آلداعي
عضو مميز
- إنضم
- 24 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 3,316
- النقاط
- 38
- الإقامة
- ||خير بقاع الأرض||
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.net
- احفظ من كتاب الله
- ツ
- احب القراءة برواية
- ツ ورش ツ
- القارئ المفضل
- كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
- الجنس
- ||داعي إلى الله||
حفظ القرآن الكريم
تأليف
جمَالِ بنِ إبراهيمَ القِرْش
المشرف على قسم القرآن وعلومه
بمركز الأول للتطوير التربوي بالرياض سابقًا
الطبعة الأولى
1430 هـ
M
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فنُّالتدريسلم يعد يقوم على الفطرة والموهبة والتمرُّس فحسب، بليضاف إليه تعلُّمُ أصول المهنة، وطريقة التدريس، ولا شك أن من أولى ما يجب العناية به هو خدمة كتاب الله، ومن ذلك: أن يتعلم القارئ طرائق وأساليب حفظ القرآن الكريم، خير كتاب وأصدقه، ومشاركة مع الذين سبقونا من أهل العلم والفضل فهذه رسالة في بيان طرائق حفظ القرآن الكريم، وبعض الأساليب المعنية على الحفظ.
وأصل البحث هو جزء من كتابي ( طرائق تدريس القرآن الكريم وحفظه ) رأيت إخراج هذين الفصلين المهمين، لحملة القرآن الكريم أعلى الله شأنهم وقدرهم، وجمعنا وإياهم في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر
أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به في كل وقت وحين، وأن يغفر لنا ولوالدينا، وجميع المؤمنين، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحابته، وآل بيته أجمعين، والحمد لله رب العالمين .
أبو عبد الرحمن جمال القرش
الرياض غرة ذي الحجة للعام 1430 هـ
1- إخلاص النية لله عز وجل
وهو أن يكونمقصدك في حفظ القرآن وتعلمه وتعليمه طلب الأجر والمثوبة من الله، وجعل العناية به من أجل الله تعالى، والفوز بجنته والحصول على مرضاته، فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء أو سمعة
قال الله تعالى : + مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(16)"[هود 15-16]
وقَالَ تعالى: + وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " [الفرقان: 23 ] .
وقال رسول الله × : عنالله تعالى : (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركتهوشركه ))رواه مسلم .
فأي عمل لا يبتغى به وجه الله فهو مبتور أقطع، بل يكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة، فليأخذه ممن صرف له، فإن صرفه لبشر ليقال حافظ فسيقال له يوم القيامة حفظت ليقال حافظ، وقد قيل، فيجر فيسحب على وجهه في النار.
والإخلاص ينفع العبد في حفظه من كيد الشيطان وتثبيط همته، قال تعالى: + قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" ص: 82]، وقال تعالى : {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99
2- الصدق في الدعاء
قد ينال الحافظ الثواب الكامل ويبعث حافظًا لكتاب الله عز وجل بإخلاصه، وصدق طلبه إلحاحه في الدعاء، وإن لم يتم الحفظ، وذلك إن كان صادقًا في رغبته، مبتغيًا وجه الله عز وجل، دل على ذلك حديث سَهْلِ بنِ حنيفِ t أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ : ((مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ))مسلم/ 1909 .
والحديث يبين أن هناك من الناس يوم القيامة من سيبعث شهيدًَا مع أنه لم يشارك في ساحة الجهاد، وسبب ذلك هو صدق النية، والإخلاص مع الله عز وجل، نال بذلك أعلى الدرجات، فإن كان ذلك مع أعلى درجات الجنان للشهداء، أفلا يكون ذلك مع أهل القرآن.
3- الاستعانة بالله تعالى
الإكثار من الدعاء سبب في إعانة الله على الحفظ وعدم نسيانه وأن يجعل حفظكِمتقنًا، وسهلاً وميسرًا، فهو سبحانه وحده القادر على أن يجعل الصعب سهلاً، والعسير يسيرًا، + إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" [يس:82] .
وقَالَ تَعَالَى: +إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون" [آل عمران: 47] .
وقَالَ تَعَالَى: + فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " [يس:83] .
وقَالَ تَعَالَى: + وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ"[المنافقون: 7].
فعلى العبد أن يستعين باللهِ ويلتجئ إليه وحدَهُ، ويُظهر الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة
وعلى الطالب أن لا يستعجل الإجابة، فذلك منهي عنه ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له .
ومن الأمور الجالبة لاستجابة الدعاء :
1- أكل الحلال
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (( أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا……، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! )) مسلم / 1015 .
2- الثقة بالله وحسن الظن به
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِr: قال الله عز وجل: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي..)) ق . البخاري . رقم/ 7405. ومسلم /2675.
3-أفضل الدعاء :
أفضل الدعاء ما جاء به القرآن الكريم والسنة والمطهرة .
قَالَ تَعَالَى: + إنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ "[الإسراء : 9 ] .
وَقَالَ تَعَالَى: + ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"[الإسراء: 83 ] .
وقَالَ تَعَالَى: + قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّون اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "[آل عمران :31] .
4- فمن الأدعية القرآنية :
- + رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" [طه : 114].
- + رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير" [الممتحنة :10 ].
- + رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي" [طه : 25 –28 ].
- + رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" [الكهف :10] .
5- ومن الأدعية النبوية:
-اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي . م / 2725
- اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ . م / 2654 .
- رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي. د. ت. . صحيح الترمذي /3551.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا. م/ 2722(1)
* * *
4- الهِمَّة العالية والعزيمة الصادقة
الإسلام دين يحث على الهمة العالية، وطلب أعلى الجنان، فليست الجنة فقط هي المطلب، فالجنة درجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ :
((… فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ .)) البخاري/ 7423 .
فهذا الحديث دليل واضح على أن يكون المسلم ذا همة عالية، فعليه أن يرغب في الفردوس الأعلى أعلى الجنان، ولا يكتفى بما هو دون ذلك .
إن الدافع القوي والرغبة الذاتية في حفظ القرآن الكريم، وارتفاع الروح المعنوية والهمة أساس لحفظ القرآن الكريم، إذ لا بد من الشعور بالسعادة أثناء التلاوة، ولا يتجاوز الأمر كونهمجرد أمنية وحلم يقظة، فالقرآن الكريم له حلاوة خاصة، ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها، ولا بد أن يصاحب الدافع الذاتي هِمَّة عالية وعزيمة صادقة حتى لا تفتر بعد مدة قصيرة، ولا يكل من النظر في كتاب الله سبحانه، ولا يشبع من تلاوته .
ويمكن أن يجد الإنسان هذه العزيمة الصادقة بمعرفته لعظمة القرآن ومكانة أهله، والفضل الجزيل لقارئه ومستمعه، وخصوصية حملته، فقد وصفهم الله تعالى بالخيرية، ووعدهم برفع درجاتهم، وكثرة حسناتهم، وزيادة إيمانهم، وجعله لهم هدى وشفاء ورحمة (1).
ومن صور المحفزات النبوية لحفظ القرآن الكريم ومدارسته :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال r: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْءان اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا )) رواه أبو داود/1464، و انظر صحيح الترمذي /2914 .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان النبي r : ((يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَقُولُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ وَقَالَ أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلوا وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ ))رواه البخاري/ 1343 .
وعن عمر بن الخطاب t قال: قال r: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ ))رواه مسلم/817 .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال r : ((الْمَاهِرُ بِالْقُرْءانِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْءانَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ))رواه البخاري /4937، مسلم/798، أي : أجر القراءة وأجر المشقة، أما الماهر بالقرآن فهو أرفع درجات وأعظم أجرًا لأنه يكون مع الملائكة السفرة الكرام .
وعن عبد الله بن مسعود t قال: قال r: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ ]الم[ حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ ))رواه الترمذي/ 2910.
5- الفهم طريق الحفظ
تدبر القرآن الكريم من أعظم مقاصد القرآن الكريم وأهداف نزوله قال تعالى: +كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" [ص:29]
قال الشنقيطي أنزل الله هذا الكتاب، معظماً نفسه، بصيغة الجمع، وأنه كتاب مبارك وأن من حكم إنزاله،أن يتدبر الناس آياته، أي يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها، حتى يفهموا مافيها من أنواع الهدى(1).
وتدبر الآيات وفهمها من أعظم ما يعين على الحفظ، ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض، لذلك فإنه ينبغي على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها، وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة، ليستطيع أن يربط بين الآيات، ويلاحظ ارتباط المعنى.
ويجب عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أنيكون الترديد للآيات هو الأساس، وذلك حتى ينطلق اللسان بالقراءة وإن شت الذهنأحياناً عن المعنى وأما من اعتمد على الفهم وحده فإنه ينسى كثيراً، وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه، خاصة عند القراءة الطويلة.
قال الإمام النووي: ثبت في صحيح مسلم- رحمه الله- عن تميم الداري t قال: قال r: (( الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ )) مسلم .
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، ولا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق التلاوة، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة وأن يذبَّ، عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، وأن يصدِّق بما فيه، ويقف مع أحكامه ويتفهم علومه، وأمثاله، ويعتبر بمواعظه، ويتفكر في عجائبه ويعمل بمحكمه، ويسلم لمتشابهه، ويبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، وينشر علومه . اهـ(1) .
ومن الكتب الميسرة المعاصرة المباركة التي نفع الله بها خلق كثير تفسير السعدي ، وزبدة التفاسير للعلامة الأشقر فيهما خير كثير ، فيكمن للحافظ أن يتناول تفسير الآيات قبل حفظها .
6- تقسيم النص القرآني إلى وحدات
وهذا يعني تقطيع الآيات بحسب المعنى، وهو أن يتضمن كل مقطع، معنى معين أو فكرة معينة، يستطيع من خلالها أن يتتبع المعنى، كأن يفصل بين آيات الرحمة والعذاب، والجنة والنار، وقصة، وأخرى ، وهذه المهارة لها علاقة بتنمية ملكة معرفة الوقف والابتداء ، فعن أَبِي بَكْرَةَt أَنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلام: اسْتَزِدْهُ؟ فَاسْتَزَادَهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، ؟ قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ.(1)
قال الحافظ أبو عمرو: فهذا تعليم التام من رسول الله r عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دالُّ على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، وتفصل عمَّا بعدها، إذا كان بعدها ذِكْر الجنة والثـواب، وكذلك نحو قوله عز وجل:
] فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[ البقرة: 275، هنا الوقف، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله تعالى: ]وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[ويقطع على ذلك، وتختمُ به الآيــة .اهـ المكتفى: ص/ 133- 134 .
وأما تقسيم السورة ذات الموضوع الواحد كقصة يوسف عليه السلام، فهي وإن كانت تدور حول موضوع كلي واحد وهو (يوسف عليه السلام) إلا أن هذه السورة يمكن أن تقسم بحسب الأحداث، والمواقف التي تعرض لها نبي الله يوسف عليه السلام، كرؤية يوسف عليه السلام التي قصها على أبيه، وإلقاءه في الجب، …………… وهكذا، فيكون لدى الحافظ بصيرة بالوحدات الجزئية، وفكرة كل مقطع، فالبنيان لا يبنى كتلة واحدة، وإنما من خلال قطع يوضع بعضها فوق بعض .
ويمكن تحديد نسبة الحفظ كل يوم فمثلا يحدد عشر آيات كل يوم أو صفحة أو حزب أو ربع حزب أو أكثر أو أقل كل حسب استطاعته .
7- الحفظ المتقن للمقطع اليومي
لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً، وذلك ليثبت في الذهن ومما يعين على ذلك أن تجعله شغلك طيلة الليل والنهار، وذلك بقراءته في الصلاة، وخاصة قيام الليل، وكذلك أثناء ركوب السيارة، أو عند الذهاب إلى جهة معنية، بتكراره بصفة مستمرة حتى تصل إلى أعلى درجة في الحفظ لهذا المقطع، لأن بمثابة بنيان تبني عليه، فالذي يبني بنيان تعداده ثلاثة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل ثلاثة طوابق، والذي يعد بنيان تعداد طوابقه عشرة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل عشرة طوابق، فما بالك بالقرآن الكريم الذي يتكون من ثلاثين جزء، مع وجود الكثير من المواضع المتشابهة.
8- عدم تجاوز سورة حتى يربط أولها بآخرها
بعد تمام حفظ سورة من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً , وربط أولها بآخرها , وأن يجري لسانه بها بسهولة و يسر، ودون عناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة .
ويجب أن يكون الحفظ كالماء , حتى لو شتت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، فإنه يسترسل من حفظه، ويضع لنفسه ضوابط بأن يعيد الربع إذا زاد عدد الأخطاء عن خطأين، ثم يتحدى بأن يعيد الجزء إذا أخطأ فيه أكثر من خطأين، ثم يتحدى أكثر بأن يعيد الجزء بكامله لو أخطأ فيه خطأ واحد، ليصل بذلك إلى أعلى درجة ممكنة من الحفظ.
إن وصول الحافظ إلى مثل ذلك الإتقان يزيد من ثقته بنفسه، ويصقل موهبة الحفظ لديه، ويشعر بإجادة تامة لحفظه، مما يدفعه إلى مواصلة حفظ باقي القرآن الكريم
* * *
9- التكرار مع التغني
ينبغي أن يكون التكرار مع التغني، وذلكلدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمعيساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا.
إلى جانب أن التغني سنة نص عليها النبي × عند قراءة القرآن الكريم، لا يجوز مخالفتها.
عن أبي هريرة t قَالَ: قال r: (( مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوتِ يتغنَّى بالقرءان يَجْهَرُ بِه )) متفق عليه، البخاري/5023، مسلم/792 .
وعن أبي هريرة t قَالَ: قال r: (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ)) رواه البخاري/7527، يَتَغَنَّ: يحسِّن صوته .
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِr : (( زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فإنَّ الصَّوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حُسنًا)) الحاكم، وانظر صحيح الجامع/3581،
وعن الْبَرَاء رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقْرَأُ ]وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ[ فِي الْعِشَاءِ وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ أَوْ قِرَاءةً " متفق عليه، البخاري/769،مسلم/464 .
قَالَ الإِمَامُ النَّووي رَحِمَهُ اللهُ: " أجمع العلماء رضي الله عنهم مِن السلف والخلف من الصحابة والتابعين، ومَنْ بعدهم مِنَ علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرءان، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة، فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها، ودلائل هذا من حديث رسول الله r مستفيضة عند العامة والخاصة .
وقال رَحِمَهُ اللهُ: يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن أفرَط حتى زاد حرفًا أو أخفاه فهو حرام . اهـ(1) .
10- التسميع والمراجعة الدائمة
ينبغي على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء كل يوم وأكثره عشرة أجزاء لقوله × ((لا يفقه القرآن في أقل من ثلاث))روا ه أو داود،
وهو إشارة إلى حرص الرسول صلى الله علي وسلم على عدم العجلة أثناء القراءة لما لها من أثر سلبي على القراءة حيث ضياع الفهم والتدبر الذي هو من أعظم مقاصد نزول القرآن الكريم
وقوله × : ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة, إن عاهد عليها أمسكها , وإن أطلقها ذهبت))
وهو إشارة إلى سهولة النسيان وذهاب الحفظ إلا بالمعاهدة والمراجعة المستمرة ، وبهذه الرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويثبت.
11- العناية بالمتشابهات
القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته , قال تعالى : + اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" [الزمر:23].
وإذا كان القرآن فيه قرابة من ستة آلاف آية و نيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً التطابق أو الاختلاف في حرف واحد , أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر، فيجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابه اللفظي من الآيات.
وهناك من المتشابه ما يكون في نفس السورة
مثال ذلك :
قوله تعالى : + وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ " البقرة144
وقوله تعالى : + وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي "البقرة150
يلاحظ تكرار قوله تعالى : + وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ . "
ويلاحظ الرابط: أن الموضع الأول جاء بعده توكيد بـ + إن " في قوله + وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ . " ، وفي الثاني : جاء بعده تعليل بـ + لئلا" في قوله + لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ " .
وهناك من المتشابه ما يكون ما وقع بين سورتين: الانفطار والتكوير تكرار قوله تعالى : + عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا"
وجاء في سورة التكوير قوله تعالى: + عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ }التكوير1
وفي سورة الانفطار قوله تعالى: +{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }الانفطار5
في التكوير زيادة + مَّا أَحْضَرَتْ "
وفي الانفطار زيادة + مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ "
والرابط : أن الأخيرة في ترتيب المصحف فيها لفظ +وأخرت" فقرينة المعنى ( التأخير) في اللفظ والمصحف.
12- اغتنام سن الحفظ الذهبية
تثبت الدراسات أهمية اغتنام سنوات الصغر الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريبا ، فالإنسان في هذه السن تكون ملكة حافظة مميزة .
وإن من توفيق الله على العبد أن يغتنم هذه السنوات الذهبية وعدم التسويف والتأخير ، لأنه فرصة قلما تعوض عند الكبر .
ومن ثمار هذه المرحلة قلة المشاغل والمسؤوليات الملقاة على عاتق الحافظ نظرا لصغر سنة، وعدم التزامه بمهام أسرية أو غيرها من المسؤوليات المعلومة، وذلك يساهم بشكل كبير في إتمام الحفظ بإذن الله تعالى.
13- اختيار الوقت المناسب
كلما كان الحافظ نشيطا وبعيدا عن الشواغل والتشويش وبوعي تام لما يقرأ، كلما زاد ذلك من التركيز والانتباه ودرء الخمول أثناء الحفظ، كأيام العطلة والإجازات الأسبوعية .
ومن أهم فوائد توزيع الوقت : تجديد النشاط والهمة، ودفع الكلل والملل، والتعود على شعائر دون رهق، والإقبال على الجد والتقليل من اللهو.
فحاول أن تنظم وقتك ووزعه توزيعًا حسنًا على ساعات الليل والنهار .
ويمكن أن يتم إعداد جدول وتحديد ساعات الفراغ المناسبة للحفظ على مدار الأسبوع.
14 - تصحيح النطق والقراءة
القرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي فقد أخذه الرسول × من جبريل مشافهة، وكان × يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان وعرضه في العام الذي توفي فيه عرضتين، وقد أخذ الصحابة القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة وأخذه عنهم أجيال الأمة بعدهم منهم.
وهذا إن دل فإنما يدل على أن القرآن الكريم ليس كباقي الكتب المنزلة ، فهو له خاصية التلقي، كما قال ربنا جل وعلا {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }النمل6 ، فعلى الحافظ أن يحرص على تلقي القرآن أولا على يد متقن قبل الحفظ حتى لا يبني بنيانا يصعب عليه تعديله بعد الحفظ.
15- المحافظة على رسم واحد للمصحف
الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع حيث تنطبق صور الآيات ومواضعها في المصحف في الذهن مع القراءة والنظر في المصحف، فإذا غيَّر الحافظ مصحفه الذي يحفظ منه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ.
وإن مما ينصح به الشيخ تلميذه أن يكون له مصحفا خاصا مستمرًا عليه ولا يغيره، حتى لا يتشتت ذهنه باختلاف المصاحف وعدد صفحاتها.
* * *
16- تركيز النظر في المصحف
إن تركيز النظر والتأمل في المصحف يساعد على طبع الصفحة في ذهن الحافظ، ويعينه على تصور الآيات التي حفظها، وسرعة استدعائها، فهو يسمع من حفظه، ولكنه يضع أمامه هيئة الآيات،
وقد تكون الآيات مرتبطة بموقف معين، أو بداية قصة ، أو من خلال لفظة معنية.
وتركيز الحفظ يكون من خلال تكرار الأيات واستمرار النظر إليه حتى ولو بعد الحفظ يحاول أن يكون له ختمة مراجعة كاملة تلاوة من المصحف نظر لترسيخ ما سبق حفظه من المصحف ، وعدم نسيان مواضع المصحف
17- لزوم الطاعة وترك المعاصي
إن المعاصي سبب كبير في هبوط المعنويات والهمة، وتخبط الحافظ، وسلب النعمة منه، قال تعالى + وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ " [النحل: 112] .
إن ما حل بهؤلاء القوم من زوال نعمة الأمن والأمان والطمأنينة، واستبدالها بعقاب الخوف والجوع كان نتيجة المعاصي وجحد نعم الله عليهم. فأي حفظ للقرآن مع زوال نعمة الأمن والأمان والطمأنينة .
قال الشافعي رحمه الله
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال إن نور الله فضل
وفضل الله لا يهدى لعاص
وقال وكيع بن الجراح لعلى بن خشرم : (( يا بني والله ما جربت دواء للحفظ مثل ترك المعاصي )) (1).
والمعاصي تورث القسوة في القلب، قال تعالى: + فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ " [المائدة: 13]، وقال سفيان بن عيينة: هل يسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟ قال ألم تسمع قوله تعالى وذكر الآية + فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً".
ومن أهم ما ينبغي لحملة القرآن الكريم الحرص على فعل أسباب زيادة الإيمان، فهي صمام الأمان لأهل القرآن ومن أعظم أسباب الانتفاع به ورفع الهمة العالية للحفظ ، قال تعالى: +قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" [فصلت: 44].
أي : قل هو للذين يهتدون به إلى طريق الحق والرشاد ، والصراط المستقيم، ويشتفون به من كل شك وشبهة+وشفاء" وشفاء لهم من الأسقام البدنية، والأسقام القلبية، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق وأقبح الأعمال، ويحث على التوبة النصوح، التي تغسل الذنوب وتشفي القلب.+ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ" بالقرآن { فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ } أي: صمم عن سماعه وفهم معانيه { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} أي: لا يبصرون به رشدًا، ولا يهتدون به. { أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } أي: ينادون إلى الإيمان، ويدعون إليه، فلا يستجيبون، أي: أن الذين لا يؤمنون بالقرآن، ولا ينتفعون بهداه، ولا يبصرون بنوره، لأنهم سدوا على أنفسهم أبواب الهدى، بإعراضهم عن القرآن.
18- الحفظ اليومي المنظم
الحفظ المنظم المعتدل الذي لا يكون كثيرًا، ولا قليلاً على الحافظ خير من الحفظ المنقطع، وقليل دائم خير من كثير منقطع، فعن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله × : ((أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل )) متفق عليه.
وذلك يعين على استمرارية الحفظ، وسهولته، وعدم الملل، والرغبة في التواصل (1).
19 -التسميع على حافظ آخر
يجبعلى الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، حتى ينبه الحافظ بما يمكنأن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة ورددهدون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر فيالمصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر، فينظر مريد الحفظ المصحف ولا يرى بنفسهموضع الخطأ من قراءته، ولذلك فيكون تسميعه القرآن لغيره وسيلة لاستدراك هذهالأخطاء، وتنبيهاً دائماً لذهنه وحفظه .
20- إزالة التكلف من القراءة
قال الحافظ أبو عمرو الداني رَحِمَهُ اللهُ: فليسَ التجويدُ بتمضيغ اللِّسَان، ولا بتقعيرِ الفَمِ ولا بتعويج الفكّ، ولا بترعيد الصوتِ، ولا بتمطيط المشدد، ولا بتقطيع المَدِّ، ولا بتطنين الغُنَّات، ولا بحصرَمة الرَّاءات، قِراءةً تنفر منها الطِباعُ، وتمُجُّها القلوبُ والأسماعُ، بل القراءة السهلةُ، العذبةُ، الحلوة اللطيفة، التي لا مَضْغَ فيها، ولا لَوكَ ولا تعَسُّفَ، ولا تكلُّف، ولا تصنُّعَ، ولا تنطُّعَ، ولا تخرج عن طباعِ العرب، وكلامِ الفصحاء بوجْهٍ من وجوه القراءاتِ والأداء . اهـ(1) .
ولا شك أن القراءة السهلة العذبة اللطيفة، تحفز القارئ على المضي في تكرار الآية مع شعوره بسعادة وراحة، وأن التكلف يترتب عليه صعوبة في القراءة، وتعثر في التكرار يؤدي إلى الملل والسآمة وفقدان الرغبة في مواصلة الحفظ، ومن صور المبالغة في التفخيم، والتي تؤدي إلى ضم الشفتين بما شبه الواو، والمبالغة في الترقيق والتي تؤدي إلى إمالة الحرف، وأكثر ما يلاحظ هذا التكلف عن الانتقال من المرقق إلى المفخم أو العكس، كما في كلمة: + مخمصة "، أو + مرض " تجد بعض المبتدئين يشبع الحركة ليتمكن من الترقيق فيؤدي به ذلك إلى إيجاد حرف مد زائد (2).
وإلى ذلك أشار النبيr بقوله: (( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْءان غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءةِ ابن أُمِّ عَبْدٍ )) ابن ماجه/ 135، يعني عبد الله بن مسعود(1) .
21- اختيار الشيخ المتقن عند القراءة عليه
قال الإمام مكي بن أبي طالب في باب: صفة من يجب أن يقرأ عليه وينقل عنه، قال أبو محمد: يجب على طالب القرءان أن يتخير لقراءته وضبطه ونقله أهل الديانة والصيانة والفهم في علوم القرءان والنفاذ في علم العربية ( والتجويد بحكاية ألفاظ القرءان)، وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم .
فإذا اجتمع للمرء ذلك كملت حاله، ووجبت إمامته .
فالقراء يتفاضلون في العلم بالتجويد …
فمنهم من يعلمه رواية وقياسًا وتمييزًا فذلك الحاذق الفطن .
ومنهم من يعرفه سماعًا وتقليدًا، فذلك الوهن الضعيف، لا يلبث أن يشك ويدخله التحريف والتصحيف، إذ لم يُبن على أصل ولا نقل عن فهم .
قال: فنقل القرءان فطنة ودراية أحسن منه سماعًا ورواية، قال: فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها .
قال: فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحت عليه القراءة إن كان له مع ذلـــك ديانة اهـ(2) .
22- دراسة اللغة العربية لغة القرآن الكريم .
قال أبو بكر بن مجاهد في وصف حملة القرءان : من حملة القرءان: المُعرِبُ العالمُ بوجوه الإعرابِ، والقراءات، العارفُ باللغاتِ ومعاني الكلامِ، العالمُ البصيرُ بعيبِ لفظ القراءة، المنتقدُ للآثار، فذلك الإمام الَّذِي يفزع إليه حُفَّاظ القرءانِ مِنكُلِّمِصرٍ من أمصارِ الإسلام .
قالَ ومنهم: من يُعْرِب ولا يُلحن ولا عِلْم عنده غير ذلك، فذلك كالأعرابيّ الَّذِي يقرأ بلُغَته ولا يقدِر على تحويلِ لسانِه فهو مطبوعٌ على كلامه
قال ومنهم: من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لمِا تَعلَّم، لأنَّه لا يعرِف الإعرابَ ولا غيرَه، فذلك الحافظُ فلا يلبثْ مِثلُه أنْ ينْسَى إذا طال عهدُه، فيضيعَ الإعراب لشِدَّة تَشَابُهه عليه، وكثرةِ ضَمِّه وفَتْحِه وكسرِه في الآيةِ الواحدةِ، لأنَّه لا يعتمدُ على عِلْم بالعربيةِ، ولا به بَصَرٌ بالمعاني يَرجع إليه، وإنما اعتماده على حِفْظِه وسَمَاعه .
وقد يَنْسَى الحَافْظُ فيضيعَ السَّمَاع، ويشْتَبِهَ عليه الحُرُوف، فيقرأ بِلَحْنٍ لا يعرِفه، وتدْعُوه الشُّبهَة إلى أنْ يَرْوِيَه عَن غَيره، ويُبَرِئ نفْسِه، وَعَسَى أنْ يكُون عندَ الناسِ مُصدَّقًا فَيُحْمَل ذلك عنه، وقد نَسِيَهُ وأوْهَم فيه، وحبَسَ نفْسَه عَلى لُزُومِه والإصرارِ عليه .
أو يكون قد قرأَ على مَن نَسِيَ وضَيَّعَ الإعرابَ ودخلتْه الشُّبهة فتوهم، فذلك لا يُقلَّد القراءة ولا يُحتَجَّ بنقله .اهـ [1]
رَوَى مُحَمَّد بنُ القاسمِ الأنباريّ: أنَّ زيادًا بعث إلى أبي الأسودِ، فقال له: يا أبا الأسودِ إنَّ هذه الحمراءَ قد كثُرت وأفسدَت مِن ألْسُنِ العربِ، فلو وضعْتَ شيئا يُصْلح به النَّاسُ كلامَهم ويُعْربُون بِه كتابَ الله، فأبَى ذلك أبو الأسودِ وكرِهَ إجابةَ زيادٍ أي : لمَّا سألَ، فوجَّه زيادٌ رجلاً، وقال: اقعُدْ في طريق أبي الأسود؛ فإذا مرَّ بكَ فاقرأ شيئًا من القرءانِ، وتعمَّدِ اللَّحْنَ فيه، ففعلَ ذلك، فلمَّا مرَّ أبو الأسود رفَع الرجلُ صوتَه، يقرأ قوله تعالى: +أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ " التوبة: 3 .، بكسر اللام في + ورسُولِهِ "، فاستعظم ذلك أبو الأسود، وقال: عزَّ وجْه الله أنْ يبرَأ مِن رسوله، ورأيت أنْ أبدأ بإعرابِ القرءان .اهـ(2) .
23- مهارة وصل الآيات
تساعد هذه المهارة على ضبط الحفظ بالوصل بالحركات، وهذه المهارة تحتاج إلى شيء من اللغة العربية على سبيل المثال:
قوله تعالى : + هل أتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارًا حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام إلا من ضريع " [الغاشية: 1 – 6]
عند وصل +الغاشية" بما بعدها يكسرها لأنها مضاف إليه، وعند وصل +خاشعة" بما بعدها، يضمها لأنها خبر + وجوه"
وعند وصل +ناصبة" بما بعدها يرفعها لأنها صفة لـ +وجوه".
وعند وصل +حامية" بما بعدها يرفعها لأنها صفة لـ +نارًا".
وهكذا نلاحظ عامل الضبط وتغيره من كسر إلى ضم، إلى فتح، ولا شك أنه كلما كان الحافظ ملمًا بقواعد اللغة العربية، كلما سهل له الإتقان(1).
24- قاعدة الترتيب:
مثال قوله تعالى : + يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " [سورة النور : 24 ]
فذكر الأعضاء في هذا الموضوع ، جاءت بالترتيب من الأعلى إلى الأسفل بالنسبة لجسم الإنسان، فأعلى الجسم يأتي اللسان ثم الأيدي ، ثم الأرجل أسفلها (1) .
وكما في قوله تعالى : +الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " يس65 ، فالأفواه تسبق اليد، والرجل.
25- قاعدة الربط بحرف من اسم السورة
مثال ذلك تقديم كلمة +الناس" :
مثال ما جاء في سورة الإسراء قوله تعالى : + وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِفِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً " الإسراء89
وجاء في سورة الكهف قوله تعالى: +وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً "الكهف54
تأمل الفرق بين الموضوعين:
الإسراء: + وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ "
الكهف: +وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ"
جاء في سورة الإسراء تقديم كلمة +الناس"، وبينها وبين اسم السورة حرف مشترك، وهو السين.
هذا بخلاف موضع الإسراء في قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }الإسراء41 ، فلم يذكر فيه لفظ + الناس"
* * *
نبذة عن المؤلف :
1- جمال بن إبراهيم بن محمد بن القرش .
2- مواليد : 1965. من أهل مصر، شبرا الساحل.
3- ليسانس آداب وتربية قسم اللغة العربية . عام/1987 .
4- مشرف على قسم القرآن الكريم وعلومه بمركز الأول للتطوير التربوي بالرياض.
5- إجازتان في القراءة والإقراء في رواية حفص عن عاصم.
6- أشرف على دورات التلاوة في كلية المعلمين بالدمام عام 1998
7-مشرف عام على دورات إعداد المعلمين بالدمام في الفترةمن 1418، 1421.
8- مشرف عام على دورات اللغة العربية بالمنطقة الشرقية.
9- مشرف عام على دورات غير الناطقين باللغة العربية.عام 1999.
10- مشرف عام على دورة المهارات العليا للقرآن الكريم بالرياض.
11- أشرف على الصفوف الأولية بمركز الأول للتطوير التربوي. عام 1423، 1424
12- شارك في العديد من الدورات لمركز الأول للتطوير التربوي .
13- أشرف على دورة المهارات الإثرائية لمشرفي الصفوف الأولية بالرياض
14- شارك في العديد من الدورات لمركز الإشراف التربوي بالدمام .
15- شارك في العديد من الدورات لمركز الإشراف التربوي بالرياض .
16- أشرف على دورة مهارات الإشراف الفعال بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية.
17- أشرف على دورة المهارات الإثرائية للمشرفات المتميزات لمركز آسية بالرياض
18- عضو لجنة التقويم التكاملي بالمنشئات التعليمية بمركز الأول للتطوير التربوي
19 - رئيس قسم الإشراف التربوي بالإدارة العامة النسائية
20- مدير الشؤون التعليمية بمدارس الوسط
صدر للمؤلف:
في مجال التجويد :
1- للمبتدئين: التمهيد لدراسة علم التجويد للمبتدئين.
2- للمتقدمين: دراسة علم التجويد للمتقدمين: (ثلاثة مستويات).
الأسئلة الموضوعية في علم التجويد للمتقدمين
3-للمتخصصين: سلسلة زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين ويحتوي على:
* نور البيان في فضل القرآن وآداب حملته .
* مختصر عقيدة التَّوْحِيد .
* لحن القراءة .
* النور الساطع في معرفة الخطأ الشائع حسب ترتيب المخارج.
* أضواء البيان في الوقف والابتداء (مع شريطين) .
* فيض المنان في لطائف القرآن (مع شريط) .
* الخلاصة في ضبط التحفة والجزرية (مع شريط).
4- دراسة المخارج والصفات
في مجال اللغة : سلسلة النحو التطبيقي ويشتمل على :
* للمبتدئين: التمهيد لدراسة النحو العربي .
* للمتقدمين: النحو التطبيقي من القرآن والسنة (المستوى الأول)
في مجال الوقف والابتداء: سلسلة دراسة الوقف والابتداء ويشتمل على:
* الوقف الاختياري (1) .
* الوقف اللازم (2) .
* الوقف على كلا وبلى (3) .
في مجال التربية :
* براعم الإسلام للنشء ثلاث مستويات .
* طرائق تدريس القرآن الكريم والتجويد .
* معالم الإشراف القرآني الفعال .
من مراجع الكتاب
مراجع الكتاب
1. أصول التربية الإسلامية، د سعيد إسماعيل على، دار السلام، الطبعة الأولى، 1427.
2. التربية الإسلامية وفن التدريس، عبد الوهاب عبد السلام طويلة، دار السلام الطبعة الأولى، 1418 .
3. تصحيح الدعاء، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد دار العاصمة، ط: الأولى .
4. تفسير الطبري المسمى جامع البيان في تأويل القرءان، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى .
5. تفسير فتح القدير، للشيخ محمد بن علي بن محمد الشوكاني، دار المعرفة بيروت، الطبعة الثالثة .
6. التقويم التشخيصي في القرآن الكريم، جمال إبراهيم القرش، (لم يطبع )
7. التمهيد في علم التجويد، ابن الجزري، مكتبة المعارف الرياض الطبعة الأولى
8. تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين، للصفاقسي، مؤسسة الكتب الثقافة الدينية، الطبعة الأولى .
9. تيسير علم التجويد، أحمد بن أحمد الطويل، دار بن خزيمة، الطبعة الثانية .
10. جابر عبد الحميد جابر، مهارات التدريس، ط1991م، دار النهضة العربية، القاهرة .
11. الحفظ التربوي للإنسان وصناعة الإنسان، د . خالد بن عبد الكريم اللاحم، الطبعة الأولى، 1427 .
12. حلية التلاوة وزينة القارئ، محمد الأشقر جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، الطبعة الأولى .
13. الدرر البهية شرح المقدمة الجزرية، أسامة عبد الوهاب، مكتبة الإيمان الطبعة الأولى.
14. رؤية منهجية لتدريس القرآن الكريم، غادة محمد يحي الطاهر، الطبعة الأولى 1424 .
15. زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المكنون، جمال القرش، دار ابن الجوزي، الطبعة الثانية .
16. سلسلة الأحاديث الصحيحة، للعلامة الألباني: مكتبة المعارف، ط: الأولى.
17. سنن القراء ومناهج المجودين، عبد العزيز القارئ، مكتبة الدار، الطبعة الأولى.
18. صحيح أبي داود، وصحيح النسائي، وصحيح ابن ماجة، وصحيح الترغيب، للعلامة الألباني، مكتبة المعارف ط: الأولى .
19. طرائق التدريس العامة / د محمد عبد القادر أحمد / ص 80-86 .
20. طرق تدريس القرآن الكريم، د محمد الزعبلاوي، مكتبة التوبة، الطبعة الثانية، 420 .
21. العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام، لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، دار الوطن .
22. عقيدة أهل السنة والجماعة، الشيخ ناصر عبد الكريم العقل، دار الوطن، الطبعة الثانية.
23. علم التجويد للمتقدمين ، جمال إبراهيم القرش، دار ابن الجوزي، الطبعة الثالثة، الدمام / 1427
24. العميد في علم التجويد، محمود علي بسة، المكتبة الأزهرية للتراث .
25. القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار الريان للتراث، الطبعة الثانية .
26. كيف تحفظ القرآن الكريم، د / يحي عبد الرزاق الغوثاني، دار الغوثاني، الطبعة الخامسة، 1424 .
27. المرشد في تعليم التربية الإسلامية، د زين محمد شحاته، مكتبة الشباب للعلوم والثقافة، الطبعة الثالثة، 1423 .
28. المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، الدكتور محمد سالم محيسن، دار الجيل بيروت، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، الطبعة الثالثة .
29. منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال، علي محمد الضباع، مكتبة أضواء السلف، الطبعة الأولى .
30. المنهج النبوي في التعليم القرآني دراسة تأصيلية / د / عبد السلام مقبل المجيدي، دار جمعية المحافظة على القرآن الكريم، الأردن .
31. مهارات التدريس الفعال، د / زيد الهويدي، دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى، 1422.
32. مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، د، على إبراهيم الزهراني، دار بن عفان، الطبعة الأولى، 1418 .
33. وقفات لمعلم القرآن الكريم، آدابه وطرق تدريسه، أحمد بن عبد الله الغمري، الطبعة الأولى 1425 ,
34. كيف يحفظ أبناؤنا القرآن الكريم د، عبلة جواد الهرش، مكتبة الصحابة الطبعة الأولى، 1407 .
الفـــــهرس
الموضوع
الصفحة
المقدمة
الفصل الأول : طرَائقُ حفظ القرآن الكريم
أولاً: الطريقة الكلية
ثانيًا: الطريقة الجزئية
ثالثًا: الطريقة المشتركة
رابعًا: طريقة المحو التدريجي
خامسًا: طريقة الحفظ على فترات
الفصل الثالث : أساليب الحفظ الأمثل
1- إخلاص النية لله عز وجل
2- الصدق في الدعاء
3- الاستعانة بالله تعالى
4- الهِمَّة العالية والعزيمة الصادقة
5- الفهم طريق الحفظ
6- تقسيم النص القرآني إلى وحدات
7-
8-
المراجع
(1) زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة ص: 15، 16، 17 .
(1) كيف يحفظ أبناؤنا القرآن الكريم د، عبلة جواد الهرش ص : 38 .
(1) أضواء البيان سور [ص: 29] .
(1) التبيان في آداب حملة القرءان: ص/ 133 .
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، المكتفى: ص/ 131، التمهيد: ص/168 .
(1) التبيان في آداب حملة القُرْءان : ص /91 .
(1) انظر الجامع في الحث على حفظ العلم، ص : 177 .
(1) كيف تحفظ القرآن الكريم، ص: 57 .
(1) انظر : النشر: ج/1ص / 211-212-213 .
(2) لاحظ أثر التكلف على القراءة بالرجوع إلى سلسلة زاد المقرئين الصوتية لمعد الكتاب شريط ( لقاء مع ثلة من أعلام القراء ) ولحن القراءة .
(1) النشر: ج/ 1 ص/ 211- 212- 213.
(2) الرعاية: ص/ 89 –90 .
[1] انظر : الرعاية ص /90 –91 .
(2) سنن الْقُرَّاء ومناهج المجودين ص/ 121 .
(1) مهارات تدريس القرآن الكريم تحت الطبع لمعد الكتاب
(1) الحفظ التربوي للإنسان وصناعة الإنسان ص : 99 .
تأليف
جمَالِ بنِ إبراهيمَ القِرْش
المشرف على قسم القرآن وعلومه
بمركز الأول للتطوير التربوي بالرياض سابقًا
الطبعة الأولى
1430 هـ
M
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
فنُّالتدريسلم يعد يقوم على الفطرة والموهبة والتمرُّس فحسب، بليضاف إليه تعلُّمُ أصول المهنة، وطريقة التدريس، ولا شك أن من أولى ما يجب العناية به هو خدمة كتاب الله، ومن ذلك: أن يتعلم القارئ طرائق وأساليب حفظ القرآن الكريم، خير كتاب وأصدقه، ومشاركة مع الذين سبقونا من أهل العلم والفضل فهذه رسالة في بيان طرائق حفظ القرآن الكريم، وبعض الأساليب المعنية على الحفظ.
وأصل البحث هو جزء من كتابي ( طرائق تدريس القرآن الكريم وحفظه ) رأيت إخراج هذين الفصلين المهمين، لحملة القرآن الكريم أعلى الله شأنهم وقدرهم، وجمعنا وإياهم في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر
أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به في كل وقت وحين، وأن يغفر لنا ولوالدينا، وجميع المؤمنين، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحابته، وآل بيته أجمعين، والحمد لله رب العالمين .
أبو عبد الرحمن جمال القرش
الرياض غرة ذي الحجة للعام 1430 هـ
1- إخلاص النية لله عز وجل
وهو أن يكونمقصدك في حفظ القرآن وتعلمه وتعليمه طلب الأجر والمثوبة من الله، وجعل العناية به من أجل الله تعالى، والفوز بجنته والحصول على مرضاته، فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء أو سمعة
قال الله تعالى : + مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(16)"[هود 15-16]
وقَالَ تعالى: + وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " [الفرقان: 23 ] .
وقال رسول الله × : عنالله تعالى : (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركتهوشركه ))رواه مسلم .
فأي عمل لا يبتغى به وجه الله فهو مبتور أقطع، بل يكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة، فليأخذه ممن صرف له، فإن صرفه لبشر ليقال حافظ فسيقال له يوم القيامة حفظت ليقال حافظ، وقد قيل، فيجر فيسحب على وجهه في النار.
والإخلاص ينفع العبد في حفظه من كيد الشيطان وتثبيط همته، قال تعالى: + قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" ص: 82]، وقال تعالى : {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99
2- الصدق في الدعاء
قد ينال الحافظ الثواب الكامل ويبعث حافظًا لكتاب الله عز وجل بإخلاصه، وصدق طلبه إلحاحه في الدعاء، وإن لم يتم الحفظ، وذلك إن كان صادقًا في رغبته، مبتغيًا وجه الله عز وجل، دل على ذلك حديث سَهْلِ بنِ حنيفِ t أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ : ((مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ))مسلم/ 1909 .
والحديث يبين أن هناك من الناس يوم القيامة من سيبعث شهيدًَا مع أنه لم يشارك في ساحة الجهاد، وسبب ذلك هو صدق النية، والإخلاص مع الله عز وجل، نال بذلك أعلى الدرجات، فإن كان ذلك مع أعلى درجات الجنان للشهداء، أفلا يكون ذلك مع أهل القرآن.
3- الاستعانة بالله تعالى
الإكثار من الدعاء سبب في إعانة الله على الحفظ وعدم نسيانه وأن يجعل حفظكِمتقنًا، وسهلاً وميسرًا، فهو سبحانه وحده القادر على أن يجعل الصعب سهلاً، والعسير يسيرًا، + إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" [يس:82] .
وقَالَ تَعَالَى: +إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون" [آل عمران: 47] .
وقَالَ تَعَالَى: + فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " [يس:83] .
وقَالَ تَعَالَى: + وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ"[المنافقون: 7].
فعلى العبد أن يستعين باللهِ ويلتجئ إليه وحدَهُ، ويُظهر الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة
وعلى الطالب أن لا يستعجل الإجابة، فذلك منهي عنه ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له .
ومن الأمور الجالبة لاستجابة الدعاء :
1- أكل الحلال
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (( أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا……، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! )) مسلم / 1015 .
2- الثقة بالله وحسن الظن به
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِr: قال الله عز وجل: (( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي..)) ق . البخاري . رقم/ 7405. ومسلم /2675.
3-أفضل الدعاء :
أفضل الدعاء ما جاء به القرآن الكريم والسنة والمطهرة .
قَالَ تَعَالَى: + إنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ "[الإسراء : 9 ] .
وَقَالَ تَعَالَى: + ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"[الإسراء: 83 ] .
وقَالَ تَعَالَى: + قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّون اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "[آل عمران :31] .
4- فمن الأدعية القرآنية :
- + رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" [طه : 114].
- + رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير" [الممتحنة :10 ].
- + رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي" [طه : 25 –28 ].
- + رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" [الكهف :10] .
5- ومن الأدعية النبوية:
-اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي . م / 2725
- اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ . م / 2654 .
- رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي. د. ت. . صحيح الترمذي /3551.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا. م/ 2722(1)
* * *
4- الهِمَّة العالية والعزيمة الصادقة
الإسلام دين يحث على الهمة العالية، وطلب أعلى الجنان، فليست الجنة فقط هي المطلب، فالجنة درجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ :
((… فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ .)) البخاري/ 7423 .
فهذا الحديث دليل واضح على أن يكون المسلم ذا همة عالية، فعليه أن يرغب في الفردوس الأعلى أعلى الجنان، ولا يكتفى بما هو دون ذلك .
إن الدافع القوي والرغبة الذاتية في حفظ القرآن الكريم، وارتفاع الروح المعنوية والهمة أساس لحفظ القرآن الكريم، إذ لا بد من الشعور بالسعادة أثناء التلاوة، ولا يتجاوز الأمر كونهمجرد أمنية وحلم يقظة، فالقرآن الكريم له حلاوة خاصة، ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها، ولا بد أن يصاحب الدافع الذاتي هِمَّة عالية وعزيمة صادقة حتى لا تفتر بعد مدة قصيرة، ولا يكل من النظر في كتاب الله سبحانه، ولا يشبع من تلاوته .
ويمكن أن يجد الإنسان هذه العزيمة الصادقة بمعرفته لعظمة القرآن ومكانة أهله، والفضل الجزيل لقارئه ومستمعه، وخصوصية حملته، فقد وصفهم الله تعالى بالخيرية، ووعدهم برفع درجاتهم، وكثرة حسناتهم، وزيادة إيمانهم، وجعله لهم هدى وشفاء ورحمة (1).
ومن صور المحفزات النبوية لحفظ القرآن الكريم ومدارسته :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال r: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْءان اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا )) رواه أبو داود/1464، و انظر صحيح الترمذي /2914 .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان النبي r : ((يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَقُولُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ وَقَالَ أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلوا وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ ))رواه البخاري/ 1343 .
وعن عمر بن الخطاب t قال: قال r: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ ))رواه مسلم/817 .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال r : ((الْمَاهِرُ بِالْقُرْءانِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْءانَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ))رواه البخاري /4937، مسلم/798، أي : أجر القراءة وأجر المشقة، أما الماهر بالقرآن فهو أرفع درجات وأعظم أجرًا لأنه يكون مع الملائكة السفرة الكرام .
وعن عبد الله بن مسعود t قال: قال r: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ ]الم[ حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ ))رواه الترمذي/ 2910.
5- الفهم طريق الحفظ
تدبر القرآن الكريم من أعظم مقاصد القرآن الكريم وأهداف نزوله قال تعالى: +كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" [ص:29]
قال الشنقيطي أنزل الله هذا الكتاب، معظماً نفسه، بصيغة الجمع، وأنه كتاب مبارك وأن من حكم إنزاله،أن يتدبر الناس آياته، أي يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها، حتى يفهموا مافيها من أنواع الهدى(1).
وتدبر الآيات وفهمها من أعظم ما يعين على الحفظ، ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض، لذلك فإنه ينبغي على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها، وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة، ليستطيع أن يربط بين الآيات، ويلاحظ ارتباط المعنى.
ويجب عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أنيكون الترديد للآيات هو الأساس، وذلك حتى ينطلق اللسان بالقراءة وإن شت الذهنأحياناً عن المعنى وأما من اعتمد على الفهم وحده فإنه ينسى كثيراً، وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه، خاصة عند القراءة الطويلة.
قال الإمام النووي: ثبت في صحيح مسلم- رحمه الله- عن تميم الداري t قال: قال r: (( الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ )) مسلم .
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، ولا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق التلاوة، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة وأن يذبَّ، عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، وأن يصدِّق بما فيه، ويقف مع أحكامه ويتفهم علومه، وأمثاله، ويعتبر بمواعظه، ويتفكر في عجائبه ويعمل بمحكمه، ويسلم لمتشابهه، ويبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، وينشر علومه . اهـ(1) .
ومن الكتب الميسرة المعاصرة المباركة التي نفع الله بها خلق كثير تفسير السعدي ، وزبدة التفاسير للعلامة الأشقر فيهما خير كثير ، فيكمن للحافظ أن يتناول تفسير الآيات قبل حفظها .
6- تقسيم النص القرآني إلى وحدات
وهذا يعني تقطيع الآيات بحسب المعنى، وهو أن يتضمن كل مقطع، معنى معين أو فكرة معينة، يستطيع من خلالها أن يتتبع المعنى، كأن يفصل بين آيات الرحمة والعذاب، والجنة والنار، وقصة، وأخرى ، وهذه المهارة لها علاقة بتنمية ملكة معرفة الوقف والابتداء ، فعن أَبِي بَكْرَةَt أَنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلام قَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلام: اسْتَزِدْهُ؟ فَاسْتَزَادَهُ، قَالَ: اقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، ؟ قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، فَاسْتَزَادَهُ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: كُلٌّ شَافٍ كَافٍ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ.(1)
قال الحافظ أبو عمرو: فهذا تعليم التام من رسول الله r عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دالُّ على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، وتفصل عمَّا بعدها، إذا كان بعدها ذِكْر الجنة والثـواب، وكذلك نحو قوله عز وجل:
] فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[ البقرة: 275، هنا الوقف، ولا يجوز أن يوصل ذلك بقوله تعالى: ]وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[ويقطع على ذلك، وتختمُ به الآيــة .اهـ المكتفى: ص/ 133- 134 .
وأما تقسيم السورة ذات الموضوع الواحد كقصة يوسف عليه السلام، فهي وإن كانت تدور حول موضوع كلي واحد وهو (يوسف عليه السلام) إلا أن هذه السورة يمكن أن تقسم بحسب الأحداث، والمواقف التي تعرض لها نبي الله يوسف عليه السلام، كرؤية يوسف عليه السلام التي قصها على أبيه، وإلقاءه في الجب، …………… وهكذا، فيكون لدى الحافظ بصيرة بالوحدات الجزئية، وفكرة كل مقطع، فالبنيان لا يبنى كتلة واحدة، وإنما من خلال قطع يوضع بعضها فوق بعض .
ويمكن تحديد نسبة الحفظ كل يوم فمثلا يحدد عشر آيات كل يوم أو صفحة أو حزب أو ربع حزب أو أكثر أو أقل كل حسب استطاعته .
7- الحفظ المتقن للمقطع اليومي
لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً، وذلك ليثبت في الذهن ومما يعين على ذلك أن تجعله شغلك طيلة الليل والنهار، وذلك بقراءته في الصلاة، وخاصة قيام الليل، وكذلك أثناء ركوب السيارة، أو عند الذهاب إلى جهة معنية، بتكراره بصفة مستمرة حتى تصل إلى أعلى درجة في الحفظ لهذا المقطع، لأن بمثابة بنيان تبني عليه، فالذي يبني بنيان تعداده ثلاثة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل ثلاثة طوابق، والذي يعد بنيان تعداد طوابقه عشرة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل عشرة طوابق، فما بالك بالقرآن الكريم الذي يتكون من ثلاثين جزء، مع وجود الكثير من المواضع المتشابهة.
8- عدم تجاوز سورة حتى يربط أولها بآخرها
بعد تمام حفظ سورة من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً , وربط أولها بآخرها , وأن يجري لسانه بها بسهولة و يسر، ودون عناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة .
ويجب أن يكون الحفظ كالماء , حتى لو شتت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، فإنه يسترسل من حفظه، ويضع لنفسه ضوابط بأن يعيد الربع إذا زاد عدد الأخطاء عن خطأين، ثم يتحدى بأن يعيد الجزء إذا أخطأ فيه أكثر من خطأين، ثم يتحدى أكثر بأن يعيد الجزء بكامله لو أخطأ فيه خطأ واحد، ليصل بذلك إلى أعلى درجة ممكنة من الحفظ.
إن وصول الحافظ إلى مثل ذلك الإتقان يزيد من ثقته بنفسه، ويصقل موهبة الحفظ لديه، ويشعر بإجادة تامة لحفظه، مما يدفعه إلى مواصلة حفظ باقي القرآن الكريم
* * *
9- التكرار مع التغني
ينبغي أن يكون التكرار مع التغني، وذلكلدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمعيساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا.
إلى جانب أن التغني سنة نص عليها النبي × عند قراءة القرآن الكريم، لا يجوز مخالفتها.
عن أبي هريرة t قَالَ: قال r: (( مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوتِ يتغنَّى بالقرءان يَجْهَرُ بِه )) متفق عليه، البخاري/5023، مسلم/792 .
وعن أبي هريرة t قَالَ: قال r: (( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ)) رواه البخاري/7527، يَتَغَنَّ: يحسِّن صوته .
وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِr : (( زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ، فإنَّ الصَّوتَ الحسنَ يزيدُ القرآنَ حُسنًا)) الحاكم، وانظر صحيح الجامع/3581،
وعن الْبَرَاء رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقْرَأُ ]وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ[ فِي الْعِشَاءِ وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ أَوْ قِرَاءةً " متفق عليه، البخاري/769،مسلم/464 .
قَالَ الإِمَامُ النَّووي رَحِمَهُ اللهُ: " أجمع العلماء رضي الله عنهم مِن السلف والخلف من الصحابة والتابعين، ومَنْ بعدهم مِنَ علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرءان، وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة، فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها، ودلائل هذا من حديث رسول الله r مستفيضة عند العامة والخاصة .
وقال رَحِمَهُ اللهُ: يستحب تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن أفرَط حتى زاد حرفًا أو أخفاه فهو حرام . اهـ(1) .
10- التسميع والمراجعة الدائمة
ينبغي على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء كل يوم وأكثره عشرة أجزاء لقوله × ((لا يفقه القرآن في أقل من ثلاث))روا ه أو داود،
وهو إشارة إلى حرص الرسول صلى الله علي وسلم على عدم العجلة أثناء القراءة لما لها من أثر سلبي على القراءة حيث ضياع الفهم والتدبر الذي هو من أعظم مقاصد نزول القرآن الكريم
وقوله × : ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة, إن عاهد عليها أمسكها , وإن أطلقها ذهبت))
وهو إشارة إلى سهولة النسيان وذهاب الحفظ إلا بالمعاهدة والمراجعة المستمرة ، وبهذه الرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويثبت.
11- العناية بالمتشابهات
القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته , قال تعالى : + اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" [الزمر:23].
وإذا كان القرآن فيه قرابة من ستة آلاف آية و نيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً التطابق أو الاختلاف في حرف واحد , أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر، فيجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابه اللفظي من الآيات.
وهناك من المتشابه ما يكون في نفس السورة
مثال ذلك :
قوله تعالى : + وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ " البقرة144
وقوله تعالى : + وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي "البقرة150
يلاحظ تكرار قوله تعالى : + وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ . "
ويلاحظ الرابط: أن الموضع الأول جاء بعده توكيد بـ + إن " في قوله + وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ . " ، وفي الثاني : جاء بعده تعليل بـ + لئلا" في قوله + لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ " .
وهناك من المتشابه ما يكون ما وقع بين سورتين: الانفطار والتكوير تكرار قوله تعالى : + عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا"
وجاء في سورة التكوير قوله تعالى: + عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ }التكوير1
وفي سورة الانفطار قوله تعالى: +{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }الانفطار5
في التكوير زيادة + مَّا أَحْضَرَتْ "
وفي الانفطار زيادة + مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ "
والرابط : أن الأخيرة في ترتيب المصحف فيها لفظ +وأخرت" فقرينة المعنى ( التأخير) في اللفظ والمصحف.
12- اغتنام سن الحفظ الذهبية
تثبت الدراسات أهمية اغتنام سنوات الصغر الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريبا ، فالإنسان في هذه السن تكون ملكة حافظة مميزة .
وإن من توفيق الله على العبد أن يغتنم هذه السنوات الذهبية وعدم التسويف والتأخير ، لأنه فرصة قلما تعوض عند الكبر .
ومن ثمار هذه المرحلة قلة المشاغل والمسؤوليات الملقاة على عاتق الحافظ نظرا لصغر سنة، وعدم التزامه بمهام أسرية أو غيرها من المسؤوليات المعلومة، وذلك يساهم بشكل كبير في إتمام الحفظ بإذن الله تعالى.
13- اختيار الوقت المناسب
كلما كان الحافظ نشيطا وبعيدا عن الشواغل والتشويش وبوعي تام لما يقرأ، كلما زاد ذلك من التركيز والانتباه ودرء الخمول أثناء الحفظ، كأيام العطلة والإجازات الأسبوعية .
ومن أهم فوائد توزيع الوقت : تجديد النشاط والهمة، ودفع الكلل والملل، والتعود على شعائر دون رهق، والإقبال على الجد والتقليل من اللهو.
فحاول أن تنظم وقتك ووزعه توزيعًا حسنًا على ساعات الليل والنهار .
ويمكن أن يتم إعداد جدول وتحديد ساعات الفراغ المناسبة للحفظ على مدار الأسبوع.
14 - تصحيح النطق والقراءة
القرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي فقد أخذه الرسول × من جبريل مشافهة، وكان × يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان وعرضه في العام الذي توفي فيه عرضتين، وقد أخذ الصحابة القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة وأخذه عنهم أجيال الأمة بعدهم منهم.
وهذا إن دل فإنما يدل على أن القرآن الكريم ليس كباقي الكتب المنزلة ، فهو له خاصية التلقي، كما قال ربنا جل وعلا {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }النمل6 ، فعلى الحافظ أن يحرص على تلقي القرآن أولا على يد متقن قبل الحفظ حتى لا يبني بنيانا يصعب عليه تعديله بعد الحفظ.
15- المحافظة على رسم واحد للمصحف
الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع حيث تنطبق صور الآيات ومواضعها في المصحف في الذهن مع القراءة والنظر في المصحف، فإذا غيَّر الحافظ مصحفه الذي يحفظ منه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ.
وإن مما ينصح به الشيخ تلميذه أن يكون له مصحفا خاصا مستمرًا عليه ولا يغيره، حتى لا يتشتت ذهنه باختلاف المصاحف وعدد صفحاتها.
* * *
16- تركيز النظر في المصحف
إن تركيز النظر والتأمل في المصحف يساعد على طبع الصفحة في ذهن الحافظ، ويعينه على تصور الآيات التي حفظها، وسرعة استدعائها، فهو يسمع من حفظه، ولكنه يضع أمامه هيئة الآيات،
وقد تكون الآيات مرتبطة بموقف معين، أو بداية قصة ، أو من خلال لفظة معنية.
وتركيز الحفظ يكون من خلال تكرار الأيات واستمرار النظر إليه حتى ولو بعد الحفظ يحاول أن يكون له ختمة مراجعة كاملة تلاوة من المصحف نظر لترسيخ ما سبق حفظه من المصحف ، وعدم نسيان مواضع المصحف
17- لزوم الطاعة وترك المعاصي
إن المعاصي سبب كبير في هبوط المعنويات والهمة، وتخبط الحافظ، وسلب النعمة منه، قال تعالى + وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ " [النحل: 112] .
إن ما حل بهؤلاء القوم من زوال نعمة الأمن والأمان والطمأنينة، واستبدالها بعقاب الخوف والجوع كان نتيجة المعاصي وجحد نعم الله عليهم. فأي حفظ للقرآن مع زوال نعمة الأمن والأمان والطمأنينة .
قال الشافعي رحمه الله
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال إن نور الله فضل
وفضل الله لا يهدى لعاص
وقال وكيع بن الجراح لعلى بن خشرم : (( يا بني والله ما جربت دواء للحفظ مثل ترك المعاصي )) (1).
والمعاصي تورث القسوة في القلب، قال تعالى: + فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ " [المائدة: 13]، وقال سفيان بن عيينة: هل يسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟ قال ألم تسمع قوله تعالى وذكر الآية + فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً".
ومن أهم ما ينبغي لحملة القرآن الكريم الحرص على فعل أسباب زيادة الإيمان، فهي صمام الأمان لأهل القرآن ومن أعظم أسباب الانتفاع به ورفع الهمة العالية للحفظ ، قال تعالى: +قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" [فصلت: 44].
أي : قل هو للذين يهتدون به إلى طريق الحق والرشاد ، والصراط المستقيم، ويشتفون به من كل شك وشبهة+وشفاء" وشفاء لهم من الأسقام البدنية، والأسقام القلبية، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق وأقبح الأعمال، ويحث على التوبة النصوح، التي تغسل الذنوب وتشفي القلب.+ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ" بالقرآن { فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ } أي: صمم عن سماعه وفهم معانيه { وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} أي: لا يبصرون به رشدًا، ولا يهتدون به. { أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } أي: ينادون إلى الإيمان، ويدعون إليه، فلا يستجيبون، أي: أن الذين لا يؤمنون بالقرآن، ولا ينتفعون بهداه، ولا يبصرون بنوره، لأنهم سدوا على أنفسهم أبواب الهدى، بإعراضهم عن القرآن.
18- الحفظ اليومي المنظم
الحفظ المنظم المعتدل الذي لا يكون كثيرًا، ولا قليلاً على الحافظ خير من الحفظ المنقطع، وقليل دائم خير من كثير منقطع، فعن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله × : ((أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل )) متفق عليه.
وذلك يعين على استمرارية الحفظ، وسهولته، وعدم الملل، والرغبة في التواصل (1).
19 -التسميع على حافظ آخر
يجبعلى الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، حتى ينبه الحافظ بما يمكنأن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة ورددهدون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر فيالمصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر، فينظر مريد الحفظ المصحف ولا يرى بنفسهموضع الخطأ من قراءته، ولذلك فيكون تسميعه القرآن لغيره وسيلة لاستدراك هذهالأخطاء، وتنبيهاً دائماً لذهنه وحفظه .
20- إزالة التكلف من القراءة
قال الحافظ أبو عمرو الداني رَحِمَهُ اللهُ: فليسَ التجويدُ بتمضيغ اللِّسَان، ولا بتقعيرِ الفَمِ ولا بتعويج الفكّ، ولا بترعيد الصوتِ، ولا بتمطيط المشدد، ولا بتقطيع المَدِّ، ولا بتطنين الغُنَّات، ولا بحصرَمة الرَّاءات، قِراءةً تنفر منها الطِباعُ، وتمُجُّها القلوبُ والأسماعُ، بل القراءة السهلةُ، العذبةُ، الحلوة اللطيفة، التي لا مَضْغَ فيها، ولا لَوكَ ولا تعَسُّفَ، ولا تكلُّف، ولا تصنُّعَ، ولا تنطُّعَ، ولا تخرج عن طباعِ العرب، وكلامِ الفصحاء بوجْهٍ من وجوه القراءاتِ والأداء . اهـ(1) .
ولا شك أن القراءة السهلة العذبة اللطيفة، تحفز القارئ على المضي في تكرار الآية مع شعوره بسعادة وراحة، وأن التكلف يترتب عليه صعوبة في القراءة، وتعثر في التكرار يؤدي إلى الملل والسآمة وفقدان الرغبة في مواصلة الحفظ، ومن صور المبالغة في التفخيم، والتي تؤدي إلى ضم الشفتين بما شبه الواو، والمبالغة في الترقيق والتي تؤدي إلى إمالة الحرف، وأكثر ما يلاحظ هذا التكلف عن الانتقال من المرقق إلى المفخم أو العكس، كما في كلمة: + مخمصة "، أو + مرض " تجد بعض المبتدئين يشبع الحركة ليتمكن من الترقيق فيؤدي به ذلك إلى إيجاد حرف مد زائد (2).
وإلى ذلك أشار النبيr بقوله: (( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ القُرْءان غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءةِ ابن أُمِّ عَبْدٍ )) ابن ماجه/ 135، يعني عبد الله بن مسعود(1) .
21- اختيار الشيخ المتقن عند القراءة عليه
قال الإمام مكي بن أبي طالب في باب: صفة من يجب أن يقرأ عليه وينقل عنه، قال أبو محمد: يجب على طالب القرءان أن يتخير لقراءته وضبطه ونقله أهل الديانة والصيانة والفهم في علوم القرءان والنفاذ في علم العربية ( والتجويد بحكاية ألفاظ القرءان)، وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم .
فإذا اجتمع للمرء ذلك كملت حاله، ووجبت إمامته .
فالقراء يتفاضلون في العلم بالتجويد …
فمنهم من يعلمه رواية وقياسًا وتمييزًا فذلك الحاذق الفطن .
ومنهم من يعرفه سماعًا وتقليدًا، فذلك الوهن الضعيف، لا يلبث أن يشك ويدخله التحريف والتصحيف، إذ لم يُبن على أصل ولا نقل عن فهم .
قال: فنقل القرءان فطنة ودراية أحسن منه سماعًا ورواية، قال: فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها .
قال: فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحت عليه القراءة إن كان له مع ذلـــك ديانة اهـ(2) .
22- دراسة اللغة العربية لغة القرآن الكريم .
قال أبو بكر بن مجاهد في وصف حملة القرءان : من حملة القرءان: المُعرِبُ العالمُ بوجوه الإعرابِ، والقراءات، العارفُ باللغاتِ ومعاني الكلامِ، العالمُ البصيرُ بعيبِ لفظ القراءة، المنتقدُ للآثار، فذلك الإمام الَّذِي يفزع إليه حُفَّاظ القرءانِ مِنكُلِّمِصرٍ من أمصارِ الإسلام .
قالَ ومنهم: من يُعْرِب ولا يُلحن ولا عِلْم عنده غير ذلك، فذلك كالأعرابيّ الَّذِي يقرأ بلُغَته ولا يقدِر على تحويلِ لسانِه فهو مطبوعٌ على كلامه
قال ومنهم: من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لمِا تَعلَّم، لأنَّه لا يعرِف الإعرابَ ولا غيرَه، فذلك الحافظُ فلا يلبثْ مِثلُه أنْ ينْسَى إذا طال عهدُه، فيضيعَ الإعراب لشِدَّة تَشَابُهه عليه، وكثرةِ ضَمِّه وفَتْحِه وكسرِه في الآيةِ الواحدةِ، لأنَّه لا يعتمدُ على عِلْم بالعربيةِ، ولا به بَصَرٌ بالمعاني يَرجع إليه، وإنما اعتماده على حِفْظِه وسَمَاعه .
وقد يَنْسَى الحَافْظُ فيضيعَ السَّمَاع، ويشْتَبِهَ عليه الحُرُوف، فيقرأ بِلَحْنٍ لا يعرِفه، وتدْعُوه الشُّبهَة إلى أنْ يَرْوِيَه عَن غَيره، ويُبَرِئ نفْسِه، وَعَسَى أنْ يكُون عندَ الناسِ مُصدَّقًا فَيُحْمَل ذلك عنه، وقد نَسِيَهُ وأوْهَم فيه، وحبَسَ نفْسَه عَلى لُزُومِه والإصرارِ عليه .
أو يكون قد قرأَ على مَن نَسِيَ وضَيَّعَ الإعرابَ ودخلتْه الشُّبهة فتوهم، فذلك لا يُقلَّد القراءة ولا يُحتَجَّ بنقله .اهـ [1]
رَوَى مُحَمَّد بنُ القاسمِ الأنباريّ: أنَّ زيادًا بعث إلى أبي الأسودِ، فقال له: يا أبا الأسودِ إنَّ هذه الحمراءَ قد كثُرت وأفسدَت مِن ألْسُنِ العربِ، فلو وضعْتَ شيئا يُصْلح به النَّاسُ كلامَهم ويُعْربُون بِه كتابَ الله، فأبَى ذلك أبو الأسودِ وكرِهَ إجابةَ زيادٍ أي : لمَّا سألَ، فوجَّه زيادٌ رجلاً، وقال: اقعُدْ في طريق أبي الأسود؛ فإذا مرَّ بكَ فاقرأ شيئًا من القرءانِ، وتعمَّدِ اللَّحْنَ فيه، ففعلَ ذلك، فلمَّا مرَّ أبو الأسود رفَع الرجلُ صوتَه، يقرأ قوله تعالى: +أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ " التوبة: 3 .، بكسر اللام في + ورسُولِهِ "، فاستعظم ذلك أبو الأسود، وقال: عزَّ وجْه الله أنْ يبرَأ مِن رسوله، ورأيت أنْ أبدأ بإعرابِ القرءان .اهـ(2) .
23- مهارة وصل الآيات
تساعد هذه المهارة على ضبط الحفظ بالوصل بالحركات، وهذه المهارة تحتاج إلى شيء من اللغة العربية على سبيل المثال:
قوله تعالى : + هل أتاك حديث الغاشية * وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارًا حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام إلا من ضريع " [الغاشية: 1 – 6]
عند وصل +الغاشية" بما بعدها يكسرها لأنها مضاف إليه، وعند وصل +خاشعة" بما بعدها، يضمها لأنها خبر + وجوه"
وعند وصل +ناصبة" بما بعدها يرفعها لأنها صفة لـ +وجوه".
وعند وصل +حامية" بما بعدها يرفعها لأنها صفة لـ +نارًا".
وهكذا نلاحظ عامل الضبط وتغيره من كسر إلى ضم، إلى فتح، ولا شك أنه كلما كان الحافظ ملمًا بقواعد اللغة العربية، كلما سهل له الإتقان(1).
24- قاعدة الترتيب:
مثال قوله تعالى : + يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " [سورة النور : 24 ]
فذكر الأعضاء في هذا الموضوع ، جاءت بالترتيب من الأعلى إلى الأسفل بالنسبة لجسم الإنسان، فأعلى الجسم يأتي اللسان ثم الأيدي ، ثم الأرجل أسفلها (1) .
وكما في قوله تعالى : +الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " يس65 ، فالأفواه تسبق اليد، والرجل.
25- قاعدة الربط بحرف من اسم السورة
مثال ذلك تقديم كلمة +الناس" :
مثال ما جاء في سورة الإسراء قوله تعالى : + وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِفِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً " الإسراء89
وجاء في سورة الكهف قوله تعالى: +وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً "الكهف54
تأمل الفرق بين الموضوعين:
الإسراء: + وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ "
الكهف: +وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ"
جاء في سورة الإسراء تقديم كلمة +الناس"، وبينها وبين اسم السورة حرف مشترك، وهو السين.
هذا بخلاف موضع الإسراء في قوله تعالى : {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }الإسراء41 ، فلم يذكر فيه لفظ + الناس"
* * *
نبذة عن المؤلف :
1- جمال بن إبراهيم بن محمد بن القرش .
2- مواليد : 1965. من أهل مصر، شبرا الساحل.
3- ليسانس آداب وتربية قسم اللغة العربية . عام/1987 .
4- مشرف على قسم القرآن الكريم وعلومه بمركز الأول للتطوير التربوي بالرياض.
5- إجازتان في القراءة والإقراء في رواية حفص عن عاصم.
6- أشرف على دورات التلاوة في كلية المعلمين بالدمام عام 1998
7-مشرف عام على دورات إعداد المعلمين بالدمام في الفترةمن 1418، 1421.
8- مشرف عام على دورات اللغة العربية بالمنطقة الشرقية.
9- مشرف عام على دورات غير الناطقين باللغة العربية.عام 1999.
10- مشرف عام على دورة المهارات العليا للقرآن الكريم بالرياض.
11- أشرف على الصفوف الأولية بمركز الأول للتطوير التربوي. عام 1423، 1424
12- شارك في العديد من الدورات لمركز الأول للتطوير التربوي .
13- أشرف على دورة المهارات الإثرائية لمشرفي الصفوف الأولية بالرياض
14- شارك في العديد من الدورات لمركز الإشراف التربوي بالدمام .
15- شارك في العديد من الدورات لمركز الإشراف التربوي بالرياض .
16- أشرف على دورة مهارات الإشراف الفعال بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية.
17- أشرف على دورة المهارات الإثرائية للمشرفات المتميزات لمركز آسية بالرياض
18- عضو لجنة التقويم التكاملي بالمنشئات التعليمية بمركز الأول للتطوير التربوي
19 - رئيس قسم الإشراف التربوي بالإدارة العامة النسائية
20- مدير الشؤون التعليمية بمدارس الوسط
صدر للمؤلف:
في مجال التجويد :
1- للمبتدئين: التمهيد لدراسة علم التجويد للمبتدئين.
2- للمتقدمين: دراسة علم التجويد للمتقدمين: (ثلاثة مستويات).
الأسئلة الموضوعية في علم التجويد للمتقدمين
3-للمتخصصين: سلسلة زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين ويحتوي على:
* نور البيان في فضل القرآن وآداب حملته .
* مختصر عقيدة التَّوْحِيد .
* لحن القراءة .
* النور الساطع في معرفة الخطأ الشائع حسب ترتيب المخارج.
* أضواء البيان في الوقف والابتداء (مع شريطين) .
* فيض المنان في لطائف القرآن (مع شريط) .
* الخلاصة في ضبط التحفة والجزرية (مع شريط).
4- دراسة المخارج والصفات
في مجال اللغة : سلسلة النحو التطبيقي ويشتمل على :
* للمبتدئين: التمهيد لدراسة النحو العربي .
* للمتقدمين: النحو التطبيقي من القرآن والسنة (المستوى الأول)
في مجال الوقف والابتداء: سلسلة دراسة الوقف والابتداء ويشتمل على:
* الوقف الاختياري (1) .
* الوقف اللازم (2) .
* الوقف على كلا وبلى (3) .
في مجال التربية :
* براعم الإسلام للنشء ثلاث مستويات .
* طرائق تدريس القرآن الكريم والتجويد .
* معالم الإشراف القرآني الفعال .
من مراجع الكتاب
مراجع الكتاب
1. أصول التربية الإسلامية، د سعيد إسماعيل على، دار السلام، الطبعة الأولى، 1427.
2. التربية الإسلامية وفن التدريس، عبد الوهاب عبد السلام طويلة، دار السلام الطبعة الأولى، 1418 .
3. تصحيح الدعاء، للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد دار العاصمة، ط: الأولى .
4. تفسير الطبري المسمى جامع البيان في تأويل القرءان، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى .
5. تفسير فتح القدير، للشيخ محمد بن علي بن محمد الشوكاني، دار المعرفة بيروت، الطبعة الثالثة .
6. التقويم التشخيصي في القرآن الكريم، جمال إبراهيم القرش، (لم يطبع )
7. التمهيد في علم التجويد، ابن الجزري، مكتبة المعارف الرياض الطبعة الأولى
8. تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين، للصفاقسي، مؤسسة الكتب الثقافة الدينية، الطبعة الأولى .
9. تيسير علم التجويد، أحمد بن أحمد الطويل، دار بن خزيمة، الطبعة الثانية .
10. جابر عبد الحميد جابر، مهارات التدريس، ط1991م، دار النهضة العربية، القاهرة .
11. الحفظ التربوي للإنسان وصناعة الإنسان، د . خالد بن عبد الكريم اللاحم، الطبعة الأولى، 1427 .
12. حلية التلاوة وزينة القارئ، محمد الأشقر جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، الطبعة الأولى .
13. الدرر البهية شرح المقدمة الجزرية، أسامة عبد الوهاب، مكتبة الإيمان الطبعة الأولى.
14. رؤية منهجية لتدريس القرآن الكريم، غادة محمد يحي الطاهر، الطبعة الأولى 1424 .
15. زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المكنون، جمال القرش، دار ابن الجوزي، الطبعة الثانية .
16. سلسلة الأحاديث الصحيحة، للعلامة الألباني: مكتبة المعارف، ط: الأولى.
17. سنن القراء ومناهج المجودين، عبد العزيز القارئ، مكتبة الدار، الطبعة الأولى.
18. صحيح أبي داود، وصحيح النسائي، وصحيح ابن ماجة، وصحيح الترغيب، للعلامة الألباني، مكتبة المعارف ط: الأولى .
19. طرائق التدريس العامة / د محمد عبد القادر أحمد / ص 80-86 .
20. طرق تدريس القرآن الكريم، د محمد الزعبلاوي، مكتبة التوبة، الطبعة الثانية، 420 .
21. العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام، لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، دار الوطن .
22. عقيدة أهل السنة والجماعة، الشيخ ناصر عبد الكريم العقل، دار الوطن، الطبعة الثانية.
23. علم التجويد للمتقدمين ، جمال إبراهيم القرش، دار ابن الجوزي، الطبعة الثالثة، الدمام / 1427
24. العميد في علم التجويد، محمود علي بسة، المكتبة الأزهرية للتراث .
25. القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، دار الريان للتراث، الطبعة الثانية .
26. كيف تحفظ القرآن الكريم، د / يحي عبد الرزاق الغوثاني، دار الغوثاني، الطبعة الخامسة، 1424 .
27. المرشد في تعليم التربية الإسلامية، د زين محمد شحاته، مكتبة الشباب للعلوم والثقافة، الطبعة الثالثة، 1423 .
28. المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، الدكتور محمد سالم محيسن، دار الجيل بيروت، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، الطبعة الثالثة .
29. منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال، علي محمد الضباع، مكتبة أضواء السلف، الطبعة الأولى .
30. المنهج النبوي في التعليم القرآني دراسة تأصيلية / د / عبد السلام مقبل المجيدي، دار جمعية المحافظة على القرآن الكريم، الأردن .
31. مهارات التدريس الفعال، د / زيد الهويدي، دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى، 1422.
32. مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، د، على إبراهيم الزهراني، دار بن عفان، الطبعة الأولى، 1418 .
33. وقفات لمعلم القرآن الكريم، آدابه وطرق تدريسه، أحمد بن عبد الله الغمري، الطبعة الأولى 1425 ,
34. كيف يحفظ أبناؤنا القرآن الكريم د، عبلة جواد الهرش، مكتبة الصحابة الطبعة الأولى، 1407 .
الفـــــهرس
الموضوع
الصفحة
المقدمة
الفصل الأول : طرَائقُ حفظ القرآن الكريم
أولاً: الطريقة الكلية
ثانيًا: الطريقة الجزئية
ثالثًا: الطريقة المشتركة
رابعًا: طريقة المحو التدريجي
خامسًا: طريقة الحفظ على فترات
الفصل الثالث : أساليب الحفظ الأمثل
1- إخلاص النية لله عز وجل
2- الصدق في الدعاء
3- الاستعانة بالله تعالى
4- الهِمَّة العالية والعزيمة الصادقة
5- الفهم طريق الحفظ
6- تقسيم النص القرآني إلى وحدات
7-
8-
المراجع
(1) زاد الذاكرين في الأذكار والأدعية الصحيحة ص: 15، 16، 17 .
(1) كيف يحفظ أبناؤنا القرآن الكريم د، عبلة جواد الهرش ص : 38 .
(1) أضواء البيان سور [ص: 29] .
(1) التبيان في آداب حملة القرءان: ص/ 133 .
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، المكتفى: ص/ 131، التمهيد: ص/168 .
(1) التبيان في آداب حملة القُرْءان : ص /91 .
(1) انظر الجامع في الحث على حفظ العلم، ص : 177 .
(1) كيف تحفظ القرآن الكريم، ص: 57 .
(1) انظر : النشر: ج/1ص / 211-212-213 .
(2) لاحظ أثر التكلف على القراءة بالرجوع إلى سلسلة زاد المقرئين الصوتية لمعد الكتاب شريط ( لقاء مع ثلة من أعلام القراء ) ولحن القراءة .
(1) النشر: ج/ 1 ص/ 211- 212- 213.
(2) الرعاية: ص/ 89 –90 .
[1] انظر : الرعاية ص /90 –91 .
(2) سنن الْقُرَّاء ومناهج المجودين ص/ 121 .
(1) مهارات تدريس القرآن الكريم تحت الطبع لمعد الكتاب
(1) الحفظ التربوي للإنسان وصناعة الإنسان ص : 99 .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع