ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
هدهد سليمان & كلب أهل الكهف & طير عيسى & بقرة بنى إسرائيل & نملة سليمان & ناقة صالح & طير إبراهيم & الطير الأبابيل
كلب أهل الكهف
أنا كلب أهل الكهف ..
أنا الكلب الذى كان في شرف مصاحبة الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى ..
و لكن من هم أهل الكهف و ما هى قصتى معهم ؟
دعونى أحك لكم قصتنا من البداية إلى النهاية ..
فى زمان بعيد ..
و فى مكان يسمى مدينة أفسوس كان يعيش حاكم طاغية جبار …
و كان كافرا يجبر الناس على عبادة غير الله
و من يتجرأ على إعلان إيمانه بالله كان يعذبه عذابا شديدا ..
و فى هذه المدينة كان يعيش مجموعة من الفتيان آمنوا بالله و أنكروا على قومهم عبادة الأصنام و السجود لغير الله ..
هؤلاء الفتية المؤمنون هم الذين صحبتهم منذ رأيتهم و قضيت حياتى كلها بعد ذلك فى خدمتهم
تابعا أمينا لهم أينما ذهبوا
و قد شرفنى الله بصحبتهم حتى توفانى معهم ذات يوم
ثم بعثنا من الموت بعد 309 من السنوات ..
منذ تعرفت الفتيان المؤمنين و انا أراهم يجتمعون سرا فى بيت أحدهم و يعبدون الله خوفا من بطش الحاكم الجبار ..
و ذات يوم علم الحاكم بأمر الفتية المؤمنين فغضب غضبا شديدا
و أرسل حراسه فقبضوا عليهم
و أحضرهم إليه فأخذ يتهددهم و يتوعدهم بالعذاب و القتل إذا لم يرجعوا عن دينهم و يتجهوا إلى عبادة الأصنام ..
و رفض الفتية المؤمنون أن يتراجعوا عن إيمانهم بالله فأعطاهم الحاكم مهلة ..
و رأيت الفتية المؤمنين و هم يخرجون من قصر الحاكم الجبار و الحيرة تملأ نفوسهم ..
و فى الليل اجتمع الفتية المؤمنون و تناقشوا في أمرهم
ثم قرروا الرحيل من مدينة أفسوس كلها ..
سار الفتية المؤمنون ليلا و سرت خلفهم أحرسهم و هناك خارج المدينة وجدوا كهفا مهجورا فى باطن الجبل فدخلوه
و بعد أن استراحوا قليلا من عناء الرحلة أكلوا و أطعمونى معهم ..
ثم بدأ الفتية المؤمنون يعبدون الله و بقيت أنا على باب الكهف أحرسه من أى غريب قد تسول له نفسه دخوله
و بعد أن عبدوا الله طويلا قالوا : نستريح قليلا ثم ننهض لنواصل عبادتنا لله
كان الفتية متعبين جدا فناموا فى داخل الكهف
و كنت انا أيضا متعبا
فنمت على باب الكهف
لأحرسهم
و لم تمض لحظات حتى استغرقنا نحن جميعا فى نوم عميق
و مضت ليلة ثم نهار ثم ليل ثم نهار ….
ثم مضى عام و عام فعشرة أعوام فمائة عام حتى اكتمل عدد السنوات التى نمناها ثلاثمائة و تسعة أعوام
و ذات يوم بعثنا الله من مرقدنا
استيقظنا جميعا من نومنا …
سأل أحد الفتيان : كم من الوقت نمنا ؟
فرد عليه آخر : نمنا يوما أو بعض يوم ..
كنا جميعا جائعين فقرر الفتية إرسال أحدهم بالنقود إلى المدينة لشراء طعام
و استطلاع أمر الحاكم الطاغية
فسرت خلف الفتى الذى ذهب لشراء الطعام فى شوارع المدينة
التى كنت أظن أننا تركناها بالأمس
لكن المدينة كانت قد تغيرت تماما
عما تركناها عليه
قبضوا علينا و قادونا إلى الحاكم
و هناك بانت الحقيقة .. لقد نمنا فى كهفنا ثلاثمائة و تسع من السنوات
ذهب خلالها الحاكم الكافر
و جاء بعده حكام كثيرون و كان الحاكم الذى يحكم المدينة حاكم مؤمن
سرعان ما تذكر قصة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم إلى كهف فى الجبل
و ناموا كل هذه المدة
و جاء الحاكم و عدد كبير من أهل المدينة معنا
ليروا زملاءنا
فسبقناهم إلى داخل الكهف..
و هناك نمنا جميعا
توفانا الله تعالى بعد أن أعثر علينا أهل المدينة
لنكون عبرة و عظة للأجيال التى ستأتى بعدنا
و شاهدا على أن الله قادر على البعث و الإحياء من الموت ..
و قد ذكرت قصة أهل الكهف و كلبهم فى سورة باسمهم فى القرآن الكريم
هى سورة الكهف و هذه هى الآية التى ذكر فيها كلب أهل الكهف :
” وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)
--------------------------------------------------------------------------------
طير عيسى...
أنا طير عيسى …
أنا طير عيسى …
أنا الطير الذى صوره عيسى من الطين بيديه ثم نفخ فيه فكان طيرا بإذن الله …
و لكن لماذا صورنى عيسى ؟
و لماذا نفخ فى فكنت طيرا بإذن الله تعالى ؟
إن لذلك قصة طريفة ، تعالوا لنتعرفها ..
قبل أن يأتى عيسى إلى الدنيا .. قبل أن يولد ..
و قبل أن يبعثه الله إلى قومه برسالته ، كنت قطعة من الطين الأرضى فى حديقة قريبة من المسجد الأقصى ..
و كان الناس فى ذلك العصر يقدسون كل شئ مادى ..
كانوا يعبدون الذهب و الفضة و النقود
و لا يهتمون كثيرا بأى مظهر من مظاهر الحياة الروحية
ثم جاء عيسى عليه السلام إلى الوجود
و بعثه الله برسالته إلى قومه من اليهود ..
و بدأ كل شئ يتغير …..
جاء عيسى بدعوة تعلى من شأن الروح على الجسد ..
كانت دعوة عيسى هى
الشفافية و الطهر و النقاء و الروحانية
كنت انا طينا أرضيا جامدا لا حياة فيه و لا حركة
فشعرت بأن الروح تدب في
و الحركة تسرى فى حياتي
بمجرد أن لمستنى أقدام عيسى عليه السلام
و كثيرا ما كان عيسى عليه السلام يمر فوقى و هو فى طريقه لدعوة قومه إلى الإيمان بالله
و إلى ترك عبادة الذهب …
و ذات يوم كان عيسى يسير مع بعض أتباعه من تلاميذه
و كان معهم آخرون ممن جاءوا ليستمعوا إلى دعوته أو يشاهدوا معجزاته التى سمعوا عنها
من شفاء عيسى عليه السلام للأمراض ، و إحياء الموتى بإذن الله تعالى
و توقف عيسى فى الحديقة التى كنت أنا قطعة منها ..
و كانت الحديقة تمتلئ بأشجار الفواكه الناضجة و الزهور المتفتحة الناضرة ..
و بدأ عيسى عليه السلام يحدث قومه و أتباعه و مريديه عن جوهر رسالته السماوية
قال لهم عيسى : إن الروح أهم و أعلى من الجسد
و إن الجسد بلا روح لا قيمة له
لأنه يتحول إلى تراب
و استمع الحاضرون إلى حديثه باهتمام
لكن بدا عليهم أنهم لم يفهموا ما حدثهم عيسى عنه
و هنا قال لهم عيسى : سوف أوضح كلامى بمثال عملى ترونه الآن بأعينكم ..
بسط عيسى قبضته الشريفة و مال على الأرض ..
قبض قطعة من الطين .. و كنت أنا هذه القبضة من الطين التى تشرفت بملامسة يد عيسى عليه السلام ..
ثم راح عيسى يسوى الطين و يصنع منه نشيئا دمية من الطين على شكل طائر ..
و بعد أن اكتمل الطائر رفعه عيسى بين يديه و أراه للحاضرين قائلا :
هل ترون هذا الطائر من الطين ؟
قالوا : نعم
فقال لهم عيسى : هل ترون قيمة لهذا الطين بغير روح ؟
هل يستطيع هذا الطين أن يحلق فى الفضاء ؟
فقالوا : لا
قرب عيسى فمه منى أنا قطعة الطين التى صرت على شكل طائر ثم نفخ من روحه في
فصرت طيرا حيا بإذن الله تعالى و رحت أضرب الهواء بجناحى مرفرفا في سعادة …
تحولت بإذن الله على يدى عيسى بن مريم من طين لا روح فيه إلى طير تدب فيه الحياة ..
و شاهد الحاضرون المعجزة فاعترفوا لعيسى بأن الروح أهم من الجسد
و أن الجسد بلا روح لا قيمة له
و أطلقنى عيسى من يديه فرحت أضرب الهواء مرفرفا بجناحى و أرتفع إلى أعلى ..
و قد حكى القرآن الكريم هذا الموقف فى هذه الآية الكريمة بسورة المائدة :
” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (1)
--------------------------------------------------------------------------------
هدهد سليمان
أنا الهدهد الحكيم ..
أنا هدهد سليمان عليه السلام ..
و لى مع نبي الله سليمان قصة طريفة دعونى أحكها لكم ..
كان سليمان يجيد التحدث بلغة الطيور و الحيوانات فكان يتحدث إليها و يفهم لغاتها و كانت الطيور و الحيوانات تفهم ما يقوله لها سليمان و تنفذ أوامره ….
ولاعجب في ذلك فقد كنا نحن الطيور و الحيوانات جنودا في جيش سليمان ..
ذات يوم كنت أقوم بمهمة استطلاعية ضمن المهام التى يوكلها سليمان إلينا نحن الطيور حيث يوكل إلينا أن نطير بعيدا و نستكشف تعداد جيوش الأعداء و قوة تسليحها …
و في ذلك اليوم طرت بعيدا حتى وصلت من فلسطين مقر مملكة سليمان إلى بلاد اليمن ..
و هناك وجدت شيئا عجيبا وجدت بلقيس ملكة اليمن و قومها يعبدون الشمس و يسجدون لها بدل أن يسجدوا لله فحزنت لهذا المنظر و قررت أن أبلغ نبي الله سليمان بما رأيت ..
و في ذلك الوقت كان سليمان يستعرض جنود الجيش من الطيور و الحيوانات .
فلما وجدنى غائبا غضب غضبا شديدا و أقسم أنه سوف يذبحنى إذا لم آته بعذر مقبول يبرر تغيبي عن مكانى في الجيش …
فلما عدت وقفت بين يدى سليمان و حكيت له ما رأيته من عبادة بلقيس ملكة سبأ و قومها للشمس من دون الله تعالى …
و هدأ غضب سليمان لما عرف منى القصة فكتب خطابا إلى ملكة سبأ يدعوها إلى الأيمان بالله و طلب منى أن أحمل الخطاب و أسافر به في الحال فألقيته إليها …
حملت الخطاب في منقارى و طرت به حتى وصلت إلى بلاد اليمن و دخلت قصر بلقيس فوضعت الخطاب على كرسيها ووقفت على شباك القصر أنظر ماذا يحدث …
و بعد قليل عادت بلقيس و قرأت الخطاب فتعجبت من دعوة سليمان لها للإيمان بالله !!
ثم جمعت وزراءها و مستشاريها و قرأت عليهم الخطاب و طلبت منهم أن يشيروا عليها كيف ترد على خطاب سليمان … فأشار عليها القوم بإرسال هدية ثمينة تليق بسليمان حتى لا يأتى بجيشه و يدمر بلادهم …
و أرسلت بلقيس أفخر الهدايا لسليمان لكنه غضب غضبا شديدا ورد الهدايا بعد أن أفهم حامليها أنه لا يريد هدايا لأن الله قد آتاه الكثير من الخيرات و أن كل ما يريده هو أن تأتى إليه بلقيس مسلمة لله هى و قومها …
فعاد حاملو الهدايا و قصوا على بلقيس ما رأوه من قوة جيش سليمان …
و لهذا قررت بلقيس أن تذهب إليه مستسلمة لتعلن إسلامها لله هى و قومها بين يديه ..
و بينما كانت بلقيس و قومها في الطريق إلى سليمان من بلاد اليمن إلى فلسطين طلب سليمان عليه السلام من أتباعه من الإنس و الجن أن يأتوا له بعرش بلقيس ..
فقال له عفريت من الجن أنه يستطيع إحضار عرش بلقيس قبل أن يقوم سليمان من مكانه ..
و كان سليمان وقتها جالسا للقضاء بين الناس و كان مجلسه من الظهر حتى صلاة العصر فوجد سليمان أنها مدة طويلة .
و هنا عرض عليه رجل آتاه الله علم الكتاب أن يحضر له العرش قبل أن يغمض عينيه و يفتحهما …
و هكذا أحضر الرجل عرش بلقيس في الحال …
لما وجد سليمان العرش أمامه حمد الله و شكره على نعمه الكثيرة التى أنعم بها عليه ..
ثم أمر ببناء قصر على ماء البحر و أن تصنع أرضية القصر من الزجاج الصافي حتى يخيل لمن يسير عليه أنه يسير على الماء ووضع فيه عرش بلقيس …
فلما حضرت بلقيس أخيرا ورأت العرش و القصر بهتت و أعلنت إسلامها لله رب العالمين هى و قومها ..
و يرجع الفضل في إسلام بلقيس و قومها لله إلى الهدهد الحكيم ….
أو هدهد سليمان …
و قد حكى القرآن الكريم الموقف بين سليمان و الهدهج فى هذه الآيات :
” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ”
-------------------------------------------------------------------------------
--------------
------------------------------------------------------------------------------
بقرة بنى إسرائيل
زمان .. زمان ..فى زمن النبي موسى عليه السلام ..
قتل رجل من بنى إسرائيل ..
و لم يعرف أهل القتيل من هو قاتله …
و لم يستدل بنو إسرائيل على شخصية القاتل ..
و يبدوا أن القتيل كان ثريا و كان صاحب نفوذ و سلطة فى قومه ..و لهذا فقد كادت تحدث فتنة فى بنى إسرائيل ..
و كادت الحرب تقع بينهم بسبب الخلاف على شخصية القاتل ….
و ذهب بنو إسرائيل إلى نبيهم موسي عليه السلام ..
و طلبوا منه أن يدعوا الله تعالى ليدلهم على قاتل الرجل الثري ذى النفوذ ..أجابهم موسي عليه السلام إلى طلبهم و دعا ربه أن يكشف لهم عن شخصية القاتل فأمر الله تعالى نبيه موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة . طلب موسي من قومه أن يذبحوا بقرة فظنوا أنه يسخر منهم و أنه يتخذهم هزوا فاعتذر لهم موسي عليه السلام عن أن يكون قصده السخرية منهم ..
و لأن بنى إسرائيل قوم مشهورون بعنادهم فقد كثر جدالهم و رفضوا أن يذبحوا البقرة ..
أى بقرة بل طلبوا من نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو لهم ربه ليبين لهم نوع البقرة التى يأمرهم بذبحها …و دعا موسي عليه السلام ربه أن يبين لهم نوع البقرة المطلوب ذبحها فأمره الله تعالى أن يطلب منهم ذبح بقرة متوسطة السن ..
أى بقرة ليست صغيرة فى السن و ليست عجوز ..و بدل أن يطيع بنو إسرائيل الأمر و يذبحوا البقرة المطلوبة سألوا نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو ربه ليبين لهم لون البقرة المطلوب ذبحها ..
و سأل موسي عليه السلام ربه أن يبين لهم لون البقرة المطلوب ذبحها ..فأمره الله تعالى أن يطلب منهم أن يذبحوا بقرة صفراء تميل صفرتها إلى الأحمرار و أن هذه البقرة من حسنها تسر الناظر إليها ..
و بدل أن يذبح بنو إسرائيل البقرة المطلوبة و هى متوسطة السن لونها أصفر فاقع سألوا نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو ربه ليبين لهم ما هى البقرة بالظبط لأن البقر تشابه عليهم ..و دعا موسي عليه السلام ربه فأخبره الله تعالى بأن البقرة المطلوبة بقرة غير مهيأة لأعمال الزراعة و حراثة الأرض و سقيها و هى بقرة ليست فيها علامة بل إن لونها خالص الصفرة ..
فقال بنو إسرائيل لموسي عليه السلام : الآن جئت بالحق ..
و بدأ بنو إسرائيل الذين صعبوا الأمر على أنفسهم غاية الصعوبة يبحثون عن بقرة بهذه المواصفات بحثوا .. و بحثوا حتى طال بحثهم ..
و أخيرا عثروا على البقرة المطلوبة التى تتصف بكل المواصفات السابقة و كانت هذه البقرة ملكا لغلام يتيم فاشتروها منه ..
و يقال إنهم اشتروها بمثل وزنها ذهبا ..
ثم ذبحوا البقرة ..و كما أمرهم الله تعالى أخذوا جزءا من البقرة المذبوحة و ضربوا به جثة القتيل فعادت إليه الحياة بأمر الله و نهض من رقدته فى الحال فلما سألوه عن أسم قاتله قال لهم اسم القاتل ثم عاد إلى موته .. و هكذا لم يعد اسم القاتل مجهولا و لم تقع الفتنة بين بنى إسرائيل
و قد وردت هذه القصة فى هذه الآيات من القرآن الكريم بسورة البقرة :
” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)”
--------------------------------------------------------------------------------
نملة سليمان
أنا نملة سليمان ..
أنا النملة الحكيمة التى تبسم سليمان ضاحكا من قولتها ..
و لكن ما هو القول الذى قلته فجعل سليمان يبتسم ضاحكا ؟؟؟
إن لذلك قصة طريفة دعونى أحكها لكم …
أنا نملة أعيش فى مستعمرة كبيرة للنمل ..
و كلنا نعيش فى جحور و سراديب نتعاون جميعا فى حفرها و تشييدها تحت الأرض …
فى هذه البيوت و تلك الجحور و السراديب نعيش طوال العام
و ندخر فى فصل الصيف الكثير من الطعام الذى نخزنه لوقت العشاء
حيث يهطل المطر بغزارة و تكثر المياه التى تغرق فتات الطعام على سطح الأرض
فيقل الطعام أو يندر و لذلك نعمل حسابنا على تخزين طعام الشتاء من الصيف
فنحن قوم مشهورون بالتدبير و الإدخار …
و نحن قوم منظمون نتعاون فى أداء الأعمال بيننا ..
و قد تعلم منا الإنسان التعاون و النظام و الإدخار و تقسيم العمل ..
ذات يوم كنت أسير أنا و مجموعة كبيرة من النمل فى أسراب طويلة كنا نتعاون جميعا فى جمع الطعام و حمله إلى داخل بيوتنا تحت الأرض ..
و فجأة سمعت دبا قويا على الأرض ووقع أقدام كثيرة ضخمة تأتى من بعيد ..
التفت إلى حيث يصدر الصوت فرأيت شيئا عجبا ..
رأيت جيش سليمان عليه السلام يتحرك من خلفنا و على نفس الطريق الذى نسير فيه ..
و كان جيش سليمان عليه السلام جيشا ضخما جرارا يتكون جنوده و ضباطه من الإنس و الجن و من الطير و الحيوانات و مخلوقات اخرى كثيرة يعلمها الله وحده …
و كان سليمان عليه السلام يجيد التحدث إلى هذه المخلوقات جميعا ..
كان سليمان عليه السلام يفهم لغات الإنس المختلفة و لغات الجن و الطير و الحيوان و مخلوقات أخرى كثيرة .
و قد سخر الله المخلوقات جميعا لخدمته ..
و سخر له الرياح و الجبال و الوحوش فكانت جميعا فى خدمته ..
كانت الرياح تحمله إلى حيث يشاء و كانت الطيور تطير بعيدا و تستطلع له جيوش الأعداء و مدى قوتها و تسليحها …
و كانت الجبال مسخرة له تسبح معه بحمد الله ..
و هى نعم لم ينعم الله تعالى بها على أحد من عباده بعد سليمان …
المهم أننى عندما رأيت جنود سليمان يدبون على الأرض
قادمين نحونا صحت فى النمل جميعا أن يدخل إلى جحوره و مساكنه بسرعة
حتى لا تدوسنا أقدام سليمان و جنوده و تقتلنا
و هم لا يشعرون بوجودنا ..
و أسرعت أنا و أسراب النمل نجرى إلى مساكننا …
و كنت أنا باعتبارى قائدة أسراب النمل أوجههم إلى الطريق الذى يجب أن يسلكوه ..
و فى هذه الأثناء اقترب سليمان عليه السلام منى ووقف ينظر إلى ضاحكا فى سعادة ..
و نظرت أنا إلى سليمان و هممت بأن أسأله : ما الذى يضحكك يا نبي الله من قولى ؟ولكننى رأيت سليمان عليه السلام فى هذه اللحظات يتجه إلى السماء رافعا يديه فى دعاء خاشع إلى الله
و أخذ يشكر الله على النعم الكثيرة التى أنعم بها عليه و على والديه و دعا الله أن يجعله يستمر فى فعل الخير باستمرار و أن يدخله برحمته فى عباده الصالحين ..
و أمر سليمان عليه السلام جنوده أن يبتعدوا فى سيرهم عنا حتى لا يسحقونا بأقدامهم ..
و قد حكي القرآن الكريم هذا الموقف بين سليمان و النملة في قوله تعالى بسورة النمل :
” وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) “
--------------------------------------------------------------------------------
ناقة صالح
أنا الناقة المباركة المعجزة …
أنا ناقة الله …
أو ناقة صالح كما يقولون علي …
لم أكن قد خلقت بعد حينما بعث الله تعالى نبيه صالحا عليه السلام برسالته إلى قوم ثمود …
و كان قوم ثمود قوما أغنياء أقوياء لكنهم كانوا قوما كافرين معاندين فلم يؤمنوا برسالة صالح بل كذبوه و كفروا به ….
و ذات يوم طلب قوم ثمود من نبيهم صالح أن يأتى لهم بمعجزة خارقة تثبت لهم أنه رسول حتى يؤمنوا به …
كان قوم ثمود يعيشون فى بيوت منحوتة فى الصخر الجبال فطلبوا منه أن تكون المعجزة من صخور الجبال ..
طلبوا منه أن يخرج لهم من صخور الجبال ناقة معجزة ..
كانوا يريدون تعجيز صالح …
و دعا صالح عليه السلام ربه فأخرج لهم من صخور الجبل ناقة معجزة …
و كنت أنا هذه الناقة التى انشقت عنها صخور الجبل ..
و شاهدنى القوم و أنا أخرج لهم من صخور الجبل فهل آمنوا كما كانوا يزعمون من قبل ؟؟؟؟؟؟؟
لم يؤمن بصالح إلا الفقراء من قومه و الضعفاء بينما بقى الأثرياء و الرؤساء على عنادهم و كفرهم ..
برغم أننى كمعجزة قد بهرت الجميع ….
و قد سمعت نبي الله صالحا عليه السلام و هو يطلب منهم ألا يؤذونى أو يضايقونى …
و تظاهر القوم أمام صالح بألا يمسونى بسوء ..
و قسم صالح ماء البئر بينى و بين القوم فكنت أشرب يوما و يشربون يوما و يحتفظون ببقية الماء لليوم التالى …
و مرت الأيام فوضعت وليدا ..
كان هو أيضا معجزة و امتلأ ضرعى باللبن فأخذت أرضع وليدي بحليب طيب مبارك ….
و لما رأى الكفار و المعاندون ذلك طلبوا من صالح أن يأخذوا جزءا من الحليب ..
فوافق صالح عليه السلام بأن يأخذوا حليبي فى يوم و يتركوه في اليوم التالى ليرضع منه وليدي فأصبح الحليب مشترك بين القوم و بين وليدي …
و كان ذلك سببا في التفاف المؤمنين حول صالح ..
و كان ذلك سببا فى ضيق الكفار بي ..
ملأ الحقد و الحسد قلوب الكفار و المعاندين ضدى برغم أنهم يأخذون حليبي الطيب المبارك ..
و لذلك اجتمع الكفار في بيت زعيمهم و تناقشوا في أمرى ..
قالوا إننى كنت سببا فى أيمان الكثيرين بصالح و التفافهم حوله …
و قالوا إن وجودى قد أصبح يهدد مصالحهم الدنيوية حيث كنت سببا في صرف الفقراء عن العمل بالسخرة فى أراضى الأثرياء و متاجرهم ..
و قالوا إن وجودى يذكر أتباع صالح دائما بقدرة الله و يزيدهم إيمانا به ..
و لذلك قرر الكفار التخلص منى برغم أن صالحا قد حزرهم من ذلك …
قال بعضهم : اقتلوا هذه الناقة حتى ينصرف أنصار صالح عنه ..
و قال آخرون : اذبحوها حتى يعود الفقراء للعمل لدينا …
و في النهاية
اتفقوا على ذبحي
و بدءوا يبحثون عمن يقوم بتنفيذ هذه المهمة من الأشرار ..
و أخيرا وجدوهم ..
كانوا تسعة من الأشرار الذين وقع عليهم الاختيار لذبحي ..
و اختار الأشرار التسعة واحدا منهم و كان أقواهم ليقوم بذبحي ..
و فى الموعد المحدد تسلل إلي الشرير الذى وقع عليه الأختيار و هو يحمل سكينا كبيرا ..
و في لحظة غادرة انقض علي و غرس السكين فى رقبتى ..
ذبحنى الأشرار
برغم تحذير صالح لهم من إيذائي ..
و عاقبهم الله بأشد أنواع العقاب ..
لقد دمر الكافرين جزاء كفرهم و عصيانهم لله و رسوله ..
و نجى الله المؤمنين..
قال تعالى : بسورة الأعراف
” وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) “
--------------------------------------------------------------------------------
طير إبراهيم
نحن طير إبراهيم ..
نحن أربعة من الطير ..
كنا نعيش فى بيت إبراهيم عليه السلامو لهذا أطلقوا علينا طير إبراهيم ..
و إبراهيم عليه السلام هو نبي الله و خليل الرحمن و أبو الأنبياء ..
و إبراهيم عليه السلام كان يضع لنا الحب فى فناء البيت و كان يسقينا بيده الشريفة فيضع لنا الماء العذب فى صحن كبير …
و لكن ما هى قصتنا ؟؟؟؟؟؟
دعونا نحكها لكم من البداية إلى النهاية ..
كان إبراهيم عليه السلام دائم البحث عن الحقيقة فى الكون ..
و كان قلبه الكبير ينطوى على حب كبير لهذا الكون بكل ما فيه من مخلوقات و إله خالق عظيم .
فمنذ طفولة إبراهيم و هو يبحث عن الحقيقة حتى هداه الله تعالى إليها و عرفه به …..
و ذات يوم
بعد أن تعرف إبراهيم على إله هذا الكون الأعظم و بعد أن صار إبراهيم نبيا مرسلا إلى قومه وقف إبراهيم عليه السلام ينظر إلى بديع صنع الله فى الكون و إلى خلقه سبحانه من نبات و حيوان و طير و إنسان ..
قال إبراهيم متعجبا : ما أعظم خلق الله و ما أعظم قدرته !
و ذات مرة كان إبراهيم عليه السلام يتجول فرأى عظاما لحيوان ميت ..
قلب إبراهيم عليه السلام العظام بين يديه ثم سأل نفسه متعجبا من عظيم قدرة الله على إحياء الموتى : كيف يحيي الله هذه العظام بعد موتها ؟؟؟كان إبراهيم عليه السلام واثقا بقدرة الله على إحياء الموتى و بعثهم يوم القيامة لكنه كان يريد أن يعرف كيف يحييها الله ..
و لذلك توجه إبراهيم عليه السلام إلى ربه بالدعاء قائلا :
” رب أرنى كيف تحيي الموتى …. ؟ “
و خاطب الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بقوله :
” أولم تؤمن ؟ “
و أجاب إبراهيم عليه السلام ربه بقوله :
” بلى ولكن ليطمئن قلبي “
و خاطب الله تعالى إبراهيم عليه السلام بقوله :
” فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا و اعلم أن الله عزيز حكيم “
سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ..
فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة من الطير و أن يذبحهن و يقطعهن إلى أجزاء صغيرة ثم يخلط الأجزاء ببعضها ..
ثم يوزع هذه الأجزاء على عدة جبال ..
ثم يقف بعيدا و ينادى هذه الطير فتأتيه حية طائرة في الحال ..
و بدأ إبراهيم عليه السلام ينفذ أمر ربه ..
أمسكنا نحن الأربعة من الطير ..
ثم ذبحنا ..
و قطع كل واحد منا إلى أجزاء صغيرة ..
ثم خلط الأجزاء ببعضها و حملها فى إناء ..
صعد إبراهيم عليه السلام أربعة جبال ..
على الجبل الأول وضع عددا من أجزائنا المختلطة ببعضها ..
و على الجبل الثاني و الثالث و الرابع فعل نفس الشئ ..
ثم نزل إبراهيم من فوق الجبل ووقف بعيدا ..
ثم نادى أجزاءنا ..
و فى أقل من غمضة العين رأى إبراهيم عليه السلام الأجزاء و هى تنضم إلى بعضها بقدرة الله تعالى ….
فعدنا بقدرة الله تعالى طيورا مرة أخرى …
رأى إبراهيم عليه السلام قدرة الله و هى تحيي الموتى ..
و قد حكى القرآن الكريم هذا الموقف ببين إبراهيم عليه السلام و ربه فى قوله تعالى بسورة البقرة :
” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) “
--------------------------------------------------------------------------------
الطير الأبابيل
نحن الطير الأبابيل ..
نحن جند من جنود الله الخفية ..
نحن الذين نأتمر بأمر المولى- سبحانه و تعالى -
فنفعل ما تأمرنا مشيئته به ، و لا نعصى له أمرا …
نحن جند من جنود الله الخفية التى يرسلها بالعذاب
من جهنم على من يشاء من عباده العصاة ..
أرسلنا سبحانه مرة بالعذاب و التدمير على قوم لوط العصاة
فأمطرنا بيوتهم و قراهم بحجارة من جهنم فدمرناهم تدميرا ..
و أرسلنا سبحانه فى مهمات كثيرة على العصاة الظالمين من عباده
و لكن ليس من حقنا نحن أن نتكلم عن هذه المهمات
لأنه سبحانه قد أخفاها لحكمة عليا …
لكننا فقط سنتحدث عن المهمة التى ذكرها سبحانه فى سورة الفيل
و هى مهمة تدمير جيش أبرهة اللعين ..
كما تعلمون فإن أبرهة قد أعد جيشا جرارا و سار به قاصدا مكة
لهدم بيت الله الحرام هناك ، لمنع العرب من الحج إليه
و الحج إلى بيت أبرهه فى اليمن ..
و كلما تعلمون فإن جيش أبرهه الجرار هذا كان جيشا رهيبا
لم تشهده الجزيرة العربية من قبل ..
و كان الجيش مدعما بالأفيال القوية و التى دربت على
دك الحصون و تدمير القرى و المدن و البيوت …
و كما تعلمون فإن أبرهه اللعين كان مزهوا بجيشه و قوته
و أنه قد أفهم جنوده أنهم ذاهبون فى نزهة قصيرة إلى ربوع مكة
يهدمون الكعبة المشرفة بيت الله فى الأرض
و يعودون بعدها إلى بلادهم مطمئنين ….
لم يكن أبرهة اللعين يتوقع أو يخطر على باله لحظة أن
جيشه يمكن أن يهزم فما بالك بأن يدمر الجيش تدميرا …
كان أبرهة رجلا ظالما لنفسه و لجيشه لأنه بغبائه قادهم إلى الهلاك …
و كان أهل مكة قوما ضعفاء إذا قورنوا بجيش أبرهة الجرار ..
و كانوا قوما حكماء لأنهم رفضوا أن يتصدوا لجيش أبرهة
فهم يعلمون أن من يتصدى لجيشه فمصيرهه هو الموت و الهلاك ..
كانوا حكماء حين قالوا لأبرهة بأن للكعبة ربنا يحميها
برغم أن أبرهة اللعين قد سخر منهم و استصغرهم فى عينيه ..
و لكن الله رب البيت لم يخيب رجاء أهل مكة بل استجاب دعواتهم بأن
يحمى بيته من الطاغية و جيشه الجرار ..
لقد دخل جيش أبرهة مكة تتقدمه الأفيال و على رأسها فيل كبير
هو الفيل الذى كان يزهو به أبرهة و الذى أعده لهدم الكعبة …
و خرج أهل مكة منها ..
أخلوها تماما للطاغية و جيشه تركوها لرب البيت يتكفل بحمايتها ..
و تقدمت الأفيال حتى أصبحت قريبة من الكعبة
لكن الرعب ملأ عيون الأفيال فجأة و رفض الفيل الكبير
أن يتقدم خطوة مهما ضربوه أو عذبوه …
رأى الفيل بفطرته أن ما يقوم به هو عمل لا يجب أن يقوم به …
و تراجع الفيل الكبير فى ذعر و خلفه بقية الأفيال …
و وقف أبرهة و جنوده حائرين ..
و هنا
جاء دورنا نحن
الطير الأبابيل
صدر الأمر الإلهى إلينا بتدمير أبرهة و جيشه فقط من دون بقية
أهل مكة الذين وقفوا بعيدا يرقبون ما يحدث ..
حملنا فى مناقيرنا حجارة من سجيل ..
حجارة أشد فتكا و تدميرا من أقوى القنابل النووية ملايين المرات
و بدأنا نقذف بها أبرهة و جيشه من أعلى ..
من الجو ..
لم يستغرق الأمر منا سوى لحظات قصيرة حتى أبدنا جيش أبرهة
و دمرناه عن آخره ..
فى لحظات تحول أبرهة و جنوده إلى عصف مأكول ..
إلى ما يشبه بقايا طعام تم أكله و هضمه و إخراجه !!!
ثم عصفت به الرياح فلم تبق منه شيئا …
هكذا عصفنا نحن بجيش أبرهة و كنست الرياح بقايا أجسادهم
فلم تبق منها شيئا …
و قد حكى القرآن الكريم قصة الطير الأبابيل التى عصفت بجيش أبرهة فى سورة الفيل :
” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) “
كلب أهل الكهف
أنا كلب أهل الكهف ..
أنا الكلب الذى كان في شرف مصاحبة الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى ..
و لكن من هم أهل الكهف و ما هى قصتى معهم ؟
دعونى أحك لكم قصتنا من البداية إلى النهاية ..
فى زمان بعيد ..
و فى مكان يسمى مدينة أفسوس كان يعيش حاكم طاغية جبار …
و كان كافرا يجبر الناس على عبادة غير الله
و من يتجرأ على إعلان إيمانه بالله كان يعذبه عذابا شديدا ..
و فى هذه المدينة كان يعيش مجموعة من الفتيان آمنوا بالله و أنكروا على قومهم عبادة الأصنام و السجود لغير الله ..
هؤلاء الفتية المؤمنون هم الذين صحبتهم منذ رأيتهم و قضيت حياتى كلها بعد ذلك فى خدمتهم
تابعا أمينا لهم أينما ذهبوا
و قد شرفنى الله بصحبتهم حتى توفانى معهم ذات يوم
ثم بعثنا من الموت بعد 309 من السنوات ..
منذ تعرفت الفتيان المؤمنين و انا أراهم يجتمعون سرا فى بيت أحدهم و يعبدون الله خوفا من بطش الحاكم الجبار ..
و ذات يوم علم الحاكم بأمر الفتية المؤمنين فغضب غضبا شديدا
و أرسل حراسه فقبضوا عليهم
و أحضرهم إليه فأخذ يتهددهم و يتوعدهم بالعذاب و القتل إذا لم يرجعوا عن دينهم و يتجهوا إلى عبادة الأصنام ..
و رفض الفتية المؤمنون أن يتراجعوا عن إيمانهم بالله فأعطاهم الحاكم مهلة ..
و رأيت الفتية المؤمنين و هم يخرجون من قصر الحاكم الجبار و الحيرة تملأ نفوسهم ..
و فى الليل اجتمع الفتية المؤمنون و تناقشوا في أمرهم
ثم قرروا الرحيل من مدينة أفسوس كلها ..
سار الفتية المؤمنون ليلا و سرت خلفهم أحرسهم و هناك خارج المدينة وجدوا كهفا مهجورا فى باطن الجبل فدخلوه
و بعد أن استراحوا قليلا من عناء الرحلة أكلوا و أطعمونى معهم ..
ثم بدأ الفتية المؤمنون يعبدون الله و بقيت أنا على باب الكهف أحرسه من أى غريب قد تسول له نفسه دخوله
و بعد أن عبدوا الله طويلا قالوا : نستريح قليلا ثم ننهض لنواصل عبادتنا لله
كان الفتية متعبين جدا فناموا فى داخل الكهف
و كنت انا أيضا متعبا
فنمت على باب الكهف
لأحرسهم
و لم تمض لحظات حتى استغرقنا نحن جميعا فى نوم عميق
و مضت ليلة ثم نهار ثم ليل ثم نهار ….
ثم مضى عام و عام فعشرة أعوام فمائة عام حتى اكتمل عدد السنوات التى نمناها ثلاثمائة و تسعة أعوام
و ذات يوم بعثنا الله من مرقدنا
استيقظنا جميعا من نومنا …
سأل أحد الفتيان : كم من الوقت نمنا ؟
فرد عليه آخر : نمنا يوما أو بعض يوم ..
كنا جميعا جائعين فقرر الفتية إرسال أحدهم بالنقود إلى المدينة لشراء طعام
و استطلاع أمر الحاكم الطاغية
فسرت خلف الفتى الذى ذهب لشراء الطعام فى شوارع المدينة
التى كنت أظن أننا تركناها بالأمس
لكن المدينة كانت قد تغيرت تماما
عما تركناها عليه
قبضوا علينا و قادونا إلى الحاكم
و هناك بانت الحقيقة .. لقد نمنا فى كهفنا ثلاثمائة و تسع من السنوات
ذهب خلالها الحاكم الكافر
و جاء بعده حكام كثيرون و كان الحاكم الذى يحكم المدينة حاكم مؤمن
سرعان ما تذكر قصة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم إلى كهف فى الجبل
و ناموا كل هذه المدة
و جاء الحاكم و عدد كبير من أهل المدينة معنا
ليروا زملاءنا
فسبقناهم إلى داخل الكهف..
و هناك نمنا جميعا
توفانا الله تعالى بعد أن أعثر علينا أهل المدينة
لنكون عبرة و عظة للأجيال التى ستأتى بعدنا
و شاهدا على أن الله قادر على البعث و الإحياء من الموت ..
و قد ذكرت قصة أهل الكهف و كلبهم فى سورة باسمهم فى القرآن الكريم
هى سورة الكهف و هذه هى الآية التى ذكر فيها كلب أهل الكهف :
” وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)
--------------------------------------------------------------------------------
طير عيسى...
أنا طير عيسى …
أنا طير عيسى …
أنا الطير الذى صوره عيسى من الطين بيديه ثم نفخ فيه فكان طيرا بإذن الله …
و لكن لماذا صورنى عيسى ؟
و لماذا نفخ فى فكنت طيرا بإذن الله تعالى ؟
إن لذلك قصة طريفة ، تعالوا لنتعرفها ..
قبل أن يأتى عيسى إلى الدنيا .. قبل أن يولد ..
و قبل أن يبعثه الله إلى قومه برسالته ، كنت قطعة من الطين الأرضى فى حديقة قريبة من المسجد الأقصى ..
و كان الناس فى ذلك العصر يقدسون كل شئ مادى ..
كانوا يعبدون الذهب و الفضة و النقود
و لا يهتمون كثيرا بأى مظهر من مظاهر الحياة الروحية
ثم جاء عيسى عليه السلام إلى الوجود
و بعثه الله برسالته إلى قومه من اليهود ..
و بدأ كل شئ يتغير …..
جاء عيسى بدعوة تعلى من شأن الروح على الجسد ..
كانت دعوة عيسى هى
الشفافية و الطهر و النقاء و الروحانية
كنت انا طينا أرضيا جامدا لا حياة فيه و لا حركة
فشعرت بأن الروح تدب في
و الحركة تسرى فى حياتي
بمجرد أن لمستنى أقدام عيسى عليه السلام
و كثيرا ما كان عيسى عليه السلام يمر فوقى و هو فى طريقه لدعوة قومه إلى الإيمان بالله
و إلى ترك عبادة الذهب …
و ذات يوم كان عيسى يسير مع بعض أتباعه من تلاميذه
و كان معهم آخرون ممن جاءوا ليستمعوا إلى دعوته أو يشاهدوا معجزاته التى سمعوا عنها
من شفاء عيسى عليه السلام للأمراض ، و إحياء الموتى بإذن الله تعالى
و توقف عيسى فى الحديقة التى كنت أنا قطعة منها ..
و كانت الحديقة تمتلئ بأشجار الفواكه الناضجة و الزهور المتفتحة الناضرة ..
و بدأ عيسى عليه السلام يحدث قومه و أتباعه و مريديه عن جوهر رسالته السماوية
قال لهم عيسى : إن الروح أهم و أعلى من الجسد
و إن الجسد بلا روح لا قيمة له
لأنه يتحول إلى تراب
و استمع الحاضرون إلى حديثه باهتمام
لكن بدا عليهم أنهم لم يفهموا ما حدثهم عيسى عنه
و هنا قال لهم عيسى : سوف أوضح كلامى بمثال عملى ترونه الآن بأعينكم ..
بسط عيسى قبضته الشريفة و مال على الأرض ..
قبض قطعة من الطين .. و كنت أنا هذه القبضة من الطين التى تشرفت بملامسة يد عيسى عليه السلام ..
ثم راح عيسى يسوى الطين و يصنع منه نشيئا دمية من الطين على شكل طائر ..
و بعد أن اكتمل الطائر رفعه عيسى بين يديه و أراه للحاضرين قائلا :
هل ترون هذا الطائر من الطين ؟
قالوا : نعم
فقال لهم عيسى : هل ترون قيمة لهذا الطين بغير روح ؟
هل يستطيع هذا الطين أن يحلق فى الفضاء ؟
فقالوا : لا
قرب عيسى فمه منى أنا قطعة الطين التى صرت على شكل طائر ثم نفخ من روحه في
فصرت طيرا حيا بإذن الله تعالى و رحت أضرب الهواء بجناحى مرفرفا في سعادة …
تحولت بإذن الله على يدى عيسى بن مريم من طين لا روح فيه إلى طير تدب فيه الحياة ..
و شاهد الحاضرون المعجزة فاعترفوا لعيسى بأن الروح أهم من الجسد
و أن الجسد بلا روح لا قيمة له
و أطلقنى عيسى من يديه فرحت أضرب الهواء مرفرفا بجناحى و أرتفع إلى أعلى ..
و قد حكى القرآن الكريم هذا الموقف فى هذه الآية الكريمة بسورة المائدة :
” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (1)
--------------------------------------------------------------------------------
هدهد سليمان
أنا الهدهد الحكيم ..
أنا هدهد سليمان عليه السلام ..
و لى مع نبي الله سليمان قصة طريفة دعونى أحكها لكم ..
كان سليمان يجيد التحدث بلغة الطيور و الحيوانات فكان يتحدث إليها و يفهم لغاتها و كانت الطيور و الحيوانات تفهم ما يقوله لها سليمان و تنفذ أوامره ….
ولاعجب في ذلك فقد كنا نحن الطيور و الحيوانات جنودا في جيش سليمان ..
ذات يوم كنت أقوم بمهمة استطلاعية ضمن المهام التى يوكلها سليمان إلينا نحن الطيور حيث يوكل إلينا أن نطير بعيدا و نستكشف تعداد جيوش الأعداء و قوة تسليحها …
و في ذلك اليوم طرت بعيدا حتى وصلت من فلسطين مقر مملكة سليمان إلى بلاد اليمن ..
و هناك وجدت شيئا عجيبا وجدت بلقيس ملكة اليمن و قومها يعبدون الشمس و يسجدون لها بدل أن يسجدوا لله فحزنت لهذا المنظر و قررت أن أبلغ نبي الله سليمان بما رأيت ..
و في ذلك الوقت كان سليمان يستعرض جنود الجيش من الطيور و الحيوانات .
فلما وجدنى غائبا غضب غضبا شديدا و أقسم أنه سوف يذبحنى إذا لم آته بعذر مقبول يبرر تغيبي عن مكانى في الجيش …
فلما عدت وقفت بين يدى سليمان و حكيت له ما رأيته من عبادة بلقيس ملكة سبأ و قومها للشمس من دون الله تعالى …
و هدأ غضب سليمان لما عرف منى القصة فكتب خطابا إلى ملكة سبأ يدعوها إلى الأيمان بالله و طلب منى أن أحمل الخطاب و أسافر به في الحال فألقيته إليها …
حملت الخطاب في منقارى و طرت به حتى وصلت إلى بلاد اليمن و دخلت قصر بلقيس فوضعت الخطاب على كرسيها ووقفت على شباك القصر أنظر ماذا يحدث …
و بعد قليل عادت بلقيس و قرأت الخطاب فتعجبت من دعوة سليمان لها للإيمان بالله !!
ثم جمعت وزراءها و مستشاريها و قرأت عليهم الخطاب و طلبت منهم أن يشيروا عليها كيف ترد على خطاب سليمان … فأشار عليها القوم بإرسال هدية ثمينة تليق بسليمان حتى لا يأتى بجيشه و يدمر بلادهم …
و أرسلت بلقيس أفخر الهدايا لسليمان لكنه غضب غضبا شديدا ورد الهدايا بعد أن أفهم حامليها أنه لا يريد هدايا لأن الله قد آتاه الكثير من الخيرات و أن كل ما يريده هو أن تأتى إليه بلقيس مسلمة لله هى و قومها …
فعاد حاملو الهدايا و قصوا على بلقيس ما رأوه من قوة جيش سليمان …
و لهذا قررت بلقيس أن تذهب إليه مستسلمة لتعلن إسلامها لله هى و قومها بين يديه ..
و بينما كانت بلقيس و قومها في الطريق إلى سليمان من بلاد اليمن إلى فلسطين طلب سليمان عليه السلام من أتباعه من الإنس و الجن أن يأتوا له بعرش بلقيس ..
فقال له عفريت من الجن أنه يستطيع إحضار عرش بلقيس قبل أن يقوم سليمان من مكانه ..
و كان سليمان وقتها جالسا للقضاء بين الناس و كان مجلسه من الظهر حتى صلاة العصر فوجد سليمان أنها مدة طويلة .
و هنا عرض عليه رجل آتاه الله علم الكتاب أن يحضر له العرش قبل أن يغمض عينيه و يفتحهما …
و هكذا أحضر الرجل عرش بلقيس في الحال …
لما وجد سليمان العرش أمامه حمد الله و شكره على نعمه الكثيرة التى أنعم بها عليه ..
ثم أمر ببناء قصر على ماء البحر و أن تصنع أرضية القصر من الزجاج الصافي حتى يخيل لمن يسير عليه أنه يسير على الماء ووضع فيه عرش بلقيس …
فلما حضرت بلقيس أخيرا ورأت العرش و القصر بهتت و أعلنت إسلامها لله رب العالمين هى و قومها ..
و يرجع الفضل في إسلام بلقيس و قومها لله إلى الهدهد الحكيم ….
أو هدهد سليمان …
و قد حكى القرآن الكريم الموقف بين سليمان و الهدهج فى هذه الآيات :
” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ”
-------------------------------------------------------------------------------
--------------
------------------------------------------------------------------------------
بقرة بنى إسرائيل
زمان .. زمان ..فى زمن النبي موسى عليه السلام ..
قتل رجل من بنى إسرائيل ..
و لم يعرف أهل القتيل من هو قاتله …
و لم يستدل بنو إسرائيل على شخصية القاتل ..
و يبدوا أن القتيل كان ثريا و كان صاحب نفوذ و سلطة فى قومه ..و لهذا فقد كادت تحدث فتنة فى بنى إسرائيل ..
و كادت الحرب تقع بينهم بسبب الخلاف على شخصية القاتل ….
و ذهب بنو إسرائيل إلى نبيهم موسي عليه السلام ..
و طلبوا منه أن يدعوا الله تعالى ليدلهم على قاتل الرجل الثري ذى النفوذ ..أجابهم موسي عليه السلام إلى طلبهم و دعا ربه أن يكشف لهم عن شخصية القاتل فأمر الله تعالى نبيه موسى أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة . طلب موسي من قومه أن يذبحوا بقرة فظنوا أنه يسخر منهم و أنه يتخذهم هزوا فاعتذر لهم موسي عليه السلام عن أن يكون قصده السخرية منهم ..
و لأن بنى إسرائيل قوم مشهورون بعنادهم فقد كثر جدالهم و رفضوا أن يذبحوا البقرة ..
أى بقرة بل طلبوا من نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو لهم ربه ليبين لهم نوع البقرة التى يأمرهم بذبحها …و دعا موسي عليه السلام ربه أن يبين لهم نوع البقرة المطلوب ذبحها فأمره الله تعالى أن يطلب منهم ذبح بقرة متوسطة السن ..
أى بقرة ليست صغيرة فى السن و ليست عجوز ..و بدل أن يطيع بنو إسرائيل الأمر و يذبحوا البقرة المطلوبة سألوا نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو ربه ليبين لهم لون البقرة المطلوب ذبحها ..
و سأل موسي عليه السلام ربه أن يبين لهم لون البقرة المطلوب ذبحها ..فأمره الله تعالى أن يطلب منهم أن يذبحوا بقرة صفراء تميل صفرتها إلى الأحمرار و أن هذه البقرة من حسنها تسر الناظر إليها ..
و بدل أن يذبح بنو إسرائيل البقرة المطلوبة و هى متوسطة السن لونها أصفر فاقع سألوا نبيهم موسي عليه السلام أن يدعو ربه ليبين لهم ما هى البقرة بالظبط لأن البقر تشابه عليهم ..و دعا موسي عليه السلام ربه فأخبره الله تعالى بأن البقرة المطلوبة بقرة غير مهيأة لأعمال الزراعة و حراثة الأرض و سقيها و هى بقرة ليست فيها علامة بل إن لونها خالص الصفرة ..
فقال بنو إسرائيل لموسي عليه السلام : الآن جئت بالحق ..
و بدأ بنو إسرائيل الذين صعبوا الأمر على أنفسهم غاية الصعوبة يبحثون عن بقرة بهذه المواصفات بحثوا .. و بحثوا حتى طال بحثهم ..
و أخيرا عثروا على البقرة المطلوبة التى تتصف بكل المواصفات السابقة و كانت هذه البقرة ملكا لغلام يتيم فاشتروها منه ..
و يقال إنهم اشتروها بمثل وزنها ذهبا ..
ثم ذبحوا البقرة ..و كما أمرهم الله تعالى أخذوا جزءا من البقرة المذبوحة و ضربوا به جثة القتيل فعادت إليه الحياة بأمر الله و نهض من رقدته فى الحال فلما سألوه عن أسم قاتله قال لهم اسم القاتل ثم عاد إلى موته .. و هكذا لم يعد اسم القاتل مجهولا و لم تقع الفتنة بين بنى إسرائيل
و قد وردت هذه القصة فى هذه الآيات من القرآن الكريم بسورة البقرة :
” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)”
--------------------------------------------------------------------------------
نملة سليمان
أنا نملة سليمان ..
أنا النملة الحكيمة التى تبسم سليمان ضاحكا من قولتها ..
و لكن ما هو القول الذى قلته فجعل سليمان يبتسم ضاحكا ؟؟؟
إن لذلك قصة طريفة دعونى أحكها لكم …
أنا نملة أعيش فى مستعمرة كبيرة للنمل ..
و كلنا نعيش فى جحور و سراديب نتعاون جميعا فى حفرها و تشييدها تحت الأرض …
فى هذه البيوت و تلك الجحور و السراديب نعيش طوال العام
و ندخر فى فصل الصيف الكثير من الطعام الذى نخزنه لوقت العشاء
حيث يهطل المطر بغزارة و تكثر المياه التى تغرق فتات الطعام على سطح الأرض
فيقل الطعام أو يندر و لذلك نعمل حسابنا على تخزين طعام الشتاء من الصيف
فنحن قوم مشهورون بالتدبير و الإدخار …
و نحن قوم منظمون نتعاون فى أداء الأعمال بيننا ..
و قد تعلم منا الإنسان التعاون و النظام و الإدخار و تقسيم العمل ..
ذات يوم كنت أسير أنا و مجموعة كبيرة من النمل فى أسراب طويلة كنا نتعاون جميعا فى جمع الطعام و حمله إلى داخل بيوتنا تحت الأرض ..
و فجأة سمعت دبا قويا على الأرض ووقع أقدام كثيرة ضخمة تأتى من بعيد ..
التفت إلى حيث يصدر الصوت فرأيت شيئا عجبا ..
رأيت جيش سليمان عليه السلام يتحرك من خلفنا و على نفس الطريق الذى نسير فيه ..
و كان جيش سليمان عليه السلام جيشا ضخما جرارا يتكون جنوده و ضباطه من الإنس و الجن و من الطير و الحيوانات و مخلوقات اخرى كثيرة يعلمها الله وحده …
و كان سليمان عليه السلام يجيد التحدث إلى هذه المخلوقات جميعا ..
كان سليمان عليه السلام يفهم لغات الإنس المختلفة و لغات الجن و الطير و الحيوان و مخلوقات أخرى كثيرة .
و قد سخر الله المخلوقات جميعا لخدمته ..
و سخر له الرياح و الجبال و الوحوش فكانت جميعا فى خدمته ..
كانت الرياح تحمله إلى حيث يشاء و كانت الطيور تطير بعيدا و تستطلع له جيوش الأعداء و مدى قوتها و تسليحها …
و كانت الجبال مسخرة له تسبح معه بحمد الله ..
و هى نعم لم ينعم الله تعالى بها على أحد من عباده بعد سليمان …
المهم أننى عندما رأيت جنود سليمان يدبون على الأرض
قادمين نحونا صحت فى النمل جميعا أن يدخل إلى جحوره و مساكنه بسرعة
حتى لا تدوسنا أقدام سليمان و جنوده و تقتلنا
و هم لا يشعرون بوجودنا ..
و أسرعت أنا و أسراب النمل نجرى إلى مساكننا …
و كنت أنا باعتبارى قائدة أسراب النمل أوجههم إلى الطريق الذى يجب أن يسلكوه ..
و فى هذه الأثناء اقترب سليمان عليه السلام منى ووقف ينظر إلى ضاحكا فى سعادة ..
و نظرت أنا إلى سليمان و هممت بأن أسأله : ما الذى يضحكك يا نبي الله من قولى ؟ولكننى رأيت سليمان عليه السلام فى هذه اللحظات يتجه إلى السماء رافعا يديه فى دعاء خاشع إلى الله
و أخذ يشكر الله على النعم الكثيرة التى أنعم بها عليه و على والديه و دعا الله أن يجعله يستمر فى فعل الخير باستمرار و أن يدخله برحمته فى عباده الصالحين ..
و أمر سليمان عليه السلام جنوده أن يبتعدوا فى سيرهم عنا حتى لا يسحقونا بأقدامهم ..
و قد حكي القرآن الكريم هذا الموقف بين سليمان و النملة في قوله تعالى بسورة النمل :
” وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) “
--------------------------------------------------------------------------------
ناقة صالح
أنا الناقة المباركة المعجزة …
أنا ناقة الله …
أو ناقة صالح كما يقولون علي …
لم أكن قد خلقت بعد حينما بعث الله تعالى نبيه صالحا عليه السلام برسالته إلى قوم ثمود …
و كان قوم ثمود قوما أغنياء أقوياء لكنهم كانوا قوما كافرين معاندين فلم يؤمنوا برسالة صالح بل كذبوه و كفروا به ….
و ذات يوم طلب قوم ثمود من نبيهم صالح أن يأتى لهم بمعجزة خارقة تثبت لهم أنه رسول حتى يؤمنوا به …
كان قوم ثمود يعيشون فى بيوت منحوتة فى الصخر الجبال فطلبوا منه أن تكون المعجزة من صخور الجبال ..
طلبوا منه أن يخرج لهم من صخور الجبال ناقة معجزة ..
كانوا يريدون تعجيز صالح …
و دعا صالح عليه السلام ربه فأخرج لهم من صخور الجبل ناقة معجزة …
و كنت أنا هذه الناقة التى انشقت عنها صخور الجبل ..
و شاهدنى القوم و أنا أخرج لهم من صخور الجبل فهل آمنوا كما كانوا يزعمون من قبل ؟؟؟؟؟؟؟
لم يؤمن بصالح إلا الفقراء من قومه و الضعفاء بينما بقى الأثرياء و الرؤساء على عنادهم و كفرهم ..
برغم أننى كمعجزة قد بهرت الجميع ….
و قد سمعت نبي الله صالحا عليه السلام و هو يطلب منهم ألا يؤذونى أو يضايقونى …
و تظاهر القوم أمام صالح بألا يمسونى بسوء ..
و قسم صالح ماء البئر بينى و بين القوم فكنت أشرب يوما و يشربون يوما و يحتفظون ببقية الماء لليوم التالى …
و مرت الأيام فوضعت وليدا ..
كان هو أيضا معجزة و امتلأ ضرعى باللبن فأخذت أرضع وليدي بحليب طيب مبارك ….
و لما رأى الكفار و المعاندون ذلك طلبوا من صالح أن يأخذوا جزءا من الحليب ..
فوافق صالح عليه السلام بأن يأخذوا حليبي فى يوم و يتركوه في اليوم التالى ليرضع منه وليدي فأصبح الحليب مشترك بين القوم و بين وليدي …
و كان ذلك سببا في التفاف المؤمنين حول صالح ..
و كان ذلك سببا فى ضيق الكفار بي ..
ملأ الحقد و الحسد قلوب الكفار و المعاندين ضدى برغم أنهم يأخذون حليبي الطيب المبارك ..
و لذلك اجتمع الكفار في بيت زعيمهم و تناقشوا في أمرى ..
قالوا إننى كنت سببا فى أيمان الكثيرين بصالح و التفافهم حوله …
و قالوا إن وجودى قد أصبح يهدد مصالحهم الدنيوية حيث كنت سببا في صرف الفقراء عن العمل بالسخرة فى أراضى الأثرياء و متاجرهم ..
و قالوا إن وجودى يذكر أتباع صالح دائما بقدرة الله و يزيدهم إيمانا به ..
و لذلك قرر الكفار التخلص منى برغم أن صالحا قد حزرهم من ذلك …
قال بعضهم : اقتلوا هذه الناقة حتى ينصرف أنصار صالح عنه ..
و قال آخرون : اذبحوها حتى يعود الفقراء للعمل لدينا …
و في النهاية
اتفقوا على ذبحي
و بدءوا يبحثون عمن يقوم بتنفيذ هذه المهمة من الأشرار ..
و أخيرا وجدوهم ..
كانوا تسعة من الأشرار الذين وقع عليهم الاختيار لذبحي ..
و اختار الأشرار التسعة واحدا منهم و كان أقواهم ليقوم بذبحي ..
و فى الموعد المحدد تسلل إلي الشرير الذى وقع عليه الأختيار و هو يحمل سكينا كبيرا ..
و في لحظة غادرة انقض علي و غرس السكين فى رقبتى ..
ذبحنى الأشرار
برغم تحذير صالح لهم من إيذائي ..
و عاقبهم الله بأشد أنواع العقاب ..
لقد دمر الكافرين جزاء كفرهم و عصيانهم لله و رسوله ..
و نجى الله المؤمنين..
قال تعالى : بسورة الأعراف
” وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) “
--------------------------------------------------------------------------------
طير إبراهيم
نحن طير إبراهيم ..
نحن أربعة من الطير ..
كنا نعيش فى بيت إبراهيم عليه السلامو لهذا أطلقوا علينا طير إبراهيم ..
و إبراهيم عليه السلام هو نبي الله و خليل الرحمن و أبو الأنبياء ..
و إبراهيم عليه السلام كان يضع لنا الحب فى فناء البيت و كان يسقينا بيده الشريفة فيضع لنا الماء العذب فى صحن كبير …
و لكن ما هى قصتنا ؟؟؟؟؟؟
دعونا نحكها لكم من البداية إلى النهاية ..
كان إبراهيم عليه السلام دائم البحث عن الحقيقة فى الكون ..
و كان قلبه الكبير ينطوى على حب كبير لهذا الكون بكل ما فيه من مخلوقات و إله خالق عظيم .
فمنذ طفولة إبراهيم و هو يبحث عن الحقيقة حتى هداه الله تعالى إليها و عرفه به …..
و ذات يوم
بعد أن تعرف إبراهيم على إله هذا الكون الأعظم و بعد أن صار إبراهيم نبيا مرسلا إلى قومه وقف إبراهيم عليه السلام ينظر إلى بديع صنع الله فى الكون و إلى خلقه سبحانه من نبات و حيوان و طير و إنسان ..
قال إبراهيم متعجبا : ما أعظم خلق الله و ما أعظم قدرته !
و ذات مرة كان إبراهيم عليه السلام يتجول فرأى عظاما لحيوان ميت ..
قلب إبراهيم عليه السلام العظام بين يديه ثم سأل نفسه متعجبا من عظيم قدرة الله على إحياء الموتى : كيف يحيي الله هذه العظام بعد موتها ؟؟؟كان إبراهيم عليه السلام واثقا بقدرة الله على إحياء الموتى و بعثهم يوم القيامة لكنه كان يريد أن يعرف كيف يحييها الله ..
و لذلك توجه إبراهيم عليه السلام إلى ربه بالدعاء قائلا :
” رب أرنى كيف تحيي الموتى …. ؟ “
و خاطب الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بقوله :
” أولم تؤمن ؟ “
و أجاب إبراهيم عليه السلام ربه بقوله :
” بلى ولكن ليطمئن قلبي “
و خاطب الله تعالى إبراهيم عليه السلام بقوله :
” فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا و اعلم أن الله عزيز حكيم “
سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ..
فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة من الطير و أن يذبحهن و يقطعهن إلى أجزاء صغيرة ثم يخلط الأجزاء ببعضها ..
ثم يوزع هذه الأجزاء على عدة جبال ..
ثم يقف بعيدا و ينادى هذه الطير فتأتيه حية طائرة في الحال ..
و بدأ إبراهيم عليه السلام ينفذ أمر ربه ..
أمسكنا نحن الأربعة من الطير ..
ثم ذبحنا ..
و قطع كل واحد منا إلى أجزاء صغيرة ..
ثم خلط الأجزاء ببعضها و حملها فى إناء ..
صعد إبراهيم عليه السلام أربعة جبال ..
على الجبل الأول وضع عددا من أجزائنا المختلطة ببعضها ..
و على الجبل الثاني و الثالث و الرابع فعل نفس الشئ ..
ثم نزل إبراهيم من فوق الجبل ووقف بعيدا ..
ثم نادى أجزاءنا ..
و فى أقل من غمضة العين رأى إبراهيم عليه السلام الأجزاء و هى تنضم إلى بعضها بقدرة الله تعالى ….
فعدنا بقدرة الله تعالى طيورا مرة أخرى …
رأى إبراهيم عليه السلام قدرة الله و هى تحيي الموتى ..
و قد حكى القرآن الكريم هذا الموقف ببين إبراهيم عليه السلام و ربه فى قوله تعالى بسورة البقرة :
” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) “
--------------------------------------------------------------------------------
الطير الأبابيل
نحن الطير الأبابيل ..
نحن جند من جنود الله الخفية ..
نحن الذين نأتمر بأمر المولى- سبحانه و تعالى -
فنفعل ما تأمرنا مشيئته به ، و لا نعصى له أمرا …
نحن جند من جنود الله الخفية التى يرسلها بالعذاب
من جهنم على من يشاء من عباده العصاة ..
أرسلنا سبحانه مرة بالعذاب و التدمير على قوم لوط العصاة
فأمطرنا بيوتهم و قراهم بحجارة من جهنم فدمرناهم تدميرا ..
و أرسلنا سبحانه فى مهمات كثيرة على العصاة الظالمين من عباده
و لكن ليس من حقنا نحن أن نتكلم عن هذه المهمات
لأنه سبحانه قد أخفاها لحكمة عليا …
لكننا فقط سنتحدث عن المهمة التى ذكرها سبحانه فى سورة الفيل
و هى مهمة تدمير جيش أبرهة اللعين ..
كما تعلمون فإن أبرهة قد أعد جيشا جرارا و سار به قاصدا مكة
لهدم بيت الله الحرام هناك ، لمنع العرب من الحج إليه
و الحج إلى بيت أبرهه فى اليمن ..
و كلما تعلمون فإن جيش أبرهه الجرار هذا كان جيشا رهيبا
لم تشهده الجزيرة العربية من قبل ..
و كان الجيش مدعما بالأفيال القوية و التى دربت على
دك الحصون و تدمير القرى و المدن و البيوت …
و كما تعلمون فإن أبرهه اللعين كان مزهوا بجيشه و قوته
و أنه قد أفهم جنوده أنهم ذاهبون فى نزهة قصيرة إلى ربوع مكة
يهدمون الكعبة المشرفة بيت الله فى الأرض
و يعودون بعدها إلى بلادهم مطمئنين ….
لم يكن أبرهة اللعين يتوقع أو يخطر على باله لحظة أن
جيشه يمكن أن يهزم فما بالك بأن يدمر الجيش تدميرا …
كان أبرهة رجلا ظالما لنفسه و لجيشه لأنه بغبائه قادهم إلى الهلاك …
و كان أهل مكة قوما ضعفاء إذا قورنوا بجيش أبرهة الجرار ..
و كانوا قوما حكماء لأنهم رفضوا أن يتصدوا لجيش أبرهة
فهم يعلمون أن من يتصدى لجيشه فمصيرهه هو الموت و الهلاك ..
كانوا حكماء حين قالوا لأبرهة بأن للكعبة ربنا يحميها
برغم أن أبرهة اللعين قد سخر منهم و استصغرهم فى عينيه ..
و لكن الله رب البيت لم يخيب رجاء أهل مكة بل استجاب دعواتهم بأن
يحمى بيته من الطاغية و جيشه الجرار ..
لقد دخل جيش أبرهة مكة تتقدمه الأفيال و على رأسها فيل كبير
هو الفيل الذى كان يزهو به أبرهة و الذى أعده لهدم الكعبة …
و خرج أهل مكة منها ..
أخلوها تماما للطاغية و جيشه تركوها لرب البيت يتكفل بحمايتها ..
و تقدمت الأفيال حتى أصبحت قريبة من الكعبة
لكن الرعب ملأ عيون الأفيال فجأة و رفض الفيل الكبير
أن يتقدم خطوة مهما ضربوه أو عذبوه …
رأى الفيل بفطرته أن ما يقوم به هو عمل لا يجب أن يقوم به …
و تراجع الفيل الكبير فى ذعر و خلفه بقية الأفيال …
و وقف أبرهة و جنوده حائرين ..
و هنا
جاء دورنا نحن
الطير الأبابيل
صدر الأمر الإلهى إلينا بتدمير أبرهة و جيشه فقط من دون بقية
أهل مكة الذين وقفوا بعيدا يرقبون ما يحدث ..
حملنا فى مناقيرنا حجارة من سجيل ..
حجارة أشد فتكا و تدميرا من أقوى القنابل النووية ملايين المرات
و بدأنا نقذف بها أبرهة و جيشه من أعلى ..
من الجو ..
لم يستغرق الأمر منا سوى لحظات قصيرة حتى أبدنا جيش أبرهة
و دمرناه عن آخره ..
فى لحظات تحول أبرهة و جنوده إلى عصف مأكول ..
إلى ما يشبه بقايا طعام تم أكله و هضمه و إخراجه !!!
ثم عصفت به الرياح فلم تبق منه شيئا …
هكذا عصفنا نحن بجيش أبرهة و كنست الرياح بقايا أجسادهم
فلم تبق منها شيئا …
و قد حكى القرآن الكريم قصة الطير الأبابيل التى عصفت بجيش أبرهة فى سورة الفيل :
” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) “
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع