هذه السنة للمبالغة في ستر المرأة , فكانت النساء في الزمن الأول لا يخرجن إلا بالليل فقط .
وفي زماننا هذا قد هجرت تلك السنة حتى حل محلها بدعة خطيرة , ألا وهي انتشار النساء في شوارع المسلمين ومساجدهم بالليل والنهار , ولغير ضرورة , إلا التفكه , والترويح وضياع الأوقات , وضياع الأموال في الأسواق , وفتنة الرجال .
وانتشرت بدعة أخرى وبخاصة في مساجد بعض البلاد الإسلامية أعادها الله للكتاب والسنة , ألا وهي إعطاء الدروس من النساء للنساء في المساجد , وفي الغالب تحدث الفتن بسبب جهل التي تُدرّس , أو بسبب دخولها في أبواب من العلم قد كان عمر رضي الله عنه يجمع أهل بدر لمثلها , وأصبحت هذه المرأة تحكم في بيوت المسلمين بفتاواها .
بل من العجب أن يُصدر بعض جهلة الرجال عن فتواها , وأصبح المسجد حجة لخروج المرأة من بيتها .
ومن العجب أن تسافر المرأة من بلد إلى بلد بحجة أنها تلقي بعض الدروس , أو تسمعها من الشيخ فلان , وربما سافرت بلا محرم . والله المستعان .
وقد وردت نصوص في خروج المرأة للمساجد مقيدة بالليل , والثابت من فعل الصحابيات أنهنّ كنّ يخرجنّ لصلاتي الصبح والعشاء فقط .
وإليكم بعض النصوص الواردة في ذلك :
* عن ابن عمر قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد , فقيل لها : لم تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : وما يمنعه أن ينهاني ؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا إماء الله مساجد الله . [صحيح البخاري].
* وعن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد )) [صحيح البخاري] .
وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال : { باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس } . وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول . [البخاري ومسلم]
يقول المؤلف : الحجة في هذا الحديث قول عمر : نام النساء .
وذكر بسنده : عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن )) [صحيح البخاري] وهذا يدل على أن للرجل منع زوجته من الذهاب للمساجد بالنهار .
وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال : { باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد }
* ثم ذكر بسنده إلى عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس , فينصرفن نساء المؤمنين لا يُِعرفن من الغلس , أو لا يعرف بعضهنّ بعضاً . [صحيح البخاري]
وكانت النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخرجن لحاجتهنّ بالليل , فقد بوّب البخاري فقال : ( باب خروج النساء لحوائجهنّ ).
وربما تحتج كثير من النساء الآن بأنها تخرج لحاجتها . ولكن هل من حاجتها أن تمشي في الأسواق حتى منتصف الليل ؟! أو هل من حاجتها أن تسمر بعد العشاء للفجر في عرس كله منكرات ؟! إن الأمر بحاجة إلى تقوى الله عز وجل وخوف منه سبحانه وتعالى .
* وقد بوّب مسلم رحمه الله على هذه الأحاديث فقال : ( باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج متطيبة )
* وذكر بسنده عن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل )
[صحيح مسلم]
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( أيّما امرأة أصابت بخوراً , فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )) رواه مسلم.
وقد عظمت الفتنة , فبعض النساء لا يتقينّ الله , يتطيبنّ بأفخر العطور وهنّ ذاهبات للمساجد , وحجابهنّ أصبح حجاب التبرج والزينة والفتنة , وأصواتهنّ أعلى من أصوات الرجال , وطريقهنّ أصبح وسط الطريق , ولذا كثرت الفتن التي بسببها جاز أن تُمنع النساء من المساجد إذا تيقن الفتنة .
* ففي صحيح مسلم – رحمه الله – عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهنّ المسجد , كما مُنعت نساء بني إسرائيل .
قال فقلتُ لعمرةَ : أنساءُ بني إسرائيلَ منعنّ المسجدَ ؟ قالت : نعم .
[صحيح مسلم]
(التفاؤل والكلمة الطيبة)* روى مسلم عن أنس بن مالك عن النبي قال: { لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل } قال: قيل وما الفأل؟ قال: { الكلمة الطيبة }. مسلم
علاج التطير:
وقد شفى النبي أمته في الطيرة حيث سُئل عنها فقال: (( ذاك شيءٌ يجدُه أحدُكم في نفسِه، فلا يصدَّنكم )) [صحيح مسلم]
واعلم أن التطير إنما يضر من أشفق منه وخاف، وأما من لم يبال به ولم يعبأ به شيئاً لم يضره البتة ولاسيما إن قال عند رؤية ما يتطير به أو سماعه: (( اللهم لا طير إلا طيرك، ولاخير إلا خيرك، ولا إله غيرك، اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يذهب بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك )). الراوي: عبدالله بن عمرو - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3/54 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
فالطيرة باب من الشرك، وإلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته يكبر ويعظم شأنها على من أتبعها نفسه واشتغل بها وأكثر العناية بها. وتذهب وتضمحل عمن لم يلتفت إليها ولا ألقى إليها باله ولا شغل بها نفسه وفكره.
1 -عدم الرضا بقضاء الله وقدره. وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنه لم يكن أكبر منه، فأنت تجد رجلين أصيبا بمصيبة واحدة أحدهما فرحاً مسروراً، والآخر مغموماً مقهوراً محسوراً.
2 -عدم مشاهدة نعمة الله عليه في نفسه وأهله. قال رسول الله : { من أصبحَ منكم مُعافًى في جسدِهِ آمنًا في سِرْبِهِ عندَه قُوتُ يومِه فكأنَّما حِيزَتْ لهُ الدنيا بحذافيرِها }. الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: فتح القدير - الصفحة أو الرقم: 2/44 خلاصة حكم المحدث: صحيح
3 -سوء الظن بالله جل وعلا. واعتراضه على أمره وحكمه وحكمته، فيرى أن فلاناً أعطى ما لا يستحق من المال والولد، وأنه أحق بهذا منه..
4 -جعل الدنيا أكبر همه. روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : { من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له }. الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2465 خلاصة حكم المحدث: صحيح
5 -النظر إلى من فوقه ومن فضل عليه. روى البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله قال: { إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه }.
روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم }، قال أبو معاوية : " عليكم " .
6 -سوء الظن بالآخرين وأنهم لا يستحقون ما حصلوا عليه فهم لا يفضلونه بشيء.
7 -الجهل وضعف العقل.
8 -ضعف الإيمان وقلة ذكر الله تعالى.
وقال الحليمي: (( التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال )) ..
*(قم باحياء سنة "الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم" )*
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( من تعارَّ من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال : اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته ))
[رواه البخاري]
*(قم باحياء سنة "نفض الفراش قبل النوم" )*
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا أوى أحدُكم إلى فراشِه ، فليأخذْ داخِلةَ إزارِه ، فلينفُضْ بها فراشَه ، وليسمِّ اللهَ . فإنه لا يعلمُ ما خلَفه بعده على فراشِه . فإذا أراد أن يضطجعَ ، فليضطجعْ على شقِّه الأيمنِ . وليقلْ : سبحانك اللهمَّ ! ربي بك وضعتُ جنبي . وبك أرفعُه . إن أمسكتَ نفسي ، فاغفرْ لها . وإن أرسلتَها ، فاحفظْها بما تحفظُ به عبادَك الصالحين . وفي روايةٍ : بهذا الإسنادِ . وقال : ثم ليقلْ : باسمِك ربي وضعتُ جنبي . فإن أحييتَ نفسي ، فارحمْها ))
[صحيح مسلم]
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه نهى أن يشرب الرجل قائما ، قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟
فقال : ذاك أشَرُّ أو أَخبثُ ))
[صحيح مسلم]
*(سؤال الله من فضله عند سماع صوت الديك والاستعاذة من الشيطان
عند سماع نهيق الحمار)*
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت مَلَكَاً وإذا سمعتم نهيق الحمار
فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شَيطاناً ))
رواه البخاري ومسلم.
التعليق :
* قال القاضي عياض : "سببهُ رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص" و قال أيضاً :
" وفائدة الأمر بالتعوذ لما يُخشى من شر الشيطان وشر وسوسته
فيلجأ إلى الله في ذلك".أ.هـ
قال معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : (( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم )) الراوي: معاذ بن جبل المحدث:الألباني - المصدر: [صحيح الترمذي : 2616] خلاصة حكم المحدث: صحيح
" فبهذا المخلوق الصغير يعبر الإنسان عن بغيته ويفصح عن مشاعره به يطلب حاجته ويدافع عن نفسه ويعبر عن مكنون فؤاده .... يحادث جليسه ويؤانس رفيقه وبه السقطة والدنو والرفعة والعلو "
|[ 40 درساً لمن أدرك رمضان لعبدالملك القاسم ص 83 ]|.
قال صلى الله عليه وسلم : (( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )). [صحيح البخاري]
قال الشاعر : احذر لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنـك إنـه ثعبـان والله إن الموت زلة لفظـة *** فيها الهلاك وكلها خسران
" كم من صائم أفسد صومه يوم فسد لسانه وساء منطقه واختل لفظه ؟ ليس المقصود من الصيام الجوع و الظمأ بل التهذيب والتأديب . في اللسان أكثر من عشرة أخطاء إذا لم يتحكم فيه . من عيوبه الكذب والغيبه والنميمة والبذاء والسب والفحش والزور واللعن والسخرية والاستهزاء وغيرها "
|[ ثلاثون درساً للصائمين لعائض القرني ص 30-31 ]|
والمسلم الحق هو كما قال صلى الله عليه وسلم : (( من سلم المسلمون من لسانه ويده )) الراوي: أبو هريرة و عبدالله بن عمرو - المحدث:الألباني - المصدر: [الإيمان لابن تيمية : 3] خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن رضوانِ اللهِ لا يُلقي لها بالًا يرفعُه اللهُ بها درجاتٍ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سخطِ اللهِ لا يُلقي لها بالُا يَهوي بها في جهنَّمَ )) والعياذ بالله .
[صحيح البخاري]
إذًا ماهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام ؟
هديه صلى الله عليه وسلم في الكلام هو :
أولاً : أنه نهى عن الصمت إلى الليل . عن علي رضي الله عنه قال : حفظت عن رسول صلى الله عليه وسلم : (( لا يتم بعد احتلام ولاصمات يوم إلى الليل )) أي سكوت يوم إلى الليل . الراوي : علي بن أبي طالب - المحدث:الألباني - المصدر: [صحيح الجامع : 7609] خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي الحديث قلتُ لِجابِرِ بنِ سَمُرةَ رضِي اللَّه عنهُ : أَكنتَ تُجالسُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالَ : (( نعم ، وَكانَ طويلَ الصَّمتِ ، قليلَ الضَّحِك ، وَكانَ أصحابُه ربما يناشِدون الشِّعرَ في المسجدِ ، وذكَروا أمورَهم في الجاهليَّةِ وهم يضحَكونَ ، ورُبَّما ابتَسَمَ معهُم )). الراوي: جابر بن سمرة - المحدث:ابن حجر العسقلاني - المصدر: [نتائج الأفكار : 1/300] خلاصة حكم المحدث: حسن
كيف نوفق بين الأول والثاني ؟
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصمت ويتكلم عند الحاجة .
ثالثاً : من صفات كلامه صلى الله عليه وسلم :
أولاً: أنه أُوتي جوامع الكَلِم : قال صلى الله عليه وسلم : (( بعثتُ بجوامعِ الكَلِم ونُصرت بالرعب )) [رواه الشيخان].
والمقصود بجوامع الكَلِم :
قال النووي رحمه الله ، قال الهروي : يعني به القرآن الكريم ، جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني .
[شرح مسلم 5/5]
ثانياً: عن أنس رضي الله عنه قال : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ (( يعيدُ الكلمةَ ثلاثًا لتُعقَلَ عنْهُ )) .. الراوي: أنس بن مالك- المحدث:الألباني - المصدر: [مختصر الشمائل:192] خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثالثاً: عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَسرُدُ سَرْدَكم هذا ، ولكنه كان يتكلَّمُ بكلامٍ بَيّنٍ فَصْلٍ يحفظُه من جلَس إليه )) .. الراوي: عائشة أم المؤمنين- المحدث:الألباني - المصدر: [مختصر الشمائل:191] خلاصة حكم المحدث: صحيح
والمقصود بالفصل هو : " عدم الموالاة بين الجمل بل يفصل بعضها عن بعض "
[أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل لابن حجر الهيتمي بتصرف ص 3.3]
رابعاً: وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثاً لو عدّه العادّ لأحصاه )) [صحيح البخاري]
كناية عن عدم كثرة الحديث.
خامساً: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (( كان في كلامه ترتيلٌ أو ترسيلٌ )) ، أي لا يعجل بكلامه صلى الله عليه وسلم . الراوي: جابر بن عبدالله - المحدث:السيوطي - المصدر: [الجامع الصغير: 6495] خلاصة حكم المحدث: صحيح
سادساً: عن جابر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا وإنَّ من أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقون قالوا يا رسولَ اللَّهِ قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهِقونَ قالَ المتكبِّرونَ )) .. الراوي: جابر بن عبدالله - المحدث:الألباني - المصدر: [صحيح الترمذي : 2018] خلاصة حكم المحدث: صحيح
الثرثار : كثير الكلام تكلفاً. المتشدق : المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه. المتفيهق : من الفهق وهو الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره.
ثانياً:
عن رجل قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فتعثرت دابته فقلت : تعس الشيطان فقال : (( لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول : بقوتي ،
ولكن قل : بسم الله ، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب )) .. الراوي: رجل - المحدث: الألباني - المصدر: [صحيح أبي داود : 4982] خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثالثاً: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إذا قال الرجل ُ: هلك الناسُ فهو أهلكهُم )) ..
[صحيح مسلم] و [صحيح أبي داود : 4983]
قال مالك :
إذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس – يعني في أمر دينهم – فلا أرى به بأساً وإذا قال ذلك عجباً وتصاغراً للناس فهو المكروه الذي نهى عنه. [صحيح أبو داود 4169]..
--------------------
هدْيهِ صلى الله عليه وسلم في الكلام من ** صيد الفوائد ** لـ مسير الظفيري .. مع بعض التعديل .. }
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إني لا آكُلُ مُتَّكِئًا )) .
[صحيح البخاري] .
قال ابن القيم : والاتكاء على ثلاثة أنواع : أحدها : الاتكاء على الْجَنْب . والثاني : الـتَّرَبّع . والثالث : الاتكاء على إحدى يديه ، وأكله بالأخرى . والثلاث مذمومة . اهـ . وربما جَلَس على رُكبتيه .
قال ابن حجر : فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر قَالَ : أَهْدَيْت لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاة ، فَجَثَا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُل ، فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيّ : مَا هَذِهِ الْجِلْسَة ؟ فَقَالَ :
(( إِنَّ اللَّه جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلنِي جَبَّارًا عَنِيدًا )) . قَالَ اِبْن بَطَّالٍ : إِنَّمَا فَعَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا لِلَّهِ . اهـ .
الراوي: عبدالله بن بسر - المحدث: الألباني - المصدر: [صحيح ابن ماجه : 2658] خلاصة حكم المحدث: صحيح
وربما جلس القرفصاء ، وهو أن يجلس على قدميه ناصِبًا ساقيه ، وهو الإقعاء . قال أنس رضي الله عنه : رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْعِيًا يَأْكُل تَمْرًا .
[صحيح مسلم] .
قال النووي : مُقْعِيًا : أَيْ جَالِسًا عَلَى أَلْيَتَيْهِ نَاصِبًا سَاقَيْهِ . جلسة القرفصاء : أن يجلس على قدميه ناصِبًا ساقيه . قال ابن منظور في لسان العرب :
القرفصا : هو أن يجلس على أليتيه ويلزق فخذيه ببطنه ويحتبي بيديه .
والأمر في ذلك واسِع ، والمقصود تقريب صورة جلسته عليه الصلاة والسلام .
[font="]جزاكم الله الفردوس الأعلى[/font][font="]
[/font][font="]كتب الله اجره بموازين حسناتكم[/font][font="] [/font][font="][/font]