كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

طباعة الموضوع

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
...........................................

كل مايهمك في ( قفه العبادات )

باب في (احكام الطهاره والمياه )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif


احكام الطهاره والمياه

إن الصلاه هي الركن الثاني من اركان الاسلام بعد الشهادتين

وهي الفارقه بين المسلم والكافر وهي عمود الاسلام

واول مايحاسب عنه العبد

لذلك الفقهاء رحمهم الله يبداون بكتاب الطهاره , لان الطهاره مفتاح الصلاه

كما في الحديث (( مفتاح الصلاه الطهور )) رواه ابو داود وابن ماجه واحمد والترميذي

ـــ الطهاره اوكد شروط الصلاه والشرط لا بد ان يقدم على المشروط .

ــ معنى الطهاه لغه : النظافه والنزاهه عن الاقذار الحسيه والمعنويه

معناها شرعا : ارتفاع الحدث وزوال النجس .

اقسام المياه :

القسم الاول : طهور يصح التطهر به , سواء كان باقيا على خلقته ,

او خالطه ماده طاهره لم تغلب عليه ولم تسلبه اسمه

القسم الثاني : نجس لا يجوز استعماله , فلا يرفع الحدث ولا يزيل النجاسه ,

وهوما تغير احد اوصافه بالنجاسه .


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

.........................................


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب (( احكام الانيه وثياب الكفار ))

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif


احكام الانيه وثياب الكفار

الانيه هي الاوعيه التي يحتفظ فيها الماء وغيره

والاصل فيها الاباحه ماعدا ...

1 / إناء الذهب والفضه ,

ماعدا الضبة اليسيره من الفضه تجعل في الاناء للحاجه الى اصلاحه .

الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم ( ولا تشربوا في آنية الذهب والفضه ولاتاكلوا

في صحافهما , فإنها لهم في الدنيا ولنا في الاخرة ) رواه الجماعه


وقوله صلى الله عليه وسلم ( الذي يشرب في آنية الفضه إنما يجرجر في بطنه

نار جهنم ) متفق عليه


والنهي عن الشيء يتناوله خالصا او مجزءا فيحرم الاناء المطلى

او المموه بالذهب او الفضه او الذي فيه شيء من الذهب والفضه

وتحريم الاستعمال والاتخاذ يشمل الذكور والاناث , لعموم الاخبار

مسئله : يباح إستخدام آنية الكفار مالم تعلم نجاستها

فإن علمت نجاستها فإنها تغسل وتستخدم .

2 / جلود الميته : يحرم استعمالها , الا اذا دبغت

_ وتباح ثياب الكفار اذا لم تعلم نجاستها , لان الاصل الطهاره


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


..............................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب (فيما يحرم على المحدث مزاولته من الاعمال )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif


مايحرم على المحدث مزاولته من الاعمال

هناك بعض الاعمال التي يحرم على المسلم اذا لم يكن على طهاره ان يزاولها لشرفها

سواء كان حدثه اكبر او اصغر

فالاشياء التي تحرم على المحدث :

1 / مس المصحف الشريف , فلا يمس المحدث بدون حائل

لقوله تعالى ( لا يمسه إلا المطهرون )

2 / الصلاه فرضا او نفلاً , وهذا بإجماع اهل العلم , اذا استطاع الطهاره

قال صلى الله عليه وسلم ( لايقبل الله صلاة بغير طهور ) رواه مسلم

3 / الطواف بالبيت العتيق ,

لقوله صلى الله عليه وسلم ( الطواف بالبيت صلاه الا ان الله اباح فيه الكلام )

رواه الحاكم ورواه الترمذي ...

وصح عنه صلى الله عليه وسلم ( انه منع الحائض من الطواف بالبيت حتى تطهر)

رواه البخاري ومسلم .

اما الاشياء التي تحرم على المحدث حدثا اكبر خاصه :

1 / يحرم عليه قراءة القران

لحديث على رضي الله عنه ( لا يحجُبُهُ (يعني النبي) عن القران شيء الا الجنابه )

رواه الترمذي وغيره

2 / ويحرم عليه اللبث في المسجد بغير وضوء

لقوله تعالى ( يا أيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا

ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ) النساء :43

ولقوله صلى الله عليه وسلم ( لا احل المسجد لحائض ولا جنب ) رواه ابو داود

فإن توضأ من عليه حدث اكبر جاز له اللبث في المسجد

والحكمه من هذا الوضوء تخفيف الجنابه

وكذلك يجوز للمحدث حدثا اكبر ان يمر بالمسجد لمجرد

العبور منه من غير الجلوس فيه , لقوله تعالى ( إلا عابري سبيل )

وكذلك مصلى العيد لايلبث فيه من عليه حدث اكبر بغير وضوء


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

.....................................


 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب (آداب قضاء الحاجه )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif


(آداب قضاء الحاجه )


هناك آداب شرعية تفعل عند دخول الخلاء وحال قضاء الحاجة .

# إذا أراد المسلم دخول الخلاء - وهو المحل المعد لقضاء الحاجة - ; فإنه يستحب له أن يقول : بسم الله , أعوذ بالله من الخبث والخبائث .
ويقدم رجله اليسرى حال الدخول , وعند الخروج يقدم رجله اليمنى ,
ويقول : غفرانك , الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني .
وذلك لأن اليمنى تستعمل فيما من شأنه التكريم والتجميل , واليسرى
تستعمل فيما من شأنه إزالة الأذى ونحوه .


# وإذا أراد أن يقضي حاجته في فضاء فإنه يستحب له أن يبعد عن الناس ;
بحيث يكون في مكان خال , ويستتر عن الأنظار بحائط أو شجرة أو غير ذلك ,
ويحرم أن يستقبل القبلة أو يستدبرها حال قضاء الحاجة , بل ينحرف عنها ;
لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة,
وعليه أن يتحرز من رشاش البول أن يصيب بدنه أو ثوبه ولا يجوز له أن يمس فرجه بيمينه ,
ولا يدخل موضع الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل أو فيه قرآن ,
فإن خاف على ما معه مما فيه ذكر الله ; جاز له الدخول به , ويغطيه .
ولا ينبغي له أن يتكلم حال قضاء الحاجة ;
فقد ورد في الحديث أن الله يمقت على ذلك , ويحرم عليه قراءة القرآن .
# فإذا فرغ من قضاء الحاجة ; فإنه ينظف المخرج بالاستنجاء
بالماء أو الاستجمار بالأحجار أو ما يقوم مقامها , وإن جمع بينهما ; فهو أفضل ,
وإن اقتصر على أحدهما.


أيها المسلم ! احرص على التنزه من البول ;
فإن عدم التنزه منه من موجبات عذاب القبر ;
فعن أبي هريرة رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((استنزهوا من البول ; فإن عامة عذاب القبر منه )) رواه الدارقطني


أيها المسلم ! إن كمال الطهارة يسهل القيام بالعبادة ,
ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها
وهنا أمر يجب التنبيه عليه , وهو أن بعض العوام يظن أن الاستنجاء من الوضوء ,
فإذا أراد أن يتوضأ ; بدأ بالاستنجاء , ولو كان قد استنجى سابقا بعد قضاء الحاجة ,
وهذا خطأ ; لأن الاستنجاء ليس من الوضوء , وإنما هو من شروطه


أيها المسلم ! هذا ديننا دين الطهارة والنظافة والنزاهة , أتى بأحسن الآداب وأكرم الأخلاق ,

; فلله الحمد والمنة , ونسأله الثبات على هذا الدين , والتبصر في أحكامه ,
والعمل بشرائعه , مع الإخلاص لله في ذلك , حتى يكون عملنا صحيحا مقبولا .


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

.....................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( السواك وخصال الفطره )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif



( السواك وخصال الفطره )


روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ; أن النبي صلى الله عليه وسلم ;

قال )) السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)) رواه أحمد وغيره .

وثبت في " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه ; قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) خمس من الفطرة :

الاستحداد , والختان , وقص الشارب , ونتف الإبط , وتقليم الأظافر))


مشروعية السواك , وهو استعمال عود أو نحوه في الأسنان واللثة ,

ليذهب ما علق بهما من صفرة ورائحة


; فأول من استاك إبراهيم عليه الصلاة والسلام ,

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مطهرة للفم ; أي

: منظف له مما يستكره , وأنه مرضاة للرب ; أي : يرضي الرب تبارك وتعالى

. ويكون التسوك بعود لين من أراك أو زيتون أو عرجون أو غيرها مما

لا يتفتت ولا يجرح الفم .

ويسن السواك في جميع الأوقات , حتى للصائم في جميع اليوم

ويتأكد في أوقات مخصوصة ; فيتأكد عند الوضوء ; لقوله صلى الله عليه وسلم

:( لولا أن أشق على أمتي ; لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء)

فالحديث يدل على تأكد استحباب السواك عند الوضوء


ويتأكد السواك أيضا عند الصلاة فرضا أو نفلا ;

لأننا مأمورون عند التقرب إلى الله أن نكون في حال كمال ونظافة ;

إظهارا لشرف العبادة ,


ويتأكد السواك أيضا عند الانتباه من نوم الليل أو نوم النهار ;

لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل ;

يشوص فاه بالسواك , والشوص : الدلك ,

وذلك لأن النوم تتغير معه رائحة الفم ; لتصاعد أبخرة المعدة

ويتأكد السواك أيضا عند تغير رائحة الفم بأكل أو غيره ,

ويتأكد أيضا عند قراءة قرآن ; لتنظيف الفم وتطييبه لتلاوة كلام الله عز وجل .


صفة التسوك :

أن يمر المسواك على لثته وأسنانه ; فيبتدئ من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر ,

ويمسك المسواك بيده اليسرى .


ومن المزايا التي جاء بها ديننا الحنيف خصال الفطرة

, وسميت خصال الفطرة ; لأن فاعلها يتصف بالفطرة التي فطر الله عليها العباد ,

وهي السنة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقت عليها الشرائع ,

وهذه الخصال :

1 - الاستحداد : وهو حلق العانة , سمي استحدادا ; لاستعمال الحديدة فيه , وهي الموسى

2- الختان : وهو إزالة الجلدة التي تغطي الحشفة

والحكمة في الختان تطهير الذكر من النجاسة المتحقنة في القلفة

وغير ذلك من الفوائد


3- قص الشارب وإحفاؤه وهو المبالغـة في قصه ;

لما في ذلك من التجميل والنظافة ومخالفة الكفار .

4- تقليم الأظافر , وهو قطعها ; بحيث لا تترك تطول ;

لما في ذلك من التجميل وإزالة الوسخ المتراكم تحتها , والبعد عن مشابهة السباع البهيمية


5- ومن خصال الفطرة : نتف الإبط - أي : إزالة الشعر النابت في الإبط - ,

فيسن إزالة هذا الشعر بالنتف أو الحلق أو غير ذلك

لما في إزالة هذا الشعر من النظافة وقطع الرائحة الكريهة التي تتضاعف مع وجود هذا الشعر .

هكذا جاء ديننا بتشريع هذه الخصال ; لما فيها من التجمل والتنظيف والتطهر ;
ليكون على أحسن حال وأجمل مظهر ; مخالفا بذلك هدي المشركين ,
ولما في بعضها من تمييز بين الرجال والنساء ;


اللهم وفق المسلمين لإصلاح أعمالهم وأقوالهم ,
وارزقهم الإخلاص لوجهك الكريم , والتمسك بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم .


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


.....................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( في أحكام الوضوء )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


A8.gif



(في أحكام الوضوء )

يقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ

وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
الآية ;

فهذه الآية الكريمة أوجبت الوضوء للصلاة , وبينت الأعضاء التي يجب غسلها أو

مسحها في الوضوء , وحددت مواقع الوضوء منها , ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم

صفة الوضوء بقوله وبفعله بيانا كافيا .


اعلم ! أن للوضوء شروطا وفروضا وسننا , فالشروط والفروض

لا بد منها حسب الإمكان ; ليكون الوضوء صحيحا , وأما السنن ;

فهي مكملات الوضوء , وفيها زيادة أجر , وتركها لا يمنع صحة الوضوء

.................................................. .......

شروط الوضوء :

- الإسلام , والعقل , والتمييز , والنية ; فلا يصح الوضوء من كافر ,

ولا من مجنون , ولا من صغير لا يميزه , ولا ممن لم ينو الوضوء ;


- ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء طهورا, فإن كان نجسا ; لم يجزئه .

- ويشترط للوضوء أيضا أن يكون الماء مباحا , فإن كان مغصوبا أو

تحصل عليه بغير طريق شرعي ; لم يصح الوضوء به .

- و يشترط للوضوء أن يسبقه استنجاء أو استجمار.

- ويشترط للوضوء أيضا إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد ;

من طين أو عجين أو شمع أو وسخ متراكم أو أصباغ سميكة ;

ليجري الماء على جلد العضو مباشرة من غير حائل .

..........................................

وأما فروض الوضوء - وهي أعضاؤه - ; فهي ستة :

أحدها : غسل الوجه بكامله , ومنه المضمضة والاستنشاق ,

فمن غسل وجهه وترك المضمضة والاستنشاق أو أحدهما ; لم يصح وضوءه ,

لأن الفم والأنف من الوجه , والله تعالى يقول : فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ فأمر بغسل الوجه كله

الثاني : غسل اليدين مع المرفقين , لقوله تعالى : وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ أي : مع المرافق ;

والثالث : مسح الرأس كله , ومنه الأذنان ; لقوله تعالى : وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ

والرابع : غسل الرجلين مع الكعبين , لقوله تعالى : وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ

والخامس : الترتيب ; بأن يغسل الوجه أولا , ثم اليدين , ثم يمسح الرأس , ثم يغسل رجليه

السادس : الموالاة , وهي أن يكون غسل الأعضاء المذكورة متواليا ,

بحيث لا يفصل بين غسل عضو وغسل العضو الذي قبله ,

بل يتابع غسل الأعضاء الواحد تلو الآخر حسب الإمكان .

..........................................

والحكمة - والله أعلم - في اختصاص هذه الأعضاء الأربعة بالوضوء ,

لأنها أسرع ما يتحرك من البدن , لاكتساب الذنوب , فكان في تطهير ظاهرها تنبيه

على تطهير باطنها , وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم كلما غسل عضوا منها ;

حط عنه كل خطيئة أصابها بذلك العضو , وأنها تخرج خطاياه مع الماء أو مع آخر قطر الماء .


..........................................

سنن الوضوء:

أولا : السواك , ومحله عند المضمضة , والمضمضة تنظيف الفم لاستقبال العبادة

والتهيؤ لتلاوة القرآن ومناجاة الله عز وجل .


ثانياً : غسل الكفين ثلاثا في أول الوضوء قبل غسل الوجه ;

لورود الأحاديث به , ولأن اليدين آلة نقل الماء إلى الأعضاء ,

ففي غسلهما احتياط لجميع الوضوء .

ثالثاً : البداءة بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه ,

ويبالغ فيها إن كان غير صائم , ومعنى المبالغة في المضمضة :

إدارة الماء في جميع فمه , وفي الاستنشاق : جذب الماء إلى أقصى أنفه .


رابعاً : ومن سنن الوضوء تخليل اللحية الكثيفة بالماء حتى يبلغ داخلها ,

وتخليل أصابع اليدين والرجلين .


خامساً : التيامن , وهو البدء باليمنى من اليدين والرجلين قبل اليسرى .

سادساً : الزيادة على الغسلة الواحدة إلى ثلاث غسلات في غسل الوجه واليدين والرجلين.

.......................................

هذه شروط الوضوء وفروضه وسننه ,

يجدر بك أن تتعلمها وتحرص على تطبيقها في كل وضوء ,

ليكون وضوؤك مستكملا للصفة المشروعة ,

لتحوز على الثواب .

ونسأل الله لنا ولك المزيد من العلم النافع والعمل الصالح .



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

.....................................




....................................

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( في صفة الوضوء )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


A8.gif



( بيان صفة الوضوء)

بعد أن عرفت شرائط الوضوء وفرائضه وسننه

نتطلع هنا إلى بيان صفة الوضوء ;

فصفة الوضوء :

- أن ينوي الوضوء لما يشرع له الوضوء من صلاة ونحوها .
-
- ثم يقول : بسم الله .
-
- ثم يغسل كفيه ثلاث مرات .
-
- ثم يتمضمض ثلاث مرات , ويستنشق ثلاث مرات , وينثر الماء من أنفه بيساره .
-
- ويغسل وجهه ثلاث مرات , وحد الوجه طولا من منابت شعر الرأس المعتاد

إلى ما انحدر من اللحيين والذقن ,

- ثم يغسل يديه مع المرفقين ثلاث مرات ,

وحد اليد هنا : من رءوس الأصابع مع الأظافر إلى أول العضد ,

- ثم يمسح كل رأسه وأذنيه مرة واحدة بماء جديد غير البلل الباقي من غسل يديه ,

وصفة مسح الرأس أن يضع يديه مبلولتين بالماء على مقدم رأسه ,

ويمرهما إلى قفاه , ثم يردهما إلى الموضع الذي بدأ منه ,

ثم يدخل أصبعيه السبابتين في خرقي أذنيه , ويمسح ظاهرهما بإبهاميه .

- ثم يغسل رجليه ثلاث مرات مع الكعبين , والكعبان : هما العظمان الناتئان في أسفل الساق .


…………………………….

ومن كان مقطوع اليد أو الرجل ; فإنه يغسل ما بقي من الذراع أو الرجل ,

فإن قطع من مفصل المرفق ; غسل رأس العضد , وإن قطع من الكعب ,

غسل طرف الساق ; لقوله تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وقوله صلى الله عليه وسلم :

إذا أمرتكم بأمر ; فأتوا منه ما استطعتم

………………………………………..


ثم بعد الفراغ من الوضوء على الصفة التي ذكرنا , يرفع بصره إلى السماء ,

ويقول ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية في هذه الحالة ,
ومن ذلك : أشهد لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

, اللهم اجعلني من التوابين , واجعلني من المتطهرين , سبحانك اللهم وبحمدك ,
أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك

…………………………..

ولا بأس أن ينشف المتوضئ أعضاءه من ماء الوضوء بمسحه بخرقة ونحوها .

…………………………..

ثم اعلم: أنه يجب إسباغ الوضوء وهو إتمامه باستكمال الأعضاء وتعميم كل عضو بالماء ,

وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ; أنه رأى رجلا يصلي

وفي بعض قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء ; فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة ,

وقال صلى الله عليه وسلم : ويل للأعقاب من النار


ثم اعلم أنه ليس معنى إسباغ الوضوء كثرة صب الماء ,

بل معناه تعميم العضو بجريان الماء عليه كله ,

وأما كثرة صب الماء ; فهذا إسراف منهي عنه ,

فقد ثبت في " الصحيحين " ; أنه صلى الله عليه وسلم
كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد .

ونهى صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الماء ;

فقد مر صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يتوضأ ; فقال : ما هذا السرف ؟ ,
فقال : أفي الوضوء إسراف ؟ ! فقال : نعم , ولو كنت على نهر جار

رواه أحمد وابن ماجه , وله شواهد ,

………………………….


فعليك بالحرص على أن يكون وضوءك وجميع عباداتك على الوجه المشروع ,

من غير إفراط ولا تفريط ;


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ,

وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ,

ولا تجعله ملتبسا علينا ; فنضل .


..........................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

.....................................

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( أحكام المسح على الخفين )

A1.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif


أحكام المسح على الخفين


إن ديننا دين يسر لا دين مشقة وحرج , يضع لكل حالة ما يناسبها من الأحكام

مما به تتحقق المصلحة وتنتفي المشقة , ومن ذلك ما شرعه الله في حالة الوضوء ,

إذا كان على شيء من أعضاء المتوضئ حائل يشق نزعه ويحتاج إلى بقائه

: إما لوقاية الرجلين كالخفين ونحوهما , أو لوقاية الرأس كالعمامة ,

وإما لوقاية جرح ونحوه كالجبيرة ونحوها ; فإن الشارع رخص للمتوضئ

أن يمسح على هذه الحوائل , ويكتفي بذلك عن نزعها وغسل ما تحتها ;

تخفيفا منه سبحانه وتعالى على عباده , ودفعا للحرج عنهم .


............................................

فأما مسح الخفين أو ما يقوم مقامهما من الجوربين والاكتفاء به عن غسل الرجلين ;

فهو ثابت بالأحاديث الصحيحة المستفيضة المتواترة في مسحه صلى الله عليه وسلم

قال الحسن : ( حدثني سبعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

أنه مسح على الخفين )

وقال ابن المبارك وغيره : ليس في المسح على الخفين بين الصحابة اختلاف , هو جائز


...........................................

وحكم المسح على الخفين : أنه رخصة , فعله أفضل من نزع الخفين وغسل الرجلين ;

أخذا برخصة الله عز وجل , واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم , ومخالفة للمبتدعة

ومدة المسح على الخفين بالنسبة للمقيم ومن سفره لا يبيح له القصر يوم وليلة ,

وبالنسبة لمسافر سفرا يبيح له القصر ثلاثة أيام بلياليها ; رواه مسلم ;

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : للمسافر ثلاثة أيام بلياليهن , وللمقيم يوم وليلة

وابتداء المدة في الحالتين يكون من الحدث بعد اللبس ;

لأن الحدث هو الموجب للوضوء , ولأن جواز المسح يبتدئ من الحدث

........................................

شروط المسح على الخفين ونحوهما :

1- يشترط للمسح على الخفين وما يقوم مقامهما من الجوارب ونحوها

أن يكون الإنسان حال لبسهما على طهارة من الحدث ; لما في " الصحيحين " وغيرهما ;

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أراد نزع خفيه وهو يتوضأ :

( دعهما ; فإني أدخلتهما طاهرتين) وحديث : (أمرنا أن نمسح على الخفين

إذا نحن أدخلناهما على طهر)

2- ويشترط أن يكون الخف ونحوه مباحا , فإن كان مغصوبا أو حريرا بالنسبة

للرجل ; لم يجز المسح عليه ; لأن المحرم لا تستباح به الرخصة .

3- ويشترط أن يكون الخف ونحوه ساترا للرجل ; فلا يمسح عليه

إذا لم يكن ضافيا مغطيا لما يجب غسله ; بأن كان نازلا عن الكعب

أو كان ضافيا لكنه لا يستر الرجل ; لصفائه أو خفته ; كجورب غير صفيق ;

فلا يمسح على ذلك كله ; لعدم ستره .

.........................................

ويمسح على ما يقوم مقام الخفين ; فيجوز المسح على الجورب الصفيق

الذي يستر الرجل من صوف أو غيره , لأن النبي صلى الله عليه وسلم

مسح على الجوربين والنعلين , رواه أحمد وغيره وصححه الترمذي ,


.....................................


ويجوز المسح على العمامة بشرطين :


أحدهما : تكون ساترة لما لم تجر العادة بكشفه من الرأس .

الشرط الثاني : أن تكون العمامة محنكة , وهي التي يدار منها تحت الحنك دور فأكثر ,

أو تكون ذات ذؤابة , وهي التي يرخى طرفها من الخلف ;

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم المسح على العمامة

بأحاديث أخرجها غير واحد من الأئمة , وقال عمر :

من لم يطهره المسح على العمامة , فلا طهره الله


..................................................

ويمسح على الجبيرة , وهي أعواد ونحوها تربط على الكسر ,

ويمسح على الضماد الذي يكون على الجرح , وكذلك يمسح على اللصوق

الذي يجعل على القروح , بشرط أن تكون على قدر الحاجة ;

بحيث تكون على الكسر أو الجرح وما قرب هنه مما لا بد من

وضعها عليه لتؤدي مهمتها , فإن تجاوزت قدر الحاجة ; لزمه نزع ما زاد عن الحاجة .

ويجوز المسح على الجبيرة ونحوها في الحدث الأصغر والأكبر ,

وليس للمسح عليها وقت محدد , بل يمسح عليها إلى نزعها أو برء ما تحتها


.................................................. ...

محل المسح من هذه الحوائل :

يمسح ظاهر الخف والجورب , ويمسح أكثر العمامة , ويختص ذلك بدوائرها

, ويمسح على جميعا لجبيرة .

وصفة المسح على الخفين أن يضع أصابع يديه مبلولتين بالماء على

أصابع رجليه ثم يمرهما إلى ساقه , يمسح الرجل اليمنى باليد اليمنى ,

والرجل اليسرى باليد اليسرى , ويفرج أصابعه إذا مسح , ولا يكرر المسح .

وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح .

.............................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


.....................................


 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( بيان نواقض الوضوء )

bsmalh.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

A8.gif


بيان نواقض الوضوء

أن للوضوء مفسدات لا يبقى مع واحد منها له تأثير , فيحتاج إلى استئنافه

من جديد عند إرادته مزاولة عمل من الأعمال التي يشرع لها الوضوء

وهي علل تؤثر في إخراج الوضوء عما هو المطلوب منه , وهي إما أحداث

تنقض الوضوء بنفسها - كالبول والغائط وسائر الخارج من السبيلين - ,

وأما أسباب للأحداث ; بحيث إذا وقعت ; تكون مظنة لحصول الأحداث ;

كزوال العقل , أو تغطيته بالنوم والإغماء والجنون ;

فإن زائل العقل لا يحس بما يحصل منه ,

فأقيمت المظنة مقام الحدث . ..

وإليك بيان ذلك بالتفصيل :

1- الخارج من سبيل , أي : من مخرج البول ومخرج الغائط , والخارج من السبيل

إما أن يكون بولا أو منيا أو مذيا أو دم استحاضة أو غائطا أو ريحا .

فإن كان الخارج بولا أو غائطا , فهو ناقض للوضوء بالنص والإجماع ,

قال تعالى في موجبات الوضوء : أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ

وإن كان منيا أو مذيا , فهو ينقض الوضوء بدلالة الأحاديث الصحيحة.

وكذا ينقض خروج دم الاستحاضة , وهو دم فساد , لا دم حيض ;

لحديث فاطمة بنت أبي حبيش ; أنها كانت تستحاض ,

فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : فتوضئي وصلي , فإنما هو دم عرق

رواه أبو داود والدارقطني ,

وكذا ينقض الوضوء خروج الريح بدلالة الأحاديث الصحيحة وبالإجماع ,

قال صلى الله عليه وسلم : ولا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ

وقال صلى الله عليه وسلم فيمن شك هل خرج منه ريح أولا :

فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

وأما الخارج من البدن من غير السبيلين كالدم والقيء والرعاف ;

فموضع خلاف بين أهل العلم , هل ينقض الوضوء أو لا ينقضه ؟

على قولين , والراجح أنه لا ينقض ,

لكن لو توضأ خروجا من الخلاف ; لكان أحسن .

2- من النواقض زوال العقل أو تغطيته , وزوال العقل يكون بالجنون ونحوه ;

وتغطيته تكون بالنوم أو الإغماء ونحوهما , فمن زال عقله

أو غطي بنوم ونحوه ; انتقضت وضوؤه ;

3- من نواقض الوضوء أكل لحم الإبل سواء كان قليلا أو كثيرا ,

لصحة الحديث فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصراحته .

قال الإمام أحمد رحمه الله : فيه حديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأما أكل اللحم من غير الإبل فلا ينقض الوضوء .

...................................

هذا , وقد بقيت مسألة مهمة تتعلق بهذا الموضوع , وهي :

من تيقن الطهارة , ثم شك في حصول ناقض من نواقضها ماذا يفعل ؟

لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا , فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا ;

فلا يخرج من المسجد , حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

فدل هذا الحديث الشريف وما جاء بمعناه على أن المسلم إذا تيقن الطهارة

وشك في انتقاضها ; أنه يبقى على الطهارة ; لأنها الأصل ,

ولأنها متيقنة , وحصول الناقض مشكوك فيه , واليقين لا يزول بالشك .

وهذه قاعدة عظيمة عامة في جميع الأشياء ;

أنها تبقى على أصولها حتى يتيقن خلافها , وكذلك العكس ,

فإذا تيقن الحدث وشك في الطهارة ; فإنه يتوضأ ;

لأن الأصل بقاء الحدث ; فلا يرتفع بالشك .

لذلك عليكِ بالمحافظة على الطهارة للصلاة والاهتمام بها ;

لأنها لا تصح صلاة بدون طهور , كما يجب عليك أن تحذر من الوسواس

وتسلط الشيطان عليك ; بحيث يخيل إليك انتقاض طهارتك ويلبس عليك ;

فاستعذ بالله من شره , ولا تلتفت إلى وساوسه ,

واسأل أهل العلم عما أشكل عليك من أمور الطهارة ,

لتكون على بصيرة من أمرك , واهتم أيضا بطهارة ثيابك من النجاسة ;

لتكون صلاتك صحيحة وعبادتك مستقيمة ; فإن الله سبحانه وتعالى

: يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ

وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح .

......................................
المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

...................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( أحكام الغسل )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

أحكام الغسل

انت بحاجة إلى أن تعرف أحكام الطهارة من الحدث الأكبر ;

جنابة كان أو حيضا أو نفاسا , وهذه الطهارة تسمى - بالغسل - بضم الغين - ,

وهو استعمال الماء في جميع البدن على صفة مخصوصة

والدليل على وجوبه : قول الله تعالى : وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا

وموجبات الغسل ستة أشياء ,

إذا حصل واحد منها ; وجب على المسلم الاغتسال :

أحدها : خروج المني من مخرجه من الذكر أو الأنثى ,

ولا يخلو : إما أن يخرج في حال اليقظة , أو حال النوم , فإن خرج في حال اليقظة ;

اشترط وجود اللذة بخروجه , فإن خرج بدون لذة ; لم يوجب الغسل ;

كالذي يخرج بسبب مرض أو عدم إمساك , وإن خرج في حال النوم ,

وهو ما يسمى بالاحتلام , وجب الغسل مطلقا ; لفقد إدراكه ,

فقد لا يشعر باللذة ; فالنائم إذا استيقظ ووجد أثر المني ;

وجب عليه الغسل , وإن احتلم , ولم يخرج منه مني , ولم يجد له أثرا ; لم يجب عليه الغسل .


الثاني : من موجبات الغسل إيلاج الذكر في الفرج , ولو لم يحصل إنزال ;

للحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم :

إذا قعد بين شعبها الأربع , ثم مس الختان الختان ; فقد وجب الغسل

فيجب الغسل على الواطئ والموطوءة بالإيلاج , ولو لم يحصل إنزال ; لهذا الحديث ,

ولإجماع أهل العلم على ذلك .

الثالث : من موجبات الغسل عند طائفة من العلماء :

إسلام الكافر , فإذا أسلم الكافر ; وجب عليه الغسل ;

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض الذين أسلموا أن يغتسلوا ,

ويرى كثير من أهل العلم أن اغتسال الكافر إذا أسلم مستحب , وليس بواجب ;

لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر به كل من أسلم ,

فيحمل الأمر به على الاستحباب ; جمعا بين الأدلة , والله أعلم .

الرابع : من موجبات الغسل : الموت , فيجب تغسيل الميت ; غير الشهيد في المعركة ;

فإنه لا يغسل , وتفاصيل ذلك تأتي في أحكام الجنائز إن شاء الله .

الخامس والسادس : من موجبات الغسل الحيض والنفاس

; لقوله صلى الله عليه وسلم : وإذا ذهبت حيضتك ; فاغتسلي وصلي

وقوله تعالى : فَإِذَا تَطَهَّرْنَ يعني : الحيض يتطهرن

بالاغتسال بعد انتهاء الحيض .


وصفة الغسل الكامل

- أن ينوي بقلبه .

- ثم يسمي ويغسل يديه ثلاثا ويغسل فرجه .

- ثم يتوضأ وضوءا كاملا .

- ثم يحثي الماء على رأسه ثلاث مرات , يروي أصول شعره .

- ثم يعم بدنه بالغسل , ويدلك بدنه بيديه , ليصل الماء إليه .

والمرأة الحائض أو النفساء تنقض رأسها للغسل من الحيض والنفاس ,

وأما الجنابة ; فلا تنقضه حين تغتسل لها , لمشقة التكرار , ولكن ;

يجب عليها أن تروي أصول شعرها بالماء .

ويجب على المغتسل رجلا كان أو امرأة أن يتفقد أصول شعره ومغابن بدنه

وما تحت حلقه وإبطيه وسرته وطي ركبتيه , وإن كان لابسا ساعة أو خاتما ;

فإنه يحركهما ليصل الماء إلى ما تحتهما .


ولا ينبغي له أن يسرف في صب الماء , فالمشروع تقليل الماء مع الإسباغ ;

فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع ;

فينبغي الاقتداء به في تقليل الماء وعدم الإسراف .

كما يجب على المغتسل أن يستتر ; فلا يجوز أن يغتسل عريانا بين الناس ;

لحديث : إن الله حيي يحب الحياء والستر , فإذا اغتسل أحدكم ; فليستتر

رواه أبو داود والنسائي .


وأمر الطهارة عظيم , والتفريط في شأنها خطير ;

لأنها تترتب عليها صحة الصلاة التي هي عمود الإسلام .

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين البصيرة في دينه والإخلاص له في القول والعمل .



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( أحكام التيمم )


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

باب في أحكام التيمم


إن الله سبحانه وتعالى قد شرع التطهر للصلاة من الحدثين الأصغر والأكبر

بالماء الذي أنزله الله لنا طهورا ,


وهذا واجب لا بد منه مع الإمكان , لكن قد تعرض حالات يكون الماء فيها معدوما ,

أو في حكم المعدوم , أو موجودا , لكن يتعذر استعماله لعذر من الأعذار الشرعية ,

وهنا قد جعل الله ما ينوب عنه , وهو التيمم بالتراب ; تيسيرا على الخلق , ورفعا للحرج .

يقول الله تعالى في محكم تنزيله :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ

وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا

وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ

فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ

مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )


والتيمم في اللغة : القصد , والتيمم في الشرع : هو مسح الوجه واليدين بصعيد

على وجه مخصوص . وكما هو ثابت في القرآن الكريم ;

فهو ثابت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة ,

وهو فضيلة لهذه الأمة المحمدية , اختصها الله به , ولم يجعله طهورا لغيرها ;

توسعة عليها , وإحسانا منه إليها .

ففي " الصحيحين " وغيرهما : قال صلى الله عليه وسلم :

أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ,

وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا , فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة ;

فليصل وفي لفظ : فعنده مسجده وطهوره .


فالتيمم بدل طهارة الماء عند العجز عنه شرعا , يفعل بالتطهر به كل

ما يفعل بالتطهر بالماء من الصلاة والطواف وقراءة القرآن وغير ذلك ,

فإن الله جعل التيمم مطهرا كما جعل الماء مطهرا ,

قال عليه الصلاة والسلام : وجعلت تربتها ( يعني : الأرض ) لنا طهورا . ..

وينوب التيمم عن الماء في أحوال هي :

أولا : إذا عدم الماء : لقوله تعالى : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا

سواء عدمه في الحضر أو السفر , وطلبه , ولم يجده .

ثانيا : إذا كان معه ماء يحتاجه لشرب وطبخ , فلو تطهر منه ; لأضر حاجته ;

بحيث يخاف العطش على نفسه , أو عطش غيره من آدمي أو بهيمة محترمين .

ثالثا : إذا خاف باستعمال الماء الضرر في بدنه بمرض أو تأخر برء ;

لقوله تعالى : وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى إلى قوله : فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا الآية .

رابعا : إذا عجز عن استعمال الماء لمرض لا يستطيع معه الحركة ,

وليس عنده من يوضئه , وخاف خروج الوقت .

خامسا : إذا خاف بردا باستعمال الماء , ولم يجد ما يسخنه به ; تيمم وصلى ;

لقوله تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ففي تلك الأحوال يتيمم ويصلي .

وإن وجد ماء يكفي بعض طهره ; استعمله فيما يمكنه من أعضائه أو بدنه ,

وتيمم عن الباقي الذي قصر عنه الماء ; لقوله تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

وإن كان به جرح يتضرر بغسله أو مسحه بالماء , تيمم له ,

وغسل الباقي ; لقوله تعالى : وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ وإن كان جرحه ولا يتضرر بالمسح ;

مسح الضماد الذي فوقه بالماء , وكفاه المسح عن التيمم .

ويجوز التيمم بما على وجه الأرض من تراب وسبخة ورمل وغيره ,

هذا هو الصحيح من قولي العلماء ;

لقوله تعالى : فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا

وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا أدركتهم الصلاة ,

تيمموا بالأرض التي يصلون عليها , ترابا أو غيره , ولم يكونوا يحملون معهم التراب .

وصفة التيمم أن يضرب التراب بيديه مفرجتي الأصابع , ثم يمسح وجهه بباطن أصابعه ,

ويمسح كفيه براحتيه , ويعمم الوجه والكفين بالمسح ,

وإن مسح بضربتين إحداهما يمسح بها وجهه والثانية يمسح بها بدنه ; جاز ,

لكن الصفة الأولى هي الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ويبطل التيمم عن حدث أصغر بمبطلات الوضوء

وعن حدث أكبر بموجبات الغسل من جنابة وحيض ونفاس ; لأن البدل له حكم المبدل , ويبطل التيمم

أيضا بوجود الماء إن كان التيمم لعدمه ,

وبزوال العذر الذي من أجله شرع التيمم من مرض ونحوه .

ومن عدم الماء والتراب أو وصل إلى حال لا يستطيع معه لمس البشرة بماء ولا تراب ;

فإنه يصلي على حسب حاله ; بلا وضوء ولا تيمم ,

لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها , ولا يعيد هذه الصلاة ; لأنه أتى بما أمر به ;

لقوله تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

وقوله صلى الله عليه وسلم : إذا أمرتكم بأمر ; فأتوا منه ما استطعتم

هذه جملة من أحكام التيمم سقناها لك , فإن أشكل عليك شيء منها أو من غيرها ;

فعليك أن تسأل أول العلم , ولا تتساهل في أمر دينك , لا سيما أمر الصلاة التي هي عمود الإسلام ;

فإن الأمر مهم جدا .

وفقنا الله جميعا للصواب والسداد في القول والعمل ,

وأن يكون عملنا خالصا لوجهه الكريم , إنه سميع مجيب الدعاء .


..............................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات



....................................

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
................................................


A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب (أحكام إزالة النجاسة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

باب في أحكام إزالة النجاسة


فكما أنه مطلوب من المسلم أن يكون طاهرا من الحدث إذا أراد الصلاة ;

فكذلك مطلوب منه طهارة البدن والثوب والبقعة من النجاسة , قال تعالى : ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ )

موضوع إزالة النجاسة , لقد كان الفقهاء رحمهم الله يعقدون لهذا الموضوع بابا خاصا ,

يسمونه : باب إزالة النجاسة ; أي : تطهير موارد النجاسة ,

التي تطرأ على محل طاهر من الثياب والأواني والفرش والبقاع ونحوها .

والأصل الذي تزال به النجاسة هو الماء ; فهو الأصل في التطهير ;

لأن الله وصفه بذلك ; كما في قوله تعالى : ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ) الانفال

والنجاسة التي تجب إزالتها -

إما أن تكون على وجه الأرض وما اتصل بها من الحيطان والأحواض والصخور :

فهذه يكفي في تطهيرها غسلة واحدة تذهب بعين النجاسة ;

بمعنى أنها تغمر بالماء بصبه عليها مرة واحدة ;

لأمره صلى الله عليه وسلم بصب الماء على بول الأعرابي الذي بال في المسجد ,

وكذا إذا غمرت بماء المطر والسيول ,

فإذا زالت بصب الماء عليها أو بماء المطر النازل أو الجاري عليها ; كفى ذلك في تطهيرها .

............................

- وإن كانت النجاسة على غير الأرض وما اتصل بها :

فإن كانت من أو خنزير وما تولد منهما ;

فتطهيرها بسبع غسلات , إحداهن بالتراب ; بأن يجعل التراب مع إحدى الغسلات ;

لقوله صلى الله عليه وسلم إذا ولغ ال في إناء أحدكم ; فليغسله سبعا أولاهن بالتراب

رواه مسلم وغيره ,

وهذا الحكم عام في الإناء وغيره ; كالثياب والفرش .

وإن كانت نجاسة غير أو خنزير ; كالبول والغائط والدم ونحوها ;

فإنها تغسل بالماء مع الفرك والعصر , حتى تزول ; فلا يبقى لها عين ولا لون .

..............................

فالمغسولات على ثلاثة أنواع :

النوع الأول : ما يمكن عصره , مثل الثوب ; فلا بد من عصره .

النوع الثاني : ما لا يمكن عصره , ويمكن تقليبه ; كالجلود ونحوها ; فلا بد من تقليبه .

النوع الثالث : ما لا يمكن عصره ولا تقليبه ; فلا بد من دقه وتثقيله ;

بأن يضع عليه شيئا ثقيلا , حتى يذهب أكثر ما فيه من الماء .
.................................

- وإن خفي موضع نجاسة في بدن أو ثوب أو بقعة صغيرة كمصلى صغير ;

وجب غسل ما احتمل وجود النجاسة فيه , حتى يجزم بزوالها ,

وإن لم يدر في أي جهة منه ; غسله جميعه .

- ويكفي في تطهير بول الغلام الذي لم يأكل الطعام رشه بالماء ;

لحديث أم قيس ; أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

فأجلسه في حجره , فبال على ثوبه , فدعا بماء , فنضحه ولم يغسله . متفق عليه .

وإن كان يأكل الطعام لشهوة واختيار ; فبوله مثل بول الكبير ,

وكذا بول الأنثى الصغيرة مثل بول الكبيرة , وفي جميع هذه الأحوال يغسل كغسل سائر النجاسات .

..............................

فالنجاسات على ثلاثة أنواع :

نجاسة مغلظة , وهي نجاسة ال ونحوه .

ونجاسة مخففة , وهي نجاسة الغلام الذي لا يأكل الطعام .

ونجاسة بين ذلك , وهي بقية النجاسات .

ويجب أن نعرف ما هو طاهر وما هو نجس من أرواث وأبوال الحيوانات

فما كان يحل أكل لحمه منها ; فبوله وروثه طاهر ; كالإبل والبقر والغنم ونحوها ;

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر العرنين أن يلحقوا بإبل الصدقة ,

فيشربوا من أبوالها وألبانها . متفق عليه .

فدل على طهارة بولها ; لأن النجس لا يباح التداوي به وشربه ,

فإن قيل : إنما أبيح للضرورة ;

قلنا : لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بغسل أثره إذا أرادوا الصلاة .

وفي " الصحيح " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابض الغنم

وأمر بالصلاة فيها وهي لا شك تبول فيها .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " الأصل في الأرواث الطهارة , إلا ما استثنى . .. " انتهى .



أيها المسلم و المسلمه !

عليك أن تهتم بالطهارة ظاهرا وباطنا : باطنا بالتوحيد والإخلاص لله في القول والعمل ,

وظاهرا بالطهارة من الحدث والأنجاس ;

فإن ديننا دين الطهارة والنظافة والنزاهة من الأقذار الحسية والمعنوية ;

فالمسلم طاهر نزيه ملازم للطهارة , وقال صلى الله عليه وسلم : الطهور شطر الإيمان . ..

فعليك يا عبد الله بالاهتمام بالطهارة , والابتعاد عن الأنجاس ;

فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عامة عذاب القبر من البول

حينما لا يتحرز منه الإنسان , فإذا أصابك نجاسة ;

فبادر إلى تطهيرها ما أمكنك ; لتبقى طاهرا , لا سيما عندما تريد الصلاة ;

فتفقد حالك من جهة الطهارة , وعندها تريد الدخول في المسجد ; فانظر في نعليك ,

فإن وجدت فيهما أذى ; فامسحهما ونقهما ولا تدخل بهما أو تدخلهما في المسجد وفيهما نجاسة . ..

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من القول والعمل .

...............................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


..............................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
.......................................


A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( أحكام الحيض والنفاس )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

في أحكام الحيض والنفاس


أولا : الحيض وأحكامه

قال الله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ

وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِ

نَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )

والحيض : هو دم طبيعة وجبلة , يخرج من قعر الرحم في أوقات معلومة ,

خلقه الله لحكمة غذاء الولد في بطن أمه ;

لذلك قل أن تحيض المرضع , فإذا خلت المرأة من حمل ورضاع ,

بقي لا مصرف له ; ليستقر في مكان من رحمها ,

ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة أيام , وقد يزيد عن ذلك أو يقل ,

وللحائض خلال حيضها وعند نهايته أحكام مفصلة في الكتاب والسنة :

- من هذه الأحكام أن الحائض لا تصلي ولا تصوم حال حيضها ,

قال عليه الصلاة والسلام لفاطمة بنت أبي حبيش : إذا أقبلت الحيضة , فدعي الصلاة

- فإذا طهرت من حيضها ; فإنها تقضي الصوم دون الصلاة بإجماع أهل العلم ,

قالت عائشة رضي الله عنها : كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ;

فكنا نؤمر بقضاء الصوم , ولا نؤمر بقضاء الصلاة متفق عليه .

- ومن أحكام الحائض أنها لا يجوز لها أن تطوف بالبيت , ولا تقرأ القرآن ,

ولا تجلس في المسجد , ويحرم على زوجها وطؤها في الفرج

حتى ينقطع حيضها وتغتسل :

قال تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ

وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ

ومعنى الاعتزال : ترك الوطء .

- ويجوز لزوج الحائض أن يستمتع منها بغير الجماع في الفرج ,

كالقبلة واللمس ونحو ذلك .

- ولا يجوز لزوجها أن يطلقها وهي حائض , قال تعالى

: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ

أي : طاهرات من غير جماع , وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم

من طلق امرأته وهي حائض أن يراجعها ثم يطلقها حال طهرها إن أراد .

والطهر هو انقطاع الدم , فإذا انقطع دمها ,

فقد طهرت , وانتهت فترة حيضها ; فيجب عليها الاغتسال ,

ثم تزاول ما منعت منه بسبب الحيض ,

وإن رأت بعد الطهر كدرة أو صفرة ; لم تلتفت إليها ;

لقول أم عطية رضي الله عنها : كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا , رواه أبو داود وغيره ,

تنبيه هام :

إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل غروب الشمس

لزمها أن تصلي الظهر والعصر من هذا اليوم ,

ومن طهرت منهما قبل طلوع الفجر ;

لزمها أن تصلي المغرب والعشاء من هذه الليلة

; لأن وقت الصلاة الثانية وقت للصلاة الأولى في حال العذر .

........................................

وأما إذا دخل عليها وقت صلاة , ثم حاضت أو نفست قبل أن تصلي ,

فالقول الراجح أنه لا يلزمها قضاء تلك الصلاة

التي أدركت أول وقتها ثم حاضت أو نفست قبل أن تصليها .

1328582955121.gif


ثانيا : الاستحاضة وأحكامها

الاستحاضة : سيلان الدم في غير وقته على سبيل النزيف من عرق يسمى العاذل .

والمستحاضة أمرها مشكل ; لاشتباه دم الحيض بدم الاستحاضة ,

فإذا كان الدم ينزل منها باستمرار أو غالب الوقت ;

فما الذي تعتبره منه حيضا وما الذي تعتبره استحاضة لا تترك من أجله الصوم والصلاة ;

فإن المستحاضة يعتبر لها أحكام الطاهرات .

...................................

فإن المستحاضة لها ثلاث حالات :

الحالة الأولى :

أن تكون لها عادة معروفة لديها قبل إصابتها بالاستحاضة ,

بأن كانت قبل الاستحاضة تحيض خمسة أيام أو ثمانية أيام مثلا في أول الشهر أو وسطه ,

فتعرف عددها ووقتها ; فهذه تجلس قدر عادتها , وتدع الصلاة والصيام ,

وتعتبر لها أحكام الحيض , فإذا انتهت عادتها ; اغتسلت وصلت ,

واعتبرت الدم الباقي دم استحاضة ; لقوله صلى الله عليه وسلم

لأم حبيبة : امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك , ثم اغتسلي وصلي رواه مسلم ,

ولقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش :

إنما ذلك عرق , وليس بحيض , فإذا أقبلت حيضتك ; فدعي الصلاة متفق عليه .


الحالة الثانية :

إذا لم يكن لها عادة معروفة , لكن دمها متميز , بعضه يحمل صفة الحيض ;

بأن يكون أسود أو ثخينا أو له رائحة , وبقيته لا تحمل صفة الحيض ;

بأن يكون أحمر ليس له رائحة ولا ثخينا ;

ففي هذه الحالة تعتبر الدم الذي يحمل صفة الحيض حيضا ,

فتجلس وتدع الصلاة والصيام , وتعتبر ما عداه استحاضة ,

تغتسل عند نهاية الذي يحمل صفة الحيض , وتصلي وتصوم ,

وتعتبر طاهرا ;

لقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش :

إذا كان دم الحيض , فإنه أسود يعرف ; فأمسكي عن الصلاة ,

فإذا كان الآخر ; فتوضئي وصلي

رواه أبو داود والنسائي , وصححه ابن حبان والحاكم ;

ففيه أن المستحاضة تعتبر صفة الدم , فتميز بها بين الحيض وغيره .


الحالة الثالثة :

إذا لم يكن لها عادة تعرفها ولا صفة تميز بها الحيض من غيره ;

فإنها تجلس غالب الحيض ستة أيام أو سبعة أيام من كل شهر ;

لأن هذه عادة غالب النساء ;

لقوله صلى الله عليه وسلم لحمنة بنت جحش :

إنما هي ركضة من الشيطان ; فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام , ثم اغتسلي ,

فإذا استنقأت , فصلي أربعة وعشرين أو ثلاثة وعشرين ,

وصومي وصلي , فإن ذلك يجزئك , وكذلك فافعلي كما تحيض النساء

رواه الخمسة , وصححه الترمذي .


ما يلزم المستحاضة في حال الحكم بطهارتها

1- يجب عليها أن تغتسل عند نهاية حيضتها

2- تغسل فرجها لإزالة ما عليه من الخارج عند كل صلاة ,

وتجعل في المخرج قطنا ونحوه يمنع الخارج ,

وتشد عليه ما يمسكه عن السقوط , ثم تتوضأ عند دخول وقت كل صلاة .

لقوله صلى الله عليه وسلم في المستحاضة :

تدع الصلاة أيام أقرائها , ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة

رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي

1328582955121.gif


ثالثا : النفاس وأحكامه

والنفاس كالحيض فيما يحل ; كالاستمتاع منها بما دون الفرج ,

وفيما يحرم ; كالوطء في الفرج ومنع الصوم والصلاة والطلاق والطواف

وقراءة القرآن واللبث في المسجد ,

وفي وجوب الغسل على النفساء عند انقطاع دمها كالحائض ,

ويجب عليها أن تقضي الصيام دون الصلاة ; فلا تقضيها كالحائض .

والنفاس دم ترخيه الرحم للولادة وبعدها , وهو بقية الدم الذي احتبس في مدة الحمل ,

وأكثر مدته عند الجمهور أربعون يوما .


قال الترمذي :

أجمع أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة أربعين يوما ;

إلا أن ترى الطهر قبل ذلك ; فتغتسل وتصلي .

فإذا انقطع دم النفساء قبل الأربعين , فقد انتهى نفاسها ,

فتغتسل وتصلي وتزاول ما منعت منه بسبب النفاس .

وإذا ألقت الحامل ما تبين فيه خلق إنسان , بأن كان فيه تخطيط ,

وصار معها دم بعده ; فلها أحكام النفساء ,

والمدة التي يتبين فيها خلق الإنسان في الحمل ثلاثة أشهر غالبا ,

وأقلها واحد وثمانون يوما , وإن ألقت علقة أو مضغة ; لم يتبين فيها تخطيط إنسان ;

لم تعتبر ما ينزل بعدها من الدم نفاسا ;

فلا تترك الصلاة ولا الصيام , وليست لها أحكام النفساء .

تنبيه هام :

وهنا مسألة يجب التنبيه عليها ,

وهي أن البعض من النساء قد تتناول دواء لمنع نزول دم الحيض

حتى تتمكن من صيام رمضان أو أداء الحج فإن كانت هذه الحبوب لمنع نزول الدم

فترة ولا تقطعه ; فلا بأس بتناولها ,

وإن كانت تقطع الحيض قطعا مؤبدا ;

فهذا لا يجوز ; إلا بإذن الزوج ; لأن هذا يترتب عليه قطع النسل .

وفقنا الله جميعا للصواب والسداد في القول والعمل ,

وبالله التوفيق

..................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

.......................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||

A1.gif


A8.gif



كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( وجوب الصلوات الخمس )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين




باب في وجوب الصلوات الخمس


الصلاة :

هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين , وقد وضعت على أكمل وجوه العبادة وأحسنها ,

وقد فرضها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل ليلة المعراج في السماء ;

بخلاف سائر الشرائع ; فدل ذلك على عظمتها وتأكد وجوبها ومكانتها عند الله .


والصلاة في اللغة : الدعاء , قال الله تعالى : وَصَلِّ عَلَيْهِمْ أي : ادع لهم .

.. ومعناها في الشرع : أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم ,

سميت بذلك لاشتمالها على الدعاء ;

فالمصلي لا ينفك عن دعاء عبادة أو ثناء أو طلب ; فلذلك سميت صلاة ,

وقد فرضت ليلة الإسراء قبل الهجرة خمس صلوات في اليوم والليلة

بدخول أوقاتها على كل مسلم مكلف .

قال تعالى : إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

أي : مفروضا في الأوقات التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وبفعله .

وقال تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ

وقال سبحانه : فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ

فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ

فمن أتى عليه وقتها وهو بالغ عاقل ; وجبت عليه ;

إلا حائضا ونفساء ; فلا تجب عليهما , ولا يقضيانها إذا طهرتا إجماعا ,

ومن كان زائل العقل بنوم أو إغماء ونحوه , وجب عليه القضاء حين يصحو .

قال تعالى : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

وقال صلى الله عليه وسلم : ومن نام عن صلاة أو نسيها , فليصلها إذا ذكرها رواه مسلم .





ويلزم ولي الصغير أن يأمره بالصلاة إذا بلغ كسبع سنين وإن كانت لا تجب عليه ,

ولكن ; ليهتم بها , ويتمرن عليها , وليكتب له ولوليه الأجر إذا صلى ;

لعموم قوله تعالى : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا

وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفعت إليه امرأة صبيا , فقالت :

ألهذا حج ; قال : نعم , ولك أجر فيعلمه وليه الصلاة والطهارة لها .



ويجب على الولي أن يضرب الصغير إذا تهاون بالصلاة وقد بلغ عشر سنين ,

لقوله صلى الله عليه وسلم : مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ,

واضربوهم عليها لعشر , وفرقوا بينهم في المضاجع

رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم .

ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها

قال الله تعالى : إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

أي : مفروضة في أوقات معينة , لا يجوز تأخيرها عنها ;

إلا لمن يريد جمعها مع ما بعدها جمع تأخير , إذا كانت مما يجمع ,

وكان ممن يباح لهم الجمع ,




وأما تأخير صلاة الليل إلى النهار أو صلاة النهار إلى الليل أو الفجر إلى ما بعد طلوع الشمس ,

فلا يجوز بحال من الأحوال ; لا لجنابة , ولا نجاسة , ولا غير ذلك ,

بل يصليها في وقتها على حسب حاله .

وبعض الجهال قد يكون في حالة علاج في المستشفى على سرير لا يستطيع النزول منه ,

أو لا يستطيع تغيير ثيابه التي عليها نجاسة , أو ليس عنده تراب يتيمم به ,

أو لا يجد من يناوله إياه , فيؤخر الصلاة عن وقتها ,

ويقول : أصليها فيما بعد إذا زال العذر ,

وهذا خطأ عظيم , وتضييع للصلاة , أوقعه فيه الجهل وعدم السؤال ;

فالواجب على مثل هذا أن يصلي على حسب حاله في الوقت ,

وتجزئه صلاته في هذه الحالة ,

ولو صلى بدون تيمم أو بثياب نجسة ,

قال الله تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

حتى ولو صلى إلى غير القبلة إذا كان لا يستطيع استقبال القبلة ; فصلاته صحيحة .



ومن ترك الصلاة تهاونا أو كسلا من غير جحد لوجوبها كفر

على الصحيح من قولي العلماء , بل هو الصواب الذي تدل عليه الأدلة

كحديث : بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة رواه مسلم , وغيره من الأدلة .

وينبغي الإشاعة عن تاركها بتركها ليفتضح حتى يصلي ,

ولا ينبغي السلام عليه , ولا إجابة دعوته , حتى يتوب ويقيم الصلاة ;

لأن الصلاة عمود الدين , وهي الفارقة بين المسلم والكافر ;

فمهما عمل العبد من الأعمال ; فإنه لا ينفعه ما دام مضيعا للصلاة .

نسأل الله العافية .





المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


A2.gif


..........................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif



كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب (في أحكام الآذان والإقامة )


133000435221.png


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

شرع الأذان في السنة الأولى للهجرة النبوية ,

وسبب مشروعيته أنه لما عسر معرفة الأوقات عليهم ;

تشاوروا في نصب علامة لها ;

فأري عبد الله بن زيد هذا الأذان في المنام , وأقره الوحي ,

وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ

فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ )

133000435221.png


وكل من الأذان والإقامة لهما ألفاظ مخصوصة من الذكر ,

وهو كلام جامع لعقيدة الإيمان ; فأولهما التكبير , وهو إجلال الله عز وجل ,

ثم إثبات الوحدانية لله عز وجل ,

وإثبات الرسالة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالشهادتين ,

ثم الدعاء إلى الصلاة التي هي عمود الإسلام , والدعاء إلى الفلاح ,

وهو الفوز والبقاء في النعيم المقيم ,

ثم يختمه بتكبير الله وإجلاله وكلمة الإخلاص التي هي من أفضل الذكر وأجله ,

والتي لو وزنت بالسماوات وعامرهن غير الله والأرضين السبع وعامرهن ;

لرجحت بهن لعظمها وفضلها .

133000435221.png


وقد جاءت أحاديث في فضل الأذان وأن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة .

والأذان والإقامة فرض كفاية , وفرض الكفاية ما يلزم جميع المسلمين إقامته ,

فإذا قام به من يكفي ; سقط الإثم عن الباقين ,

وهما من شعائر الإسلام الظاهرة ,

وهما مشروعان في حق الرجال حضرا وسفرا للصلوات الخمس ,

يقاتل أهل بلد تركوهما ; لأنهما من شعائر الإسلام الظاهرة , فلا يجوز تعطيلهما .


133000435221.png


والصفات المعتبرة في المؤذن :

أن يكون صيتا ; لأنه أبلغ في الإعلام ,

أمينا ; لأنه مؤتمن يعتبر أذانه في دخول وقت الصلاة والصيام والإفطار ,

ويكون عالما بالوقت , ليؤذن في أوله .


133000435221.png


والأذان خمس عشرة جملة ,

كما كان بلال يؤذن به بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما ,

ويستحب أن يتمهل بألفاظ الأذان من غير تمطيط ولا مد مفرط ,

ويقف على كل جملة منه , ويستحب أن يستقبل القبلة حال الأذان ,

ويجعل أصبعيه في أذنيه ; لأنه أرفع للصوت ,

ويلتفت يمينا عند قوله : " حي على الصلاة " , وشمالا عند قوله : " حي على الفلاح " ,

ويقول بعد " حي على الفلاح الثانية " من أذان الفجر خاصة :

" الصلاة خير من النوم " ; مرتين ;

لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك ; لأنه وقت ينام الناس فيه غالبا ,

ولا يجوز الزيادة على ألفاظ الأذان بأذكار أخرى قبله ولا بعده ,

يرفع بها صوته , لأن ذلك من البدع المحدثة ;

فكل ما يفعل غير الأذان الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهو بدعة محرمة ;

كالتسبيح , والنشيد , والدعاء , والصلاة والسلام على الرسول جهرا قبل الأذان أو بعده ,

كل ذلك محدث مبتدع , يحرم فعله , ويجب إنكاره على من فعله.

133000435221.png


والإقامة إحدى عشرة جملة ,

يحدرها - أي : يسرع فيها - لإنهاء إعلام الحاضرين ;

فلا داعي للترسل فيها , ويستحب أن يتولى الإقامة من تولى الأذان ,

ولا يقيم إلا بإذن الإمام ; لأن الإقامة منوط وقتها بنظر الإمام ; فلا تقام إلا بإشارته ,

ولا يجزئ الأذان قبل الوقت ; لأنه شرع للإعلام بدخوله ; فلا يحصل به المقصود ,

ولأن فيه تغريرا لمن يسمعه ; إلا أذان الفجر , فيجوز تقديمه قبل الصبح ;

ليتأهب الناس لصلاة الفجر ,

لكن ينبغي أن يؤذن آذانا آخر عند طلوع الفجر ,

ليعرف الناس دخول الوقت وحلول الصلاة والصيام .

133000435221.png


ويسن لمن سمع المؤذن إجابته بأن يقول مثل ما يقول ,

ويقول عند حي على الصلاة وحي على الفلاح : " لا حول ولا قوة إلا بالله " ,

ثم يقول بعدما يفرغ المؤذن :

" اللهم رب هذه الدعوة التامة , والصلاة القائمة ,

آت محمدا الوسيلة والفضيلة , وابعثه المقام المحمود الذي وعدته " ,

ويحرم الخروج من المسجد بعد الأذان بلا عذر أو نية رجوع ,

وإذا شرع المؤذن في الأذان والإنسان جالس ; فلا ينبغي له أن يقوم ,

بل يصبر حتى يفرغ ; لئلا يتشبه بالشيطان .

وينبغي للمسلم إذا سمع الأذان أن يتوجه إلى المسجد ويترك سائر الأعمال الدنيوية .

قال الله تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ

رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ

يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) الآيات .

133000435221.png


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


..............................................

133000435221.png

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( شروط الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

1330195420361.png


في شروط الصلاة

الشرط لغة : العلامة ,

وشرعا : ما يلزم من عدمه العدم , ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته ,

وشروط الصلاة ما تتوقف صحتها عليها مع الإمكان .

وللصلاة شرائط لا تصح إلا بها ,

إذا عدمت أو بعضها ; لم تصح الصلاة , ومنها :


1330195420361.png


أولا : دخول وقتها :

قال تعالى : إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا أي : مفروضا في أوقات محددة ,

فالتوقيت هو التحديد , وقد وقت الله الصلاة ;

بمعنى أنه سبحانه حدد لها وقتا من الزمان ,

وقد أجمع المسلمون على أن للصلوات الخمس أوقاتا مخصوصة محدودة لا تجزئ قبلها .

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

" الصلاة لها وقت شرطه الله لها لا تصح إلا به " .

فالصلاة تجب بدخول وقتها ; لقوله تعالى : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ

وقد أجمع العلماء على فضيلة الإتيان بالصلاة في أول وقتها في الجملة ;

لهذه الآية , ولقوله تعالى : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ

وقوله تعالى : وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ

وقال تعالى : وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ

وفي " الصحيحين " أنه صلى الله عليه وسلم سئل : أي العمل أحب إلى الله ؟

قال : الصلاة على وقتها وقال تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ

ومن المحافظة عليها الإتيان بها أول وقتها .

والصلوات المفروضات خمس في اليوم والليلة , لكل صلاة منها وقت مناسب اختاره الله لها ,

يتناسب مع أحوال العباد , بحيث يؤدون هذه الصلوات في هذه الأوقات ,

ولا تحبسهم عن أعمالهم الأخرى , بل تعينهم عليها ,

وتكفر عنهم خطاياهم التي يصيبونها ; فقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم

بالنهر الجاري , الذي يغتسل منه الإنسان خمس مرات ,

فلا يبقى من درنه شيء .

1330195420361.png


وهذه المواقيت كما يلي :

1 - صلاة الظهر : ويبدأ وقتها بزوال الشمس ; أي : ميلها إلى المغرب عن خط المسامتة ,

وهو الدلوك المذكور في قوله تعالى : أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ

ويعرف الزوال بحدوث الظل في جانب المشرق بعد انعدامه من جانب المغرب ,

ويمتد وقت الظهر إلى أن يصير ظل الشيء مثله في الطول , ثم ينتهي بذلك ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله رواه مسلم .

ويستحب تعجيلها في أول الوقت ; إلا في شدة الحر ; فيستحب تأخيرها إلى أن ينكسر الحر ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا اشتد الحر , فأبردوا بالصلاة , فإن شدة الحر من فيح جهنم


1330195420361.png


2- صلاة العصر : يبدأ وقتها من نهاية وقت الظهر ,

أي : من مصير ظل كل شيء مثله , ويمتد إلى اصفرار الشمس على الصحيح من قولي العلماء .

ويسن تعجيلها في أول الوقت , وهي الصلاة الوسطى التي نص الله عليها لفضلها ,

قال تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى

وقد ثبت في الأحاديث أنها صلاة العصر .

1330195420361.png


3- وصلاة المغرب : يبدأ وقتها بغروب الشمس ;

أي : غروب قرصها جميعه ; بحيث لا يرى منه شيء ; لا من سهل ولا من جبل ,

ويعرف غروب الشمس أيضا بإقبال ظلمة الليل من المشرق ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا أقبل الليل من ها هنا , وأدبر النهار من ها هنا ;

فقد أفطر الصائم ثم يمتد وقت المغرب إلى مغيب الشفق الأحمر ,

والشفق : بياض تخالطه حمرة , ثم تذهب الحمرة ويبقى بياض خالص ثم يغيب ,

فيستدل بغيبوبة البياض على مغيب الحمرة .

ويسن تعجيل صلاة المغرب في أول وقتها ; لما روى الترمذي وصححه عن سلمة ;

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت

بالحجاب قال : وهو قول أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم .


1330195420361.png


4- وصلاة العشاء : يبدأ وقتها بانتهاء وقت المغرب ;

أي : بمغيب الشفق الأحمر , ويمتد إلى طلوع الفجر الثاني ,

وينقسم إلى قسمين : وقت اختيار يمتد إلى ثلث الليل ,

ووقت اضطرار من ثلث الليل إلى طلوع الفجر الثاني .

وتأخير الصلاة إلى آخر الوقت المختار ( إلى ثلث الليل ) أفضل إن سهل ,

فإن شق على المأمومين ; فالمستحب تعجيلها في أول وقتها ;

دفعا للمشقة . ويكره النوم قبل صلاة العشاء ; لئلا يستغرق النائم فتفوته ,

ويكره الحديث بعدها , وهو التحادث مع الناس ;

لأن ذلك يمنعه من المبادرة بالنوم حتى يستيقظ مبكرا ;

فينبغي النوم بعد صلاة العشاء مباشرة , ليقوم في آخر الليل , فيتهجد ,

ويصلي الفجر بنشاط ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبلها والحديث بعدها .

وهذا إذا كان سهره بعد العشاء من غير فائدة ,

أما إذا كان لغرض صحيح وحاجة مفيدة فلا بأس .

1330195420361.png


5- وصلاة الفجر يبدأ وقتها بطلوع الفجر الثاني ,

ويمتد إلى طلوع الشمس , ويستحب تعجيلها إذا تحقق طلوع الفجر .

هذه مواقيت الصلوات الخمسة التي فرضها الله فيها ; فعليك بالتقيد بها ;

بحيث لا تصليها قبل وقتها , ولا تؤخرها عنه ;

فقد قال الله تعالى : فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ

أي : الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها ,

وقال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ

وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ

ومعنى أضاعوها : أخروها عن وقتها ;

فالذي يؤخر الصلاة عن وقتها سماه الله ساهيا عنها ومضيعا لها , وتوعده بالويل والغي ,

وهو واد في جهنم , ومن نسيها أو نام عنها ; تجب عليه المبادرة إلى فضائها ;

قال صلى الله عليه وسلم : من نسي صلاة أو نام عنها , فليصلها إذا ذكرها ,

لا كفارة لها إلا ذلك فتجب المبادرة لقضاء الصلاة الفائتة على الفور ,

ولا ينتظر إلى دخول وقت الصلاة التي تشابهها كما يظن بعض العوام ,

ولا يؤخرها إلى خروج وقت النهي , بل يصليها في الحال . ..

1330195420361.png


ثانيا: ستر العورة

ومن شروط الصلاة ستر العورة وهي ما يجب تغطيته , ويقبح ظهوره , ويستحيى منه ,

قال الله تعالى : يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ

أي : عند كل صلاة , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يقبل الله صلاة حائض ( أي : بالغ ) ;

إلا بخمار رواه أبو داود والترمذي وحسنه .

قال ابن عبد البر : " أجمعوا على فساد صلاة من ترك ثوبه وهو قادر على الاستتار به

وصلى عريانا ; فلا خلاف في وجوب ستر العورة في الصلاة وبحضرة الناس "

وفي الخلوة على الصحيح , قال النبي صلى الله عليه وسلم :

احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك قلت : فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟

قال : فإن استطعت أن لا يراها أحد ; فلا يرينها قال : فإذا كان أحدنا خاليا ؟

قال : الله أحق أن يستحى منه رواه أبو داود وغيره .

وقد سمى الله كشف العورة فاحشة في قوله عن الكفار :

وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ

وكانوا يطوفون بالبيت عراة , ويزعمون أن ذلك من الدين ;

فكشف العورة والنظر إليها يجر إلى شر خطير ,

ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة وهدم الأخلاق ;

كما هو مشاهد في المجتمعات المتحللة التي ضاعت كرامتها وهدمت أخلاقياتها ;

فانتشرت فيها الرذيلة , وعدمت فيها الفضيلة .

فستر العورة إبقاء على الفضيلة والأخلاق , ولهذا يحرص الشيطان على إغراء بني آدم بكشف

عوراتهم , وقد حذرنا الله منه

في قوله : يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ

يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا

فكشف العورات مكيدة شيطانية قد وقع فيها كثير من المجتمعات البشرية اليوم ,

وربما يسمون ذلك رقيا وتفننا ; فتكونت نوادي العراة ,

وتفشى السفور في النساء , فعرضت أجسادها أمام الرجال ; بلا حياء ولا خجل .

1330195420361.png


أيها المسلم ! إنه يجب ستر العورة بما لا يصف بشرتها ,

قال تعالى : يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ

فمواراة العورة باللباس الساتر أمر مطلوب وواجب , وحد عورة الرجل الذكر من السرة إلى الركبة ;

لحديث علي رضي الله عنه : لا تبرز فخذك , ولا تنظر إلى فخذ حي أو ميت

رواه أبو داود وابن ماجه ,

وفي الحديث الآخر : غط فخذك ; فإن الفخذ عورة رواه مالك وأحمد والترمذي وحسنه ,

ومع هذا كله ; نرى مع الأسف الشديد كثيرا من الرجال عندما يزاولون

الألعاب يكشفون أفخاذهم ولا يغطون إلا العورة المغلظة ,

وهذه مخالفة صريحة لهذه النصوص ; فالواجب عليهم التنبه لذلك ,

والتقيد بأحكام دينهم , وعدم الالتفات لما يخالفها .


1330195420361.png


والمرأة كلها عورة ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : والمرأة عورة صححه الترمذي ,

ولحديث أم سلمة : أتصلي المرأة في درع وخمار وليست عليها إزار ؟ قال :

إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها رواه أبو داود ,

ولأبي داود والترمذي وابن ماجه من حديث عائشة : لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار

قال الترمذي : والعمل عليه عند أهل العلم ;

أن المرأة إذا أدركت فصلت وشيء من عورتها مكشوف ; لا تجوز صلاتها .

هذه الأحاديث , مع قوله تعالى :

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ

وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الآية ,

وقوله : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ

وقول عائشة : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات ,

فإذا مر بنا الرجال ; سدلت إحدانا خمارها على وجهها ,

فإذا جاوزونا : كشفناه

هذه النصوص وما جاء بمعناها من الكتاب والسنة ,

وهي كثيرة شهيرة , تدل على أن المرأة كلها عورة أمام الرجال الأجانب ,

لا يجوز أن يظهر من بدنها شيء بحضرتهم في الصلاة وغيرها ,

أما إذا صلت في مكان خال من الرجال الأجانب ; فإنها تكشف وجهها في الصلاة ;

فهو ليس بعورة في الصلاة , لكنه عورة عند الرجال غير المحارم ;

فلا يجوز نظرهم إليه .

1330195420361.png


وإنه لمن المؤسف المحزن ما وصل إليه كثير من نساء العصر المسلمات

من تهتك وتساهل في الستر , وتسابق إلى إبراز مفاتنهن ,

واتخاذ اللباس الذي لا يستر ; تقليدا لنساء الكفرة والمرتدين ;

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


1330195420361.png


ثالثا: اجتناب النجاسة

ومما يشترط للصلاة اجتناب النجاسة ;

بأن يبتعد عنها المصلي , ويخلو منها تماما في بدنه وثوبه وبقعته التي يقف عليها للصلاة .

والنجاسة قذر مخصوص يمنع جنسه الصلاة ; كالميتة , والدم , والخمر , والبول , والغائط

: لقوله تعالى : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ

قال ابن سيرين : " اغسلها بالماء " ,

وقال صلى الله عليه وسلم : تنزهوا من البول ; فإن عامة عذاب القبر منه

وأمر صلى الله عليه وسلم المرأة أن تغسل ثوبها إذا أصابه دم الحيض وتصلي فيه ,

وأمر بدلك النعلين ثم الصلاة فيهما ,

وأمر بصب الماء على البول الذي حصل في المسجد . ..

وغير ذلك من الأدلة الدالة على اجتناب النجاسة ;

فلا تصح صلاة مع وجود النجاسة في بدن المصلي أو ثوبه أو البقعة التي يصلي عليها ,

وكذلك إذا كان حاملا لشيء فيه نجاسة .

1330195420361.png


ومن رأى عليه نجاسة بعد الصلاة ولا يدري متى حدثت ; فصلاته صحيحة ,

وكذا لو كان عالما بها قبل الصلاة , لكن نسي أن يزيلها ; فصلاته صحيحة على القول الراجح .

وإن علم بالنجاسة في أثناء الصلاة وأمكنه إزالتها من غير عمل كثير ;

كخلع النعل والعمامة ونحوهما ; أزالهما وبنى , وإن لم يتمكن من إزالتها ; بطلت الصلاة .

ولا تصح الصلاة في المقبرة غير صلاة الجنازة ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام

رواه الخمسة إلا النسـائي , وصححه الترمذي ,

وقال صلى الله عليه وسلم : لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها رواه الجماعة إلا البخاري ,

وقال عليه الصلاة والسلام : فلا تتخذوا القبور مساجد وليس العلة

في النهي عن الصلاة في المقابر أو عندها خشية النجاسة ,

وإنما هي خشية تعظيمها واتخاذها أوثانا ; فالعلة سد الذريعة عن عبادة المقبورين ,

وتستثنى صلاة الجنازة ; فيجوز فعلها في المقبرة ;

لفعل النبي صلى الله عليه وسلم , وذلك يخصص النهي ,

وكل ما دخل في اسم المقبرة مما حول القبور لا يصلى فيه ;

لأن النهي يشمل المقبرة وفنائها الذي حولها .


1330195420361.png


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في المسجد المبني على القبر :

لا يصلى فيه فرض ولا نفل , فإن كان المسجد قبل القبر ;

غير : إما بتسوية القبر , أو نبشه إن كان جديدا , وإن كان القبر قبل المسجد ;

فإما أن يزال المسجد , وإما أن تزال صورة القبر .

ولا تصح الصلاة في المسجد الذي قبلته إلى قبر ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : لا تصلوا إلى القبور ولا تصح الصلاة في الحشوش ,

وهي المراحيض المعدة لقضاء الحاجة ; فيمنع من الصلاة في داخل الحش ;

لكونه معدا للنجاسة , ولأن الشارع منع من ذكر الله فيه ; فالصلاة أولى بالمنع ,

ولأن الحشوش تحضرها الشياطين .

ولا تصح الصلاة في الحمام , وهو المحل المعد للاغتسال ; لأنه محل كشف العورات ,

ومأوى الشياطين , والمنع يشمل كل ما يغلق عليه باب الحمام ; فلا تجوز الصلاة فيه .

ولا تصح الصلاة في أعطان الإبل , وهي المواطن التي تقيم فيها وتأوي إليها .

قال الشيخ تقي الدين : " نهي عن الصلاة في أعطانها ; لأنها مأوى الشياطين ,

وكما نهي عن الصلاة في الحمام ; لأنه مأوى الشياطين ;

فإن مأوى الأرواح الخبيثة أحق بأن تجتنب الصلاة فيه " .


وتكره الصلاة في مكان فيه تصاوير قال الإمام ابن القيم :

" وهو أحق بالكراهة من الصلاة في الحمام ; لأن كراهة الصلاة في الحمام :

إما لكونه مظنة النجاسة , وإما لكونه بيت الشيطان ,

وهو الصحيح , وأما محل الصور ; فمظنـة الشرك ,

وغالب شرك الأمم كان من جهـة الصور والقبور " ا هـ .

1330195420361.png


رابعا: استقبال القبلة

ومن شروط الصلاة استقبال القبلة وهي الكعبة المشرفة ,

سميت قبلة لإقبال الناس عليها , ولأن المصلي يقابلها ,

قال تعالى : فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

فإن قرب من الكعبة , وكان يراها ; وجب عليه استقبال نفس الكعبة بجميع بدنه ;

لأنه قادر على التوجه إلى عينها قطعا , فلم يجز له العدول عنها ,

ومن كان قريبا منها , لكن لا يراها ; لوجود حائل بينه وبينها ; اجتهد في إصابتها ,

والتوجه إليها ما أمكنه , ومن كان بعيدا عن الكعبة في أي وجهة من جهات الأرض ;

فإنه يستقبل في صلاته الجهة التي فيها الكعبة , ولا يضر التيامن ولا التياسر اليسيران ,

لحديث : ما بين المشرق والمغرب قبلة صححه الترمذي , وروي عن غير واحد من الصحابة ,

وهذا بالنسبة لأهل المدينة وما وافق قبلتها مما سامتها , ولسائر البلدان مثل ذلك ;

فالذي في المشرق مثلا تكون قبلته بين الجنوب والشمال والذي في المغرب كذلك .

فلا تصح الصلاة بدون استقبال القبلة ,

لقوله تعالى : وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

أي : في بر أو جو أو بحر أو مشرق أو مغرب ; إلا العاجز عن استقبال الكعبة :

كالمربوط أو المصلوب لغير القبلة إذا كان موثقا لا يقدر عليه ;

فإنه يصلي حسب استطاعته , ولو لم يستقبل القبلة ;

لأن هذا الشرط يسقط عنه للعجز بإجماع أهل العلم ,

وكذا في حال اشتداد الحرب , والهارب من سيل أو نار أو سبع أو عدو ,

والمريض الذي لا يستطيع استقبال القبلة ;

فكل هؤلاء يصلون على حسب حالهم , ولو إلى غير القبلة , وتصح صلاتهم ;

لأنه شرط عجز عنه ; فسقط ,

قال تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : وإذا أمرتكم بأمر ; فأتوا منه ما استطعتم

وورد في الحديث المتفق عليه ; أنهم عند اشتداد الخوف يصلون مستقبلي القبلة وغير مستقبليها .


1330195420361.png


ويستدل على القبلة بأشياء كثيرة ; منها :

الإخبار , فإذا أخبره بالقبلة مكلف ثقة عدل ; عمل بخبره ,

إذا كان المخبر متيقنا القبلة , وكذا إذا وجد محاريب إسلامية ; عمل بها ,

واستدل بها على القبلة ; لأن دوام التوجه إلى جهة تلك المحاريب يدل على صحة اتجاهها ,

وكذلك يستدل على القبلة بالنجوم , قال الله تعالى : وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ


1330195420361.png


خامسا: النية

ومن شروط الصلاة النية وهي لغة : القصد ,

وشرعا : العزم على فعل العبادة تقربا إلى الله تعالى .

ومحلها القلب ; فلا يحتاج إلى التلفظ بها , بل هو بدعة , لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولا أصحابه ; فينوي بقلبه الصلاة التي يريدها , كالظهر والعصر ; لحديث :

إنما الأعمال بالنيات وينوي مع تكبيرة الإحرام , لتكون النية مقارنة للعبادة ,

وإن تقدمت بزمن يسير في الوقت ; فلا بأس .

ويشترط أن تستمر النية في جميع الصلاة , فإن قطعها في أثناء الصلاة ; بطلت الصلاة .

ويجوز لمن أحرم في صلاة فريضة وهو مأموم أو منفرد أن يقلب صلاته

نافلة إذا كان ذلك لغرض صحيح ; مثل أن يحرم منفردا , فيريد الصلاة مع الجماعة .

واعلم أن بعض الناس قد أحدثوا في النية بدعة وتشددا ما أنزل الله بهما من سلطان ,

وذلك بأن يقول أحدهم : نويت أن أصلي فرض كذا عدد كذا من الركعات أداء لله خلف هذا الإمام .

.. ونحو ذلك من الألفاظ , وهذا شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

فلم ينقل عنه أنه تلفظ بالنية لا سرا ولا جهرا , ولا أمر بذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اتفق الأئمة أنه لا يشرع الجهر بها ولا تكريرها , بل من اعتاده ينبغي تأديبه ,

والجاهر بها مستحق للتعزير بعد تعريفه , لا سيما إذا آذى به أو كرره . .. "

إلى أن قال : " وبعض المتأخرين خرج وجها من مذهب الشافعي في ذلك ,

وغلطه جماهير أصحاب الشافعي ,

قال الشافعي : إن الصلاة لا بد من النطق في أولها , فظن الغالط أنه أراد النطق بالنية ,

وإنما أراد التكبير " ا هـ كلام الشيخ .

والتلفظ بالنية كما أنه بدعة , فقد يدخل في الرياء أيضا ; لأن المطلوب إخلاص العمل لله وإخفاؤه ;

إلا ما ورد دليل بإظهاره ;

فالذي ينبغي للمسلم أن يكون وقافا عند حدود الشريعة , عاملا بالسنن ,

تاركا للبدع , مهما كان نوعها , وممن كان مصدرها . ..

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ,

والله تعالى يقول : قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ

وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

فالله أعلم بنيات القلوب ومقاصدها ;

فلا حاجة إلى التلفظ بها في الصلاة وفي جميع العبادات , والله تعالى أعلم .


1330195420361.png


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


...........................................

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif



A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( آداب المشي إلى الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


باب في آداب المشي إلى الصلاة

أيها المسلم ! إنك بحاجة ماسة إلى معرفة الآداب المشروعة التي تسبق الصلاة ;

استعدادا لها ; لأن الصلاة عبادة عظيمة ينبغي أن يسبقها استعداد وتهيؤ مناسب ;

ليدخل المسلم في هذه العبادة على أحسن الهيئات :

1330391856731.png


فإذا مشيت إلى المسجد لتؤدي الصلاة مع جماعة المسلمين ; فليكن ذلك بسكينة ووقار ,

والسكينة : هي الطمأنينة والتأني في المشي ,

والوقار : الرزانة والحلم وغض البصر وخفض الصوت وقلة الالتفات .


وقد ورد في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم ; قال :

إذا أتيتم الصلاة ( وفي لفظ : إذا سمعتم الإقامة ) ; فامشوا وعليكم السكينة ,

فما أدركتم ; فصلوا , وما فاتكم ; فأتموا وروى الإمام مسلم ;

قال : إن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة ; فهو في صلاة

1330391856731.png


وليكن خروجك أيها المسلم إلى المسجد مبكرا ; لتدرك تكبيرة الإحرام ,

وتحضر الصلاة مع الجماعة من أولها , وقارب بين خطاك في مشيك إلى الصلاة ;

لتكثر حسناتك ; ففي " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قال :

إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء , ثم خرج إلى المسجد , لم يخط خطوة ;

إلا رفعت له بها درجة , وحطت عنه بها خطيئة فإذا وصلت باب المسجد ;

فقدم رجلك اليمنى عند الدخول , وقل :

( بسم الله , أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ,

اللهم صل على محمد , اللهم اغفر لي ذنوبي , وافتح لي أبواب رحمتك) .

وإذا أردت الخروج ; قدم رجلك اليسرى , وقل الدعاء الذي قلته عند الدخول , وتقول بدل :

" وافتح لي أبواب رحمتك " : " وافتح لي أبواب فضلك " ,

وذلك لأن المسجد محل الرحمه , وخارج المسجد محل الرزق , وهو فضل من الله .

فإذا دخلت المسجد ; فلا تجلس حتى تصلي ركعتين تحية المسجد ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا دخل المسجد , فلا يجلس حتى يصلي ركعتين


1330391856731.png


ثم تجلس تنتظر الصلاة , ولتكن حال جلوسك في المسجد لانتظار الصلاة

مشتغلا بذكر الله وتلاوة القرآن , وتجنب العبث ; كتشبيك الأصابع وغيره ;

فقد ورد النهي عنه في حق منتظر الصلاة , قال صلى الله عليه وسلم :

( إذا كان أحدكم في المسجد ; فلا يشبكن ; فإن التشبيك من الشيطان )

أما من كان في المسجد لغير انتظار الصلاة ; فلا يمنع من تشبيك الأصابع ,

فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم شبك أصابعه في المسجد بعد ما سلم من الصلاة .


1330391856731.png


وفي حال انتظارك الصلاة في المسجد ; لا تخض في أحاديث الدنيا ;

لأنه ورد في الحديث أن ذلك يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ,

وقد ورد في الحديث الأخر أن العبد في صلاة ما دام ينتظر الصلاة ,

والملائكة تستغفر له ;

فلا تفرط أيها المسلم في هذا الثواب وتضيعه بالعبث والاشتغال بالقيل والقال .

وإذا أقيمت الصلاة ; فقم إليها عند قول المؤذن . :

" قد قامت الصلاة " , لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ,

وإن قمت عند بدء الإقامة ; فلا بأس بذلك ,

هذا إذا كان المأموم يرى الإمام , فإن كان لا يراه حال الإقامة ;

فالأفضل أن لا يقوم حتى يراه .


1330391856731.png


أيها المسلم !

احرص أن تكون في الصف الأول ; فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ,

ثم لا يجدون إلا أن يستهموا عليه ; لاستهموا) متفق عليه ,

وقال صلى الله عليه وسلم : ( خير صفوف الرجال أولها )

واحرص على القرب من الإمام ; فقد قال صلى الله عليه وسلم :

( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) هذا بالنسبة للرجل ,

وأما بالنسبة للمرأة , فالصف الأخير من صفوف النساء أفضل لها ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وخير صفوف النساء آخرها )

لأن ذلك أبعد لها عن رؤية الرجال .

1330391856731.png


ويتأكد في حق الإمام والمصلين الاهتمام بتسوية الصفوف ,

قال صلى الله عليه وسلم : ( سووا صفوفكم ; فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة) متفق عليه ,

وفي الحديث الآخر : ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)

وتسوية الصفوف هي تعديلها بمحاذاة المناكب والأكعب .

ويتأكد في حق المصلين سد الفرج والتراص في الصفوف ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : سووا صفوفكم وتراصوا رواه البخاري ,

ومعناه : لاصقوا الصفوف حتى لا يكون بينكم فرج ,

فالمراصة : التصاق بعض المأمومين ببعض ; ليتصل ما بينهم , وينسد الخلل ;

فلا تبقى فرجات للشيطان .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بتسوية الصفوف بتراص المأمومين فيها اهتماما بالغا ,

مما يدل على أهمية ذلك وفائدته ,

وليس معنى رص الصفوف ما يفعله بعض الجهال اليوم من فحج رجليه حتى يضايق من بجانبه ;

لأن هذا العمل يوجد فرجا في الصفوف , ويؤذي المصلين ,

ولا أصل له في الشرع ; فينبغي للمسلمين الاهتمام بذلك , والحرص عليه ,

اقتداء بنبيهم , وإتماما لصلاتهم ,

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

1330391856731.png



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


1330391856731.png

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( أركان الصلاة وواجباتها وسننها )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


في أركان الصلاة وواجباتها وسننها

أيها المسلم ! إن الصلاة عبادة عظيمة , تشتمل على أقوال وأفعال

وهذه الأقوال والأفعال ثلاثة أقسام : أركان , وواجبات , وسنن .

فالأركان : إذا ترك منها شيء , بطلت الصلاة , سواء كان تركه عمدا أو سهوا ,

أو بطلت الركعة التي تركه منها , وقامت التي تليها مقامها , كما يأتي بيانه .

والواجبات : إذا ترك منها شيء عمدا ; بطلت الصلاة , وإن كان تركه سهوا ;

لم تبطل , ويجبره سجود السهو .

والسنن لا تبطل الصلاة بترك شيء منها لا عمدا ولا سهوا ,

لكن تنقص هيئة الصلاة بذلك .

والنبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة كاملة بجميع أركانها وواجباتها وسننها ,

وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي . ..

133131076351.gif


فأركان الصلاة أربعة عشر : وهي كما يلي :


الركن الأول : القيـام في صلاة الفريضة :

قال تعالى : وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ

وفي حديث عمران مرفوعا : صل قائما , فإن لم تستطع , فقاعدا ,

فإن لم تستطع ; فعلى جنب فدلت الآية والحديث على وجوب القيام

في الصلاة المفروضة مع القدرة عليه . فإن لم يقدر على القيام لمرض ;

صلى على حسب حاله قاعدا أو على جنب , ومثل المريض الخائف والعريان ,

ومن يحتاج للجلوس أو الاضطجاع لمداواة تتطلب عدم القيام ,

وكذلك من كان لا يستطيع القيام لقصر سقف فوقه , ولا يستطيع الخروج ,

ويعذر أيضا بترك القيام من يصلي خلف الإمام الراتب الذي يعجز عن القيام ,

فإذا صلى قاعدا ; فإن من خلفه يصلون قعودا ; تبعا لإمامهم ;

لأنه صلى الله عليه وسلم لما مرض ; صلى قاعدا , وأمر من خلفه بالقعود .

وصلاة النافلة يجوز أن تصلى قياما وقعودا ; فلا يجب القيام فيها ;

لثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها أحيانا جالسا من غير عذر .

133131076351.gif


الركن الثاني : تكبيرة الإحرام في أولها :

لقوله صلى الله عليه وسلم : ثم استقبل القبلة وكبر

وقوله صلى الله عليه وسلم : تحريمها التكبير

ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه افتتح الصلاة بغير التكبير ,

وصيغتها أن يقول : الله أكبر ,

لا يجزيه غيرها ; لأن هذا هو الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم .


133131076351.gif


الركن الثالث : قراءة الفاتحة : لحديث :

لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

وقراءتها ركن في كل ركعة , وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه كان يقرؤها في كل ركعة , وحينما علم صلى الله عليه وسلم المسيء

في صلاته كيف يصلي ; أمره بقراءة الفاتحة .

س / وهل هي واجبة في حق كل مصل , أو يختص وجوبها بالإمام والمنفرد ؟

فيه خلاف بين العلماء , والأحوط أن المأموم يحرص على قراءتها في الصلوات

التي لا يجهر فيها الإمام , وفي سكتات الإمام في الصلاة الجهرية .

133131076351.gif


الركن الرابع : الركوع في كل ركعة :

لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا

وقد ثبت الركوع في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ; فهو واجب بالكتاب والسنة والإجماع .

وهو في اللغة الانحناء ,

والركوع المجزئ من القائم هو أن ينحني حتى تبلغ كفاه ركبتيه إذا كان وسط الخلقة ;

أي : غير طويل اليدين أو قصيرهما , وقدر ذلك من غير وسط الخلقة ,

والمجزئ من الركوع في حق الجالس مقابلة وجهه ما وراء ركبتيه من الأرض .

133131076351.gif


الركن الخامس والسادس : الرفع من الركوع والاعتدال واقفا كحاله قبله :

لأنه صلى الله عليه وسلم داوم على فعله , وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي

........................................

الركن السابع : السجود :

وهو وضع الجبهة على الأرض , ويكون على الأعضاء السبعة , في كل ركعة مرتين ;

لقوله تعالى : وَاسْجُدُوا وللأحاديث الواردة من أمر النبي صلى الله عليه وسلم به ,

وفعله له , وقوله : صلوا كما رأيتموني أصلي

فالأعضاء السبعة هي : الجبهة , والأنف , واليدان , والركبتان , وأطراف القدمين ;

فلا بد أن يباشر كل واحد من هذه الأعضاء موضع السجود وحسب الإمكان ,

والسجود أعظم أركان الصلاة , وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ;

فأفضل الأحوال حال يكون العبد فيها أقرب إلى الله , وهو السجود .

133131076351.gif



الركن الثامن : الرفع من السجود والجلوس بين السجدتين :

لقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من السجود ;

لم يسجد حتى يستوي قاعدا رواه مسلم .

......................................

الركن التاسع : الطمأنينة في كل الأفعال المذكورة :

وهي السكون , وإن قل ,

وقد دل الكتاب والسنة على أن من لا يطمئن في صلاته ; لا يكون مصليا , ويؤمر بإعادتها .

................................

الركن العاشر والحادي عشر : التشهد الأخير وجلسته :

وهو أن يقول : ( التحيات . .. " إلخ " اللهم صل على محمد " ;

فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لازمه , وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي

وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ;

فقوله : قبل أن يفرض : دليل على فرضه .

133131076351.gif


الركن الثاني عشر : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير :

بأن يقول : " اللهم صل على محمد ... " وما زاد على ذلك ; فهو سنة .

........................................

الركن الثالث عشر : الترتيب بين الأركان :

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها مرتبة ,

وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي وقد علمها للمسيء مرتبة ب ( ثم ) .

.......................................

الركن الرابع عشر : التسليم :

لقوله صلى الله عليه وسلم : وختامها التسليم وقوله صلى الله عليه وسلم :

وتحليلها التسليم فالتسليم وشرع للتحلل من الصلاة ; فهو ختامها وعلامة انتهائها .

133131076351.gif


أيها القارئ الكريم !

من ترك ركنا من هذه الأركان : فإن كان التحريمة ; لم تنعقد صلاته ,

وإن كان غير التحريمة , وقد تركه عمدا ; بطلت صلاته أيضا ,

وإن كان تركه سهوا - كركوع أو سجود - , فإن ذكره قبل شروعه في قراءة ركعة أخرى ;

فإنه يعود ليأتي به وبما بعده من الركعة التي تركه فيها ,

وإن ذكره بعد شروعه في قراءة الركعة الأخرى ;

ألغيت الركعة التي تركه منها وقامت الركعة التي شرع في قراءتها مقامها ,

ويسجد للسهو , وإن علم الركن المتروك بعد السلام , فإن كان تشهدا أخيرا أو سلاما ;

أتى به , وسجد للسهو وسلم , وإن كان غيرهما - كركوع أو سجود - ;

فإنه يأتي بركعة كاملة بدل الركعة التي تركه منها ,

ويسجد للسهو , ما لم يطل الفصل , فإن طال الفصل , أو انتقض وضوؤه ;

أعاد الصلاة كاملة .

133131076351.gif


واجبات الصلاة ثمانية

الأول : جميع التكبيرات التي في الصلاة غير تكبيرة الإحرام واجبة ;

فجميع تكبيرات الانتقال من قبيل الواجب لا من قبيل الركن .

الثاني : التسميع ; أي قول : " سمع الله لمن حمده " , وإنما يكون واجبا في حق الإمام والمنفرد ,

فأما المأموم ; فلا يقوله .

الثالث : التحميد ; أي قول : " ربنا ولك الحمد " , للإمام والمأموم والمنفرد ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ; فقولوا : ربنا ولك الحمد

الرابع : قول : " سبحان ربي العظيم " , في الركوع , مرة واحدة ,

ويسن الزيادة إلى ثلاث هي أوفى الكمال , وإلى عشر وهي أعلاه .

الخامس : قوله : " سبحان ربي الأعلى " , في السجود , مرة واحدة ,

وتسن الزيادة إلى ثلاث .

السادس : قول : " رب اغفر لي " , بين السجدتين , مرة واحدة ,

وتسن الزيادة إلى ثلاث .

السابع : التشهد الأول , وهو أن يقول : " التحيات لله والصلوات والطيبات ,

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ,

أشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " , أو نحو ذلك مما ورد .

الثامن : الجلوس للتشهد الأول ;

لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك , ومداومته عليه ,

مع قوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلي

........................................

ومن ترك واجبا من هذه الواجبات القولية والفعلية الثمانية متعمدا ;

بطلت صلاته ; لأنه متلاعب فيها , ومن تركه سهوا أو جهلا ;

فإنه يسجد للسهو ; لأنه ترك واجبا يحرم تركه , فيجبره بسجود السهو .

133131076351.gif



.... سنن الصلاة

والقسم الثالث من أفعال وأقوال الصلاة غير ما ذكر في القسمين الأولين :

سنة , لا تبطل الصلاة بتركه .

وسنن الصلاة نوعان :

النوع الأول : سنن الأقوال , وهي كثيرة ;

منها : الاستفتاح , والتعوذ , والبسملة , والتأمين ,

والقراءة بعد الفاتحة بما تيسر من القرآن في صلاة الفجر وصلاة الجمعة

والعيد وصلاة الكسوف والركعتين الأوليين من المغرب والعشاء والظهر والعصر .

..........................................

ومن سنن الأقوال قول :

" ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد " ; بعد قوله : " ربنا ولك الحمد " ,

وما زاد على المرة الواحدة في تسبيح ركوع وسجود ,

والزيادة على المرة في قول : " رب اغفر لي " ; بين السجدتين ,

وقوله : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم , ومن عذاب القبر , ومن فتنة المحيا والممات ,

ومن فتنة المسيح الدجال " , وما زاد على ذلك من الدعاء في التشهد الأخير .

133131076351.gif


والنوع الثاني : سنن الأفعال ;

كرفع اليدين عند تكبيرة الإحرام ,

وعند الهوي إلى الركوع , وعند الرفع منه , ووضع اليد اليمنى على اليسرى ,

ووضعهما على صدره أو تحت سرته في حال القيام ,

والنظر إلى موضع سجوده , ووضع اليدين على الركبتين في الركوع ,

ومجافاة بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه في السجود ,

ومد ظهره في الركوع معتدلا , وجعل رأسه حياله ; فلا يخفضه ولا يرفعه ,

وتمكين جبهته وأنفه وبقية الأعضاء من موضع السجود ,

وغير ذلك من سنن الأقوال والأفعال مما هو مفصل في كتب الفقه .

.....................................

وهذه السنن لا يلزم الإتيان بها في الصلاة ,

بل من فعلها أو شيئا منها ; فله زيادة أجر , ومن تركها أو بعضها ; فلا حرج عليه ;

شأن سائر السنن .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

133131076351.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


.........................................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif



كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( صفة الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


في صفة الصلاة

بعد أن بينا أركان الصلاة وواجباتها وسننها القولية والفعلية

نريد أن نذكر صفة الصلاة المشتملة على تلك الأركان والواجبات والسنن

حسبما وردت به النصوص من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ,

لتكون قدوة للمسلم ;

عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلي وإليك سياق ذلك :


1331606371791.png


- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة ;

استقبل القبلة , ورفع يديه , واستقبل ببطون أصابعها القبلة , وقال : " الله أكبر " .

- ثم يمسك شماله بيمينه , ويضعهما على صدره .

- ثم يستفتح , ولم يكن صلى الله عليه وسلم يداوم على استفتاح واحد ;

فكل الاستفتاحات الثابتة عنه يجوز الاستفتاح بها , ومنها ;

" سبحانك اللهم وبحمدك , وتبارك اسمك , وتعالى جدك , ولا إله غيرك " .

- ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم .

- ثم يقرأ فاتحة الكتاب , فإذا ختمها ; قال : " آمين " .

1331606371791.png


- ثم يقرأ بعد ذلك سورة طويلة تارة وقصيرة تارة ومتوسطة تارة ,

وكان يطيل قراءة الفجر أكثر من سائر الصلوات ,

وكان يجهر بالقراءة في الفجر والأوليين من المغرب والعشاء ويسر القراءة فيما سوى ذلك ,

وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الركعة الأولى من كل صلاة على الثانية .

- ثم يرفع يديه كما رفعهما في الاستفتاح , ثم يقول : " الله أكبر " ,

ويخر راكعا , ويضع يديه على ركبتيه مفرجتي الأصابع ,

ويمكنهما , ويمد ظهره , ويجعل رأسه حياله , لا يرفعه ولا يخفضه ,

ويقول : " سبحان ربي العظيم " .

- ثم يرفع رأسه قائلا : " سمع الله لمن حمده " , ويرفع يديه كما يرفعهما عند الركوع .

- فإذا اعتدل قائما ; قال : " ربنا لك الحمد " , وكان يطيل هذا الاعتدال .


1331606371791.png


- ثم يكبر , ويخر ساجدا , ولا يرفع يديه ,

فيسجد على جبهته وأنفه ويديه وركبتيه وأطراف قدميه ,

ويستقبل بأصابع يديه ورجليه القبلة ,

ويعتدل في سجوده , ويمكن جبهته وأنفه من الأرض , ويعتمد على كفيه ,

ويرفع مرفقيه , ويجافي عضديه عن جنبيه , ويرفع بطنه عن فخذيه , وفخذيه عن ساقيه ,

وكان يقول في سجوده : " سبحان ربي الأعلى " .

- ثم يرفع رأسه قائلا : " الله أكبر " , ثم يفرش رجله اليسرى ,

ويجلسه عليها , وينصب اليمنى , ويضع يديه على فخذيه ,

ثم يقول : " اللهم اغفر لي , وارحمني , واجبرني , واهدني , وارزقني " .

- ثم يكبر ويسجد , ويصنع في الثانية مثل ما صنع في الأولى .

- ثم يرفع رأسه مكبرا , وينهض على صدور قدميه , معتمدا على ركبتيه وفخذيه .

- فإذا استتم قائما ; أخذ في القراءة , ويصلي الركعة الثانية كالأولى .

1331606371791.png


- ثم يجلس للتشهد الأول مفترشا كما يجلس بين السجدتين ,

ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى , ويده اليسرى على فخذه اليسرى ,

ويضع إبهام يده اليمنى على أصبعه الوسطى كهيئة الحلقة , ويشير بأصبعه السبابة ,

وينظر إليها , ويقول : " التحيات لله , والصلوات , والطيبات ,

السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ,

أشهد أن لا إنه إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ,

وكان صلى الله عليه وسلم يحفف هذه الجلسة .

- ثم ينهض مكبرا , فيصلي الثالثة والرابعة , ويخففهما عن الأوليين ,

ويقرأ فيهما بفاتحة الكتاب .

- ثم يجلس في تشهده الأخير متوركا ;

يفرش رجله اليسرى , بأن يجعل ظهرها على الأرض , وينصب رجله اليمنى ,

ويخرجهما عن يمينه , ويجعل أليتيه على الأرض .

1331606371791.png


- ثم يتشهد التشهد الأخير , وهو التشهد الأول , ويزيد عليه :

" اللهم صل على محمد وعلى آل محمد , كما صليت على آل إبراهيم ;

إنك حميد مجيد , وباك على محمد وعلى آل محمد ,

كما باركت على آل إبراهيم ; إنك حميد مجيد " .

- ويستعيذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر

ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ,

ويدعو بما ورد من الأدعية في الكتاب والسنة .

- ثم يسلم عن يمينه , فيقول : " السلام عليكم ورحمة الله " ,

وعن يساره كذلك , يبتدئ السلام متوجها إلى القبلة , وينهيه مع تمام الالتفات .

- فإذا سلم , قال : " استغفر الله ( ثلاثا ) , اللهم إنك أنت السلام , ومنك السلام ,

تباركت يا ذا الجلال والإكرام " , ثم يذكر الله بما ورد .

1331606371791.png


أيها المسلم !

هذه جملة مختصرة في صفة الصلاة حسبما ورد في النصوص ;

فعليك أن تهتم بصلاتك غاية الاهتمام ,

وأن تكون صلاتك متفقة حسب الإمكان مع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ! ,

فقد قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ

وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

ونسأل الله للجميع التوفيق والقبول .

1331606371791.png


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


.........................................


 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif



كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( ما يكره في الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


بيان ما يكره في الصلاة

يكره في الصلاة الالتفات بوجهه وصدره ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

وهو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد رواه البخاري ;

إلا أن يكون ذلك لحاجة ; فلا بأس به ; كما في حالة الخوف , أو كان لغرض صحيح .

فإن استدار بجميع بدنه , أو استدبر الكعبة في غير حالة الخوف ;

بطلت صلاته ; لتركه الاستقبال بلا عذر .

1332165727901.gif


ويكره في الصلاة رفع بصره إلى السماء ,

فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من يفعل ذلك ; فقال :

ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم ؟ ! واشتد قوله في ذلك ,

حتى قال : لينتهن أو لتخطفن أبصارهم رواه البخاري .

1332165727901.gif


ويكره في الصلاة تغميض عينيه لغير حاجة ;

لأن ذلك من فعل اليهود , لأن كان التغميض لحاجة ,

كأن يكون أمامه ما يشوش عليه صلاته ; كالزخارف والتزويق ; فلا يكره إغماض عينيه عنه ,

هذا معنى ما ذكره ابن القيم رحمه الله .

1332165727901.gif


ويكره في الصلاة إقعاؤه في الجلوس ,

وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه ; لقوله صلى الله عليه وسلم :

إذا رفعت رأسك من السجود ; فلا تقع كما يقعي ال رواه ابن ماجه ,

وما جاء بمعناه من الأحاديث .


1332165727901.gif


ويكره في الصلاة أن يستند إلى جدار ونحوه حال القيام ;

إلا من حاجة ; لأنه يزيل مشقة القيام , فإن فعله لحاجة - كمرض ونحوه - ; فلا بأس .


1332165727901.gif


ويكره في الصلاة افتراش ذراعيه حال السجود ;

بأن يمدهما على الأرض مع إلصاقهما بها , قال صلى الله عليه وسلم :

اعتدلوا في السجود , ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط ال متفق عليه ,

وفي حديث آخر : ولا يفترش ذراعيه افتراش ال

1332165727901.gif


ويكره في الصلاة العبث - وهو اللعب -

وعمل ما لا فائدة فيه بيد أو رجل أو لحية أو ثوب أو غير ذلك ,

ومنه مسح الأرض من غير حاجة .


1332165727901.gif


ويكره في الصلاة التخصر ,

وهو وضع اليد على الخاصرة , وهي الشاكلة ما فوق رأس الورك من المستدق ,

وذلك لأن التخصر فعل الكفار والمتكبرين , وقد نهينا عن التشبه بهم ,

وقد ثبت في الحديث المتفق عليه النهي عن أن يصلي الرجل متخصرا .


1332165727901.gif


ويكره في الصلاة فرقعة أصابعه وتشبيكها .

ويكره أن يصلي وبين يديه ما يشغله ويلهيه ; لأن ذلك يشغله عن إكمال صلاته .

وتكره الصلاة في مكان فيه تصاوير ;

لما فيه من التشبه بعبادة الأصنام , سواء كانت الصورة منصوبة أو غير منصوبة على الصحيح .

1332165727901.gif


ويكره أن يدخل في الصلاة وهو مشوش الفكر بسبب وجود شيء يضايقه ;

كاحتباس بول , أو غائط , أو ريح , أو حالة برد أو حر شديدين ,

أو جوع أو عطش مفرطين ; لأن ذلك يمنع الخشوع.

وكذا يكره دخوله في الصلاة بعد حضور طعام يشتهيه ; لقوله عليه الصلاة والسلام :

لا صلاة بحضرة طعام , ولا هو يدافعه الأخبثان رواه مسلم .

وذلك كله رعاية لحق الله تعالى ليدخل العبد في العبادة بقلب حاضر مقبل على ربه .

1332165727901.gif


ويكره للمصلي أن يخص جبهته بما يسجد عليه ;

لأن ذلك من شعار الرافضة ; ففي ذلك الفعل تشبه بهم .

ويكره في الصلاة مسح جبهته وأنفه مما علق بهما من أثر السجود ,

ولا بأس بمسح ذلك بعد الفراغ من الصلاة .


1332165727901.gif


ويكره في الصلاة العبث بمس لحيته وكف ثوب وتنظيف أنفه ونحو ذلك ;

لأن ذلك يشغله عن صلاته .

والمطلوب من المسلم أن يتجه إلى صلاته بكليته , ولا يتشاغل عنها بها ليس منها ,

يقول الله سبحانه : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )

فالمطلوب إقامة الصلاة بحضور القلب والخشوع , والإتيان بما يشرع لهما ,

وترك ما ينافيهما أو ينقصهما من الأقوال والأفعال ;

لتكون صلاة صحيحة مبرئة لذمة فاعلها , ولتكون صلاة في صورتها وحقيقتها ,

لا في صورتها فقط

وفق الله الجميع لها فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة .


1332165727901.gif


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

 
أعلى