طالب الماهر
مدير عام
- إنضم
- 15 مارس 2012
- المشاركات
- 946
- النقاط
- 16
- الإقامة
- غرف الماهر الصوتية
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.com
- احفظ من كتاب الله
- .
- احب القراءة برواية
- ورش عن نافع من طريق الأزرق
- القارئ المفضل
- المنشاوي - الحصري
- الجنس
- أخ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ،
هذه مجموعة من الرؤى والمنامات العجيبة والغريبة ، جَمَعَها وفرّغها أحد الإخوة الأفاضل واسمه أبي عبدالله من برنامج فضيلة الشيخ المعبِّر محمود بن غازي الصرفندي من برنامجه (تأويل الرؤى والمنامات) الذي يُبَثُ على قناة الأثر الفضائية ، والتي نسأل الله أن يكون قد وُفِّقَ فيها خير توفيق.
وحقيقةً ما يميز برنامجه الرائع ليس فقط التفسير بل الفوائد الفقهية والعَقَديّة التي كثيراً ما يُعرِّج عليها حفظه الله ، وتعريف الناس بالفرق المنحرفة عن المنهج السليم التي لا تجدها عند كثير ممن اقتحموا هذا الباب -أعني باب الرؤى-.
زاده الله عِلماً وتوفيقاً.
وسأقوم بإذن الله تعالى بنشرها تِباعاً :
************************
عجائب وغرائب الأحلام المعاصرة وتعبيرها
للشيخ محمود بن غازي الصرفندي
( مفرَّغه من برنامجه على قناة الأثر ) .
جمع : أبي عبدالله
هذه بعض النماذج من غرائب تعبير الرؤى والمنامات التي اخترتها من برنامج تأويل الرؤى والمنامات لفضيلة الشيخ محمود الصرفندي _ حفظه الله تعالى _ على قناة الأثر الفضائية ، وهي تدل على عمق اطلاع هذا الأخ المعبر ، وحسن استدلاله في تخريج الأحلام المعروضة عليه على واقع الرائي مع ربط رموز كل رؤيا بالأدلة الشرعية مما ستراه بإذن الله تعالى ، وكل مرة سأنتقي بعض الرؤى وطريقة تعبيرها من برنامج الشيخ .
والفائدة من ذلك :
أولا : بيان الطريقة السنية المعتمدة على منهج الوحيين في تعبير الأحلام .
ثانيا : ذكر لطائف المعاني المستخرجة من الرؤى مع ربطها بالأدلة التي تأكد لك أن علم التعبير لابد له من متخصصين فيه ، وليس مجرد مهنة يرتادها كل الناس .
النموذج الأول : رؤيا تتعلق بالحجاب الشرعي .
قال المتصل : رأيت عقرباً في موضع لا أذكره ، ولم يعجبني محله وكنت متضايقا لوجوده .
فقال الشيخ محمود : زوجتك تلبس النقاب أم البرقع المعروف ؟
فقال : بل البرقع .
فقال الشيخ : هل أنت ترضاه ؟ أم تودُّ النقاب الشرعي الكامل لها ؟
فقال : أنا أنصحها بالنقاب ولا أحب لها البرقع .
فقال الشيخ : هذا هو تفسيرها - بارك الله فيك - ، بأنك لا تحب فيها هذا الشيء مع نصحها وتذكيرها بالله تعالى بالحجاب الكامل .
فقال المتصل : كيف عرفت أنها تلبس البرقع ؟
فقال الشيخ : اقلب يا أخي كلمة العقرب ، ماذا يخرج عندك ؟
فقال المتصل : عقرب = برقع !
فقال الشيخ : هذا نسميه التفسير بالقلب للأسماء وهو من طرائق التعبير... وهو يعود إلى قلب اللفظ من جهة الحروف كرؤيتك هذه في العقرب أو قلب اللفظ في المعنى كالحزن بالفرح ، وهو نوع دقيق في علم التعبير كما قال الألوسي - رحمه الله - في تفسيره " روح المعاني " : " أن التعبير بالضدية من الوجوه الخفية التي لا يطلع عليها إلا الأفراد من أئمة التعبير " .
النموذج الثاني : في الشفاء من عملية طبية .
قال المتصل : رأيت أني أصلي في مقام أبي عبيدة بن الجراح ، ثم قمت فتوضأت .
قال الشيخ محمود : هل عملت عملية جراحية ؟
فقال : بلى .
فقال الشيخ : العملية كانت في قلبك ؟
فقال : بلى .
فقال الشيخ : نعم ؛ هذه الرؤيا فيها - والله اعلم - تحسن صحتك بالعموم ، ووضع القلب عندك إلى مزيد تحسن بعد إجراء العملية ، فاهتم بنفسك وبصحتك .
فقال : لكن يا شيخ كيف ؟
فقال الشيخ : أرأيت اسم ( الجراح ) فأنه يأخذ منه الجراحة ، وأما معرفتي أنها تتعلق بقلبك فمن كلمة ( أبي عبيدة ) تدل على العبودية وأصلها القلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " العبودية " : " العبودية عبودية القلب " .
وأما وضوءك من بعد الصلاة فيدل على الشفاء من بعد طلبه بهذه العملية الجراحية ، ويدل عليه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما يزور مريضا : " لا بأس طهور إن شاء الله " ، والطهور يطلق على الوضوء كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " مفتاح الصلاة الطهور "
النموذج الثالث : موت الجنين في البطن .
قالت فتاة لبنانية من أمريكا : رأيتُ والدي - الله يرحمه - يدخل علي غرفتي ويبتسم لي ، ثم قال لي : هات الوديعة ، ثم خرج من البيت .
قال الشيخ : أأنت حامل ؟ وإن كنت حاملا فكيف وضع الجنين ؟ هل تعرفين صحته ؟
فقالت : نعم حامل يا شيخ ، لكن الحمد الله على كل حال هو ميت في بطني مات منذ ثلاثة أيام ، والطبيب ينتظر نزوله وحده وإلا فساعمل عملية لذلك مستعجلة لإصلاح بعض المشاكل .
قال الشيخ : نعم هذا هو تفسيرها ، أنك تحملين بطفل ثم يموت ، ويسلمك الله من أضرار ذلك كله ، ويدل على التعبير : أن والدك دخل عليك مبتسما ، وهذا يدل في حقك على الحمل لقوله تعالى : (( فضحكت فبشرناها بإسحق )) ، وأما موته عرفناه بقول والدك : (( هات الوديعة )) والولد كذلك ، كما قالت أم سُليِّم - رضي الله عنها - لزوجها : " يا أبا طلحة رأيت لو أن جاراً لك أعارك عارية فاستمتعت بها ثم أراد أخذها منك أكنت رادها عليه ؟ فقال : إي والله إني كنت لرادها عليه قالت : طيبة بها نفسك ؟ قال : طيبة بها نفسي قالت : فإن الله قد أعارك بني ومتعك به ما شاء ثم قبض إليه فاصبر واحتسب " .
وأما سلامتك من أضرار ذلك فمأخوذ من وجودك في غرفتك لقوله تعالى : (( وهم في الغرفات ءامنون )) .
والله اعلم .
النموذج الرابع : الصبر على المعاتبة بغير حق .
قالت المتصلة : رأيت أني أدخل مول تجاري للتسوق ، ولما تجازوت البوابة تفاجأت بكاميرا ومجموعة أناس لا أعرفهم يصوروني ويقول أحدهم : ما هي أعظم آية أحبها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقلت : قوله تعالى : (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )) .
فقال الشيخ : هل وقع بعد الرؤيا اختلاف معاك مع من حولك واجتمعوا على معاتبك بغير حق ؟
فقالت : نعم يا شيخ ، حصل هذا بعد الرؤيا مباشرة .
فقال الشيخ : هذا هو تفسيرها ، فإنها تتحدث عن معاتبك بغير حق ، فأما المعاتبة عرفناها من قولك : ( رأيت أني أدخل مول تجاري ) فكلمة ( مول ) لو قُلِبَت تُصبح ( لوم ) وهذا هو ما حصل معك من العتاب ، وأما أنه عتاب بغير حق قوله تعالى (( والكاظمين الغيظ .. )) توجيهاً لك للتعامل مع هذا بحكمة وصبر وحلم ، وأما الكاميرا الواردة في كلامك فهي أن مواقفك هذه ستحفظ لك ، فلتكن بخير لتذكر ، والله اعلم .
...........................
النموذج الخامس : التبشير بالشفاء بالصدقة والاستقامة .
قال المتصل من المغرب : رأيت والدي يحترق بالنار وتسارعت إلى وضع الماء عليه فذهبت النار ، وعاد بهيئة جميلة .
قال الشيخ : هل والدك يصلي ؟
قال : لا غير ملتزم .
قال الشيخ : هل هو مريض ؟
قال : بلى بالسرطان .
قال الشيخ : الرؤيا فيها أمور - والله اعلم - : أما أنه يحترق فهذا من غضب الله تعالى عليه حتى ابتلاه بالأمراض كالسرطان ليرده إليه ، كما قال : (( ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون )) فالغاية من الحاصل مع والدك أن يتضرَّع لربه ومولاه ويقيم دينه ويثبت عليه ، ثم حثك ربك الله إلى عمل مشروع لدفع هذا الغضب وما تبعه من ابتلاء في الجسد ، وهو : الصدقة ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار " ، وجاء بلفظ ضعيف : " الصدقة تطفىء غضب الرب " ، فهذا الماء الذي أطفىء نار والدك ، وأما تحسن هيئته بعد ذلك استقامته كحال الجهنميين الذين يخرجون من النار كما قال - عليه السلام - : " قد امتحشوا وصاروا فحماً فيلقون في نهر أو في نهر من أنهار الجنة فتسقط محاشهم على حافة ذلك النهر فيعودون بيضاً مثل الثعارير فيكتب في رقابهم : عتقاء الله ويسمون فيها الجهنميين " .
وبعد مدة اتصل الأخ المغربي يبشر الشيخ بشفاء والده بعد العمل بنصيحته ، والأعظم استقامته على الدين ولله الحمد .
وقبل أن أُكمل البقية ، أود هنا أن أضع بين أيديكم خُلاصة إحدى حلقاته والتي خصّصها لشرح أصول التعبير وبعض أوجهِها مع ذِكر بعض العلماء الذين وضعوا أبواب خاصة لها :
بعض أوجه من أُصول التعبير
التعبير بالشِعر.
التعبير بالأمثال الشعبية الشائعة.
التعبير بالضِّد والقلب والإشتقاق : وهو جُملة التفسير بالعربية.
التفسير بالعربية :
يدخل تحتها بند وفصل التفسير بالأسماء ، مثال ذلك أن ترى رؤية فيها شخص او امرأة او فيها معلم من المعالم له إسم ، هذه الأسماء مهمة جداً في التعبير وأحياناً لا يهم ، ولكن يسأل المعبِّر عن هذا الأمر ليرى هل له إعانة أو ليس له إعانة ، او إسم مُراد أو غير مُراد ، وغالب العُلماء ذكروا أن من أُصول التعبير السؤال عن الأسماء للإشتقاق منه ، وهذا النوع من أُصول التعبير مشهور جداً في كتب الفقهاء والحديث وفي كتب التعبير ومعمول به بكثرة كاثرة ، ومن العلماء الذين ذكروا هذا النوع من التعبير :
1. الأُبيّ في شرحه لصحيح مسلم.
2.القاضي ابو بكر بن عربي المالكي.
3.البغوي في كتابه شرح السنة.
4.إبن عبد البر المالكي.
5.إبن قتيبة الدينوري في كتابه عِبارة الرؤيا.
6.إبن الوردي في منظومته عِلم التعبير.
7. الميناوي في كتابه فيض القدير.
8.إبن شاهين الظاهري في كتابه الإشارات.
9.الشهاب العاب في كتابه المنير.
10.إبن القيِّم في زاد المعاد ( وذكر أن هذا من أصول التغعبير).
11.المُلاّ علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح.
12. إبن مفلح من الحنابلة في كتابه الآداب الشرعية.
كلهم ذكروا أن السؤال عن الأسماء من أُصول عِلم التفسير.
هل استخدمه السلف ؟
نعم.
نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
سعيد بن المسيِّب -كان يسأل عن الأسماء.
الإمام احمد رحمه الله.
ابن سيرين رحمه الله.
طريقة التفسير بالأسماء:
الطريقة الأولى - الإشتقاق.
الطريقة الثانية - المعنى الظاهر.
الطريقة الثالثة - القلب والضِدّ والحذف والزيادة ، ومن العُلماء الذين استخدموا هذه الطريقة :
ابن حزم.
الحافظ ابن حجر.
الألوسي في روح المعاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هذه بعض مقتطفات من كلامه حفظه الله حول ما يتعلَّق بهذا الباب ، الذي اتمنى أن يستفيد منه الجميع ، ولترك هذا الأصل وعدم الخوض فيه إلا لأهل العلم الراسخون فيه ، ولا ننسى أن الرؤى والمنامات يستأنس بها ولا تُبنى عليها الأحكام.
.................
النموذج السادس : الإسراف في ماء الطهارة .
قالت المتصلة : يا شيخ أنا رأيت مفتاح ومكتوب عليه رقم سبعة ، فإيش تأويلها ؟
قال الشيخ محمود : أنت تصلين ؟
قالت : نعم محافظة عليها .
قال الشيخ : عندك وسواس في الطهارة بالعموم وفي الوضوء بالخصوص ؟
قالت : أيوة .
قال الشيخ : هذه الرؤيا - والله اعلم - فيها حث لك بالاقتصاد في الماء عند التلبس بالتطهر من الأحداث أو أرادت الدخول في العبادة كالصلاة ، فإنها تخبرنا أنك مسرفة في ماء الوضوء وتتعدين المقدار الصحيح في ذلك ، كما قال نبينا - عليه السلام - : " يعتدون في الدعاء والطهور " ، ويدل على ذلك كلمة ( المفتاح ) فهي هنا بمعنى الوضوء كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم _ : " مفتاح الصلاة الطهور " والطهور يطلق على الوضوء وسماها الشرع مفتاحا ، وأما معرفتنا بأنه إسراف بالطهور هو الرقم المكتوب على المفتاح ( 7 ) فيدل هنا على المبالغة ، وهكذا قد يرد هذا الرقم في كثير من النصوص الشرعية كتابا وسنة ، بل حتى عند العرب والأمم في القديم ، والأرقام قد تكون مقصودة في بعض المنامات فالقول فيها كالقول في الأرقام في نصوص الشرع قد تكون معتبرة وقد لا يعتد بمفهومها على تفصيل عند الأصوليين .
قالت المتصلة : أنا يا شيخ فعلا أسرف في أمور الطهارة ، وخاصة الوضوء حتى أتاكد تمام طهارتي .
قال الشيخ : أنصحك بالتعلم فإنه يزيل عنك هذا النوع من الوسواس من الجهة النفسية وذلك بتعريفك المقدار الواجب وكماله في العبادات ، ولو قرأتي كتاب " ذم الموسوسين " لابن قدامة المقدسي ، وبعض فصول كتاب " تلبيس أبليس " لابن الجوزي ففيهما من النصوص في التعامل مع ما تجدينه في نفسك ، والعلم كاف في رفع هذا عنك ، والله اعلم .
............................
النموذج السابع : بشرى في الشفاء من المرض .
قال المتصل : رأت أمي في المنام نبي الله سليمان عليه السلام ؟
قال الشيخ محمود : وهل أمك مريضة ؟
قال المتصل : بالسرطان وتأخذ الكيماوي حالياً .
قال الشيخ : هذه بشرى لها بالعافية من السرطان ، ذلك أنها رأت سليمان - عليه السلام - والمقصود هو الاسم لا ذات نبي الله - عليه السلام - ، فيشتق من اسم ( سليمان ) : ( السلامة ) ، أعني : السلامة في جسدها مما فيه من الأمراض ، والله اعلم .
تنبيه : بعد فترة اتصل ذات الرجل يبشر الشيخ بنجاح علاج أمه مؤكداً له صحة تعبيره .
..........................
النموذج الثامن: الزواج والميراث .
قال المتصل : رأيت أني تزوجت بامرأة سوداء وقصيرة ؟
قال الشيخ محمود : هل أنت متزوج بالواقع ؟
قال المتصل : نعم الحمد الله .
قال الشيخ : وهل تزوجت قبلها أو بعدها وطلقتها أو ماتت ؟
قال المتصل : نعم تزوجت قبلها وماتت ، ثم بعد تزوجت الثانية .
قال الشيخ : أليست زوجتك الأولى صاحبة مال كثير ، وورثتها ؟
قال المتصل : صح .
قال الشيخ : اسمع ؛ الرؤيا قديمة قبل زواجك بالثانية أليس كذلك ؟
قال المتصل : نعم هي قديمة من سنين قبل زواجي بالأولى .
قال الشيخ : الرؤيا في ذلك الوقت فائدتها أنك تتزوج امرأة صاحبة مال كثير ، وذلك مأخوذ من وصفك لها بأنها ( سوداء ) وهذا يدل على ( السؤدد ) وسؤدد المرأة الحسب والمال ، وهذه كان سؤددها بمالها ، ثم تخبرك الرؤيا في ذلك الوقت أنها سوف تموت قبلك وترثها وقد حصل ذلك فعلاً معك ، وهذا يؤخذ من وصفك لها بأنها ( قصيرة ) مقابلة بك في الطول ، فتكون هي أسبق بالموت منك كما الطول للمزيد ولذا قال عمر - رضي الله عنه - فيما أسنده الدارقطني في " المؤتلف والمختلف " ، قال عمر لعلي بن أبي طالب : " صدقت أطال الله بقائك " .
ومن اللطائف : أن عمر بن الخطاب هو أول من نطق بها كما قال الحريري في " درة الغواص في أوهام الخواص ": " وكان أي عمر أول من نطق بهذا الدعاء " ، ولهذا عده أبو هلال العسكري في كتابه : " الأوائل " أنه أول من دعا بهذا الدعاء ، وهو : أطال الله بقاءك .
هذه مجموعة من الرؤى والمنامات العجيبة والغريبة ، جَمَعَها وفرّغها أحد الإخوة الأفاضل واسمه أبي عبدالله من برنامج فضيلة الشيخ المعبِّر محمود بن غازي الصرفندي من برنامجه (تأويل الرؤى والمنامات) الذي يُبَثُ على قناة الأثر الفضائية ، والتي نسأل الله أن يكون قد وُفِّقَ فيها خير توفيق.
وحقيقةً ما يميز برنامجه الرائع ليس فقط التفسير بل الفوائد الفقهية والعَقَديّة التي كثيراً ما يُعرِّج عليها حفظه الله ، وتعريف الناس بالفرق المنحرفة عن المنهج السليم التي لا تجدها عند كثير ممن اقتحموا هذا الباب -أعني باب الرؤى-.
زاده الله عِلماً وتوفيقاً.
وسأقوم بإذن الله تعالى بنشرها تِباعاً :
************************
عجائب وغرائب الأحلام المعاصرة وتعبيرها
للشيخ محمود بن غازي الصرفندي
( مفرَّغه من برنامجه على قناة الأثر ) .
جمع : أبي عبدالله
هذه بعض النماذج من غرائب تعبير الرؤى والمنامات التي اخترتها من برنامج تأويل الرؤى والمنامات لفضيلة الشيخ محمود الصرفندي _ حفظه الله تعالى _ على قناة الأثر الفضائية ، وهي تدل على عمق اطلاع هذا الأخ المعبر ، وحسن استدلاله في تخريج الأحلام المعروضة عليه على واقع الرائي مع ربط رموز كل رؤيا بالأدلة الشرعية مما ستراه بإذن الله تعالى ، وكل مرة سأنتقي بعض الرؤى وطريقة تعبيرها من برنامج الشيخ .
والفائدة من ذلك :
أولا : بيان الطريقة السنية المعتمدة على منهج الوحيين في تعبير الأحلام .
ثانيا : ذكر لطائف المعاني المستخرجة من الرؤى مع ربطها بالأدلة التي تأكد لك أن علم التعبير لابد له من متخصصين فيه ، وليس مجرد مهنة يرتادها كل الناس .
النموذج الأول : رؤيا تتعلق بالحجاب الشرعي .
قال المتصل : رأيت عقرباً في موضع لا أذكره ، ولم يعجبني محله وكنت متضايقا لوجوده .
فقال الشيخ محمود : زوجتك تلبس النقاب أم البرقع المعروف ؟
فقال : بل البرقع .
فقال الشيخ : هل أنت ترضاه ؟ أم تودُّ النقاب الشرعي الكامل لها ؟
فقال : أنا أنصحها بالنقاب ولا أحب لها البرقع .
فقال الشيخ : هذا هو تفسيرها - بارك الله فيك - ، بأنك لا تحب فيها هذا الشيء مع نصحها وتذكيرها بالله تعالى بالحجاب الكامل .
فقال المتصل : كيف عرفت أنها تلبس البرقع ؟
فقال الشيخ : اقلب يا أخي كلمة العقرب ، ماذا يخرج عندك ؟
فقال المتصل : عقرب = برقع !
فقال الشيخ : هذا نسميه التفسير بالقلب للأسماء وهو من طرائق التعبير... وهو يعود إلى قلب اللفظ من جهة الحروف كرؤيتك هذه في العقرب أو قلب اللفظ في المعنى كالحزن بالفرح ، وهو نوع دقيق في علم التعبير كما قال الألوسي - رحمه الله - في تفسيره " روح المعاني " : " أن التعبير بالضدية من الوجوه الخفية التي لا يطلع عليها إلا الأفراد من أئمة التعبير " .
النموذج الثاني : في الشفاء من عملية طبية .
قال المتصل : رأيت أني أصلي في مقام أبي عبيدة بن الجراح ، ثم قمت فتوضأت .
قال الشيخ محمود : هل عملت عملية جراحية ؟
فقال : بلى .
فقال الشيخ : العملية كانت في قلبك ؟
فقال : بلى .
فقال الشيخ : نعم ؛ هذه الرؤيا فيها - والله اعلم - تحسن صحتك بالعموم ، ووضع القلب عندك إلى مزيد تحسن بعد إجراء العملية ، فاهتم بنفسك وبصحتك .
فقال : لكن يا شيخ كيف ؟
فقال الشيخ : أرأيت اسم ( الجراح ) فأنه يأخذ منه الجراحة ، وأما معرفتي أنها تتعلق بقلبك فمن كلمة ( أبي عبيدة ) تدل على العبودية وأصلها القلب كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " العبودية " : " العبودية عبودية القلب " .
وأما وضوءك من بعد الصلاة فيدل على الشفاء من بعد طلبه بهذه العملية الجراحية ، ويدل عليه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما يزور مريضا : " لا بأس طهور إن شاء الله " ، والطهور يطلق على الوضوء كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " مفتاح الصلاة الطهور "
النموذج الثالث : موت الجنين في البطن .
قالت فتاة لبنانية من أمريكا : رأيتُ والدي - الله يرحمه - يدخل علي غرفتي ويبتسم لي ، ثم قال لي : هات الوديعة ، ثم خرج من البيت .
قال الشيخ : أأنت حامل ؟ وإن كنت حاملا فكيف وضع الجنين ؟ هل تعرفين صحته ؟
فقالت : نعم حامل يا شيخ ، لكن الحمد الله على كل حال هو ميت في بطني مات منذ ثلاثة أيام ، والطبيب ينتظر نزوله وحده وإلا فساعمل عملية لذلك مستعجلة لإصلاح بعض المشاكل .
قال الشيخ : نعم هذا هو تفسيرها ، أنك تحملين بطفل ثم يموت ، ويسلمك الله من أضرار ذلك كله ، ويدل على التعبير : أن والدك دخل عليك مبتسما ، وهذا يدل في حقك على الحمل لقوله تعالى : (( فضحكت فبشرناها بإسحق )) ، وأما موته عرفناه بقول والدك : (( هات الوديعة )) والولد كذلك ، كما قالت أم سُليِّم - رضي الله عنها - لزوجها : " يا أبا طلحة رأيت لو أن جاراً لك أعارك عارية فاستمتعت بها ثم أراد أخذها منك أكنت رادها عليه ؟ فقال : إي والله إني كنت لرادها عليه قالت : طيبة بها نفسك ؟ قال : طيبة بها نفسي قالت : فإن الله قد أعارك بني ومتعك به ما شاء ثم قبض إليه فاصبر واحتسب " .
وأما سلامتك من أضرار ذلك فمأخوذ من وجودك في غرفتك لقوله تعالى : (( وهم في الغرفات ءامنون )) .
والله اعلم .
النموذج الرابع : الصبر على المعاتبة بغير حق .
قالت المتصلة : رأيت أني أدخل مول تجاري للتسوق ، ولما تجازوت البوابة تفاجأت بكاميرا ومجموعة أناس لا أعرفهم يصوروني ويقول أحدهم : ما هي أعظم آية أحبها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقلت : قوله تعالى : (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )) .
فقال الشيخ : هل وقع بعد الرؤيا اختلاف معاك مع من حولك واجتمعوا على معاتبك بغير حق ؟
فقالت : نعم يا شيخ ، حصل هذا بعد الرؤيا مباشرة .
فقال الشيخ : هذا هو تفسيرها ، فإنها تتحدث عن معاتبك بغير حق ، فأما المعاتبة عرفناها من قولك : ( رأيت أني أدخل مول تجاري ) فكلمة ( مول ) لو قُلِبَت تُصبح ( لوم ) وهذا هو ما حصل معك من العتاب ، وأما أنه عتاب بغير حق قوله تعالى (( والكاظمين الغيظ .. )) توجيهاً لك للتعامل مع هذا بحكمة وصبر وحلم ، وأما الكاميرا الواردة في كلامك فهي أن مواقفك هذه ستحفظ لك ، فلتكن بخير لتذكر ، والله اعلم .
...........................
النموذج الخامس : التبشير بالشفاء بالصدقة والاستقامة .
قال المتصل من المغرب : رأيت والدي يحترق بالنار وتسارعت إلى وضع الماء عليه فذهبت النار ، وعاد بهيئة جميلة .
قال الشيخ : هل والدك يصلي ؟
قال : لا غير ملتزم .
قال الشيخ : هل هو مريض ؟
قال : بلى بالسرطان .
قال الشيخ : الرؤيا فيها أمور - والله اعلم - : أما أنه يحترق فهذا من غضب الله تعالى عليه حتى ابتلاه بالأمراض كالسرطان ليرده إليه ، كما قال : (( ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون )) فالغاية من الحاصل مع والدك أن يتضرَّع لربه ومولاه ويقيم دينه ويثبت عليه ، ثم حثك ربك الله إلى عمل مشروع لدفع هذا الغضب وما تبعه من ابتلاء في الجسد ، وهو : الصدقة ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار " ، وجاء بلفظ ضعيف : " الصدقة تطفىء غضب الرب " ، فهذا الماء الذي أطفىء نار والدك ، وأما تحسن هيئته بعد ذلك استقامته كحال الجهنميين الذين يخرجون من النار كما قال - عليه السلام - : " قد امتحشوا وصاروا فحماً فيلقون في نهر أو في نهر من أنهار الجنة فتسقط محاشهم على حافة ذلك النهر فيعودون بيضاً مثل الثعارير فيكتب في رقابهم : عتقاء الله ويسمون فيها الجهنميين " .
وبعد مدة اتصل الأخ المغربي يبشر الشيخ بشفاء والده بعد العمل بنصيحته ، والأعظم استقامته على الدين ولله الحمد .
وقبل أن أُكمل البقية ، أود هنا أن أضع بين أيديكم خُلاصة إحدى حلقاته والتي خصّصها لشرح أصول التعبير وبعض أوجهِها مع ذِكر بعض العلماء الذين وضعوا أبواب خاصة لها :
بعض أوجه من أُصول التعبير
التعبير بالشِعر.
التعبير بالأمثال الشعبية الشائعة.
التعبير بالضِّد والقلب والإشتقاق : وهو جُملة التفسير بالعربية.
التفسير بالعربية :
يدخل تحتها بند وفصل التفسير بالأسماء ، مثال ذلك أن ترى رؤية فيها شخص او امرأة او فيها معلم من المعالم له إسم ، هذه الأسماء مهمة جداً في التعبير وأحياناً لا يهم ، ولكن يسأل المعبِّر عن هذا الأمر ليرى هل له إعانة أو ليس له إعانة ، او إسم مُراد أو غير مُراد ، وغالب العُلماء ذكروا أن من أُصول التعبير السؤال عن الأسماء للإشتقاق منه ، وهذا النوع من أُصول التعبير مشهور جداً في كتب الفقهاء والحديث وفي كتب التعبير ومعمول به بكثرة كاثرة ، ومن العلماء الذين ذكروا هذا النوع من التعبير :
1. الأُبيّ في شرحه لصحيح مسلم.
2.القاضي ابو بكر بن عربي المالكي.
3.البغوي في كتابه شرح السنة.
4.إبن عبد البر المالكي.
5.إبن قتيبة الدينوري في كتابه عِبارة الرؤيا.
6.إبن الوردي في منظومته عِلم التعبير.
7. الميناوي في كتابه فيض القدير.
8.إبن شاهين الظاهري في كتابه الإشارات.
9.الشهاب العاب في كتابه المنير.
10.إبن القيِّم في زاد المعاد ( وذكر أن هذا من أصول التغعبير).
11.المُلاّ علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح.
12. إبن مفلح من الحنابلة في كتابه الآداب الشرعية.
كلهم ذكروا أن السؤال عن الأسماء من أُصول عِلم التفسير.
هل استخدمه السلف ؟
نعم.
نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
سعيد بن المسيِّب -كان يسأل عن الأسماء.
الإمام احمد رحمه الله.
ابن سيرين رحمه الله.
طريقة التفسير بالأسماء:
الطريقة الأولى - الإشتقاق.
الطريقة الثانية - المعنى الظاهر.
الطريقة الثالثة - القلب والضِدّ والحذف والزيادة ، ومن العُلماء الذين استخدموا هذه الطريقة :
ابن حزم.
الحافظ ابن حجر.
الألوسي في روح المعاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هذه بعض مقتطفات من كلامه حفظه الله حول ما يتعلَّق بهذا الباب ، الذي اتمنى أن يستفيد منه الجميع ، ولترك هذا الأصل وعدم الخوض فيه إلا لأهل العلم الراسخون فيه ، ولا ننسى أن الرؤى والمنامات يستأنس بها ولا تُبنى عليها الأحكام.
.................
النموذج السادس : الإسراف في ماء الطهارة .
قالت المتصلة : يا شيخ أنا رأيت مفتاح ومكتوب عليه رقم سبعة ، فإيش تأويلها ؟
قال الشيخ محمود : أنت تصلين ؟
قالت : نعم محافظة عليها .
قال الشيخ : عندك وسواس في الطهارة بالعموم وفي الوضوء بالخصوص ؟
قالت : أيوة .
قال الشيخ : هذه الرؤيا - والله اعلم - فيها حث لك بالاقتصاد في الماء عند التلبس بالتطهر من الأحداث أو أرادت الدخول في العبادة كالصلاة ، فإنها تخبرنا أنك مسرفة في ماء الوضوء وتتعدين المقدار الصحيح في ذلك ، كما قال نبينا - عليه السلام - : " يعتدون في الدعاء والطهور " ، ويدل على ذلك كلمة ( المفتاح ) فهي هنا بمعنى الوضوء كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم _ : " مفتاح الصلاة الطهور " والطهور يطلق على الوضوء وسماها الشرع مفتاحا ، وأما معرفتنا بأنه إسراف بالطهور هو الرقم المكتوب على المفتاح ( 7 ) فيدل هنا على المبالغة ، وهكذا قد يرد هذا الرقم في كثير من النصوص الشرعية كتابا وسنة ، بل حتى عند العرب والأمم في القديم ، والأرقام قد تكون مقصودة في بعض المنامات فالقول فيها كالقول في الأرقام في نصوص الشرع قد تكون معتبرة وقد لا يعتد بمفهومها على تفصيل عند الأصوليين .
قالت المتصلة : أنا يا شيخ فعلا أسرف في أمور الطهارة ، وخاصة الوضوء حتى أتاكد تمام طهارتي .
قال الشيخ : أنصحك بالتعلم فإنه يزيل عنك هذا النوع من الوسواس من الجهة النفسية وذلك بتعريفك المقدار الواجب وكماله في العبادات ، ولو قرأتي كتاب " ذم الموسوسين " لابن قدامة المقدسي ، وبعض فصول كتاب " تلبيس أبليس " لابن الجوزي ففيهما من النصوص في التعامل مع ما تجدينه في نفسك ، والعلم كاف في رفع هذا عنك ، والله اعلم .
............................
النموذج السابع : بشرى في الشفاء من المرض .
قال المتصل : رأت أمي في المنام نبي الله سليمان عليه السلام ؟
قال الشيخ محمود : وهل أمك مريضة ؟
قال المتصل : بالسرطان وتأخذ الكيماوي حالياً .
قال الشيخ : هذه بشرى لها بالعافية من السرطان ، ذلك أنها رأت سليمان - عليه السلام - والمقصود هو الاسم لا ذات نبي الله - عليه السلام - ، فيشتق من اسم ( سليمان ) : ( السلامة ) ، أعني : السلامة في جسدها مما فيه من الأمراض ، والله اعلم .
تنبيه : بعد فترة اتصل ذات الرجل يبشر الشيخ بنجاح علاج أمه مؤكداً له صحة تعبيره .
..........................
النموذج الثامن: الزواج والميراث .
قال المتصل : رأيت أني تزوجت بامرأة سوداء وقصيرة ؟
قال الشيخ محمود : هل أنت متزوج بالواقع ؟
قال المتصل : نعم الحمد الله .
قال الشيخ : وهل تزوجت قبلها أو بعدها وطلقتها أو ماتت ؟
قال المتصل : نعم تزوجت قبلها وماتت ، ثم بعد تزوجت الثانية .
قال الشيخ : أليست زوجتك الأولى صاحبة مال كثير ، وورثتها ؟
قال المتصل : صح .
قال الشيخ : اسمع ؛ الرؤيا قديمة قبل زواجك بالثانية أليس كذلك ؟
قال المتصل : نعم هي قديمة من سنين قبل زواجي بالأولى .
قال الشيخ : الرؤيا في ذلك الوقت فائدتها أنك تتزوج امرأة صاحبة مال كثير ، وذلك مأخوذ من وصفك لها بأنها ( سوداء ) وهذا يدل على ( السؤدد ) وسؤدد المرأة الحسب والمال ، وهذه كان سؤددها بمالها ، ثم تخبرك الرؤيا في ذلك الوقت أنها سوف تموت قبلك وترثها وقد حصل ذلك فعلاً معك ، وهذا يؤخذ من وصفك لها بأنها ( قصيرة ) مقابلة بك في الطول ، فتكون هي أسبق بالموت منك كما الطول للمزيد ولذا قال عمر - رضي الله عنه - فيما أسنده الدارقطني في " المؤتلف والمختلف " ، قال عمر لعلي بن أبي طالب : " صدقت أطال الله بقائك " .
ومن اللطائف : أن عمر بن الخطاب هو أول من نطق بها كما قال الحريري في " درة الغواص في أوهام الخواص ": " وكان أي عمر أول من نطق بهذا الدعاء " ، ولهذا عده أبو هلال العسكري في كتابه : " الأوائل " أنه أول من دعا بهذا الدعاء ، وهو : أطال الله بقاءك .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع