الثالث: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم. فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل، أو المشارب، أو الملابس، أو التهادي، أو غير ذلك.
وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق، أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد السادس عشر - باب صلاة العيدين .........................................................................................
أستغرب عندما يسعى أحدهم لتغيير منكر \" كالاحتفال بعيد الحبّ\" فيقال له: \"كفاك تشدّدا، دع الناس تفرح، إهداء الورود وإرسال الرسائل أشياء بسيطة\"!
فيامن قلت هذا الكلام، أو جال في نفسك نحوُه، أهدي إليك هذه الكلمات، ولن أخوض في مسألة حُرمة هذا الاحتفال وبدعيّته، ففتاوى العلماء أكثر من أن تحصى في التحذير منه لما فيه من تقليد للكفار، وإدخال في الدين ما ليس منه، (فالأعياد توقيفيّة) ولما يشوبه من المنكرات بل إن بعض السلف فسر قول الله تعالى : { والذين لايشهدون الزور} لايشارك الكفار أعيادهم ولا يحضرها.
ولكن هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشدّد؟ أما قرأت قوله تعالى: {كنتم خير امه اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } فجعل خيريّة هذه الأمّة بالأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
أما سمعت قول أبو بكر - رضي الله عنه - (يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) صحّحه الألباني. والأمر الثاني: لماذا لاتفرح بالعيدين الذين ارتضاهما الله لعباده دون سائر الأيام؟، فإظهار الفرح فيهما طاعة، بل لماذا لا تُفرغ مخزون الفرح - الذي جعلته عذرا - في كلِّ أيامك؟، لمَ تُخصّص هذا اليوم الذي ما أنزل الله به من سلطان؟، قال تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا }.
أمّا قولك أنّ هذه المظاهر بسيطة، فأقول: هذا ردٌّ عليك، فما دامت بسيطة ولا يضرُّك تركها، أفلا تتركها إرضاءًا لخالق السموات والأرض؟، أتشتري برضوان الله وردةً ورسالة؟ {اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير} ، فهي وإن كانت بسيطة في نظرك ، ليست بسيطةً في ميزان الشريعة، فـ (كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيراً منه
وهذه فتوى للشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في حكم الاحتفال بأعياد الميلاد :
السؤال
ما حكم أعياد الميلاد؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأجاب بقوله: يظهر من السؤال أن المراد بعيد الميلاد عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيداً تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغيرة.
وقولي في ذلك أنه ممنوع؛
لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة
وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة قال :
"كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد بدلكم الله بهما خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى".
ولأن هذا يفتح باباً إلى البدع مثل أن يقول: قائل: إذا جاز العيد لمولد المولود فجوازه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولى وكل ما فتح باباً للممنوع كان ممنوعاً.
والله الموفق.