همزة الوصل

[أم حذيفة]

همزة الوصل

مبحث همزة الوصل في اللغة العربية و في تلاوة القرآن العظيم.

همزة الوصل سببها أن العرب عندما ينطقون
لا يبدؤن بحرف ساكن, هكذا لغتهم.

قد نجد في لغات أخرى كلمات كثيرة جدا في الانكليزية أو الفرنسية مثلا تبدأ بحرف ساكن, لكن هذا غير موجود في كلام العرب.

العرب إذا تكلموا بدؤوا بحرف متحرك ووقفوا على حرف ساكن, هكذا لغتهم, و بها نزل القران .

لذلك كانت العرب إذا وجد في كلامهم
كلمة أولها حرف ساكن
جلبوا قبل ذلك الساكن همزة (همزة متحركة طبعا), ينطقونها حتى يتوصلوا بها للتمكن من البدء بالساكن.

فحيث أن هذه الهمزة تُوُصِّل بها للتمكن بالبدء بالساكن,
سماها علماؤنا همزة الوصل,
و سماها الخليل بن أحمد- سُلـَم اللسان,
لأن السلم يُتوصل به من طبقة الى طبقة كما هو معلوم,


<B>فلذلك هذه الهمزة ما يؤتى بها إلا عند البدء في الكلام أي همزة الوصل ​

و سببها كما ذكرت أن عندي كلمة الحرف الاول منها ساكن, من أجل هذا الساكن, و من أجل أن أتمكن من
النطق بالساكن والبدء به نجلب هذه الهمزة.

​

إذاً نلاحظ على الشاشة تعريف همزة الوصل كما هي في اللغة و كما هي في نطق القران العظيم في علم تجويده.

نلاحظ على الشاشة اللوحة الأولى اليوم

همزة الوصل هي همزة يُؤتى بها للتمكن من البدء بالساكن تَثْبُت في بدء الكلام و تسقط في وِصْلِه ,
في بعض الكتب يقولون في دَرْجِه أي درج الكلام ولهما نفس المعنى نحو:

-{ مِِِيثَاقَ الذّينََ } لاحظوا أن همزة "الذين" لم تُنطق لان قبلها كلام , لكن لو بدأنا بكلمة "الذين" كالمثال الثاني نقول
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ} فننطق همزة" الذين"
-المثال الثالث على الشاشة { وَاهْدِنَا } انتقلنا من الواو الى الهاء و لم ننطق الهمزة , فالهمزة سقطت هنا لانها
في وسط الكلام بينما لو بدأنا بالفعل "اهدنا" كما في الفاتحة نقول{ اِهدنا}


هذا هو تعريف همزة الوصل في اللغة.
همزة الوصل هذه تدخل في اللغة العربية على الكلام,
و كلام العرب يا إخوة قسمه علماؤنا الى ثلاث مجموعات:

1-المجموعة الاولى: الأفعال
2- المجموعة الثانية: الأسماء
3-المجموعة الثالثة: الحروف

إذ ًا قد تدخل همزة الوصل على اسم,على فعل, أو قد تدخل على حرف من الحروف.

ماقلته نلاحظه على اللوحة التعليمية الثانية في حلقة اليوم
نلاحظ على الشاشة

إذ ًا هكذا هو وضع همزة الوصل في اللغة.

نبدأ حديثنا اليوم عن دخول همزة الوصل على الأفعال

إذا دخلت همزة الوصل على فعل من أفعال اللغة العربية بسبب أن الحرف الاول منه ساكن,
هنا نحن امام ثلاثة احتمالات :

*الاحتمال الأول أن يكون الحرف الثالث من هذا الفعل ولما نقول الثالث نقصد
الحرف الأول- همزة الوصل
الثاني- الساكن الذي من أجله جُلبت همزة الوصل
الثالث- الحرف المتحرك

هذا الثالث إما أن يكون مفتوحًا أو مضمومًا أو مكسورًا, ثلاث احتمالات لا رابع لها .
​

فإن كان هذا الحرف الثالث مضموما نضُم همزة الوصل
(مضموما ضمًا لازمًا و سأشرح بعد قليل ما الفرق بين الضم اللازم و الضم غير اللازم).

​

انْظـُر إلى هذا المثال من القرآن
{اُرْكُض بِرِجْلِكَ هَذا مُغْتَسَل بَارِدٌ وَ شَرَاب}
هنا في كلمة "اركض" نجد همزة وصل بعدها راء ساكنة بعدها كاف مضمومة,
من أجل ضمة الكاف ضممنا همزة الوصل عند البدء بها.

{اُسْكُنْ أنْتَ وَ زَوْجُكَ الجَنّة}
تأملوا هذا الفعل "اسكن" نجد همزة وصل بعدها سين ساكنة ثم كاف مضمومة ,
فمن أجل ضمة الكاف ضممنا همزة الوصل عند البدء بها,ولو وصلنا تسقط.

مثلا {وَيَا آدَمُ اسْكُن } فتسقط همزة الوصل.

إذ ًا خلاصة الكلام في الحالة الأولى
إذا دخلت همزة الوصل على فعل, و كان الحرف الثالث منه مضمومًا ضمًا لازمًا,
فإن همزة الوصل تُضم عند البدء بها .

نلاحظ ذلك على اللوحة التعليمية التالية التي تبين ذلك

حركة همزة الوصل عند البدء بالفعل
تُضم همزة الوصل عند البدء بالفعل إذا كان الحرف الثالث منه مضموما ضمًا لازمًا نحو
-اُرْكُضْ
-اُدْعُ الى سَبِيلِ رَبِِّك
-اُجْتُثَّتْ : لاحظوا الحرف الثالث و هو التاء مضمومة ولذلك ضممنا همزة الوصل عند البدء بها ,
و دائما نقول عند البدء
-اُنْظُرْ: ايضا هنا ضممنا همزة الوصل عند البدء بها
لمَ؟
لأن الحرف الثالث وهو الظاء مضموم.

لاحظوا أننا قلنا مضمومًا ضمًا لازمًا.

نعود الأن فنتكلم عن الحالة الثانية والثالثة, وهو أن يكون الحرف الثالث من الفعل مفتوحًا أو مكسورًا
أومضمومًا ضمًا غير لازم :

-مفتوحًا مثل : { اِذْهَبْ أَََنْتَ وَ أَخُوك بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيا فِي ذِكْرِي }
في "اِذهب" إن كان الحرف الثالث هنا في المثال جاء مفتوحا- الأول همزة، الثاني ذال ساكنة، الثالث هاء مفتوحة,
فإن فـُتح الثالث نَكْسِر الهمزة.

-إن كُسر الثالث ايضا نَكْسِر الهمزة
كمثال { رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ}
في" اكشف" الشين هنا مكسورة و هي الحرف الثالث في الفعل,
من اجل هذا, لو بدأنا بهذا الفعل نبدأ بهمزة مكسورة.

-أما قولنا ضمًا لازمًا في القاعدة التي مرت و الكلام الذي نقوله الأن,
الضم غير اللازم هو الضم العارض.

هناك أفعال يا إخواننا في اللغة العربية ظاهرها الحرف الثالث عليه ضمة,
لكن هذه الضمة ليست له.​

هذا شيء من علم الصرف.
​

سامحونا دائما القرآن و نطقه شديد الصلة بعلم النحو و علم الصرف, و ماخُدم النحو و الصرف إلا
من أجل الكتاب المعظم.

مثلا انظر الى فعل " اُقْضُوا " في الاية
{ ثُم اقْضُوا إلَيّ ولاَ تَنْظِرُون }
الحرف الثالث الضاء مضمومة, فقد يتبادر للذهن لمن ليس له تعمق في علم الصرف , أنه طالما الثالث مضموم
سنضم الهمزة,وهو ليس كذلك, لأن هذا الفعل أصله " اِقْضِ" من قضى يقضي و دخلت عليه واو الجماعة,
ولكن في المفرد لو أمرته ستقول "اِقْضِ يافلان"
لكن لو دخلت واو الجماعة تُضم الضاد من أجل مجانسة واو الجماعة فيصير الفعل " اِقْضُوا", فتبقى الكسرة
في اول الفعل لأن مفرده "اِقْضِ".
​

انظر في سورة الكهف
{ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيهِم بُنْيَانًا }
لو أردنا ان نبدأ سنقول "اِبْنُوا" مع إن الثالث مضموم تبقى الهمزة مكسورة ولا نقول اُبْنُوا"
لأن الحرف الثالث ليس مضمومًا على الحقيقة, بل هو مضموم ضمًا غير لازم.
هذه الضمة لو أمرنا من البناء شخصًا مفردًا

ماذا سنقول له؟؟

هل نقول له " اِبْنِ ياَ فُلاَن , اِبْنِ بَيْتًا, اِبْنِ عِمَارَةً , اِبْنِ مَسْجِدًا " أم نقول له" اِبْنُُ" ؟؟ سنقول له "اِبْنِ"
لأن الفعل بَنَى يَبْنِي , فلما دخلت واو الجماعة عليه ضُمت النون من أجل واو الجماعة فصار " اِبْنُوا ",
فتبقى همزة الوصل مكسورةما قلته عن أن الحرف الثالث إن كان مفتوحًا أو مكسورًا أو مضمومًا ضمًا
غير لازم يعني ضمًا عارضًا فإن الفعل يُبدأ به بهمزة مكسورة.

نرى ذلك على الشاشة في اللوحة التعليمية التالية

حركة همزة الوصل عند البدء بالفعل​

تُكسر همزة الوصل عند البدء بالفعل إن كان الحرف الثالث منه :
​

1- مكسورا نحو : "اِصبِر" لاحظوا الباء كيف انها مكسورة فنبدأ و نقول اِصْبِر" ولا نقول" اَصْبِر" في كثير
في العاميات يقولون " اَصْبِر يَا شِيخ " و هذا لا يصح

"اِكْشِفْ " لو بدءنا بها سنكسر الهمزة لان الشين مكسورة و هي الحرف الثالث.
2- مفتوحا نحو: اِسْتَغْفِر" هل لاحظتم الفتحة على التاء فلا نقول "اَسْتَغْفِرْ "
اِتَّقُوا" أنظروا الى هذا الفعل , أين الحرف الثالث ؟؟ لا تظنوا بانه القاف يا إخواننا ,الحرف الثالث هو التاء
الثانية لان التاء مشددة فهي عبارة عن تاءين ساكنة فمفتوحة , فطالما ان الحرف الثالث مفتوح تكسر
الهمزة عند البدء.

​

3- مضموما ضما عارضا نحو : اِبْنُوا " كما شرحت منذ قليل
اِمِْشُوا" لان المفرد يُؤمر فيقال له "اِمْشِ يَا فُلاَن" ولا يقال "اِمْشُ يَا فُلاَن "
"اِيتُوا" لو بدءنا بها "اِقْضوا ""اِيتُونِي"
​

إذاً لاحظنا يا إخواننا من خلال درسنا اليوم أن همزة الوصل إن دخلت على فعل من أفعال اللغة العربية,
لأن اوله حرف ساكن حركتها دائرة بين الضم و الكسر ولا تُفتح أبدًا.

​

لخصت لكم ذلك في اللوحة الاخيرة التي نراها في حلقة اليوم -

نلاحظ بِأن حركة همزة الوصل في الافعال هي :
-إما الضم و ذلك إن ضُمّ ثالث الفعل ضما لازما كما شرحنا آنفا
-وإما الكسر إن كًسر او فتح ثالث الفعل أو ضُم ضما عارضا كما سبق بيانه

هذا وضع همزة الوصل في اللغة العربية و هذا وضعها في الأفعال خاصة,


​

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع

 

[آلداعي]

 

[ابرار]

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذا الموقع الذي يبسط تعلم التجويد وجزا الله خيرا كل من اشرف عليه !!