أ
أم عبيدة
مسجل
حركَ اتصالها قلمي المتمنع ليهمي بحبر الحقيقة
==============================
تفصلني عنها سنواتٌ من الهجر، وأشهرٌ قاحلات من البعد ، لم تجد احتجاجاتي السابقة على التغيرالمفاجىء
في علاقتنا ، واكتشفتُ بعد محاولات يائسة أني لا أملك الخيار في إعادة المياه إلى مجاريها ، لا أملك إلا أن
أرضخ لقرارها ، وأن أحتفظ بحلو الذكريات في أرشيف مخيلتي ، وأن لا أطالب بأي مستوىَ عالٍ من صداقتنا
الغالية ، عليّ فقط أن أتحول بين ليلة وضحاها لصديقة على الرف ، أكون حاضرةً وقت الطلب ، وملتزمةً بو
: بوقت الإجابة ومقدار الحاجة ، وألاّ أتمادى أكثر ، لا داعي لأن أعاتب أو أجادل أو أفتقد ، المهم أن أبقى عاقلةً
وهادئة ، ذلك أنه لم يحصل بيننا موقف يحتاج لكل هذا الغم والهم ، ومشاغلُ الحياة والأيام أفضل شماعة
نستخدمها في هذه المواقف
لم يكن تقبلُ الموضوع سهلا، فهي لم تكن صديقة عادية ، إنها صديقة الخطوة الأولى ، والفكرة الأولى ،
والطموح الأول ،كيف لي أن أحولها من مكانة الساعد الأيمن في حياتي إلى مكانة الضباب المتلاشي حول
دروب ذكرياتنا ؟؟
: وجدتُ أني أواجه الموقف لوحدي ، وأنني من صنع من الحبةَ قُبة ، وما زاد في ألمي أني فهمت متأخرة أنه
قد أنهيت خدماتي المخلصة تجاه صداقتنا وأنّ علي أن أجد ميدانا آخر للوفاء والثقة ، وأين هي الثقة ؟ بعد كل
سنوات المشاركة ؟ كيف لي أن أثق بأحدهم مجددا بعدما رأيت تحفتي الفنية العريقة التي يشهد بنفاستها
كل من حولي وقد تلاشت شظايا تؤذيني وتجرحني !…
.
واجهتُ شعور الوحدة والغربة والألم دون الرجوع لها وقد كانت تُشاطرني كل شيء ، شعرتُ حقا بالثقل كمن
يحرك رجليه في وحل من الطين ، ولكن الطين لطخ وجهي كذلك ، فكل ما فعلته بعد قرارها هذا من كلمات
حلوة ومن مبادرات نبيلة وهدايا أثيرة ووقوف على أطلال ذكرياتنا الجميلة ، كل ما فعلته لاستعادتها من جديد
لطخ وجهي بطين الألم ومذلة الفراق القسري!…
احتجتُ زمنا طويلا لأغيرنفسي ، نفسي التي كانت تقدر وتعطي بغير مقابل ، نفسي التي كانت تبادر
وتساعد بمحبة صادقة ، نفسي التي تعذر وتختلق الأعذار حتى لا تشوهَ الصورة ، نفسي التي ما تعودت كره
أحد ، حاولتُ أن أغيرها ، لأني لا أملك القدرة على تغيير غيرها ، طبعا قراري هذا جاء تحت وطأة الانفعال
والتذمر والانفجار الداخلي الذي عجزت عن إظهاره إلا كتابةً، فما كنتُ في يوم من الأيام أقدمُ على مكرمة
لأنتظر ردا عليها ، إذا كنت أفقدتها جمالها وجوهرها ، ولكن النفس الحرة تكره الظلم وتأبى أن تُسلبَ حريتها
في التعب
: غيرتُ من نفسي وأوصدتُ نوافذي وأبوابي عن كل صداقة جديدة ، وارتديت نظارة الحذر ، وانتهجت نهج
المتوجس المتردد الذي لا يُقدم على خطوة دون أن يدرسها جيدا ويمحصها تمام التمحيص ، لم تعد أشعة
الشمس تداعب أيامي ، ولم تعد الأرض الخضراء ميداني، ولم تعد رحابة السماء حلمي ، هكذا قلصتُ كل
حواسي المحلقة لأنظر موطىء قدمي فقط ، وأنفذ ما يطلب مني في اللحظة والحين دون اعتبار لهمس
المشاعر، وما كان هذا إلا وقع الحزن .فما زال فيّ قلبٌ ينبض وروح تكره الرتابة والفتور ، فها هي تتململ من
قيود فرضتها عليها دون سابق إنذا وتمضي الأيام ليعطيني ربي هدايا وعطايا من صحبة الأمل والطموح ما عمّر
أيامي بخير ورخاء ، ومشاعر صادقة وحب واحتواء ، أعطاني ربي أناسا فاقوا مستوى الكرم الذي اعتدته
ليخجلوني بطيب أفعالهم…ربما يأتيك رد إحسانك من جهةٍ أخرى لا تتوقعها ..سبحان الله …مر زمن على ذلك
صحيح أني اكتسبت صداقات جديدة لكني فقدتُ شيئا من مرحي الداخلي ، وشيئا من القدرة على المغامرة
وروح التجربة ، أحسست أني تركت خفة روحي ، لم أفعل ذلك عمدا ، لكني أعجز عن استعادتها وحينما أرى
أحدهم مرحا مقبلا على الحياة أشعر بشىء من
أشعر بشىء من الأسف على مجدي الغابر …ولكني سأظل أحاول أن أكون أفضل من هذا وعموما لا يكرر
الإنسان نفسه- وإن أراد ذلك -فكل مرحلة تعبرُ عن شيء مختلف…
: المهم بعد كل هذا النأي يأتي اتصالها غريبا بين قائمة المتصلين على هاتفي ، ظللت زمنا أنظر إلى اسمها
لعل عيني تؤكدان الخبر لي ، الذهول سيطر على كل ردة فعل في تلك اللحظة ، تركت اتصالها مهملا في
قائمة المكالمات الفائتة ، ولكني بعد تثاقل متعمد تحرك في داخلي دافع الفضول فقط ، ترى ما سبب اتصالها ؟
هل تريد شيئا ؟
: معها شيء لا سمح الله ، عاودت الاتصال وقد عاودني الحذر مجددا ، جاء صوتي متنحيا
فقالت : هل عرفتني؟ وهل عرفت رقمي تساءلت لربما لم يعد موجودا في هاتفك .
: رددت بعد لحظة ذهول: كيف لك أن تقولي ذلك لن أمسح اسمك من القائمة ..(لكني مسحته من ذاكرتي)
حاولت أن أجد تبريرا لاتصالها ، فقالت أن مكانا ذهبت إليه جعلها تتذكرني فاتصلت بي
قلت لها بعد أن استغربت لهجة الحوار:شكرا لذلك المكان!
قالت بصوت مستنكر: اتظنين أن المكان وحده يذكرني بك؟!! كل شيء يذكرني بك وإن لم أتحدث ، وكل الأيام
التي بيننا لا زالت معي ، وكل المحبة باقية وإن لم أتكلم ولكِ أن تسألي صديقتي التي أحدثها دائما عنكِ…..
توقعتُ كل العبارات المادية لكنني لم أتوقع منها عبارات إنسانية أبدا ،بعض الكلام قد يأتي متأخرا ،تعجبت
كيف أن لديها المقدرة بعد كل إهمالها لي في السنوات الماضية أن تستأنف الحوار بلهجة المتحكم الذي يدير
دفة الأحداث كيف يشاء، وعلى كلٍ فقد شكرتها باصطناع كما علمتني ، رغما عني لم أستطع أن أكون بنفس
متسوى العمق، فليس جيدا أن تبدو عميقا دائما ،شيء من السطحية قد يحمي جرحك الغائر
أربكها منطقي فأنهت مكالمتها قائلة لي :سعيدة بسماع صوتك
فقلت :أرجو أن تسعدي برؤيتي يوما ….
لا أدري لم قلت ذلك ، شعرت أنها جملة تلقائية لما قالته لي ، وشعرت أنها خالية من كل شعور باللهفة
والشوق ، وأيقنت أن كل منا قد تغير وأنها إنسانة جديدة وأني مثلها ، لكننا .............
[color="red"[COLOR="Red"]]لن نلتقى على أعتاب الألم من جديد !!!![/color]
منقووووووووووووووووووووول
* لم أقم سوى بالتنسيق فى شكل الموضوع لم أرد ان أغير حرف ولا شئ حتى تشعروا بصدق الكلمات
والعبارات التى أشعر أن صاحبة الموضوع لم تكتبها بقلمها بل بقلبها
[/color][/color][/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE]
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
التعديل الأخير بواسطة المشرف: