بسم الله الرحمن الرحيم.
كلمة مؤثرة جدًا لفضيلة الشيخ
الدكتور/ أيمن سامي.
بعنوان :
لقد فتح الملك الباب.
أُلقيت في صلاة التراويح في رمضان ليلة الحادي والعشرين عام 1431 هـ
بمجمع بدر بمحافظة الفيوم.
للاستماع للمحاضرة اضغط هنـــــــــا
وهذا تفريـــغ كامل للكلمة..
*
*
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
أيها الأحبة في الله..
في مجمع بدر بالفيوم, فيسرني أن ألتقي بحضراتكم في هذه الليلة المباركة, ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان,
من عام واحد وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة.
التي نسأل الله - عز وجل - أن تكون ليلة القدر.
نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر.
أيها الأحبة في الله...
أعيروني قلوبكم وأسماعكم لدقائق, وإن شاء الله لن أطيل على حضراتكم.
فهو موسم لصيام وقيام وتلاوة للقرآن؛ لكنها بعض كليمات حضرتها لحضراتكم وأنا أتنقل بين المشاعر بين مكة والمدينة عسى الله أن يتقبل منا أجمعين.
أحبتي في الله ...
لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
لقد فتح الملك الباب.
أي فضل وأي كرم وأي خير أعظم مما نحن فيه !!!
لقد بدأت العشر الأخيرة من رمضان,
إنها عشر .. وأي عشر !!!
إنها خير ليالي الدنيا, وفيها ليلة لا ليلة في العام كله مثلها.
إنها ليلة القدر.
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5) } [ سورة: القدر].
إنها ليلة .. وأي ليلة !!
ليلة عفو الله فيها ينزل, ومقته وغضبه يُرفع,
رحمته تنزل, وبركته تحلّ, والملائكة تتنزل دفعات دفعات, بقيادة جبريل الأمين, يسلمون على العبّاد.
ســـــــــلام عليكـــــــــم.
إنها ليلة سلم وسلام.
إنها ليلة أمن وأمان.
سلام هي حتى مطلع الفجر.
ألم أقل لحضراتكم
لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
لقد فتح الملك الباب.
...
لقد فتح الملك الباب منذ عود رمضان, والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما صح عنه في صحيح مسلم وغيره
" الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان, مكفرات ما بينهن ما لم تؤتى الكبائر"(1).
الله أكبــــــــر.
إنه موسم للمتاجرة مع الله.
وإنها لتجارة رائجة, وإنها لتجارة رابحة.
بـــخٍ بـــخٍ.
إنها الجنة تُنادي, فأبوابها مفتحة.
بـــخٍ بـــخٍ.
فالنار أبوابها مغلقة.
يــــا باغي الخير .. أقبل.
ويـــا باغي الشر .. أقصر.
ولله عتقاء من النار.
أسأل الله أن يُعتق رقابه أجمعين, ووالدينا ووالد والدينا من النار.
إنه هو البر الرحيم.
لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
لقد فتح الملك الباب.
نعم أيها الأحبة ...
في رمضان؛ فرصة للصيام والقيام.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -
" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه"(2).
الله أكبـــــر.
صومنا لهذا الشهر العظيم, وقيامنا لله - عز وجل - في صلاة التراويح مفغرة للذنوب.
الله أكبـــــر.
على كرم الله, وعفو الله.
جبال من الذنوب تغفر, جبال من العيوب تستر, يتجاوز عنها أرحم الرحماء,
ويُباهي بجمعنا أهل السماء.
فلله الفضل والمنة.
" من صام رمضان إيمانًا" : يعني إيمانًا بالله - تبارك وتعالى -
وبعض العلماء يقول: إيمانًا أي إيمانًا بإيجابه وفرضه, بأن الله فرضه وأوجبه وألزم صيامه على القادر المستطيع غير المعذور.
إيمانًا بأن الله - تبارك وتعالى أو جبه-
و " إحتساابًا" : أي طلبًا للأجر من الله - تبارك وتعالى- بنية صادقة لله, خالصة لله, لا نريد ثناءًا من أحد,
لا نريد مدحًا من أحد.. لا نريد إلا جزاء الله - تبارك وتعالى - الذي يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة إلى سبعمائة, إلى أضعاف كثيرة. والله يضاعف لمن يشاء.
" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه".
أولم أقل لكم .. لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
حتى إذا جاء موسم العفو, حتى إذا جاء العشر الأخير من رمضان,
والذي نفتتحه فيهذه الليلة,
فعشر رمضان الأخير يُفتتح بليلة إحدى وعشرين, وليس بليلة عشرين كما يظن البعض.
ومن شاء حسبها, فالعشر الثانية تبدأ من ليلة الحادي عشر.
وليلة العشر الأخيرة تبدأ بليلة واحد وعشرين.
وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها, كما أخبرت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -
كما ثبت عنها في الصحيح, والحديث الآخر في الصحيحين البخاري ومسلم, من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت
" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر؛شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله."(3).
فهذا هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشر رمضان الأخير.
هذه العشر ليست عشر مسلسلات, ليست عشر أفلام, ليست عشر ( كعك العيد), ليس عشر ( ملابس العيد), هذه عشر جدّ واجتهاد...
خســـران أي خسار؛؛ من ضيع أغلى أيام السنة, والله إنها أغلى ليالي العام.
خســـران أي خسار؛؛ من ضيعها بعيدًا عن الله - عز وجل -
في هذه الليالي بلاشك ليلة القدر, بإجماع الفقهاء والعلماء, أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد( الأئمة الفقهاء الأربعة ),
وكثير من أهل العلم, بل يكاد على هذا إجماع علماء المسلمين أن ليلة القدر في العشر الأخيرة من رمضان بلا خلاف ولا نزاع.
لكن الأئمة الفقهاء اختلفوا .. هل هي ليلة ثابتة, كما جاء عن الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - ومن قبله الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنها ليلة السابع والعشرين.
وكثير العلماء والفقهاء على أن ليلة القدر تتنقل في العشر الأخيرة من رمضان.
فتارة تكون ليلة إحدى وعشرين, وتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين, وتارة تكون ليلة خمس وعشرين وتارة تكون ليلة سبع وعشرين,
وأحيانًا ليلة تسع وعشرين.
( متنقلة ) في قول كثير من العلماء.
وقد سبق وقلت لحضراتكم إن من أهل العلم من قال إنها ليلة ثابتة, وكثير من أهل العلم على أنه متنقلة, لكي نجتهد في العشر كلها.
لكي لا نقوم في ليالي ونقعد في الأخرى, لكي لا نجتهد في الفردية بعدنا, فقد تكون بعكس ذلك لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال" التمسوها لسبع بقين, أو لخمس بقين"(4).
بقين: أي بقين من الشهر, ونحن لا ندر هل الشهر ثلاين أو تسع وعشرين.
فقد تكون ليلة زوجية, بلا أدنى تردد.
فمتى تكون الليلة زوجية ؟؟
إذا كان الشهر ثلاثين, وسبع بقين, فمتى تكون ليلة القدر في هذه الحالة؟؟
ليلة ثلاثة وعشرين .. ليلة فردية.
طيب ..
إذا كان الشهر سبع وعشرين..
فسبع بقين من تسع وعشرين .. كم تكون ؟؟
تكون ليلة اثنين وعشرين .. ليلة زوجية.
إذن؛ قد تكون ليلة القدر زوجية وقد تكون ليلة فردية, بحسب الباقي من الشهر.
وهي في الوتر من العشر الأخير أرجى.
فاجتهدوا يا عباد الله.
الجد الجد.
إنها ليلة؛ هنيئًا لمن قامها إيمانًا واحتسابًا.
في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم –
قال "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه"(5).
تخيلوا عدد الذنوب التي تغفر.. جبال من الذنوب بقيام ليلة واحدة.
"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه".
الله أكبــــر.
على كرم الله, وعفو الله.
ولا تنسوا شعار تلك الليلة
﴿ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ﴾
الله - عز وجل - عفو الحب, ويحب التجاوز, ويحب أن يسامح عباده.
عفو.. يحب العفو, فادعوه أن يعفُ عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.
ولن أنهي الكلمة حتى أنبه على ليلة إحدى وعشرين خاصة, فإنه قد ثبت في صحيح مسلم, أنها كانت ليلة القدر في إحدى السنوات.
فإلى من تباطئ وتكاسل, وقال ما زلنا في أول العشر؛ فلقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -
في النوم في الرؤيا, رأى علامتها "أنه يسجد في ما وطين"(6) - صلوات ربي وسلامه عليه -
فصلوا ليلة إحدى وعشرين, وأمطرت السماء, وسقف مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -
هل كان من الطوب أو من الخرسان ؟؟
لا ... من الطوب ولا من الخرسان .. بل كان من سعف النخل ( جريد النخل ),
فلما سقط المطر على سقف مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل الماء والطين على الأرض.
وصلى - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر, فسجد في ماءٍ وطين, فعرفوا أنها ليلة القدر في تلك السنة.
فالاجتهاد الاجتهاد.
ما يدرينا .. لعل بيننا وحولنا آلاف من الملائكة الآن!!!
والملائكة تتنزل من السماء في ليلة القدر {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
فالجد الجد.
هنيئًا لمن قام مع إمامه حتى ينصرف؛ فإنه يُكتب له أجر قيام ليلة.
الهــــــــــــوامش
(1) صحيح مسلم/ كتاب الطهارة / باب: باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر/ رقم: 233.
(2) رواه الشيخان وغيرهما..
صحيح البخاري/ كتاب: الصوم / باب: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية./ رقم: 1802.
* صحيح مسلم/ كتاب: صلاة المسافرين وحدها/ باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح/ رقم:760.
(3) رواه الشيخان وغيرهما..
* صحيح البخاري/ كتاب: صلاة التراويح باب: العمل في العشر الأواخر من رمضان./ رقم1920.
صحيح مسلم كتاب: الصوم / باب: الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان/ رقم:1174. واللفظ للبخاري.
(4) رواه البخاري وغيره..
* صحيح البخاري/ كتاب: صلاة التراويح باب: العمل في العشر الأواخر من رمضان./ رقم1918.
(5) رواه الشيخان وغيرهما,
صحيح البخاري/ كتاب الصوم/ باب: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية./ رقم: 1802.
* صحيح مسلم/ كتاب: صلاة المسافرين وحدها/ باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح/ رقم:175.
(6) رواه الشيخان وغيرهما,,
* صحيح البخاري/ كتاب الاعتكاف/ باب: الاعتكاف في العشر الأواخر، والاعتكاف في المساجد كلها./ رقم: 1923.
* صحيح مسلم/ كتاب: الصوم/ باب: فضل ليلة القدر، والحث على طلبها.
كلمة مؤثرة جدًا لفضيلة الشيخ
الدكتور/ أيمن سامي.
بعنوان :
لقد فتح الملك الباب.
أُلقيت في صلاة التراويح في رمضان ليلة الحادي والعشرين عام 1431 هـ
بمجمع بدر بمحافظة الفيوم.
للاستماع للمحاضرة اضغط هنـــــــــا
وهذا تفريـــغ كامل للكلمة..
*
*
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
أيها الأحبة في الله..
في مجمع بدر بالفيوم, فيسرني أن ألتقي بحضراتكم في هذه الليلة المباركة, ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان,
من عام واحد وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة.
التي نسأل الله - عز وجل - أن تكون ليلة القدر.
نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر.
أيها الأحبة في الله...
أعيروني قلوبكم وأسماعكم لدقائق, وإن شاء الله لن أطيل على حضراتكم.
فهو موسم لصيام وقيام وتلاوة للقرآن؛ لكنها بعض كليمات حضرتها لحضراتكم وأنا أتنقل بين المشاعر بين مكة والمدينة عسى الله أن يتقبل منا أجمعين.
أحبتي في الله ...
لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
لقد فتح الملك الباب.
أي فضل وأي كرم وأي خير أعظم مما نحن فيه !!!
لقد بدأت العشر الأخيرة من رمضان,
إنها عشر .. وأي عشر !!!
إنها خير ليالي الدنيا, وفيها ليلة لا ليلة في العام كله مثلها.
إنها ليلة القدر.
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5) } [ سورة: القدر].
إنها ليلة .. وأي ليلة !!
ليلة عفو الله فيها ينزل, ومقته وغضبه يُرفع,
رحمته تنزل, وبركته تحلّ, والملائكة تتنزل دفعات دفعات, بقيادة جبريل الأمين, يسلمون على العبّاد.
ســـــــــلام عليكـــــــــم.
إنها ليلة سلم وسلام.
إنها ليلة أمن وأمان.
سلام هي حتى مطلع الفجر.
ألم أقل لحضراتكم
لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
لقد فتح الملك الباب.
...
لقد فتح الملك الباب منذ عود رمضان, والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما صح عنه في صحيح مسلم وغيره
" الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان, مكفرات ما بينهن ما لم تؤتى الكبائر"(1).
الله أكبــــــــر.
إنه موسم للمتاجرة مع الله.
وإنها لتجارة رائجة, وإنها لتجارة رابحة.
بـــخٍ بـــخٍ.
إنها الجنة تُنادي, فأبوابها مفتحة.
بـــخٍ بـــخٍ.
فالنار أبوابها مغلقة.
يــــا باغي الخير .. أقبل.
ويـــا باغي الشر .. أقصر.
ولله عتقاء من النار.
أسأل الله أن يُعتق رقابه أجمعين, ووالدينا ووالد والدينا من النار.
إنه هو البر الرحيم.
لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
لقد فتح الملك الباب.
نعم أيها الأحبة ...
في رمضان؛ فرصة للصيام والقيام.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -
" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه"(2).
الله أكبـــــر.
صومنا لهذا الشهر العظيم, وقيامنا لله - عز وجل - في صلاة التراويح مفغرة للذنوب.
الله أكبـــــر.
على كرم الله, وعفو الله.
جبال من الذنوب تغفر, جبال من العيوب تستر, يتجاوز عنها أرحم الرحماء,
ويُباهي بجمعنا أهل السماء.
فلله الفضل والمنة.
" من صام رمضان إيمانًا" : يعني إيمانًا بالله - تبارك وتعالى -
وبعض العلماء يقول: إيمانًا أي إيمانًا بإيجابه وفرضه, بأن الله فرضه وأوجبه وألزم صيامه على القادر المستطيع غير المعذور.
إيمانًا بأن الله - تبارك وتعالى أو جبه-
و " إحتساابًا" : أي طلبًا للأجر من الله - تبارك وتعالى- بنية صادقة لله, خالصة لله, لا نريد ثناءًا من أحد,
لا نريد مدحًا من أحد.. لا نريد إلا جزاء الله - تبارك وتعالى - الذي يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة إلى سبعمائة, إلى أضعاف كثيرة. والله يضاعف لمن يشاء.
" من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه".
أولم أقل لكم .. لقد فتح الملك الباب.
ولم يقم عليه حجّاب.
فمن شاء دخل بلا ارتياب.
وترقى في الأسباب.
وحاز الأجر والثواب.
حتى إذا جاء موسم العفو, حتى إذا جاء العشر الأخير من رمضان,
والذي نفتتحه فيهذه الليلة,
فعشر رمضان الأخير يُفتتح بليلة إحدى وعشرين, وليس بليلة عشرين كما يظن البعض.
ومن شاء حسبها, فالعشر الثانية تبدأ من ليلة الحادي عشر.
وليلة العشر الأخيرة تبدأ بليلة واحد وعشرين.
وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها, كما أخبرت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -
كما ثبت عنها في الصحيح, والحديث الآخر في الصحيحين البخاري ومسلم, من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت
" كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر؛شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله."(3).
فهذا هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشر رمضان الأخير.
هذه العشر ليست عشر مسلسلات, ليست عشر أفلام, ليست عشر ( كعك العيد), ليس عشر ( ملابس العيد), هذه عشر جدّ واجتهاد...
خســـران أي خسار؛؛ من ضيع أغلى أيام السنة, والله إنها أغلى ليالي العام.
خســـران أي خسار؛؛ من ضيعها بعيدًا عن الله - عز وجل -
في هذه الليالي بلاشك ليلة القدر, بإجماع الفقهاء والعلماء, أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد( الأئمة الفقهاء الأربعة ),
وكثير من أهل العلم, بل يكاد على هذا إجماع علماء المسلمين أن ليلة القدر في العشر الأخيرة من رمضان بلا خلاف ولا نزاع.
لكن الأئمة الفقهاء اختلفوا .. هل هي ليلة ثابتة, كما جاء عن الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - ومن قبله الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنها ليلة السابع والعشرين.
وكثير العلماء والفقهاء على أن ليلة القدر تتنقل في العشر الأخيرة من رمضان.
فتارة تكون ليلة إحدى وعشرين, وتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين, وتارة تكون ليلة خمس وعشرين وتارة تكون ليلة سبع وعشرين,
وأحيانًا ليلة تسع وعشرين.
( متنقلة ) في قول كثير من العلماء.
وقد سبق وقلت لحضراتكم إن من أهل العلم من قال إنها ليلة ثابتة, وكثير من أهل العلم على أنه متنقلة, لكي نجتهد في العشر كلها.
لكي لا نقوم في ليالي ونقعد في الأخرى, لكي لا نجتهد في الفردية بعدنا, فقد تكون بعكس ذلك لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال" التمسوها لسبع بقين, أو لخمس بقين"(4).
بقين: أي بقين من الشهر, ونحن لا ندر هل الشهر ثلاين أو تسع وعشرين.
فقد تكون ليلة زوجية, بلا أدنى تردد.
فمتى تكون الليلة زوجية ؟؟
إذا كان الشهر ثلاثين, وسبع بقين, فمتى تكون ليلة القدر في هذه الحالة؟؟
ليلة ثلاثة وعشرين .. ليلة فردية.
طيب ..
إذا كان الشهر سبع وعشرين..
فسبع بقين من تسع وعشرين .. كم تكون ؟؟
تكون ليلة اثنين وعشرين .. ليلة زوجية.
إذن؛ قد تكون ليلة القدر زوجية وقد تكون ليلة فردية, بحسب الباقي من الشهر.
وهي في الوتر من العشر الأخير أرجى.
فاجتهدوا يا عباد الله.
الجد الجد.
إنها ليلة؛ هنيئًا لمن قامها إيمانًا واحتسابًا.
في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم –
قال "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه"(5).
تخيلوا عدد الذنوب التي تغفر.. جبال من الذنوب بقيام ليلة واحدة.
"من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا, غفر له ما تقدم من ذنبه".
الله أكبــــر.
على كرم الله, وعفو الله.
ولا تنسوا شعار تلك الليلة
﴿ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ﴾
الله - عز وجل - عفو الحب, ويحب التجاوز, ويحب أن يسامح عباده.
عفو.. يحب العفو, فادعوه أن يعفُ عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.
ولن أنهي الكلمة حتى أنبه على ليلة إحدى وعشرين خاصة, فإنه قد ثبت في صحيح مسلم, أنها كانت ليلة القدر في إحدى السنوات.
فإلى من تباطئ وتكاسل, وقال ما زلنا في أول العشر؛ فلقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -
في النوم في الرؤيا, رأى علامتها "أنه يسجد في ما وطين"(6) - صلوات ربي وسلامه عليه -
فصلوا ليلة إحدى وعشرين, وأمطرت السماء, وسقف مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -
هل كان من الطوب أو من الخرسان ؟؟
لا ... من الطوب ولا من الخرسان .. بل كان من سعف النخل ( جريد النخل ),
فلما سقط المطر على سقف مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - نزل الماء والطين على الأرض.
وصلى - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر, فسجد في ماءٍ وطين, فعرفوا أنها ليلة القدر في تلك السنة.
فالاجتهاد الاجتهاد.
ما يدرينا .. لعل بيننا وحولنا آلاف من الملائكة الآن!!!
والملائكة تتنزل من السماء في ليلة القدر {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
فالجد الجد.
هنيئًا لمن قام مع إمامه حتى ينصرف؛ فإنه يُكتب له أجر قيام ليلة.
الهــــــــــــوامش
(1) صحيح مسلم/ كتاب الطهارة / باب: باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر/ رقم: 233.
(2) رواه الشيخان وغيرهما..
صحيح البخاري/ كتاب: الصوم / باب: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية./ رقم: 1802.
* صحيح مسلم/ كتاب: صلاة المسافرين وحدها/ باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح/ رقم:760.
(3) رواه الشيخان وغيرهما..
* صحيح البخاري/ كتاب: صلاة التراويح باب: العمل في العشر الأواخر من رمضان./ رقم1920.
صحيح مسلم كتاب: الصوم / باب: الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان/ رقم:1174. واللفظ للبخاري.
(4) رواه البخاري وغيره..
* صحيح البخاري/ كتاب: صلاة التراويح باب: العمل في العشر الأواخر من رمضان./ رقم1918.
(5) رواه الشيخان وغيرهما,
صحيح البخاري/ كتاب الصوم/ باب: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية./ رقم: 1802.
* صحيح مسلم/ كتاب: صلاة المسافرين وحدها/ باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح/ رقم:175.
(6) رواه الشيخان وغيرهما,,
* صحيح البخاري/ كتاب الاعتكاف/ باب: الاعتكاف في العشر الأواخر، والاعتكاف في المساجد كلها./ رقم: 1923.
* صحيح مسلم/ كتاب: الصوم/ باب: فضل ليلة القدر، والحث على طلبها.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع