ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
خواطر حول سورة الحج
خواطر حول سورة الحج
سورة الحج هى السورة الوحيدة التى تسمت بركن من أركان الإسلام والحكمة عند الله , ولكن ربما لأن الحج يجمع – بطبيعته والمشقة فيه- جميع الأركان السورة لم تبدأ بالنسك أو الحديث عن ركن الحج وإنما بدأت بالحديث عن يوم القيامة..لماذا ؟
يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ 1-2
واستهلت السورة بيوم القيامة والمشاهد المرعبة ومراحل خلق الإنسان حتى موته , والتأكيدعلى بعثه , تماما كما يبعث الزرع من الارض الموات بعد ريها بالماء..وينذر الله من ينكرون- الكافرين- ويبشر المؤمنين بحسن الثواب ... ويُعلم الله الناس حقيقة خافية عليهم وهى أن جميع خلقه من كافة الكائنات , تسجد له تعالى (تعرفه سبحانه وتسبحه وتعبده).. ( آية 18 )
{فمال الإنسان الجاحد الجاهل المغرور يشذ عن ناموس الكون ! )
ويمكن إجمال القول فى :
ربما كان ماتقدم هو للتمهيد والتذكرة والتفكر وشحذ الهمم للإحسان فى أداء فريضة الحج طلبا لمثوبة الله يوم القيامة , وذلك باستحضار الشبه بين حال الحاج وحال الإنسان يوم القيامة من حيث المشقة والرداء - الأكفان ولبس الإحرام الأبيض الموحد غير المخيط – والزحام ......الخ
وذكر أهوال يوم القيامة هو ترهيب يدفع المسلم للمزيد من تقوى الله وسلك الطريق المستقيم
ولم يبدأ القول عن المسجد الحرام و فريضة الحج إلا من الآية 25وحتى الآية 38
ففى الآية 25 كان الحديث عمن يصدون عن سبيل الله وعن المسجد الحرام , وفى الآية 38 الحديث عن دفاع الله تعالى عن الذين آمنوا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ٢٥
إِنَّ اللَّـهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ٣٨
وبهذا يطمئن المؤمن (والحاج ) أن الله بحوله وقوته يدافع عنه ضد الكافرين
_ لاحظ ظروف حج المسلمين مع رسول اله صلى الله عليه وسلم وماسبقها من منع مشركى مكة لهم من الحج --
وأعقبت الآية مباشرة – الآية 39 – وبها أذن الله تعالى للمؤمنين بالدفاع عن أنفسهم ضد من يعتدون عليهم مع الوعد بمؤازرة الله ونصره ... ومعروف عظم ماتحمله المسلمون من أذى قريش وكان
الرسول صلى الله عليه وسلم يحجم عن قتالهم لأن الله لم يكن قد أذن له , واستمر هذا الصبر على أذى الكفار طويلا
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ 39 وتحفل السورة بكثير من الآيات التى تأخذ بالقلوب أخذا شديدا.. منها على سبيل المثال :
وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ والمقيمى الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ 35
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ٤٦
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّـهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ 59
مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٧٤
وتأتى آخر آية فى السورة لتلخص السورة كلها ولتعطى المسلم شعورا جميلا بالعزة والمسئولية والتكريم من الله العظيم
وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّـهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ 78
ويلاحظ أن أول سورة أنزلت من القرآن وهى العلق ضمت سجدة وأن سورة الحج وهى من أواخر السور التى أنزلت ضمت سجدتين وكأن المعنى هو دوام السجود والخضوع وطاعة الله وعبادته ...وسبحان الله العظيم
والسورة أنزلت على أحوال مختلفة فقد أنزلت فى المدينة وفى الطريق بينها وبين مكة أي فى الحضر وفى البادية – عند السفر والترحال – , وليلا ونهارا ( وربما يشابه هذا أعمال الحج بتنوعها)...
وجاءت آخر آية فى السورة( الآية 78) متضمنة أوامر من الله تعالى بالجهاد فى الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتصام بالله
ويلاحظ أن جو سورة الحج يوحى بأنها سورة مكية لأنها تعنى بالعقيدة , رغم أنها نزتلت فى المدينة ماعدا أربع آيات ( 52 , 53 , 54 , 55 ) نزلت بين مكة والمدينة ,
ولكنها ضمت بعض نواحى التشريع والتى هى سمة السور المدنية مثل : الإذن بالقتال – أحكام الحج والهدى – الأمر بالجهاد فى سبيل الله – )
ولهذا عدها العلماء من السور المشتركة بين المدنى والمكى
وترتيب السورة فى المصحف 22 وقد نزلت عد سورة النور وهى فى الجزء 17 وكما سبق القول فهى تتميز عن باقى سورالقرآن بسجدتين
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع