حقيبة الأسرة الرمضانية / مايهم المرأة في رمضان

طباعة الموضوع

الصحبة الطيبة

عضو مميز
إنضم
16 أبريل 2013
المشاركات
199
النقاط
16
الإقامة
القاهرة - مصر
الموقع الالكتروني
nasrtawfik.blogspot.com
احفظ من كتاب الله
اللهم أعينني علي دوام التلاوة والتدبر وحفظ القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
محمد صديق المنشاوي والحصري والسديسي
الجنس
أخ وأسرتي

بسم الله الرحمن الرحيم​
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..
فهذه رسالة مختصرة فيما يهم المرأة المسلمة في شهر رمضان من أحكام الصيام وآدابه وسننه وحكم الصيام وفوائده، وما يجب أن تتحلى به المرأة المسلمة من أخلاق في هذا الشهر الفضيل. نسأل الله تعالى أن ينفع بها, وأن تكون خالصة لوجهه الكريم.
أولاً: معنى الصيام
الصيام: هو التعبد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
ثانيًا: حكم صيام رمضان
صيام رمضان فريضة ثابتة، بالكتاب والسنة والإجماع، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، فمن أنكر فرضيته, فهو مرتد كافر، يستتاب، فإن تاب وإلا قتل كافرًا.
ثالثًا: على من يجب الصيام
1- يجب الصيام على كل مسلم عاقل, بالغ، قادر على الصوم، مقيم غير مسافر، خالٍ من الموانع.
2- الكافر لا يصوم, ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم.
3- الصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليه الصوم.
4- المجنون لا يجب عليه الصوم, ولا الإطعام عنه.
5- العاجز عن الصوم لسبب دائم يفطر, ويطعم عن كل يوم مسكينًا.
6- المريض مرضًا طارئًا ينتظر برؤه يفطر إن شق عليه الصوم، ويقضي بعد بُرئه.
7- الحامل والمرضع إذا شق عليهما الصوم من أجل الحمل أو الإرضاع، أو خافتًا على ولديهما، تفطران, وتقضيان الصوم.
8- المضطر للفطر لإنقاذ معصوم من غرق أو حريق، يفطر لينقذه, ويقضي.
9- المسافر إن شاء صام, وإن شاء أفطر, وقضى ما أفطره.
10- الحائض والنفساء تفطران, وتقضيان, ولا يجوز صيامهما.
رابعًا: متى فرض صيام رمضان؟
فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وصام رسول الله  تسع رمضانات.

خامسًا: كيف يثبت دخول شهر رمضان؟
يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين:
الأول: برؤية الهلال.
الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا.
ويدل على هذين الأمرين حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي  قال: «إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له» [متفق عليه].
يقال: غم الهلال إذا غطاه شيء من غيم أو غيره فلم يظهر. والمعنى: قدروا عدة الشهر حتى تكملوه ثلاثين يومًا.
سادسًا: وجوب تبييت النية
يجب تبييت النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، فالنية شرط في صحة صيام الفريضة، وبها تتميز العبادات عن العادات. قال النبي : «من لم يجمع الصيام قبل الفجر, فلا صيام له» [صحيح سنن أبي داود].
وقال : «من لم يبيت الصيام من الليل, فلا صيام له» [صحيح سنن النسائي].
ومعنى يجمع: أي يعزم، فتجب النية, وتصح في أي جزء من أجزاء الليل، ولو قبل الفجر بلحظة.
والنية في جميع العبادات محلها القلب، ولا يجوز التلفظ بها.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: كل من علم أن غدًا رمضان, وهو يريد صومه فقد نوى، وهو فعل عامة المسلمين.
سابعًا: وقت الصوم
يبتدئ الصوم من طلوع الفجر الثاني، وينتهي بغروب الشمس. فإذا طلع الفجر الصحيح وجب على الصائمة الإمساك حالاً، سواء أسمعت المؤذن أم لا. وإذا كانت تعلم أن المؤذن يؤذن عند طلوع الفجر وجب عليها الإمساك حال سماعها أذانه. وعلى المسلمة أن تجتهد في معرفة الوقت الصحيح لبداية الصوم ونهايته حتى لا تقع في الحرج.
ثامنًا: مفسدات الصوم
قال الشيخ ابن عثيمين: لا يفطر الصائم إذا تناول شيئًا من المفطرات ناسيًا أو جاهلاً أو مكرهًا، فإذا نسي الصائم فأكل أو شرب لم يفسد صومه لأنه ناسٍ.
ولو أكل أو شرب يعتقد أن الشمس قد غربت، أو أن الفجر لم يطلع، لم يفسد صومه، لأنه جاهل.
ولو تمضمض فدخل الماء إلى حلقه بدون قصد، لم يفسد صومه، لأنه غير متعمد.
ولو احتلم في نومه لم يفسد صومه؛ لأنه غير مختار [نبذ في الصيام].
أما مفسدات الصيام, فهي ثمانية
أولاً: الجماع: فمتى جامع الصائم في نهار رمضان بطل صومه، وعليه الاستمرار في الصيام بقية يومه، وعليه التوبة إلى الله والاستغفار والندم على ما فعل. وعليه قضاء ذلك اليوم الذي جامع فيه, وعليه مع القضاء كفارة مغلظة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا، لكل مسكين نصف صاع من طعام أهل البلد.
وعلى المسلمة العاقلة الحذر مما يوقعها في هذا الإثم العظيم، وأن تتجنب خطوات الشيطان, حتى لا تقع فيما حرم الله عليها.
ثانيًا: الأكل والشرب متعمدًا: سواء أكان عن طريق الفم أو عن طريق الأنف, وعلى من أكلت عمدًا أن تمسك بقية يومها، وعليها التوبة والاستغفار والندم، ثم يلزمها بعد ذلك قضاء ذلك اليوم الذي أفطرت فيه.
ثالثًا: إنزال المني يقظة: باستمناء أو مباشرة، أو تقبيل أو ضم ونحو ذلك، وعليها ما على من أكل أو شرب متعمدًا.
رابعًا: حقن الإبر المغذية: التي يستغنى بها عن الطعام، لأنها بمعنى الأكل والشرب، أما الإبر التي لا تغذي فإنها لا تفطر.
خامسًا: حقن الدم: مثل أن يحصل للصائمة نزيف، فتحقن بحقن الدم تعويضًا عما فقدته.
سادسًا: خروج دم الحيض والنفاس: فالحائض والنفساء يحرم عليها الصيام مدة الحيض والنفاس، ولو صامتا لا يصح صومهما.
سابعًا: إخراج الدم من الصائمة بحجامة أو فصد أو سحب للتبرع به، أو لإسعاف مريض ونحو ذلك، لقول النبي : «أفطر الحاجم والمحجوم» [رواه أحمد وأبو داود والنسائي, وصححه الألباني].
فأما خروج الدم بنفسه كالرعاف، أو خروجه بقلع سن ونحوه، فلا يفطر، لأنه ليس حجامة، ولا بمعنى الحجامة.
ثامنًا: التقيؤ عمدًا: فأما إذا غلبها القيء، وخرج منها بغير اختيارها، فإنه لا يفسد صومها، لقول النبي : «من ذرعه القيء, وهو صائم، فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض» [رواه أهل السنن وحسنه الترمذي, وصححه الألباني].
تاسعًا: ما يباح للصائمة, ولا يضر صومها
1- اللعاب: لأنه من الريق، أما البلغم الغليظ, فيجب إخراجه.
2- السواك: سنة في الصيام وغيره.
3- خروج المذي لأي سبب لا يفسد الصوم.
4- استعمال الطيب أما البخور, فإنه لا يجوز استنشاقه؛ لأنه له جرمًا يصل إلى المعدة وهو الدخان.
5- استعمال معجون الأسنان: مع التحرز من وصول شيء إلى المعدة.
6- استعمال قطرة العين والأذن.
7- استعمال بخاخ الفم المستعمل في علاج الربو.
8- استعمال الكحل غير أن استعماله في الليل أفضل للصائم.
9- استعمال المرأة للحناء لا يضر صيامها.
10- أخذ الدم اليسير للتحليل لا يؤثر على الصيام.
11- أخذ الحقنة الشرجية للحاجة لا يؤثر على الصيام.
12- تذوق الطعام للحاجة بأن تجعله على طرف لسانها لتعرف حلاوته وملوحته، مع الاحتراز من بلع شيء منه.
13- تقبيل الزوج لزوجته لا يضر صيامها، فإذا أنزل أحدهما بطل صومه.
14- تأخير غسل الجنابة أو غسل الحيض والنفاس إلى طلوع الفجر.
15- التبرد بالماء في نهار رمضان لكسر شدة الحر.
عاشرًا: حكم الصيام وفوائده
1- الصوم عبادة يتبين بها إيثار العبد لمحبوبات ربه على محبوبات نفسه، لينال بذلك رضا ربه والفوز بكرامته.
2- في الصوم ممارسة لضبط النفس والسيطرة عليها للوصول إلى تزكيتها وتطهيرها.
3- ومن حكم الصيام أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه، وهذا هو المقصود الأعظم بالصيام.
4- ومن حكم الصيام أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بالغنى، فيشكر ربه على نعمه، ويتذكر إخوانه الفقراء فيواسيهم.
5- ومن حكم الصيام: ما يحصل به من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام, وإراحة الجهاز الهضمي فترة معينة.
6- ومن فوائد الصيام: أنه يعود الإنسان الصبر والتحمل والجَلَد.
7- ومن فوائد الصيام: أنه يسهل على الطائع فعل الطاعات.
8- ومن فوائد الصيام: أنه يرقق القلب ويلينه ويقطع عنه الشواغل.
9- ومن فوائد الصيام: أنه ربما أحدث في قلب العبد محبة الطاعات وبغض المعاصي على الدوام.
10- ومن فوائد الصيام: أنه منهج رائع للتغيير، وتقوية الإرادة, وإنشاء الأخلاق الرفيعة، وتحقيق الاطمئنان النفسي، وهو مظهر عظيم من مظاهر وحدة الأمة الإسلامية.
11- ومن فوائد الصيام: أنه يخفف حدة الشهوة ويضعفها.
12- ومن فوائد الصيام: اعتياد النظام ودقة المواعيد والحرص على الأوقات.
حادي عشر: آداب ومسنونات الصيام
1- المبادرة بالفطر عند تحقيق الغروب: لقوله : «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [متفق عليه].
2- الفطر على رطب أو تمر أو ماء: فقد كان  يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء. [رواه الترمذي, وصححه الألباني].
3- الدعاء عند الإفطار: لقوله : «إن للصائم عند فطره دعوة ما تردّ» [رواه ابن ماجة, وصححه البوصيري].
وكان  إذا أفطر قال: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله» [رواه أبو داود, وحسنه الدارقطني].
4- تأخير السحور والحرص عليه: لقوله : «تسحروا، فإن في السحور بركة». وروى أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: (تسحرنا مع النبي ، ثم قام إلى الصلاة. قال أنس: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال زيد: قدر خمسين آية» [متفق عليه].
5- كف اللسان والجوارح عن المحارم: لقوله : «الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه, فليقل: إني صائم» [متفق عليه].
وقوله : «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].
6- تفطير الصائمين: لقوله : «من فطر صائمًا, فله مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» [رواه الترمذي, وصححه].
7- الجود وكثرة الصدقة: فقد كان  أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، فلرسول الله  حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. [متفق عليه].
8- كثرة تلاوة القرآن: فرمضان شهر القرآن، وقد كان جبريل يدارس النبي  القرآن كل يوم في رمضان، وكان السلف يقدمون تلاوة القرآن في رمضان على كل عبادة. وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
9- قيام الليل: فقد رغب النبي  في قيام رمضان، فقال : «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
ولا بأس بحضور النساء صلاة التراويح بشرط أن يخرجن محتشمات غير متبرجات بزينة, ولا متعطرات، ولا يزاحمن الرجال في الطريق عند الخروج من المسجد.
10- تحري ليلة القدر وإحياؤها بالعبادة: فقد حث النبي  على تحري ليلة القدر فقال : «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» [متفق عليه].
وقال : «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد والصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله, أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح].
11- الاعتكاف: فقد كان النبي  يعتكف العشر الأواخر من رمضان. [متفق عليه]. ويجوز للمرأة الاعتكاف إذا أمنت الفتنة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: اعتكفت مع رسول الله  امرأة من أزواجه مستحاضة، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي. [رواه البخاري].
ويجب أن يكون هناك مكان خاص بالنساء المعتكفات بحيث لا يطلع عليهن أحد من الرجال. ويجب أيضًا أن يأذن ولي المرأة من زوج وغيره، كما يجب أن لا يكون في اعتكافها ضرر يصيبها أو يصيب أولادها وزوجها ومن يلزمها العناية بهم.
12- العمرة في رمضان: ويدل على استحبابها قول النبي : «عمرة في رمضان تعدل حجة أو قال: حجة معي» [رواه البخاري].
ثاني عشر
الوسائل التي تعين الصائمة على الطاعات
1- مخافة الله سبحانه وتعالى واعتقاد أنه مطلع على جميع أقوالها وأفعالها وسرائرها.
2- الإكثار من ذكر الله تعالى، وتعلم الأذكار المطلقة والمقيدة.
3- تجنب الصوارف التي تقسي القلب وتصرفه عما خلق لأجله.
4- تجنب صديقات السوء.
5- بقاء المرأة في بيتها وعدم خروجها إلا لضرورة.
6- عدم السهر، لأن النوم ليلاً يعين على القيام مبكرًا من آخر الليل، ويخفف النوم بالنهار.
7- حفظ اللسان من الغيبة والنميمة والكذب والبهتان.
8- معرفة قيمة الزمن واستغلال الوقت فيما يفيد والبدء بالأهم فالمهم.
9- استشعار عظمة الشهر وكثرة فضائله.
10- تجديد التوبة, وعدم الوقوع في اليأس بسبب الذنوب والمعاصي.
نسأل الله العلي القدير أن يوفق جميع المسلمين والمسلمات إلى ما يحب ويرضى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى