بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين حمدا نستزيد به من النعم ونستدفع به النقم، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعامين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله الأطهار وأصحابة الأخيارومن تبعهم بإحسان إلى يوم القرار.
وبعد فإن الحديث عن الصدق حديث تستلذه النفوس الأبية، ولا تشبع منه القلوب الطاهرة النقية، حديث يحذو بمبلغه وسامعه إلى منازل الصادقين العلية، فهو جامع أشتات الفضائل، وناظم عقود المحاسن والنوائل،والصدق كروضة غناء فيحاء أينما التفت إلى زاوية من زواياها سحرتك بجمالها وأهدتك وردة من ورودها ، ولا يمكننا أن نقطف من جميع ورودها، ولكن كما يقال : حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ، ومن الطعام ما سد الرمق، إن الصدق إذا خالطت بشاشته القلوب، وسكنت حقيقته النفوس، حركت الجوارح مسارعة إلى الطاعات، راجية رضى رب الأرض والسماوات.
ومن المعلوم يقينا أنه لا فوز للإنسان بسعادة الدارين إلا بالامتثال لأمر الله تعالى واتباع نبيه عليه الصلاة والسلام في عقيدته وعبادته ومعاملاته وأخلاقه، ولا سبيل إلى ذلك إلا ببناء الأنفس بناء صحيحا يؤهلها إلى تحمل المسؤولية والنهوض بأعباء ما كلفت به ، فحقيقة الإنسان بحقيقة نفسه لا بجسده وصدق القائل يوم قال :
أقبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان.
وهذا هو الجانب الذي اهتم به نبينا عليه الصلاة والسلام في مرحلة دعوته بمكة خلال ثلاث عشرة سنة من إعداد الأنفس وتهييئها لتحمل الأمانة، والصبر على ما يطالها في سبيل ذلك من أذى ومضايقات.
وإن مقارنة يجريها المسلم بين واقعه وبين ماضيه يجد الفرق شاسعا والبون عظيما، ثم قصارى جهد بعضهم أن يقف على أطلال ماضيه يبكيه ويندبه، وبعضهم يسلي نفسه قائلا: أولئك آبائي فجئني بمثلهم، ناسيا أن الحكمة في قول القائل:
إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي.
ثم يتساءل المرء عن سبب هذا الفرق العظيم في حياة المسلم في الماضي والحاضر، فيجد أن السر يكمن في صدق الدعوة، وصدق التلقي.
وقد ضرب سلفنا الصالح من أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة في صدق الإيمان والثبات عند الابتلاء والمحن ونذكر أنفسنا وغيرنا بهذه المواقف :
فقد كان عم عثمان بن عفان رضي الله عنه يلفه في حصير من أوراق النخيل ثم يدخنه من تحته. ولا يرده ذلك عن دينه.
ولما علمت أم مصعب بن عمير رضي الله عنه بإسلامه أجاعته وأخرجته من بيته، وكان من أنعم الناس عيشا، فتخشف جلده تخشف الحية. وما زادته هذه المحن إلا قوة في إيمانه واحتسابا للأجر عند ربه.
وكان بلال مولى أمية بن خلف الجمحي، فكان أمية يضع في عنقه حبلا، ثم يسلمه إلى الصبيان، يطوفون به في جبال مكة، حتى كان يظهر أثر الحبل في عنقه، وكان أمية يشده شدا ثم يضربه بالعصا، وكان يلجئه إلى الجلوس في حر الشمس، كما كان يكرهه على الجوع، وأشد من ذلك كله أنه كان يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى. فيقول: - وهو في ذلك- أحد، أحد، حتى مر به أبو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام أسود، وقيل بسبع أواق أو بخمس من الفضة وأعتقه.
وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، أسلم هو وأبوه وأمه، فكان المشركون- وعلى رأسهم أبو جهل- يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء، فيعذبونهم بحرها. ومر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال: صبرا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة.
وكان أبو فكيهة- واسمه أفلح- مولى لبني عبد الدار، فكانوا يشدون برجله الحبل، ثم يجرونه على الأرض.
وكان خباب بن الأرت مولى لأم أنمار بنت سباع الخزاعية، فكان المشركون يذيقونه أنواعا من التنكيل، يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذبا، ويلوون عنقه تلوية عنيفة وأضجعوه مرات عديدة على فحام ملتهبة، ثم وضعوا عليه حجرا؛ حتى لا يستطيع أن يقوم.
كما أن الصدق سبب التضحية بالمال وبالكماليات والحاجيات
لما رأى أبو بكر رضي الله عنه ما يفعل بالمسلمين من العبيد والموالي ابتاعهم بماله الخاص فأعتقهم.
ومن صور التضحيات الدالة على الصدق في الإيمان ما ورد في قصة مقاطعة كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أسلم معه، فقد تحالف مشركوا قريش على بني هاشم وبني المطلب ألايناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهود ومواثيق «ألايقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه، للقتل» ولم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا بادروه فاشتروه، حتى بلغهم الجهد والتجأوا إلى أكل الأوراق والجلود، وحتى كان يسمع من وراء الشعب أصوات نسائهم وصبيانهم يتضاغون من الجوع.
وما تحمله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المحن والابتلاء في العهد المكي أكثر من أن يذكر في مثل هذه المواطن.
وبعدما سمعناه من حديث عن الصدق وما قدمه الصادقون من عربون صدق على صدقهم.
اسمحوا لي في هذه المداخلة المتواضعة أن نقف وقفة الصادقين مع أنفسنا نسائلها ونحاسبها رحمة بها، هل نحن صادقون حقا؟ وحديثي هنا يخص هذه الفئة والنخبة التي ساقها الله عزوجل لهذه المجالس-وهذه نعمة تستوجب منا الشكر فغيرنا كثير حرموا منها، المقاهي ملأى بالرجال والشوارع بالنساء في هذه اللحظة-.
إن دعوى الصدق في انتماء الإنسان لعقيدته ودينه يحتاج منا عربون صدق وبرهان حق.
ماذا قدمنا لديننا ؟
أعلموا زادكم الله علما ولا نقصكم ، أن هذا الدين آمانة في رقبة معتنقيه يحاسبون عليه ، وممسؤولون عن تعاليمه.
هل استطعنا أن نتخلى عن بعض الكماليات لله عزوجل وانظر إلى حالنا في الحفلات والأفراح، تجد في أقل الأحوال في الغالب ثلاث أكلات وأربعة أنواع من الفواكه ومثلها من المشروبات الغازية وأكثر من عشرة أنواع من الحلويات ثم تتساءل هل هذه بطون أم خوابي، ماذا سيتغير لو أننا قدمنا وجبتين وفاكهتين واستبدلنا الثالثة بمجموعة من الرسائل والمطويات والأقراص المدمجة العلمية توزع على الحاضرين لعل الله ينجينا من عذاب يوم القيامة باستقامة واحد منهم؟
هل استطعنا أن نتخلى عن فاكهة أو أكلة من الأكلات في يوم من شهرنا لله عزوجل لخدمة دينه؟
هل اقتطعنا نصيبا من مالنا المخصص للباسنا من أجل نصرة دين الله تعالى وخدمة سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " كما يعلم الجميع أن بعض الألبسة يتجاوز قدرها آلاف الدراهم وقد لا تستعمل إلا مرة أو مرتين ثم تلقى بعد ذلك.
- أيعجز أحدنا أن يخدم دينه ولو بدرهم أو درهمين في اليوم، قد يستصغر بعضنا درهم لكنه يساوي 30 درهما أو 60 درهما في الشهر، وهذا القدر نستطيع توزيع مصحفين في الشهر، أو 60 مطوية، أو 20 قرصا مدمجا، أوغير ذلك، فهذه حصيلة شهرية لمسلم واحد يخدم دينه بدرهم أو درهمين، ماذا ستكون النتيجة بالنسبة لعشرة من المسلمين أو أكثر، وماذا ستكون النتيجة لو استطاع المسلم بذل أكثر ممن أفاء الله عليه بنعمة المال؟
إن العاقل من قدم شيئا نافعا يجده غدا بين يدي الله عزوجل، يوم يتمنى الإنسان لو أنه بإمكانه أن يرجع فيتصدق بكل ما يملك، ويجتهد في طاعة الله أكثر، ويبذل نفسه لله ولكن هيهات.
نسأل الله تعالى أن يبصرنا ويسددنا ويستخدمنا في طاعته ، ونسأله عزوجل أن يوفقنا لنقدم لأنفسنا أعمالا تبيض وجوهنا يوم لقائه ولا يحرمنا لذة النظر إلى وجهه الكريم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله أعلى وأعلم
وبعد فإن الحديث عن الصدق حديث تستلذه النفوس الأبية، ولا تشبع منه القلوب الطاهرة النقية، حديث يحذو بمبلغه وسامعه إلى منازل الصادقين العلية، فهو جامع أشتات الفضائل، وناظم عقود المحاسن والنوائل،والصدق كروضة غناء فيحاء أينما التفت إلى زاوية من زواياها سحرتك بجمالها وأهدتك وردة من ورودها ، ولا يمكننا أن نقطف من جميع ورودها، ولكن كما يقال : حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ، ومن الطعام ما سد الرمق، إن الصدق إذا خالطت بشاشته القلوب، وسكنت حقيقته النفوس، حركت الجوارح مسارعة إلى الطاعات، راجية رضى رب الأرض والسماوات.
ومن المعلوم يقينا أنه لا فوز للإنسان بسعادة الدارين إلا بالامتثال لأمر الله تعالى واتباع نبيه عليه الصلاة والسلام في عقيدته وعبادته ومعاملاته وأخلاقه، ولا سبيل إلى ذلك إلا ببناء الأنفس بناء صحيحا يؤهلها إلى تحمل المسؤولية والنهوض بأعباء ما كلفت به ، فحقيقة الإنسان بحقيقة نفسه لا بجسده وصدق القائل يوم قال :
أقبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان.
وهذا هو الجانب الذي اهتم به نبينا عليه الصلاة والسلام في مرحلة دعوته بمكة خلال ثلاث عشرة سنة من إعداد الأنفس وتهييئها لتحمل الأمانة، والصبر على ما يطالها في سبيل ذلك من أذى ومضايقات.
وإن مقارنة يجريها المسلم بين واقعه وبين ماضيه يجد الفرق شاسعا والبون عظيما، ثم قصارى جهد بعضهم أن يقف على أطلال ماضيه يبكيه ويندبه، وبعضهم يسلي نفسه قائلا: أولئك آبائي فجئني بمثلهم، ناسيا أن الحكمة في قول القائل:
إن الفتى من يقول ها أنا ذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي.
ثم يتساءل المرء عن سبب هذا الفرق العظيم في حياة المسلم في الماضي والحاضر، فيجد أن السر يكمن في صدق الدعوة، وصدق التلقي.
وقد ضرب سلفنا الصالح من أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة في صدق الإيمان والثبات عند الابتلاء والمحن ونذكر أنفسنا وغيرنا بهذه المواقف :
فقد كان عم عثمان بن عفان رضي الله عنه يلفه في حصير من أوراق النخيل ثم يدخنه من تحته. ولا يرده ذلك عن دينه.
ولما علمت أم مصعب بن عمير رضي الله عنه بإسلامه أجاعته وأخرجته من بيته، وكان من أنعم الناس عيشا، فتخشف جلده تخشف الحية. وما زادته هذه المحن إلا قوة في إيمانه واحتسابا للأجر عند ربه.
وكان بلال مولى أمية بن خلف الجمحي، فكان أمية يضع في عنقه حبلا، ثم يسلمه إلى الصبيان، يطوفون به في جبال مكة، حتى كان يظهر أثر الحبل في عنقه، وكان أمية يشده شدا ثم يضربه بالعصا، وكان يلجئه إلى الجلوس في حر الشمس، كما كان يكرهه على الجوع، وأشد من ذلك كله أنه كان يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد، وتعبد اللات والعزى. فيقول: - وهو في ذلك- أحد، أحد، حتى مر به أبو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به فاشتراه بغلام أسود، وقيل بسبع أواق أو بخمس من الفضة وأعتقه.
وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه مولى لبني مخزوم، أسلم هو وأبوه وأمه، فكان المشركون- وعلى رأسهم أبو جهل- يخرجونهم إلى الأبطح إذا حميت الرمضاء، فيعذبونهم بحرها. ومر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعذبون فقال: صبرا آل ياسر! فإن موعدكم الجنة.
وكان أبو فكيهة- واسمه أفلح- مولى لبني عبد الدار، فكانوا يشدون برجله الحبل، ثم يجرونه على الأرض.
وكان خباب بن الأرت مولى لأم أنمار بنت سباع الخزاعية، فكان المشركون يذيقونه أنواعا من التنكيل، يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذبا، ويلوون عنقه تلوية عنيفة وأضجعوه مرات عديدة على فحام ملتهبة، ثم وضعوا عليه حجرا؛ حتى لا يستطيع أن يقوم.
كما أن الصدق سبب التضحية بالمال وبالكماليات والحاجيات
لما رأى أبو بكر رضي الله عنه ما يفعل بالمسلمين من العبيد والموالي ابتاعهم بماله الخاص فأعتقهم.
ومن صور التضحيات الدالة على الصدق في الإيمان ما ورد في قصة مقاطعة كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أسلم معه، فقد تحالف مشركوا قريش على بني هاشم وبني المطلب ألايناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل، وكتبوا بذلك صحيفة فيها عهود ومواثيق «ألايقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه، للقتل» ولم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا بادروه فاشتروه، حتى بلغهم الجهد والتجأوا إلى أكل الأوراق والجلود، وحتى كان يسمع من وراء الشعب أصوات نسائهم وصبيانهم يتضاغون من الجوع.
وما تحمله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المحن والابتلاء في العهد المكي أكثر من أن يذكر في مثل هذه المواطن.
وبعدما سمعناه من حديث عن الصدق وما قدمه الصادقون من عربون صدق على صدقهم.
اسمحوا لي في هذه المداخلة المتواضعة أن نقف وقفة الصادقين مع أنفسنا نسائلها ونحاسبها رحمة بها، هل نحن صادقون حقا؟ وحديثي هنا يخص هذه الفئة والنخبة التي ساقها الله عزوجل لهذه المجالس-وهذه نعمة تستوجب منا الشكر فغيرنا كثير حرموا منها، المقاهي ملأى بالرجال والشوارع بالنساء في هذه اللحظة-.
إن دعوى الصدق في انتماء الإنسان لعقيدته ودينه يحتاج منا عربون صدق وبرهان حق.
ماذا قدمنا لديننا ؟
أعلموا زادكم الله علما ولا نقصكم ، أن هذا الدين آمانة في رقبة معتنقيه يحاسبون عليه ، وممسؤولون عن تعاليمه.
هل استطعنا أن نتخلى عن بعض الكماليات لله عزوجل وانظر إلى حالنا في الحفلات والأفراح، تجد في أقل الأحوال في الغالب ثلاث أكلات وأربعة أنواع من الفواكه ومثلها من المشروبات الغازية وأكثر من عشرة أنواع من الحلويات ثم تتساءل هل هذه بطون أم خوابي، ماذا سيتغير لو أننا قدمنا وجبتين وفاكهتين واستبدلنا الثالثة بمجموعة من الرسائل والمطويات والأقراص المدمجة العلمية توزع على الحاضرين لعل الله ينجينا من عذاب يوم القيامة باستقامة واحد منهم؟
هل استطعنا أن نتخلى عن فاكهة أو أكلة من الأكلات في يوم من شهرنا لله عزوجل لخدمة دينه؟
هل اقتطعنا نصيبا من مالنا المخصص للباسنا من أجل نصرة دين الله تعالى وخدمة سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " كما يعلم الجميع أن بعض الألبسة يتجاوز قدرها آلاف الدراهم وقد لا تستعمل إلا مرة أو مرتين ثم تلقى بعد ذلك.
- أيعجز أحدنا أن يخدم دينه ولو بدرهم أو درهمين في اليوم، قد يستصغر بعضنا درهم لكنه يساوي 30 درهما أو 60 درهما في الشهر، وهذا القدر نستطيع توزيع مصحفين في الشهر، أو 60 مطوية، أو 20 قرصا مدمجا، أوغير ذلك، فهذه حصيلة شهرية لمسلم واحد يخدم دينه بدرهم أو درهمين، ماذا ستكون النتيجة بالنسبة لعشرة من المسلمين أو أكثر، وماذا ستكون النتيجة لو استطاع المسلم بذل أكثر ممن أفاء الله عليه بنعمة المال؟
إن العاقل من قدم شيئا نافعا يجده غدا بين يدي الله عزوجل، يوم يتمنى الإنسان لو أنه بإمكانه أن يرجع فيتصدق بكل ما يملك، ويجتهد في طاعة الله أكثر، ويبذل نفسه لله ولكن هيهات.
نسأل الله تعالى أن يبصرنا ويسددنا ويستخدمنا في طاعته ، ونسأله عزوجل أن يوفقنا لنقدم لأنفسنا أعمالا تبيض وجوهنا يوم لقائه ولا يحرمنا لذة النظر إلى وجهه الكريم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله أعلى وأعلم
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع