- إنضم
- 5 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 6
- النقاط
- 1
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على خير المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا مبحث النبر في القرآن الكريم، أرجو أن ينتفع به إخواني.
أخوكم
محمد بن مصطفى الوكيل
مقرئ القراءات العشر الكبرى والصغرى
تعريف النبر:
"هو قوة التلفظ النسبية التي تعطي للصائت في كل مقطع من مقاطع الكلمة أو الجملة".
قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض ".
وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق،والنبر:إظهار الهمزة مثل:دارأ في داري" .
والذي نحن بصدده" النبر في النطق :إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط على الحرف حتى تكمل حركته ,ويتميز عما قبله وبعده بارتفاع الصوت.
فسيولوجية النبر:
عند نطق المنبور نلاحظ عدة أنشـطة في الجهاز الصوتي البشري منها:
● تنشط عضلات الرئتين، بشكل متميز لرفع الهواء بنشاط أكبر.
● تقوى حركات الوترين الصوتيين وتتسع الذبذبات.
● يتقارب الوتران أكثر في حالة الأصوات المجهورة،ويبتعدان أكثر في حالة الأصوات المهموس.
أمثلة توضيحية:
1ـ قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين ، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعنى الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر.
2ـ وكذا لو قرأ " فَسَقى لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقى "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" ..
3ـ وكذا لو نطق " وسعى لها " وكأنها من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير.
4ـ وكذا " فهدى " ليست من الفهد وإنما من الهدي.
5ـ ولو قرأ مثل قوله تعالى: :" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعنى من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلى ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب ،وكذا قوله تعالى:" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير مراد في الآية .
فوائد النبر:
1ـ إذا حذف حرف لالتقاء الساكنين وخشي من اللَّبس كما في قوله تعالى :" واستبقا الباب " وقوله تعالى:" وقالا الحمد لله " وقوله عز وجل :" فلما ذاقا الشجرة " ففي مثل هذه المواطن قد يحتاج القارئ إلى ضغطة خفيفة أو نبر ما بعد الألف المحذوفة إشعارا بالألف.
2ـ للنبر تعبير دلالي على المعنى , فالنبر على حرف الواو في كلمة {القوة} له تعبير دلالي للتأكيد على أن القوة للّه وحـده، لا سيما والآية تتحدث عن اتخاذ الأنداد من دون اللّه، فكان لا بد من التـأكيد على {القوة} التي تليق باللّه تبارك وتعالى.
3ـ من صور النبر، "نبر الجمل" الذي يقوم على الضغط على كلمة بعينها في إحدى الجمل المنطوقة؛ لتكون أوضح من غيرها من كلمات الجملة، وذلك للاهتمام بها أو التأكيد عليها ونفي الشك عنها من المتكلم أو السامع، وهذا السلوك اللغوي شائع في كثير من اللغات.
4ـ إن النبر والتنغيم من مهمات..القرائن للدلالة....فهي ترشد إلى المراد..وتفرق بين الخبر والإنشاء..وبين الجد والتهكم...
هل كان النبي يتلو القرآن بالنبر...
النبر هو التشديد في تلفظ صوت أو مقطع....ويعادل وضع سطر أو كتابة حرف بخط عريض ..أو تكرار كتابة حرف مثلا...لا تغغغغغغغغغضب....تكرار الغين.....يؤشر على النبر الذي ينبغي أن يصاحب خروج الضاد...
إن النبر من مهمات..القرائن للدلالة....فهي ترشد إلى المراد..وتفرق بين الخبر والإنشاء وبين الجد والتهكم...وهذا مثال: {لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}(35) سورة يـس. "ما"تحتمل أن تكون نافية..والمراد..الأكل من ثمار لم تعملها أيديهم..بل وجدوها ناضجة طيبة ..نعمة من الله....
وتحتمل أن تكون موصولة أو مصدرية...والمراد الأكل من الثمار..ومن صنع اليد....
فالنبر المصاحب لـ"ما" النافية....يختلف عن النبر المصاحب لـ"ما" الموصولة....
ومن هنا.....نؤكد أن تفسير الصحابي...قوي جدا...لأنه سمع...(وغيرُه قرأ فقط....) سمع القرآن وسمع نبرات الرسول ...
قال د/غانم قدوري :"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات : فما جاء من أسمائه تعالى وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب .
وما جاء من الأوامر والنواهي فبالطاعة والرغبة .
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة.
ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟
قال د/ جبل:
1 ـ التركيب المكون من ثلاثة مقاطع ..مثل ( فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) تنبر القاف ، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين ، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف(وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا)تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونرى أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها....
زيادة توضيح:
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل)وكذا الأفعال المضارعة مثل (يقول) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل( أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل(فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلى نبر لأن نطقها متميز المكونات .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع