بسم الله الر
أسأل الله تعالى أن يجعل عملنا لوجهه خالصا ولمرضاته موصلا . والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
حمن الرحيمالحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد أنه الله لا إله إلا هو رب العالمين، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، الرحمةُ المهداة والنعمة المسداة أكمل الناس خَلْقا وخُلُقا، الحريصُ على أمته بهم رؤوف رحيم، ما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، ولا شرا إلا وحذرنا منه، صلى الله عليه وسلم ما وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى من تبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد : في خضم أمواج الفتن التي تعصف بأمتنا، والتي زلزلت مواقف كثير من المسلمين، هرع كل قوم إلى ما به يتمسكون وعليه يعولون، من أسباب النصر المادية في زعمهم ناسين أو متناسين أن لله جل وعلا سننا لا يحابي فيها أحدا ، ومن هذه السنن ما ذكره الله عزوجل في قوله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فصلاح الأنفس هو سلاح الإصلاح والتغيير ، وهو ما سلكه الأوائل من سلفنا الصالح. وقد قال الإمام مالك رحمه الله :
لن يَصْلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . وهذا يشمل ما كان عليه الأوائل عقيدة وعبادة وأخلاقا ، وقد كان من حكمة شيخنا المفضال أعنون أن نبه على ضرورة العناية بجانب لا ينفك عن حياة الناس ألا وهو جانب الأخلاق في دورة نسال الله تعالى لها الدوام وأن يكتب أجرها لمبتكرها والساهرين على إنجاحها : مشرفين ومستمعين في هذه الغرفة العامرة.
ومساهمة مني في فتح باب المناقشة والمذاكرة ، ألقي على مسامعكم كلمة موجزة كلفت بها عن خلق الصدق فما كان فيها من صواب فمن الله وحده ، وما كان فيها من زلل فمني ومن الشيطان وأبى الله إلا أن يجعل العصمة في وحيه.
فأقول وبالله أستعين : إن أولى ما صرفت إليه الهمم، وبذلت فيه الأموال والأوقات العناية بتهذيب الأخلاق وتقويمها، والوقوف على أدواء النفوس ودوائها، لأنه لا سبيل للفوز بما عند الله تعالى إلا بالجمع بين الإيمان والعمل الصالح ومنه الخلق الحسن، وكما يعلم الجميع أن الأخلاق وحدة متكاملة يصعب فصل أجزاءها بعضها عن بعض ، و قد حاولت ألا أتحدث عن خلق غير الصدق لأترك الفرصة لغيري وقد قسمت مداخلتي هذه إلى نقاط أجملها كالتالي :
- 1- معنى الصدق
- 2- الصدق في القرآن والسنة
- 3- من أقوال السلف في الصدق
- 4- مواقف من حياة الصادقين
- 5-كيف أكون صادقا : نصائح وتوجيهات
- ولتفصليها أقول :
معنى الصدق :
قال ابن فارس : (صدق) الصاد والدال والقاف أصل يدل على قوة في الشيء قولا وغيره. من ذلك الصدق: خلاف الكذب، سمي لقوته في نفسه، ولأن الكذب لا قوة له، هو باطل. وأصل هذا من قولهم شيء صدق، أي صلب. ورمح صَدْقٌ. ويقال: صدقوهم القتال، وفي خلاف ذلك كَذَبُوهُمْ. والصديق: الملازم للصدق.
وعرف بعضهم الصدق فقال : الصدق موافقة الحق في السر والعلانية، وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة.
الصدق في القرآن والسنة
تنوعت أساليب القرآن والسنة في الحث على الصدق فمرة ببيان أنه من خلق الأنبياء ، وأحيانا ببيان عظيم ثوابه ، وطورا بالأمر به.
قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] ، وَقالَ تَعَالَى: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} [الأحزاب: 35] ، وَقالَ تَعَالَى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21] .
وقد وصف الله تعالى أنبياءه بهذا الخلق فقال عن إبراهيم وإدريس : إنه كان صديقا ، وذكر عن إسماعيل أنه كان صادق الوعد ، ولقب نبينا عليه الصلاة والسلام من قبل قومه قبل نزول الوحي بالصادق الأمين
أحاديث تحث على الصدقعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « عليكم بالصدق فإنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا.».
وقال عليه الصلاة والسلام : الصِّدْق طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِب رِيبَةٌ»
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعَانِ بالخِيَار مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإنْ صَدَقا وَبيَّنَا بُوركَ لَهُمَا في بيعِهمَا، وإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بركَةُ بَيعِهِما» . متفق عليه.
والصدق في هذه الآيات والأحاديث يشمل الصدق في إسلام المرء وانقياده ، والصدق في معاملته ومخالطته لغيره ، والصدق في مواقفه وأقواله.
من أقوال السلف في الصدق- قال عمر بن الخطاب: عليكم بإخوان الصدق، فاكتسبوهم، فإنهم زين في الرخاء وعدّة عند البلاء.
- وكان الفضيل يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق، وطلب الحلال. فقال ابنه علي: يا أبة! إن الحلال عزيز. قال: يا بني، وإن قليله عند الله كثير.
- قال بعض الحكماء: «عليك بالصدق فما السيف القاطع في كف الرجل الشجاع بأعز من الصدق؛ والصدق عز وإن كان فيه ما تكره، والكذب ذل وإن كان فيه ما تحب؛ ومن عرف بالكذب اتهم في الصدق».
- وقال عبد الملك لمؤدّب ولده: علّمهم الصدق كما تعلّمهم القرآن، عيون الأخبار
مواقف من حياة الصادقين
من أجمل المواقف التي يتحدث عنها العلماء في الصدق قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم : فعن عبدِ الله بن كعبِ بنِ مالكٍ، وكان قائِدَ كعبٍ - رضي الله عنه - مِنْ بَنِيهِ حِينَ عمِيَ، قَالَ: سَمِعتُ كَعْبَ بنَ مالكٍ - رضي الله عنه - يُحَدِّثُ بحَديثهِ حينَ تَخلَّفَ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةِ تَبُوكَ. قَالَ كعبٌ: لَمْ أتَخَلَّفْ عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةٍ غزاها قط إلا في غزوة تَبُوكَ، غَيْرَ أنّي قَدْ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ، ولَمْ يُعَاتَبْ أَحَدٌ تَخَلَّفَ عَنْهُ؛ ...وكانَ مِنْ خَبَري حينَ تَخَلَّفْتُ عَنْ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةِ تَبُوكَ أنِّي لم أكُنْ قَطُّ أَقْوى ولا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عنْهُ في تِلكَ الغَزْوَةِ، وَالله ما جَمَعْتُ قَبْلَهَا رَاحِلَتَيْنِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا في تِلْكَ الغَزْوَةِ ... إلى أن قال : فَلَمَّا بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلًا مِنْ تَبُوكَ حَضَرَنِي بَثِّي، فَطَفِقْتُ أتَذَكَّرُ الكَذِبَ وأقُولُ: بِمَ أخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا؟ وأسْتَعِيْنُ عَلى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رأْيٍ مِنْ أهْلِي، فَلَمَّا قِيْلَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قّدْ أظَلَّ قَادِمًا، زَاحَ عَنّي البَاطِلُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ مِنْهُ بِشَيءٍ أَبَدًا، فَأجْمَعْتُ صدْقَهُ ... حَتَّى جِئْتُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ. ثُمَّ قَالَ: «تَعَالَ» ، فَجِئْتُ أمْشي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فقالَ لي: «مَا خَلَّفَكَ؟ ألَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ الله، إنّي والله لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا لَرَأيتُ أنِّي سَأخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ؛ لقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، ولَكِنِّي والله لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليوم حَدِيثَ كَذبٍ تَرْضَى به عنِّي لَيُوشِكَنَّ الله أن يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وإنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إنّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى الله - عز وجل - والله ما كَانَ لي مِنْ عُذْرٍ، واللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ.
قَالَ: فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «أمَّا هَذَا فقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فيكَ» ...ثم نزلت آية التوبة فقال : يَا رسولَ الله، إنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولهِ. فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «أمْسِكَ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» . فقلتُ: إِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيبَر. وَقُلْتُ: يَا رسولَ الله، إنَّ الله تَعَالَى إِنَّمَا أنْجَانِي بالصِّدْقِ، وإنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لا أُحَدِّثَ إلاَّ صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فوَالله مَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمينَ أبْلاهُ الله تَعَالَى في صِدْقِ الحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلِكَ لِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحْسَنَ مِمَّا أبْلانِي الله تَعَالَى، واللهِ مَا تَعَمَّدْتُ كِذْبَةً مُنْذُ قُلْتُ ذلِكَ لِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى يَومِيَ هَذَا، وإنِّي لأرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي الله تَعَالَى فيما بَقِيَ.
كيف أكون صادقا
1- اللجوء إلى الله عزوجل والتضرع له بالدعاء والإلحاح عليه، فلقد كان رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام يسأل ربه أن يهديه لأحسن الأخلاق ويصرف عنه سيئها، فأين نحن من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شهد له ربه أنه على خلق عظيم ورغم ذلك فقد كان حاله كما سمعتم وتعلمون، فاعلم رحمني الله وإياكم أنه آن الآوان لنحيي هذه السنة في حياتنا، الدعاء الدعاء والتضرع لرب الأرض والسماء أن ينعم علينا بنعمة الصدق فإنها نعمة وأي نعمة.
2- تصحيح المعتقد بتمثل مقتضياته في الواقع، فتذكروا رحمني الله وإياكم أن الله تعالى مطلع على سرنا ويعلم جهرنا، وكلف بنا من يحصي علينا أعمالنا، وأنه سبحانه وتعالى من أسمائه السميع فكيف يحلو لإنسان ويستسيغ ترك الصدق وقول الكذب، فما أثر العقيدة على حياة المسلم إذن.
3- تذكر ما أعده الله تعالى للصادقين والصادقات في الآخرة من جزيل الثواب وحسن المآب، قال الله تعالى : قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . سورة المائدة(119)
ولنتذكر أن كلمة واحدة نصدق فيها مع ربنا عزوجل قد تكون سببا لرفع منزلتنا عند الله تعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»
4- تذكر أن المحن والفتن هي مواطن الابتلاء والاختبار، فلولاها لما عرف الطائع من العاصي، والبر من الفاجر، والصادق من الكاذب، فقد يكون الإنسان صادقا في سراء حياته، فإذا وقع في محنة أوصاحبتها فإذا به يتقمص قميص الأشقياء البؤساء، وينسلخ من لباس الصادقين الأتقياء، فحقيقة الصدق وجوهره أن تكون في موطن تعتقد أنه لن ينجيك من سوء عاقبته إلا الكذب، فتلقي هذا الزعم الشيطاني وتتمسك بالوحي الرباني أن الله مع الصادقين، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، فوالله الذي لا إله غيره ولا رب سواه لن ينجينا إلا الصدق.
5 - تذكر عاقبة الصدق في الدنيا وثمرته : الصدق انشراح للصدر، وشعور بالطمأنينة والسكينة، وإحساس بالعزة والرفعة،.وأذكر نفسي وإياكم أن ما عند الله لا ينال إلا بالصدق مع الله ، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه
قال الشاعر :
الصدق منجاة لمن هو صادق ... وترى الكذوب بما يقول يوبخ
5- اتهام النفس وعدم إحسان الظن بها وتزكيتها بما ليس فيها، فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، فقد يأتي الشيطان لكل واحد منا ويوهمه أنه على خير كبير، وأنه أحسن حالا من غيره ويصغر له ذنوبه ويحسن ظنه بعبادته. فإذا شعر المسلم بهذا فعليه أن يتدارك نفسه قبل أن يلقى حتفه.
5- توجيهات في الصدق
- التحكم في المشاعر مدحا وذما، فتجد الواحد منا إذا أحب غيره رفعه فوق قدره وبالغ في وصفه، فتجد من يصف من يحب بأنه علامة زمانه وفهامة أوانه، مدقق نحرير مفتاح المغاليق وغيرها من العبارات التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أقل منها، فقال لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله، وإذا غضب على آخر وصفه بأوصاف مشتطا في ذلك، وعادلا عن السبيل القويم قال تعالى : ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا.
ولذلك ورد في الحديث : أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما.
- ألا يبالغ الإنسان في حديثه وكلامه، وللأسف هذا عندنا موجود بكثرة في أحاديثنا، من القصص الطريفة في هذا أن طفلا قال لأمه يا أماه لقد رأيت في الحمام فأرا مثل الفيل ، فردت الأم قائلة : قلت لك مليون مرة لا تبالغ، داء بداء فأين الدواء فمبالغتها أضعاف مبالغة ابنها، فلربما لم تنبهه على هذا الأمر إلا مرتين أو ثلاث.
- أن يتقيد المسلم في نقله للكلام على ما سمعه لا ما فهمه، فقد يسمع الإنسان كلاما ويفهم منه شيئا فينقل للناس فهمه لا سمعه، وقد يكون فهمه على غير وجه صحيح فيقع في الكذب ومجانبة الصواب
- أن يتحلى المسلم بخلق الرزانة والتثبت من الشائعات وترك ما لا يهمه منها تأدبا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه
أما بعد : في خضم أمواج الفتن التي تعصف بأمتنا، والتي زلزلت مواقف كثير من المسلمين، هرع كل قوم إلى ما به يتمسكون وعليه يعولون، من أسباب النصر المادية في زعمهم ناسين أو متناسين أن لله جل وعلا سننا لا يحابي فيها أحدا ، ومن هذه السنن ما ذكره الله عزوجل في قوله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فصلاح الأنفس هو سلاح الإصلاح والتغيير ، وهو ما سلكه الأوائل من سلفنا الصالح. وقد قال الإمام مالك رحمه الله :
لن يَصْلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها . وهذا يشمل ما كان عليه الأوائل عقيدة وعبادة وأخلاقا ، وقد كان من حكمة شيخنا المفضال أعنون أن نبه على ضرورة العناية بجانب لا ينفك عن حياة الناس ألا وهو جانب الأخلاق في دورة نسال الله تعالى لها الدوام وأن يكتب أجرها لمبتكرها والساهرين على إنجاحها : مشرفين ومستمعين في هذه الغرفة العامرة.
ومساهمة مني في فتح باب المناقشة والمذاكرة ، ألقي على مسامعكم كلمة موجزة كلفت بها عن خلق الصدق فما كان فيها من صواب فمن الله وحده ، وما كان فيها من زلل فمني ومن الشيطان وأبى الله إلا أن يجعل العصمة في وحيه.
فأقول وبالله أستعين : إن أولى ما صرفت إليه الهمم، وبذلت فيه الأموال والأوقات العناية بتهذيب الأخلاق وتقويمها، والوقوف على أدواء النفوس ودوائها، لأنه لا سبيل للفوز بما عند الله تعالى إلا بالجمع بين الإيمان والعمل الصالح ومنه الخلق الحسن، وكما يعلم الجميع أن الأخلاق وحدة متكاملة يصعب فصل أجزاءها بعضها عن بعض ، و قد حاولت ألا أتحدث عن خلق غير الصدق لأترك الفرصة لغيري وقد قسمت مداخلتي هذه إلى نقاط أجملها كالتالي :
- 1- معنى الصدق
- 2- الصدق في القرآن والسنة
- 3- من أقوال السلف في الصدق
- 4- مواقف من حياة الصادقين
- 5-كيف أكون صادقا : نصائح وتوجيهات
- ولتفصليها أقول :
معنى الصدق :
قال ابن فارس : (صدق) الصاد والدال والقاف أصل يدل على قوة في الشيء قولا وغيره. من ذلك الصدق: خلاف الكذب، سمي لقوته في نفسه، ولأن الكذب لا قوة له، هو باطل. وأصل هذا من قولهم شيء صدق، أي صلب. ورمح صَدْقٌ. ويقال: صدقوهم القتال، وفي خلاف ذلك كَذَبُوهُمْ. والصديق: الملازم للصدق.
وعرف بعضهم الصدق فقال : الصدق موافقة الحق في السر والعلانية، وحقيقة الصدق القول بالحق في مواطن الهلكة.
الصدق في القرآن والسنة
تنوعت أساليب القرآن والسنة في الحث على الصدق فمرة ببيان أنه من خلق الأنبياء ، وأحيانا ببيان عظيم ثوابه ، وطورا بالأمر به.
قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] ، وَقالَ تَعَالَى: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ} [الأحزاب: 35] ، وَقالَ تَعَالَى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21] .
وقد وصف الله تعالى أنبياءه بهذا الخلق فقال عن إبراهيم وإدريس : إنه كان صديقا ، وذكر عن إسماعيل أنه كان صادق الوعد ، ولقب نبينا عليه الصلاة والسلام من قبل قومه قبل نزول الوحي بالصادق الأمين
أحاديث تحث على الصدقعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: « عليكم بالصدق فإنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا.».
وقال عليه الصلاة والسلام : الصِّدْق طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِب رِيبَةٌ»
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعَانِ بالخِيَار مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإنْ صَدَقا وَبيَّنَا بُوركَ لَهُمَا في بيعِهمَا، وإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بركَةُ بَيعِهِما» . متفق عليه.
والصدق في هذه الآيات والأحاديث يشمل الصدق في إسلام المرء وانقياده ، والصدق في معاملته ومخالطته لغيره ، والصدق في مواقفه وأقواله.
من أقوال السلف في الصدق- قال عمر بن الخطاب: عليكم بإخوان الصدق، فاكتسبوهم، فإنهم زين في الرخاء وعدّة عند البلاء.
- وكان الفضيل يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق، وطلب الحلال. فقال ابنه علي: يا أبة! إن الحلال عزيز. قال: يا بني، وإن قليله عند الله كثير.
- قال بعض الحكماء: «عليك بالصدق فما السيف القاطع في كف الرجل الشجاع بأعز من الصدق؛ والصدق عز وإن كان فيه ما تكره، والكذب ذل وإن كان فيه ما تحب؛ ومن عرف بالكذب اتهم في الصدق».
- وقال عبد الملك لمؤدّب ولده: علّمهم الصدق كما تعلّمهم القرآن، عيون الأخبار
مواقف من حياة الصادقين
من أجمل المواقف التي يتحدث عنها العلماء في الصدق قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم : فعن عبدِ الله بن كعبِ بنِ مالكٍ، وكان قائِدَ كعبٍ - رضي الله عنه - مِنْ بَنِيهِ حِينَ عمِيَ، قَالَ: سَمِعتُ كَعْبَ بنَ مالكٍ - رضي الله عنه - يُحَدِّثُ بحَديثهِ حينَ تَخلَّفَ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةِ تَبُوكَ. قَالَ كعبٌ: لَمْ أتَخَلَّفْ عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةٍ غزاها قط إلا في غزوة تَبُوكَ، غَيْرَ أنّي قَدْ تَخَلَّفْتُ في غَزْوَةِ بَدْرٍ، ولَمْ يُعَاتَبْ أَحَدٌ تَخَلَّفَ عَنْهُ؛ ...وكانَ مِنْ خَبَري حينَ تَخَلَّفْتُ عَنْ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةِ تَبُوكَ أنِّي لم أكُنْ قَطُّ أَقْوى ولا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عنْهُ في تِلكَ الغَزْوَةِ، وَالله ما جَمَعْتُ قَبْلَهَا رَاحِلَتَيْنِ قَطُّ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا في تِلْكَ الغَزْوَةِ ... إلى أن قال : فَلَمَّا بَلَغَنِي أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلًا مِنْ تَبُوكَ حَضَرَنِي بَثِّي، فَطَفِقْتُ أتَذَكَّرُ الكَذِبَ وأقُولُ: بِمَ أخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا؟ وأسْتَعِيْنُ عَلى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رأْيٍ مِنْ أهْلِي، فَلَمَّا قِيْلَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قّدْ أظَلَّ قَادِمًا، زَاحَ عَنّي البَاطِلُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَنْجُوَ مِنْهُ بِشَيءٍ أَبَدًا، فَأجْمَعْتُ صدْقَهُ ... حَتَّى جِئْتُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ. ثُمَّ قَالَ: «تَعَالَ» ، فَجِئْتُ أمْشي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فقالَ لي: «مَا خَلَّفَكَ؟ ألَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رسولَ الله، إنّي والله لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا لَرَأيتُ أنِّي سَأخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ؛ لقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا، ولَكِنِّي والله لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليوم حَدِيثَ كَذبٍ تَرْضَى به عنِّي لَيُوشِكَنَّ الله أن يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وإنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إنّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى الله - عز وجل - والله ما كَانَ لي مِنْ عُذْرٍ، واللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلاَ أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ.
قَالَ: فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «أمَّا هَذَا فقَدْ صَدَقَ، فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ فيكَ» ...ثم نزلت آية التوبة فقال : يَا رسولَ الله، إنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولهِ. فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: «أمْسِكَ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» . فقلتُ: إِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيبَر. وَقُلْتُ: يَا رسولَ الله، إنَّ الله تَعَالَى إِنَّمَا أنْجَانِي بالصِّدْقِ، وإنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لا أُحَدِّثَ إلاَّ صِدْقًا مَا بَقِيتُ، فوَالله مَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمينَ أبْلاهُ الله تَعَالَى في صِدْقِ الحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلِكَ لِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أحْسَنَ مِمَّا أبْلانِي الله تَعَالَى، واللهِ مَا تَعَمَّدْتُ كِذْبَةً مُنْذُ قُلْتُ ذلِكَ لِرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَى يَومِيَ هَذَا، وإنِّي لأرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي الله تَعَالَى فيما بَقِيَ.
كيف أكون صادقا
1- اللجوء إلى الله عزوجل والتضرع له بالدعاء والإلحاح عليه، فلقد كان رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام يسأل ربه أن يهديه لأحسن الأخلاق ويصرف عنه سيئها، فأين نحن من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شهد له ربه أنه على خلق عظيم ورغم ذلك فقد كان حاله كما سمعتم وتعلمون، فاعلم رحمني الله وإياكم أنه آن الآوان لنحيي هذه السنة في حياتنا، الدعاء الدعاء والتضرع لرب الأرض والسماء أن ينعم علينا بنعمة الصدق فإنها نعمة وأي نعمة.
2- تصحيح المعتقد بتمثل مقتضياته في الواقع، فتذكروا رحمني الله وإياكم أن الله تعالى مطلع على سرنا ويعلم جهرنا، وكلف بنا من يحصي علينا أعمالنا، وأنه سبحانه وتعالى من أسمائه السميع فكيف يحلو لإنسان ويستسيغ ترك الصدق وقول الكذب، فما أثر العقيدة على حياة المسلم إذن.
3- تذكر ما أعده الله تعالى للصادقين والصادقات في الآخرة من جزيل الثواب وحسن المآب، قال الله تعالى : قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . سورة المائدة(119)
ولنتذكر أن كلمة واحدة نصدق فيها مع ربنا عزوجل قد تكون سببا لرفع منزلتنا عند الله تعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»
4- تذكر أن المحن والفتن هي مواطن الابتلاء والاختبار، فلولاها لما عرف الطائع من العاصي، والبر من الفاجر، والصادق من الكاذب، فقد يكون الإنسان صادقا في سراء حياته، فإذا وقع في محنة أوصاحبتها فإذا به يتقمص قميص الأشقياء البؤساء، وينسلخ من لباس الصادقين الأتقياء، فحقيقة الصدق وجوهره أن تكون في موطن تعتقد أنه لن ينجيك من سوء عاقبته إلا الكذب، فتلقي هذا الزعم الشيطاني وتتمسك بالوحي الرباني أن الله مع الصادقين، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، فوالله الذي لا إله غيره ولا رب سواه لن ينجينا إلا الصدق.
5 - تذكر عاقبة الصدق في الدنيا وثمرته : الصدق انشراح للصدر، وشعور بالطمأنينة والسكينة، وإحساس بالعزة والرفعة،.وأذكر نفسي وإياكم أن ما عند الله لا ينال إلا بالصدق مع الله ، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه
قال الشاعر :
الصدق منجاة لمن هو صادق ... وترى الكذوب بما يقول يوبخ
5- اتهام النفس وعدم إحسان الظن بها وتزكيتها بما ليس فيها، فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، فقد يأتي الشيطان لكل واحد منا ويوهمه أنه على خير كبير، وأنه أحسن حالا من غيره ويصغر له ذنوبه ويحسن ظنه بعبادته. فإذا شعر المسلم بهذا فعليه أن يتدارك نفسه قبل أن يلقى حتفه.
5- توجيهات في الصدق
- التحكم في المشاعر مدحا وذما، فتجد الواحد منا إذا أحب غيره رفعه فوق قدره وبالغ في وصفه، فتجد من يصف من يحب بأنه علامة زمانه وفهامة أوانه، مدقق نحرير مفتاح المغاليق وغيرها من العبارات التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أقل منها، فقال لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ، إنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله، وإذا غضب على آخر وصفه بأوصاف مشتطا في ذلك، وعادلا عن السبيل القويم قال تعالى : ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا.
ولذلك ورد في الحديث : أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما.
- ألا يبالغ الإنسان في حديثه وكلامه، وللأسف هذا عندنا موجود بكثرة في أحاديثنا، من القصص الطريفة في هذا أن طفلا قال لأمه يا أماه لقد رأيت في الحمام فأرا مثل الفيل ، فردت الأم قائلة : قلت لك مليون مرة لا تبالغ، داء بداء فأين الدواء فمبالغتها أضعاف مبالغة ابنها، فلربما لم تنبهه على هذا الأمر إلا مرتين أو ثلاث.
- أن يتقيد المسلم في نقله للكلام على ما سمعه لا ما فهمه، فقد يسمع الإنسان كلاما ويفهم منه شيئا فينقل للناس فهمه لا سمعه، وقد يكون فهمه على غير وجه صحيح فيقع في الكذب ومجانبة الصواب
- أن يتحلى المسلم بخلق الرزانة والتثبت من الشائعات وترك ما لا يهمه منها تأدبا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه
أسأل الله تعالى أن يجعل عملنا لوجهه خالصا ولمرضاته موصلا . والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
التعديل الأخير: