خواطر قرآنية .........سورةالأنفال

طباعة الموضوع

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت

سورة الأنفال
تعد سورة الأنفال تعقيباً على غزوة بدر ،وبالتالي فهي سورة مدنية...ولذا يسميها بعض العلماء بسورة "بدر"،فمحورها يدور حول أحداث هذه الغزوة،ولكن ليس لمجرد حكاية القصة...وإنما هدفها هو توضيح قوانين النصر.
هذه المعركة سمَّاها الله "يوم الفرقان" لأنه فرَّق بينها بين الحق والباطل،بين تاريخ للبشرية كان الإسلام مستضعفاً فيه،وتاريخ للبشرية بعدها أصبح الإسلام فيه عزيزاً !!
إذن هي تتحدث عن قوانين النصر،
فقد كان عدد المسلمين 313 مقاتلاً ،بينما عدد الكفار 1000 مقاتل ،وكانت عدة المسلمين فرس واحد أو اثنين،بينما كانت عدة الكفار 300فرس!!!
فإذا حسبنا المسألة بالقوانين المادية لقلنا أن المسلمين خاسرون،ولكن المسلمين لديهم عُدَّة أخرى تقوِّيهم غير الأشياء المادية المعادة!!!!
تقول السورة:" إن النصر لا يأتي صُدفة أو فجأة..وكأنها رسائل قرآنية للمسلم تأتيه في سورة تلو الأخرى حتى ينتهي من المصحف فيكون صالحاً لعمارة الأرض والخلافة فيها على منهج الله.
وكأن سورة الأنفال تقول للمؤمن:" لكي ينتصر منهجك (الذي تحدثت عنه سورة البقرة)لابد له من قوانين " فهي موجَّهة للمسلمين منذ بدء ظهور الإسلام في الجزيرة العربية،إلى يوم القيامة!!!!
ونلاحظ في السورة قانونين ربَّانيين أساسيين يتفرع منهما قوانين أخرى فرعية،هذين القانونين هما:
1- " وما النصرُ إلَّا مِن عِندِ الله"
2- "أَعِدُّوا لهُم ما استَطَعتُم مِن قُوَّة".
فالمؤمن يجب أن يبذل كل جهده ،ولكن –في نفس الوقت- يجب أن يوقِن أن النصر لا يأتي إلا من عند الله ،فالله هو الفاعل للنصر(وهذا هو المعنى الحقيقي للتوكُّل: الجوارح تعمل،والقلوب تتوكل)
والسورة تتحدث عن نوعين نراهم الآن من البشر:
1- نوع يدعو الله بالنصر ويبكي ويبتهل، ولكنه لا يتَّخذ أية إجراءات.
2- ونوع يخطِّط ويجهِّز ويبذل الجهد،ثم ينتظر النصر من الله.
وتبدأ السورة بسؤال:" يسألونَك عنِ الأنفال" وهي الغنائم ،فقد اختلفوا بعد النصر في كيفية توزيعها،والأنفال في الحقيقة رمز ٌ للدنيا، فهم مختلفون حول شيء دنيوي.
فجاء رد الله تعالى : "فاتَّقوا الله و أصلِحوا ذات بينِكُم "أي دعوا الأمر لله !!
فهم يبحثون قضية فرعية، والله تعالى يوجِّههم إلى قضية أساسية ،وهي أهم بكثير من قضيتهم، لذلك لم يرد على سؤالهم بخصوص تقسيم الغنائم إلا في الآية رقم 41!!!! .

وبين الآيتين 41،1 يشرح لهم قوانين النصر ،وكأنَّه يقول لهم: رسِّخوا قوانين النصر في قلوبكم وطبِّقوها ،ثم فكِّروا في الغنائم.
ولعل الآية رقم 53 تذكِّرنا ببرنامج" حتى يغيِّروا ما بِأَنفُسِهِم" ،فهذا هو أحد القوانين الفرعية للنصر .
ونعود للآية رقم 5 فنجدها تتحدث عن المحور الأول: "وما النصر إلا من عند الله"،فالنصر صنعه الله وليس أنتم،فنرى ترتيب المعركة كيف أنه كان من عند الله ،ثم في الآيتين 7،6: إن الله هو الذي أخرجكم للقتال،ولم تكونوا تريدون الحرب،وتقول الآية 8: الله هو الذي أحقَّ الحق،والآية 11: تحكي عن الإعداد النفسي للمعركة: جعلكم تنامون لترتاحوا ،ثم أنزل عليكم بعد اليقظة مطراً خفيفاً .
فمن أنزله؟ الله !!!
والآية 42 تروي كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا جاء فيها أن الأعداء قليلون ليثبِّته ،ثم يجعل المؤمنين يرون الكافرين قليلي العدد،والكافرين يرون المؤمنين كثيرين !!!
ثم تتحدث الآيتين 12،9 عن المُثبِّتات قبل المعركة: "إذ تستغيثون ربَّكُم فاستجاب لكُم أنِّي مُمِدُّكُم بألفٍ مِنَ الملائكَةِ مُردِفين"(9) ،" إذ يوحي ربُّكَ إلى الملائكةِ أنِّي معَكُم فثبِّتوا الذين آمَنوا سأُلقي في قلوبِ الذين كفروا الرُّعب"
بعد ذلك توضح الآية42 أن الله تعالى هو الذي حدد موعد ومكان المعركة : فالعُدوة الدُنيا مكان،و العُدوة القُُصوى مكان آخر ، أما عن الموعد فيقول الله تعالى :" ولو تواعَدتُم لاختلَفتُم في الميعاد،ولكنَّ ليَقضيَ اللهُ أمراً كان مَفعولا"(الآية 42)
وعن التثبيت توضح الآيات أن المطر نزل عند المسلمين ليثبِّت الأرض الرملية من تحتهم، ويجعل الأرض الطينية لَزِجة تحت أقدام الكفار،فتصبح حركة الخيل بطيئة !!!
مَن فعل ذلك؟!!!! الله
حتى نتيجة المعركة فعلها الله جل جلاله، و يتضح ذلك في الآيتين10:" وما النَّصرُ إلا من عِند الله"،و17:" فلَم تقتلوهم ولكن الله قتلهم * وما رمَيتَ إذ رمَيتَ ولكنَّ اللهَ رَمى"
إذن أيها المؤمن هذه رسالة موجهة لك: ما عليكَ إلا أن تثق في نصر الله وتغيِّر نفسك للأصلح وفق منهج الله، ثم تأخذ بأسباب النصر ،ولا تنتظر النصر إلا من عند الله لأنه هو وحده الذي يصنع النصر!!!!!
وفي الآية رقم 60 نرى أهمية التخطيط في كلمة" وأعِِدّوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رِباطِ الخَيل"أي كل أنواع القوى العلمية والتكنولوجية والمالية،وغيرها،ثم العُدد القتالية.
وفي الآيتين 66،65 نرى أن الصبر هو أحد موازين القُوَى.
ثم تشير السورة إلى أن هزيمة الكفار كانت لأسباب مادية وهي أنهم لا يفقهون فن الحرب.
وتوضح الآيتين 62،46 أن طاعة الله،والأخُوَّة هما أحد أهم الأسباب المادية للنصر.
والملاحظ على السورة ككل أن أول رُبعين منها تحدثا حول:" النصر من عند الله"
ثم الربعين التاليين حول: الأسباب المادية للنصر،وأهمية التخطيط ،وموازين القٌوى،وهذا يذكِّرنا بسورة آل عمران التي تحدثت عن:
1- المحو ر الأول في الآية36 منها
2- المحور الثاني في الآيتين: 104،103 منها .

وهناك لفتة لطيفة،وهي أنك ترى في الآية 4 من سورة الأنفال صفات للمؤمنين ،ثم تقول:" أولئك همُ المؤمنون حقاً"، بينما في الآية 74 نجدها تذكر صفات أخرى للمؤمنين،ثم تختم بقولها:" أولئك هم المؤمنون حقاً"!!!!
فأيُّهما المؤمنون؟!!!
إن المتأمِّل للصفات المذكورة في الآية الأولى يجد أنها صفات إيمانية روحية تتفق مع المحور الأول من محاور السورة.
أما الآية الثانية فصفات مادية قوية تتفق مع المحور الثاني من السورة
ترى ...هل رأيتم و استشعرتم حلاوة القرآن؟؟
وهل أنتم فخورون به؟!!!!

والآن نجيب عن سؤالنا التقليدي:" لماذا سُمِّيَت بسورة الأنفال؟
لأنها تتحدث عن قوانين النصر، والأنفال رمز للدنيا،والفُرقة .
فالدنيا والفُرقة هما اللذان يضيِّعان النصر،و يعطِّلان قوانينه ...فسميت السورة بالأنفال لتقول للمؤمنين:
عليكم بالأخوَّة ،والوحدة ،والتخطيط ،واللجوء إلى الله .
وتقول لإنسان هذا العصر:
إذا كنت ناجحاً في دنياك فإن هذا الدين سينجح بك!!!!
biggrin.png



يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
أعلى