الموضوع هنا من الفوائد التجويدية المنثورة في الفيسبوك حبيت نقلها لكم..
--------------
هل الغنة حرف أم صفة ؟
سوف أذكر اختلاف العلماء في هذا في بحث المخارج والصفات لكن الصحيح أن الغنة صفة إذ لا تأتي مستقلة بنفسها أبدا ولا وجود لها بدون حرف ومن ثم كانت صفة لأنها تابعة وعليه جمهور العلماء حتي ابن الناظم نفسه ـــ أحمد بن الجزري ــ قال : ( وعد الغنة من المخارج لا يخلو من إشكال ) . وعلي أية حال فالخلاف لفظي ولن يؤثر علي شيء في القراءة . والله أعلم يضيف لنا الشيخ المرصفي : ( لا يخرج من الخيشوم إلا صوت الغنة فقط دون حروفها في كل ما تقدم سواء كانت الغنة للإخفاء أو للإدغام وهذا هو ظاهر كلام الحافظ ابن الجزري في الطيبة والمقدمة الجزرية حيث يقول فيهما: "وغنة مخرجها الخيشوم" ومن صرح من المتقدمين زمناً علي الحافظ ابن الجزري بخروج صوت الغنة من الخيشوم فقط دون حروفها الإمام أبو الحسن بن بري حيث يقول في الدرر اللوامع: والغُنَّة الصوت الذي في الميمِ *** والنُّون يخرُجُ من الخيْشُومِ ويؤيد ذلك أيضاً قولهم في تعريف الغنة السابق إنها صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه ويؤخذ من هذا القول أمران: الأول: أن الذي يخرج من الخيشوم هو صوت الغنة فقط لا حروفها.
الثاني: أن الغنة ليست حرفاً كما في إطلاق بعضهم أو تخصيصه لأن الحروف يعمل فيها اللسان لإخراجها والغنة ليست كذلك بل هي صفة تابعة لموصوفها اللساني أو الشفوي أي النون والميم: الأمر الذي أوجب إلحاقها بالصفات اللازمة المشهورة التي لا ضد لها كما تقدم فهي لا تقل أهمية عن القلقلة وقد عدها من الصفات جمع من العلماء كالإمام ابن بري وغيره ولا يعكر علينا ذكرها مع المخارج فلكل وِجْهةٌ. فمن ذكرها في المخارج نظر إلي أن لها مخرجاً وهو الخيشوم فذكرها معه وعدها من الحروف تغليباً للحروف عليها. ومن ذكرها في الصفات نظر إلي أنها صفة اختصت بمخرج دون سائر الصفات فعدها منها تبعاً لها). أ .هـ هداية القاري
وما أجمل تحليل الشيخ إبراهيم الدسوقي الحضري لسبب قول البعض : بأن الغنة صفة ولقول البعض الآخر: إن الغنة حرف حيث قال : (( وأشرك بعضهم بالخيشوم عمل اللسان بالنسبة للنون والتنوين والشفتين بالنسبة للميم ولعله لاحظ في ذلك مخرج تلك الحروف الثلاثة لأن الغنة تابعة لهن ويدل لذلك أنك إذا أمسكت الأنف حال نطقك بحرف من تلك الحروف الثلاثة لم تجد له صورة كاملة إلا أن عمل اللسان وكذا الشفتان قوي بالنسبة لتلك الحروف ضعيف بالنسبة للغنة ) أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري ثم قال ــ رحمه الله ــ مبينا أن الغنة صفة لا حرفا : (( ولا شك أن الغنة اجتمع فيها شبهان شبه الحرف وشبه الصفة وإن كانت صفة لا غير لكنها تزيد علي باقي الصفات لهذه المزية فشبهها بالحرف اختصاصها بمخرج مغاير لمخرج موصوفها وكانت صفة لقيامها بغيرها وعدم استقلالها بنفسها فمن عرفها بأنها شكل أو صوت راعي حقيقتها )) . أ. هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري
حرفا اللين هما: الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو : "القوم الموت، الخوف، الحسنيين، كرتين، النجدين".
وقد اختلف أهل الأداء في إلحاقهما بحروف المد عند الوقف.
فذهب بعضهم إلي قصرهما عند الوقف، ولم يجيزوا فيهما التوسط ولا الإشباع نظرا لضعفهما بانفتاح ماقبلهما.
وذهب بعضهم إلي أجراء الأوجه الثلاثة فيهما: الإشباع والتوسط والقصر.
وينبغي أن يعلم أن المراد بالقصر في حرفي اللين حذف المد منهما مطلقا، بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل، إجراء لهما مجري الحروف الصحيحة كما يؤخذ من كتاب النشر، ثم قال فيه: والتحقيق في ذلك أن يقال: إن هذه الأوجه الثلاثة: الإشباع والتوسط والقصر، لا تسوغ فر حرفي اللين إلا لمن ذهب إلي الإشباع في حروف المد من هذا الباب .
وأما من ذهب إلي القصر في حروف المد فلا يجوز له في حرفي اللين إلا القصر، ومن ذهب إلي التوسط في حروف المد فلا يجوز له في حرفي اللين إلا التوسط والقصر سواء اعتد بالعارض أم لم يعتد ولا يسوغ له حينئذ الإشباع. أهـ .
وعلي هذا إذا كان القاريء يسير في قراءته علي قصر حرفي اللين عند الوقف فإنه يجوز له عند الوقف علي حرفي المد الأوجه الثلاثة:
القصر والتوسط والمد . وإذا كامن يقف علي حرفي اللين بالتوسط فإنه يقف علي حرفي المد بالتوسط والمد، ولا يجوز له حينئذ القصر لقوة حرفي المد عن حرفي اللين إذا لا يجوز قصر القوي مع توسط الضعيف، وإذا كان يقف علي حرفي اللين بالإشباع فلا يجوز له حينئذ في حرفي المد إلا الإشباع ولا يسوغ له توسط ولا قصر للعلة المذكورة.
أما إذا كان يقف علي حرفي المد بالقصر فإنه لا يجوز له الوقف علي حرفي اللين إلا بالقصر، ,إذا كان يقف علي حرفي المد بالتوسط فإنه يجوز الوقف علي حرفي اللين بالتوسط والقصر، وإذا كان يقف علي حرفي المد بالإشباع فإنه يجوز له الوقف علي حرفي اللين بالأوجه الثلاثة.
وأما لام الحرف فلا تكون إلا آخر الكلمة نحو:
"هل أتى على الإنسان، هل تعلم، هل تنقمون، هل تحس منهم، هل ثوب الكفار، بل تأتيهم بغتة، بل تحبون، بل زين، بل ظننتم" .
وحكمها وجوب الإظهار علي الأصل في جميع الحروف، إلا إذا كان بعدها لام أوراء . فحكمها الإدغام حينئذ نحو:
"هل لكم من ماملكت، فقل هل لك إلى، بل لا يخافون، بل رفعه الله إليه، بل ربكم . بل ران ".
غير أن لحفص في لام "بل ران" وجهين .
الأول : الإدغام علي الأصل وطرد اللباب . وذلك من طريق الشاطبية .
الثاني : الوجهان الإدغام والأظهار مع السكت عليها سكته لطيفة من غير تنفس.
من طريق طيبة النشر .
ووجه إدغامها في اللام والراء، التماثل في اللام والتقارب في الراء . والله أعلم .
أما ما هو أصل فيها فهو النون والميم فرعية عنها بدليل أن النون تعمل في النون وغيرها ولا كذلك الميم ولأن الميم أيضا قد تنوب عنها الباءحرصا علي دوام مزيتها وهي الغنة ولذلك كان أخفاء الميم المنقلبة نونا واجبا ولا قائل بعدمه بخلاف الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء فإن في إخفائها خلافا لأن إخفاء الميم عند الباء حينئذ ليس مرادا بالذات لاتحاد المخرج فكان حق المقام الإدغام لأن التجانس يقتضيه لكن لما كان يترتب علي الإدغام ذهاب مزية الميم وهي الغنة أقيم الاخفاء مقامه لبقاء الغنة معه ولذلك أدغم البا المتقدمة علي الميم فيها لبقاء تلك المزية فأخفاء الميم عند الباء عوض عن إدغام إن كانت الميم أصلية سواء
كانت منقلبة عن نون فهو إخفاء سببه الإقلاب فيكون إخفاء بواسطة الإقلاب وإخفاء النون عند حروف الاخفاء ليس قائما علي شيء ولا متسببا عن شيء فلهذا أسموه حقيقيا ولا تدغم الميم إلا في مثلها فظهر من هذا أن النون سيدة الحروف . أ . هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري مخطوط بدار الكتب
مخرج الغنة
مخرج الغنة من الخيشوم وهو خرق الأنف المنجذب إلي داخل الفم. وقيل : أقصي الأنف - أي إن صوت الغنة بجميع أحواله يخرج من الخيشوم ودليل ذلك أنك لو أمسكت الأنف لانحبس خروجه مطلقاً حتي في حال ضعفه عند تحريك النون والميم مخففتين أو سكونهما مظهرتين كما يشهد بذلك النطق. . أ . هـ شرح ابن يالوشة وهداية القاري
قال الجعبري : الغنة صفة النون ولو تنوينا والميم تحركتا أو سكنتا ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين . أ . هـ نهابة القول المفيد
و النون أغن من الميم . أ.هـ التمهيد لابن الجزري
وأما النون والميم المشددتان
فيقول ابن الجزري :
المعني بالغ في إظهار الغنة الصادرة من نون وميم مشددتين نحو إن وثم وإنما قدرنا المبالغة لأن الغنة صفة لازمة للنون والميم تحركتا أو سكنتا ظاهرتين أو مخفاتين أو مدغمتين إلا أنها في الساكن أكمل من المتحرك وفي المخفي أزيد من المظهر وفي المدغم أوفي من المخفي . أ . هـ المنح الفكرية
قال الملا علي : وأما تقييد الشاطبي التنوين والنون والميم مع الغنة حيث سكن ولا إظهار فبيان للحالة التي تصحب الغنة فيها لهذه الحروف لا أن هذه الحروف ليست لازمة للغنة إذ لا تنفك عنها فلذلك قال شرطها أن يكن سواكن وأن يكن مخفيات أو مدغمات ..... فإن كن مظهرات أو متحركات فلا غنة أي ظاهرة لما سبق من أنهما لا يخلوان عنها البتة في كل حالة بجزئه فالعمل في النون للسان
وفي الميم للشفتين علي ما تقدم وكان يجزئه أن يشترط عدم الإظهار إذ يلزم من ذلك أن يكن سواكن . أ . هـ المنح الفكرية
ويتفرع من الكلام على النون والميم المشددتين هل الحرف المشدد حرفان ؟ يقول محمد مكي نصر : ( التشديد لا يستلزم الإدغام إذ بعض الكلمات بها تشديد وليس سببه الإدغام بل هو في أصل وضعه نحو ( إنّ ). أ . هـ نهاية القول المفيد
اعلم أن الغنة جمعت بين فريقين مزية الحروف حيث اختصت بمخرج
ومزية الصفات حيث كانت تابعة لغيرها ومن المزايا المفقودة عن غيرها
أنها تظهر حال إخفا موصوفها فتلك المزية جمعت بين شبهي الحروف والصفات .
أ.هـ اللطائف المحسنة في مباحث الغنة لإبراهيم الدسوقي الحضري
التتمة في أحكام الغنة...هل الغنة من الحروف الفرعية
قال الحسن بن قاسم المرادي : ( وزاد بعضهم في هذه الفروع الغنة التي مخرجها من
الخيشوم وليس هذا بمتجه لأن المراد بالفروع : حروف ترددت بين مخرجين وتولدت
من حرفين والغنة ليست كذلك ) . أ . هـ المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد
قلت ـ سامح ـ : ولا يمنع هذا أن النون لها صوتان من الأنف والفم
قال دحميتو : ( وعموم قول أبي عمرو في "المنبهة" يدل علي ما قاله في "الاقتصاد" و"ذهب إليه ابن أبي السداد، قال في ذلك :
واعلم هداك الهأ أن الغنة *****صوت من الأنف فكن ذا فطنة
إلي أن قال :
والنون في النطق له صوتان ***** صوت من الأنف وصوت ثان
مخرجــــــه من داخـــــل الخيشـــــــوم **** *****
وهو الــذي يفضــــي إلي الحلقوم
ومراد أبي عمرو بقوله : "إن الغنة من صفة النون "أنها داخلة في بنيتها التركيبية
إذ لا تفارقها مظهرة ولا مدغمة، وقال مكي في "الرعاية" في حديثه عن النون :
"وهي متوسطة القوة، وفيها إذا سكنت غنة تخرج من الخياشيم، فذلك مما
يزيد في قوتها، والخفيفة منها مخرجها من الخياشيم من غير مخرج المتحركة) . أ. هـ
التتمة في أحكام الغنة...الفرق بين النون المخفاة وبين الغنة
قال المرعشي ( إن قلت ) : ما الفرق بين النون المخفاة وبين الغنة قلت : هما متحدتان ذاتا مختلفان اعتبارا لأن كلا منهما وإن كان صوتا خارجا من الخيشوم لكن ذلك الصوت صفة في الأصل للنون والميم الساكنتين المظهرتين كما في ( عن ) و( لم ) ويسمي حينئذ غنة وقد تخفي النون الساكنة ومعناه أن تعدم ذاتها وتبقي صفتها التي هي الغنة كما في ( عنك ) وسميت الغنة الباقية من النون نونا مخفاة وبالجملة إن الغنة تطلق لغة علي الصوت الخارج من الخيشوم سواء قام بالحرفين المذكورين أو قام بنفسه وفي اصطلاح أهل الأداء تختص بما قام بالحرفين
( وإن قلت ) : الصفة كيف تقوم بنفسها قلت : الغنة لها مخرج غير مخرج موصوفها ولذا أمكن التلفظ بها وحدها بخلاف سائر الصفات
( وإن قلت ) : قد ظهر أن الخيشوم مخرج للغنة
أيضا فلم لم تذكر هنا . قلت : النون المخفاة عدت حرفا لاستقلالها بخلاف الغنة فإنها قائمة بالحرف وصفة له فلم تعد حرفا .
( وإن قلت ) : النون المخفاة من الحروف المتفرعة وقد ذكر مخرجها فلم لم يذكر مخارج سائر الحروف المتفرعة قلت : ذكر أن مخرج النون المخفاة زائد علي ما مر من مخارج الحروف الأصول بخلاف سائر الحروف المتفرعة فإن مخارجها ليست زائدة علي مخارج الحروف الأصول ولما كان الخيشوم مخرجا للحرف الفرعي أخر عن مخارج الحروف الأصول . أ . هـ جهد المقل للمرعشي بتصرف
الوقف لغة: الكف عن القول أو الفعل، واصطلاحا قطع النطق علي الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة استئناف القراءة، ولا بد في الوقف من التنفس بالفعل، ويكون الوقف في رءوس الآي وأوساطها. ولا يكون في وسط الكلمة، ولا فيما اتصل رسما، وسمي وقفا لأنه كف عن الحركة وترك لها إلي السكون.
والأصل في الوقف أن يكون بإسكان الحرف المتحرك آخر الكلمة لأن لغة العرب ألا يوقف علي متحرك، ولأن السكون أخف من الحركة، والوقف موضع تخفيف واستراحة.
قال المحقق ابن الجزري في النشر: فأما السكون فهو الأصل في الوقف علي الكلمة المتحركة وصلا، لأن معني الوقف الترك والقطع، مأخوذ من قولك: وقفت عن كلام فلان إذا تركته وقطعته، ولأن الوقف أيضا ضد الابتداء فكما يختص الابتداء بالحركة يختص الوقف بالسكون، فهو عبارة عن تفريغ الحرف من الحركات الثلاث. أهـ .
قال المحقق ابن الجزري :
وفيهما رعاية الرسم اشترط
وقال العلامة الضباع في كتابة الإضاءة:
الإسكان تفريغ الحرف من الحركات الثلاث وهو الأصل في الوقف، لأن الوقف معناه لغة الترك والكف، والواقف يترك حركة الموقوف عليه فيسكن. ولأن الواقف في الغالب يطلب الاستراحة وسلب الحركة أبلغ في تحصيل الراحة. ولأن الوقف ضد الابتداء، والحركة ضد السكون، فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ليتبين بذلك ما بين المتضادين .
والروم :
هو الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد في الكلمة الموقوف عليها.
وقولنا في الروم:" ببعض الحركة" أي ثلث الحركة بخلافه في "تأمناً" بيوسف .
قال المنصوري :
والروم الإتيان ببعض الحركة وباب بارئكم بثلثي حركة
وقال الإمام الداني: هو إضعاف الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوت خفي يدركه القريب منك والأعمى بحاسة سمعه.
واستصوب بعضهم هذا التعريف وقدمه علي التعريف السابق قبله ويمكن الجمع بين التعريفين بأن المراد بالصوت في التعريف الأول صوت الحركة، والمراد بخفائه نقصانه. وإذا نقص صوت الحركة نقصت صوت الحركة نقصت الحركة وذلك يدل علي تبعيضها، وبهذا الاعتبار يتحد المعنيان. ويدخل الروم: المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور، ولا يدخل المنصوب ولا المفتوح والمعتبر في دخول الروم الحركة الملفوظ بها سواء كانت أصلية أم نائبة عن غيرها. فيدخل فيما جمع بألف وتاء مزيدتين وما ألحق به نحو: "خلق الله السموات"، "وإن كن أولت" وإن كان منصوبا لأن نصبه بالكسرة، والكسرة يدخلها الروم. ولا يدخل في الاسم الذي لا ينصرف نحو: " إلي إبرهم" وبشرنه بإسحق". لأن جره بالفتحة والفتحة لا يدخلها الروم.
وأما الإشمام:
فهو الإشارة بالشفتين بعيد إسكان الحرف من غير تصويت كمن ينطق بالضمة.
وقال الإمام الداني في التيسير: هو ضم شفتيك بعد إسكان الحرف ولا يدرك ذلك الأعمى لأنه إيماء بالعضو إلي الحركة وذلك خاص برؤية العين. أهـ .
وأيسر من هذا وذاك أن يقال : هو ضم الشفتين بلا صوت عقب إسكان الحرف إشارة إلي أن الحركة المحذوفة ضمة.
ويؤخذ من هذا أنه لابد من اتصال ضم الشفتين باسكان الحرف من غير تراخ فلو تراخي فإسكان مجرد.
ويختص الإشمام بالمرفوع والمضموم لأن معناه وهو ضم الشفتين إنما يناسب الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بها دون الفتحة والكسرة لخروج الفتحة بانفتاح والكسرة بانخفاض، ولأن إشمام المفتوح والمكسور يوهم ضمهما في الوصل، ولا يختص الإشمام بآخر الكلمة بل قد يكون في وسطها كما في " تأمنا " في سورة يوسف.
فالإشمام في تأمنا بخلافه في آخر الكلمة. قال بعضهم:
واشمم هنا مقارنا للحرف لا بعد لفظه كما للوقف
يقول المحقق ابن الجزري: في بيان حكمة الروم والاشمام.
" فائدة الإشارة في الوقف بالروم والإشمام هي بيان الحركة التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها. وهذا التعليل يقتضي استحسان الواقف بالإشارة إذا كان بحضرة القاريء من يسمع قراءته، أما إذا لم يكن بحضرته أحد يسمع تلاوته فلا يتأكد الوقف إذ ذاك بالروم والإشمام لأنه غير محتاج أن يبين لنفسه.
وعند حضور الغير يتأكد ذلك ليحصل البيان للسامع، فإن كان السامع عالما بذلك علم بصحة عمل القاريء. وإن كان غير عالم كان في ذلك تنبيه له ليعلم حكم ذلك الحرف الموقوف عليه كيف هو في الوصل، وإن كان القاريء متعلما ظهر عليه بين يدي الأستاذ هل أصاب فيقره، أو أخطأ فيعلمه، وكثيرا ما يشتبه علي المبتدئين وغيرهم ممن لم يقفه الأستاذ علي بيان الإشارة أن يميزوا بين حركات الإعراب في قوله تعالى: " وفوق كل ذي علم عليم" وقوله تعالى " إني لما أنزلت إلي من خير فقير" فإنهم إذا اعتادوا الوقف علي مثل هذا بالسكون لم يعرفوا كيف يقرءون "عليم وفقير" حال الوصل هل هو بالرفع أو الجر ؟ .
وقد كان كثير من أساتذتنا يأمرنا فيه بالإشارة، وكان بعضهم يأمر بالوصل محافظة علي التعريف به وذلك حسن لطيف والله أعلم أهـ .
وهو عند القراء عبارة عن الإسراع بالحركة إسراعا يحكم به السامع أن الحركة قد ذهبت ، وهو الإتيان بثلثي الحركة، ويرادفه الإخفاء. انظر: التحديد للداني 97، سمير الطالبين 135، الوافي 203.
قال سيبويه: المخفى بوزن المظهر ، وقال غيره: هو بزنته إلا أنه أنقص منه صوتا؛ قال الداني: ((والمخفي شيئان حرف وحركة ، فإخفاء الحرف نقصان صوته، وإخفاء الحركة نقصان تمطيطها)). انظر: التحديد 98.
المرام حركته من الحروف عند الوقف أو في حال الوصل فحقه أن يضعّف الصوت بحركته، ولا يتم النطق به، فيذهب بذلك معظمها، ويسمع لها صويت خفي يدركه الأعمى بحاسة سمعه، فهو الإتيان ببعض الحركة، فالثابت أقل من المحذوف. انظر: التحديد 98، الوافي 203.
الإشمام حقه أن يخلص سكون الحرف ثم يومأ بالعضو – وهما الشفتان- إلى حركته؛ ليدل بذلك عليها من غير صوت، وإنما هو تهيئة بالعضو لا غير، ويختص بالرفع والضم ، ومراد المؤلف هنا الإشمام في نحو: {فيل} وهو النطق بحركة تامة مركبة من حركتين إفرازا لا شيوعا جزء الضمة مقدم وهو الأقل يليه جزء الكسرة وهو الأكثر. انظر: التحديد 98، الطراز 79، سمير الطالبين 135، إبراز المعاني 321، النشر 2/126
إذا وقف على المشدد المتطرف وكان قبله أحد حروف المد ، أو اللين نحو ( دواب ) ، و صواف ( واللذان ) ، ونحو ( تبشرون ) ، ( واللذين ، وهاتين ) وقف بالتشديد كما يوصل وإن اجتمع في ذلك أكثر من ساكنين ومد من أجل ذلك ، وربما زيد في مده وقفا لذلك كما قدمنا في آخر باب المد ، وقد قال الحافظ أبو عمرو الداني في سورة الحجر من جامع البيان عند ذكره ( فبم تبشرون ) ما نصه : والوقف على قراءة ابن كثير غير ممكن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت والتقاؤهن ممتنع ، وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذي تقع الألف قبله نحو الدواب ، و صواف ، و غير مضار ، ولا جان وما أشبهه ، وكذلك ( اللذان ) ، ( وهذان ) على قراءته أن الألف للزوم حركة ما قبلها قوي المد بها فصارت لذلك بمنزلة المتحرك ، والواو والياء بتغير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما فلذلك تمكن التقاء الساكنين بعد الألف في الوقف ، ولم يتمكن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما وكون الألف بمنزلة حرف متحرك انتهى ، وهو مما انفرد به ، ولم أعلم أحدا وافقه على التفرقة بين هذه السواكن المذكورة ، ولا أعلم له كلاما نظير هذا الكلام الذي لا يخفى ما فيه ، والصواب الوقف على ذلك كله بالتشديد والروم فلا يجتمع السواكن المذكورة ، على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين غيره وإن كان في زنة الساكنين فإن اللسان ينبو بالحرف المشدد نبوة واحدة فيسهل النطق به لذلك ، وذلك مشاهد حسا ولذلك ساغ الوقف على نحو صواف ، ودواب بالإسكان ، ولم يسغ الوقف على
( أرايت ) ونحوه في وجه الإبدال كما تقدم في آخر باب الهمز المفرد
عندما يقرأ القارئ عبارة ( لا عمل للسان في الغنة ) يظن أنه
لا عمل مطلقا للسان .وهذا ليس بصحيح لأن للسان عملا
لكنهم نظروا للأغلب فحكموا له
فعندما يكون عمل اللسان أكثر يقولون : المخرج لساني
وعندما يكون عمل الخيشوم أكثر يقولون : لا عمل للسان فيه.
وما قيل عن النون الساكنة وعمل اللسان
يقال كذلك عن الميم وعمل الشفتين .
وقد بين هذا العلامة محمد مكي نصر حيث قال :
( لا يقال لابد من عمل اللسان في النون والشفتين في الميم مطلقا
حتي في حالة الإخفاء والإدغام بغنة وكذا للخيشوم عمل
حتى في حالة التحريك والإظهار فلم هذا التخصيص ؟!!
لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له بأنه المخرج فلما كان
الأغلب في حالة إخفائهما أو إدغامهما بغنة عمل الخيشوم
جعلوه مخرجهما حينئذ وإن عمل اللسان والشفتان أيضا .
ولما كان الأغلب في حالة التحرك والإظهار عمل اللسان والشفتين
جعلوهما المخرج وإن عمل الخيشوم حينئذ أيضا . أفاد ذلك
بعضهم عن العلامة الشبراملسي مع بعض زيادة ) .
أ. هـ نهاية القول المفيد
الحروف الهجائية منها ما هو قوي ومنها ما هو ضعيف ، وتقدر قوة الحرف وضعفه بمقدار ما يتصف به من الصفات القوية أو الضعيفة ، فأقوى الحروف الطاء لاشتمالها على صفات القوة المتصفة بها ، وأضعف الحروف الهاء لاشتمالها على صفات الضعف المتصفة بها .
تقسيم الصفات إلى قوية وضعيفة :
الصفات القوية اثنتا عشرة صفة :
الاستعلاء الشدة الجهر
الصفير الإصمات الإطباق
التكرير الانحراف القلقلة
الغنة عند بعض المذاهب الاستطالة التفشي
والصفات الضعيفة ست صفات :
الإذلاق الاستفال الهمس
الانفتاح الرخو اللين
أما التوسط فلا يوصف بضعف ولا قوة
(( الوقف والابتداء، السكت، القطع ))
الوقف معناه لغة: الكف والمنع عن القول والفعل أي تركهما، واصطلاحا: قطع الصوت علي الكلمة القرآنية زمنا يتنفس فيه عادة مع قصد الرجوع إلي القراءة، إما بمايلي الحرف الموقوف عليه، إن صلح الابتداء به أو بالحروف الموقوف عليه أو بما قبله، مما يصلح الابتداء به، ولا بد في الوقف من التنفس معه.
ويكون الوقف في رءوس الآي، وفي أوساطها. ولا يكون في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسما.
قال المحقق ابن الجزري:
وفيهما رعاية الرسم اشترط
وينقسم الوقف إلي أربعة أقسام:
القسم الأول : الوقف الاضطراري :
وهو الذي يعرض للقاريء أثناء قراءته، ويضطر إليه اضطرار بسبب انقطاع نفس، أو ضيقه، أو عجز عن القراءة، أو نسيان لها، أو غلبة ضحك، أو بكاء، أو نوم، أو عطاس، أو عروض أي عذر من الأعذار التي لا يمكن معها من وصل بعضها ببعض. حتى يقف علي ما يصح الوقف عليه. فحينئذ يجوز للقاريء الذي عرض له شيء مما ذكر الوقف علي أية كلمة وإن لم يتم المعني.
ثم يجب عليه بعد أن يعود إلي الكلمة التي وقف عليها فيبتدئ بها إن صلح الابتداء بها، وإلا ابتدأ من كلمة قبلها يصلح الابتداء بها.
القسم الثاني : الوقف الأختباري
(بالباء التحية الموحدة)
وهو أن يأمر الأستاذ تلميذه مثلا بالوقف علي كلمة ليختبره في حكمها من قطع أو وصل، أو إثبات، أو حذف، أو وقف عليها بالتاء أو بالهاء.
فمتعلق هذا الوقف الرسم لبيان المقطوع من الكلمات والموصول منها، والثابت والمحذوف، والمرسوم بالتاء، والمرسوم بالهاء، ليقف علي المقطوع بالقطع، والموصول بالوصل، وعلي الثابت رسما بالإثبات، والمحذوف بالحذف.
وليقف بالتاء علي بعض الكلمات وبالهاء علي بعضها. ولا يوقف علي هذا إلا لسؤال ممتحن، أو تعليم قارئ كيف يقف إذا اضطر إلي الوقف لأنه قد يضطر إلي الوقف علي شيء فلا يدري كيف يقف عليه.
وحكم هذا الوقف الجواز علي أن يعود إلي الكلمة التي وقف عليها فيبدأ بها ويصلها بما بعدها إن صلح البدء بها، وإلا بدأ من كلمة قبلها من الكلمات التي يصح البدء بها.
القسم الثالث : الوقف الانتظاري
وهو الوقف علي الكلمة القرآنية ذات الخلاف ليستوعب ما فيها من القراءات، والروايات، والطرق، والأوجه، ولا يكون ذلك إلا في حال تلقي الطالب علي الشيخ، وجمعه القراءات السبع أو العشر. ولا يشترط في هذا الوقف ولا فيما قبله تمام المعني. فللقارئ أن يقف علي أية كلمة ليبين حكمها من حيث الرسم، أو ليستوعب مافيها مهما كان تعلقها بما قبلها أو بما بعدها.
وحكم هذا الوقف الجواز، ويقال فيه ماقيل فيما قبله من حيث البدء.
قال المنصوري :
ذا لازم تام وكاف أو حسن والقبح لا تقربه صاح كن فطن
القسم الرابع : الوقف الاختياري
(بالياء المثناة التحتية)
وهو الوقف الذي يعمد القاريء إليه بمحض اختباره وإرادته، لملاحظته معني الآيات، وارتباط الجمل، وموقع الكلمات دون أن يعرض له ما يقتضي الوقف من عذر،أو ضرورة، أو تعلم حكم، أو إجابة عن سؤال. وهذا القسم هو المراد بالوقف عند الإطلاق، بمعني أنه إذا ذكر لفظ قف، أو إذا قيل يوقف علي كذا أو الوقف علي كذا تام، أو كاف ـ أو نحو ذلك لا يراد به إلا الوقف الاختباري.
قال المنصوري :
الوقف للتعليم أو ضيق النفس أولامتحان واختبار يقتبس.