كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

طباعة الموضوع

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( ما يستحب أو يباح فعله في الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


باب في بيان ما يستحب أو يباح فعله في الصلاة

يسن للمصلي رد المار من أمامه قريبا منه ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

إذا كان أحدكم يصلي , فلا يدعن أحدا يمر بين يديه , فإن أبى , فليقاتله ;

فإن معه القرين رواه مسلم .

لكن إذا كان أمام المصلي سترة ( أي : شيء مرتفع من جدار أو نحوه ) ;

فلا بأس أن يمر من ورائها , وكذا إذا احتاج إلى المرور لضيق المكان ;

فيمر , ولا يرده المصلي , وكذا إذا كان يصلي في الحرم ; فلا يمنع المرور بين يديه ;

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بمكة والناس يمرون بين يديه

وليس دونهم سترة , رواه الخمسة .


1332683409992.gif


واتخاذ السترة سنة في حق المنفرد والإمام ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا صلى أحدكم , فليصل إلى سترة ,

وليدن منها رواه أبو داود وابن ماجه من حديث أبي سعيد ,

وأما المأموم ; فسترته سترة إمامه . وليس اتخاذ السترة بواجب , لحديث ابن عباس ;

أنه صلى الله عليه وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شيء رواه أحمد وأبو داود .

وينبغي أن تكون السترة قائمة كمؤخرة الرحل ; أي : قدر ذراع ,

سواء كانت دقيقـة أو عريضة .

والحكمة في اتخاذها ; لتمنع المار بين يديه , ولتمنع المصلي من الانشغال بما وراءها .

وإن كان في صحراء ; صلى إلى شيء شاخص من شجر أو حجر أو عصا ,

فإن لم يمكن غرز العصا في الأرض ; وضعه بين يديه عرضا .

1332683409992.gif


وإذا التبست القراءة على الإمام ; فللمأموم أن يسمعه القراءة الصحيحة .

ويباح للمصلي لبس الثوب ونحوه , وحمل شيء ووضعه , وفتح الباب ,

وله قتل حية وعقرب ; لأنه صلى الله عليه وسلم

أمر بقتل الأسودين في الصلاة , الحية والعقرب رواه أبو داود والترمذي وصححه ,

لكن , لا ينبغي له أن يكثر من الأفعال المباحة في الصلاة إلا لضرورة ,

فإن أكثر منها من غير ضرورة , وكانت متوالية ; أبطلت الصلاة ,

لأن ذلك مما ينافي الصلاة ويشغل عنها .

1332683409992.gif


وإذا عرض للمصلي أمر ; كاستئذان عليه , أو سهو إمامه ,

أو خاف على إنسان الوقوع في هلكة , فله التنبيه على ذلك ;

بأن يسبح الرجل وتصفق المرأة , لقوله صلى الله عليه وسلم :

إذا نابكم شيء في صلاتكم ; فلتسبح الرجال , ولتصفق النساء متفق عليه .

ولا يكره السلام على المصلي إذا كان يعرف كيف يرد ,

وللمصلي حينئذ رد السلام في حال الصلاة بالإشارة لا باللفظ ;

فلا يقول : وعليكم السلام , فإن رده باللفظ ; بطلت به صلاته ;

لأنه خطاب آدمي , وله تأخير الرد إلى ما بعد السلام .

1332683409992.gif


ويجوز للمصلي أن يقرأ عدة سور في ركعة واحدة ; لما في " الصحيح " :

أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعة من قيامه بالبقرة وآل عمران والنساء

ويجوز له أن يكرر قراءة السورة في ركعتين , وأن يقسم السورة الواحدة بين ركعتين ,

ويجوز له قراءة أواخر السور وأوسطها ; لما روى أحمد ومسلم عن ابن عباس ;

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الأولى من ركعتي الفجر قوله تعالى :

( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا .. ) الآية ,

وفي الثانية الآية في آل عمران : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) الآية ,

ولعموم قوله تعالى : ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ..)

لكن لا ينبغي الإكثار من ذلك , بل يفعل أحيانا .

1332683409992.gif


وللمصلي أن يستعيذ عند قراءة آية فيها ذكر عذاب ,

وأن يسأل الله عند قراءة آية فيها ذكر رحمة ,

وله أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عند قراءة ذكره ;

لتأكد الصلاة عليه عند ذكره .

..................................

هذه جملة من الأمور التي يستحب لك أو يباح لك فعلها حال الصلاة

عرضناها عليك رجاء أن تستفيد منها وتعمل بها , حتى تكون على بصيرة من دينك ,

ونسأل الله لنا ولك المزيد من العلم النافع والعمل الصالح . وليعلم أن الصلاة عبادة عظيمة ,

لا يجوز أن يفعل أو يقال فيها إلا في حدود الشرع الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ;

فعليك بالاهتمام بها ومعرفة ما يكملها وما ينقصها , حتى تؤديها على الوجه الأكمل .


1332683409992.gif


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

..
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( السجود للسهو )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

باب السجود للسهو


1333469074532.gif



لما كان الإنسان عرضة للنسيان والذهول ,

وكان الشيطان يحرص على أن يشوش عليه صلاته ببعث الأفكار وإشغال باله بها عن صلاته ,

وربما ترتب على ذلك نقص في الصلاة أو زيادة فيها بدافع النسيان والذهول ;

فشرع الله للمصلي أن يسجد في آخر صلاته ; تفاديا لذلك ,

وإرغاما للشيطان , وجبرا للنقصان , وإرضاء للرحمن ,

وهذا السجود هو ما يسميه العلماء سجود السهو .

والسهو هو النسيان ,

وقد سها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ,

وكان سهوه من تمام نعمة الله على أمته وإكمال دينهم ;

ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو ;

فقد حفظ عنه صلى الله عليه وسلم وقائع السهو في الصلاة ,

سلم من اثنتين فسجد , وسلم من ثلاث فسجد , وقام من اثنتين ولم يتشهد فسجد ,

وغير ذلك , وقال صلى الله عليه وسلم : إذا سها أحدكم ; فليسجد

1333469074532.gif


و يشرع سجود السهو لأحد ثلاثة أمور

أولاً : إذا زاد في الصلاة سهوا .

ثانيا : إذا نقص منها سهوا .

ثالثا : إذا حصل عنده شك في زيادة أو نقص .

فيسجد لأحد هذه الثلاثة حسبما ورد به الدليل , لا لكل زيادة أو نقص أو شك .

1333469074532.gif


ويشرع سجود السهو إذا وجد سببه , سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة ; لعموم الأدلة .


فالحالة الأولى من الأحوال التي يشرع لها سجود السهو :

هي حالة الزيادة في الصلاة , وهي إما زيادة أفعال أو زيادة أقوال :

- فزيادة الأفعـال إذا كانت زيادة من جنس الصلاة ;

كالقيام في محل القعود , والقعود في محل القيام , أو زاد ركوعا أو سجودا ,

فإذا فعل ذلك سهوا ; فإنه يسجد للسهو ; لقوله صلى الله عليه وسلم

في حديث ابن مسعود : فإذا زاد الرجل أو نقص قي صلاته ; فليسجد سجدتين رواه مسلم ,

ولأن الزيادة في الصلاة نقص من هيئتها في المعنى , فشرع السجود لها ;

لينجبر النقص وكذا لو زاد ركعة سهوا , ولم يعلم إلا بعد فراغه منها ;

فإنه يسجد للسهو , أما إن علم في أثناء الركعة الزائدة ; فإنه يجلس في الحال ,

ويتشهد إن لم يكن تشهد , ثم يسجد للسهو ويسلم .

وإن كان إماما ; لزم من علم من المأمومين بالزيادة تنبيهه بأن يسبح الرجال وتصفق النساء ,

ويلزم الإمام حينئذ الرجوع إلى تنبيههم إذا لم يجزم بصواب نفسه ;

لأنه رجوع إلى الصواب , وكذا يلزمهم تنبيهه على النقص .

- وأما زيادة الأقوال ; كالقراءة في الركوع والسجود ,

وقراءة سورة في الركعتين الأخيرتين من الرباعية والثالثة من المغرب ,

فإذا فعل ذلك سهوا , استحب له السجود للسهو .


1333469074532.gif


وأما الحالة الثانية , وهي ما إذا نقص من الصلاة سهوا , بأن ترك منها شيئا :

فإن كان المتروك ركنا , وكان هذا الركن تكبيرة الإحرام ;

لم تنعقد صلاته , ولا يغني عنه سجود السهو .

وإن كان ركنا غير تكبيرة الإحرام , كركوع أو سجود ,

وذكر هذا المتروك قبل شروعه في قراءة ركعة أخرى ; فإنه يعود وجوبا ,

فيأتي به وبما بعده , وإن ذكره بعد شروعه في قراءة ركعة أخرى ,

بطلت الركعة التي تركه منها , وقامت الركعة التي تليها مقامها ;

لأنه ترك ركنا لم يمكنه استدراكه ; لتلبسه بالركعة التي بعدها .

وإن لم يعلم بالركن المتروك إلا بعد السلام , فإنه يعتبره كترك ركعة كاملة ,

فإن لم يطل الفصل , وهو باق على طهارته ; أتى بركعة كاملة ,

وسجد للسهو , وسلم , وإن طال الفصل , أو انتقض وضوؤه ;

استأنف الصلاة من جديد ; إلا أن يكون المتروك تشهدا أخيرا أو سلاما ,

فإنه لا يعتبر كترك ركعة كاملة , بل يأتي به ويسجد ويسلم .

وإن نسي التشهد الأول , وقام إلى الركعة الثالثة ; لزمه الرجوع للإتيان بالتشهد ;

ما لم يستتم قائما , فإن استتم قائما ; كره رجوعه , فإن رجع ; لم تبطل صلاته ,

وإن شرع في القراءة ; حرم عليه الرجوع , لأنه تلبس بركن آخر ;

فلا يقطعه . وإن ترك التسبيح في الركوع أو السجود ; لزمه الرجوع للإتيان به ;

ما لم يعتدل قائما في الركعة الأخرى , ويسجد للسهو في كل هذه الحالات .


1333469074532.gif


وأما الحالة الثالثة - وهي حالة الشك في الصلاة - :

فإن شك في عدد الركعات ; بأن شك أصلى ثنتين أم ثلاثا مثلا ;

فإنه يبني على الأقل , لأنه المتيقن , ثم يسجد للسهو قبل السلام ;

لأن الأصل عدم ما شك فيه , ولحديث عبد الرحمن بن عوف :

( إذا شك أحدكم في صلاته , فلم يدر واحدة صلى أو اثنتين , فليجعلها واحدة ,

أو لم يدر ثنتين أو ثلاثا , فليجعلها اثنتين ) رواه أحمد ومسلم والترمذي .

وإن شك المأموم أدخل مع الإمام في الأولى أو في الثانية , جعله في الثانية ,

أو شك هل أدرك الركعة أو لا ; لم يعتد بتلك الركعة , ويسجد للسهو .

وإن شك في ترك ركن ; فكما لو تركه , فيأتي به وبما بعده على التفصيل السابق .

وإن شك في ترك واجب ; لم يعتبر هذا الشك , ولا يسجد للسهو ,

وكذا لو شك في زيادة ; لم يلتفت إلى هذا الشك , لأن الأصل عدم الزيادة .

هذه جمل من أحكام سجود السهو , ومن أراد الزيادة ; فليراجع كتب الأحكام ,

والله الموفق .


1333469074532.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


1333469074532.gif

.






 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب ( الذكر بعد الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


.....................................

باب في الذكر بعد الصلاة

قال الله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )

وخصص سبحانه الأمر بذكره بعد أداء العبادات :

- فأمر بذكره بعد الفراغ من الصلوات ; فقال سبحانه :

( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ)

- وأمر بذكره بعد إكمال صيام رمضان , فقال سبحانه :

( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

- وأمر بذكره بعد قضاء مناسك الحج ; فقال سبحانه :

( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)

وذلك - والله أعلم - جبر لما يحصل في العبادة من النقص والوساوس ,

ولإشعار الإنسان أنه مطلوب منه مواصلة الذكر والعبادة ;

لئلا يظن أنه إذا فرغ من العبادة ; فقد أدى ما عليه .

1334388482921.gif


والذكر المشروع بعد صلاة الفريضة يجب أن يكون على الصفة الواردة

عن النبي صلى الله عليه وسلم , لا على الصفة المحدثة المبتدعة

التي يفعلها الصوفية المبتدعة .

ففي " صحيح مسلم " عن ثوبان رضي الله عنه , قال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته ; أستغفر الله ثلاثا ,

وقال : اللهم أنت السلام ومنك . السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام

وفي " الصحيحين " عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ;

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة ; قال :

لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ,

اللهم لا مانع لما أعطيت , ولا معطي لما منعت , ولا ينفع ذا الجد منك الجد

وفي " صحيح مسلم " عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ;

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهلل دبر كل صلاة حين يسلم بهؤلاء الكلمات :

لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ,

لا حول ولا قوة إلا بالله , لا إله إلا الله , ولا نعبد إلا إياه ,

له النعمة , وله الفضل , وله الثناء الحسن , لا إله إلا الله ,

مخلصين له الدين , ولو كره الكافرون

1334388482921.gif


وفي " السنن " من حديث أبي ذر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم :

لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك , وله الحمد , يحي ويميت ,

وهو على كل شيء قدير , عشر مرات ; كتب له عشر حسنات , ومحي عنه عشر سيئات ,

ورفع له عشر درجات , وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه ,

وحرس من الشيطان , ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم ;

إلا الشرك بالله "

قال الترمذي : " هذا حديث حسن صحيح " , وورد أن هذه التهليلات العشر

تقال بعد صلاة المغرب أيضا في حديث أم سلمة عند أحمد ,

وحديث أبي أيوب الأنصاري في " صحيح ابن حبان " .

ويقول بعد المغرب والفجر أيضا : " رب أجرني من النار " ; سبع مرات ;

لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم .

ثم يسبح الله بعد كل صلاة ثلاثا وثلاثين , ويحمده ثلاثا وثلاثين , ويكبره ثلاثا وثلاثين ,

ويقول تمام المئة : " لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد ,

وهو على كل شيء قدير " ;

لما روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين , وحمد الله ثلاثا وثلاثين ,

وكبر الله ثلاثا وثلاثين , فتلك تسعة وتسعون , ثم قال تمام المئة :

لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ;

غفرت له خطاياه , وإن كانت مثل زبد البحر )

1334388482921.gif


ثم يقرأ آية الكرسي , و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ

و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ لما رواه النسائي والطبراني

عن أبي أمامة رضي الله عنه ; قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة ; لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت

يعني : لم يكن بينه وبين دخول الجنة إلا الموت , وفي حديث آخر :

كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى

وفي " السنن " عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ; قال :

أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة

لقد دلت هذه الأحاديث الشريفة على مشروعية هذه الأذكار بعد الصلوات المكتوبة ,

وعلى ما يحصل عليه من قالها من الأجر والثواب ; فينبغي لنا المحافظة عليها ,

والإتيان بها ; على الصفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ,

وأن نأتي بها بعد السلام من الصلاة مباشرة , قبل أن نقوم من المكان الذي صلينا فيه ,

1334388482921.gif


ونرتبها على هذا الترتيب :

- فإذا سلمنا من الصلاة ; نستغفر الله ثلاثا .

- ثم نقول : " اللهم أنت السلام , ومنك السلام , تباركت يا ذا الجلال والإكرام "

- ثم نقول : " لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك , وله الحمد ,

وهو على كل شيء قدير , اللهم لا مانع لما أعطيت , ولا معطي لما منعت ,

ولا ينفع ذا الجد منك الجد " أي : لا ينفع الغني منك غناه , وإنما ينفعه العمل الصالح .

- ثم نقول : " لا حول ولا قوة إلا بالله , لا إله إلا الله , ولا نعبد إلا إياه ,

له النعمة , وله الفضل , وله الثناء الحسن ,

لا إله إلا الله , مخلصين له الدين ولو كره الكافرون " .

- ثم نسبح الله ثلاثا وثلاثين , ونحمده ثلاثا وثلاثين , ونكبره ثلاثا وثلاثين ,

ونقول تمام المئة : " لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك ,

وله الحمد , وهو على كل شيء قدير " .

- وبعد صلاة المغرب وصلاة الفجر نأتي بالتهليلات العشر , ونقول .

" رب أجرني من النار " ; سبع مرات .

- ثم بعد أن نفرغ من هذه الأذكار على هذا الترتيب ; نقرأ آية الكرسي ,

وسور قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين . ويستحب تكرار قراءة هذه السور

بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر ثلاث مرات .

ويستحب الجهر بالتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلاة ,

لكن لا يكون بصوت جماعي , وإنما يرفع به كل واحد صوته منفردا .

ويستعين على ضبط عدد التهليلات وعدد التسبيح والتحميد والتكبير بعقد الأصابع ,

لأن الأصابع مسئولات مستنطقات يوم القيامة .

ويباح استعمال السبحة ليعد بها الأذكار والتسبيحات , من غير اعتقاد أن فيها فضيلة خاصة ,

وكرهها بعض العلماء , وإن اعتقد أن لها فضيلة ; فاتخاذها بدعة ,

وذلك مثل السبح التي يتخذها الصوفية , ويعلقونها في أعناقهم ,

أو يجعلونها كالأسورة في أيديهم , وهذا مع كونه بدعة ; فإن فيه رياء وتكلفا .


1334388482921.gif


ثم بعد الفراغ من هذه الأذكار يدعو سرا بما شاء ;

فإن الدعاء عقب هذه العبادة وهذه الأذكار العظيمة أحرى بالإجابة ,

ولا يرفع يديه بالدعاء بعد الفريضة كما يفعل بعض الناس ; فإن ذلك بدعة ,

وإنما يفعل هذا بعد النافلة أحيانا , ولا يجهر بالدعاء , بل يخفيه ;

لأن ذلك أقرب إلى الإخلاص والخشوع , وأبعد عن الرياء .

وما يفعله بعض الناس في بعض البلاد من الدعاء الجماعي بعد الصلوات

بأصوات مرتفعة مع رفع الأيدي , أو يدعو الإمام والحاضرون يؤمنون رافعي أيديهم ;

فهذا العمل بدعة منكرة ; لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه كان إذا صلى بالناس يدعو بعد الفراغ من الصلاة على هذه الصفة ,

لا في الفجر , ولا في العصر , ولا غيرهما من الصلوات ,

ولا استحب ذلك أحد من الآئمة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : من نقل ذلك عن الإمام الشافعي ;

فقد غلط عليه , فيجب التقيد بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وفي غيره ;

لأن الله تعالى يقول :

( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )

ويقول سبحانه :

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )

1334388482921.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif


كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في صلاة التطوع

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

اعلموا أن ربكم سبحانه وتعالى شرع لكم بجانب فرائض الصلوات التقرب إليه بنوافل الصلوات ;

فالتطوع بالصلاة من أفضل القربات بعد الجهاد في سبيل الله وطلب العلم ;

لمداومة النبي صلى الله عليه وسلم على التقرب إلى ربه بنوافل الصلوات ,

وقال عليه الصلاة والسلام : (استقيموا ولن تحصوا , واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة )

والصلاة تجمع أنواعا من العبادة ; كالقراءة , والركوع , والسجود ,

والدعاء , والذل , والخضوع , ومناجاة الرب سبحانه وتعالى , والتكبير , والتسبيح ,

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .


......................................

وصلوات التطوع على نوعين :

النوع الأول : صلوات مؤقتة بأوقات معينة , وتسمى بالنوافل المقيدة .

والنوع الثاني : صلوات غير مؤقتة بأوقات معينة , وتسمى بالنوافل المطلقة .

والنوع الأول أنواع متعددة , بعضها آكد من بعض ,

وآكد أنواعه صلاة الكسوف , ثم صلاة الاستسقاء , ثم صلاة التراويح , ثم صلاة الوتر ,

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||

A1.gif


A8.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين


.. باب في صلاة الوتر وأحكامها ..

اتفق المسلمون على مشروعية الوتر , فلا ينبغي تركه , ومن أصر على تركه ; فإنه ترد شهادته

: قال الإمام أحمد : " من ترك الوتر عمدا ; فهو رجل سوء , لا ينبغي أن تقبل شهادته " ,

وروى أحمد وأبو داود مرفوعا : من لم يوتر , فليس منا


................................................

والوتر : اسم للركعة المنفصلة عما قبلها ,

ولثلاث الركعات وللخمس والسبع والتسع والإحدى عشرة

( إذا كانت هذه الركعات متصلة بسلام واحد ) ,

فإذا كانت هذه الركعات بسلامين فأكثر , فالوتر اسم للركعة المنفصلة وحدها .


....................................

ووقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء الآخرة ويستمر إلى طلوع الفجر ,

ففي " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها ; قالت :

من كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ; من أوله , وأوسطه , وآخره ,

وانتهى وتره إلى السحر



...................................


وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن جميع الليل وقت للوتر , إلا ما قبل صلاة العشاء ,

فمن كان يثق من قيامه في آخر الليل , فتأخير الوتر إلى آخر الليل أفضل ,

ومن كان لا يثق من قيامه في آخر الليل ; فإنه يوتر قبل أن ينام ,

بهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ;

فقد روى مسلم من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم :

(أيكم خاف ألا يقوم من آخر الليل ; فليوتر ثم ليرقد ,

ومن وثق بقيامه من آخر الليل ; فليوتر من آخره ; فإن قراءة آخر الليل مشهودة , وذلك أفضل


......................................

وأقل الوتر ركعة واحدة ; لورود الأحاديث بذلك ,

وثبوته عن عشرة من الصحابة رضي الله عنهم , لكن الأفضل والأحسن أن تكون مسبوقة بالشفع .

وأكثر الوتر إحدى عشرة ركعة , أو ثلاث عشرة ركعة ,

يصليها ركعتين ركعتين , ثم يصلي ركعة واحدة يوتر بها ,

لقول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة , يوتر منها بواحدة رواه مسلم ,

وفي لفظ : يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة وله أن يسردها ,

ثم يجلس بعد العاشرة , ويتشهد ولا يسلم , ثم يقوم ويأتي بالحادية عشرة ,

ويتشهد ويسلم . وله أن يسردها , ولا يجلس إلا بعد الحادية عشرة , ويتشهد ويسلم .

والصفة الأولى أفضل .

..........................................

وله أن يوتر بتسع ركعات , يسرد ثمانيا , ثم يجلس عقب الركعة الثامنة ,

ويتشهد التشهد الأول ولا يسلم , ثم يقوم , فيأتي بالركعة التاسعة ,

ويتشهد التشهد الأخير ويسلم .

وله أن يوتر بسبع ركعات أو بخمس ركعات , لا يجلس إلا في آخرها ,

ويتشهد ويسلم , لقول أم سدرة رضي الله عنها :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام

وله أن يوتر بثلاث ركعات , يصلي ركعتين ويسلم , ثم يصلي الركعة الثالثة وحدها ,

ويستحب أن يقرأ في الأولى ب ( سبح ) ,

وفي الثانية : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ والثالثة : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

..........................................

وقد تبين مما مر أن لك أن توتر : بإحدى عشرة ركعة , أو ثلاث عشرة ,

وبتسع ركعات , وبسبع ركعات , وبخمس ركعات , وبثلاث ركعات ,

وبركعة واحدة ; فأعلى الكمال إحدى عشرة ,

وأدنى الكمال ثلاث ركعات , والمجزئ ركعة واحدة .

ويستحب لك أن تقنت بعد الركوع في الوتر ;

بأن تدعو الله سبحانه , فترفع يديك , وتقول : " اللهم اهدني فيمن هديت . .. "

إلخ الدعاء الوارد .

....................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في صلاة التراويح وأححكامها

مما شرعه نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك صلاة التراويح ,

وهى سنة مؤكدة ,

سميت تراويح لأن الناس كانوا يستريحرن فيها بين كل أربع ركعات ,

لأنهم كانوا يطيلون الصلاة .


Ixfe2.gif


وفعلها جماعة في المسجد أفضل ;

فقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في المسجد ليالي , ثم تأخر عن الصلاة بهم ,

خوفا من أن تفرض عليهم ; كما ثبت في " الصحيحين "

عن عائشة رضي الله عنها ; أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة ,

وصلى بصلاته ناس , ثم صلى من القابلة , وكثر الناس ,

ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة , فلم يخرج إليهم , فلما أصبح ;

قال : قد رأيت الذي صنعتم , فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن

تفرض عليكم وذلك في رمضان , وفعلها صحابته من بعده ,

وتلقتها أمته بالقبول , وقال صلى الله عليه وسلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف ;

كتب له قيام ليلة وقال عليه الصلاة والسلام : من قام رمضان إيمانا واحتسابا ,

غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه .

فهي سنة ثابتة , لا ينبغي للمسلم تركها .

أما عدد ركعاتها , فلم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ,

والأمر في ذلك واسع .

Ixfe2.gif



قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . " له أن يصلي عشرين ركعة ,

كما هو مشهور من مذهب أحمد والشافعي , وله أن يصلي ستا وثلاثين ,

كما هو مذهب مالك , وله أن يصلي إحدى عشرة ركعة وثلاث عشرة ركعة , وكل حسن ,

فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره "

. وعمر رضي الله عنه لما جمع الناس على أبي ; صلى بهم عشرين ركعة ,

والصحابة رضي الله عنهم منهم من يقل ومنهم من يكثر , والحد المحدود لا نص عليه من الشارع .


Ixfe2.gif



وكثير من الأئمة ( أي : أئمة المساجد ) في التراويح يصلون صلاة لا يعقلونها ,

ولا يطمئنون في الركوع ولا في السجود , والطمأنينة ركن ,

. وقد ذم الله الذين يقرءون القرآن بلا فهم معناه ,

فقال تعالى : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ )

أي : تلاوة بلا فهم , والمراد من إنزال القرآن فهم معانيه والعمل به لا

مجرد التلاوة انتهى كلامه رحمه الله

. وبعض أئمة المساجد لا يصلون التراويح على الوجه المشروع ;

لأنهم يسرعون في القراءة سرعة تخل بأداء القرآن على الوجه الصحيح ,


Ixfe2.gif



فيجب عليهم أن يتقوا الله ويحسنوا صلاتهم ,

ولا يحرموا أنفسهم ومن خلفهم من أداء التراويح على الوجه المشروع .

وفق الله الجميع لما فيه الصلاح والفلاح

..............................................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

...
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A8.gif



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في السنن الراتبة مع الفرائض


IrxX1.gif


اعلموا أيها الأخوات أن السنن الراتبة يتأكد فعلها ويكره تركها ,

ومن داوم على تركها ; سقطت عدالته عند بعض الأئمة , وأثم بسبب ذلك ;

لأن المداومة على تركها تدل على قلة دينه , وعدم مبالاته .

وجملة السنن الرواتب عشر ركعات , وبيانها كالتالي :

- ركعتان قبل الظهر , وعند جمع من العلماء أربع ركعات قبل الظهر ;

فعليه تكون جملة السنن الرواتب اثنتي عشرة ركعة .

- وركعتان بعد الظهر .

- وركعتان بعد المعرب .

- وركعتان بعد العشاء .

- وركعتان قبل صلاة الفجر بعد طلوع الفجر .


IrxX1.gif



والدليل على هذه الرواتب بهذا التفصيل المذكور هو حديث ابن عمر رضي الله عنهما ;

قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات :

ركعتين قبل الظهر , وركعتين بعدها , وركعتين بعد المغرب في بيته ,

وركعتين بعد العشاء في بيته , وركعتين قبل الصبح ,

كانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أحد ,

حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر , صلى ركعتين متفق عليه .

وفي " صحيح مسلم " عن عائشة رضي الله عنها :

" كان يصلي قبل الظهر أربعا في بيتي , ثم يخرج فيصلي بالناس ,

ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين فيؤخذ من هذا

أن فعل الراتبة في البيت أفضل من فعلها في المسجد ,

وذلك لمصالح تترتب على ذلك ; منها : البعد عن الرياء والإعجاب ولإخفاء العمل عن الناس ,

ومنها : أن ذلك سبب لتمام الخشوع والإخلاص ,

ومنها : عمارة البيت بذكر الله والصلاة التي بسببها تنزل الرحمة

على أهل البيت ويبتعد عنه الشيطان ,

وقد قال عليه الصلاة والسلام : اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم , ولا تجعلوها قبورا


IrxX1.gif



وآكد هذه الرواتب ركعتا الفجر ; لقول عائشة رضي الله عنها :

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل

أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر متفق عليه ,

وقال صلى الله عليه وسلم : ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليهما وعلى الوتر في الحضر والسفر .

وأما ما عدا ركعتي الفجر والوتر من الرواتب ;

فلم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى راتبة في السفر غير سنة الفجر والوتر .

وقال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن سنة الظهر في السفر ; قال :

( لو كنت مسبحا ; لأتممت )

وقال ابن القيم رحمه الله : " وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في سفره الاقتصار على الفرض ,

ولم يحفظ عنه أنه صلى سنة الصلاة قبلها ولا بعدها , إلا ما كان من الوتر وسنة الفجر " .


IrxX1.gif


والسنه تخفيف ركعتي الفجر ; لما في " الصحيحين " وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها ;

(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح

ويقرأ في الركعة الأولى من سنة الفجر بعد الفاتحة : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )

وفي الثانية : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) أو يقرأ في الأولى منهما :

( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا )...الآية التي في سورة البقرة , ويقرأ في الركعة الثانية :

( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا ) الآية التي في سورة آل عمران .

- وكذلك يقرأ في الركعتين بعد المغرب بالكافرون والإخلاص ;

لما روى البيهقي والترمذي وغيرهما عن ابن مسعود , قال :

" ما أحصي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب

وفي الركعتين قبل الفجر : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )

IrxX1.gif


وإذا فاتك شيء من هذه السنن الرواتب , فإنه يسن لك قضاؤه , وكذا إذا فاتك الوتر من الليل ,

فإنه يسن لك قضاؤه في النهار ; لأنه صلى الله عليه وسلم قضى ركعتي الفجر

مع الفجر حين نام عنهما , وقضى الركعتين اللتين قبل الظهر بعد العصر ,

ويقاس الباقي من الرواتب في مشروعية قضائه إذا فات على ما فيه النص ,

وقال صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن الوتر أو نسيه , فليصله إذا أصبح أو ذكر )

رواه الترمذي وأبو داود .

ويقضى الوتر مع شفعه ; لما في " الصحيح " عن عائشة رضي الله عنها :

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا منعه من قيام الليل نوم أو وجع ;

صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة

IrxX1.gif


حافظ على هذه السنن الرواتب ; لأن في ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ,

وقد قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ

وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )

وفي المحافظة على هذه السنن الرواتب أيضا جبر لما يحصل في صلاة الفريضة

من النقص والخلل , والإنسان معرض للنقص والخلل , وهو بحاجة إلى ما يجبر به نقصه ;

فلا تفرط بهذه الرواتب أيتها المسلمه, فإنها من زيادة الخير الذي تجده عند ربك ,

وهكذا كل فريضة ليشرع إلى جانبها نافلة من جنسها ,

كفريضة الصلاة , وفريضة الصيام , وفريضة الزكاة , وفريضة الحج ,

كل من هذه الفرائض يشرع إلى جانبها نافلة من جنسها ; تجبر نقصها وتصلح خللها ,

وهذا من فضل الله على عباده , حيث نوع لهم الطاعات ليرفع لهم الدرجات , ويحط عنهم الخطايا .

فنسأل الله لنا جميعا التوفيق لما يحبه ويرضاه , إنه سميع مجيب . ..

IrxX1.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
A1.gif


A8.gif



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في صلاة الضحى


اعلم أنه قد وردت في صلاة الضحى أحاديث كثيرة :

منها ما في " الصحيحين " : عن أبي هريرة رضي الله عنه , قال :

" أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ,

وركعتي الضحى , وأن أوتر قبل أن أنام

وفي حديث أبي سعيد ; أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى حتى نقول :

لا يدعها , ويدعها حتى نقول : لا يصليها وأقل صلاة الضحى ركعتان ;

لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة الذي ذكرنا قريبا :

" وركعتي الضحى " , ولحديث أنس : من قعد في مصلاه حين ينصرف من الصبح ,

حتى يسبح ركعتي الضحى , لا يقول إلا خيرا , غفرت له خطاياه ,

وإن كانت أكثر من زبد البحر رواه أبو داود .

وأكثرها ثمان ركعات ; لما روت أم هانئ , أن النبي صلى الله عليه وسلم

عام الفتح صلى ثمان ركعات سبحة الضحى رواه الجماعة ,

ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها : كان يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله

ووقت صلاة الضحى يبتدئ من ارتفاع الشمس بعد طلوعها قدر رمح ,

ويمتد إلى قبيل الزوال , أي : وقت قيام الشمس في كبد السماء ,

والأفضل أن يصلي إذا اشتد الحر ; لحديث :

صلاة الأوابين حين ترمض الفصال رواه مسلم ;

أي : حين تحمى الرمضاء ; فتبرك الفصال من شدة الحر .


LfsC1.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
bsmalh.gif


saalaam.gif


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في سجود التلاوة


ومن السنن سجود التلاوة , سمي بذلك من إضافة المسبب للسبب ;

لأن التلاوة سببه , فهو سجود شرعه الله ورسوله عبودية عند تلاوة الآيات واستماعها ;

تقربا إليه سبحانه , وخضوعا لعظمته , وتذللا بين يديه .

ويسن سجود التلاوة للقارئ والمستمع , وقد أجمع العلماء على مشروعيته .

قال ابن عمر رضي الله عنهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة ,

فيسجد , ونسجد معه , حتى ما يجد أحدنا موضعا لجبهته متفق عليه .

قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله : " ومواضع السجدات أخبار وأوامر :

خبر من الله عن سجود مخلوقاته له عموما أو خصوصا ;

فسن للتالي والسامع أن يتشبه بهم عند تلاوته آية السجدة أو سماعها ,

وآيات الأوامر ( أي : التي تأمر بالسجود ) بطريق الأولى " .

وعن أبي هريرة مرفوعا : إذا قرأ ابن آدم السجدة , فسجد ; اعتزل الشيطان يبكي ,

يقول : يا ويله ! أمر ابن آدم بالسجود , فسجد ; فله الجنة ; وأمرت بالسجود , فأبيت ,

فلي النار رواه مسلم وابن ماجه .

ويشرع سجود التلاوة في حق القارئ والمستمع , وهو الذي يقصد الاستماع للقراءة ,

وفي حديث ابن عمر : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة ;

فيسجد ونسجد معه ففيه دلالة على مشروعية سجود المستمع , وأما السامع ,

وهو الذي لم يقصد الاستماع ; فلا يشرع في حقه سجود التلاوة ; لما روى البخاري ;

أن عثمان رضي الله عنه مر بقارئ يقرأ سجدة ليسجد معه عثمان ; فلم يسجد ,

وقال : " إنما السجدة على من استمع وروي ذلك عن غيره من الصحابة .

وسجدات التلاوة والقرآن ; في : الأعراف , والرعد , والنحل , والإسراء , ومريم , والحج ,

والفرقان , والنمل , و ( ألم تنزيل ) , و ( حم ) السجدة , والنجم , والانشقاق ,

و اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وفي سجدة ( ص ) خلاف بين العلماء , هل هي سجدة شكر أو سجدة تلاوة ;

والله أعلم .

ويكبر إذا سجد للتلاوة لحديث ابن عمر : كان عليه الصلاة والسلام يقرأ علينا القرآن ,

فإذا مر بالسجدة ; كبر , وسجد , وسجدنا معه رواه أبو داود .

ويقول في سجوده : " سبحان ربي الأعلى " ; كما يقول في سجود الصلاة ,

وإن قال : " سجد وجهي لله الذي خلقه وصوره , وشق سمعه وبصره , بحوله وقوته ,

اللهم اكتب لي بها أجرا , وضع عني بها وزرا , واجعلها لي عندك ذخرا ,

وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود " ; فلا بأس .

والإتيان بسجود التلاوة عن قيام أفضل من الإتيان به عن قعود .

أيها المسلم ! إن طرق الخير كثيرة , فعليك بالجد والاجتهاد فيها ,

والإخلاص في القول والعمل , لعل الله أن يكتبك من جملة السعداء .


.................................................. ......................

المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات


 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في التطوع المطلق

1IQJ2.gif


روى أهل السنن ; أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة ;

قال : الصلاة في جوف الليل

وقال صلى الله عليه وسلم : إن في الليل ساعة , لا يوافقها عبد مسلم ,

يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة ; إلا أعطاه إياه

وقال صلى الله عليه وسلم : وعليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم ,

وهو قربة إلى ربكم , ومكفرة للسيئات , ومنهاة عن الإثم " رواه الحاكم .

وقد مدح الله القائمين من الليل :

قال تعالى : إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

وقال تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ

نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

والنصوص في ذلك كثيرة تدل على فضل قيام الليل , فالتطوع المطلق أفضله قيام الليل ;

لأنه أبلغ في الإسرار , وأقرب إلى الإخلاص , ولأنه وقت غفلة الناس ,

ولما فيه من إيثار الطاعة على النوم والراحة .

1IQJ2.gif


ويستحب التنفل بالصلاة في جميع الأوقات ; غير أوقات النهي ,

وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار , لما سبق , وأفضل صلاة الليل الصلاة في ثلث الليل بعد نصفه ;

لما في " الصحيح " مرفوعا : أفضل الصلاة صلاة داود , كان ينام نصف الليل ,

ويقوم ثلثه , وينام سدسه فكان يريح نفسه بنوم أول الليل , ثم يقوم في الوقت الذي ينادي الله فيه ,

فيقول : هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ ثم ينام بقية الليل في السدس الأخير ,

ليأخذ راحته , حتى يستقبل صلاة الفجر بنشاط , هذا هو الأفضل , وإلا ;

فالليل كله محل القيام .

قال الإمام أحمد رحمه الله : " قيام الليل من المغرب إلى طلوع الفجر " .

وعليه ; فالنافلة بين العشاءين من قيام الليل , لكن تأخير القيام إلى آخر الليل أفضل كما سبق ,

قال تعالى : إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا والناشئة هي القيام بعد النوم ,

والتهجد إنما يكون بعد النوم


1IQJ2.gif


فينبغي للمسلم أن يجعل له حظا من قيام الليل , يداوم عليه , وإن قل .

- وينبغي أن ينوي قيام الليل .

- فإذا استيقظ ; استاك , وذكر الله , وقال :

" لا إله إلا الله وحده , لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير ,

الحمد لله , وسبحان الله , ولا إله إلا الله , والله أكبر , ولا حول ولا قوة إلا بالله " ,

ويقول : " الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور , الحمد لله الذي رد علي روحي ,

وعافاني في جسدي , وأذن لي بذكره " .

- ويستحب أن يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين ; لحديث أبي هريرة :

( إذا قام أحدكم من الليل ; فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم وغيره .

- ويسلم في صلاة الليل من كل ركعتين ; لقوله صلى الله عليه وسلم :

( صلاة الليل مثنى مثنى ) رواه الجماعة , ومعنى : " مثنى مثنى " ; أي : ركعتان ركعتان ,

بتشهد وتسليمتين , فهي ثنائية لا رباعية .


1IQJ2.gif


- وينبغي إطالة القيام والركوع والسجود .

- وينبغي أن يكون تهجده في بيته ; فقد اتفق أهل العلم على أن صلاة التطوع في البيت أفضل ,

وكان صلى الله عليه وسلم يصلي في بيته , وقال عليه الصلاة والسلام :

صلوا في بيوتكم , فإن أفضل صلاة المرء في بيته ; إلا المكتوبة رواه مسلم ,

ولأنه أقرب إلى الإخلاص .

- وصلاة النافلة قائما أفضل من الصلاة قاعدا بلا عذر ,

لقوله صلى الله عليه وسلم : من صلى قائما ; فهو أفضل , ومن صلى قاعدا ;

فله نصف أجر صلاة القائم متفق عليه .

- وأما من صلى النافلة قاعدا لعذر ; فأجره كأجر القائم , لقوله صلى الله عليه وسلم :

إذا مرض العبد أو سافر ; كتب له من العمل ما كان يعمله وهو صحيح مقيم

وجواز التطوع جالسا مع القدرة على القيام مجمع عليه .

- ويختم صلاته بالوتر ; فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل آخر صلاته بالليل وترا ,

وأمر بذلك في أحاديث كثيرة .

ومن فاته تهجده من الليل ; استحب له قضاؤه قبل الظهر ;

لحديث : من نام عن حزبه من الليل , أو عن شيء منه , فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ;

كتب له , كأنما قرأه من الليل


أيها المسلم ! لا تحرم نفسك من المشاركة في قيام الليل , ولو بشيء قليل تداوم عليه ;

لتنال من ثواب القائمين المستغفرين بالأسحار , وربما يدفع بك القليل إلى الكثير ,

والله لا يضيع أجر المحسنين .


1IQJ2.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

..........................
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها

سبق أن بينا جملا من أحكام صلاة التطوع , ويجدر بنا الآن أن ننبه على أن هناك

أوقاتا ورد النهي عن الصلاة فيها ; إلا ما استثني , وهي أوقات خمسة :

4sYOP.gif




الأول : من طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا طلع الفجر ; فلا صلاة إلا ركعتي الفجر رواه أحمد وأبو داود

وغيرهما , فإذا طلع الفجر ; فإنه لا يصلي تطوعا إلا راتبة الفجر .

الثاني : من طلوع الشمس حتى ترتفع قدر رمح في رأي العين .

والثالث : عند قيام الشمس حتى تزول , وقيام الشمس يعرف بوقوف الظل ,

لا يزيد ولا ينقص , إلى أن تزول إلى جهة الغرب ; لقول عقبة بن عامر :

ثلاث ساعات نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا :

حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع , وحين يقول قائم الظهيرة حتى تزول ,

وحين تتضيف الشمس للغروب حتى تغرب رواه مسلم .

والرابع : من صلاة العصر إلى غروب الشمس ; لقوله صلى الله عليه وسلم :

لا صلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس , ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس متفق عليه .

والخامس : إذا شرعت الشمس في الغروب حتى تغيب .


4sYOP.gif



واعلم أنه يجوز قضاء الفرائض الفائتة في هذه الأوقات ;

لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : من نام عن صلاة أو نسيها , فليصلها إذا ذكرها متفق عليه .

يجوز أيضا فعل ركعتي الطواف في هذه الأوقات ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة

من ليل أو نهار رواه الترمذي وصححه ;

فهذا إذن منه صلى الله عليه وسلم بفعلها في جميع أوقات النهي ,

ولأن الطواف جائز قي كل وقت ; فكذلك ركعتاه .

ويجوز أيضا على الصحيح من قولي العلماء في هذه الأوقات فعل ذوات الأسباب من الصلوات ;

كصلاة الجنازة , وتحية المسجد , وصلاة الكسوف , للأدلة الدالة على ذلك ,

وهي تخص عموم النهي عن الصلاة في هذه الأوقات , فتحمل على ما لا سبب له ;

فلا يجوز فعلها بأن تبتدأ في هذه الأوقات صلاة تطوع لا سبب لها .

ويجوز قضاء سنة الفجر بعد صلاة الفجر , وكذا يجوز أن يقضي سنة الظهر بعد العصر ,

ولا سيما إذا جمع الظهر مع العصر ;

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قضى سنة الظهر بعد العصر.


4sYOP.gif



المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

باب في وجوب صلاة الجماعة وفضلها


S09NR.gif



شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام ,

وهى صلاة الجماعة في المساجد ,

فقد اتفق المسلمون على أن أداء الصلوات الخمس في المساجد من أوكد الطاعات وأعظم القربات ,

بل وأعظم وأظهر شعائر الإسلام .

فقد شرع الله لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة , منها ما هو في اليوم والليلة ,

كالصلوات الخمس ;

فإن المسلمين يجتمعون لأدائها في المساجد كل يوم وليلة خمس مرات ,

ومن هذه الاجتماعات ما هو في الأسبوع مرة ;

كالاجتماع لصلاة الجمعة , وهو اجتماع أكبر من الاجتماع للصلوات الخمس ,

ومنها اجتماع يتكرر كل سنة مرتين , وهو الاجتماع لصلاة العيدين ,

وهو أكبر من الاجتماع لصلاة الجمعة , بحيث يشرع فية اجتماع أهل البلد ,

ومنها اجتماع مرة واحدة في السنة , وهو الاجتماع في الوقوف بعرفة ,

وهو أكبر من اجتماع العيدين ; لأنه يشرع للمسلمين عموما في كل أقطار الأرض .


S09NR.gif


وإنما شرعت هذه الاجتماعات العظيمة في الإسلام ; لأجل مصالح المسلمين ;

ليحصل التواصل بينهم بالإحسان والعطف والرعاية , ولأجل التوادد والتحابب بينهم في القلوب ,

ولأجل أن يعرف بعضهم أحوال بعض , فيقومون بعيادة المرضى , وتشييع المتوفى ,

وإغاثة الملهوفين , ولأجل إظهار قوة المسلمين وتعارفهم وتلاحقهم ,

فيغيظون بذلك أعداءهم من الكفار والمنافقين ,

ولأجل إزالة ما ينسجه بينهم شياطين الجن والإنس من العداوة والتقاطع والأحقاد ,

فيحصل الائتلاف واجتماع القلوب على البر والتقوى ,


S09NR.gif


ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

لا تختلفوا ; فتختلف قلوبكم

ومن فوائد صلاة الجماعة ;

تعليم الجاهل , ومضاعفة الأجر والنشاط على العمل الصالح عندما يشاهد المسلم

إخوانه المسلمين يزاولون الأعمال الصالحة , فيقتدي بهم .

وفي الحديث المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم :

صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة وفي رواية :

بخمس وعشرين .

فصلاة الجماعة فرض على الرجال في الحضر والسفر ,

وفي حال الأمان وحال الخوف , وجوبا عينيا ,

والدليل على ذلك الكتاب والسنة وعمل المسلمين قرنا بعد قرن , خلفا عن سلف .

ومن أجل ذلك ; عمرت المساجد , ورتب لها الأئمة والمؤذنون ,

وشرع النداء لها بأعلى صوت : حي على الصلاة , حي على الفلاح .

وقال الله تعالى في حال الخوف : ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ) الآية ;

فدلت هذه الآية الكريمة على تأكد وجوب صلاة الجماعة ,

حيث لم يرخص للمسلمين في تركها حال الخوف , فلو كانت غير واجبة ,

لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف ;

فإن الجماعة في صلاة الخوف يترك لها أكثر واجبات الصلاة ,

فلولا تأكد وجوبها ; لم يترك من أجلها تلك الواجبات الكثيرة ;

فقد اغتفرت في صلاة الخوف أفعال كثيرة من أجلها .

S09NR.gif


وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ;

أنه قال : أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ,

ولو يعلمون ما فيهما , لأتوهما ولو حبوا , ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ,

ثم آمر رجلا فيصلي بالناس , ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب ,

إلى قوم لا يشهدون الصلاة , فأحرق عليهم بيوتهم بالنار

ووجه الاستدلال من الحديث على وجوب صلاة الجماعة من ناحيتين :

الناحية الأولى : أنه وصف المتخلفين عنها بالنفاق , والمتخلف عن السنة لا يعد منافقا ;

فدل على أنهم تخلفوا عن واجب .

والناحية الثانية : أنه صلى الله عليه وسلم هم بعقوبتهم على التخلف عنها ,

والعقوبة إنما تكون على ترك واجب ,

وإنما منعه صلى الله عليه وسلم من تنفيذ هذه العقوبة من في البيوت من النساء والذراري

الذين لا تجب عليهم الجماعة .

وفي " صحيح مسلم أن رجلا أعمى قال : يا رسول الله ! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ,

فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته , فرخص له , فلما ولى ;

دعاه , فقال : " هل تسمع النداء ؟ " , قال : نعم ,

قال : " فأجب

فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالحضور إلى المسجد لصلاة الجماعة وإجابة النداء

مع ما يلاقيه من المشقة , فدل ذلك على وجوب صلاة الجماعة .

S09NR.gif


وقد كان وجوب صلاة الجماعة مستقرا عند المؤمنين من صدر هذه الأمة :

قال ابن مسعود رضي الله عنه : ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ,

ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف فدل ذلك

على استقرار وجوبها عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,

ولم يعلموا ذلك إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ,

ومعلوم أن كل أمر لا يتخلف عنه إلا منافق يكون واجبا على الأعيان .

وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعا : الجفاء كل الجفاء , والكفر والنفاق ,

من سمع المنادي إلى الصلاة , فلا يجيبه

وثبت حديث بذلك : يد الله على الجماعة , فمن شذ ; شذ في النار

وسئل ابن عباس عن رجل يقوم الليل ويصوم النهار ولا يحضر الجماعة , فقال :

" هو في النار

نسأل الله العافية والتوفيق لمعرفة الحق واتباعه , إنه سميع مجيب .

S09NR.gif




المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

....
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

كـل مـايـــهـمـك فــي ( فـقـه الـعبـادات )

حكم المتخلف عن صلاة الجماعة وما تنعقد به صلاة الجماعة




إن المتخلف عن صلاة الجماعة إذا صلى وحده ; فله حالتان :

الحالة الأولى :

أن يكون معذورا في تخلفه لمرض أو خوف , وليس من عادته التخلف لولا العذر ,

فهذا يكتب له أجر من صلى في جماعة لما في الحديث الصحيح :

إذا مرض العبد أو سافر ;

كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما فمن كان عازما على الصلاة مع الجماعة عزما جازما ,

ولكن حال دونه ودون ذلك عذر شرعي ;

كان بمنزلة من صلى مع الجماعة ; نظرا لنيته الطيبة .

والحالة الثانية :

أن يكون تخالفه عن الصلاة مع الجماعة لغير عذر ;

فهذا إذا صلى وحده , تصح صلاته عند الجمهور , لكنه يخسر أجرا عظيما وثوابا جزيلا ,

لأن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة ,

وكذلك يفقد أجر الخطوات التي يخطوها إلى المسجد ,

ومع خسرانه لهذا الثواب الجزيل يأثم إثما عظيما , لأنه ترك واجبا عليه من غير عذر ,

وارتكب منكرا يجب إنكاره عليه وتأديبه من قبل ولي الأمر , حتى يرجع إلى رشده .

13606958511.gif



أيها المسلم !

ومكان صلاة الجماعة هو المساجد , لإظهار شعار الإسلام , وما شرعت عمارة المساجد إلا لذلك ,

وفي إقامة الجماعة في غيرها تعطيل لها :

وقد قال الله تعالى : فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا

بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ

يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ

وقال تعالى : إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ

ففي هاتين الآيتين الكريمتين تنويه بالمساجد وعمارها ,

ووعد لهم بجزيل -136- الثواب , وفي ضمن ذلك ذم من تخلف عن الحضور للصلاة فيها .

وقد روي أنه : لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وعن علي رضي الله عنه مثله , وزاد :

وجار المسجد من أسمعه المنادي رواه البيقهي بإسناد صحيح .


13606958511.gif



قال ابن القيم رحمه الله : " ومن تأمل السنة حق التأمل ;

تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجماعة ,

فترك حضور المساجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر ,

وبهذا تتفق الأحاديث وجميع الآثار . .. " انتهى .

وقد توعد الله من عطل المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها ,

فقال تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا

أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

وفي إقامة صلاة الجماعة خارج المسجد تعطيل للمساجد أو تقليل من المصلين فيها ,

وبالتالي يكون في ذلك تقليل من أهمية الصلاة في النفوس ,

والله تعالى يقول : فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ

وهذا يشمل رفعها حسيا ومعنويا ; فكل ذلك مطلوب .

لكن إذا دعت حاجة لإقامة صلاة الجماعة خارج المسجد ,

كأن يكون المصلون موظفين في دائرتهم وفي مجمع عملهم , وإذا صلوا في مكانهم ,

كان أحزم للعمل , وكان في ذلك إلزام الموظفين بحضور الصلاة وإقامتها ,

ولا يتعطل من جراء ذلك المسجد الذي حولهم لوجود من يصلي فيه غيرهم ,

لعله في تلك الحال - ونظرا لهذه المبررات - لا يكون عليهم حرج في الصلاة في دائرتهم.


13606958511.gif



وأقل ما تنعقد به صلاة الجماعة اثنان ; دون الجماعة مأخوذة من الاجتماع ,

والاثنان أقل ما يتحقق به الجمع , ولحديث أبي موسى مرفوعا :

الاثنان فما فوقهما جماعة رواه ابن ماجه ,

ولحديث : من يتصدق على هذا . فقام رجل فصلى معه ,

فقال : وهذان جماعة رواه أحمد وغيره ,

ولقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث : وليؤمكما أكبركما وحكي الإجماع على هذا.

يباح للنساء حضور صلاة الجماعة في المساجد بإذن أزواجهن غير متطيبات

وغير متبرجات بزينة مع التستر التام والابتعاد عن مخالطة الرجال ,

ويكن وراء صفوف الرجال ; لحضورهن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

ويسن حضورهن مجالس الوعظ ومجالس العلم منفردات عن الرجال .

ويسن لهن أن يصلين مع بعضهن جماعة منفردات عن الرجال ,

سواء كانت إمامتهن منهن , أو يومهن رجل ;

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أم ورقة أن تجعل لها مؤذنا ,

وأمرها أن تؤم أهل دارها رواه أحمد وأهل السنن ,

وفعله غيرها من الصحابيات , ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم :

تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجه والأفضل للمسلم أن يصلي في المسجد

الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة إلا بحضوره ;

لأنه يحصل بذلك على ثواب عمارة المسجد ; فقد قال الله تعالى :

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

13606958511.gif



ثم الأفضل بعد ذلك صلاة الجماعة في المسجد الذي يكون أكثر جماعة من غيره ,

لأنه أعظم أجرا , لقوله صلى الله عليه وسلم :

صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده , وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ,

وما كان أكثر , فهو أحب إلى الله رواه أحمد وأبو داود , وصححه ابن حبان ;

ففيه أن ما كثر جمعه فهو -138- أفضل ;

لما في الاجتماع من نزول الرحمة والسكينة , ولشمول الدعاء ورجاء الإجابة ,

لا سيما إذا كان فيهم من العلماء وأهل الصلاح ,

قال تعالى : فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ

ففيه استحباب الصلاة مع الجماعة الصالحين المحافظين على الطهارة لإسباغ الوضوء .

ثم الأفضل بعد ذلك الصلاة في المسجد القديم ; لسبق الطاعة فيه على المسجد الجديد .

ثم الأفضل بعد ذلك الصلاة في المسجد الأبعد عنه مسافة ,

فهو أفضل من الصلاة في المسجد القريب , لقوله صلى الله عليه وسلم :

( أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى , وذلك بأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ,

وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة ; لم يخط خطوة ; إلا رفع له بها درجة , وحط عنه بها خطيئة ,

حتى يدخل المسجد ولقوله عليه الصلاة والسلام :

(يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم وبعض العلماء يرى أن أقرب المسجدين أولى ,

لأن له جوارا , فكان أحق بصلاته فيه , ولأنه قد ورد : لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد

ولأن تعدي المسجد القريب إلى البعيد قد يحدث عند جيرانه استغرابا , ولعل هذا القول أولى ;

لأن تخطي المسجد الذي يليه إلى غيره ذريعة إلى هجر المسجد الذي يليه ,

وإحراج لإمامه , بحيث يساء به الظن .


13606958511.gif


ومن أحكام صلاة الجماعة أنه يحرم أن يؤم الجماعة في المسجد أحد غير إمامه الراتب ,

إلا بإذنه أو عذره ; ففي " صحيح مسلم " وغيره :

ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه إلا بإذنه قال النووي :

" معناه أن صاحب البيت والمجلس وإمام المسجد أحق من غيره ,

ولأن في ذلك إساءة إلى إمام المسجد الراتب , وتنفيرا عنه , وتفريقا بين المسلمين " .

وذهب بعض العلماء إلى أنه إذا صلى بجماعة المسجد غير إمامه الراتب

بدون إذنه أو عذر شرعي يسوغ ذلك ,

أنها لا تصح صلاتهم , مما يدل على خطورة هذه المسألة , فلا ينبغي التساهل في شأنها ,

ويجب على جماعة المسلمين أن يراعوا حق إمامهم , ولا يتعدوا عليه في صلاحيته ,

كما يجب على إمام المسجد أن يحترم حقا المأمومين ولا يحرجهم .

وهكذا ; كل يراعي حق الآخر ,

حتى يحصل الوئام والتآلف بين الإمام والمأمومين , فإن تأخر الإمام عن الحضور وضاق الوقت ,

صلوا , لفعل أبي بكر الصديق وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما

حين غاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذهابه إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ,

فصلى أبو بكر رضي الله عنه , وصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس

لما تخلف النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة أخرى ,

وصلى معه النبي صلى الله عليه وسلم الركعة الأخيرة , ثم أتم صلاته وقال :

" أحسنتم "


13606958511.gif


ومن أحكام صلاة الجماعة أن من سبق له أن صلى , ثم حضر إقامة الصلاة في المسجد ;

سن له أن يصلي مع الجماعة تلك الصلاة التي أقيمت ,

لحديث أبي ذر : صل الصلاة لوقتها , فإن أقيمت وأنت في المسجد ; فصل , ولا تقل :

إني صليت , فلا أصلي رواه مسلم .

وتكون هذه الصلاة في حقه نافلة ; كما جاء في الحديث الآخر من قوله صلى الله عليه وسلم

للرجلين اللذين أمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة :

فإنهما لكما نافلة ولئلا يكون قعوده والناس يصلون ذريعة إلى إساءة الظن به

وأنه ليس من المصلين . ومن أحكام صلاة الجماعة , أنها إذا أقيمت الصلاة - أي :

إذا شرع المؤذن في إقامة الصلاة - ; لم يجز الشروع في صلاة نافلة لا راتبة

ولا تحية مسجد ولا غيرها , لقوله عليه الصلاة والسلام :

إذا أقيمت الصلاة , فلا صلاة إلا المكتوبة رواه مسلم ,

وفي رواية : فلا صلاة إلا التي أقيمت فلا تنعقد صلاة النافلة التي أحرم فيها بعد إقامة الفريضة

التي يريد أن يفعلها مع ذلك الإمام الذي أقيمت له .

قال الإمام النووي رحمه الله : " والحكمة أن يتفرغ للفريضة من أولها ,

فيشرع فيها عقب شروع الإمام , والمحافظة على مكملات الفريضة أولى من التشاغل بالناقلة ,

ولأنه نهى صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف على الأئمة , ولحصول تكبيرة الإحرام ,

ولا تحصل فضيلتها المنصوصة إلا بشهود تحريم الإمام " .

وإن أقيمت الصلاة وهو في صلاة نافلة قد أحرم بها من قبل ;

أتمها خفيفة , ولا يقطعها ; إلا أن يخشى فوات الجماعة ;

لقول الله تعالى : وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ فإن خشي فوت الجماعة , قطع النافلة ;

لأن الفرض أهم .

13606958511.gif

 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
باب في الأحكام التي تتعلق بالمسبوق

13607784751.gif



الصحيح من قولي العلماء أن المسبوق لا يدرك صلاة الجماعة ;

إلا بإدراك ركعة , فإن أدرك أقل من ذلك ; لم يكن مدركا للجماعة ,

لكن يدخل مع الإمام فيما أدرك , وله بنيته أجر الجماعة , كما إذا وجدهم قد صلوا ;

فإن له بنيته أجر من صلى في جماعة ; كما وردت به الأحاديث ;

أن من نوى الخير ولم يتمكن من فعله ; كتب له مثل أجر من فعله .

وتدرك الركعة بإدراك الركوع على الصحيح ;

لقوله صلى الله عليه وسلم : من أدرك الركوع , فقد أدرك الركعة رواه أبو داود ,

ولما في " الصحيح " من حديث أبي بكرة , وقد جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في الركوع ,

فركع دون الصف , ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الركعة ,

فدل على الاجتراء بها .

فإذا أدرك الإمام راكعا فإنه يكبر تكبيرة الإحرام قائما , ثم يركع معه بتكبيرة ثانية , هذا هو الأفضل ,

وإن اقتصر على تكبيرة الإحرام ; أجزأته عن تكبيرة الركوع ; فتكبيرة الإحرام ,

لا بد من الإتيان بها وهو قائم , وأما تكبيرة الركوع ; فمن الأفضل الإتيان بها بعدها .

وإذا وجد المسبوق الإمام على أي حال من الصلاة ; دخل معه ;

لحديث أبي هريرة وغيره : إذا جئتم إلى الصلاة , ونحن سجود , فاسجدوا ,

ولا تعدوها شيئا فإذا سلم الإمام التسليمة الثانية ; قام المسبوق ليأتي بما فاته من الصلاة ,

ولا يقوم قبل التسليمة الثانية . وما أدرك المسبوق مع إمامه ;

فهو أول صلاته على القول الصحيح , وما يأتي به بعد سلام الإمام هو آخرها ;

لقوله عليه الصلاة والسلام : وما فاتكم ;فأتموا وهو رواية الجمهور للحديث ,

وإتمام الشيء لا يأتي إلا بعد تقدم أوله , ورواية : وما فاتكم ; فاقضوا لا تخالف رواية :

" فأتموا " لأن القضاء يراد به الفعل ,

لقوله تعالى : فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ

وقوله تعالى : فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فيحمل قوله : " فاقضوا " على الأداء والفراغ . .. ,

والله أعلم .


13607784751.gif



وإذا كانت الصلاة جهرية ; وجب على المأموم أن يستمع لقراءة الإمام ,

ولا يجوز له أن يقرأ وإمامه يقرأ , لا سورة الفاتحة ولا غيرها ;

لقوله تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

قال الإمام أحمد رحمه الله : " أجمعوا على أن هذه الآية في الصلاة " .

فلو أن القراءة تجب على المأموم ; لما أمر بتركها لسنة الاستماع ,

ولأنه إذا انشغل المأموم بالقراءة ; لم يكن لجهر الإمام فائدة ,

ولأن تأمين المأموم على قراءة الإمام ينزل منزلة قراءتها ;

فقد قال تعالى لموسى وهارون : قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا

وقد دعا موسى , فقال . : رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الآية ,

وأمن هارون على دعائه , فنزل تأمينه منزلة من دعا ,

فقال تعالى : قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فدل على أن من أمن على دعاء ; فكأنما قاله

أما إذا كانت الصلاة سرية , أو كان المأموم لا يسمع الإمام ; فإنه يقرأ الفاتحة في هذه الحال ,

وبهذا تجتمع الأدلة ; أي : وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة السرية دون الجهرية .

.. والله أعلم .

13607784751.gif


ومن أحكام صلاة الجماعة المهمة وجوب اقتداء المأموم بالإمام بالمتابعة التامة له ,

وتحريم مسابقته ; لأن المأموم متبع لإمامه , مقتد به ,

والتابع المقتدي لا يتقدم على متبوعه وقدوته :

وقد قال صلى الله عليه وسلم أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام

أن يحول الله رأسه رأس , أو يجعل صورته صورة ؟ ! متفق عليه ,

فمن تقدم على إمامه ; كان كال الذي لا يفقه ما يراد بعمله ,

ومن فعل ذلك ; استحق العقوبة . وفي الحديث الصحيح :

إنما جعل الإمام ليؤتم به ; فلا تركعوا حتى يركع , ولا تسجدوا حتى يسجد

وروى الإمام أحمد وأبو داود : إنما جعل الإمام ليؤتم به , فإذا ركع ; فاركعوا ,

ولا تركعوا حتى يركع , وإذا سجد ; فاسجدوا , ولا تسجدوا حتى يسجد

وكان الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم لا يحني أحد منهم ظهره

حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا , ثم يقعون سجودا بعده .

و لما رأى عمر رضي الله عنه رجلا يسابق الإمام ; ضربه , وقال : لا وحدك صليت ,

ولا بإمامك اقتديت وهذا شيء يتساءل فيه أو يتجاهله بعض المصلين ,

فيسابقون الإمام , ويتعرضون للوعيد الشديد , بل يخشى أن لا تصح صلاتهم .

وروى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم , أنه قال :

لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالانصراف

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " مسابقة الإمام حرام باتفاق الأئمة ,

لا يجوز لأحد أن يركع قبل إمامه , ولا يرفع قبله , ولا يسجد قبله ,

وقد استفاضت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن ذلك " .

ومسابقة الإمام تلاعب من الشيطان ببعض المصلين حتى يخل بصلاته , وإلا ;

فماذا يستفيد الذي يسابق الإمام ; لأنه لن يخرج من الصلاة إلا بعد سلام الإمام ؟ !

فيجب على المسلم أن يتنبه لذلك , وأن يكون ملتزما لأحكام الائتمام والاقتداء .

نسأل الله للجميع الفقه في دينه والبصيرة في أحكامه , إنه سميع مجيب ;

فإنه من يرد الله به خيرا ; يفقهه في الدين .

13607784751.gif


المرجع / كتاب الملخص الفقهي لشيخ صالح الفوزان

الجزء الاول / قسم العبادات

 
أعلى