موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]"ولد سنة ﴿591ﮪ-1195م﴾، في بلاد غمارة بريف المغرب، ونشأ في بني زرويل قرب شفشاون، وسكن "شاذلة" قرب تونس فنسب إليها"[2]، لذلك سمي بالشاذلي، جدد وأنشأ معالم طريق أستاذه- القطب مولاي عبد السلام بن مشيش[3] حيث كان لسانه، ووارث سره، ففسر مجمل أسراره، وبسط مختصر وصاياه، فبلور أسس الطريقة وأصولها، وبثّ أنوارها، ليعرفها الخاصة والعامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد عُرف أبو الحسن الشاذلي بعلو همته وتواضعه، وفصاحة لسانه، وكثرة ذكره، كما عرف بالاعتدال في المأكل والمشرب والملبس، وبالمظهر الحسن إذ يقول :"وأما اللباس اللين، وأكل الطعام الشهي، وشرب الماء البارد، فليس القصد إليه بالذي يوجب العتب من الله، إذا كان معه الشكر لله"،[4] وهذا يبين على أن أبا الحسن الشاذلي، من الناس الذين يحبون أن تظهر نعمة الله عليهم، ليس افتخارا ولا علوا، بل معرفة بالله وشكرا، يقول أبو العزايم :"كان يأخذ زينته عند كل مسجد...ويتحلى دائما بالثياب الحسنة"،[5] وهذا مما يوافق الشريعة ولا يخرج عن دائرة التصوف في نظر أبو الحسن الشاذلي، لأنه جعل الدنيا في يده لا في قلبه، وهذه من أصعب المجاهدات الدنيوية، فهو يعتبر أن منهج طريقه الصوفي ليس "بالرهبانية، ولا بأكل الشعير والنخالة، ولا ببقبقة الصناعة، وإنما هو الصبر على الأوامر، واليقين في الهداية"،[6] مصداقا لقوله تعالى :"قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَٱلطَّيِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرِّزْقِ قُلْ هِىَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ كَذَ‌ٰلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ".[7][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويضيف الشاذلي قائلا: "لا تسرف بترك الدنيا فتغشاك ظلمتها، أو تنحل أعضاءك لها، فترجع لمعانقتها، بعد الخروج منها بالهمة والفكرة أو الإرادة أو بالحركة... فاعرف الله وكن كيف شئت"،[8] لأن معرفة الله هي حصن المؤمن في الدنيا، ونجاته في الآخرة، حيث أن أكثر الناس خشية ومعرفة بالله، العلماء العارفين، والصوفية المتحققين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول رضي الله عنه: "من لم يزد بعلمه وعمله افتقارا إلى ربه وتواضعا لخلقه، فهو هالك".[9] وفي المقابل تجده يحث على العمل للآخرة، وعدم نسيانها فيقول :"أربع لا ينفع معهم علم: حب الدنيا ونسيان الآخرة وخوف الفقر وخوف الناس"،[10] ويقول :"إذا أردت الوصول إلى الله تعالى، فاستعن بالله واجلس على بساط الصدق، ومشاهدا ذاكرا له بالحق، واربط قلبك بالعبودية المحضة على سبيل المعرفة، ولازم الشكر والمراقبة والتوجه والاستغفار".[11][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يقول العز بن عبد السلام واصفا الشاذلي: "لقد كان ذا نضج في العلم، ونضج في التفكير، وروحانية في الحديث، وشفافية في البصيرة".[12][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما شيخ الأزهر عبد الحليم محمود فيقول :"...جاء في طريق القوم بالأسلوب العجيب، والمنهج الغريب الذي جمع بين العلم والحال أو الهمة والمقال، وتخرج بصحبته جماعة من الأكابر وتُلمذ له أعيان كثيرة من أعيان الله تعالى".[13][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لقد كان الشاذلي "عالما عارفا بالعلوم الظاهرة، جامعا لدقائق فنونها، ...من حديث وتفسير وفقه وأصول ونحو وتصريف ولغة ومعقول، وحكم وآداب، أما علوم المعرفة بالله تعالى، فهو قطب رحاها، وشمس ضحاها".[14] قال عنه الشيخ مكين الدين الأسمر: "الناس يدعون إلى باب الله تعالى، وأبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه، يدخلهم على الله".[15][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن تذوق الشاذلي لعلم التصوف السني من كأس شيخه وأستاذه، جعله يحافظ على هذه المميزات التي طبعت شخصيته وسلوكه، إضافة إلى معرفته وعلمه الغزير، فقد كان "صوفيا بطبعه وفكره وبأخلاقه وسلوكه وبتربيته وثقافته".[16][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما مسيرة الشاذلي الروحية، فيمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل، حيث اختار أبو الحسن الهجرة إلى الله عبر سفر روحي طويل، فكان كثير السياحة والتجوال، طالبا بذلك الهمم العوالي، والمقامات العظام، باحثا يسأل عن قطب الزمان، فقصد العراق بلاد الشيوخ والعلماء والصوفية الكبار، فأشار عليه الشيخ أبو الفتح بالرجوع إلى المغرب، حيث التقى بشيخه عبد السلام بن مشيش وبدأت المرحلة الأولى حينها، فقد مكث إلى جواره ما شاء الله أن يمكث، إلى أن ارتوى من فيوضات شيخه الربانية، وأخذ من معرفتة وعلمه، وفتح الله بصيرته، وحينما اكتملت تربيته الروحية، أمره سيدي عبد السلام بن مشيش الذي رسم له منهج طريقه، وخريطة سفره، بالرحيل قائلا : "يا علي ارتحل إلى افريقية، واسكن بها بلدا تسمى بشاذلة: فإن الله عز وجل يسميك الشاذلي، وبعد ذلك تنتقل إلى مدينة تونس، ويؤتي عليك بها من قبل السلطنة، وبعد ذلك تنتقل إلى أرض المشرق وبها ترث القطابة".[17] ففي بلاد المغرب كانت مرحلة البناء والصقل بصحبة شيخه، ثم بدأت مرحلة ما بعد البناء، وهي مرحلة تمت فيها التصفية والتنقية في بلدة شاذلة، حيث لجأ إلى مغارة بجبل زغوان فمكث فيه طويلا، قصد التفرغ إلى العبادة والمجاهدة، طالبا الوصول إلى الله، كما فعل شيخه وأستاذه، ثم تلتها المرحلة الثانية: مرحلة العمل بما تعلم، فسافر إلى تونس، موكلا بمهمة الدعوة والإرشاد، فلاقى إقبال كبير، واهتمام شديد من قبل شيوخ ومريدي تلك البلاد، فقد التفوا من حوله، واتبعوا طريقه، مما دب الحقد في قلب ابن البراء، الذي كان فقيها قاضيا للقضاة آنذاك، ولأنه خاف على منصبه وشعبيته، دبر له المكائد والمؤامرات، وكان ذلك ابتلاء من الله، ثم انتقل بعد ذلك إلى الديار المقدسة للحج، مارًا بالإسكندرية، حيث أقام فيها مدة واشتغل بأمور القوم هناك، ثم "رجع الشيخ إلى مدينة تونس واستمر بها هاديا مرشدا وداعيا إلى الله ورسوله"،[18] و بعد ذلك، سافر إلى مصر حيث ارتفع جاهه وكثر مُحبُّوه، فأصبح أشهر من نار على علم، استطاع أن يكسب قلوب العديد من الناس، وأن يبهر الكل بورعه، وبصفاء معرفته، وبروعة مجالس علمه ومناظراته، يقول محمود عبد الحليم: "...وخضع لدعوته أهل المشرق والمغرب قاطبة، وكان يحضر مجلسه أكابر العلماء من أهل عصره، مثل: سيدي الشيخ عز الدين عبد السلام، والشيخ تقي الدين العيد، والشيخ عبد العظيم المنذري..، ولقد كانت إقامته بمصر، فترة استقرار مادي ومعنوي، وكانت فترة خصبة من حيث الدعوة، ومن حيث تربية الرجال"،[19] وهي المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي أُكرم فيها بالقطبية، كما أخبره من قبل شيخه عبد السلام بن مشيش.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]لقد توهج نور الطريقة الشاذلية بفضل من الله، وبسبب مؤسسها، حيث طالت شهرتها المشرق والمغرب، خاصة أنها بنيت على منهج الكتاب والسنة، وعلى سبعة أسس وهي: التوبة، والاستغفار، والزهد، ومحبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلوة، والذكر، والشيخ المرشد، وعلى أصول يجب على المريد اتباعها نذكر منها: "أن يتقرب إلى الله تعالى بما شرعه وسنَّهُ رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن تكون عبادته لوجه الله تعالى مخلصا في قوله وعمله دون رياء... وإياه وحب الظهور، فإنه يقسم الظهور وأن يحفظ جوارحه عن المحرمات".[20] وعن طريقه يقول ابن عباد: "طريق الشاذلي مبناها على طلب العلم وكثرة الذكر مع الحضور، وكانت بهذا الاستحضار الذي هو الجمع، أسهل الطرق وأقربها وليس فيها كثير مجاهدة".[21][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومن أقوال أبو الحسن الشاذلي ووصايا شيخه، نذكر قوله رضي الله عنه :"ارجع عن منازعة ربك تكن موحدا، واعمل بأركان الشرع تكن سنيا، واجمع بينهما تكن متحققا، وعن حقيقة التصوف يقول: "التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية... فالصوفي يرى وجوده كالهباء في الهواء، غير موجود ولا معدوم، حسبما هو عليه في علم الله ".[22][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويقول أيضا: "ما ثم أعظم من كرامة الإيمان، ومتابعة السنة"،[23] ويقول: "من اكتسب وقام بفرائض الله تعالى، فقد كملت مجاهداته، أما عن التقوى فيقول: لا تقوى لمحب الدنيا، إنما التقوى لمن أعرض عنها، أما حقيقة الذكر عنده فهو :"ما اطمأن بمعناه القلب، وتجلى في حقائق سحائب أنوار سحائب الله، والانقطاع عن الذكر إلى المذكور، وعن كل شيء سواه".[24][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومن وصايا شيخه له، قوله :" أوصاني أستاذي أن خِفْ من الله خوفا تأمن به من كل شيء... وحدد بصر الإيمان تجد الله في كل شيء، وقريبا من كل شيء، ومحيطا بكل شيء، وقال له أيضا: "الله الله، والناس الناس، نزه لسانك عن ذكرهم، وقلبك عن التماثيل من قبلهم، وعليك بحفظ الجوارح، وأداء الفرائض، وقد تمت ولاية الله عليك، ولا تذكرهم إلا بواجب حق الله عليك، وقد تم ورعك".[25][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هكذا عُرف واشتُهر القطب أبو الحسن الشاذلي بورعه وتصوفه وعلمه وتمسكه بالكتاب والسنة، ووصايا أستاذه، فكان خير أسوة في التصوف السني آنذاك، والمؤسف هو أن نفائس تلك المجالس العلمية والمناظرات والدروس القيمة التي كان يقيمها لم تدون، إلا ما حفظ في الصدور من تلامذته ومؤرخيه، أما الذي كتب في السطور، فقد كانت أحزابا تركها، إضافة إلى وصايا شيخه، فاقت الإثنى عشرة حزبا، منها: "حزب"[26] الإخفاء وحزب النصر وحزب اللطف وحزب البر وهلم جرا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وافته المنية رضي الله عنه، عام 656ﮪ وورثه في التربية والتوجيه تلميذه أبو العباس المرسي، رحمة الله عليهم جميعا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الهوامش:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][1] - طبقات الشاذلية الكبرى، قاسم الكوهن الفاسي المغربي(1347ﮪ)، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط2 /2005، ص:19.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][2]- الأعلام، خير الدين الزركلي، 4/305، دار العلم للملايين، لبنان، ط17/2007.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot][3]- أنظر ترجمته على موقع الإمام الجنيد ضمن أعلام المغرب: [/FONT][FONT=&quot]www.aljounaid.ma[/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [4]- أبو الحسن الشاذلي الصوفي المجاهد والعارف بالله، عبد الحليم محمود(593ﮪ)، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة-1967م، ص:49.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][5]- المرجع السابق، ص: 47.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][6]- المرجع السابق، ص:50.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][7]- سورة الأعراف - الآية 32 -.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][8]- أبو الحسن الشاذلي، ص ص:48-49.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][9]- المرجع السابق، ص:16.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][10]- الإمام سيدي أبو الحسن الشاذلي ضمن كتاب الإمام مولاي عبد السلام بن مشيش، المهدي التمسماني ،ط1/2006، دار الكتب العلمية، لبنان ص:67.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][11]- المرجع السابق، ص:75.[11][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][12]- المرجع السابق، ص:36.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][13]- المرجع السابق، ص:60.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][14]- كشف الأسرار لتنوير الأفكار، ضمن كتاب الإلهامات السنية في شروح الشاذلية، محيي الدين نجا البيروتي (ت1350 ﮪ) عاصم إبراهيم الكيلاني والحسين الشاذلي الدرقاوي، ط1/2003، دار الكتب العلمية، لبنان، ص ص:23-24.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][15] - طبقات الشاذلية، ص:34.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][16] - قضية التصوف المدرسة الشاذلية، عبد الحليم محمود، ط5/2007، دار المعارف القاهرة، ص:211.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][17] - أبو الحسن الشاذلي ، ص:25.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][18] - المرجع السابق، ص:40.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][19] - المرجع السابق، ص:43.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][20] - قضية التصوف، ص:390.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][21] - أبو الحسن الشاذلي، ص:60.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][22] - طبقات الشاذلية الكبرى، ص ص:24- 30.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][23] - المرجع السابق، ص:27.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][24] - الإمام مولاي عبد السلام، ص ص:70-72.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][25] - المرجع السابق، ص ص:40-41.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][26] - "الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد". لسان العرب، لابن منظور، تحقيق: أحمد حيدر، ط 2/2009، دار الكتب العلمية- بيروت، 1/374.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محتسب العلماء والأولياء الشيخ أحمد زروق البرنسي (846 - 899ﮪ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كريمة بنسعاد باحثة مساعدة بمركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة، بوجدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] مَهّد لعصر التصوف في البلاد، وارتشف من كأسه الكثير من العُبّاد، وانتهج طريقه العديد من العِباد، دعا إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة، بقدر ما سعى إلى الجمع بين الفقه والتصوف، وذلك على بساط الأصلين: الكتاب والسنة، فكان محدثا فقيها، وعالما وجيها، جال في معاني العلوم ودقائقها، وغاص في خبايا المعارف وحقائقها، وهو الذي بالعلم اكتسب، وعلى الله احتسب، فكان ربانيا بطبعه، وصوفيا بوجدانه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إنه شيخ ومؤسس الزاوية الزروقية :" أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي ... والملقب بالشيخ زروق، ولد بفاس عام (846ﮪ)"،[1] وهو من قبيلة البرانس، عاش يتيم الأبوين منذ الأسبوع الأول من ولادته، وقد فُطم على العلم والصلاح والتقوى على يد جدته، التي كفلته ماديا ومعنويا، وهي الفقيهة الصالحة أم البنين، حفظ القرآن وهو ذي العشر سنوات، وبعد وفاتها تعلم واشتغل بحرفة الخرازة لكسب قوته، ولما بدأ يشتد عوده، التحق بجامعة القرويين طلبا للعلم حيث "...أتقن العلوم الشرعية وجلس للوعظ والإرشاد، وروى الحديث عن مجموعة من المشايخ منهم: الثعالبي، وإبراهيم التازي والسنهوري...".[2][/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]"كان سيدي أحمد زروق رضي الله عنه، قد توغل في التصوف، وصحب جماعة من المشايخ وسلك الطريق، وتزهّد وتنسّك وسلك سبيل المجاهدة والرياضة، وانقطع لخدمة العارف محمد الزيتوني..، فكان عالما محققا، ورعا زاهدا، شديد النكير على البدع، آية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقافا عند حدود العلم وأحكام الشرع وآدابه"،[3] حتى قال عنه المناوي :"عابد من بحر الغيب يغترف، وعالم بالولاية متصف، تجلى بعود القناعة والعفاف، وبرع في المعرفة والفقه والتصوف والأصول والخلاف، خطبته الدنيا فخطب سواها، وفُرضت عليه المناصب وردها وأباها".[4][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فلقد سلك وأخذ علم التصوف، على يد الشيخ عبد الله المكي الشاذلي، وعن الشيخ محمد قاسم القوري (ت872ﮪ)، هذا الأخير كان"... أبعدهم أثرا في روحه وفكره، وأحمد بن سعيد المكناسي(870ﮪ)، والشيخ محمد عبد الله الزيتوني(ت901ﮪ)... والذي توغل في محبته واجتهد في خدمته ولازمه في حضره وسفره"،[5] وممن أخذ عنهم أيضا نذكر: "الشيخ أحمد السلوي، والعيدوسي... أما الحديث فعن السخاوي(ت913ﮪ)، وأما الفقه فعن النور السنهوري".[6][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اشتهر الشيخ أحمد زروق بكثرة السياحات والرحلات العلمية، سعى من خلالها لطلب العلم ونشره، فكانت أطولها الرحلة الحجازية التي دامت سبع سنين، وقد أخذ العلم عن كبار العلماء والمشايخ المشارقة هناك، ومن بينهم الفقيه أحمد بن عقبة الحضرمي(ت895 ﮪ)، الذي نصحه بالرجوع إلى المغرب قصد استكمال طريقه، إلا أنه حين عودته إلى المغرب وجد البلاد في حالة من الاضطراب والفتنة، فتحركت عنده بوادر الدعوة ومحاربة البدع، فبدأ بحركة الإصلاح الدينية على مستوى جميع فئات المجتمع الفاسي، حيث كان له الدور الكبير في تلاحم كلمة علمائها، ووحدة طلابها ومريديها، وبعد ذلك، أخذ يشتغل بالتدريس خلال إقامته بفاس، فأثرى أهلها بثروته العلمية، وبتجاربه الروحية الصوفية، الممثلة في مؤلفات وشروح ومصنفات نفيسة، وعلى رأسها كتاب«قواعد التصوف»، "...وهو تأليف نفيس ضمنه زروق عصارة ثقافته الواسعة وزبدة تجربته الروحية وخلاصة آرائه الإصلاحية..، يبسط برنامج مدرسة صوفية... ويدعو إلى نهضة علمية وتعليمية في مضمار التصوف المغربي".[7][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما أن له العديد من المؤلفات أيضا: «كالنصح الأنفع والجنة للمعتصم من البدع بالسنة»، «وحزب البركات»، وشرح «دلائل الخيرات»، وديوان شعر، وكتاب «الجامع لجمل من الفوائد والمنافع»، وكتاب:«عدة المريد الصادق»، بالإضافة إلى الوظيفة الزروقية، كما له شروحات كثيرة منها: "شرح «مختصر خليل»، و«شرح القرطبية»، و«شرح العقيدة القدسية» للغزالي وغيرها، إضافة لرسائل كثيرة احتوت على العديد من اللطائف والرقائق والنوادر الصوفية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد كانت عودة الشيخ أحمد زروق لفاس عودة محمودة، وقد أصاب في توجيهه بذلك الفقيه عقبة الحضرمي، حيث عاد حاملا معه الخير الكثير والعلم الغزير، فرجع "... وفي جعبته بالإضافة إلى أسانيده العلمية والصوفية العالية ثمانية شروح على الحكم العطائية وكتاب «النصيحة الكافية لمن خصه الله بالعافية» الذي ألفه بجامع الأزهر والذي يعتبر من أكثر مؤلفاته شيوعا وتداولا بين الناس، وكتاب «الجامع من الفوائد والمنافع»...مما جعل طلبة الفقه ومريدي الفقر يهرعون نحوه للكروع من حياض علمه الظاهر والباطن، وتشوفهم إلى تحصيل أسانيده العلمية والصوفية الرفيعة، من الفاسيين وغيرهم، كما اتصل به رجال الطوائف الصوفية وقدموا إليه من مختلف أصقاع البلاد".[8][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهكذا اعتُبر الشيخ زروق سفير علوم القوم، وممن أحيوا معالم الطريقة الشاذلية، فكان حيثما حل ببلاد أو ارتحل إلا وأثرى أهلها بعلومه وعوارف دينه، تاركا بصماته الخالدة وآثاره، يقول أحمد درنيقة: "...كان يدرس في الجامع الأزهر، وكان يحضر دروسه أكثر من ألفين من الطلاب والعلماء، ولا يزال كرسيه محفوظا إلى الآن بالأزهر برواق المغاربة"،[9] فمن بين الطلاب والتلاميذ الذين تتلمذوا على يده وأخذوا عنه هناك: أحمد المنجور(955ﮪ)، والعالم محمد بن عبد الرحمن الحطاب(945ﮪ)، وعبد الرحمن القنطري(956ﮪ)، وعلي الخروبي الطرابلسي(963ﮪ)، ومحمد أبو الفضل خروف التونسي(966ﮪ)...وغيرهم.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أما عن حقيقة التصوف وضرورة الجمع بينه وبين الفقه، يقول شيخنا أحمد زروق: "لا تصوف إلا بفقه، إذ لا تعرف أحكام الله الظاهرة إلا منه ولا فقه إلا بتصوف إذ لا عمل إلا بصدق وتوجه لله تعالى. ولا هما- التصوف والفقه- إلا بالإيمان، إذ لا يصح واحد منهما دونه"،[10] و"اعلم أن الفقه والتصوف أخوان في الدلالة على أحكام الله سبحانه، إذ حقيقة التصوف ترجع إلى صدق التوجه إلى الله من حيث يرضى بما يرضى"،[11] ويقول أيضا :" التصوف لا يعتبر إلا مع العمل به، والاستظهار به دون عمل تدليس وقد قيل العلم يهتف بالعمل فإن وجده وإلا ارتحل".[12][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنه مبدؤه الصوفي الذي يجعل الفقه والأصول فيه شرطين واجبين لكمال علم التصوف، إذ لا يمكن التخلي عنهما بتاتا، حيث يقول: "وأصول القوم مبنية على الكتاب والسنة...ثم الفقه والأصول شرط فيه، والمشروط لا يصح بدون شرطه ".[13][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن مكانة الشيخ أحمد زروق العلمية بالإضافة إلى المكانة الصوفية، جعلته في مصاف المجتهدين والغير مقلِّدين بالرغم من التزامه بالمذهب المالكي، "...فهو لا يتقيد بالحكم والدليل، وله اجتهادات وتخريجات من كل ما كتب، حيث امتاز بربطه الفقه بالحياة، وبناؤه التصوف على أساس الفقه وتنقية التصوف من الشعوذة، وربط العلم بالعمل... أما طريقته فبنيت على خمس: "تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرضا عن الله في القليل والكثير والرجوع إلى الله في والسراء والضراء".[14][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد كان الشيخ زروق صَفوة الصفوة من العلماء والصوفية الفقهاء في عصره، حيث اشتغل بالتصوف وحارب البدع، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر بميزان الشرع، لذلك لقبه كثير من العلماء بمحتسب العلماء والأولياء، بعدما تحققوا من رسوخ قدمه في الفقه، وعلو مقامه في التصوف، وصلاح تقواه وزهده، وتشبثه بأصلي الدين :الكتاب والسنة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] يقول الشيخ زروق:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هذا التصوف علم لا يدركـــــــه إلا ذكي الحجا بالجود موصـوف يرضى القليل من الدنيا ويبذلهـا عند الوجود بتقوى الله معروف"[15][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونختم سيرته الطيبة ببعض النصائح والحكم الصوفية التي جمعها في كتاب يعد من بين أحسن وأشهر التآليف التي تركها، وقد سماه بقواعد التصوف، خاصة حينما رأى دعاة التصوف في الأقطار الإسلامية لا يعرفون من التصوف إلا السبحة ولبس المرقعات فأراد أن يصل إلى مراده ويضع هذا الكتاب ك"تمهيد لقواعد التصوف وأصوله على وجه يجمع بين الشريعة والحقيقة ويصل الأصول والفقه بالطريقة"،[16] فمن تلك القواعد نذكر قوله في:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القاعدة 2: التصوف صدق التوجه إلى الله تعالى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القاعدة 5: أصل التصوف مقام الإحسان، الذي فسره رسول الله عليه الصلاة والسلام" أن تعبد الله كأنك تراه، وإن لم تكن تراه فإنه يراك...فالتصوف أحد أجزاء الدين، الذي علمه عليه الصلاة والسلام جبريلَ ليتعلمه الصحابة رضي الله عنهم.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القاعدة 11: أهليَّة التصوف لِذِي توجه صادق أو عارف محقق، أو محب مصدق، أو طالب منصف، أو عالم تقيده الحقائق، أو فقيه يقيده الاتساع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القاعدة 13: التصوف علم قُصِد لإصلاح القلوب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الشيخ أحمد زروق رحمة الله عليه عام(899ﮪ) بمدينة مصراته بليبيا، البلد الذي أنشأ فيها الزاوية الزروقية، حيث دُفن هناك، ولجلالة قدره وكفاءة عِلْمِه، بُني له مسجد باسمه، قرب ضريحه رحمة الله عليه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الهوامش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][1] - ذكريات مشاهير رجال المغرب في العلم والأدب والسياسة، عبد الله كنون، رتب تراجمه: محمد بن عزوز، ط1/2010م، دار ابن حزم- لبنان، 1/541.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2] - الطريقة الشاذلية وأعلامها، أحمد درنيفة، المؤسسة الحديثة للكتاب، لبنان، ط 2009،ص ص: 88-89.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3] - المطرب بمشاهير أولياء المغرب، عبد الله بن عبد القادر التليدي (950ھ)، دار الأمان للنشر والتوزيع، ودار البشائر الإسلامية، الرباط، ط 4/2003، ص:148.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][4] - الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية، عبد الرؤوف المناوي، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، ط1/2008، دارالكتب العلمية-لبنان، ص:2/360.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][5] - معلمة المغرب، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا،:2005، 14/4628.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][6] - الكواكب الدرية، ص ص :2/360-361.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][7] - معلمة المغرب، ص: 14/.4629 [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][8] - معلمة المغرب، 14/4629.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][9] - الطريقة الشاذلية، ص:89.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][10] - المرجع السابق، ص:91.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][11] - عدة المريد الصادق، أبي العباس أحمد زروق الفاسي، ضبطه عاصم إبراهيم الكيلاني، دار الكتب العلمية- لبنان، ط1/2007م، ص:20.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][12] - الكواكب الدرية، ص: 2/363. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][13] - عدة المريد، ص ص:19-21.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][14] - قواعد التصوف، أحمد زروق الفاسي، تحقيق الشيخ عثمان الحويمدي وحسن السماحي سويدان، ط1/2004، دار وحي القلم- لبنان،: ص ص: 12-13.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][15] - ذكريات مشاهير رجال المغرب، 1/578.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][16] - قواعد التصوف، ص:9.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العالم الصوفي عبد العزيز التباع (ت 914هـ)[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]التعريف:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التباع عبد العزيز، عالم صوفي،لم يرث عن أجداده لا مجدا ولا علما، بل ولا اسما عائليا شهيرا؛ فهو أبو فارس عبد العزيز بن عبد الحق المراكشي المعروف بالحَّرَّارْ، نسبة إلى صناعة الحرير، إذ كانت حرفته في أول أمره. اتّبعه خلق كثير من الناس حتى لقب بالتباع.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]درس وتعلم بمراكش، وقد بلغ في هذا المجال مستوى جعل كُتَّاب التراجم يصفونه "بالشيخ العالم"، هذا قبل أن تنزع همته إلى الإنخراط في طريق القوم، وفي هذا الصدد تذكر كتب التراجم أنه صحب الشيخ الشهير محمد بن سليمان الجزولي مؤسس الطريقة الجزولية الشاذلية. بل، وتجعل منه وارث حاله، وخليفته في الطريقة "وشيخ المشايخ فيها"[1].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جاء في سلوة الأنفاس للكتاني قوله: وأما التباع؛ فأفعمت أقطار المغرب أنواره، وملأت صدور رجاله معارفه وأسراره، وكان في الإمامة والجلالة بمكانة يعز عن الوصف بلوغ مداها، ويعلو على ارتفاع الشأن وشهرة الصيت نداها، حتى كان يلقب في الأقطار المراكشية بسيدي عبد العزيز الشيخ الكامل، وكان يُقال: "النظرة فيه تغني". ووصفه شيخه الشيخ القطب أبو عبد الله سيدي محمد ابن سليمان الجزولي "بالكيمياء"؛ وذلك أنه خدمه مدة، وفتح له على يديه.[2][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]شيوخه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صحب عبد العزيز التباع الإمام الجزولي، وأخذ عنه، وأقام عنده بزاويته بتافوغالت (الشياظمة)، كما أخذ عنه حين قدومه إلى مراكش. وقد ركزت كتب التراجم على علاقة عبد العزيز التباع بشيخه الجزولي الذي كان لقاؤه به عند زيارة هذا الأخير لمراكش، فاستضافه التباع وقاده إلى منزل والديه بالقصور بدرب بن حارب، وعلى الرغم من أن الجزولي توفي قبل أن يستكمل التباع دراسته عليه، فإنه كان يتوسم فيه الخير والصلاح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]التحق عبد العزيز التباع بشيخه الثاني سيدي محمد الصغير السهلي بعد مقتل الإمام الجزولي، ولازمه بزاويته بخندق الزيتون بأحواز فاس مدة ثمان سنوات يخدمه ويأخذ عنه إلى أن أذن له بالعودة إلى بلده مراكش في قصة مشهورة... فرجع إلى موطنه الأصلي، وذاع صيته وأقبل الناس عليه لتلقي العلم والصلاح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلامذته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تتلمذ على يد صاحب الترجمة العديد من المريدين، منهم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] • الشيخ عبد الله الغزواني المعروف بمول القصور. (من سبعة رجال مراكش).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] • الشيخ أبو السرور عياد بن يعقوب الفرجي الدكالي (والد عبد الرحمان المجذوب).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] • الشيخ الكامل محمد بن عيسى الفهدي المعروف بالهادي بنعيسى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] • الشيخ أبو عثمان سعيد أمسناو.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هؤلاء وغيرهم من مشاهير مريدي الشيخ التباع، بل أكثر أولياء مغرب العصر الحديث شهرة على الإطلاق، والذين كانوا وراء مبادئ شيخهم التباع في شتى نواحي البلاد، تلك المبادئ التي لا تختلف في شيء عن أصول الطريقة الجزولية، كما وضعها شيخها وشيخ التباع محمد بن سليمان الجزولي.[3][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي الشيخ عبد العزيز التباع سنة 914هـ/1509م، ودفن بثلث فحول من حومة المواسين بمراكش، وصار الحي يدعى حي سيدي عبد العزيز، كما أن زاويته انتقلت بعد وفاته إلى الضريح، وقبره إلى الآن مزارة كبرى ضمن مسلك زيارة سبعة رجال الشهيرة، وقد بنيت عليه قبة بإذن من السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الهوامش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][1]. معلمة المغرب، 7/2256.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2]. سلوة الأنفاس للكتاني، 2/238، دار الثقافة، الطبعة الأولى سنة 2004م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3]. معلمة المغرب، 7/2257.[/font]
[font=&quot]بحر العلوم: أحمد بن عجيبة (1160-1224ﮪ)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كريمة بن سعاد باحثة مساعدة بمركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] عارف رباني كبير، وعالم صوفي جليل، اجتمعت لديه عوارف العلوم والفنون، وانكشفت له أسرار الفهوم والمتون، فقيه ومفسر كبير، قلّ نظيره في بلاد المغرب، وعلا صنيعه ببلاد المشرق، وقد سلكت طريقه العديد من النفوس، وتغنت بشعره الكثير من الألسن، إنه الشيخ العالم العارف الصوفي: "ابن عجيبة أحمد بن محمد بن المهدي ابن عجيبة الأنجري الحسني"،[1] شريف النسب، شاذلي المشرب، "ولد بقرية أعجيبش من قبيلة حوز تطوان وذلك سنة 1160ﮪ "،[2] من أبوين عابدين ناسكين، فطموه على الطاعة والعبادة منذ الصغر، يقول رضي الله عنه: "... وكنت والحمد لله ألهمني الله الخلوة والوحدة، لا ألعب مع الصبيان ولا ألتفت إلى ما هم فيه...، وقد ألقى الله تعالى في قلبي محبة العلم وأنا في حال الصبا، فقرأت القرطبية قبل ختم السلكة".[3][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وعلى عادة العلماء المغاربة، حفظ سيدي أحمد ابن عجيبة القرآن، واعتنى بتصحيح قراءته، وببعض العلوم التي تلقاها على يد شيوخ كبار، كالمقرئ المحقق: سيدي أحمد الطالب، والفقيه الصالح سيدي عبد الرحمن الكتامي الصنهاجي، والأستاذ المحقق سيدي العربي الزوادي، يقول رحمه الله: "... فقرأت مع قراءة القرآن مقدمة الأجرومية، والألفية، وابن عاشر، والخراز، وجزءا من حرز الأماني وغير ذلك من التآليف... فلما حفظت القرآن، سافرت لتصحيح القراءة وتعلم التجويد، فمكثت في قراءته خمس سنين بعد حفظ السلكة".[4] .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لقد كانت أوقات سيدي ابن عجيبة في مرحلة الشباب، كلها بالعلم معمورة، وبالجد مثمورة، فلم تُلهِهِ تجارة ولا لهو، يقول رضي الله عنه: "وكانت نشأتي والحمد لله في صيانة وحفظ ورعاية وعفاف،لم يمر علينا ما يلحق حال الشباب من شعبة الجنون، بل عصمنا الله وحفظنا من المعاصي الكبار بعد الابتلاء والاختبار".[5][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] كانت قريحته ولوعته بالعلم وهّاجة، وذلك لكثرة اعتنائه بالدراسة، وشدة حبه للعلم، فقد صدقت فراسة العالم الفقيه سيدي محمد السوسي السملالي، الذي فطن لنباغته وفطنته، فقرر اصطحابه معه إلى القصر الكبير للاستزادة من العلم، والتبحر في فنونه، وصقل عوارفه وعلومه، يقول سيدي ابن عجيبة: "اشتغلت بقراءة العلم ففنيت فيه فناءا عظيما، حتى أهملت نفسي ونسيت أمرها..، وكنا نقرأ عليه- السوسي السملالي- سبع مجالس بين الليل والنهار، وإذا كان الثلث الأخير من الليل أقامنا للتهجد، فنتوضأ وندخل الجامع الأعظم، فيأخذ كل واحد منا سارية للتهجد حتى يقرب الفجر، ثم نرجع إلى المدرسة لقراءة العلم، فكانت أوقاتنا كلها معمورة، بين مطالعة ومدارسة وعبادة، فأقمت معه نحو عامين...، وكانت قراءتي والحمد لله كلها ممزوجة بالعبادة،لم نترك قيام الليل إلا نادرا، وكنت أَقْسم الليل ثلاثا: ثلث للنوم، وثلث للتهجد، وثلث للمطالعة، وكنت ألفت الوحدة، فما كنت أسكن إلا وحدي للتفرغ للعلم والعبادة، وما كنت أَجلس في حلقة العلم إلا على وضوء والحمد لله".[6][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هكذا كان سيدي ابن عجيبة مولعا بالعلم، فلا يطبق له جفن عند قراءة القران، ولا يفتر له لسان عن ذكر الرحمن، ولا يعطل من وقته شيئا، يحب العلم حبا جماًّ، ويلم بحقائقه لماّ، يقول رحمه الله: "...فأخذت العلم عن الفقيهين العالمِيْن المُدرسيْن سيدي أحمد الرشا، وسيدي عبد الكريم بن قريش فلازمتهما سنين"،[7] حيث درس على الأول" الألفية ومختصر خليل والسلم ومختصر السنوسي في المنطق والصغرى والكبرى له والمقنع، والخزرجية؛ ودرس على الثاني، التفسير وصحيح البخاري مرارا وصحيح مسلم مرارا والرسالة، وتحفة الحكام لابن عاصم، وألفية بن مالك...والعقيدتين الصغرى والكبرى، وتلخيص المفتاح في البيان، ومختصر السبكي في الأصول، والشفا، وهمزية الإمام البوصيري".[8][/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] كان رضي الله عنه لا يسافر إلا لطلب العلم أو نشره، فبعد مكوثه عامين بالقصر الكبير كطالب علم، انتقل إلى تطوان لمتابعة دراسته على يد شيوخ العلم، "... وقد حصل على ما لم يحصل غيره من العلوم والفنون من نحو، وصرف، وبيان، ومنطق، وكلام، وفقه، وتفسير، وحديث، وتصوف، وأصول، وغيرها"،[9] وبعد ذلك رحل إلى فاس لمتابعة دراسته العليا وأخذ الإجازة من علمائها، ثم رجع إلى تطوان ليشتغل بالتدريس، والذِكر...، وهناك التقى بالشيخ سيدي محمد البوزيدي الحسني، يقول سيدي ابن عجيبة: "فاشتغلت بتدريس العلم، وذكر الله تعالى فردا وجماعة، حتى أخذ الله بيدي بملاقاة الشيخ سيدي محمد البُوزيدي الحسني".[10][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ولقد فرح سيدي ابن عجيبة، فرحا شديدا بملاقاة شيخه، خاصة حين أخبره بما سيعرفه من رفعة وعلو شأن، حيث قال له: "... والله ليكون لك أمر عظيم... والله لتكونن جامعا بين الحقيقة والشريعة".[11][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ورغم كل هذا لم تقف نفس شيخنا ابن عجيبة الشرهة لأخذ العلم عند علم الظاهر فقط، بل تجملت وتجهزت لتستقبل علم الباطن كذلك، خاصة حين نضجت ثمرات علمه، وأصبحت بساطا لعمله، وهذا حال علماء الصوفية، يقول: "ولما حصلنا بفضل الله ما قسم الله لنا من العلم الظاهر انتقلنا إلى التهيؤ للعلم الباطن، وهو العمل بالشريعة الظاهرة، إذ لا ينتقل العمل للبواطن حتى تستقيم الظواهر، إذ الشريعة باب والحقيقة باب ".[12][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فلقد ارتشف شيخنا من كؤوس علوم الظاهر، ولم له يبق سوى كأس علم الباطن، الذي ختم به مسيرته العلمية الضخمة، لكن هذه المرحلة كانت أصعب من كل المراحل التي مر بها في حياته، حيث انتقل من الإجتهاد في طلب العلم، إلى الجهاد في تربية النفس، خاصة حين أمره شيخه البوزيدي، بترويض نفسه وتهذيبها، وذلك بكثرة المجاهدات والرياضات، لكي تصبح مرنة، وتنسلخ من بقايا الشوائب والعلل العالقة بها، فقد استطاع الشيخ احمد ابن عجيبة من تحقيق ذلك، وكان قدوة لغيره في الامتثال والتمسك بالشريعة، مع العلم أنه كان ذا خلق وعفة، ورفعة وهمة، فلقد "... أخذ أنوار الطريقة، وتلقى أسرار الحقيقة من أستاذه سيدي محمد البوزيدي ولقّنه العهود والأوراد والذكر، وقال له يا أحمد يا ولدي، شروط الطريق عندنا الصدق والمحبة".[13][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إن تغلغل سيدي ابن عجيبة في علوم القوم، وتفننه في معانيه، جعله جبلا شامخا في ميداني العلم والتصوف، حتى نال الحظ الأوفر، والقدر الأشمل، يقول: "وأما التصوف فهو علمي ومحط رحلي، فلي فيه اليد الطولى، والقدم الفالح، حزت فيه قصب السبق على طريق أهل الأذواق، فلله الحمد وله الشكر".[14][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ومما يدل على صدق كلامه، كثرة وتنوع مصنفاته، ومؤلفاته، وكتبه، التي اشتهرت وانتشرت في كل ربوع البلاد الإسلامية، ككتاب: القضاء والقدر، وحقائق التصوف، وكشف النقاب عن سر لب الألباب، وكتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم، وكتاب الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية... وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وأما عن الشروح فيقول: "... شرحت الهمزية والبردة للبوصيري، وشرحت الوظيفة الزروقية، وشرحت الحزب الكبير للشاذلي، وشرحت أسماء الله الحسنى، وشرحت المنفرجة وغيرها... وفسرت كتاب الله العزيز من أوله إلى آخره...، وجمعت فيه عبارة أهل الظاهر، وإشارة أهل الباطن، سميته بالبحر المديد في تفسير القرآن المجيد"،[15] ومن الأحزاب الصوفية التي وضعها رحمة الله عليه، كثيرة نذكر من بينها: حزب الحفظ والتحصين، وحزب العز والنصر، وحزب الفتح... وغيرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إن مقصود مقام التصوف وجوهره عند ابن عجيبة "تصفية البواطن حتى يكون العبد في حالة يرضاها الله ورسوله ظاهرا وباطنا... وأما مقام التصوف فهو مقام الإحسان الذي فسره رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: « أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك»"،[16] فهو يَعتبر رحمه الله أن علم التصوف"... من أجل العلوم قدرا وأعظمها محلا وفخرا، كيف لا وهو لباب الشريعة، ومنهاج الطريقة، ومنه تشرق أنوار الحقيقة".[17][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما سلوك الطريق عند ابن عجيبة فله شروط، كما ورد في قوله:" إن سلوك طريق التصوف، وخصوصا لمريد الكشف والتحقيق لا يكون من غير التزام الطاعة والانقياد لشيخ محقق مرشد جامع بين حقيقة وشريعة، لأن الطريق عويص، وأدنى زوال يقع عن المحجة، يؤدي إلى غاية البعد عن المقصود".[18][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونختم ببعض حكمه وأقواله، حيث يقول رضي الله عنه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] - "شدّوا أيديكم على الشريعة المحمدية، فإنها مفتاح لباب الطريقة والحقيقة، فكل من ترك منها شيئا طرد وأبعد، ولو كان واصلا، فالأبواب كلها مسدودة إلا من أتى باب الشريعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- لولا صحبة الرجال، ما عرف النقص من الكمال.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- لولا الشهوات والحظوظ، تصرفت الهمم بأسرع من اللحوظ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- بقدر ما يتفرغ القلب من العلائق تشرق عليه أنوار الحقائق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- لولا الوقوف مع ظلمة الأكوان لأشرقت على القلب شموس العيان".[19][/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي رحمة الله عليه عام (1224[/font][font=&quot]ﮪ[/font][font=&quot])في عقر دار شيخه الروحي العارف بالله الشيخ محمد البوزيدي الحسني، ودفن بموطنه بقرية تسمى الزُميج، من قبيلة أنجرة، حيث مازال ضريحه هناك قائما.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الهوامش:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][1]- الأعلام، خير الدين الزركلي، ط17/2007، دار العلم للملايين- لبنان، 1/240.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2]- المطرب بمشاهير أولياء المغرب، عبد الله بن عبد القادر التليدي (950[/font][font=&quot]ھ[/font][font=&quot])، دار الأمان للنشر والتوزيع، ودار البشائر الإسلامية، الرباط، ط 4/2003، ص: 220. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3]- ابن عجيبة، الفهرسة، تحقيق: عبد الحميد صالح حمدان، ط: 1/1990، دار الغد العربي- القاهرة، ص:26.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][4]- المصدر السابق، ص:27.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][5]- نفسه، ص:28.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][6]- نفسه، ص:30-34.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][7]- نفسه، ص: 30.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][8]- معلمة المغرب، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا: ط، 2005، 18/5990.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][9]- المطرب، ص: 220.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][10]- الفهرسة، ص:32.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][11] - المطرب، ص:221.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][12] - الفهرس، ص:40.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][13] - طبقات الشاذلية الكبرى، قاسم الكوهن الفاسي المغربي (1347[/font][font=&quot]ﮪ[/font][font=&quot]) ، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط2 /2005، ص:152.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][14] - الفهرسة، ص:101.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][15] - الفهرسة، ص:38.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][16] - الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية، أحمد بن عجيبة الحسني (1224[/font][font=&quot]ﮪ[/font][font=&quot])، تحقيق: عاصم إبراهيم الكيالي، دار الكتب العلمية-بيروت، ط:1/2010، ص:56.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][17] - إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري، أحمد بن عجيبة، تحقيق: محمد عزت، ط: 2008م، المكتبة التوفيقية، ص:23.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][18] - الفهرسة، ص: 60.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][19] - نفسه، ص: 125-127.[/font]
[font=&quot]‏ السادة البكريون الصديقيون‏ [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]نبذه عن سيدي "عبد القادر بن محمد السماحي" الملقب بسيدي الشيخ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]par[/FONT][FONT=&quot] السادة البكريون الصديقيون, [/FONT][FONT=&quot]samedi 12 novembre 2011, 03:02[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot](1)نبذه عن سيدي "عبد القادر بن محمد السماحي" الملقب بسيدي الشيخ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قد تقدم ذكر نسبه من جهة والده المنتهي الى ذروة المجد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أما أمه فهي السيدة " أم الخير الجفيرية بنت سيدي علي بن سعيد من اّل سيدي زيان الودغيريين الفجيجين مستقرا ، الشرفاء الأدارسة نسبا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تقدمه الموسوعة المغربية تحت إسم "الفكيكي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة البكري الصديقي " بالتعريف التالي :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]"اشتهر رحمه الله بتوقد الذكاء , وحضور البديهة , وحدة الخاطر منذ طفولته واشتهر في كهولته متصوفا شاذلي الطريقة في مشرق المغرب وغربه , وفي مصر والشام والحجاز , ومكنته هذه الشهرة من الإتصال بالملوك السعديين , والوزراء والمشايخ والعلماء , وأصحاب المكانة المرموقة , وكانت زاويته "بفجيج" قبلة نفر كبير من المريدين , وطلاب السر والطريقة , أشاد بسمت الشيخ وكرمه ونبله وحسن شيمته الرحالة "يوسف بن عابد بن محمد الحسني الفاسي".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولأنه أقام بفجيج مدة مؤثرا في نسيجها الثقافي والإجتماعي سميناه فجيجيا , وقرأ القرأن والعلوم الشرعية بفجيج بزاوية سيدي عبد الجبار التي كانت منارة علم , لم ينشأ قبلها ولا بعدها مثلها بفجيج ، أخذ العلم عن محدث وقته العالم العارف بالله سيدي "أبي القاسم بن محمد بن عبد الجبار" وعمه سيدي "إبراهيم بن عبد الجبار" ، ثالوثا يتميز عن كل رجالات العلم والفكر والأدب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الذين درجوا على أرض فجيج الطيبة ، بما أضافوه من إضافات نوعية إلى خزينة الثقافة المغربية :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- فبإخصتاره للقرطبي (مختصر الجامع لأحكام القرأن) صار الإمام سيدي عبد الجبار من أشهر المفسرين المغاربة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- وبسلوانيته (روضة السلوان) جوزنا لأنفسنا أن ننصب شاعرنا إبراهيم على قمة الهرم في إمارة شعر الطرديات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- وبفريده (الفريد في تقييد الشريد وتوصيد الوبيد) إلى ما كتب ونظم , كان أبو القاسم أكبر وأغنى من كل الذين ترجمنا لهم وسنترجم لهم لاحقا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد ورث - سيدي الشيخ [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] التتلمذ على اّل سيدي عبد الجبار عن أبيه وجده ، فلقد كان جده [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]سليمان بن أبي سماحة" تلميذا لــ "عبد الجبار" , وكان والده "محمد بن سليمان" تلميذا لــ "محمد بن عبد الجبار" , وكان هو تلميذا لــ "أبو القاسم بن محمد".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]كما أخذ سيدي عبد القادر السماحي عن سيدي "عبد الرحمن السكوني" , بالزاوية السكونية , التي كان لها إشعاعات وروادها وعلماؤها , وادت [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] بجدارة [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] دورها العلمي المنوط بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]السند الصوفي للشيخ عبد القادر بن محمد السماحي "سيدي الشيخ" :-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]عبد القادر السماحي عن امحمد بن عبد الرحمن السهلي عن أحمد بن يوسف الملياني عن أحمد زروق عن أحمد الحضرمي عن أبوالحسن القرافي عن ابن عطاء الله عن أبوالعباس المرسي عن أبوالحسن الشاذلي عن عبد السلام بن مشيش عن العطار الزيات عن أبومدين الغوث وقد تلقى السند شيخنا"ابو مدين الغوث" عن ثلاث طرق ، تنتهي في النهاية الى ثلاث صحابة "أبو بكر الصديق و على أبا الحسنين و أنس بن مالك" رضي الله عنهم , وهم أخذوها عن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]-------------[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1- [/FONT][FONT=&quot]أولاد سيدي الشيخ [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]الغرابة والشراقة[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] محمد بن الطيب البوشيخي[/FONT]
[FONT=&quot]العلامة سيدي عبد الله بن الحاج أحمد بن الحسن بن يحيى بن الحاج أحمد الخرشفي الحسني أزيات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تقديم اتهم المغاربة دائما بأنهم أغفلوا أعلامهم وأهملوا الترجمة لهم حتى طواهم النسيان وضاع ذكرهم وعلمهم. وربما صدق الشيخ محمد العربي الفاسي حين يقول في (المرآة): "ووسموا المغاربة بالإهمال ودفنهم فضائلهم في قَبْرَيْ تراب وإخمال، فكم فيهم من فاضل نبيه طوى ذكره عدم التنبيه، فصار اسمه مهجورا كأن لم يكن شيئا مذكورا"(1). ويقول العلامة عبد السلام القادري: "وكم عالم كبير وولي شهير، في القطر المغربي، أهمل التعريف به المغاربة المتقدمون منهم والمتأخرون، بمن جهل حاله وزمانه"(2). ويقول صاحب (التنبيه على من لم يقع به من فضلاء فاس تنويه): "ومعلوم من شأن هذه البلاد عدم الاعتناء بالتعريف، والتصدي لذلك بتأليف أو تصنيف، فكم من إمام مضى، موصوف بالعلم أو مشهور بالخير والصلاح، لم يقع لهم به اعتناء واحتفال، بل ألقي في زوايا الإغفال والإهمال"(3). وعلى هذا المنوال يؤكد الفقيه الكانوني أن المغاربة لم يهتموا بتراجم الرجال "فكم ضاعت من رجال وانطمست من محاسن واندثرت مفاخر يفخر بها الإسلام والعروبة"(4)بقلم: عدنان الوهابي نسب الفقيه الخرشفي هو "محمد المفضل بن سيدي الحسن بن سيدي عبد الله بن الحاج أحمد بن الحسن بن يحيى بن الحاج أحمد الخرشفي الحسني أزيات"(5).ولد أبوه بمدشر أمرازي بقبيلة الأخماس السفلى، وانتقل إلى مدينة شفشاون عام أربعة وستين ومائتين وألف (1264هـ) وبهذه المدينة ولد مُتَرجَمُنا الفقيه المفضل أزيات صبيحة يوم الإثنين من ربيع الثاني عام سبعة وستين ومائتين وألف للهجرة (1267هـ) بحي الصبانين كما ورد في تقييد لوالده: "الحمد لله، ازداد لنا صبي قبل طلوع الفجر يوم الإثنين سابع عشر ربيع الثاني عام سبعة وستين ومائتين وألف هجرية بشفشاون وسميناه المفضل، تفضل الله علينا وعليه بطاعة الله وتقواه"(6)ذاق الفقيه أزيات مرارة اليتم منذ حداثة سنه إذ توفي والده وهو ابن بضعة شهور، فتكفلت أمه بتربيته والعناية به. وتزوج فقيهنا أربع مرات، فكانت زوجته الأولى من عائلة أولاد عياد الشفشاونية وخلف بنتا سماها خديجة، وتزوج ثانية من مدشر اشروطة ببني حسان من عائلة أولاد خرباش، وتصاهر مع الفقيه محمد بن ميمون ورزق من زوجته الثالثة ببنت، أما الرابعة فكانت حفيدة شيخه عبد القادر بنعجيبة الذي أسكنه بمنزل أمريرن. تكوينه العلمي أجمعت كل المصادر التي ترجمت للشيخ المفضل أزيات على أن المسار الذي قطعه في طلب العلم ظل مسارا غامضا، إلا أن العلامة المحقق الأستاذ سعيد أعراب رحمه الله ذكر أن أخواله هم من تكفل بتعليمه بأولاد المقدم بالأخماس قبل أن ينتقل إلى مدشر (اغبالو) حيث حفظ القرآن وأتقن فهمه ورسمه وضبطه(7).والراجح أنه تبحر في العلوم الشرعية فما تركه من رسائل في مختلف المواضيع من تصوف وفقه وفتاوى وشعر خير مثال وأبرز دليل على ذلك. كما يشهد له بإجادته للغة الضاد وعلومها، فأسلوبه النثري في رسائله وفتاواه وأسلوبه الشعري في قصائده المتعددة الأغراض لا تدع مجالا للشك ولا موطئًا لريب. وقد خولت له آفاقه المعرفية الشاسعة أن يتبوأ مكانة حفية بين علماء ومشايخ عصره فقد "كان آخر شيوخ التصوف بجبال شفشاون" كما ذكر العلامة ذ.سعيد أعراب(8).وقد وصفه العلامة محمد الفرطاخ ب"ينبوع اللطائف والعرفان، ومعدن الفضل والإحسان، ونبراس الفصاحة والكمال، وشمس العلوم والمواهب التي لا يعتريها كسوف ولا زوال، الكامل، القدوة الواصل، الوالي الرباني"(9). وحلاه صاحب فهرس الفهارس في فهرسه بقوله: "الصوفي الناسك القاضي أبو عبد الله محمد المفضل بن الحسن أزيات الخرشفي"(10). وظائفه أهلته مكانته وعلمه الغزير أن يشغل عددا من وظائف الخطط الشرعية، فاشتغل أول الأمر بالعدالة والتوثيق بمدينة شفشاون، ثم تقلد القضاء بإيعاز من الصدر الأعظم ابن عزوز التطواني كما ذكر ذ. سعيد أعراب (11) في حين ذكر آخرون(12) أنه تولى القضاء بطلب من قائد منطقة بني سعيد في عهد الحماية محمد القرفة. وكان هذا الأخير لا يتوانى في استغلال أية فرصة تتاح له للنيل من الشيخ وإيذائه والتضييق عليه. ولهذا السبب نجد الفقيه أزيات كثيرا ما كان يضرع لله تعالى ليدفع عنه هذا البلاء، وطلب مرارا إعفاءه من خطة القضاء. وقد استعفى أول الأمر من الفقيه الرهوني قاضي قضاة تطوان إلا أن هذا الأخير رفض طلبه، فبعث برسالة إلى صديقه وزميله العلامة القاضي محمد الصادق بن ريسون يرجوه فيها أن يتوسط له لإعفائه فباءت محاولته بالفشل. إلا أن ذلك لم يحبط من عزيمته ولم ينل من إصراره فتجلد بالصبر، واستغل فرصة اجتماع قضاة المنطقة الشمالية ووقف فيهم ملقيا قصيدة يطلب فيها صراحة من المقيم العام أن يعفيه من منصبه معللا طلبه بكبر سنه (ثمانون عاما) وبعدم قدرته على العمل فرفض المقيم طلبه مجددا مشترطا الموافقة الجماعية لمجلس القضاة، فوافقوا على إعفائه. تصوفه بعد الاستعفاء من القضاء تفرغ فقيهنا كليا للزهد والتنسك، فأخذ يبحث عن شيخ يأخذ عنه ويسلك مسلكه، فاتصل أول الأمر بالشيخ مولاي علي شقور العلمي الذي كان نجمه ساطعا بشفشاون إلا أنه اعتذر له متعللا بكونه لم يبلغ درجة المشيخة ليتخذ مريدين. وأمام "هذا الامتناع والصد لم يكن منه إلا أن هام بفكره وجسده في القبائل الغمارية، حتى انتهى به المطاف في قرية بني بغداد ببني سعيد حيث لقي الشيخ عبد القادر بن أحمد بن عجيبة" الذي طبقت شهرته الآفاق وسارت بذكره الركبان.بعد وفاة الشيخ عبد القادر بن عجيبة تتلمذ الفقيه المفضل أزيات على ابنه الأكبر أحمد، فختم على يده تفسير البحر المديد لجده، وكان ينوب عنه في تسيير شؤون الزاوية. وعندما توفي بن عجيبة الحفيد خلفه فقيهنا في المشيخة فقام بتجديد طريقة "خرق العوائد" وإدخال تعديلات عليها بسبب نفور الناس منها لقسوتها وصعوبة تطبيقها وضغط الاستعمار على شيوخ الزوايا لتطوير الطرق الصوفية. فلم يأمر بارتداء الأسمال والمرقعات أو التسول أو السير في الأسواق بالذكر كما أمر الشيخ عبد القادر مريديه(13). واكتفى بعقد مجالس الذكر والسماع والقيام بالدعوة للطريقة في القرى والبوادي وحث الناس على الأخذ بها، أما نظريا فقد حافظ على ما تعلمه من شيخه من مبادئ وأسس التصوف وهو ما عكسته رسائله وتقاييده. مصنفاته كان الشيخ المفضل أزيات غزير الإنتاج كثير الكتابة، خلف آثارا أدبية وعلمية منها:- الكوكب النوري في تنقيح الجمع الحقيقي والصوري".- "لبابة العقائد" وهي منظومة في العقيدة الأشعرية.- عدة رسائل أبرزها(14): 1- رسالة بعثها إلى الشيخ محمد بن الصديق جاء في مطلعها: "حياك الله بتحيات القدس كماله وزكيات أنس جماله، مطلع الشمسين وبرزخ البحرين، العارف الواصل ذا المدد المتواصل الجامع لأشتات الفضائل، العلامة الناصح الولي العارف الكبير أبا عبد الله سيدي محمد بن الصديق المومني الحسني"(15).2- مراسلات مع الشيخ العلامة عبد الحي الكتاني(16)3- رسالة في خمس صفحات عبارة عن جواب فيما يخص السماع والرقص يبرز فيها قول الشيخ أحمد بنعجيبة في شرح البيتين الواردين في المباحث الأصيلة لابن البنا السرقسطي: وللأنام في السماع حوضلكن هذا الحزب فيه روضقال العراقيون بالتحريمقال الحجازيون بالتسليم4- رسالة غير مؤرخة من صفحتين ونصف موجهة إلى أخيه في الله الفقيه العربي بن أحمد الزكاري بعد أن وصلته منه رسالة يشير فيها إلا خلاف وقع بينه وبين بعضهم على لفظة كلام الشيخ أبي مدين.5- رسالة إلى فقراء قبيلة بني أزيات يضمنها الدعاء لهم ويحثهم على التعبد والذكر.فتاواهوتأكيدا لعطائه في مختلف المجالات المعرفية انتدب للإفتاء، فكانت له مجموعة من الفتاوى أجاب فيها عن مختلف القضايا الشرعية والنوازل الفقهية، إلا أن جلها ضاعت في ثنايا الزمن ولم يكتب لها البقاء وعدت عليها العوادي وما نجا منها لازال حبيس الأدراج أو قابعا بين ركامات الوثائق المهملة أو يضن بها المضنون وقد استطاع الدكتور الهبطي المواهبي رحمة الله عليه جمع بعضها بعد جهد جهيد في كتابه (فتاوى تتحدى الإهمال)(17) يقول في هذا الصدد: "ومع الأسف فإن عيني لم تجل إلا في إحدى عشر فتوى منها، هي التي نقلتها عنه ووضعتها ضمن ما جمعته من فتاوى هذه الفترة للدراسة"(18).وتتميز هذه الفتاوى بكونها قصيرة الطول مختصرة، تختتم أغلبها بذكر الناسخ على لسان المفتي موثقا هذه النصوص، ودعاؤه:"لطف الله به آمين". 1- (مرآة المحاسن)ص692- (سلوة الأنفاس)1/43- (سلوة الأنفاس)1/44- (جواهر الكمال)1/935- هكذا كان يدون اسمه في رسائله6- (محمد المفضل أزيات-حياته،آثاره،شعره)-ص6- بحث لنيل الإجازة في الأدب العربي -إعداد الطالب خالد الريسوني-كلية الآداب والعلوم الإنسانية/تطوان- السنة الجامعية88/19897- (معلمة المغرب)-2/3768- (معلمة المغرب)-2/3769- (مفتون منسيون)-ص17610- ج2-ص255 11- (معلمة المغرب)-2/37612- مثل د.محمد الهبطي المواهبي (مفتون منسيون-ص134)، والأستاذ علي الريسوني (محمد المفضل أزيات [/FONT][FONT=&quot]n[/FONT][FONT=&quot]حياته،آثاره،شعره)-ص1313- (محمد المفضل أزيات [/FONT][FONT=&quot]n[/FONT][FONT=&quot]حياته، آثاره، شعره)-ص1914- (معلمة المغرب) ص2/373-374 و(محمد المفضل أزيات -حياته،آثاره،شعره) -ص26-38. 15- التصور والتصديق) -الشيخ أحمد بن الصديق -ص17616- 855/2.17- (فتاوى تتحدى الإهمال في شفشاون وما أحاط بها من جبال) -جزءان- منشورات وزارة الأوقاف المغربية.18- (مفتون منسيون) -[/FONT]
[FONT=&quot]n contact et d[/FONT][FONT=&quot]’échanger[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]avec[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]les[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]personnes[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]qui[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]vous[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]entourent[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]‏[/FONT][FONT=&quot]Articles de[/FONT][FONT=&quot] قبيلة السماليل‏ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]Avec[/FONT]
[FONT=&quot]Recevoir les articles via RSS[/FONT]
[FONT=&quot]ترجمة القطب الجزولي السملالي.. من "معلمة المغرب"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]par[/FONT][FONT=&quot] قبيلة السماليل, [/FONT][FONT=&quot]vendredi 26 novembre 2010, 10:07[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]كتبها الدكتور حسن جلاب، وهو متخصص في التاريخ، وله كتاب خاص عن الإمام الجزولي، سيذكره في آخر الترجمة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الجزولي: محمد بن سليمان، الشيخ الشهير بـ "سيدي ابن سليمان"، من أعلام التصوف الإسلامي، إليه انتهت الطريقة الشاذلية في عصره، وعنه تفرعت جملة من الطرق التي يكثر أتباعها في المغرب بصفة خاصة؛ كالطريقة التباعية والغزوانية والفلاحية والبكرية والعيساوية والشرقاوية والبوعمرية. اشتهر بالنسبة إلى جده الثاني سليمان؛ فهو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان السملالي السوسي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يرجع المؤرخون نسبه إلى علي بن أبي طالب، وقد اعتمدوا على قوله: "ليس العزيز من تعزز بالقبيلة وحسن الجاه، وإنما العزيز من تعزز بالشرف والنسب؛ أنا شريف النسب؛ جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم"، (ممتع الأسماع، ص: 5، إظهار الكمال، ص: 236)، وقد نظم عبد السلام بن الطيب القادري هذا النسب في كتابه "الإشراف على نسب الأقطاب الأربعة الأشراف" ص:31، 32، وعرض للخلل الحاصل، وهو عدم اتفاق النسابين على وجود ابن لعبد الله اسمه جعفر، مشيراً إلى سقوط اسم بينهما.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويستبعد محمد المهدي الفاسي انتساب الجزولي إلى الأشراف الحسينيين، حسبما ورد في نسخة معتبرة [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] كما[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] من دلائل الخيرات، بل يرجح انتسابه إلى الحسنيين، خاصة وأن المعروف أن سليمان بن عبد الله الكامل بن حسن، نزل تلمسان ودخل أكثر أولاده إلى لمطة وسوس الأقصا، فلا يبعد أن يكون اسمه قد سقط في تسلسل النسب (ممتع الأسماع، ص: 3).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يكتنف سيرة الجزولي كثير من الغموض؛ فالمراحل غير واضحة، والآراء فيها متضاربة. كما يطغى الجانب الأسطوري[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]على الواقع، مما يجعل الخروج من هذا كله برسم موضوعي لسيرة الشيخ من الصعوبة بمكان[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رأى الجزولي النور في مدشر "تانْكْرْتْ"، في سوس ببلاد الساحل، على واد يعرف بهذا الاسم، ولا نعرف متى كان ذلك على وجه التحديد (أواخر القرن الثامن)، ويصعب التقدير ما دامت المصادر لم تشر إلى عمره عند وفاته، واختلف في تحديد تاريخ وفاته نفسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]خرج الجزولي من بلاده لقتالٍ وقع بها (الاستقصا، 4/122)؛ فقد عرفت سوس في أواخر القرن الثامن وبداية القرن التاسع صراعات داخلية؛ إذ كانت من أكثر المناطق خروجا على المخزن الوطاسي ورفضاً لسلطته من جهة، ومواجهة للاستعمار البرتغالي الذي تسرب إلى المنطقة ([/FONT][FONT=&quot]R. Montang, Les Berberes et Makhzen, 827[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قصد الجزولي مدينة فاس لطلب العلم، فنزل بمدرسة الصفارين، وكان يعيش حياة عزلة وتأمل، إذ لم يكن يدخل أحدا إلى غرفته التي كان يخلو فيها بنفسه، بعد ما نقش على جدرانها كلمة "الموت "الموت".. وهذا مظهر من مظاهر عدم الاستقرار، والبحث عن شيخ مربٍّ يمكن السلوك على يديه. لذلك اضطر الجزولي لاللسفر إلى المشرق للاتصال بالعلماء والشيوخ والمربين. وتحدد الروايات المدة التي قضاها في سياحته بسبع سنوات، طاف فيها مدن الحجاز ومصر ومدينة القدس وأخذ بالأزهر على عبد العزيز العجمي (ممتع الأسماع، 22).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويبدو أنه لم يعثر على ضالته، مع طول أمد جولته، وتنوع أماكن زيارته، فعاد إلى المغرب وحل بفاس من جديد، وإن كان الأمر قد اختلط على بعض المصادر، فلم تميز بين رحلته العلمية الأولى وهذه السفرة الثانية إلى فاس، وفيها ألف كتابه "دلائل الخيرات"، معتمداً في مصادره على كتب خزانة القرويين (إظهار الكمال، 238)، والتقى بالإمام زروق الذي أرشده إلى الشيخ المربي، والمعين على سلوك الطريق؛ وهو أبو عبد الله محمد أمغار الصغير (تحفة الكرام)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نزل الجزولي عند شيخه أمغار، وأخذ عنه ورد الشاذلية ودخل في فترة خلوة وتأمل وعبادة بإشارة منه [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] حسبما قيل [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] إلا أنها طالت حتى بلغت أربع عشرة سنة، فلم يخرج منها إلا وقد أخذت الكرامات تصدر عنه، حسب تعبير صاحب ممتع الأسماع (ص11).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]وكان مشددا على نفسه، يمضي الليل والنهار في تلاوة أوراده، وهي: سلكتان من دلائل الخيرات، ومائة ألف من "بسم الله الرحمن الرحيم"، يختمها كل ليلة (إظهار الكمال، 270)، وفدية من "بسم الله الرحمن الرحيم".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وتختلف الروايات حول توقيت زيارته لمراكش، وتعرفه بها إلى مريده عبد العزيز التباع وأسرته بحي القصور، فهناك من يجعلها بعد خلوته وعودته من "تيط"، وهناك من يجعلها بعد رجوعه مباشرة من فاس. وفي الحالتين يبقى تحديدها الزمني غير ممكن ما دمنا نجهل كذلك تاريخ ميلاد التباع الذي كان طفلا صغيرا آنذاك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويبدو أن فترة الخلوة والتأمل كانت كافية لاكتمال الطريقة وبروزها لدى الجزولي، فشرع في نشرها بين مريديه وتلامذته. وكانت "آسفي" من المدن الأولى التي ظهر فيها نفوذ الجزولي، ساعد على ذلك استعداد أهلها لتقبل الطريقة؛ فقد انتشرت فيها من قبل طريقة أبي محمد صالح، وبالقرب منها كان رباط "كوز" و"هرتنانة"، هذه الزواية التي كانت تعرف تعاليم الشاذلية؛ فشيخها أبو سعيد عثمان الهرتناني هو شيخ أبي عبد الله محمد الصغير أمغار الذي أخذ عنه الجزولي، إضافة إلى وقوعها في منطقة لها تاريخ عريق في التصوف وتقديس الأولياء، وهي "ر[/FONT][FONT=&quot]ﯖ[/FONT][FONT=&quot]را[/FONT][FONT=&quot]ﯖ[/FONT][FONT=&quot]ـه"، فبعض رجالها مدفونون عند مصب "تانسيفت" بالقرب من المدينة، لهذا بلغ مريدوه بها خمسة وستين ألفا وستمائة واثني عشر، الشيء الذي جعل السلطات المرينية تتضايق منهم، خاصة وأن الفترة كانت فترة ضعف السلطان المركزي بفاس، مع ما يترتب على مثل هذه الحالة من ظهور الدويلات الطامعة في الحكم، فأمره الوالي بمغادرة المدينة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]كان مصير الجزولي المضايقة في كل المدن والقرى التي زارها ولنفس الأسباب، وبالمقابل ازداد مريدوه وأنصاره بعد انتشار خطر الاحتلال الأجنبي للشواطئ المغربية، ويئس الناس من قدرة الدولة الحاكمة الضعيفة على مواجهة الأحداث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ففي ماسة بسوس تم إجبار الجزولي بعد فترة قصيرة من حلوله بها، على الخروج، فنزل بـ "أفوغال" من بلاد الشياظمة، وتمكن روبير مونتاني وبيير دوسنيفال من التعرف إلى القرية التي نزل فيها الشيخ، وصارت تعرف باسم "أحد دْرا" ([/FONT][FONT=&quot]Berberes et le Makhzen Les[/FONT][FONT=&quot]). وفيها اتجه نحو التعليم وتربية المريدين. وقضى زهاء سبع سنوات متقلا بينها وبين تازروت، فكثر أتباعه وتلامذته بهما، وسمَّه حاكمها بعدما تضايق منهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقع الاختلاف حول تاريخ مقتله؛ إذ جعلوه بين تسع وستين وثمانمائة، وخمس وسبعين وثمانمائة للهجرة. ويرجح الشيخ زروق سنة سبعين وثمانمائة، لأن الفقيه أبا عبد الله محمد بن قاسم القوري تلقى سؤالاً في شأن عمر المغيطي الذي قام بعد مقتل الجزولي طالباً بثأره، وبما أن القوري قد توفي سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة (فهرس ابن غازي، ص: 75)، فإن الشيخ يكون قد توفي قبل هذا التاريخ بالطبع (ممتع الأسماع، ص: 11، 12).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومما يثار عند ذكر وفاة الجزولي مصير التابوت الذي يحوي رفاته بعد وفاته، والصراع الذي دار بين الشياظمة وحاحة حول امتلاكه، وتقديمهم له أثناء حروبهم يحصل لهم النصر، ثم نقله السعديون إلى مراكش بعدما دفن مدة بـ "آفوغال"، وبنوا ضريحه الموجود في الحي الذي يحمل اسمه "سيدي بن سليمان".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وبالرغم من أن علاقة الجزولي بمدينة مراكش كانت واهية، إذ لم يزرها إلا مرة واحدة في حياته، حيث التقى بتلميذه عبد العزيز التباع، فإنه اعتُبر واحداً من رجالاتها السبعة، بعدما نقل إليها جثمانه. ويعود هذا الاختيار إلى ما أدركته طريقته من شهرة ومكانة في المغرب وخارجه، فحلت محل الطريقة الشاذلية وتفرعت إلى طرق عديدة كما ذكرنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]آثاره:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- دلائل الخيرات، النسخة السهلية منقولة عن المؤلف، مخطوطة الخزانة اليوسفية بمراكش (عدد 377)، وللدلائل عدة طبعات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]- عقيدة الجزولي، مخطوطة الخزانة الحسنية بالرباط، ضمن مجموع (رقم 7245 من 24 إلى 36). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- رسالة التوحيد، توجد أوائلها في خزانة ابن يوسف (تحت عدد 587 من ص: 41 إلى 43). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- كتاب الزهد، توجد أوائله في خزانة ابن يوسف بمراكش (رقم 587 من 43 إلى 44). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- أجوبة في الدنيا والدين، مخطوطة الخزانة العامة بالرباط (رقم 731 ق ص، 15، 16) [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- من كلام الشيخ الجزولي: في ممتع الأسماع، ط حجرية وفي بادرة الاستعجال، مخطوطة خاصة بالرباط. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- حزب الشيخ أو الحزب الكبير، مخطوط خ ع بتطوان (رقم 447). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد جمعتُ آثار الجزولي في ملحق كتابي "محمد بن سليمان الجزولي: مقاربة تحليلية لكتابته الصوفية. ط. مراكش 1993.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المراجع:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]م. ابن غازي، فهرس ابن غازي، تح. محمد الزاهي، الرباط 1979. المهدي الفاسي، ممتع الأسماع، ط. حجرية 1305. أ. الناصري: الاستقصا، ط. الدار البيضاء. ع. القادري، الإشراف على نسب الأقطاب الأربعة الأشراف، مخطوط خ ح رقم 232.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإعلام، ط. الرباط 1974-82. حسين بن مصطفى المنفلوطي، تحفة الكرام في بعض مناقب غوث الأنام قطب جزولة، مخطوط خ ع، رقم 925.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]د. حسن جلاب [/font]
[font=&quot]الفقيه التسولي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]هو ابو الحسن علي بن عبد السلام بن علي السبراري القلعي مولدا الورطناجي التسولي منشأ ، الفاسي دارا وقرارا والمدعو امديدش وهذا اللقب امديدش لازال يتداول بين الأسر التسولية إلى يومنا هذا في مناطق التسول وخاصة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] بني افراصن [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]ويستفاد من فريضة كان بث فيها الشيخ التسولي في وقته أن أمه تسمى فاطمة ابنة عائشة وأن جد الم توفي والشيخ ما زال صبيا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد خلف أنجالا برره أكبرهم السيد احمد والسيد خليل والسيد إدريس الهادي ويقال أن ابنه الأكبر أحمد كان يزاول مهنة النسخ، غير أنه لم يترجم لأبنائه جميعا مما خلف من جديد حلقة مفقودة من سيرة الشيخ كما أنه لم يورث عن جميع أبنائه شيئا موثقا يفيد المتطرق للسيرة الذاتية للشيخ التسولي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]انحدر الشيخ التسولي من أسرة فقيرة متواضعة مغمورة تنسب إلى قبيلة التسول البربرية والتي يرجع أصلها إلى زناتة من برابرة تازة ويطلق عليه لقب الفقيه الورطاجي نسبة إلى بني ورطاج وهي إحدى العشائر التي تتكون منها قبيلة التسول.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهو ينسب بالضبط إلى دوار سبرارة الذي تنتمي إليه فرقة قراوة، وخلاصة القول فإن الشيخ التسولي لم ينصف بالمقارنة لمكانته العلمية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]طرق تدريسه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ابتدأ الفقيه الشيخ التسولي كغيره من الطلبة بحفظ القرآن ثم حفظ المتون تم تتلمذ على فقهاء أهلوه من المرحلة الولية إلى مرحلة التخصص.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد امتهن الشيخ التسولي بعض المهن الحرة لتغطية نقص منح الوظائف فقد اشتغل الفقيه باعمال الفلاحة إلا أنه تخلى عنها لما تتطلبه من صرف الوقت الكثير كما أنه رحمه الله كان يتاجر في السلاح " المكاحل " الآت الحرب، بالإضافة إلى بعض الهدايا والصلات التي كانت تصله من داخل الوطن أو خارجه ومن الجزائر خصوصا نظرا لدفاعه عن القضية الجزائرية كذلك كان يعيش على ما كان يأخذه من أحباس حانوت سوق السباط التي حبسها المولى سليمان علي تدريس مختصر الشيخ بهرام وقد تعرضت للبيع أيام الفتنة وقد شكى ذلك الشيخ التسولي إلى المولى سليمان من خلال قصيدة وردت في آخر شرح الشامل.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ومثله مثل أقرانه الطلبة خضع الشيخ التسولي رحمه الله لطرق التعليم المعهودة آنذاك والتي تتجلى كما سلف في حفظ القرآن بعد تعلمه مبادئه والكتابة والحساب ثم حلقات الدروس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد تتلمذ على يد شيوخ وفقهاء بررة أجلاء أخذ عنهم وتأثر بهم، ومن أبرز من تتلمذ عليهما رحمهما الله خصهما هو بنفسه بذكر أسمائهما دون غيرهما وهما :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- الشيخ محمد بن ابراهيم الدكالي توفي سنة 1241 هـ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- الشيخ حمدون بن الحاج توفي سنة 1232 هـ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ü[/FONT][FONT=&quot] وفاته:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يقول الكتاني في تاريخ وفاته : توفي صبيحة يوم السبت خامس عشر شوال الأبرك عام ثمانية وخمسين ومائتين وألف وصلي عليه صلاة العصر بالقرويين، ودفن بالزاوية المذكورة، بين الساريتين الكائنتين وراء ظهر سيدي أحمد بن علي وولده [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من أشهر مؤلفاته التي تعتبر من اهم مراجع الفقه المالكي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]-البهجة في شرح التحفة[/FONT]
[FONT=&quot]من أعلام طنجة :مروان بن سمجون[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف العتيق في الإثنين فبراير 20, 2012 11:42 [/FONT][FONT=&quot]pm[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]هو أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك بن ابراهيم بن سمجون اللــــــواتي الطنجي ، ينتسب الى بيت اللواتيين الطنجيين الذين كان منهم كثير من أهل الفضل والعلم ، ولدسنة 421 هجرية ، قال عنه القاضي عياض : زعيــم العرب وشيخه ، ذو الجاه العريض والقول المسموع فيــه ، كان من أهــــل العلم والفقه والأدب ، أخـــذ العلم عن ابن نفيس وابن منير وابن الوليــــد ، وأخذ القرآن على يد مقرئي مصر ، كما جالس الفقيه عبد الحق بصقليــة ، وسمع من ابن مدكيو فقيه سجلماســـة .. حصل علما جــــــما كما كــان ذا فصاحة لم يؤخــــذ عنه لحن في كلامــــــه مع الخاصة والعامة ، نقل عنه صاحب معجــــــم البلـــدان قولـــه : لم أدخل الى الشـــرق حتى حفظـــت 34000بيتا من أشعار الجاهلية .ولي الصلاة والخطبة والفتيا بسبتـــــــة وطنجة تم تولى أحكامهما ، كما انصرفت اليه جميع أمــــــــور الأندلـــس والمغرب ومنها أن يوسف بن تاشفين قلده كبار مهامه , له شعر وخطــب فصيحة ، توفي رحمه الله سنة 491 هجرية .[/FONT]
[FONT=&quot]من أعلام جبالة : يوليان الغماري حاكم سبتة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف العتيق في الثلاثاء فبراير 07, 2012 11:06 [/FONT][FONT=&quot]am[/FONT]
[FONT=&quot]هو القوط يوليان الغماري ، كان أميرا على غمارة ومدينة طنجة كانت هي عاصمة حكمه ، كما كانت مدينة سبتة تحت امرته ، لقد حكم تحت مظلة القوط / القشتاليين / الكطلانيين الاسبان ، كان يوليان سياسيا محنكا ، كما كان حاكما عادلا ، واسع الثراء ، يصف ابن خلدون فترة حكمه باستقرار المنطقة الشمالية ، ديانته نصرانية تبعا للقوط المسيحيين الخاضعين بدورهم للبيزنطيين المسيحيين الذين نشروا ديانتهم بهذه الربوع قبل مجيئ الاسلام .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]اضطر يوليان مهادنة الفاتحين للمغرب بزعامة عقبة بن بن نافع ، نقل عاصمة حكمه من طنجة الى سبتة سنة 88 هجرية / 706 م ، وفي سنة 92 هجرية ساعد جيوش المسلمين الذين كانوا يتألفون من العرب والوافدين والمغاربة الأمازيغ وذلك بزعامة البطل المغربي آنذاك طارق بن زياد على عبور المضيق الرابط بين البحرين الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ، والاستقرار بالجبل المقابل لسبتة الذي لا يزال يحمل اسمه حتى الآن ، ألا وهو جبل طارق ، ومن هنا تم التخطيط لفتح الأندلس من قبل الرجلين : طارق ويوليان ، ولقد ظل الأخير حاكما على سبتة الى أن توفي فخلفه في ذلك أبناءه الى أن تسلم المسلمون حكم المدينة شأن طائفة هامة من مدن الأندلس .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ولقد اختلفت المصادر بشأن منطقة حكمه فابن عدارى يروي أن يوليان كان يحكم الجزيرة الخضراء بجنوب اسبانيا ، ولم يشر الى مناطق أخرى كطنجة وسبتة ، بينما اختلق آخرون حول طبيعة مساعدته فابن القوطية يقول في كتابه : تاريخ افتتاح الأندلس انه كان مجرد تاجر ، ومعروف نوعية وطبيعة مساعدته ، وهناك من يرى أن سبب مساعدته لطارق كان مرده الى العداوة التي كان يوليان يكنها للوذريق حاكم اسبانيا والذي سبق أن اعتدى على عرضه في شخص ابنته ، الا أن الراجح المستمد من مصادر أخرى عديدة تنفي ذلك وتقول ان مساعدته لهؤلاء كانت استراتيجية اقتضتها أوضاع اسبانيا الاقتصادية والاجتماعية والدينية الشئ الذي جعل فتح الأندلس ضرورة اقتضتها هذه الظروف من جهة فضلا عن ظروف الفتوحات التي من بين أهداف المسلمين بعامة وحكام بني أمية من جهة ثانية .[/FONT]
[FONT=&quot]من أعلام المنطقة: الامام العزفي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف العتيق في الثلاثاء فبراير 07, 2012 3:57 [/FONT][FONT=&quot]am[/FONT]
[FONT=&quot]هو الامام أبو العباس أحمد بن أبي طالب اللخمي من بيت العزفي " ناحية الفنيدق " ، تولى رئاسة سبتة في أواخر دولة الموحدين التي امتد نفودها حتى بلاد الأندلس ، يعتبر أبو العباس العزفي فاضل أهل بيته ، كما كان شاعرا غزلا .. ترجم له أخوه الحافظ أبو القاسم في كتابه " الاشادة في المشهورين من المتأخرين بالاجادة " فقال في حقه : هو أخي الذي باخائه أزهى .. وكبيري الذي المعتمد باجلالي وتوقيري ، ولولا خوفي من أن يلزمني ما لزم مادح نفسه ، لأطنبت في وصف ما له من المحاسن التي فاق بها أبناء جنسه .."يروى عن الامام العزفي توجيه شباب جيله الى الاحتفال بعيد المولد النبوي ، بدل مشاركة نصارى سبتة في احتفالهم بعيد مولد المسيح عليه وعلى نبينا السلام ، وذلك نهاية شهر دجمبر من كل سنة فهذا الاحتفال بالمولد النبوي سرعان ما تبناه حكام المغرب في عهده ، فبات من المناسبات الرسمية الدينية عندنا نحن المسلمين حتى الآن .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]انتقل الامام العزفي في أخريات حياته الى مدينة قرطبة عاصمة الأندلس آنذاك سنة 705 هجرية ، ولزمها حتى تاريخ وفاته بها يوم 28 /12/ 707 هجرية.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ العلامة جوجل بن أل دوت كوم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف رشيد زايزون في الأحد يناير 23, 2011 12:26 [/FONT][FONT=&quot]pm[/FONT]
[FONT=&quot]فضيلة ال شيخ الإمام العلامة جوجل بن نت آل دوت كوم لعله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طرق أسماعكم اسم هذا الإمام، وطارت بين أرجاء الورى فضائله العظام، فهو [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الإمام الجهبذ، والهمام المنقذ، ما استجار به سائل إلا كفاه، وما لجأ إليه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مستفسر إلا حماه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]شُدَّت إليه رحال الأفكار، وسار نحو داره الصغار والكبار، من كافة الأصقاع والأمصار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تخرج به جمعٌ من الفقهاء والمُحدثين [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]بالتسهيل لا بالتشديد-، وتفقه على يديه أهل الورع والدين، وأخذ من فيض علمه الحاضرين واللاحقين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إن هذا الإمام العَلَم يحفظ من الأسانيد والصحاح والسنن والمجاميع [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والمصنفات وكتب التأريخ والرجال والتفاسير والعقائد، ما لا يحصيه حاصٍ، ولا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعده عادٌ، ما تسأله إلا أجابك على فوره دونما تلكؤ أو تفكير [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot]إلا إذا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]كانت الشبكة بطيئة فإنه يسترجع معلوماته، وقد يؤجل الجواب عليك لحين تشبك [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشبكة- !.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]كثيرا ما نسمع من يتتلمذ على يد سيدنا الشيخ جوجل، وإن سألته سيجيبك ويحيلك إلى شيخه المبجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فأصبح العلم مشاعا، وأصبحت بضاعة العلماء والخواص ضياعا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وجلُّ طلاب العلم على شتى تخصصاتهم وتوجهاتهم، يجلس على كرسيه جلسة التلميذ أمام شيخه ويضع يديه على ركبتيه ورجله تحت فخذيه..![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيأتي ويتصدر المجالس، ويفتي ويشرّع وينشر، ويقرّر ويرد ويكفِّر، وبالطبع الإسناد موجود ![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أين عكوف الناس على الكتب ليلهم ونهارهم ![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أين السعي في طلب العلوم من عالم إلى آخر ![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]أين الوعي والفطنة في تلقي التلميذ من معلمه، وأدبه معه، ومعاملته له ![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أين كتاب "تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم" وغيرها من مصنفات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طلب العلم في كل مجالاته سواء لغة أو دينا أو فلكا أو أدبا أو طبا ...[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا تُنكر النهضة ولا التطوّر ... ولا يرد التقدم والتحضُّر ... إنما أن [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يُستبدلا بكل ما سبق، فهذه الطامة والغسق، وهذا شوك في حلق التاريخ علق..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بل يجب أن نستغل فضيلة الشيخ جوجل بن نت آل دوت كوم -قدس الله روحه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشبكية، وأفاض علينا من بركاته الفلكية- في تخديم العلم لا في جعله مرجعا،[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وفي التسهيل للوصول إلى نقطة غامضة، منها ينطلق الإنسان في البحث [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والتنبيش، والتمحيص والتفتيش..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فالله الله في إجلال العلم، وجعل حرمته له دون منقصة، ولا يحق لتلميذ درس الفنون على يد شيخه جوجل أن يتصدر أو يتأمر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فالعلم يؤخذ من صدور الرجال لا من بطون الكتب... كم من قارئ تاه، ومن مطالع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ساه، ومن جرائدي أخذ العلم من الجرائد والصحف والأشباه، فهل يا رعاك الله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تثق بعلم كهذا أو بدين من هذا ... ![/FONT]
[FONT=&quot]العلماء الفقهاء / محمد أبثونة الملقب بالكرمة 14/5/11[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف العتيق في السبت مايو 14, 2011 9:52 [/FONT][FONT=&quot]am[/FONT]
[FONT=&quot]هو الشيخ أبي عبد الله بن محمد أبثونة الملقب بالكرمة ، من مدشر تامريغت / بني رزين ، قضى أكثر حياته في تعليم كتاب الله بالروايات السبع ، فكان الطلبة يتقاطرون عليه من مختلف الجهات حتى من منطقة سوس ، ويعتبر آخر الحفاظ بقبائل غمارة ، اذ بموته انقطع فن / علم القراءات بتلك الديار .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من شيوخه الفقيه المكي أرشيق ، له خزانة غنية بالمخطوطات في علم القراءات كتبت بخط يده ، توفي سنة 1391 هجرية .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ــــــــــــــــــــ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]ذ . سعيد أعراب / مرجع سابق عدد 162 نفس الصفحة .[/FONT]
[FONT=&quot]العلماء الفقهاء / عبد السلام الوليدي /14/5/11[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] من طرف العتيق في السبت مايو 14, 2011 9:42 [/FONT][FONT=&quot]am[/FONT]
[FONT=&quot]هو أبو عبد الله بن عبد السلام الوليدي الأنجري ، ولد في حدود منتصف ق 13 هجرية بقرية تافزة / انجرة ، قرأ بقبيلته ، ثم انتقل الى دار ابن قريش / بني حزمر ليأخذ عن المقرئ ابن الطاهر الوهابي القراءات السبع ، كما تولى الاقراء مكان شيخه بعد وفاته وعندها تتلمذ عليه الفقيه القناني الحساني ، تعلم الشيخ الوليدي الحساب على أحبار اليهود بتطوان ، مما ساعده على اتقان العدد / 1 / الذي قامت عليه المدرسة العددية ، وحين زيارته لمدينة فاس ، ناظره بعض القراء فكان يقول : - اذا استدلوا عليه بالجعبري - أنا الجعبري ، فيملي عليهم من ذاكرته بالرغم من ضعفه في العربسية .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من تلامذته أيضا ولده محمد الوليدي .توفي شيخ المدرسة العددية سنة 1320 هجرية ودفن بمسقط رأسه / 2 / .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ـــــــــــــــــ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1 - يقول محمد بن الهاشمي البقاش حين ترجمته للفقيه الوليدي : انه واحد من الذين جعلوا العدد للحساب في القرآن ، أما المتقدمون عنهم فكانوا يفضلون التركيب .. - قراء أنجرة ص 2 مرقون بحوزة السي عبد السلام البقاش .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2 - ذ . سعيد أعراب / الميثاق عدد 159 سنة 9 / 1972 م ص 4 .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الامام الهبطي السوماتي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واضع وقف القرآن الكريم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]****[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد محمد بن ابي جمعة الهبطي في منتصف القرن التاسع الهجري في مدشر اهباطة فيما يبدو من قبيلة سماتة إحدى قبائل الجبل بشمال المغرب. ولذا جاءت نسبته هكذا: الهبطي السماتي، ويرى بعضهم أن الهبطي نسبة إلى جبال الهبط المعروفة، وسماتة كما هو معلوم كانت الملجأ الأخير في وجه الأدارسة أيام أبي العافية وبها حجرة النسر المشهورة ويقال لها حجرة الشرفاء. وقد أنجبت هذه القبيلة علماء أفذاذا منهم أبو عبد الله محمد بن الحسين الجنوي أستاذ الشيخ الرهوني ولو لم يكن منها إلا هذان الإمامان لكفاها شرفا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تعلم الهبطي على عادة أبناء البادية في الكتاب فحفظ القرآن وجوده، وكانت مدينة القصر الكبير وقتئذ من أهم المراكز الثقافية بالمغرب، ثم رحل إلى فاس وأنهى دراسته بها، وتُطبق الروايات بالصمت عن الشيوخ الذين أخذ عنهم إذا استثنينا أبا عبد الله محمد ابن غازي الذي ربما كان آخر من لقيه بفاس كما أنها لا تذكرمن تلاميذه إلا عبد الله محمد بن علي بن عدة، مع أن الرجل كرس حياته لتعليم كتاب الله وتلقين رواياته. وما أكثر تلاميذه الذين أشاعوا مذهبه في الوقف وقيدوه عنه حتى أنه اكتسح أقطار إفريقية كلها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان أبو عبد الله الهبطي عالما عاملا متبحرا في علوم العربية عارفا بالقراءات ووجوهها، وقد نعته صاحب سلوة الأنفاس بالشيخ الإمام العالم الفقيه الأستاذ المقرئ الكبير النحوي الفرضي الشهير الولي الصالح العالم الناصح ثم قال.. وكان عالم فاس في وقته أستاذا مقرئا عارفا بالقراءات مرجوعا إليه فيها. وكان موصوفا بالخير والفلاح والبركة والصلاح ذا أحوال عجيبة وأسرار غريبة..). [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي بفاس سنة ثلاثين وتسعمائة (930ه) ودفن بروضة الزهيري بطالعة فاس. ولم يصلنا من آثار الهبطي إلا هذا الوقف الموجود بين أيدي الناس وهو العنوان البارز للمصحف المغربي والطابع الشخصي للمدرسة القرآنية بالمغرب. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل اهتمامه بتعليم القرآن واشتغاله بتدريب الطلاب على النطق السليم والتلاوة الصحيحة هو الذي دفع به إلى وضعه، بحيث يعرفون كيف يقفون وأين يصلون؟ وماهي مواطن الوصل والوقف حتى لا يختل المعنى وتضيع الحكمة التي نزل من أجلها القرآن الكريم. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتلك مرحلة أولى في منهاج تعليم القراءات عند الإمام الهبطي، ولعل ذلك ما جعله لا يهتم بالتأليف ولا يعني بأي علم من العلوم الأخرى سيما وقد فسدت ألسنة الناس فأصبحوا مغنين أكثر منهم مقرئين.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]العلامـة **عـــبد الســــلام الســرغــــيني المغربـــي** :[/font]
[font=&quot]هــو الامام عبد السلام بن محمد السرغيني اصله من قبيلة **السراغنة ** بالمغرب الاقصى استــوطن مديـنة فـاس .[/font]
[font=&quot]فقيه مطلع من شيوخه احمد بن خياط و احمد بن الجلالي الامغاري و احمد بن المامون البلغيتي و محمد فتحا القادري و محمد فتحا كنون و حماد الصنهاجي عبد السلام بناني كان مدرسا بالمدرسةالثانوية بفاس و له دروس حافلة بالقرويين عين قاضيا في قبيلة السراغنة و بقي هناك الى ان توفي بها .[/font]
[font=&quot]له كتاب **المسامرة ** قال عنه العلامة تقي الدين الهلالي( في الدعوة لاقامة السنة و محارب البدع )و قال عن مؤلفه (فقيد السلفية و الدعوة للاصلاح الديني العلامة عبد السلام السرغيني برد الله ثراه) .[/font]
[font=&quot]و قال عنه محمد الفاسي : ان تاريخ الحركة الوطنية بل الفكرة الوطنية نفسها يرجع الفضـل في بثها و نشـرها الى شيخ الاسلام ابن العربي و من كان معه من بعض العلماء السلفيين كشيخنا السيد عبد السلام السرغيني رحمه الله , و كثير ممن تتلمذوا لابن العربي كانوا ايضا في نفس الوقت تلاميذ للسـيد عبد السلام السـرغيني و قد لاقـت هذه الحـركة ايضا مقـاومة شديـدة من طرف القبوريين و كان اقطاب السياسة الاهلية من رجال الحماية يساندون الجامدين -القبوريين - , و يضطهدون بشتى الوسائل دعاة الاصلاح .[/font]
[font=&quot]توفي رحمه الله يوم الاثنين الخامس و العشرين من شوال عـام اربع و خمسين و ثلاثمائة و الف للهجرة , له مـواقف من المبتدعة و المشركين و غيرهم مشهودة رحمه الله رحمة واسعة.[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أبي المحاسن الفاسي القصري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](عن منتدى القصر نت)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو أبو المحاسن سيدي يوسف بن محمد بن يوسف الفهري الفاسي القصري، الشيخ الإمام، القدوة الهمام، العالم العلم العلامة، الحبر الفهامة، إمام الطريقة الشاذلية، ومحيي رسومها بالبلاد المغربية، أبو يعقوب وأبو المحاسن سيدي يوسف بن محمد بن يوسف الفهري نسبًا، الأندلسي أصلاً، القصري ولادة ومنشأ ودارا، الفاسي لقبًا ورحلة ومزارا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]رحمة الله-ليلة الخميس لتسع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول عام 937 بالقصر الكبير؛ مأوى أبيه وجده، ليلة الخميس لتسع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبع أو ثمان وثلاثين وتسعمائة، وبه نشأ، آخذا بما يعنيه، واقفا على قدم الجد في كل ما من الله يدنيه. وقرأ كتاب الله العزيز هنالك، وأحكم قراءته بحرف نافع ورسمه وضبطه على الشيخ الصالح أبي الحسن سيدي علي العربي بمسجده المعروف به بطرف القطانين، ثم قرأ عليه المعلم ختمة تبركًا به ؛ لما كان يتوسم فيه من الخير ؛ بسبب ما كان يسمعه من كلام شيخه المجذوب فيه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]رحمه الله- لا يعرف الفقر ولا ما هو؛ فقيض الله له الشيخ الولي الكامل، العارف الواصل، قطب زمانه في الأحوال، وممد فحول الرجال؛ أبا محمد وأبا زيد سيدي عبد الرحمن ابن ولي الله أبي السرور عياد بن يعقوب بن سلامة بن خشان الصنهاجي ثم الفرجي، المعروف بالمجذوب؛ دفين خارج باب عيسى من مكناسة الزيتون. فكان يطلبه ويحوم عليه، ويراقبه. فكان يأتيه للمكتب، ويذكر بعض ما يؤول إليه امره من الخير، ويخبر عن انتقاله إلى حضرة فاس، وما يكون له هنالك، وقال لهم: ((سبقت إليه قبل أن يأتيه غيري!)). وجاءه يومًا بالمكتب، ومسح على رأسه، وقال: ((علمك الله علم الظاهر والباطن))، ثلاثا. ثم التفت للمعلم، وقال : ((لا بد نوارة هذا تفتح، وإذا أحياك الله ترى!))، وكان قبل ذلك يأتي الحومة ويقول : ((بدار الفاسي نوارة لابد أن تفتح)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فلما كان في أوان البلوغ وهو مازال في المكتب؛ أتاه الحال منه، وأشرق باطنه بنور التوحيد، واضمحلال ما سوى الله تعالى، وانخراط في سلك الشيخ؛ فصحبه ولزمه، وسلب له الإرادة،وانتسب إليه، وعول في أموره كلها عليه، وبقي مع الأستاذ أبي زيد عبد الرحمن بن محمد الخباز القصري، وقرأ عليه غير ذلك من أنواع العلوم؛ من فقه ونحو .. وغيرهما.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم ارتحل مع والده إلى فاس للقراءة على مشايخها قبل سنة ستين؛ فأدرك بها جماعة من المشايخ الأكابر؛ منهم: اليسيتني، وأبو محمد عبد الوهاب الزقاق، وأبو زيد عبد الرحمن ابن إبراهيم الدكالي ... وغيرهم من المشايخ. فأخذ عنهم. ولم تطل إقامته بفاس، وعاد إلى القصر سنة ستين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم عاد إلى فاس سنة اثنتين وستين؛ فتلافى الأخذ عمن بقي بها من المشايخ، وكان بها جماعة؛ منهم: خرُّوف التونسي، وابن جلال التلمساني، وأبو العباس المنجور ... وغيرهم، فأخذ عنهم. ولازم ابن جلال كثيرًا، وقرأ عليه التفسير وغيره، وأخذ [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]أيضا- عن أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن مجبر المساري، وسيدي علي بن مبارك التارختي المصمودي السوسي، وعاد بن مبارك التارختي المصمودي السوسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعاد إلى القصر بعلم غزير، وعقد مجالس لأنواع العلوم، تنافس الناس في حضورها، والإكباب عليها، وانتفع به فيها الخاص والعام، وظهرت بركته على أهل القصر وغيرهم، وتخرج به كثير من أهل الطلب. فاستقل في ذلك القطر برياسة العلم والدين، منفردًا في ذلك، إماما متبوعا مسموعا، وهو في ذلك ملازم لشيخه، وخادم له، وكان كثيرًا ما يجيئه طالب الإرادة؛ فيرده إلى الشيخ، إلى أن توفي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]رحمة الله عليه- وكانت مدة صحبته إياه منذ سلب له الإرادة، تزيد على عشرين سنة، وشيخه في جميع ذلك ينوه باسمه ، ويشيد بذكره ويعرف بحقه، ويفتخر به؛ فكان يقول: ((عندي ابن الفاسي؛ نلقى به المغرب))، وتارة يقول: ((نلقى به الشرق والغرب)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان كثيرا إذا رآه يقول فيه: ((مصباح الأمة))، ويقول: ((إنه يكون إماما في العلمين: الظاهر والباطن))، ويقول: ((إنه لابد أن يكون في مقام الغزالي))، وتارة يقول فيه: ((غزالي عصره))، ويقول فيه: ((لايوجد مثله ولو فتش المفتش ما عسى أن يفتش!))، ويقول: ((إنه كالملح؛ لا يستغني عنه أحد))، ويقول: ((من مَسسَ طعامه؛ فليذهب إليه يملحه له)). وكان يصرح كثيرا بأنه المقصود من بين أصحابه، ويقول فيه: ((إنه الذي خمل بيره حتى للقاع))، ويقول له: ((أخذت مطمورتي بأطواقها)). قال في "المقصد": ((يريد بذلك: وراثة حاله وكل ماله من الأنار والمعارف. قال: بل صرح لأصحابه بأنه الخليفة، وأوصاهم به)).هـ. ويقول: ((من أحب أن ينظر قلبي؛ فلينظر ابن الفاسي!))، يشير بذلك إلى أنه نسخة منه. وكان يدعو له ويقول: ((الله يجعل منك الزرع والزريعة؛ فالزرع: أنت، والزريعة: أولادك))، وقال في آخر أمره: ((سيدي يوسف كنت أنا شيخه، واليوم هو شيخي!)).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان صاحب الترجمة خلال صحبته لشيخه المذكور؛ يلقى مشايخ الطريق في عصره، ويأخذ عنهم، لكن لا على سبيل التحكيم في نفسه وسلب الإرادة؛ بل على سبيل التبرك بهم والاستفادة، فكان ممن لقي: الشيخ أبو سالم إبراهيم الزواري التونسي؛ دفين خارج باب الجيسة، والشيخ الولي العارف المتجرد أبو العباس أحمد ابن منصور الحيحي؛ مستوطن القصر الكبير ودفينه بالموضع المعروف بالزاوية، والشيخ أبو عبد الله محمد كانون المطاعي؛ من أولاد مُطاع؛ قبيلة من العرب بالمغرب معروفة، والشيخ أبو محمد عبد الله الهبطي؛ دفين حوز شفشاون، بإزاء زاويته بموضع يقال له: معاتب، وسماه هو: مواهب. والشيخ أبو محمد الحسن بن عيسى المصباحي؛ دفين الدعداعة على وادي مضى من عمل القصر.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والشيخ أبو عبد الله محمد بن مخلوف الضريسي؛ دفين بوشدفان من بلاد ضريسة، ببلاد الهبط، عمل القصر الكبير، والشيخ أبو النجاء سالم العماري؛ ولقنه ذكرا كان يذكره أدبار الصلوات عن شيخه سيدي عبد الرحمن ابن ريسون عن الشيخ الغزواني، والشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الطالب؛ دفين رأس القليعة من داخل باب الفتوح من فاس، والشيخ الولي العارف الكبير، الكامل الراسخ الشهير؛ أبو عثمان سعيد بن أبي بكر المشنزائي؛ دفين خارج مكناسة الزيتون، والشيخ الكبير، الولي الصالح الشهير؛ أبو محمد عبد الله بن ساسي البوسبعي؛ دفين زاويته التي على ضفة وادي تانسيفت بمقربة من مراكش، وقبره مزارة مشهورة هنالك ... وغيرهم من المشايخ ممن لا يحصى ولا يعرف شهادة وغيبا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأخذ شيخه أبو زيد عبد الرحمن المجذوب عن الشيخ المجذوب العظيم، ذي المدد الجسيم؛ أبي الحسن علي بن أحمد الصنهاجي؛ المعروف بالدوار، المتقدم الذكر، وهو عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم الزرهوني؛ المعروف بآفحَّام؛ دفين جبل زرهون، وهو فتح له أولا على يد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث رآه في النوم، ثم انضاف إلى العارف بالله القطب الغوث أبي العباس أحمد البرنسي المعروف بزروق، دفين مسراته ذات الرمال من أطراف برقة، وسنده مشهور معروف. ثم بعد وفاته، انتقل لصاحب الترجمة بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم والجماعة؛ فأقاموه في الوقت مقامه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فمن ثم فاضت أنواره، وطار في الآفاق ذكره واشتهاره، وسارع نحوه أرباب الإرادات، وأقبل عليه أهل الفوز والفلاح من العلماء والأولياء والسادات، وكان أول مقبل عليه: أصحاب شيخه المجذوب. وتأهل [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot]رضي الله عنه- للمشيخة في علمي الظاهر والباطن، وتخرج به مشايخ لا يحصون، ونشأ على يده رجال كبار لا يستقصون، وظهرت على يديه الخوارق العظام، والكرامات الجسام، وبقي على ما تقدم بالقصر نحو الإحدى عشرة سنة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم حرك الله قلبه للانتقال إلى فاس، وكان عنده من ذلك ذكر من شيخه المذكور وغيره من المشايخ، فخرج في صورة الزيارة بأهله، ثامن عشر ربيع النبوي سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، فاستقر بفاس ونزل في حومة العيون، ثم انتقل في عامه ذلك إلى المخفية؛ فسكن بها بالدار المشهورة بإزاء مسجده الذي بناه بها، واشتهر أمره، وطار في البلاد صيته، وأقبل الناس عليه، وكثر الجمع لديه، وأتاه الناس على طبقاتهم؛ علماء وعباد وزهاد ومريدون ومشايخ ... وأذعن له الكافة من العامة والخاصة، وانقاد إليه الملوك والرؤساء، والوزراء وغيرهم من أبناء الدنيا، وخدموه، ولم يستغن عنه أحد، وظهر بذلك مصداق قول شيخه: ((إنه كالملح لا يستغني عنه أحد)). وبقي بفاس خمسا وعشرين سنة كما حد له الشيخ سيدي علي الحنشي. وكان [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رضي الله عنه- جبلا راسخا في الارتسام بالسنة واتباعها، وغاية في الارتسام بالحقيقة وأنواعها، أحد صدور المقربين، وعظماء الصالحين، وأصحاب الحقائق والمعارف والتصريف، وخرق العوائد والتمكين والتعريف. وقد كان الشيخ سيدي محمد ابن عبد الله يثني عليه بالشيخوخة والتربية والحكم، ويقول غير مرة: ((آخر الشيوخ بالمغرب: سيدي يوسف))، ويقول: ((كانوا يقولونفيه: إنه غريب في وقته؛ لانفراده به)). وكان يسمه بالقطبانية، كما كان غيره من الشيوخ يسمه بها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي "المنح الصافية" لولده أبي العباس أحمد وصفه بقطب الزمان، وعنصر العرفان. وفي محل آخر: بقطب الزمان، والحامل في وقته لواء أهل العيان. ووصفه في "ابتهاج القلوب" بقطب الجامع، والغيث الهامع. ثم قال بعد ذلك ما نصه: ((وأما مقام القطبانية؛ فقد وصفه به كثير من تلامذته، وكبار أهل وقته من أهل الأذواق العالية، والمنازلات العيانية، كما شاهدت ذلك بخطوطهم في كتب شتى، وبعضها كتب عليه في ظهره جوابه بخط يده المباركة، مطلعا على ذلك، غير منكر له ور مغير. وممن وصفه بذلك ولده الشيخ أبو العباس في كتبه وتراجمه؛ وكان من أعرف الناس به وبطريق القوم واصطلاحهم)). هـ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وممن وصفه بها أيضًا: سيدي المهدي الفاسي في "الجواهر الصفية" وغيرها، والسيد أبو القاسم الفاسي في "تحفة الوارد والصادر"، وصاحب "عناية أولي المجد" ... وغير واحد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان -رضي الله عنه- يقول: (( لا أحط راسي [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] وفي لفظ: لا أمد هذه الرقبة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] إلا للجبل الراسخ؛ سيدي عبد السلام بن مشيش، سائر الأولياء يقولون، وأنا أقول))، ويقول أيضًا: ((ما في زائد إلا أن قلبي عين صافية)).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي "الابتهاج" نقلا عن خط أخيه العارف بالله سيدي عبد الرحمن بن محمد الفاسي أنه: هو المجدد على رأس الألف، وفي "الصفوة" في ترجمة الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمود بن أبي بكر الونكري الشهير بـ "بَنيُعْ"، المتوفى بتنبكت سنة اثنين وألف؛ أن الشيخ سيدي أحمد بابا السوداني قال: ((ولا يبعد عندي أن يكون هو المبعوث على رأس هذا القرن العاشر؛ لما اشتمل عليه من العلم)). هـ. وذكر الشيخ القصار في أبيات كتب بها في رسالة للسلطان أبي العباس المنصور الذهبي أن المجدد على رأس هذا القرن هو السلطان المذكور.[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى