؟ قال: ((اغتسلي، واسْتَثْفِري بثوب وأحرمي))، فصلى رسول الله في المسجد، ثم ركب القَصْواءَ، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرتُ إلى مَدِّ بصري بين يديه، من راكب وماشٍ وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فَأَهَلَّ بالتوحيد: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة، لك والـمُلْكَ، لا شريك لك))، وأهلَّ الناس بهذا الذي يُهِلُّونَ به، فلم يَرُدَّ رسول الله عليهم شيئاً منه، ولزم رسول الله تلبيته ، قال جابر : لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرَمَل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم تقدَّم إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فجعل المقام بينه وبين البيت، كان يقرأ في الركعتين  قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالـْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ((أبدأ بما بدأ الله به)) فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فَوَحَّدَ الله، وَكَبَّرهُ، وقال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده))، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انْصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: ((لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة))، فقام سُراقَةَ بن مالك بن جُعْشُمٍ، فقال: يا رسول الله! أَلِعَامِنا هذا أم لأبدٍ؟ فشبك رسول الله أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: ((دخلت العمرة في الحج)) مرتين ((لا بل لأبد أبد)) وقدم عليٌّ من اليمن ببدن النبي ، فوجد فاطمة ’ ممن حل، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله محرشاً على فاطمة، للذي صنعت، مستفتياً لرسول الله
فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: ((صدقتْ صدقتْ، ماذا قلت حين فرضت الحج؟)) قال: قلت: اللهم إني أُهِلَّ بما أهل به رسولك، قال: ((فإن معي الهدي فلا تحل)) قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به عليٌّ من اليمن، والذي أتى به النبي مئة، قال: فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طَلَعَتِ الشمس، وأمر بِقُبَّةٍ من شعر تُضرب له بنمرة، فسار رسول الله ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضُرِبَتْ له بِنَمِرَةَ، فنزل بها، حتى إذا زاغَتِ الشمس أمر بالقصواء، فَرُحِلتْ له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال: ((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مُستَرْضعاً في بني سعد فقتلته هُذيل، ورِبَا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟)) قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وَيَنْكتُها إلى الناس: ((اللهم اشهد، اللهم اشهد)) ثلاث مرات، ثم أذّن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصلِّ بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله ، حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مَوْرِك رحله، ويقول بيده اليمنى: ((أيها الناس! السَّكينَةَ السَّكِينَةَ)) كلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً، حتى تصعد، حتى أتى الـمُزْدَلِفةَ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله حتى طلع الفجر، وصلى الفجر، حين تبيَّن له الصُّبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً، فلما دفع رسول الله مرت به ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله يده من الشق الآخر على وجه الفضل، فصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مُـحَسِّر، فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات، يُكَبِّر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى عليّاً، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببَضْعَةٍ، فجعلت في قِدْرٍ، فطُبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله فأفاض إلى البيت، فصلَّى بمكَّة الظهر، فأتى بني عبدالمطلب يسقون على زمزم، فقال: ((انزعوا، بني عبدالمطلب! فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم))، فناولوه دلواً فشرب منه.
قوله: ((واستثفري)) والاستثفار هو أن تشد المرأة في وسطها شيئاً، وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم، وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك المشدود في وسطها.
قوله: ((القصواء)) اسم لناقة النبي.
قوله: ((يوم التروية)) هو اليوم الثامن من ذي الحجة؛ وسمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بَعْدُ.
قوله: ((نمرة)) موضع بجنب عرفات، وليست من عرفات.
قوله: ((بطن الوادي)) هو وادي عُرَنة؛ وهي قبيل عرفات وليست منها.
قوله: ((غاب القرص)) أي: قرص الشمس.
قوله: ((مورك رحله)) أي: الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مَلَّ من الركوب.
قوله: ((ويقول بيده السكينة السكينة)) أي: الزموا السكينة...؛ وهي الرفق والطمأنينة.
قوله: ((المزدلفة)) سُمِّيَتْ بذلك من التزلف والازدلاف؛ وهو التقرب؛ لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات ازدلفوا إليها؛ أي: مضوا إليها وتقربوا منها، وقيل: سميت بذلك لمجيء الناس إليها في زلف الليل؛ أي: ساعات.
قوله: ((مرت به ظُعُن يجرين)) الظعن جمع ظعينة؛ وهي البعير الذي عليه امرأة، ثم سميت به المرأة.
قوله: ((بطن مُحَسِّر)) سمي بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر؛ أي: أعي وكَلَّ.
............................................................
– الدُّعَاءُ يَوْمَ عَرَفَةَ

- ((خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وخَيْرُ مَا قُلْتُ أنَا وَالنَّبيُّونَ مِنْ قَبْـلِي: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ، ولَهُ الـحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير))(.
قوله: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة)) أي: لأنه أجزل إثابة وأعجل إجابة.
والمراد أن خير الدعاء ما يكون يوم عرفة؛ أي دعاء كان.
وقوله: ((وخير ما قلت)) إشارة إلى ذكر غير الدعاء، فلا حاجة إلى جعل ((ما قلت)) بمعنى ما دعوت، ويمكن أن يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية، لما يستحب من الثناء على الله قبل الدعاء، والله أعلم.
.................................................................
– الذِّكْرُ عِنْدَ الـمَشْعَرِ الحَرَامِ
- ((رَكِبَ القَصْوَاءَ حَتَّى أتَى الـمَشْعَرَ الحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ (فَدَعاهُ، وكَبَّرَهُ، وهَلَّلَهُ، ووَحَّدَهُ) فَلَـمْ يَزَلْ وَاقِفاً حَتَّى أسْفَرَ جِدّاً، فَدَفَعَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ))(

– التَّكْبِيرُ عِنْدَ رَمْي الجِمَارِ مَعَ كُلِّ حَصَى
- ((يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ عِنْدَ الجِمَارِ الثَّلاثِ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ، وَيَقِفُ يَدْعُوْ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، رَافِعاً يَدَيْهِ بَعْدَ الـجَمْرَةِ الأوْلَى والثَّانِيةِ، أمَّا جَمْرَةُ العَقَبَةِ فيَرْمِيهَا، ويُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ، ويَنْصَرِفُ، ولا يَقِفُ عِنْدَهَا)).
وهذا معنى ما جاء عن عبدالله بن عمر ^؛ أنه كان يرمي الجمرة الدّنيا بسبع حصيات، ثم يُكبر على إثَر كلِّ حصاةٍ، ثم يتقدمُ فيُسهلُ، فيقومُ مُستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيُسهل، ويقوم مُستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبةِ من بطن الوادي ولا يقفُ عندها. ويقول: هكذا رأيتُ رسولَ الله يفعل.
وجاء أيضاً: أن رسول الله كان إذا رمى الجمرةَ التي تلي مسجد منىً يرميها بسبع حصياتٍ، يُكبر كُلَّما رمى بحصاة، ثم تَقَدَّمَ أمامها فوقف مُستقبل القبلة، رافعاً يديه يدعو، وكان يُطيل الوقوف، ثم يأتي الجمرةَ الثانيةَ فيرميها بسبع حصياتٍ يُكبِّر كُلَّما رمى بحصاة، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي فيقف مُستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو، ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصياتٍ يُكبِّر عند كل حصاة، ثم يَنْصَرِفُ ولا يقف عندها.
......................................................................

– مَا يَقُوْلُ عِنْدَ التَّعَجُّبِ والأمْرِ السَّارِّ
((سُبْحَانَ اللـهِ!))
((اللهُ أكْبَرُ)).
لقد جاءت هذه الألفاظ، في عدة أحاديث، أذكر منها:
عن أم سلمة ’ قالت: استيقظ النبي ذات ليلة، فقال: ((سبحان الله، ماذا أُنْزِلَ الليلة مِنَ الفِتَنِ، وماذا فُتِحَ مِنَ الخزائن، أيقظوا صواحبات الحُجر، فَرُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)).
قوله: ((صواحبات الحجر)) أي: منازل أزواج النبي ، إنما خصهن بالإيقاظ لأنهن الحاضرات حينئذ.
وعن أبي هريرة أن النبي × لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، فانخنس منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال: ((أين كنت يا أبا هريرة؟)) قال: كنت جنباً، فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: ((سبحان الله، إن المسلم لا ينجس)).
قوله: ((فانخنس)) أي: مضى عنه مستخفياً.
وعن عائشة ’: أن امرأة سألتِ النبيَّ عن غُسلها مِنَ المحيض، فأمرها كيف تغتسل، قال: ((خُذي فِرْصة من مِسْكٍ فتطهَّري بها)) قالت: كيف أتطهر؟ قال: ((تطهري بها)) قالت: كيف؟ قال: ((سبحان الله، تطهَّري))، فاجتبذتها إليّ فقلت: تتبعي بها أثر الدم.
قوله: ((فرصة)) أي: قطعة من صوف، أو قطن، أو جلدة عليها صوف.
قوله: ((مسك)) بفتح الميم؛ أي: قطعة جلد، وفي رواية: بالكسر؛ وهي الطيب، وهي الأرجح.
وعن أبي سعيد الخدري : أن النبي قال: ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يا رب وما بَعْثُ النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحمل حملها، ويشيب الوليد وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ؛ فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم؛ فقال النبي
((من يأجوج ومأجوج تسع مئة وتسعة وتسعين، ومنكم واحدٌ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة)) فكبرنا، ثم قال: ((ثلث أهل الجنة))، فكبرنا، ثم قال: ((شطر أهل الجنة))، فكبرنا.
وغير ذلك من الأحاديث والآثار التي تدل على جواز استخدام التسبيح والتكبير عند التعجب، أو استخدامهما عند الأمر السار.
...............................................................
– مَا يَفْعَلُ مَنْ أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ

- ((كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَ تَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ يُسَرُّ بِهِ؛ خَرَّ سَاجِداً شُكْراً لِلـهِ تَبَاركَ وَتَعَالى).
فيه مشروعية سجود الشكر عند النعم المتجددة والنقم المندفعة.
وقد اختلف أهل العلم؛ هل يشترط له شروط الصلاة أم لا؟! فقيل: يشترط قياساً على الصلاة، وقيل: لا يشترط، والأول أقرب، والله أعلم.

[والصواب أن سجود الشكر كسجود التلاوة، فلا يشترط له ما يشترط للصلاة
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
مَا يَقُولُ ويَفْعَلُ مَنْ أَحَسَّ وَجَعاً في جَسَدِهِ
- ((ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَألَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللـهِ (ثَلاثاً) وَقُلْ (سَبْعَ مَرَّاتٍ): أَعُوذُ باللـهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أجِدُ وَأُحَاذِرُ))
وجاء فيه؛ أنه شكا إلى رسول الله وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله :...
قوله: ((بعزة الله)) العزة: الغلبة والقهر، ومنه العزيز الغالب القاهر.
قوله: ((وقُدْرَتِهِ)) مِن قَدِرَ يَقْدِرُ؛ أي: أطاق.
قوله: ((ما أجد)) أي: من الألم والوجع.
قوله: ((وأُحَاذِر)) من الحذر.
.........................................................................

– دُعَاءُ مَنْ خَشِيَ أنْ يُصِيبَ شَيئاً بِعَيْنِهِ
- ((إذَا رَأى أحَدُكُمْ مِنْ أخِيِهِ، أوْ مِنْ نَفْسِهِ، أوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ [فَلْيَدْعُ لَهُ بالبَرَكَةِ] فَإنَّ العَيْنَ حَقٌّ)).
قوله: ((فَلْيَدعُ له بالبركة)) أي: يقول له: بارك الله عليك أو اللهم بارك فيك.
وجاء عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: رأى عامرُ بنُ ربيعة سهلَ بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة، فَلُبط بسهل، فأتى رسول الله فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف؟ والله ما يرفع رأسه؛ فقال: ((اتهموا له أحداً))، قالوا: نتهم له عامر بن ربيعة، قال: فدعا رسولُ الله عامراً، فتغيظ عليه، وقال: ((علام يقتل أحدكم أخاه؟! أَلَا بَرَّكْتَ؟! اغتسل له))؛ فغسل له عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجله، وداخل إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس به بأس.
وقوله: ((ولا جلد مخبأة)) المخبأة: الجارية التي لم تتزوج بعد؛ لأن صيانتها أبلغ من صيانة المتزوجة، وهو جلد سهل بن حنيف؛ لأن جلده كان لطيفاً.
قوله: ((فلُبِط بسهل)) أي: صُرع وسقط إلى الأرض من تأثير إصابة عين عامر.
قوله: ((هل لك)) أي: من خير أو مداواة.
قوله: ((فتغيظ عليه)) أي: بالكلام.
قوله: ((أَلَا بَرَّكْتَ)) أي:هلَّا دعوت له بالبركة؛ بأن تقول: بارك الله عليه، أو اللهم بارك فيه؛ حتى لا تؤثر العين فيه؟!
قوله: ((وداخل إزاره)) قيل: المذاكير، وقيل: الأفخاذ والورك، وقيل: طرف الإزار الذي يلي الجسد مما يلي الجانب الأيمن.
قوله: ((فإن العين حق))؛ فقد جاء عن النبي قوله: ((العين حق، ولو كان شيء سابق القدر، لسبقته العين)).
و((العين حق)) أي: الإصابة بالعين من جملة ما تحقق كونه، وقيل: أثرها.
قوله: ((ولو كان شيء سابق القدر)) كالمؤكد للقول الأول؛ أي: لو كان شيء مهلكاً أو مضراً بغير قضاء الله تعالى، لكان العين؛ أي: أصابته لشدة ضررها.
وفيه تنبيه على سرعة نفوذها وتأثيرها في الذوات؛ ولذلك تلفظ به النبي بهذا تعظيماً لشأن تأثير العين، وللمبالغة في أن يحفظ الناس أعينهم من أن يصيبوا أحداً بها، وإذا اتفق لأحد أن أعجبه شيء، وخشي أن يصيب بعينه أحداً؛ فليقل: بارك الله عليك، أو اللهم بارك فيه.
............................................................................

– مَا يُقَالُ عِنْدَ الفَزَعِ
- ((لَا إِلَهَ إلاَّ اللهُ!))
- صحابية الحديث هي زينب بنت جحش رَضِيَ اللهُ عَنهَا.
والحديث بتمامه؛ هو قولها ’: أن النبي دخل عليها فزعاً يقول: ((لا إله إلا الله، وَيْلٌ للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه – وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها))، فقلت: يا رسول الله أنْهَلِكُ وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كَثُرَ الخبث)).
قوله: ((فزعاً)) أي: خائفاً ذعراً.
قوله: ((وَيْلٌ للعرب من شرٍّ قَدِ اقترب)) خصَّ العربَ بذلك؛ لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم؛ والمراد بالـ((شر)) ما وقع بعده من فِتَنٍ بين الصحابة، ثم تَوَالَتِ الفتن، حتى صارت العرب بين الأمم كالقَصْعَة بين الأكلة.
قوله: ((فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج)) الردم هو السد الذي بناه ذو القرنين.
قوله: ((حلَّق بإصبعيه)) أي: جعلهما مثل الحلقة.
قوله: ((الخبث)) أي: الفسق والفجور والفساد.
فيه مشروعية قول: لا إله إلا الله عند الفزع والخوف.
...........................................................................................

– مَا يَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ أوِ النَّحْرِ
قوله: ((الذبح)) هو فري الأوداج وقطع الحلقوم والمريء.
قوله: ((النحر)) هو الطعن في لبة الإبل؛ وهي التي فوق الترقوة وتحت الرقبة.
(( بِسْمِ اللَّـهِ وَاللهُ أكْبرُ [اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ] اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي)).
قوله: ((بسم الله والله أكبر)) جاء من حديث أنس بن مالك ، وهذا لفظه.
قوله: ((اللهم منك ولك)) جاء من حديث جابر بن عبدالله ^، وهو قوله : ذبح النبي × يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين، فلما وجههما، قال: ((إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض، على ملة إبراهيم حنيفاً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمِرْتُ، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك عن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر)) ثم ذبح.
وقوله: ((أقرنين)) أي: لهما قرنان حسنان.
قوله: ((أملحين)) أي: لونهما أبيض يخالطه السواد.
قوله: ((موجئين)) أي: خصيين.
قوله: ((فلما وجههما)) أي: نحو القبلة.
قوله: ((حنيفاً)) أي: مائلاً عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق.
قوله: ((اللهم تَقَبَّل مني)) جاء معناه في حديث عائشة ’؛ وهو قوله: ((بسم الله، اللهم تقبل من محمدٍ وآل محمد، ومن أمة محمد)).
...........................................................................

– مَا يَقُولُ لِرَدِّ كَيْدِ مَرَدَةِ الشَّيَاطِينِ
- ((أعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللـهِ التَّامَّاتِ، الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وبَرَأَ وذَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَارَحْمـنُ)).
وجاء فيه؛ أن رجلاً سأل عبدالرحمن بن خنيس فقال:كيف صنع رسول الله حين كادته الشياطين؟ فقال: انحدرت الشياطين من الأودية والشعاب يريدون رسول الله ، فهمَّ شيطان معه شعلة من نار أن يحرق بها رسول الله ، فلما رآهم فزع، فجاء جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، قل:...
قوله: ((لا يتجاوزهن)) أي: لا يتعداهن.
قوله: ((بَرٌّ)) أي: تقي.
قوله: ((من شر ما يَنْزِل من السماء)) أي: من العقوبات؛ كالصواعق والأمطار...
قوله: ((ومن شر ما يعرج فيها)) أي: من الأعمال السيئة التي توجب العقوبة.
قوله: ((ومن شر ما ذَرَأَ في الأرض)) أي: من شر ما خلق على ظهرها، كالوحوش والجن...
قوله: ((ومن شر ما يخرج منها)) أي: من شر ما خلق في بطنها، كالحشرات والهوام.
قوله: ((ومن شر فتن الليل والنهار)) أي: من شر ما يقع فيهما.
قوله: ((ومن شر كل طارق)) أي: من شر ما يأتي من الحوادث ليلاً.
..........................................................................................

– الاسْتِغْفَارُ والتَّوْبَةُ
-قَالَ رَسُولُ اللـهِ: ((واللـهِ إنِّي لأسْتَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إلَيْهِ فِي اليَوْمِ أكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةٍ)).
قال أبو هريرة : ((ما رأيت أكثر استغفاراً من رسول الله)).
قال العلماء: ((الاستغفار المطلوب، هو الذي يحل عَقْدَ الإصرار، ويثبت معناه في الـجَنان، لا التلفظ باللسان)).
قد تقدم سابقاً الكلام على الاستغفار.
وَقالَ رَسُولُ اللـهِ: ((يَا أيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلَى اللـهِ، فَإنِّي أتُوبُ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ))(.
وَقَالَ رَسُولُ اللـهِ : ((مَنْ قَالَ أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظيمَ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وأتُوبُ إلَيْهِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَإنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ))
قوله: ((فر من الزحف)) قال الطيبي ‘: ((الزحف الجيش الكثير الذي يُرى لكثرته كأنه يزحف)).
وقال المظفر رحمه الله: ((هو اجتماع الجيش في وجه العدو؛ أي: من حرب الكفار حيث لا يجوز الفرار)).
((وَقَالَ ((أقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ، فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ؛ فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ؛ فَكُنْ))(.
قوله: ((أقرب ما يكون الرب من العبد)) والحكمة في قرب الرب من العبد في هذا الوقت؛ أن هذا الوقت وقت نداء الرب، ألا ترى إلى حديث: ((ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر))، فيكون الرب في هذا الوقت قريباً من عبده، ولا ينال هذا الحظ الوافر إلا من له استعداد، وترقب لتحصيل هذه الفائدة العظيمة، التي تنبني عليها المنافع الدينية والدنيوية.
– وَقَالَ ((أقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ فأكْثِرُوا الدُّعَاءَ)).
قوله: ((أقرب)) استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن السجود أفضل من القيام، وقال الإمام أحمد ‘: ((إن كثرتهما، أفضل من طول القيام على الصحيح))، ومذهب أبي حنيفة رحمه الله أن طول القيام
أفضل من كثرة الركوع والسجود، وبه قال الشافعي؛ لقوله ×: ((أفضل الصلاة طول القنوت)) ومعناه: القيام؛ ولأن ذِكْرَ القيام هو القرآن، وذكر الركوع والسجود هو التسبيح، والقرآن أفضل؛ لأن ما طول به أفضل، وقال إسحاق ‘: ((أما بالنهار فكثرة الركوع والسجود، وأما بالليل فطول القيام، إلا أن يكون رجل له حزب بالليل يأتي عليه، فكثرة الركوع، والسجود في هذا أحب إلي؛ لأنه يأتي على حزبه))، قال الترمذي رحمه الله: ((وإنما قال إسحاق هذا؛ لأنه وصف صلاة النبي بالليل، ووصف طول القيام، وأما بالنهار فلم يوصف من صلاته من طول القيام ما وُصِفَ بالليل.
ومعنى كون العبد أقرب إلى الله تعالى حالة السجود من بين سائر أحواله؛ لأن حاله يدل على غاية تذلل واعتراف بعبودية نفسه، وربوبية ربه، فكانت مظنة للإجابة، فلذلك أمر النبي بإكثار الدعاء، والله أعلم.
) وَقَالَ ((إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلبِي، وَإنِّي لأسْتَغْفِرُ اللهَ فِي اليَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ)).
قوله: ((لَيُغان)) قال ابن الأثير: ((ليُغان على قلبي؛ أي: ليُغطى ويُغشى؛ والمراد به: السهو؛ لأنه كان لا يزال في مزيد من الذكر والقربة ودوام المراقبة؛ فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات، أو نسي، عَدَّهُ ذنباً على نفسه، ففزع إلى الاستغفار)).
..................................................................

– فَضْلُ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْـمِيدِ، والتَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ
قَالَ ((مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللـهِ وَبِحَمْدِه فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ))(.
قوله: ((حطت)) أي: وضعت عنه.
قوله: ((زبد البحر)) أي: كرغوة البحر، وهذا خارج مخرج المبالغة؛ أي: لو فرض أن لذنوبه أجساماً وكانت مثل زبد البحر يغفرها الله تعالى بهذا القول.
وَقَالَ ((مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ، وَلَهُ الـحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَارٍ، كَانَ كَمَنْ أعْتَقَ أرْبَعَةَ أنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَـاعِيلَ)).
وَقَالَ ((كَلِمَتَانِ خَفِيفَتانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَـتَانِ فِي الـمِيزَانِ، حَبِيْبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّـهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللـهِ العَظِيمِ)).
إنما كانت هاتان الكلمتان خفيفتين على اللسان؛ باعتبار قلة كلماتها، وسهولة تعلمها.
وكونهما ثقيلتين في الميزان؛ فلأنه جاء في الحديث: ((الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله يملأن ما بين السموات والأرض وما بينهما).
وَقَالَ ((لَأَنْ أقُولَ: سُبْحَانَ اللـهِ، والْـحَمْدُ للـهِ، وَلا إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، أحَبُّ إلَيَّ مِـمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ)).
حث الرسول أمته على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، واستغراق الوقت له، وأنه سبب إلى نجاة العبد، ووصوله إلى الجنة؛ فلذلك قال ((لأن أقول:...)) هذا القول؛ ((أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس)) يعني: أحب إليَّ من الدنيا؛ لأنه يفضي إلى درجات الآخرة، وكل ما كان مفضياً إلى درجات الآخرة، يكون أفضل وأحب من الدنيا؛ لأن الدنيا مفضية إلى الهلاك.
وَقالَ ((أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ)) فَسَألَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أحَدُنَا ألْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: ((يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيْحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أوْ يُحَطُّ عَنْهُ ألْفُ خَطِيْئَةٍ)).
قوله: ((أيعجز أحدكم)) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار، وهذا في قوة النهي؛ معناه: لا يعجز أحدكم عن الكسب في كل يوم ألف حسنة.
وإنما يكتب له ألف حسنة بالتسبيح مئة مرة؛ لأن كل حسنة بعشر أمثالها، قال الله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا.
((مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللـهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ)).
قوله: ((غرست)) يقال غرست الشجرة غرساً؛ إذا نصبتها في الأرض.
قوله: ((نخلة)) أي: غرست له بكل مرة يقول فيها هذا الذكر ((نخلة في الجنة)).
خصت النخلة لكثرة منفعتها،وطيب ثمرها، والله أعلم.
وَقَالَ ((يَا عَبْدَ اللـهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلاَ أدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الـجَنَّةِ؟)) فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللـهِ، قَالَ: ((قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللـهِ))
قوله: ((يا عبدالله بن قيس)) هو أبو موسى الأشعري .
قوله: ((ألا)) كلمة تنبيه، ينبه المتكلم السامع على أمر عظيم الشأن.
قوله: ((على كنز)) والكنز في اللغة: ما دفن من الأموال والأمتعة، ومعناه هنا: أن هذا القول يعد لقائله، ويدخر له من الثواب، ما يقع له في الجنة موقع الكنز في الدنيا؛ لأن من شأن الحائزين أن يسعدوا به، ويستظهروا بوجدان ذلك عند الحاجة إليه.
قال النووي رحمه الله في ((شرح مسلم)): ((قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام، وتفويض إلى الله، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئاً من الأمر)).
وقَالَ ((أحَبُّ الكَلامِ إلَى اللـهِ أرْبعٌ: سُبْحَانَ اللـهِ، وَالْحَـمْدُ للـهِ، وَلا إلَهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأيِّهِنَّ بَدأْتَ)).
قوله: ((أحب الكلام)) قال النووي رحمه الله في ((شرح مسلم)): ((هذا محمول على كلام الآدمي، وإلا فالقرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت أو حال... أو نحو ذلك، فالاشتغال به أفضل)).
وهذا لأنها جامعة لمعاني التنزيه والتوحيد.
جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلَى رَسُولِ اللـهِ × فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلاماً أقُولُهُ؟ قَالَ: ((قُلْ: لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، اللهُ أكْبَرُ كَبيراً، وَالـحَمْدُ للَّـهِ كَثِيراً، سُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ العَالمِينَ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّـهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ))، قَالَ: فَهَؤُلاءِ لِرَبِّي فَـمَا لِي؟ قَالَ: ((قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِر لِي، وَارْحَـمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي))
وجاء في رواية أخرى: لما ولَّى الأعرابي، قال النبي: ((لقد ملأ يديه من الخير)).
قوله: ((رب العالمين)) ولا يطلق الرب إلا على الله وحده، وفي غيره على التقييد بالإضافة، كقولهم ((رب الدار، ورب الناقة؛ والرب: بمعنى المالك، وبمعنى السيد، وبمعنى المصلح، والعالمين: جمع عالم، وهو اسم لما سوى الله، وإنما جمع ليشمل كل الجنس، ولما كان فيه معنى الوصفية؛ وهي الدلالة على معنى العلم، جمع بالواو والنون، وإن كان لا يجمع بهما إلا صفات العقلاء، أو ما في حكمها من الأعلام.
قوله: ((العزيز الحكيم)) اسمان من أسماء الله تعالى؛ والعزيز: هو الذي له العزة الكاملة التي بها يعز من يشاء ويذل من يشاء؛ يقال: عَزّ فلان فلاناً يعزه عزًّا إذا غلبه، قال الله تعالى: وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ أي: غلبني، والحكيم: هو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في جميع أمره وخلقه.
قوله: ((قال هؤلاء)) أي: قال الأعرابي: هؤلاء الكلمات ((لربي)) أي لشأن ربي؛ أي: حقه؛ لأنها: أوصافه؛ لأنها تهليل، وتوحيد، وتحميد، وتسبيح، وثناء، وتمجيد وذلك كله حقه.
قوله: ((فما لي)) أي: أي شيء يكون لي وأذكره لحقي.
قوله: ((اللهم)) أصل اللهم يا الله، والميم المشددة في آخره عوض من الياء.
قوله: ((اغفر لي)) الغَفْر معناه: الستر، ومنه: الـمَغْفَر هو ما يُلبس على الرأس تحت البيضة أو القلنسوة؛ والمراد هنا: ستر الذنوب.
قوله: ((وارحمني)) الرحمة معناها: العطف والحنو، وهي متضمنة إنعامه وإحسانه؛ لأن مآل العطف والحنو يفضي إلى هذا.
[قال المصحح: ورحمة الله تعالى صفة من صفاته تليق بجلاله، يرحم بها عباده ويُنعم عليهم].
قوله: ((واهدني)) الهدى نقيض الضلال،وهو الدلالة الموصلة إلى البغية.
قوله: ((وعافني)) من المعافاة؛ وقد جمع رسول الله × في تعليمه هذا الدعاء بين ما يجلب المنافع الأخروية، وبين ما يجلب المنافع الدنيوية؛ لأن المغفرة والرحمة والهداية من المنافع الأخروية، والمعافاة والرزق من المنافع الدنيويَّة، وقَدَّمَ المنافع الأخروية لكونها هي المقصود بالأصل، وهذا التعليم من الرسول × تعليم إرشاد، ودلالة إلى طريق الخير. كَانَ الرّجُلُ إذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النبيُّ × الصَّلاةَ، ثُمَّ أمَرَهُ أنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الكَلِمَـاتِ: ((اللهُمَّ اغْفِر لي، وارْحَمْنِي، واهْدني، وعافِني، وارْزُقني))
وجاء في رواية أخرى: ((فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك)).
–((إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ: الـحَمْدُ لِلَّـهِ، وأفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلاَّ الله))(
قوله: ((أفضل الذكر: لا إله إلا الله)) لأنها كلمة التوحيد؛ والتوحيد لا يماثله شيء، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان؛ ولأنها أشد تزكية للنفس وتصفية للباطن، وتنقية للخاطر، من خبث النفس، وَأَطْرَد للشيطان.
قوله: ((وأفضل الدعاء: الحمد لله)) لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله – تعالى – وأن تطلب منه الحاجة، والحمد لله يشملهما؛ فإن من حمد الله على نعمته، يتضمن حمده طلب المزيد لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .
– (((البَاقِيَاتُ الصَّالـحَاتُ: سُبْحَانَ اللَّـهِ، وَالْـحَمْدُ للّـهِ، وَلَاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّـهِ))
قوله: ((الباقيات الصالحات)) أي: الأعمال الصالحة التي يُبتغى بها وجه الله تعالى، ويبقى لصاحبها أجرها أبد الآباد؛ قال تعالى: وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا
...................................................................................

كَيْفَ كَانَ النَّبيُّ يُسَبِّحُ؟
– عَنْ عَبْدِ اللـهِ بْنِ عَمْروٍ قَالَ: ((رأيْتُ النَّبيَّ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينهِ))
وقد علل النبي ذلك؛ بقوله: ((إنهن مسؤولات مستنطقات)) ، كما جاء في حديث آخر.
والمعنى أنهن يشهدن يوم القيامة بذلك؛ فكان عقدهن بالتسبيح؛ أي: شدهن إلى باطن اليد، أولى من السبحة والحصى.

...........................................................................................

– مِنْ أنْوَاعِ الـخَيْرِ والآدَابِ الـجَامِعَةِ

- ((إذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْل – أوْ أمْسَيْتُم – فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِيْنَ تَنْتَشِرُ حِيْنَئذٍ، فَإذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وأغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَاباً مُغْلَقاً، وَأوْكُوا قِرَبَكُمْ، واذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ، وَخَـمِّـرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ، وَلَوْ أنْ تَعْرِضُوا عَلَيْهَا شَيْئاً، وَأطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ))
قوله: ((جنح الليل)) أي: ظلامه، ويقال: أجنح الليل؛ أي: أقبل ظلامه، وأصل الجنوح الميل.
قوله: ((فكفوا صبيانكم)) أي: امنعوهم من الخروج في ذلك الوقت.
قوله: ((فإن الشياطين تنتشر)) فيُخاف على الصبيان في ذلك الوقت من إيذائهم وشرهم.
قوله: ((وأغلقوا الأبواب)) فيه مصلحة دينية ودنيوية؛ حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد، ولاسيما الشياطين.
قوله: ((وأوكوا قربكم)) أي: شدوا واربطوا رأس قربكم.
قوله: ((وخمروا آنيتكم)) أي: غطوا.
قوله: ((ولو أن تعرضوا عليها شيئاً)) أي: الآنية؛ وجاء في لفظ: ((وخمر إناءك ولو بعود تعرضه عليه)).
قال النووي ‘ في ((شرح مسلم)): ((هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا، فأمر بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان، وجعل الله هذه الأسباب أسباباً للسلامة من إيذائه، فلا يقدر على كشف إناء، ولا حلِّ سقاء، ولا فتح باب، ولا إيذاء صبي وغيره، إذا وجدت هذه الأسباب)).
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
سلام عليكم
بفضل الله ورحمته وكرمه ونعمه التى لا احصيها
تمت وانتهت حملة الاذكار
نسأل الرحمن ان نكون وفقنا فى تبسيط شرح الاذكار لكم
وان قدر الرحمن لنا البقاء انتظرونا بعد رمضان مع حمله جديده من حملات معهد الماهر بالقران
..............................................................
بعض الكتب والشروحات التى استعن بها فى حملتى
.........................................................
كتاب الاذكار للشيخ عبد الرزاق البدر
شرح حصن المسلم
دورة معانى الاذكار لام القعقاع
ركن شرح اذكار الصباح والمساء فى منتدى الداعيات الى الله
 
أعلى