ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
سورة الإسراء
تتحدث هذه السورة عن القرآن الكريم بشكل طويل وتفصيلي، وكأنَّ هدفها هو أن تساعدك على استشعار قيمة القرآن .
وهي تروي –كما هو واضح من اسمها-قصة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ...فلماذا لا نجد سورة أخرى باسم المعراج؟!!
و ما هو الشيء الأساسي في قصة الإسراء لتُسمَّى به السورة؟!
أهو قَطع المسافة من مكة المكرَّمة إلى بيت المقدس في وقت قصير جداً؟!
أم أن هناك مَعنىً أهم؟!!
الحقيقة أن الأهم هو أنه -صلى الله عليه وسلم- لما وصل إلى المسجد الأقصى وجد فيه اجتماعاً لم يحدث مثله في تاريخ البشرية !!! و هو اجتماع كل الأنبياء –معاً- في المسجد الأقصى!!!! فقال له جبريل عليه السلام:" تقدَّم يا محمد" ،فصلَّى بالأنبياء إماماً
فكانت هذه الصلاة عنوان انتقال الرسالة من المم السابقة إلى هذه الأمة _أمة محمد_ ورمز لتكليف النبي صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده بالمسؤولية عن الكتاب ،وهو الرسالة التي أُرسلت إلى البشرية ،وانتقلت من نبي إلى آخَر، منذ نوح ،ومروراً بأولاده ،ثم موسى وعيسى ،حتى وصلت إلى محمد صلى الله عليه وسلم ...وكأن الركعتين اللتين صلى فيهما إماماً بالأنبياء هما الرمز لتسلُّمه الرسالة من هؤلاء الأنبياء ليحمل مسؤوليتها –وأُمَّته من بعده- إلى يوم القيامة!!!!!
هذه السورة هي أكثر سور القرآن التي ذُكِرَ فيها الكتاب : أي القرآن!!
لماذا؟
الإجابة تتضح حين نعرف لماذا سُمِّيت بسورة الإسراء ؟!!!
إن حادثة الإسراء هي حادثة انتقال القرآن إلى محمد،وبداية مسؤوليتنا عن القرآن!!!
ولهذا فإن محور هذه السورة يدور حول قيمة القرآن ... هذا القرآن الذي علاه التراب في بيوتنا لأننا لا نفتحه إلا في شهر رمضان كل عام ،
وهذا القرآن الذي نختمه دون أن نكلِّف أنفسنا عناء فهم معاني كلماته، أواستيعاب أفكاره!!!!
وهذا القرآن الذي تحدَّث عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا إنَّها ستكونُ فِتنة"!! فقال سيدنا علي:" فما المخرج منها يا رسول الله؟" فقال له:" كتابُ الله : فيه نبأ مَن قبلَكُم وخَبَر ما بعدَكُم، وحُكمَ ما بينَكُم ،وهو الفَصْل ليس بالهَزل...مَن ترَكَهُ مِن جبَّارٍ قصَمَه ُالله،ومَن ابتَغى الهُدى في غيرهِ أضلَّهُ الله
وهو حَبلُ اللهِ المَتين، وهو الذِّكرُ الحكيم، وهو الصِّراط المستقيم الذي لا تَزيغُ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ،ولا يشبع منه العُلماء، ولا يبلى من كَثرَة الرَّد (أي لا يمل الإنسان من كَثرة قراءته)،و لا تنقضي عجائبُه ،وهو الذي لم تنتَهِ الجِنّ ُ إذ سمعوه إلا أن قالوا:" إنَّا سمِعنا قُرآناً عَجَباً" وهو الذي مَن قال به صدَق،ومَن حكَم به عَدَل،ومن عمِل به أُجِر،ومن دعا إليهِ هُدِيَ إلى صِراطٍ مُستقيم"
ولعلنا نلاحظ أن هذه السورة جاء ت في منتصف القرآن الكريم،لتذكِّركَ بِعَظَمة هذا القرآن ....لعلك لا تُفرِّط فيه!!!!
فالآية الأولى من السورة تتحدث عن حادثة انتقاله إلينا ،ثم تذكر الآية الثانية أن الكتاب كان مع موسى،وكان هذا الكتاب ُهدىً لقومه بني إسرائيل ،ثم تشير الآية الثالثة إلى أنه وصل إليهم عن طريق نوح عليه السلام وذُرِّيته ...فماذا فعل بنو إسرائيل بالكتاب؟!!!
تروي الآيات التالية كيف أنهم فرَّطوا فيه!!!!
فماذا حدث بعد التفريط؟!!
لقد استبدلهم ربهم ،وذهب الكتاب إلى قومِ غيرهم!!!!
وهنا تحذير لنا يقول: "يا أُمَّة الإسلام لا تفرِّطوا في حق الكتاب عليكم فيستبدلكم الله وينزعه من بين أيديكم !!!!"
ثم تبدأ الآيات في الحديث عن قيمة الكتاب، وما يحتويه من دُرَر،وكنوز ... و أنه لا يأمر إلا بالخير .
ثم توضح الآيات (منذ الآية رقم 23 ) الأوامر التي يأمر بها الكتاب...ولعلنا نلاحظ أن كل هذه الأوامر مقبولة لدى الفطرة البشرية السليمة ،مثل: بر الوالدين،وصِلة الأرحام،والإحسان إلى المسكين وابن السبيل،وعدم التبذير،وعدم البخل،وعدم قتل الأولاد،وعدم الزِّنا،..((وعن الزنا نجد الله تعالى يقول" وَساء سبيلا" لأنه فِعلٌ بالغ القُبح،و لا يترتب على المَشي في طريقه إلا الهلاك والكوارث، مثل قتل الأنفس ،وضعف الرزق ،وظُلمة الوجه،واختلاط الأنساب...وغير ذلك))
ثم تتساءل الآيات: كيف يأمركم الكتاب بكل ما يحفظكم ،ويحمي مصالحكم ،ويتفق مع فطرتكم ،ويضمن لكم الحياة الكريمة... ثم تفرِّطوا فيه، ولا تعيشوا معه ؟!!!!
ثم تأتي أوامر أخرى تتفق أيضاً مع الفطرة السليمة،وتضمن للإنسان الحياة الكريمة،ثم تُختَتم بتعقيب رائع من الله سبحانه وتعالى في الآية 39 :" ذلك مِمَّا أَوحى إليكَ ربُّكَ مِن الكِتاب ِوالحِكمة ،ولا تجعل مع اللهِ إلَهاً آخَرَ فتُلقَى في جهنَّم مَلوماً مَدحوراً"
بعد ذلك تتحدث الآيات التالية أرقامها
106،105،89،79،73،60،58،45)
عن عَظَمَة هذا الكتاب...وتُختتم بتحدي كبير قائلة :" قُل لَئِنِ اجتمَعَت الإنسُ والجِنُّ على أن يأتوا بمِثلٍِ هذا القُرآنِ لا يأتونَ بِمِثلِهِ ولو كان بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرا"!!!!
ما كل هذه التذكرة بعظمَة وقيمة القرآن؟!!!!!
لعلها تذكِّرنا بأن هذا الكتاب العظيم قد تخلَّت عنه الأُمم السابقة وفرَّطوا فيه،فلا ينبغي لنا أن نفعل مثلهم!!!!
وفي ختام السورة تتحدث الآيات (107-109) عن صفات أحبَّاء القُرآن ،قائلة :" قُل آمِنوا به أو لا تؤمِنوا* إنَّ الذين أوتوا العِلمَ مِن قبلِهِ إذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلأذقانِ سُجَّداً *ويقولون سُبحان ربِّنا إن كان وَعدُ ربِّنا لَمَفعولا*ويخِرُّونَ لِلأذقانِ يَبكونَ ويزيدُهُم خُشوعا"
إنه عِتاب ٌموجِع للذين يُعرِضون عن القرآن ولا ينفِّذون أوامره ،ولا ينتهون عن نواهيه!!!!
ولكننا –بحمد الله – نرى نماذج لأحِبَّاء القرآن في المساجد ،وخاصَّةً في صلاة التراويح ،فنرى كيف يتفاعلون مع القرآن ،ويبكون ،ثم يزدادون خُشوعاً ...لأنهم يسمعونه بأحاسيسهم كلها،فيشعرون بحلاوته وقيمته !!!
فطوبى لهؤلاء ومن سار على طريقهم... لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" تركتُ فيكُم ما إن تمسَّكتُم به لن تضِلُّوا بعدي أبداً: كِتاب الله،وسُنَّتي"
أي أنكم لن تَخرجوا من الظُّلُماتِ إلى النور إلا بالتمسُّك بهذا الكتاب...والدليل قول الله تعالى:" كِتابٌ أُنزِلَ إليكَ لِتُخرِجَ النَّاسَ من الظُّلُماتِ إلى النُّور" فالخروج من الظُّلمات مرتبط به.
ولكن:
مَن مِن أُمة الإسلام حتى الآن ختم القرآن في رمضان،أو في غيره؟!
ومن مِنهم حريص على فَهمه؟
ومَن منهم يحاول الإحساس بقيمة القرآن؟!!!
ومَن منهم حريص على أن يتعلم تلاوته بالشكل الصحيح؟
وكم مِنهم متكاسل عنه؟!!!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فلَهُ به حَسَنة،والحسَنة بِعَشر أمثالها...لا أقول ألف لام ميم حرف،ولكن ألف حرف ،ولام حرف،وميم حرف"
وفي رمضان الحَسَنة تُضاعَف إلى سبعين ضِعف!!! فمَن يقرأ حرفاً واحداً من كتاب الله يحصل على سبعمائة حسنة،ومن يقرأ جزءاً(الجزء به حوالي 7000حرف) يحصل على أربعة مليون وتسعمائة ألف حسنة!!!!
فما بالك بمن يفهم القرآن، ومن يشعر أن القرآن أمانة في عُنُقه ؟!!!!
تُرى هل تُذكِّرك هذه السورة بأنك مسؤول عن هذا الكتاب؟!!!
وأنك إن لم تحرص على تنفيذ ما به من تعليمات فسوف يستبدلك الله؟!!!
وهل لاحظت أن سورة الكهف(السورة التالية لسورة الإسراء) تبدأ بحمد الله على نعمة القرآن؟!!!
وهل لاحظت أيضاً أن آخر سورة الإسراء بها سجدة.... لعلَّها تُشعرك بالذل لله ،وتُذكِّرُك بعظَمة هذا القرآن؟!!!!!
****
تتحدث هذه السورة عن القرآن الكريم بشكل طويل وتفصيلي، وكأنَّ هدفها هو أن تساعدك على استشعار قيمة القرآن .
وهي تروي –كما هو واضح من اسمها-قصة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ...فلماذا لا نجد سورة أخرى باسم المعراج؟!!
و ما هو الشيء الأساسي في قصة الإسراء لتُسمَّى به السورة؟!
أهو قَطع المسافة من مكة المكرَّمة إلى بيت المقدس في وقت قصير جداً؟!
أم أن هناك مَعنىً أهم؟!!
الحقيقة أن الأهم هو أنه -صلى الله عليه وسلم- لما وصل إلى المسجد الأقصى وجد فيه اجتماعاً لم يحدث مثله في تاريخ البشرية !!! و هو اجتماع كل الأنبياء –معاً- في المسجد الأقصى!!!! فقال له جبريل عليه السلام:" تقدَّم يا محمد" ،فصلَّى بالأنبياء إماماً
فكانت هذه الصلاة عنوان انتقال الرسالة من المم السابقة إلى هذه الأمة _أمة محمد_ ورمز لتكليف النبي صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده بالمسؤولية عن الكتاب ،وهو الرسالة التي أُرسلت إلى البشرية ،وانتقلت من نبي إلى آخَر، منذ نوح ،ومروراً بأولاده ،ثم موسى وعيسى ،حتى وصلت إلى محمد صلى الله عليه وسلم ...وكأن الركعتين اللتين صلى فيهما إماماً بالأنبياء هما الرمز لتسلُّمه الرسالة من هؤلاء الأنبياء ليحمل مسؤوليتها –وأُمَّته من بعده- إلى يوم القيامة!!!!!
هذه السورة هي أكثر سور القرآن التي ذُكِرَ فيها الكتاب : أي القرآن!!
لماذا؟
الإجابة تتضح حين نعرف لماذا سُمِّيت بسورة الإسراء ؟!!!
إن حادثة الإسراء هي حادثة انتقال القرآن إلى محمد،وبداية مسؤوليتنا عن القرآن!!!
ولهذا فإن محور هذه السورة يدور حول قيمة القرآن ... هذا القرآن الذي علاه التراب في بيوتنا لأننا لا نفتحه إلا في شهر رمضان كل عام ،
وهذا القرآن الذي نختمه دون أن نكلِّف أنفسنا عناء فهم معاني كلماته، أواستيعاب أفكاره!!!!
وهذا القرآن الذي تحدَّث عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث التالي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا إنَّها ستكونُ فِتنة"!! فقال سيدنا علي:" فما المخرج منها يا رسول الله؟" فقال له:" كتابُ الله : فيه نبأ مَن قبلَكُم وخَبَر ما بعدَكُم، وحُكمَ ما بينَكُم ،وهو الفَصْل ليس بالهَزل...مَن ترَكَهُ مِن جبَّارٍ قصَمَه ُالله،ومَن ابتَغى الهُدى في غيرهِ أضلَّهُ الله
وهو حَبلُ اللهِ المَتين، وهو الذِّكرُ الحكيم، وهو الصِّراط المستقيم الذي لا تَزيغُ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ،ولا يشبع منه العُلماء، ولا يبلى من كَثرَة الرَّد (أي لا يمل الإنسان من كَثرة قراءته)،و لا تنقضي عجائبُه ،وهو الذي لم تنتَهِ الجِنّ ُ إذ سمعوه إلا أن قالوا:" إنَّا سمِعنا قُرآناً عَجَباً" وهو الذي مَن قال به صدَق،ومَن حكَم به عَدَل،ومن عمِل به أُجِر،ومن دعا إليهِ هُدِيَ إلى صِراطٍ مُستقيم"
ولعلنا نلاحظ أن هذه السورة جاء ت في منتصف القرآن الكريم،لتذكِّركَ بِعَظَمة هذا القرآن ....لعلك لا تُفرِّط فيه!!!!
فالآية الأولى من السورة تتحدث عن حادثة انتقاله إلينا ،ثم تذكر الآية الثانية أن الكتاب كان مع موسى،وكان هذا الكتاب ُهدىً لقومه بني إسرائيل ،ثم تشير الآية الثالثة إلى أنه وصل إليهم عن طريق نوح عليه السلام وذُرِّيته ...فماذا فعل بنو إسرائيل بالكتاب؟!!!
تروي الآيات التالية كيف أنهم فرَّطوا فيه!!!!
فماذا حدث بعد التفريط؟!!
لقد استبدلهم ربهم ،وذهب الكتاب إلى قومِ غيرهم!!!!
وهنا تحذير لنا يقول: "يا أُمَّة الإسلام لا تفرِّطوا في حق الكتاب عليكم فيستبدلكم الله وينزعه من بين أيديكم !!!!"
ثم تبدأ الآيات في الحديث عن قيمة الكتاب، وما يحتويه من دُرَر،وكنوز ... و أنه لا يأمر إلا بالخير .
ثم توضح الآيات (منذ الآية رقم 23 ) الأوامر التي يأمر بها الكتاب...ولعلنا نلاحظ أن كل هذه الأوامر مقبولة لدى الفطرة البشرية السليمة ،مثل: بر الوالدين،وصِلة الأرحام،والإحسان إلى المسكين وابن السبيل،وعدم التبذير،وعدم البخل،وعدم قتل الأولاد،وعدم الزِّنا،..((وعن الزنا نجد الله تعالى يقول" وَساء سبيلا" لأنه فِعلٌ بالغ القُبح،و لا يترتب على المَشي في طريقه إلا الهلاك والكوارث، مثل قتل الأنفس ،وضعف الرزق ،وظُلمة الوجه،واختلاط الأنساب...وغير ذلك))
ثم تتساءل الآيات: كيف يأمركم الكتاب بكل ما يحفظكم ،ويحمي مصالحكم ،ويتفق مع فطرتكم ،ويضمن لكم الحياة الكريمة... ثم تفرِّطوا فيه، ولا تعيشوا معه ؟!!!!
ثم تأتي أوامر أخرى تتفق أيضاً مع الفطرة السليمة،وتضمن للإنسان الحياة الكريمة،ثم تُختَتم بتعقيب رائع من الله سبحانه وتعالى في الآية 39 :" ذلك مِمَّا أَوحى إليكَ ربُّكَ مِن الكِتاب ِوالحِكمة ،ولا تجعل مع اللهِ إلَهاً آخَرَ فتُلقَى في جهنَّم مَلوماً مَدحوراً"
بعد ذلك تتحدث الآيات التالية أرقامها
عن عَظَمَة هذا الكتاب...وتُختتم بتحدي كبير قائلة :" قُل لَئِنِ اجتمَعَت الإنسُ والجِنُّ على أن يأتوا بمِثلٍِ هذا القُرآنِ لا يأتونَ بِمِثلِهِ ولو كان بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرا"!!!!
ما كل هذه التذكرة بعظمَة وقيمة القرآن؟!!!!!
لعلها تذكِّرنا بأن هذا الكتاب العظيم قد تخلَّت عنه الأُمم السابقة وفرَّطوا فيه،فلا ينبغي لنا أن نفعل مثلهم!!!!
وفي ختام السورة تتحدث الآيات (107-109) عن صفات أحبَّاء القُرآن ،قائلة :" قُل آمِنوا به أو لا تؤمِنوا* إنَّ الذين أوتوا العِلمَ مِن قبلِهِ إذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلأذقانِ سُجَّداً *ويقولون سُبحان ربِّنا إن كان وَعدُ ربِّنا لَمَفعولا*ويخِرُّونَ لِلأذقانِ يَبكونَ ويزيدُهُم خُشوعا"
إنه عِتاب ٌموجِع للذين يُعرِضون عن القرآن ولا ينفِّذون أوامره ،ولا ينتهون عن نواهيه!!!!
ولكننا –بحمد الله – نرى نماذج لأحِبَّاء القرآن في المساجد ،وخاصَّةً في صلاة التراويح ،فنرى كيف يتفاعلون مع القرآن ،ويبكون ،ثم يزدادون خُشوعاً ...لأنهم يسمعونه بأحاسيسهم كلها،فيشعرون بحلاوته وقيمته !!!
فطوبى لهؤلاء ومن سار على طريقهم... لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" تركتُ فيكُم ما إن تمسَّكتُم به لن تضِلُّوا بعدي أبداً: كِتاب الله،وسُنَّتي"
أي أنكم لن تَخرجوا من الظُّلُماتِ إلى النور إلا بالتمسُّك بهذا الكتاب...والدليل قول الله تعالى:" كِتابٌ أُنزِلَ إليكَ لِتُخرِجَ النَّاسَ من الظُّلُماتِ إلى النُّور" فالخروج من الظُّلمات مرتبط به.
ولكن:
مَن مِن أُمة الإسلام حتى الآن ختم القرآن في رمضان،أو في غيره؟!
ومن مِنهم حريص على فَهمه؟
ومَن منهم يحاول الإحساس بقيمة القرآن؟!!!
ومَن منهم حريص على أن يتعلم تلاوته بالشكل الصحيح؟
وكم مِنهم متكاسل عنه؟!!!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فلَهُ به حَسَنة،والحسَنة بِعَشر أمثالها...لا أقول ألف لام ميم حرف،ولكن ألف حرف ،ولام حرف،وميم حرف"
وفي رمضان الحَسَنة تُضاعَف إلى سبعين ضِعف!!! فمَن يقرأ حرفاً واحداً من كتاب الله يحصل على سبعمائة حسنة،ومن يقرأ جزءاً(الجزء به حوالي 7000حرف) يحصل على أربعة مليون وتسعمائة ألف حسنة!!!!
فما بالك بمن يفهم القرآن، ومن يشعر أن القرآن أمانة في عُنُقه ؟!!!!
تُرى هل تُذكِّرك هذه السورة بأنك مسؤول عن هذا الكتاب؟!!!
وأنك إن لم تحرص على تنفيذ ما به من تعليمات فسوف يستبدلك الله؟!!!
وهل لاحظت أن سورة الكهف(السورة التالية لسورة الإسراء) تبدأ بحمد الله على نعمة القرآن؟!!!
وهل لاحظت أيضاً أن آخر سورة الإسراء بها سجدة.... لعلَّها تُشعرك بالذل لله ،وتُذكِّرُك بعظَمة هذا القرآن؟!!!!!
****
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع