رسالة أيها المغتاب

طباعة الموضوع

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
رسالة إلى مغتاب

أيها المغتاب :

يا من يذكر أخاه المسلم بما يكره أن يذكر به ..
· يا من غفل عن خطر اللسان ، وعظيم جرمه*

يا من غفل عن الله سبحانه وهو غير غافل عنه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد .

فاتق الله سبحانه وتعالى في أعراض الناس واحذر الغيبة ظاهرة كانت
أو خفية ، فإنها آفة خطيرة من آفات اللسان ومرض عضال من أمراض
المجتمع ،ومعصية كبرى حرمها الإسلام ونهى عنها القرآن وحذر منها
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من المضار الشخصية ولما يترتب
عليها من المفاسد الاجتماعية سواء في أمور الدين أو الدنيا .

لذلك كله أحببت أن أسدي لك النصح وأن أوجه إليك الرسالة التالية وفيها أقول :

*يا من سلط لسانه على أعراض الآخرين لقد حذر الله سبحانه
من الغيبة في قوله عز وجل:

{ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ{

سورة الحجرات،الآية :12

لأنك متى اغتبت الآخرين وتحدثت عن معائبهم ونقائصهم وسلبياتهم
وآذيتهم وكنت كمن يأكل لحومهم فهل هناك أبشع من أكل لحم الميت من
البشر ؟ وليس هذا فحسب بل قال بعض أهل العلم إن من لم يتب من الغيبة
كان ظالما لإخوانه الذين اغتابهم بالعدوان عليهم،وظالما لنفسه بتعريضها
لعقاب الله سبحانه .

* يا من تعدى حدود الله وانتهاك حرماته ، إن الغيبة من القبائح
الاجتماعية التي لا يليق بمن آمن بالله ربا وبالسلام دينا
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أن يرتكبها أو يقدم عليها فقد
حرمها الله سبحانه ونهى عنها لما فيها من إفساد للمودة وقطع لجسور
المحبة وأواصر الأخوة ولأنها تبذر بذور العداوة بين أفراد المجتمع
فتنتشر بينهم الأحقاد والضغائن ومن ثم يقع الخلاف والفرقة .

* يا من يضحك بملء فيه وهو لا يدري هل الله راض عنه أم ساخط عليه
إياك ومجالس الغيبة ورفاق السوء الذين لا يتوانون عن أكل لحوم
الآخرين والخوض في أعراضهم والاستهزاء بهم في الخلق أو الخلق
أو الشكل أو النسب أو العمل لأنك متى جالستهم غلبت عليك شقوتهم فإما
أن تشاركهم في الباطل وتخوض معهم وإما أن تجاملهم ببعض الكلام
أو الضحك أو التبسم أو الاستماع ،وبذلك تكون موافقا لهم وشريكا معهم .

* يا من دفعه حقده ودعته كراهيته لاغتياب المسلمين والنيل منهم إن من
أهم الدوافع للغيبة الحسد فاحذر منه لأنه داء عظيم وخطر جسيم يأكل قلب
المغتاب ويشغل باله فيريد أن يحط من قدر أخيه عند الناس بغيبته
وانتقاص شخصيته وتشويه صورته وسمعته عند الآخرين - كذبا وزورا
وبهتانا – نسأل الله السلامة .


* يا من نسي قوله تعالى:

{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
-سورة ق-

وتطاول على أعراض الناس ليلا ونهارا ، سرا وجهارا، تذكر ان من هتك
حرمة أخيه المسلم هتك الله حرمته لما روى البراء بن عازب – رضي الله عنه – بإسناد جيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( يا معشر من آمن بلسانه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم
فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه
في جوف بيته )
- رواه أبو داود وأبو يعلى .

واعلم-هدانا الله وإياك – أن الغيبة سلوك مرفوض ورذيلة محضة تنبئ
عن تغلغل الفساد في نفس صاحبها وقلبه الأسود المليء بالحقد والضغينة .

· يا من اشتغل بعيوب الناس وغفل عن عيوبه ،عليك بتفقد أحوالك
وتهذيب أخلاقك ومراجعة نفسك في كل شأن من شئون حياتك فقد
قيل في وصف الغيبة إنها ضيافة الفساق ، ومراتع النساء ،
وإدام كلاب الناس وليس هذا فحسب بل إنها من صفات الجبناء
الذين يغتابون الآخرين في غيابهم فإذا لقوهم هشوا إليهم
وأظهروا لهم ما لا يبطنون من حقد وكراهية ، فهم بذلك السلوك
الخبيث من ذوي- الوجهين الذين هم من شرار الناس عند الله
سبحانه لقوله صلى الله عليه وسلم.

( تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين
الذي يأتي هؤلاء بوجه ،وهؤلاء بوجه )
رواه البخاري ومسلم وغيرهما .

يا من نسي أن الذنب لا ينسى وان الديان لا يموت ،تذكر انك صاحب
تجارة خاسرة وبضاعة فاسدة ،لأنك تخسر حسناتك - وتعطيها رغما عنك
إلى من اغتبت من عباد الله .فإن لم تكن لك حسنات أخذت عنه سيئاته
والعياذ بالله فعن أبى إمامة الباهلي- رضي الله عنه قال: أن العبد يعطي
كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن عملها فيقول: يا رب من أين
لي هذا؟ فيقول : هذا بما اغتابك الناس وأنت لا تشعر.

ويروي عن إبراهيم بن ادهم قوله:يا مكذب ، بخلت بدنياك على أصدقائك
وسخوت باخرتك على أعدائك ،فلا أنت بما بخلت به معذور ،
ولا أنت فيما سخوت به محمود.

يا من ينشر الفساد في الأرض ،ويشجع على ارتكاب المعاصي والمنكرات
، اعلم انك ممن يخلون بآمن المجتمع المسلم ويقوضون أركانه ،
أما كيف يكون كذلك فإن تعاليم الإسلام تقضي بان يأمن المسلم على
عرضه سواء أكان ذلك في حضوره أو في غيبته وهذا ما لا يتحقق عندما
تغتابه وتذكره بما يكره أن يذكر به لأنك حينئذ تكون قد استطلت في
عرضه وآذيته ،
والإسلام لا يحب الأذى ولا يرتضيه أيا كان نوعه .


وختاما :فإذا كان لا بد من أشغال لسانك فجنبه الغيبة وهتك أعراض
المسلمين وسخره للطاعات والمباحات من الأقوال ،

واعلم أن خير ما تشغل به لسانك ذكر الله سبحانه
لقوله صلى الله عليه وسلم:

(لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله )
- رواه الترمذي واحمد
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام اميمة

عضو مميز
إنضم
18 سبتمبر 2011
المشاركات
115
النقاط
16
الإقامة
من المحيط الى الخليج
احفظ من كتاب الله
13 جزء
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
-الحصري
الجنس
اخت
نسأل الله ان يطهر قلوبنا ويبعد عنا مجالس الغيبة النميمة
جزاك الله خير اختي الفاضلة ام جويرية
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
سأل معاذ الرسول صلى الله عليه وسلم الى أن يرشده الى عمل يدخل به الجنة ويباعد به عن النار ، فارشده الى اركان الاسلام والى الجهاد ثم قال له : "ألا اخبرك بملاك ذلك كله‼ فقال قلت بلى يارسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : "كف عليك هذا" ، قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال : "ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم ؟".

نسأل المولى جل وعلا ان يكفينا شرور السنتنا

بوركتِ يا حبيبة
احسن الرحمن جل شأنه اليكِ
 
أعلى