فجر الدعوة
احسن الله خاتمتها
- إنضم
- 4 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 1,324
- النقاط
- 36
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- 10اجزاء
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- الحذيفي
- الجنس
- أخ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله الذي رفع مقدار أهل الحديث، وخصهم بحفظ أسانيده في القديم والحديث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تبلغ قائلها مراتب من سار في سبيل الخيرات السير الحثيث، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد ورسوله المرسل بأشرف كتاب وأجمعه مميزا بين الطيب والخبيث. صلى الله وسلم عليه وعلى ءاله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، والأئمة المجتهدين ومقلديهم أجمعين، ولا سيما الذين لهم الاعتناء بالتدريس والتحديث.
أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى مولاه الغني الفتاح إسماعيل العجلوني ابن محمد الجراح: قد وقفت على رسالة أظنها لبعض المكيـين "10"، ولكني لم أقف على اسمه، ولا على تسميته، وهي مشتملة على ذكر أحاديث من أوائل بعض كتب الحديث، منها الكتب الستة المشهورة، وقد ذكر فيها من أوائل كل كتاب منها حديثا غالبا، وقد يذكر أكثر منه، وقد يذكر من أواخرها ولعل غرضه من جمعها تسهيل قراءتها على الشيوخ طلبا للإجازة منهم بهذه الكتب، وقد تقدم لنا أن جماعة قرؤوها علينا واحدا بعد واحد واستجازونا بها، وقد أحببت أن اقتصر من أول كل كتاب منها على حديث واحد غالبا لحصول الغرض بذلك، إلا من (صحيح الإمام البخاري) فذكرت من أوله حديثين لأن أحدهما وهو:" إنما الأعمال بالنيات." مخروم في غالب نسخ البخاري، بل في جميعها على ما قاله في (فتح الباري "11") وإلا من (مصنف عبد الرزاق) فذكرت منه حديثين، لأن أولهما مختصر اللفظ جدا، وحذفت مما ذكره منهما (سنن البيهقي) ثانيا، فإن حديثها مكرر مع ما فيه (مسند الشافعي) رحـمه الله تعالى، وكذا حذفت أحد (مسندي البزار) لتكرره، و(مستخرج أبي نعيم) لتكرر حديثه مع ما فيه (صحيح مسلم) وزدت (معجم أبي يعلى الموصلي) فإن صاحب الرسالة وإن ذكره فيها، لكنه لم يذكره استقلالا.
وزدت على ما فيها (مسند الإمام أبي حنيفة النعمان) تنويها بأنه من أهل هذا الشأن وكتاب (الشفا للقاضي عياض) و ( تاريخ ابن عساكر) لدمشق الشام، وزدت على ما فيها (مسند الإمام أبي حنيفة النعمان "13") تنويها بأنه من أهل هذا الشأن وكتاب (الشفا للقاضي عياض) و(تاريخ ابن عساكر) لدمشق الشام، وكتاب (الفرج بعد الشدة) لابن أبي الدنيا، وكتاب (جياد المسلسلات) للجلال السيوطي، وكتاب (الذرية الطاهرة) للدولابي، و(مشكاة الأنوار) للشيخ محي الدين بن عربي. فصار المتحصل أربعين حديثا من أربعين كتابا. وأخترت ذلك لأكون ممن حفظ على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أربعين حديثا، فلعلي أبعث من جمع ذلك من العلماء العاملين، جعلنا الله بفضله من الناجين. وسميت ذلك: "عقد الجوهر الثمين في أربعين حديثا من أحاديث سيد المرسلين" وبدأت بالكتب الستة المشهورة لشيوع استعمالها، ثم (بموطأ الإمام مالك) ثم بمسانيد الأئمة الثلاثة، مبتدأ منها (بمسند الإمام أبي حنيفة) ثم (بمسند الحارث بن أبي أسامة) ثم (بمسند البزار) ثم (بمسند أبي يعلى الموصلي). وأختم الرسالة بكتاب (ابن السني) لمناسبة ستظهر بذكر حديثه. وهذا أوان الشروح في المقصود، بعون المعين المعبود. فأقول:
الكتاب الأول ... صحيح الإمام البخاري "14"
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عليه رحمةُ الكريمِ الباري، في أول صحيحه: بسم الله الرحمن الرحيم، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الله عز وجل: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} سورة النساء/163. وبالسند إليه قال: حدثنا الحُميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه "15"".
وأما الحديث تاما فهو: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وبالسند إليه قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله تعالى عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحيانا يأتيني مثل صلصلة "16" الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني "17" وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول".
قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينـزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإنه جبينه ليتفصد "18" عرقا "19".
الكتاب الثاني ... صحيح مسلم "20"
قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القـُشَيري النيسابوري رحـمه الله تعالى في أول صحيحه بعد خطبته الطويلة المشتملة على أحاديث جليلةٍ: كتاب الإيمان، وبالسند إليه قال: حدثنا "21" أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا وكيع عن كَهمَس عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمَر - ح"22" – وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحِميَري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما داخلا المسجد. فاكتنفته أنا وصاحبي. أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي. فقلت: أبا يا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرءان ويتقـفرون "23" العلم. وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف "24"، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برءاء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر: لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أماراتها "25". قال: "أن تلد الأمة ربتها "26" وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان" قال: ثم انطلق، فلبثت مليا "27"، ثم قال لي: "يا عمر أتدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "28"" وذكر الحديث من طرق أخرى بروايات مختلفة.
الكتاب الثالث ..... سنن أبي داود "29"
قال الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني رحـمه الله تعالى في أول سننه: باب التخلي عند قضاء الحاجة. وبالسند إليه قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا عبد العزيز يعني ابنَ محمد عن محمدٍ يعني ابنَ عمرٍو عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهبَ المَذهَبَ "31" أبعَدَ "31"" ورواه بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بلفظ:" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز"32" انطلق حتى لا يراه أحد"33""
الكتاب الرابع ..... سنن الترمذي "34"
قال الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي رحـمه الله تعالى في أول سننه باب ما جاء: لا تقبل صلاة بغير طهور، بالسند إليه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانه، عن سماك بن حرب ح وحدثنا هناد، حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن مصعب بن سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقبل صلاة بغير طهور "35"، ولا صدقة من غلول "36"" قال هناد في حديثه "إلا بطهور". قال عيسى: هذا الحديث أصح شئ في هذا الباب وأحسن "37".
الكتاب الخامس ..... سنن النَسائي "38"
قال الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي رحـمه الله في أول سننه الصغرى المسماة بالـمجتبى: كتاب الطهارة، تأويل قوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} المائدة / 6. وبالسند إليه قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وَضوئه "39"حتى يغسلها ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده "40""
الكتاب السادس ..... سنن ابن ماجة القزويني "41"
هو عبد الله محمد بن يزيد، قال في القاموس "42":ماجة: لقب والد محمد بن يزيد القزويني، صاحب السنن، لا جده. انتهى. وماجة، بالجيم المخففة، وبعض المغاربة يشددها. قال الإمام المذكور رحـمه الله تعالى في أول سننه: بسم الله الرحمن الرحيم، باب إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالسند إليه قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أمرتكم به فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا "43"" ورواه أيضا بسند أخر، عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشئ فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شئ فانتهوا "44""
الكتاب السابع ...
موطأ الإمام مالك "45" رحـمه الله من رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي.
قال الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس في أول موطئه رحـمه الله تعالى: باب وقوت الصلاة وبالسند إليه قال: حدثنا ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أخَّر الصلاة يوما، (أي لم يصلها في أول الوقت) فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره: أن المغيرة بن شعبة أخّر الصلاة يوما وهو بالكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمت أن جبريل عليه السلام نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بهذا أمرت "46". فقال عمر بن عبد العزيز: اعلم ما تحدث به يا عروة، أو أن جبريل هو الذي أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة؟ قال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود الأنصاري يحدث عن أبيه، قال عروة: ولقد حدثتني عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تَظْهُر "47"َ" "48".
الكتاب الثامن ... مسند الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحـمه الله "49"، جمع أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي"50".
قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه في مسنده المذكور، بالسند إليه: حدثنا عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من داوم أربعين يوما على صلاة الغداة والعشاء في جماعة كتب له براءة من النفاق، وبراءة من الشرك"51""
الكتاب التاسع ... مسند الإمام الشافعي رحـمه الله "52"، من رواية الربيع بن سليمان الجيزي (* والصّواب - بلا ارتياب - أنّه سميّه وبلديّه وصاحبه الرّبيع المراديّ ، وأبوالعبّاس محمّد بن يعقوب يروي عن المراديّ ، دون الجيزيّ) جمع أبي العباس أحمد "53" بن يعقوب الأصم.
* ملاحظة: هذه الإضافة ليست في أصل الكتاب المطبوع بل نبهنا إليها أحد طلبة العلم النابهين جزاه الله خيرا.
قال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه في أول مسنده المذكور: كتاب الطهارة. وبالسند إليه قال: أخبرنا مالك، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، رجل من ءال ابن الأزرق، أن المغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإذا توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور "54" ماؤه الحل ميتته "55"".
الكتاب العاشر ... مسند الإمام أحمد "56"
قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في أول مسنده، وهو مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه من رواية ولده عبد الله عنه، وبالسند إليه قال: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد في كتابه قال: حدثنا عبد الله بن نـُمير قال: أخبرنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد، عن قيس قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} سورة المائدة / 105. وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه "57""
ورواه أيضا ببعض مغايرة متنا وسندا قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل قال: سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنه خطب فقال:" يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه "58""
الكتاب الحادي عشر ... مسند الدارمي "59"
قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن "60" الدارمي السمرقندي في مسنده: باب ما كان عليه الناس قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهل والضلالة: وبالسند إليه قال: أخبرنا الوليد بن النضر الرملي، عن ميسرة "61" بن معبد، من بني الحارث بن أبي حرام من لخم، عن الوضين:
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان، فكنا نقتل الأولاد، وكانت عندي بنت لي، فلما أجابت --- وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها، فدعوتها يوما فاتبعتني، فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد، فأخذت بيدها فرديت بها في البئر. وكان أخر عهدي بها أن تقول: أبتاه، أبتاه.
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف "62" دمع عينيه، فقال له رجل من جلساء الني صلى الله عليه وسلم: أحزنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كف فإنه يسأل عما أهمه، ثم قال له: أعد عليَّ حديثك، فأعاده فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف الدمع من عينيه على لحيته "63"، ثم قال له: إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك "64".
أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى مولاه الغني الفتاح إسماعيل العجلوني ابن محمد الجراح: قد وقفت على رسالة أظنها لبعض المكيـين "10"، ولكني لم أقف على اسمه، ولا على تسميته، وهي مشتملة على ذكر أحاديث من أوائل بعض كتب الحديث، منها الكتب الستة المشهورة، وقد ذكر فيها من أوائل كل كتاب منها حديثا غالبا، وقد يذكر أكثر منه، وقد يذكر من أواخرها ولعل غرضه من جمعها تسهيل قراءتها على الشيوخ طلبا للإجازة منهم بهذه الكتب، وقد تقدم لنا أن جماعة قرؤوها علينا واحدا بعد واحد واستجازونا بها، وقد أحببت أن اقتصر من أول كل كتاب منها على حديث واحد غالبا لحصول الغرض بذلك، إلا من (صحيح الإمام البخاري) فذكرت من أوله حديثين لأن أحدهما وهو:" إنما الأعمال بالنيات." مخروم في غالب نسخ البخاري، بل في جميعها على ما قاله في (فتح الباري "11") وإلا من (مصنف عبد الرزاق) فذكرت منه حديثين، لأن أولهما مختصر اللفظ جدا، وحذفت مما ذكره منهما (سنن البيهقي) ثانيا، فإن حديثها مكرر مع ما فيه (مسند الشافعي) رحـمه الله تعالى، وكذا حذفت أحد (مسندي البزار) لتكرره، و(مستخرج أبي نعيم) لتكرر حديثه مع ما فيه (صحيح مسلم) وزدت (معجم أبي يعلى الموصلي) فإن صاحب الرسالة وإن ذكره فيها، لكنه لم يذكره استقلالا.
وزدت على ما فيها (مسند الإمام أبي حنيفة النعمان) تنويها بأنه من أهل هذا الشأن وكتاب (الشفا للقاضي عياض) و ( تاريخ ابن عساكر) لدمشق الشام، وزدت على ما فيها (مسند الإمام أبي حنيفة النعمان "13") تنويها بأنه من أهل هذا الشأن وكتاب (الشفا للقاضي عياض) و(تاريخ ابن عساكر) لدمشق الشام، وكتاب (الفرج بعد الشدة) لابن أبي الدنيا، وكتاب (جياد المسلسلات) للجلال السيوطي، وكتاب (الذرية الطاهرة) للدولابي، و(مشكاة الأنوار) للشيخ محي الدين بن عربي. فصار المتحصل أربعين حديثا من أربعين كتابا. وأخترت ذلك لأكون ممن حفظ على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أربعين حديثا، فلعلي أبعث من جمع ذلك من العلماء العاملين، جعلنا الله بفضله من الناجين. وسميت ذلك: "عقد الجوهر الثمين في أربعين حديثا من أحاديث سيد المرسلين" وبدأت بالكتب الستة المشهورة لشيوع استعمالها، ثم (بموطأ الإمام مالك) ثم بمسانيد الأئمة الثلاثة، مبتدأ منها (بمسند الإمام أبي حنيفة) ثم (بمسند الحارث بن أبي أسامة) ثم (بمسند البزار) ثم (بمسند أبي يعلى الموصلي). وأختم الرسالة بكتاب (ابن السني) لمناسبة ستظهر بذكر حديثه. وهذا أوان الشروح في المقصود، بعون المعين المعبود. فأقول:
الكتاب الأول ... صحيح الإمام البخاري "14"
قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، عليه رحمةُ الكريمِ الباري، في أول صحيحه: بسم الله الرحمن الرحيم، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول الله عز وجل: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} سورة النساء/163. وبالسند إليه قال: حدثنا الحُميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه "15"".
وأما الحديث تاما فهو: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وبالسند إليه قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله تعالى عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحيانا يأتيني مثل صلصلة "16" الجرس، وهو أشده علي فيفصم عني "17" وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول".
قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينـزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإنه جبينه ليتفصد "18" عرقا "19".
الكتاب الثاني ... صحيح مسلم "20"
قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القـُشَيري النيسابوري رحـمه الله تعالى في أول صحيحه بعد خطبته الطويلة المشتملة على أحاديث جليلةٍ: كتاب الإيمان، وبالسند إليه قال: حدثنا "21" أبو خيثمة زهير بن حرب، قال: حدثنا وكيع عن كَهمَس عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمَر - ح"22" – وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه قال: حدثنا أبي قال: حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحِميَري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما داخلا المسجد. فاكتنفته أنا وصاحبي. أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي. فقلت: أبا يا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرءان ويتقـفرون "23" العلم. وذكر من شأنهم، وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف "24"، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برءاء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر: لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" قال: فأخبرني عن أماراتها "25". قال: "أن تلد الأمة ربتها "26" وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان" قال: ثم انطلق، فلبثت مليا "27"، ثم قال لي: "يا عمر أتدري من السائل؟" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "28"" وذكر الحديث من طرق أخرى بروايات مختلفة.
الكتاب الثالث ..... سنن أبي داود "29"
قال الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني رحـمه الله تعالى في أول سننه: باب التخلي عند قضاء الحاجة. وبالسند إليه قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا عبد العزيز يعني ابنَ محمد عن محمدٍ يعني ابنَ عمرٍو عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهبَ المَذهَبَ "31" أبعَدَ "31"" ورواه بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما بلفظ:" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز"32" انطلق حتى لا يراه أحد"33""
الكتاب الرابع ..... سنن الترمذي "34"
قال الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي رحـمه الله تعالى في أول سننه باب ما جاء: لا تقبل صلاة بغير طهور، بالسند إليه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانه، عن سماك بن حرب ح وحدثنا هناد، حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك، عن مصعب بن سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقبل صلاة بغير طهور "35"، ولا صدقة من غلول "36"" قال هناد في حديثه "إلا بطهور". قال عيسى: هذا الحديث أصح شئ في هذا الباب وأحسن "37".
الكتاب الخامس ..... سنن النَسائي "38"
قال الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي رحـمه الله في أول سننه الصغرى المسماة بالـمجتبى: كتاب الطهارة، تأويل قوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق} المائدة / 6. وبالسند إليه قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وَضوئه "39"حتى يغسلها ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده "40""
الكتاب السادس ..... سنن ابن ماجة القزويني "41"
هو عبد الله محمد بن يزيد، قال في القاموس "42":ماجة: لقب والد محمد بن يزيد القزويني، صاحب السنن، لا جده. انتهى. وماجة، بالجيم المخففة، وبعض المغاربة يشددها. قال الإمام المذكور رحـمه الله تعالى في أول سننه: بسم الله الرحمن الرحيم، باب إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالسند إليه قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أمرتكم به فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا "43"" ورواه أيضا بسند أخر، عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشئ فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شئ فانتهوا "44""
الكتاب السابع ...
موطأ الإمام مالك "45" رحـمه الله من رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي.
قال الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس في أول موطئه رحـمه الله تعالى: باب وقوت الصلاة وبالسند إليه قال: حدثنا ابن شهاب: أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أخَّر الصلاة يوما، (أي لم يصلها في أول الوقت) فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره: أن المغيرة بن شعبة أخّر الصلاة يوما وهو بالكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمت أن جبريل عليه السلام نزل فصلى، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بهذا أمرت "46". فقال عمر بن عبد العزيز: اعلم ما تحدث به يا عروة، أو أن جبريل هو الذي أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة؟ قال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود الأنصاري يحدث عن أبيه، قال عروة: ولقد حدثتني عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تَظْهُر "47"َ" "48".
الكتاب الثامن ... مسند الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحـمه الله "49"، جمع أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي"50".
قال الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه في مسنده المذكور، بالسند إليه: حدثنا عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من داوم أربعين يوما على صلاة الغداة والعشاء في جماعة كتب له براءة من النفاق، وبراءة من الشرك"51""
الكتاب التاسع ... مسند الإمام الشافعي رحـمه الله "52"، من رواية الربيع بن سليمان الجيزي (* والصّواب - بلا ارتياب - أنّه سميّه وبلديّه وصاحبه الرّبيع المراديّ ، وأبوالعبّاس محمّد بن يعقوب يروي عن المراديّ ، دون الجيزيّ) جمع أبي العباس أحمد "53" بن يعقوب الأصم.
* ملاحظة: هذه الإضافة ليست في أصل الكتاب المطبوع بل نبهنا إليها أحد طلبة العلم النابهين جزاه الله خيرا.
قال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه في أول مسنده المذكور: كتاب الطهارة. وبالسند إليه قال: أخبرنا مالك، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، رجل من ءال ابن الأزرق، أن المغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإذا توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الطهور "54" ماؤه الحل ميتته "55"".
الكتاب العاشر ... مسند الإمام أحمد "56"
قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في أول مسنده، وهو مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه من رواية ولده عبد الله عنه، وبالسند إليه قال: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد في كتابه قال: حدثنا عبد الله بن نـُمير قال: أخبرنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد، عن قيس قال: قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} سورة المائدة / 105. وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه "57""
ورواه أيضا ببعض مغايرة متنا وسندا قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل قال: سمعت قيس بن أبي حازم يحدث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنه خطب فقال:" يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه "58""
الكتاب الحادي عشر ... مسند الدارمي "59"
قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن "60" الدارمي السمرقندي في مسنده: باب ما كان عليه الناس قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهل والضلالة: وبالسند إليه قال: أخبرنا الوليد بن النضر الرملي، عن ميسرة "61" بن معبد، من بني الحارث بن أبي حرام من لخم، عن الوضين:
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا كنا أهل جاهلية وعبادة أوثان، فكنا نقتل الأولاد، وكانت عندي بنت لي، فلما أجابت --- وكانت مسرورة بدعائي إذا دعوتها، فدعوتها يوما فاتبعتني، فمررت حتى أتيت بئرا من أهلي غير بعيد، فأخذت بيدها فرديت بها في البئر. وكان أخر عهدي بها أن تقول: أبتاه، أبتاه.
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف "62" دمع عينيه، فقال له رجل من جلساء الني صلى الله عليه وسلم: أحزنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كف فإنه يسأل عما أهمه، ثم قال له: أعد عليَّ حديثك، فأعاده فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وكف الدمع من عينيه على لحيته "63"، ثم قال له: إن الله قد وضع عن الجاهلية ما عملوا فاستأنف عملك "64".
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع