ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
إن هدف هذه السورة هو: الإيمان بالقضاء والقَدَر
فهذه هي مشكلة الكثير من الناس،إذ نراهم يتطلَّعون إلى ما بيد غيرهم ويتساءلون:" لماذا فلان لديه كذا وليس أنا"؟!..."لماذا أُصبتُ بهذا المرض من دون الناس كلهم؟!"
"ماذا جَنَيتُ يا ربي كي تفعل بي كذا وكذا؟!!"
وتسأله :" لماذا لا تُصَلّي- مثلاً_؟! فيرد:" لأن الله لم يَهدِني بَعد،و لو وضعني في ظروف مُختلفة لاهتَدَيت"!!!
ولعل هؤلاء لا يعلمون أن الإيمان بالقضاء والقدر جزء من الإيمان بالله تعالى،فلما جاء جبريل عليه السلام إلى النبي وهو جالس إلى أصحابه يسأله عدة أسئلة ليعلِّمَه دينه ، كان احد هذه الأسئلة : ما الإيمان؟" فقال له:" أن تؤمِن باللهِ وملائكته وكُتُبه ورُسُلِهِ ،وتؤمِن بالقضاء خيرِهِ وشَرِّه"
فالذين لا يرضون بقضاء الله فيهم ،يتَّهمون الله تعالى وهم لا يَدرون!!!
فإذا شعرت بالسخط على قضاء الله فيك فاسأل نفسك:" هل الذي قضى عليك هذا الأمر ظالم أو عابث؟ أم رب رحيم حكيم كريم عادل؟!!!"
إ ن الحِكمة من القضاء الذي أصابك قد تظهر لك ،وقد لا تظهر ،ولكن إذا رسخ في قلبك أن الذي قضاه عليك ملك حكيم عادل لاطمأنَّ قلبُك .
فهذه السورة تتحدث حول هذه المعاني،ولذلك بدأت في أول آية بالحديث عن الحكمة ،ثم تساءلت:"أكان للناسِ عَجَباً أن أوحَينا إلى رَجُلٍ مِنهُم "؟؟!!!هل تتعجبون ،وتستنكرون أن أعطينا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم وليس لغيره؟!!"
إنَّ رضاكم بمن اصطفاه الله للرسالة جزء من إيمانكم بالقضاء والقَدَر.
ثم تبدأ السورة في الآيات
وقد ظهر ذلك في الآيات
فكيف بعد هذه الآيات والدلائل الكونية المُبهِرة لا تثق فيه وترضى بقضاءه وقَدَرِه؟!!!!
ونلاحظ أن السورة تؤكِّد المرة تلو الأخرى على هذا المعنى.
إن بعض الناس يتساءلون:" لقد كتب الله أهل الجنة وأهل النار،ففيمَ العمل إذن؟؟!!"
ولكن المؤمن لا يسأل هذا السؤال" إنَّ الذينَ لا يرجونَ لقاءَنا ورَضوا بالحياةِ الدُّنيا واطمَأَنُّوا بِها والذينَ هُم عن آياتِنا غافِلون* أولئك مأواهُم النارُ بِما كانوا يَكسِبون"(7-8)
هذه هي صفات الناس الذين يسألون هذا السؤال: يفتقرون إلى الجدِّية والإيمان الحق ،فلو تدبَّروا في خَلق الله تعالى لما سألوا هذا السؤال.ثم تتحدث الآيات التالية: (44،14،13)عن الحِكمة من القضاء والقَدَر : مؤكِّدة على أن اللهَ لا يظلم أبداً ،وأنَّ ما يقع من ظُلمٍ على الإنسان فبسبب ذنوبه وأفعاله!!!
إذن لا يصِح بعد قراءة هذه السورة أن تسأل مثل هذا السؤال مرة أخرى،فلو أن الله أجبرك على الكُفر لما أدخلك النار أبداً ،لأنه عادل ...إذن أنت مُخيَّر في أفعالك ...فاختَر ما شِئت!!!
ويتساءل الله عز وجل : كيف يستغرب الإنسان من قَدَر الله ولا يرضى بما قضاه له،مع أن الإنسان شديد الظلم لنفسه ولأخيه الإنسان؟!!!!
ثم تحكي الآية(23) قصة توضِّح أفعال الناس تجاه قضاء الله
إنهم يدعون الله بتضرع وخشوع لينجيهم من المصائب ،فلما ينجيهم منها إذا هُم يَبغون في الأرض بغَير الحق!!!
إذن فقضاء الله نابع من عِلمه بأن هؤلاء سيبغون في الأرض إن أحسَن إلَيهم...إذن فهم لا يستحقون الإحسان!!!
بعد ذلك تأتي قصص الأنبياء :أولاً قصة نوح ،ثم موسى مع فرعون ،في لقطات جاءت لخدمة هدف السورة وليس لمجرد رواية القصص ،لذا فهي تتحدث عن التوكُّل الحق على الله والتسليم لقضاءه،لأن المؤمن بقضاء الله خيره وشرِّه يتوكل على الله حق التوكُّل.
وأكرر: إن أفضل حل لمن لديه مشكلة في مسألة القضاء والقدر أن يسأل نفسه:
" هل الله عادل؟! إذن هل من المعقول أن يظلمك يوم القيامة؟ "
فهو عادل وحق وحكيم ، فاطمئِنّ ، ثم توكَّل عليه .
والسؤال الآن : لماذا سُمِّيَت بسورة يونس؟
مع أن السورة روت قصتين : قصة يونس مع قومه،وقصة موسى مع فرعون.
الفرق أن فرعون آمن وهو يغرق بعد أن كذَّب بالآيات المُبهِرات التي جاءته الواحدة تلو الأخرى.ففرعون آمَن بعد أن وقع عليه العذاب..ولو أنه نجا من الغرق لعاد أشد ظُلماً وطُغياناً ،والله تعالى يعلم ذلك لذلك جعله عِبرةً لِمَن يعتبِر!!!
أما قوم يونس فقد آمنوا لما رأوا السحابة ،وظنُّوا فيها العذاب ، فلما آمَنوا صاروا عُبَّاداً صالحين و ختموا حياتهم – بإرادتهم - في طاعة الله،والدليل الآية: "فلما آمَنوا كشفنا عنهم عذابَ الخِزي في الحياة الدُّنيا ومتَّعناهُم إلى حين"
وهاتين القصتين تعالجان قضية شائعة بين الناس،وهي قضية :" لماذا غيري لديه كذا وأنا ليس لدي مثله؟!!"
لماذا غرق فرعون ونجا قوم يونس؟
الإجابة هي أنك لا تدري حكمة الله من إغراق فرعون ونجاة قوم يونس ،ولكن يجب أن تثق في حِكمة الله وعدله ،فهو أدرى بعباده وخَلقه ،فلا تتَّهمه في قضاءه وقدره .
ويصدِّق هذا الآية الكريمة:" ولو بسَطَ الله ُالرزقَ لِعباده لبَغَوا في الأرض* ولكن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يشاء"
والإجابة أيضاً في الآية(103)من سورة يونس :"كذلكَ حقَّاً علينا نُنجِ المؤمنين"
فإذا أردتَ النجاة في الدنيا والآخرة ،فما عليكَ إلا أن تؤمن حق الإيمان ...ولا تنسَ أن الإيمان بالقضاء والقدر هو جزء من هذا الإيمان!!!!
أما ختام سورة يونس فكان رائعاً:" تقول الآيات (107،106): كُن جادَّاً ولا تدعُ أحداً غير الله،ثم توكَّل عليه حق التوكل فإن أرادك الله بخير فلن يأخذه منك أحد ،وإن أرادك بسوء فلن يُنجيك أحد غيره ..فالجأ إليه وسلِّم لقضاءه..وإيَّاكَ أن تتَّهمه في مُلكه .
فليست هناك حركة تحدث في الكون إلا بتقديره تعالى .
وتظل قصة يونس وقومه رمزاً لمن اتَّقى الله وآمَن قبل فوات الأوان ،لذا فقد أكرمهم الله وتاب عليهم ،وماتوا وهم مؤمنون!!!!
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع