الموحدة
عضو مميز
- إنضم
- 5 يناير 2012
- المشاركات
- 806
- النقاط
- 18
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- برواية ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
- الجنس
- أخت
كما هو شأن كل شيء جميل في هذه الحياة.. لا يدوم طويلا!
سرعان ما أتى رمضان، وسرعان ما تفلتت لحظاته الغالية من بين أيدينا، دون أن نشعر!
أتى رمضان كواحة فيحاء في صحراء قاحلة مجدبة؛ أوت إليها النفوس العطشى المتعبة في زمن طغت فيه المادة والأنانية، وانزوت فيه الإنسانية والرحمة؛ ليمسح بيده الحانية على تلك النفوس التي أرهقتها الحياة وكبلتها الذنوب؛ فيضمد جروحها ببلسمه الشافي، وينفض عنها غبار المعاصي، ويحررها من قيد الهوى وأسر الشهوات، ويحيلها كما كانت نشيطة الجسد، صافية الروح، نقية القلب.
أتى رمضان ليهمس في أذن المسلم الذي يخاف ربه بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني. وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي" رواه أبو داود و الترمذي، و حسنه الألباني، فيعود للمسلم توازنه وتصغر في عينه الدنيا بزخرفها وتعظم أمامه قيم الخير والفضيلة، فينطلق مؤديا دوره؛ ليغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاج، ويدخل السرور على قلوب المسلمين، وكذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " رواه البخاري ومسلم.
يقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ من الألم، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم، إذ يبالغ أشد المبالغة، ويدقق كل التدقيق، في منع الغذاء أو شبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث؛ فهما طريقتان كما ترى: مبصرة وعمياء وخاصة وعامة، وعلى نظام وعلى فجأة، ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة، فأية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة، ليحل في محله تاريخ النفس) انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (وحي القلم).
سرعان ما أتى رمضان، وسرعان ما تفلتت لحظاته الغالية من بين أيدينا، دون أن نشعر!
أتى رمضان كواحة فيحاء في صحراء قاحلة مجدبة؛ أوت إليها النفوس العطشى المتعبة في زمن طغت فيه المادة والأنانية، وانزوت فيه الإنسانية والرحمة؛ ليمسح بيده الحانية على تلك النفوس التي أرهقتها الحياة وكبلتها الذنوب؛ فيضمد جروحها ببلسمه الشافي، وينفض عنها غبار المعاصي، ويحررها من قيد الهوى وأسر الشهوات، ويحيلها كما كانت نشيطة الجسد، صافية الروح، نقية القلب.
أتى رمضان ليهمس في أذن المسلم الذي يخاف ربه بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني. وقوله صلى الله عليه وسلم:"لا تنزع الرحمة إلا من شقي" رواه أبو داود و الترمذي، و حسنه الألباني، فيعود للمسلم توازنه وتصغر في عينه الدنيا بزخرفها وتعظم أمامه قيم الخير والفضيلة، فينطلق مؤديا دوره؛ ليغيث الملهوف، ويصنع المعروف، ويعاون المحتاج، ويدخل السرور على قلوب المسلمين، وكذا كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما روى ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " رواه البخاري ومسلم.
يقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ من الألم، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم، إذ يبالغ أشد المبالغة، ويدقق كل التدقيق، في منع الغذاء أو شبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث؛ فهما طريقتان كما ترى: مبصرة وعمياء وخاصة وعامة، وعلى نظام وعلى فجأة، ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير، أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة، فأية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة، ليحل في محله تاريخ النفس) انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (وحي القلم).
منقول ...
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع