ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
خواطر قرآنية - سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الأنفال
يوم الفرقان
نزلت هذه السورة بعد غزوة بدر للتعقيب عليها, لذلك سماها العلماء سورة بدر.
و سماها الله في هذه السورة بيوم الفرقان لأنه ,يوم بدر, يوم فرق لله ه بيم الحق و الباطل. يوم يمثل فرقاً بين عهدين: عهد كان الاسلام فيه مستضعفاً و عهد سيكون للاسلام فيه قوياً و له أمة قوية تدافع عنه إلى يومنا هذا.
يعلق الصحابة على سورة الأنفال فيقولون: فينا نحن أصحاب رسول الله نزلت سورة الأنفال, حين اخلفنا على النفل و ساءت أخلاقنا. طبعاً سوء الخلق الذي يتحدثون عنه ليس ما نعرفه اليوم و قولهم ذلك من شدة تواضعهم.
قوانين النصر مادية و ربانية
تتحدث السورة عن القوانين التي يعتمد عليها النصر, و هذا مناسب لجو السورة و سبب نزولها. فهي ترسخ أن للنصر قوانين مادية و قوانين ربانية.
فالسورة تقسم لقسمبن
القسم الأول = قوانين النصر الربانية.
القسم الثاني = قوانين النصر المادية.
بمعنى أن النصر له سببان هامان:
1. اليقين بأن النصر من عند الله عز و جل
2. الأخذ بالأسباب و السعي الجدي لتقريب موازين القوى مع الأعداء و التفوق عليهم.
فالنصر بين هذين الأمرين, جهد البشر و عمل القدر – تدبير الله تعالى –. فلا يكفي الدعاء وحده للنصر بل لا بد من الأخذ بالأسباب و سنن الله في هذا الكون. كما أن الأخذ بالأسباب وحده و الاعتماد على القوانين المادية لا يكفي فالنصر من عند الله وحده. فالسورة تدعو للتوازن بين هذين النقيضين: أن تؤمن بتدبير الله أولاً, و أن تبحث عن الأسباب و الشروط المادية ثانياً.
1 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) تبدأ السورة بسؤال الصحابة عن تقسيم الأنفال. و اللطيف أن الجواب على سؤالهم تأخر للآية 41 (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) و سبب ذلك التأخير أنهم حين سألوا كانوا يريدون المكافأة الدنيوية على نصرهم, فأعلمهم الله تعالى أن النصر من عنده أولاً و أخيراً. و كان الجواب في بدايته 1 (قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ) و ليس لكم منه شيء. و ذلك من لطف القرآن في التربية في صرف أنظارهم عن الأنفال لترسيخ قوانين النصر أولاً, ثم بعد ذلك شرح كيف توزع الأنفال.
أي ان الله تعالى رسخ ما هو أهم في البداية, و بين أن مسألة تقسيم الأنفال فرعية.
السورة = 1. (النصر من عند الله) 2. (الأسباب المادية للنصر).
القسم الأول = (و ما النصر إلا من عند الله)
يظهر فضل الله تعالى و منه على المؤمنين بالنصر من خلال:
1. ترتيب المعركة: 5 (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) فالكثير من المؤمنين لم يرد القتال و لكن الله تعالى أراده.
2. الإعداد النفسي للمعركة: 11 (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) فأنامهم الله تعالى قبل المعركة لأنهم كانوا خائفين ثم بعد أن استيقظوا أنزل عليهم مطراً رذاذاً لكي يغتسلوا و يتوضأوا و ترتاح أنفسهم و يتنشطوا للقتال, فحتى الاعداد النفسي كان من الله تعالى.
3. التجهيز المعنوي للجيش: 43 – 44 (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ – وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ) فكان المسلمون يرون الكافرين قليلاً فلا يخافون و أولئك يرونهم أيضاً قليلاً فيستهتروا بهم, نفس الرؤية لها وقع مختلف في كل طرف, فسبحان من يهيأ للنصر أسبابه و يعين عليه.
4. نزول الملائكة: 9 (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) 12 (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
5. مكان المعركة: 42 (إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً...) فالعدوة الدنيا حين نزول المطر تثبت تحت أقدام المسلمين في حين أن العدوة العليا تحدث فيها سيول عند نزول المطر و تتخلخل تحت أقدام الكفار و تعيق حركة خيولهم. و الجدير بالذكر أن المسلمين كان لديهم في هذه المعركة فرس واحد في حين كان للكفار 300 فرس, فانظر إلى تدبير الله عز و جل.
6. (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى): 17 (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) توضح الآية نتيجة سير المعركة ختى عندما رمى النبي صلى الله عليه و سلم التراب في وجوههم و قال: "شاهت الوجوه". كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يوم بدر و يرفع يديه حتى بان بياض إبطيه, فكان أبو بكر يقول له هون عليك يا رسول الله. انظر كيف يعلمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نطلب النصر من عند الله و نلح على الله في الدعاء لطلب النصر منه تعالى, و ذلك بعد الأخذ بالأسباب و سنن الله الكونية.
القسم الثاني = (و أعدول لهم ما استطعتم من قوة)
1. أهمية الأخذ بالأسباب و أثر ذلك على النصر: 60 (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُون) فنفس السورة التي تؤكد أن النصر من عند الله تؤكد أيضاً على ضرورة الأخذ بالأسباب و التخطيط للحرب. فلا يجوز الاعتماد على الدعاء طلباً للنصر بحجة أن النصر من عند الله. و الملاحظ أن الاسلام لا يدعو إلى سفك الدماء و لكن إلى أن تكون للمسلمين قوتهم الرادعة ضد من يحاول الاعتداء عليه, انظر إلى قوله تعالى بعد أن قال 60 (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ), يقول 61 (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) تؤكد الآية لتالية على أن الإسلام دين السلام.
2. موازين القوى الماية: النصر من عند الله, و لكن لا بد من الأخذ بالأسباب المادية, حتى لا يقول الناس هناك تأييد ملائكي فلم الاعداد؟ يقول تعالى 65 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) 66 (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ). فقوله تعالى (بِإِذْنِ اللّهِ) إشارة إلى أن النصر من عنده تعالى, و (وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) أنه لا بد من الأخذ بالأسباب.
3. فقه قوانين الحرب: تشير الايات إلى أنه من أسباب هزيمة الكفار عدم فقهمهم لقوانين الحرب و أنهم لم يأخذوا بأسباب النصر 65 (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) أي لا يفقهون الأسباب التي تجعل النصر من حليفهم.
4. طاعة الله و الأخوة في الله: 46 (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) و هذا سبب دنيوي يجب تحقيقه ليتحقق النصر, فالتكاتف و ترك التنازع من أهم قوانين و أسباب النصر. 62 – 63 (وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ – وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فالأخوة من الأسباب الرئيسية للنصر.
5. ترك الرياء و العجب: 47 (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) فهذا عامل مادي آخر كان وراء هزيمة المشركين الذين نحروا الإبل و سكروا و أقاموا الاحتفالات قبل المعركة زهواً ليخيفوا كل العرب, فكان عجبهم بأنفسهم سبباً في استخاففهم و هزيمتهم.
6. صفات المؤمنين ايجابية و عملية: تذكر أن القسم الأول من السورة يؤكد أن النصر من عند الله, و القسم الثاني يؤكد على ضرورة الأخذ بالأسباب المادية للنصر. الآن لاحظ كيف يعقب الله تعالى على صفات المؤمنين التي وردت في بداية السورةفي الآيات2 – 3 بقوله تعالى 4 (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ), و كيف يختم القسم الثاني بقوله تعالى74 (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ) نفس الكلمات في قسمين, قسم يركز على الصفات الإيمانية, و قسم يؤكد على الأخذ بالأسباب. فالمؤمنون حقاً هم الذين يجمعون بين الصفات الواردة في بداية السورة و آخرها.
و لذلك تأتي آية محورية تجمع أسباب النصر 45 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) فالأمر بالثبات (فَاثْبُتُواْ) هو من الأخذ بالأسباب, و الأمر بالذكر (وَاذْكُرُواْ اللّهَ) هو من اللجوء لله تعالى صانع النصر, و ختام الآية (لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) فالفلاح يكون بنزول النصر.
نسخ أحكام الميراث
و تنسخ الآية في نهايتها حكم الميراث الذي كان متعاملاً به حيث كان يرث المسلم أخاه في الله 75 (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) و كان هذا الحكم مرحلة مؤقتة قبل غزوة بدر لتعميق معاني الأخوة بين المؤمنين, فلما جاء النصر و كانت الأخوة من أسبابه و تحقق انصهار المجتمع نُسخ الحكم.
سبب التسمية بالأنفال
لتحذر المؤمنين من أن الأنفال (إشارة للدنيا) و التنافس عليها يمكن أن يكون سبباً للفرقة و ضياع الأخوة بين المؤمنين. لذلك أمرتهم الآية بترك الأنفال تماماً 1 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ) حتى ترسخ أسباب النصر عندهم. إلى أن نصل للآية 69 (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) لتوضح أن مسألة الأنفال فرعية و تحل لهم ما اخذوا (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا).
ختام معالم المنهج
بعد أن انتهت أول 8 سور من القرآن (10 أجزاء تقريباً) نرى أن معالم المنهج اللازم للاستخلاف على الأرض قد صارت واضحة, و أن أهداف السور و رسائلها تتكامل أما عيني قارىء القرآن:
1. البقرة = أتم مسؤولن عن هذ الأرض أيها المسلمون, و هذا هو منهجكم.
2. آل عمران = اهمية الثبات على هذا المنهج.
3. النساء = العدل و الرحمة شرط اساسي لضمان نجاح المنهج و استمرار الاستخلاف.
4. المائدة = أهمية الوفاء بالمنهج و العقود التي قطعتموها لتطبيقه.
5. الأنعام = توحيد الله في التطبيق و الاعتقاد, امران لازمان في هذا المنهج.
6. الأعراف = احسم موقفك من هذا المنهج.
7. الأنفال = قوانين النصر مادية + ربانية, و هذا من شمول المنهج و واقعيته.
لذلك بعد أن توضحت معالم المنهج تأتي الأجزاء العشر التالية لتقدم لنا عوامل تساعد على تحقيق المنهج, و منها:
1. التوبة.
2. استشعار نعم الله تعالى (سورة النحل), و التي من أهمها نعمة الإيمان (سورة ابراهيم).
3. الاعتدال و الوسطية في الدعوة إلى المنهج (سورة هود).
4. الصبر و الأمل بنصر الله (سورة يوسف).
سبحان ربي العظيم, ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ).
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الأنفال
يوم الفرقان
نزلت هذه السورة بعد غزوة بدر للتعقيب عليها, لذلك سماها العلماء سورة بدر.
و سماها الله في هذه السورة بيوم الفرقان لأنه ,يوم بدر, يوم فرق لله ه بيم الحق و الباطل. يوم يمثل فرقاً بين عهدين: عهد كان الاسلام فيه مستضعفاً و عهد سيكون للاسلام فيه قوياً و له أمة قوية تدافع عنه إلى يومنا هذا.
يعلق الصحابة على سورة الأنفال فيقولون: فينا نحن أصحاب رسول الله نزلت سورة الأنفال, حين اخلفنا على النفل و ساءت أخلاقنا. طبعاً سوء الخلق الذي يتحدثون عنه ليس ما نعرفه اليوم و قولهم ذلك من شدة تواضعهم.
قوانين النصر مادية و ربانية
تتحدث السورة عن القوانين التي يعتمد عليها النصر, و هذا مناسب لجو السورة و سبب نزولها. فهي ترسخ أن للنصر قوانين مادية و قوانين ربانية.
فالسورة تقسم لقسمبن
القسم الأول = قوانين النصر الربانية.
القسم الثاني = قوانين النصر المادية.
بمعنى أن النصر له سببان هامان:
1. اليقين بأن النصر من عند الله عز و جل
2. الأخذ بالأسباب و السعي الجدي لتقريب موازين القوى مع الأعداء و التفوق عليهم.
فالنصر بين هذين الأمرين, جهد البشر و عمل القدر – تدبير الله تعالى –. فلا يكفي الدعاء وحده للنصر بل لا بد من الأخذ بالأسباب و سنن الله في هذا الكون. كما أن الأخذ بالأسباب وحده و الاعتماد على القوانين المادية لا يكفي فالنصر من عند الله وحده. فالسورة تدعو للتوازن بين هذين النقيضين: أن تؤمن بتدبير الله أولاً, و أن تبحث عن الأسباب و الشروط المادية ثانياً.
1 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) تبدأ السورة بسؤال الصحابة عن تقسيم الأنفال. و اللطيف أن الجواب على سؤالهم تأخر للآية 41 (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) و سبب ذلك التأخير أنهم حين سألوا كانوا يريدون المكافأة الدنيوية على نصرهم, فأعلمهم الله تعالى أن النصر من عنده أولاً و أخيراً. و كان الجواب في بدايته 1 (قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ) و ليس لكم منه شيء. و ذلك من لطف القرآن في التربية في صرف أنظارهم عن الأنفال لترسيخ قوانين النصر أولاً, ثم بعد ذلك شرح كيف توزع الأنفال.
أي ان الله تعالى رسخ ما هو أهم في البداية, و بين أن مسألة تقسيم الأنفال فرعية.
السورة = 1. (النصر من عند الله) 2. (الأسباب المادية للنصر).
القسم الأول = (و ما النصر إلا من عند الله)
يظهر فضل الله تعالى و منه على المؤمنين بالنصر من خلال:
1. ترتيب المعركة: 5 (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) فالكثير من المؤمنين لم يرد القتال و لكن الله تعالى أراده.
2. الإعداد النفسي للمعركة: 11 (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ) فأنامهم الله تعالى قبل المعركة لأنهم كانوا خائفين ثم بعد أن استيقظوا أنزل عليهم مطراً رذاذاً لكي يغتسلوا و يتوضأوا و ترتاح أنفسهم و يتنشطوا للقتال, فحتى الاعداد النفسي كان من الله تعالى.
3. التجهيز المعنوي للجيش: 43 – 44 (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ – وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ) فكان المسلمون يرون الكافرين قليلاً فلا يخافون و أولئك يرونهم أيضاً قليلاً فيستهتروا بهم, نفس الرؤية لها وقع مختلف في كل طرف, فسبحان من يهيأ للنصر أسبابه و يعين عليه.
4. نزول الملائكة: 9 (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) 12 (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ)
5. مكان المعركة: 42 (إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً...) فالعدوة الدنيا حين نزول المطر تثبت تحت أقدام المسلمين في حين أن العدوة العليا تحدث فيها سيول عند نزول المطر و تتخلخل تحت أقدام الكفار و تعيق حركة خيولهم. و الجدير بالذكر أن المسلمين كان لديهم في هذه المعركة فرس واحد في حين كان للكفار 300 فرس, فانظر إلى تدبير الله عز و جل.
6. (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى): 17 (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) توضح الآية نتيجة سير المعركة ختى عندما رمى النبي صلى الله عليه و سلم التراب في وجوههم و قال: "شاهت الوجوه". كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يوم بدر و يرفع يديه حتى بان بياض إبطيه, فكان أبو بكر يقول له هون عليك يا رسول الله. انظر كيف يعلمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نطلب النصر من عند الله و نلح على الله في الدعاء لطلب النصر منه تعالى, و ذلك بعد الأخذ بالأسباب و سنن الله الكونية.
القسم الثاني = (و أعدول لهم ما استطعتم من قوة)
1. أهمية الأخذ بالأسباب و أثر ذلك على النصر: 60 (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُون) فنفس السورة التي تؤكد أن النصر من عند الله تؤكد أيضاً على ضرورة الأخذ بالأسباب و التخطيط للحرب. فلا يجوز الاعتماد على الدعاء طلباً للنصر بحجة أن النصر من عند الله. و الملاحظ أن الاسلام لا يدعو إلى سفك الدماء و لكن إلى أن تكون للمسلمين قوتهم الرادعة ضد من يحاول الاعتداء عليه, انظر إلى قوله تعالى بعد أن قال 60 (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ), يقول 61 (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) تؤكد الآية لتالية على أن الإسلام دين السلام.
2. موازين القوى الماية: النصر من عند الله, و لكن لا بد من الأخذ بالأسباب المادية, حتى لا يقول الناس هناك تأييد ملائكي فلم الاعداد؟ يقول تعالى 65 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) 66 (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ). فقوله تعالى (بِإِذْنِ اللّهِ) إشارة إلى أن النصر من عنده تعالى, و (وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) أنه لا بد من الأخذ بالأسباب.
3. فقه قوانين الحرب: تشير الايات إلى أنه من أسباب هزيمة الكفار عدم فقهمهم لقوانين الحرب و أنهم لم يأخذوا بأسباب النصر 65 (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ) أي لا يفقهون الأسباب التي تجعل النصر من حليفهم.
4. طاعة الله و الأخوة في الله: 46 (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) و هذا سبب دنيوي يجب تحقيقه ليتحقق النصر, فالتكاتف و ترك التنازع من أهم قوانين و أسباب النصر. 62 – 63 (وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ – وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فالأخوة من الأسباب الرئيسية للنصر.
5. ترك الرياء و العجب: 47 (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) فهذا عامل مادي آخر كان وراء هزيمة المشركين الذين نحروا الإبل و سكروا و أقاموا الاحتفالات قبل المعركة زهواً ليخيفوا كل العرب, فكان عجبهم بأنفسهم سبباً في استخاففهم و هزيمتهم.
6. صفات المؤمنين ايجابية و عملية: تذكر أن القسم الأول من السورة يؤكد أن النصر من عند الله, و القسم الثاني يؤكد على ضرورة الأخذ بالأسباب المادية للنصر. الآن لاحظ كيف يعقب الله تعالى على صفات المؤمنين التي وردت في بداية السورةفي الآيات2 – 3 بقوله تعالى 4 (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ), و كيف يختم القسم الثاني بقوله تعالى74 (أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ) نفس الكلمات في قسمين, قسم يركز على الصفات الإيمانية, و قسم يؤكد على الأخذ بالأسباب. فالمؤمنون حقاً هم الذين يجمعون بين الصفات الواردة في بداية السورة و آخرها.
و لذلك تأتي آية محورية تجمع أسباب النصر 45 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) فالأمر بالثبات (فَاثْبُتُواْ) هو من الأخذ بالأسباب, و الأمر بالذكر (وَاذْكُرُواْ اللّهَ) هو من اللجوء لله تعالى صانع النصر, و ختام الآية (لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) فالفلاح يكون بنزول النصر.
نسخ أحكام الميراث
و تنسخ الآية في نهايتها حكم الميراث الذي كان متعاملاً به حيث كان يرث المسلم أخاه في الله 75 (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) و كان هذا الحكم مرحلة مؤقتة قبل غزوة بدر لتعميق معاني الأخوة بين المؤمنين, فلما جاء النصر و كانت الأخوة من أسبابه و تحقق انصهار المجتمع نُسخ الحكم.
سبب التسمية بالأنفال
لتحذر المؤمنين من أن الأنفال (إشارة للدنيا) و التنافس عليها يمكن أن يكون سبباً للفرقة و ضياع الأخوة بين المؤمنين. لذلك أمرتهم الآية بترك الأنفال تماماً 1 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ) حتى ترسخ أسباب النصر عندهم. إلى أن نصل للآية 69 (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) لتوضح أن مسألة الأنفال فرعية و تحل لهم ما اخذوا (فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا).
ختام معالم المنهج
بعد أن انتهت أول 8 سور من القرآن (10 أجزاء تقريباً) نرى أن معالم المنهج اللازم للاستخلاف على الأرض قد صارت واضحة, و أن أهداف السور و رسائلها تتكامل أما عيني قارىء القرآن:
1. البقرة = أتم مسؤولن عن هذ الأرض أيها المسلمون, و هذا هو منهجكم.
2. آل عمران = اهمية الثبات على هذا المنهج.
3. النساء = العدل و الرحمة شرط اساسي لضمان نجاح المنهج و استمرار الاستخلاف.
4. المائدة = أهمية الوفاء بالمنهج و العقود التي قطعتموها لتطبيقه.
5. الأنعام = توحيد الله في التطبيق و الاعتقاد, امران لازمان في هذا المنهج.
6. الأعراف = احسم موقفك من هذا المنهج.
7. الأنفال = قوانين النصر مادية + ربانية, و هذا من شمول المنهج و واقعيته.
لذلك بعد أن توضحت معالم المنهج تأتي الأجزاء العشر التالية لتقدم لنا عوامل تساعد على تحقيق المنهج, و منها:
1. التوبة.
2. استشعار نعم الله تعالى (سورة النحل), و التي من أهمها نعمة الإيمان (سورة ابراهيم).
3. الاعتدال و الوسطية في الدعوة إلى المنهج (سورة هود).
4. الصبر و الأمل بنصر الله (سورة يوسف).
سبحان ربي العظيم, ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ).
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع