الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
هل تراقب الله عز وجل في حياتك ..؟
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 45927" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px">بسم الله الرحمن الرحيم</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000"><span style="font-size: 22px">مراقبة الله عز وجل</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فإنَّ الله تعالى خلق الله الخلق لعبادته، والعبادة قائمة على أمرين: أمر ونهي، قال تعالى: }أيحسب الإنسان أن يترك سدى{ [القيامة/36]، <span style="color: red">قال الشافعي رحمه الله:</span> "لا يؤمر ولا ينهى"([1])، <span style="color: blue">ولولا مراقبة العبد لربه لما تأتى له فعل الأمر والكف عن المحرمات</span>. وهذه مقالة عن المراقبة ضمنتها أموراً ستةً: معنى المراقبة، وثمارها، وذم التخلي عنها، وسبيل تحقيقها، وسبيل تربية أولادنا عليها، وخبر الصالحين في هذا الباب.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقبل أن أشرع في المقصود أسأل الله تعالى أن يجعلها لوجهه خالصةً، وأن يعظم النفع بها.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000">معنى المراقبة:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">دوامُ علمِك بأن الله لا يخفى عليه شيءٌ من أمرك.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال ابن المبارك لرجل: راقب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها فقال: كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل([2]).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وسئل الحارث المحاسِبي عن المراقبة فقال: علم القلب بقرب الله تعالى([3]).</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000">ثمرات المراقبة:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">1/ الإيمان.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فعن عبد الله بن معاوية رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: <span style="color: red">«ثلاثٌ من فعلهنَّ فقد طَعِم طعمَ الإيمان: من عبد الله وحده وأنه لا إله إلا الله. وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، رافدةً عليه كلَّ عام، ولا يعطي الهرِمَة، ولا الدَّرِنَة، ولا المريضة، ولا الشَّرَطَ اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره. وزكـى نفسه». فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: «أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان»</span> رواه أبو داود، والطبراني في الأوسط، والبيهقي.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وعلمُك بأنَّ الله معك يعني مراقبتك لله، فمن فعل ذلك وجد حلاوة الإيمان بالله.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">2/ البعد عن المعصية.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <span style="color: red">«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلَّّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله» </span>متفق عليه. فهذا الرجل الذي دعته المرأة لم ينأ عن سبيلها إلا بمراقبة ربه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: <span style="color: red">«قالت الملائكة ربّ! ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة (وهو أبصر به) فقال: ارْقُبُوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة. فإنه تركها من جَرَّاي»</span> رواه مسلم. وما نزعُه إلا برقابة ربِّه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال حميد الطويل لسليمان بن علي: عظني. فقال: لئن كنت إذا عصيت خاليا ظننت أنَّه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم، ولئن كنت تظن أنه لا يراك فلقد كفرت.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقال ابن القيم رحمه الله: "وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته"([4]).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وذلك أنّ الشيطان إذا لم يُستجب له في أمر معصية فإنه يدعو إلى طرقها وذرائعها، ومبدأ ذلك فكرة يلقي بها في رُوعِك، فإذا حرس الإنسان خاطره، وألقى عنه وساوس عدوِّ الله فقد قطع عليه السبيل، وجعل بينه وبينه حاجزاً فلم يحظ بمرادِه منه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقيل لبعضهم: متى يهش الراعي غنمه بعصاه عن مراتع الـهَلَكة؟ فقال: إذا علم أنَّ عليه رقيباً([5]).</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">3/ تحسين العبادة وأداؤها على أكمل وجه.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فإن نبينا صلى الله عليه وسلم ذكر تعريف الإحسان بقوله: <span style="color: red">«أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»</span> متفق عليه. فالمرتبة الأولى عبادة شوق وطلب، فإن تعذَّر عبدتَ عبادة خوف وهرب. فالحديث صريح في أن مراقبة الله تدعو إلى تحسين العبادة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال ابن منظور رحمه الله: "من راقب الله أحسن عمله"([6]).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">عن معاذ رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أوصني. قال: «اعبد الله كأنَّك تراه، واعدُد نفسك من الموتى، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كلِّّه، هذا» وأشار بيده إلى لسانه. رواه ابن أبي الدنيا.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">4/ تورث الإخلاص.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبدا وقف عند همِّه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر"([7]).</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">5/ الطهر والعفاف.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ففي حديث الثلاثة الذين سدت الصخرة عليهم مدخل الكهف وتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم قال أحدهم: <span style="color: red">«اللهم كانت لي بنت عم كانت أحبَّ الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قَدَرْتُ عليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقِّه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها...» </span>متفق عليه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وإذا ذُكِرت مراقبة الله وما تفضي إليه من طهر وعفاف ذُكِر الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؛ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام. فلقد راودته امرأة العزيز وكانت ذات منصب وجمال –على ما قاله أهل التفسير-، وهي سيدته، وجاء الطلب منها([8])، وألحفت في مسألتها وكررت طلبها، وكان المكان خالياً، ويوسف عليه السلام يسكن بيتها، وغلقت الأبواب فأمنا من عامل المفاجأة فلا يدخل أحد عليهما، وكان الكريمُ عليه السلام شاباً قوياً، والأنبياء من أقوى خلق الله، وكان أعزب لا زوجة له، غريباً، والغريب لا يحتشم احتشام غيره، والمرأة توعدته وهددته، مع ذلك كله: }قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{ [يوسف/23]. قال ابن الجوزي رحمه الله: "يوسف عليه السلام لو كان وافق هواه، من كان يكون"؟([9]).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">والربيع بن خُثَيْم رحمه الله الذي كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول له: "يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبَّك، وما رأيتُك إلا ذكرتُ المخبتين"([10]) تتعرَّى عنده فاجرة بعث بها فسقة يريدون إغواءه، }وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً{ [النساء/89]، فيردها ويزجرها، ولا يفوت عليه أن ينصحها، فتنتفع بقوله، وتقع كلماته عندها بموقع، فتنتظم في صف القانتين التائبين.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">6/ الجنة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{ [الملك/12]. وهم من إذا خلوا لم يأتوا ما حرم الله عليهم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ولهذه الثمرات قال ابن عطاء رحمه الله: "أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات"([11]).</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000">ذم التخلي عن المراقبة:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">1/ عدم المراقبة من صفات المنافقين.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال تعالى: }وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا{ [النساء/107، 108]. والمعنى: "يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء"([12]).</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">2/ تعريض الحسنات للضياع.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فعن ثَوْبَانَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا الله عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا». قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ الله صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» رواه ابن ماجة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وليس معنى ذلك أنّ من دعته نفسه إلى معصية جاهر بها! كيف ذلك ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ الله عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ الله عَنْهُ([13])» متفق عليه. وقال: «مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله تعالى» رواه مالك في الموطأ. وأما حديثُ ابنِ ماجة فالمراد به: من كان انتهاك حرمات الله عادتَه ودأبه، فلا يخلو بنفسه إلا اجترأ على معصية الله وركب ثبجها.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000">سبيل مراقبة الله.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">1/ التعرُّف على الله!</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فالإيمان بأسماء الله تعالى: الرقيب، والحفيظ، والعليم، والسميع، والبصير، والتعبد لله تعالى بمقتضاها يورث مراقبة الله تعالى. فالرقيب الذي يرصد أعمال عباده، والحفيظ الذي يحفظ عباده المؤمنين، ويحصي أعمال العباد، والعليم الذي لا تخفى عليه خافيةٌ من أمور عباده، والسميع المدرك للأصوات، والبصير الذي يرى كل شيء.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال تعالى: }إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{ [النساء/1]، وقال: }إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ{ [هود/57]، وقال: }أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ [المجادلة/7]، وقال: }إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ [الإسراء/1].</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">والإيمانُ بأنَّ الله تعالى سميع يمنع من أن يصدر عن المسلم كلام يسخط الله، إنَّ عائشة رضي الله عنها لمَّا جاءت المجادِلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفتها تشكو زوجها غاب عن سمعها كثير من كلامها، فلما نزلت السورة قالت: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ تَشْكُو زَوْجَهَا وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ الله: }قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا...{" رواه البخاري وابن ماجة.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px">وإذا خلوت بريبـةٍ في ظلمة --- والنفس داعـية إلى الطغيان</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فاستح من نظر الإله وقل لها --- إن الذي خلق الظلام يراني</span></span></p><p><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px">وقال آخر:</span></span></p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px">إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل --- خلوت ولكن قل عليَّ رقيب</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ولا تحسبن الله يغفُل ساعــة --- ولا أن ما تخفيـه عنه يغيب</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ألم ترَ أنَّ اليوم أسرعُ ذاهــبٍ --- وأن غدا للناظــرين قريب</span></span></p><p><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px">إن شابا وقع أسيراً لشهوته رأى فتاة فراودها عن نفسها وقال لها: لا يرانا أحد؟ ومن يرانا في ظلام كهذا غير الكواكب؟! فقالت: وأين مكوكِبُها؟ فقام وتركها.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال رجل للجنيد: بم أستعين على غض البصر؟ فقال: بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه([14]).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقال رجل لوُهَيب بن الوَرْد رحمه الله : عظني ؟ قال : اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك .</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">2/ العلم بشهادة الجوارح في الآخرة.</span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال تعالى: }حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا الله الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ الله لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ{ [فصلت/20-24]. </span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقال تعالى: }الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{ [يس/65].</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">3/ العلم بشهادة الأرض بما عُمِل فوقها من المعاصي.</span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">قال تعالى: }يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا » رواه الترمذي.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #0000ff">4/ كثرة العبادة.</span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فكلما أكثر الإنسان من الطاعات عسُر عليه أن يأتي المحرمات.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ومعلوم أن الراهب في قصة الذي قتل تسعةً وتسعين نفساً لما سأله القاتل: هل لي من توبة؟ قال الراهب: لا. وليس خافياً على أحد أن هذه فتيا بدون علم، ولكن مما يستفاد منها أنه ما قال مقالته إلا ببغضه العظيم للمعصية، وما بغض إليه معصية الله إلا كثرة عبادته.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000">كيف نربي أولادنا على رقابة الله؟</span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">بأن نغرس في قلوبهم الإيمان بأسماء الله وصفاته؛ كالتي مر ذكرها.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ولله در معلم أعطى كل تلميذ عنده طائراً قائلاً: ليذبح كل منكم طائره في مكان لا أحد فيه معه. فذبحوا جميعاً سوى واحد. قال: مالك. قال: إن الله معي في كل مكان. فقرَّبه وكافأه.</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: #ff0000">من خبر الصالحين:</span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة تريد من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء سمع ابنتها تقول لها: إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك! فقالت: وأين أمير المؤمنين؟ إنه لا يرانا. فقالت البنت: ولكن الله يرانا.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وقال عبد الله بن دينار رحمه الله: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة، فعَرَّسْنا([15]) في بعض الطريق، فانحدر عليه راع من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟ فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه، وأعتقه وقال: "أعْتَقَتْك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة"([16]).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">وفي السنن الكبرى للبيهقي عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل، فسمع امرأة تقول: </span></span></p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px">تطاول هذا الليل واسود جانبه --- وأرقنى أن لا حبيب ألاعـبه</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">فوالله لولا الله أنى أراقبـه([17]) --- لحرك من هذا السرير جوانبه </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">مخافة ربي والحياء يصــدني --- وإكـرام بعلي أن تنال مراتبه</span></span></p><p><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px">فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لحفصة رضى الله عنها: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أشهر. فقال: لا أحبس الجيش أكثر من هذا.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">ربِّ صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.</span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">----------------------</span></span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[1] / تفسير القرآن العظيم لابن كثير (8/283).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[2] / إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 297)</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[3] / السابق.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[4] / مدارج السالكين (2/66).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[5] / إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 396).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[6] / لسان العرب (13/115).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[7] / إغاثة اللهفان لابن القيم، ص (392).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[8] / بعض الفسقة قد يشتهي امرأة معينة، فيصده عنها توقُّعُ رفضِها، فهذه أمنها يوسف عليه السلام بأن كان الطلب وإبداء الرغبة منها.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[9] / صيد الخاطر، ص (137).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[10] / سير أعلام النبلاء (4/258). قال الذهبي معلقاً على عبارة ابن مسعود رضي الله عنه : "فهذه منقبة عظيمة للربيع".</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[11] / الإحياء (4/397).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[12] / التفسير الميسر.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[13] / ومن المجاهرة كذلك المعصية أمام الناس.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[14] / إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 297).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[15] / التعريس: النزول آخر الليل.</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[16] / انظر إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله (4/ 396).</span></span></p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'traditional arabic'">[17] / وفي بعض الكتب: لولا الله لا شيء غيره.</span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 45927, member: 47"] [center][size=6]بسم الله الرحمن الرحيم[/size] [font=traditional arabic][color=#ff0000][size=6]مراقبة الله عز وجل[/size][/color][/font][/center] [center][size=6][font=traditional arabic]الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]فإنَّ الله تعالى خلق الله الخلق لعبادته، والعبادة قائمة على أمرين: أمر ونهي، قال تعالى: }أيحسب الإنسان أن يترك سدى{ [القيامة/36]، [color=red]قال الشافعي رحمه الله:[/color] "لا يؤمر ولا ينهى"([1])، [color=blue]ولولا مراقبة العبد لربه لما تأتى له فعل الأمر والكف عن المحرمات[/color]. وهذه مقالة عن المراقبة ضمنتها أموراً ستةً: معنى المراقبة، وثمارها، وذم التخلي عنها، وسبيل تحقيقها، وسبيل تربية أولادنا عليها، وخبر الصالحين في هذا الباب.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقبل أن أشرع في المقصود أسأل الله تعالى أن يجعلها لوجهه خالصةً، وأن يعظم النفع بها.[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#ff0000]معنى المراقبة:[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]دوامُ علمِك بأن الله لا يخفى عليه شيءٌ من أمرك.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال ابن المبارك لرجل: راقب الله تعالى، فسأله عن تفسيرها فقال: كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل([2]).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وسئل الحارث المحاسِبي عن المراقبة فقال: علم القلب بقرب الله تعالى([3]).[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#ff0000]ثمرات المراقبة:[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]1/ الإيمان.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]فعن عبد الله بن معاوية رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [color=red]«ثلاثٌ من فعلهنَّ فقد طَعِم طعمَ الإيمان: من عبد الله وحده وأنه لا إله إلا الله. وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه، رافدةً عليه كلَّ عام، ولا يعطي الهرِمَة، ولا الدَّرِنَة، ولا المريضة، ولا الشَّرَطَ اللئيمة، ولكن من وسط أموالكم، فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره. وزكـى نفسه». فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: «أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان»[/color] رواه أبو داود، والطبراني في الأوسط، والبيهقي.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وعلمُك بأنَّ الله معك يعني مراقبتك لله، فمن فعل ذلك وجد حلاوة الإيمان بالله.[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]2/ البعد عن المعصية.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [color=red]«سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلَّّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله» [/color]متفق عليه. فهذا الرجل الذي دعته المرأة لم ينأ عن سبيلها إلا بمراقبة ربه.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: [color=red]«قالت الملائكة ربّ! ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة (وهو أبصر به) فقال: ارْقُبُوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة. فإنه تركها من جَرَّاي»[/color] رواه مسلم. وما نزعُه إلا برقابة ربِّه.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال حميد الطويل لسليمان بن علي: عظني. فقال: لئن كنت إذا عصيت خاليا ظننت أنَّه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم، ولئن كنت تظن أنه لا يراك فلقد كفرت.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقال ابن القيم رحمه الله: "وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر، فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته"([4]).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وذلك أنّ الشيطان إذا لم يُستجب له في أمر معصية فإنه يدعو إلى طرقها وذرائعها، ومبدأ ذلك فكرة يلقي بها في رُوعِك، فإذا حرس الإنسان خاطره، وألقى عنه وساوس عدوِّ الله فقد قطع عليه السبيل، وجعل بينه وبينه حاجزاً فلم يحظ بمرادِه منه.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقيل لبعضهم: متى يهش الراعي غنمه بعصاه عن مراتع الـهَلَكة؟ فقال: إذا علم أنَّ عليه رقيباً([5]).[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]3/ تحسين العبادة وأداؤها على أكمل وجه.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]فإن نبينا صلى الله عليه وسلم ذكر تعريف الإحسان بقوله: [color=red]«أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»[/color] متفق عليه. فالمرتبة الأولى عبادة شوق وطلب، فإن تعذَّر عبدتَ عبادة خوف وهرب. فالحديث صريح في أن مراقبة الله تدعو إلى تحسين العبادة.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال ابن منظور رحمه الله: "من راقب الله أحسن عمله"([6]).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]عن معاذ رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أوصني. قال: «اعبد الله كأنَّك تراه، واعدُد نفسك من الموتى، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك بك من هذا كلِّّه، هذا» وأشار بيده إلى لسانه. رواه ابن أبي الدنيا.[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]4/ تورث الإخلاص.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبدا وقف عند همِّه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر"([7]).[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]5/ الطهر والعفاف.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]ففي حديث الثلاثة الذين سدت الصخرة عليهم مدخل الكهف وتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم قال أحدهم: [color=red]«اللهم كانت لي بنت عم كانت أحبَّ الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتى إذا قَدَرْتُ عليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقِّه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه. فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها...» [/color]متفق عليه.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وإذا ذُكِرت مراقبة الله وما تفضي إليه من طهر وعفاف ذُكِر الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؛ يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام. فلقد راودته امرأة العزيز وكانت ذات منصب وجمال –على ما قاله أهل التفسير-، وهي سيدته، وجاء الطلب منها([8])، وألحفت في مسألتها وكررت طلبها، وكان المكان خالياً، ويوسف عليه السلام يسكن بيتها، وغلقت الأبواب فأمنا من عامل المفاجأة فلا يدخل أحد عليهما، وكان الكريمُ عليه السلام شاباً قوياً، والأنبياء من أقوى خلق الله، وكان أعزب لا زوجة له، غريباً، والغريب لا يحتشم احتشام غيره، والمرأة توعدته وهددته، مع ذلك كله: }قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{ [يوسف/23]. قال ابن الجوزي رحمه الله: "يوسف عليه السلام لو كان وافق هواه، من كان يكون"؟([9]).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]والربيع بن خُثَيْم رحمه الله الذي كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول له: "يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبَّك، وما رأيتُك إلا ذكرتُ المخبتين"([10]) تتعرَّى عنده فاجرة بعث بها فسقة يريدون إغواءه، }وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً{ [النساء/89]، فيردها ويزجرها، ولا يفوت عليه أن ينصحها، فتنتفع بقوله، وتقع كلماته عندها بموقع، فتنتظم في صف القانتين التائبين.[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]6/ الجنة.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{ [الملك/12]. وهم من إذا خلوا لم يأتوا ما حرم الله عليهم.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]ولهذه الثمرات قال ابن عطاء رحمه الله: "أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات"([11]).[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#ff0000]ذم التخلي عن المراقبة:[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]1/ عدم المراقبة من صفات المنافقين.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال تعالى: }وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا{ [النساء/107، 108]. والمعنى: "يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء"([12]).[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]2/ تعريض الحسنات للضياع.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]فعن ثَوْبَانَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا الله عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا». قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ الله صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا» رواه ابن ماجة.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وليس معنى ذلك أنّ من دعته نفسه إلى معصية جاهر بها! كيف ذلك ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ الله عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ الله عَنْهُ([13])» متفق عليه. وقال: «مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله تعالى» رواه مالك في الموطأ. وأما حديثُ ابنِ ماجة فالمراد به: من كان انتهاك حرمات الله عادتَه ودأبه، فلا يخلو بنفسه إلا اجترأ على معصية الله وركب ثبجها.[/font][/size][/center] [center][size=6][font=traditional arabic][color=#ff0000]سبيل مراقبة الله.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]1/ التعرُّف على الله![/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]فالإيمان بأسماء الله تعالى: الرقيب، والحفيظ، والعليم، والسميع، والبصير، والتعبد لله تعالى بمقتضاها يورث مراقبة الله تعالى. فالرقيب الذي يرصد أعمال عباده، والحفيظ الذي يحفظ عباده المؤمنين، ويحصي أعمال العباد، والعليم الذي لا تخفى عليه خافيةٌ من أمور عباده، والسميع المدرك للأصوات، والبصير الذي يرى كل شيء.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال تعالى: }إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{ [النساء/1]، وقال: }إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ{ [هود/57]، وقال: }أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ [المجادلة/7]، وقال: }إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ{ [الإسراء/1].[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]والإيمانُ بأنَّ الله تعالى سميع يمنع من أن يصدر عن المسلم كلام يسخط الله، إنَّ عائشة رضي الله عنها لمَّا جاءت المجادِلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفتها تشكو زوجها غاب عن سمعها كثير من كلامها، فلما نزلت السورة قالت: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ تَشْكُو زَوْجَهَا وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ الله: }قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا...{" رواه البخاري وابن ماجة.[/font][/size][/center] [center][font=traditional arabic][size=6]وإذا خلوت بريبـةٍ في ظلمة --- والنفس داعـية إلى الطغيان[/size][/font] [size=6][font=traditional arabic]فاستح من نظر الإله وقل لها --- إن الذي خلق الظلام يراني[/font][/size][/center] [font=traditional arabic][size=6]وقال آخر:[/size][/font] [center][font=traditional arabic][size=6]إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل --- خلوت ولكن قل عليَّ رقيب[/size][/font] [size=6][font=traditional arabic]ولا تحسبن الله يغفُل ساعــة --- ولا أن ما تخفيـه عنه يغيب[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]ألم ترَ أنَّ اليوم أسرعُ ذاهــبٍ --- وأن غدا للناظــرين قريب[/font][/size][/center] [font=traditional arabic][size=6]إن شابا وقع أسيراً لشهوته رأى فتاة فراودها عن نفسها وقال لها: لا يرانا أحد؟ ومن يرانا في ظلام كهذا غير الكواكب؟! فقالت: وأين مكوكِبُها؟ فقام وتركها.[/size][/font] [size=6][font=traditional arabic]قال رجل للجنيد: بم أستعين على غض البصر؟ فقال: بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور إليه([14]).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقال رجل لوُهَيب بن الوَرْد رحمه الله : عظني ؟ قال : اتق أن يكون الله أهون الناظرين إليك .[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]2/ العلم بشهادة الجوارح في الآخرة.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال تعالى: }حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا الله الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ الله لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ{ [فصلت/20-24]. [/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقال تعالى: }الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{ [يس/65].[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]3/ العلم بشهادة الأرض بما عُمِل فوقها من المعاصي.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]قال تعالى: }يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا » رواه الترمذي.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#0000ff]4/ كثرة العبادة.[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]فكلما أكثر الإنسان من الطاعات عسُر عليه أن يأتي المحرمات.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]ومعلوم أن الراهب في قصة الذي قتل تسعةً وتسعين نفساً لما سأله القاتل: هل لي من توبة؟ قال الراهب: لا. وليس خافياً على أحد أن هذه فتيا بدون علم، ولكن مما يستفاد منها أنه ما قال مقالته إلا ببغضه العظيم للمعصية، وما بغض إليه معصية الله إلا كثرة عبادته.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#ff0000]كيف نربي أولادنا على رقابة الله؟[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]بأن نغرس في قلوبهم الإيمان بأسماء الله وصفاته؛ كالتي مر ذكرها.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]ولله در معلم أعطى كل تلميذ عنده طائراً قائلاً: ليذبح كل منكم طائره في مكان لا أحد فيه معه. فذبحوا جميعاً سوى واحد. قال: مالك. قال: إن الله معي في كل مكان. فقرَّبه وكافأه.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][color=#ff0000]من خبر الصالحين:[/color][/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]مرَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بامرأة تريد من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء سمع ابنتها تقول لها: إن أمير المؤمنين نهى عن ذلك! فقالت: وأين أمير المؤمنين؟ إنه لا يرانا. فقالت البنت: ولكن الله يرانا.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وقال عبد الله بن دينار رحمه الله: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة، فعَرَّسْنا([15]) في بعض الطريق، فانحدر عليه راع من الجبل، فقال له: يا راعي، بعني شاة من هذه الغنم؟ فقال: إني مملوك. فقال: قل لسيدك: أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟ فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه، وأعتقه وقال: "أعْتَقَتْك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة"([16]).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]وفي السنن الكبرى للبيهقي عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل، فسمع امرأة تقول: [/font][/size] [center][font=traditional arabic][size=6]تطاول هذا الليل واسود جانبه --- وأرقنى أن لا حبيب ألاعـبه[/size][/font] [size=6][font=traditional arabic]فوالله لولا الله أنى أراقبـه([17]) --- لحرك من هذا السرير جوانبه [/font][/size] [size=6][font=traditional arabic]مخافة ربي والحياء يصــدني --- وإكـرام بعلي أن تنال مراتبه[/font][/size][/center] [font=traditional arabic][size=6]فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لحفصة رضى الله عنها: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أشهر. فقال: لا أحبس الجيش أكثر من هذا.[/size][/font] [size=6][font=traditional arabic]ربِّ صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.[/font][/size] [font=traditional arabic][size=6][color=#ff0000]----------------------[/color][/size][/font] [size=6][font=traditional arabic][1] / تفسير القرآن العظيم لابن كثير (8/283).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][2] / إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 297)[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][3] / السابق.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][4] / مدارج السالكين (2/66).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][5] / إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 396).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][6] / لسان العرب (13/115).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][7] / إغاثة اللهفان لابن القيم، ص (392).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][8] / بعض الفسقة قد يشتهي امرأة معينة، فيصده عنها توقُّعُ رفضِها، فهذه أمنها يوسف عليه السلام بأن كان الطلب وإبداء الرغبة منها.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][9] / صيد الخاطر، ص (137).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][10] / سير أعلام النبلاء (4/258). قال الذهبي معلقاً على عبارة ابن مسعود رضي الله عنه : "فهذه منقبة عظيمة للربيع".[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][11] / الإحياء (4/397).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][12] / التفسير الميسر.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][13] / ومن المجاهرة كذلك المعصية أمام الناس.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][14] / إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 297).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][15] / التعريس: النزول آخر الليل.[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][16] / انظر إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله (4/ 396).[/font][/size] [size=6][font=traditional arabic][17] / وفي بعض الكتب: لولا الله لا شيء غيره.[/font][/size] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
هل تراقب الله عز وجل في حياتك ..؟