بسمة امل
عضو مميز
- إنضم
- 17 يوليو 2012
- المشاركات
- 46
- النقاط
- 6
- الإقامة
- تونس
- احفظ من كتاب الله
- بعض السور
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- الشيخ سعد الغامدي-عبد الباسط عبد الصمد-عبد الرحمان السديس وماهر المعيقلى
- الجنس
- اخت
التسخُّط من أخطر معاصي القلوب التي قد تُعيقك عن السير في طريقك إلى الله عزَّ وجلَّ، فتتعثري وتنظري للحياة نظرة متشائمة تمنعك من إكمال المسير ..
يقول ابن القيم "فأكثر الخلق، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ، ولِسان حاله يقول: ظلمنى ربِّى، ومنعنى ما أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على التصريح به، ومَن فتَّش نفسَه، وتغلغل فى معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامِناً كُمونَ النار فى الزِّناد ..
فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما فى زِناده .. ولو فتَّشت مَن فتشته، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌ ومستكثِر ..
هل يمر على قلبك أوقات يتسائل فيها "لماذا يا ربِّ؟!" .. اعتراضًا على ما قد يعتريه من أقدار؛ كتأخر الرزق أو الزواج، أو عدم التوفيق لفعل الطاعات أو أي تعثر يقابلك في الطريق؟!
هل تعترضين على بعض أحكام الشرع التي يعجز عقلك عن فهم الحكمة منها؟! .. كأن تقولي بلسان حالك: لِمَ حَرَّم الشرع عمليات التجميل؟! .. لماذا ظلم الإسلام المرأة وفضَّل عليها الرجل؟!
ولكي يتولد لديكِ الدافع الذاتي للتخلُّص من تلك الآفة الخطيرة؛ لابد أن تعلمي مخاطرها والتي من أهمها:
1) التسخُّط بـــاب الشرك الأعظم ..
لأن الإنسان المُتسخِّط يجحد نعمة الله عليه، ويعترض على تدبير الله سبحانه وتعالى له .. فالله عزَّ وجلَّ يُعطي عبده الكثير من النِعَم الظاهرة والباطنة، ويمنع عنه بعضها لحكمةٍ ما .. والإنسان دائمًا يتسخَّط على ما حُرم منه من النِعَم القليلة، ولا يشكر ربَّه على ما أغدق به عليه من نِعَمٍ أخرى ..
وقد حذر النبي
النساء خاصةً من آفة التسخُّط .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
"أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ"، قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟، قَالَ "يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ؛ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ" [متفق عليه]
2) التسخُّط شكاية الله للخلق ..
رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجلٍ فاقته وضرورته، فقال : "يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك"، وفي ذلك قيل :
3) التسخُّط من أشد أسباب العذاب ..
عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله
".. وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي ساخطة مسخوطًا عليك إلى عذاب الله عز وجل. فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتون به باب الأرض، فيقولون: ما أنتن هذه الريح حتى يأتون به أرواح الكفار" [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (1629)]
4) التسخُّط من صفات المنافقين ..
قال تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58]
5) التسخُّط يحبط عملك ..
فقد تقومي بأعمال كبيرة من صدقة وصيام وأعمال بر، ولكن كل ذلك يحبط إذا أصاب قلبك ذرة تسخُّط؛ لأن هذا جزاء من أتبع ما يُسخِط الله تعالى .. قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]
فالرضــا من أعظم مقامات الإيمان .. يقول الفضيل بن عياض "درجة الرضا عن الله عزَّ وجلَّ درجة المقربين ليس بينهم وبين الله تعالى إلا روح وريحان" [حلية الأولياء (3:395)]
الرضا يخلصك من الهم والغم والحزن وشتات القلب وسوء الأحوال .. لأنكِ لن تحزني على ما فاتك؛ لمعرفتك بأن قدر الله لا يأتي إلا بكل خير.
والراضية من أسرع الناس استجابةً لأوامر الله تعالى .. لأن قلبها ليس فيه تسخط تجاه ربِّها عزَّ وجلَّ.
والراضية بالله قلبها طاهر .. فيسلم قلبها من الغش والحقد والحسد؛ لأنها راضية بما قسمهُ الله لها فلا تنظر إلى ما أنعم به على غيرها.
يقول ابن القيم "فأكثر الخلق، بل كلهم إلا مَن شاء الله يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ، فإن غالبَ بنى آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ، ولِسان حاله يقول: ظلمنى ربِّى، ومنعنى ما أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره ولا يتجاسرُ على التصريح به، ومَن فتَّش نفسَه، وتغلغل فى معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامِناً كُمونَ النار فى الزِّناد ..
فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما فى زِناده .. ولو فتَّشت مَن فتشته، لرأيت عنده تعتُّباً على القدر وملامة له، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغى أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌ ومستكثِر ..
وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم مِن ذلك؟
فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِى عَظِيمَةٍ ... وَإلاَّ فَإنِّى لاَ إخَالُكَ نَاجِيَاً"
[زاد المعاد (3:253)]
فلو نظر كل واحدٍ منا لوجد آثـــار التسخُّط كامنة في أعماق قلبه ..
مظاهر التسخُّط
((اختبــار القلوب لكشف العيـــوب))
بنــا نضع قلوبنا تحت المجهر؛ لنبحث عن تلك الآفة الخفية ونكتشف مظاهرها بداخلنا ..
هل تعترضين على بعض أحكام الشرع التي يعجز عقلك عن فهم الحكمة منها؟! .. كأن تقولي بلسان حالك: لِمَ حَرَّم الشرع عمليات التجميل؟! .. لماذا ظلم الإسلام المرأة وفضَّل عليها الرجل؟!
وهل تُكْثِرين الشكوى من شدة الابتلاءات؟ .. أو تشعرين بعدم الرضا؛ إذا رأيتي ابتلاءات غيرك؟! ..
وهل تعيشين الضنك في بيتك؛ لأنكِ تنظرين إلى ما أنعم الله به على أخواتك وتتحسرين على أن تلك النعم ليست لكِ؟!
فكل ما سبق من مظاهر التسخُّط الذي هو نوع من الاعتراض الخفي على قدر الله سبحانه وتعالى،
وفي الغالب يُصاحبه حسد أو جحود وكفران،،
مخـــاطر التسخُّط
1) التسخُّط بـــاب الشرك الأعظم ..
لأن الإنسان المُتسخِّط يجحد نعمة الله عليه، ويعترض على تدبير الله سبحانه وتعالى له .. فالله عزَّ وجلَّ يُعطي عبده الكثير من النِعَم الظاهرة والباطنة، ويمنع عنه بعضها لحكمةٍ ما .. والإنسان دائمًا يتسخَّط على ما حُرم منه من النِعَم القليلة، ولا يشكر ربَّه على ما أغدق به عليه من نِعَمٍ أخرى ..
وقد حذر النبي
فإن كان التحذير من التسخُّط مع البشر، فمن باب أولى ألا تفعلي ذلك مع ربِّك عزَّ وجلَّ،،
رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجلٍ فاقته وضرورته، فقال : "يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك"، وفي ذلك قيل :
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما * * * تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
[الفوائد (1:88)]
فإلى مَن تشتكين؟
أتشتكي ربِّك الرحيم إلى عبد مخلوق لو كنتِ في قبضته ما رَحِمك؟!
عن أبي هريرة
4) التسخُّط من صفات المنافقين ..
قال تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} [التوبة: 58]
5) التسخُّط يحبط عملك ..
فقد تقومي بأعمال كبيرة من صدقة وصيام وأعمال بر، ولكن كل ذلك يحبط إذا أصاب قلبك ذرة تسخُّط؛ لأن هذا جزاء من أتبع ما يُسخِط الله تعالى .. قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]
الرضــــا عن الله::
البلسم الشافي لمرض التسخُّط ..
الرضا يخلصك من الهم والغم والحزن وشتات القلب وسوء الأحوال .. لأنكِ لن تحزني على ما فاتك؛ لمعرفتك بأن قدر الله لا يأتي إلا بكل خير.
وإن لم ترضي بقضاء ربِّك، ستظلي حزينة .. مُبتلاة بالآلام النفسية،،
والراضية بالله قلبها طاهر .. فيسلم قلبها من الغش والحقد والحسد؛ لأنها راضية بما قسمهُ الله لها فلا تنظر إلى ما أنعم به على غيرها.
ومزيــد الرضـــا أعظم عند الله من طاعات الجوارح ..
لأن أجر الراضية لا ينقطع، حتى لو انشغلت بأي عملٍ آخر فإنها ستُثاب على ما في قلبها من رضا عن الله عزَّ وجلَّ.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع