قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ
وَعِشْ سَالماً صَدْراً وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ :::: تُحَضَّرْ حِظَارَ الْقُدْسِ أَنْقَى مُغَسَّلاَ
وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتِي :::: كَقَبْضٍ عَلَى جَمْرٍ فَتَنْجُو مِنَ الْبلاَ
وَلَوْ أَنَّ عَيْناً سَاعَدتْ لتَوَكَّفَتْ :::: سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيماً وَهُطّلاَ
وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ :::: فَيَا ضَيْعَةَ الْأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلاَ
بِنَفسِي مَنِ اسْتَهْدَىَ إلى اللهِ وَحْدَهُ :::: وَكانَ لَهُ الْقُرْآنُ شِرْباً وَمَغْسَلاَ
وَطَابَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ فَتفَتَّقَتْ :::: بِكُلِّ عَبِيرٍ حِينَ أَصْبَحَ مُخْضَلاَ
فَطُوبى لَهُ وَالشَّوْقُ يَبْعَثُ هَمُّهُ ::::وَزَنْدُ الْأَسَى يَهْتَاجُ فِي الْقَلْبِ مُشْعِلاَ
هُوَ المُجْتَبَى يَغْدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ :::: قَرِيباً غَرِيباً مُسْتَمَالاً مُؤَمَّلاَ
يَعُدُّ جَمِيعَ النَّاسِ مَوْلى لِأَنَّهُمْ :::: عَلَى مَا قَضَاهُ اللهُ يُجْرُونَ أَفْعَلاَ
يَرَى نَفْسَهُ بِالذَّمِّ أَوْلَى لِأَنَّهَا :::: عَلَى المَجْدِ لَمْ تَلْعقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالْأَلاَ
وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ :::: وَمَا يَأْتَلِى فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلاَ
لَعَلَّ إِلهَ الْعَرْشِ يَا إِخْوَتِي يَقِى :::: جَمَاعَتَنَا كُلَّ المَكاَرِهِ هُوّلاَ
وَيَجْعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتاَبُهُ :::: شَفِيعاً لَهُمْ إِذْ مَا نَسُوْهُ فَيمْحَلاَ
وَبِاللهِ حَوْلِى وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِى :::: وَمَاليَ إِلاَّ سِتْرُهُ مُتَجَلِّلاَ
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبي وَعُدَّنِي :::: عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعاً مُتَوَكِّلاَ