فجر الدعوة
احسن الله خاتمتها
- إنضم
- 4 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 1,324
- النقاط
- 36
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- 10اجزاء
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- الحذيفي
- الجنس
- أخ
بقلم الشيخ جاسم المطوع
كنت نائما في ليلة من ليالي الشتاء الباردة من بعد نصب و تعب من مشاغل الدنيا وما أكثرها . وقد استلقيت على فراشي وغرقت في نوم عميق جدا .
فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد ألم بي فقمت لأشرب الماء فسمعت أنينا يخرج من الأرض
تلفت حولي فذهب الأنين ثم ذهبت و شربت الماء فعدت إلى الفراش وإذا بالأنين يعود مرة أخرى وفي هذه المرة كان الأنين قويا و كأنه صوت بكاء
فتحسست الأرض بيدي حتى أمسكت "سجادتي" فسكتت
فقلت مستغربا :أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟!
قالت :نعم
قلت :ولماذا ؟!
قالت : لقد أيقظك عطشك فشربت من الماء حتى ارتويت و أنا بحاجة إلى الماء و لا أجد من يرويني الماء !
قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من الماء ؟
قالت : لا ليس هذا الماء الذي يرويني إنما يرويني دموع العابدين التائبين
قلت : ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟؟
قالت : وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبد الله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل حتى تنير لك ظلمة القبر و الجزاء من جنس العمل ولم يبق من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر
قلت :دعيني وشأني يا سجادتي
قالت : يا عبد الله قم لصلاة الفجر فإنها حياة للقلب و الروح وقد حان موعد الآذان ليردد (الصلاة خير من النوم
الصلاة خير من النوم) وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل و النهار ولا تستجيب لنداء العزيز القهار !؟
قلت متضايقا : دعيني أنام يا سجادتي فأنت تشاهديني كل يوم لا أعود إلى المنزل إلا و أنا مرهق متعب .
ثم أخذا اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء و استسلم لسلطان النوم .
قالت السجادة : يا عبد الله وهل تعطي للدنيا أكثر ما تعطيه لدينك ؟
قلت بلهجة تهكمية : اسكتي يا سجادتي أرجوك لا تتكلمي فإنني متعب ومرهق أريد أن أنام .
فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبد الله وقالت بصوت حزين : آآه لرجال الفجر آآه لرجال الفجر
ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس و قبل غروبها) يعني الفجر و العصر
وقال صلى الله عليه وسلم (من صلى البردين دخل الجنة )
وقال صلى الله عليه و سلم (بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة )
وقال صلى الله عليه وسلم (ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر و العشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)
فانتبه عبد الله من غفلته وقال: فعلا إن صلاة الفجر مهمة .
السجادة :قم يا عبد الله قم
قال :غدا أبدأ إن شاء الله ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق
السجادة وهي متحسرة :من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال
ثم قالت :ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبد الله و ستذكر كلامي و نصحي
ثم تركته السجادة و نام عبد الله
ولكن !!
كانت أطول نومة ينامها في حياته
فقد قبضت روحه من تلك الساعة
فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته و قالت
يا من يعد غدا لتوبته أعلى يقين من بلوغ غد
المرء في عيشة على أمل ومنية الإنسان بالرصد
أيام عمرك كلها عدد ولعل يومك آخر عدد
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع