الموحدة
عضو مميز
- إنضم
- 5 يناير 2012
- المشاركات
- 806
- النقاط
- 18
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- برواية ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
- الجنس
- أخت
بقلم / عصام خيري
أراك امتنعت عن الطعام والشراب طوال يومك, تحملت المشقة والتعب والمعاناة والنصب, خوت بطنك, ويبست شفتاك, وخارت قواك.
والأعجب من ذلك أن الطعام اللذيذ بين يديك, والماء البارد أمام عينيك, وأنت جائع عطشان لا تمد يديك, ولا يراك أحد ولا رقيب من البشر عليك؛ فكانت لك تلك المنزلة العالية, وذلك الشرف العظيم أن قال الله عنك: (ترك طعامه وشرابه من أجلي).
لقد تركت كل تلك الملذات؛ لأنك تعلم أن الله يراك ومطلع عليك ويعلم ما تخفي وما تعلن, فتربى على ذلك قلبك, وزاد ارتباطك بربك خشية له وخوفاً منه – سبحانه – فتركت كل ذلك من أجله.. تركت من أجله في شهر التوبة والغفران, في شهر تغلق فيه أبواب النيران وتفتح الجنان وتصفد الجان, في شهر الرحمات والبركات وتكفير السيئات وإقالة العثرات وغفران الزلات, شهر فيه شمر المشمرون وهم من خشية ربهم مشفقون ولرحمة ربهم راجون.. تركت من أجله وأنت تشعر بروحانية عظيمة بدرتها جوعاً, وسقيتها دموعاً وقويتها ركوعاً؛ فأنبتت خشوعاً وخضوعاً, وتخلصت من أسر الهوى والشهوة وحيل النفس والشيطان, روحانية جعلتك تشتاق لجنات النعيم؛ فراقبت ربك في صيامك, وتورمت من التهجد أقدامك, وسمع أنينك وآهاتك.
فيا من تركت من أجله.. ها أنت في رمضان أقبلت على القرآن – قراءة وحفظاً وتلاوة وتدبراً - فكثير من الناس لا ينفض الأتربة عن المصاحف إلا في رمضان, ولا يفتحها إلا في رمضان, فإذا مضى رمضان أغلق المصحف وأودع مكانه ليعلوه التراب من جديد؛ انتظاراً لرمضان آخر أما أنت فقد تركت من أجله, فاترك هجر القرآن أيضاً من أجله وواصل التلاوة لأجله.
يا من تركت من أجله لعلك حرصت يوماً على سماع الأفلام والمسلسلات وسعيت إلى الجلوس أمام التلفاز وأنت ترى أناساً يصلون ويصومون وبمشاهدة الأفلام والخلاعة يتعلقون – سبحان الله !! – نهارهم ليل وليلهم ويل كأن رمضان فسحة ولهو, نوم بالنهار حتى العصر, سهر وسمر بالليل إلى الفجر, ذئاب بالليل.. جيف بالنهار..
أما أنت فأجعل حالك غيرهم.. تصوم نهارك وتقوم ليلك, حفظاً لنفسك وصلاحاً لقلبك وطاعة لربك: (فلرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش).
يا من تركت من أجله.. إن كنت ممن ابتلى بعادة التدخين السيئة فها أنت قد امتنعت عنها يوماً كاملاً, بل شهراً كاملاً, وكنت قبل ذلك تقول لا استطيع البعد عنها ولو ساعة وأنت الآن قد تركتها لأجل ربك!!, فلما لا تواصل؟!, وتأخذ قراراً بعزيمة.. وأمام السيجارة لا تعلن الهزيمة, بدلاً من سيجارة الهلاك ضع في يدك عود سواك واتركها من أجله.. ولأجله واصل.
يا من تركت من أجله.. كثير من الناس يذنب في حياته فيمنعه ذلك الذنب من مواصلة السير إلى ربه والإقبال عليه, يتعلل بكثرة ذنوبه وهو ينسى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ), نداء لمن أذنب وعصى, وأخطأ وعتى؛ بأن يقبل على ربه, فبابه مفتوح وكرمه يغدو ويروح, وعرض التوبة على الكفار وفتح الطريق أمام الفجار وأمهل بكرمه الأشرار.. فأبدا من الآن وإليه سبحانه واصل.
يا من تركت من أجله.. اجعل هذه اللحظة هي لحظة الانطلاق؛ تلبية للنداء: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو أتيتني بتراب الأرض خطايا لأتيتك بترابها مغفرة), فلما لا تبدأ أولى الخطوات نحو طريق الرحمة والجنات.. شبابنا لا يدوم, وعمرنا لا يطول, وما بيننا وبين أن يكبر سننا وينحني ظهرنا ويضعف بصرنا إلا سنوات قليلة, وعندها نتمنى أن لو استفدنا من شبابنا في طاعة الله وفي ادخار رصيد من الحسنات في صحيفة أعمالنا وأمام أعيننا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك).
يا من تركت من أجله.. فلنبدأ سوياً هجر الملذات والشهوات وترك الذنوب والمعاصي.. ولنجعلها لله توبة؛ لنعيش في سعادة؛ فإن أسعد لحظات الدنيا يوم أن يقف العبد خاضعاً ذليلاً, خائفاً باكياً, مستغفراً نائباً, فكلمات التائبين صادقة, دموعهم حارة وهممهم قوية لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان, وعاشوا حياة الأمن بعد مسيرة القلق والاضطراب, فيارب ما أردنا بمعصيتنا مخالفتك, ولا عصيناك إذ عصيناك ونحن بمكانك جاهلين.. ولكن سولت لنا نفوسنا وأعاننا على ذلك شقوتنا, وغرنا سترك, فعصيناك بجهلنا وخالفناك بفعلنا, فمن ينقذنا من عذابك؟!!.. وبحبل من نعتصم إن قطعت عنا حبالك؟!!, ما خاب من تمسك برحمتك يا رحمن, ما خسر من طلب عفوك ومغفرتك يا غفور.. تركنا من أجلك.. فأعنا كي نواصل سيرنا لأجلك.
والأعجب من ذلك أن الطعام اللذيذ بين يديك, والماء البارد أمام عينيك, وأنت جائع عطشان لا تمد يديك, ولا يراك أحد ولا رقيب من البشر عليك؛ فكانت لك تلك المنزلة العالية, وذلك الشرف العظيم أن قال الله عنك: (ترك طعامه وشرابه من أجلي).
لقد تركت كل تلك الملذات؛ لأنك تعلم أن الله يراك ومطلع عليك ويعلم ما تخفي وما تعلن, فتربى على ذلك قلبك, وزاد ارتباطك بربك خشية له وخوفاً منه – سبحانه – فتركت كل ذلك من أجله.. تركت من أجله في شهر التوبة والغفران, في شهر تغلق فيه أبواب النيران وتفتح الجنان وتصفد الجان, في شهر الرحمات والبركات وتكفير السيئات وإقالة العثرات وغفران الزلات, شهر فيه شمر المشمرون وهم من خشية ربهم مشفقون ولرحمة ربهم راجون.. تركت من أجله وأنت تشعر بروحانية عظيمة بدرتها جوعاً, وسقيتها دموعاً وقويتها ركوعاً؛ فأنبتت خشوعاً وخضوعاً, وتخلصت من أسر الهوى والشهوة وحيل النفس والشيطان, روحانية جعلتك تشتاق لجنات النعيم؛ فراقبت ربك في صيامك, وتورمت من التهجد أقدامك, وسمع أنينك وآهاتك.
فيا من تركت من أجله.. ها أنت في رمضان أقبلت على القرآن – قراءة وحفظاً وتلاوة وتدبراً - فكثير من الناس لا ينفض الأتربة عن المصاحف إلا في رمضان, ولا يفتحها إلا في رمضان, فإذا مضى رمضان أغلق المصحف وأودع مكانه ليعلوه التراب من جديد؛ انتظاراً لرمضان آخر أما أنت فقد تركت من أجله, فاترك هجر القرآن أيضاً من أجله وواصل التلاوة لأجله.
يا من تركت من أجله لعلك حرصت يوماً على سماع الأفلام والمسلسلات وسعيت إلى الجلوس أمام التلفاز وأنت ترى أناساً يصلون ويصومون وبمشاهدة الأفلام والخلاعة يتعلقون – سبحان الله !! – نهارهم ليل وليلهم ويل كأن رمضان فسحة ولهو, نوم بالنهار حتى العصر, سهر وسمر بالليل إلى الفجر, ذئاب بالليل.. جيف بالنهار..
أما أنت فأجعل حالك غيرهم.. تصوم نهارك وتقوم ليلك, حفظاً لنفسك وصلاحاً لقلبك وطاعة لربك: (فلرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش).
يا من تركت من أجله.. إن كنت ممن ابتلى بعادة التدخين السيئة فها أنت قد امتنعت عنها يوماً كاملاً, بل شهراً كاملاً, وكنت قبل ذلك تقول لا استطيع البعد عنها ولو ساعة وأنت الآن قد تركتها لأجل ربك!!, فلما لا تواصل؟!, وتأخذ قراراً بعزيمة.. وأمام السيجارة لا تعلن الهزيمة, بدلاً من سيجارة الهلاك ضع في يدك عود سواك واتركها من أجله.. ولأجله واصل.
يا من تركت من أجله.. كثير من الناس يذنب في حياته فيمنعه ذلك الذنب من مواصلة السير إلى ربه والإقبال عليه, يتعلل بكثرة ذنوبه وهو ينسى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ), نداء لمن أذنب وعصى, وأخطأ وعتى؛ بأن يقبل على ربه, فبابه مفتوح وكرمه يغدو ويروح, وعرض التوبة على الكفار وفتح الطريق أمام الفجار وأمهل بكرمه الأشرار.. فأبدا من الآن وإليه سبحانه واصل.
يا من تركت من أجله.. اجعل هذه اللحظة هي لحظة الانطلاق؛ تلبية للنداء: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو أتيتني بتراب الأرض خطايا لأتيتك بترابها مغفرة), فلما لا تبدأ أولى الخطوات نحو طريق الرحمة والجنات.. شبابنا لا يدوم, وعمرنا لا يطول, وما بيننا وبين أن يكبر سننا وينحني ظهرنا ويضعف بصرنا إلا سنوات قليلة, وعندها نتمنى أن لو استفدنا من شبابنا في طاعة الله وفي ادخار رصيد من الحسنات في صحيفة أعمالنا وأمام أعيننا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك).
يا من تركت من أجله.. فلنبدأ سوياً هجر الملذات والشهوات وترك الذنوب والمعاصي.. ولنجعلها لله توبة؛ لنعيش في سعادة؛ فإن أسعد لحظات الدنيا يوم أن يقف العبد خاضعاً ذليلاً, خائفاً باكياً, مستغفراً نائباً, فكلمات التائبين صادقة, دموعهم حارة وهممهم قوية لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان, وعاشوا حياة الأمن بعد مسيرة القلق والاضطراب, فيارب ما أردنا بمعصيتنا مخالفتك, ولا عصيناك إذ عصيناك ونحن بمكانك جاهلين.. ولكن سولت لنا نفوسنا وأعاننا على ذلك شقوتنا, وغرنا سترك, فعصيناك بجهلنا وخالفناك بفعلنا, فمن ينقذنا من عذابك؟!!.. وبحبل من نعتصم إن قطعت عنا حبالك؟!!, ما خاب من تمسك برحمتك يا رحمن, ما خسر من طلب عفوك ومغفرتك يا غفور.. تركنا من أجلك.. فأعنا كي نواصل سيرنا لأجلك.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع