رحلة في طلب الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ،له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين عليه وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم قلوب العباد ، وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقاً لسابق وعده : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً....
أما بعد ...
دوما تحمل الرحلات معها ذكريات جميلة وان كانت احيانا مرهقة ومتعبة الا ان لها فى النفس اثارا طيبة مبهجة لما توصلنا اليه فى نهايتها من مكاسب فكل رحلة بكسب وهذا الكسب هو ما يهون مشقة الرحلة ويجلعنا نغض الطرف ونتغافل عن المحيط بما فيه ومن فيه ،ثم نسرح بالخيال نتذكر مواطن الترحال عبر الرحلة ومن مر بنا ومررنا به فيها لنستعيد اجمل لحظات علّنا نفيد بها احدى السامعات لها او القارئات .
ابدأ الان هجرتي لتذكر رحلتي فتعالي معي أخيتي نأنس معا ونرتع فى روض الجنان فالرحلة ما هي الا رياض جنة كنت أرد عليها وكم تنسمت اريجها ونفحت فى نفسي عبيرها وتركت احلى واطيب الاثر فهيا بلا تردد ولا كسل .
فلي رحلة طويلة في تعلم كتاب الله ، سميتها رحلة طلب الجنة لأنها في طلب العلم والعلم هو سبيل الوصول للجنة كما اخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ... وهل اجمل من تلك الرحلة ؟؟!!
الم اقل انها ارتياع فى روض جنان كتاب الرحمن وكلمات المنان ارددها وآنس معها وبها مع أناس اثروا الرحلة بفيض من علمهم وكرم أخلاقهم ، وددت أن أسطرها لعلي أنفع بها من له همة ويتوق إلى نيل الدرجات العلا في الجنة ، أو لعلها تنفث همة فى نفس صاحبة الهمة التى أناخت راحلتها فى روضة من رياض الجنة .
نشأت بعظيم فضل الله منذ طفولتي في عائلة مسلمة محافظة تقدر العلم وتعظم كتاب الله حريصة على تعلمه ، نشأت وفي قلبي حب تعلم كتاب الله لكن كيف لست أدري ؟؟؟ أبحث وأرتحل هنا وهناك لعل الله يرزقني بمن يعلمني كتابه و تلاوته ، وكان جدي رحمة الله حاملا لكتاب الله وكم فخرت ان لى جدا مثله نفعنا الله بصلاحه فى الدنيا والاخرة ، فكنت أذهب اليه بين الحين والآخر لأسمع قراءته واستمتع وانا أتابع تلاوته لعلي احظى بما اريد لكن لم أتجرأ يوما ان اطلب منه ان يعلمني لعلي تقديرا لهيبته او شعورا بانشغاله لم اتقدم بالطلب ، ثم رحت اجول ، فبحثت يوما في مكتبة أبي_ رحمه الله_ فوجدت كتيبا صغيرا بعنوان هداية المستفيد في تعليم التجويد وكتيب آخر يتناول أسئلة مبسطة عن المدود سعدت بالعثور عليها وشعرت انى قد وجدت ضالتي قرأتها بشغف لكن !!! أنّى لي ان اطبق عمليا ما قرأت ،وحاولت جاهدة التطبيق لما قرأت لكن لم اكن أدري هل صواب ام خطأ ما اردد وأيقنت أنه لابد مُعلم يُوجِّه ويوضح واسمع عنه ثم اكرر فكما يقال من شيخه كتابه كان خطأه اكثر من صوابه ولكن انّى لى هذا المعلم ، أخذت اتابع الشيخ الحصري كنت أقوم الساعة 3 ليلا لأفتح احدى الإذاعات المسموعة وأستمع للشيخ قدر قراءته وكنت أحيانا أسجل قراءته لأتابع تطبيق تلاوته للقرآن ، وكم تساءلت ؟؟؟ لماذا لم يُعْطَ لكتاب الله نصيبا في مناهجنا الدراسية الإلزامية كيف نتلوه على الوجه الصحيح ،كنت كلما حضرت حصة التربية القرآنية في المدرسة اتالم وانا أرى معلمتى تقرؤنا القرآن كما لو اننا نقرأ كتاب مطالعة لم اجد فرقا يُشعرنى ان هذا قرآن ربى المتعبد بتلاوته والذى يأسر القلوب والذى خشيت قريش ان تسمعه علما منها انها ستنحنى ايمانا بمجرد سماعه ، يكاد قلبي يتمزق ، واردد في نفسي لقد أرسل الله لنا كتابا واحدا ولم نعطه حقه ولم نتدارسه حق دراسته كما نرى من اهتمام بتدريس مواد علمية بحتة كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والتاريخ ووووو لم َهذا الإهمال لكتاب الله !!!!!!
وفي ذات يوم وأنا في مرحلة الثانوية وفي المدرسة في درس الفيزياء وإذا بي اسمع تلاوة لكتاب الله بصوت أخت من داخل المدرسة ، صوت اخترق مسامعى بل هز قلبى فصرف ذهنى عمن حولى وغشيتني سعادة ، شعوري أعلى من أن أصفه فى تلك اللحظة
هل ما أسمعه كتاب الله ؟؟ هل يُرتَّل داخل المدرسة ؟! وبصوت طالبة فيها ؟!!!
سمعت الأخت بآذان صاغية وأصبحت شغوفة للتواصل معها ولاأدري كيف انقضت حصة الفيزياء وما أن خرجت مدرسة الفيزياء إلا واسرعت للخروج من فصلي الدراسي خلافا لعادتي حيث أنى كنت أتحلى بالهدوء والبقاء في مقعدي لحين دخول مُدرسة الحصة الثانية ، سبحان الله كنت أعيب على الطالبات في نفسي إسراعهن للخروج بعد خروج المدرسة وكأنهن خرجن من السجن ، إلآ ذلك اليوم خرجت فيه مسرعة وكأني أهرب من سجن إلى بَراح حيث وجدت ضالتي وعثرت على بغيتي ظللت اتنقل بين الفصول والاقسام ابحث عمن كان لديهم حصة تربية قرآنية لاجد الهداية اخت داعية الى كتاب الله بصوتها .
ظللت اتنقل وابحث بين الطالبات الى ان أُخبرت بمن كانت تقرأ ....اتجهت اليها والقيت السلام عليها وكلي خجل وحياء لاأدري كيف أبدا معها السؤال لكن ما كان يجوب ذهنى امرا واحدا ، هو كيف وصلت لهذا الحد فى تلاوة كتاب الله ؟! وهل يا ترى سوف اتعلم واصبح مثلها ؟ اسئلة كثيرة دارت فى ذهنى امام عينى وفى مسامعى اريد جوابا شافيا لها كيف تعلمت ؟؟ومن علمك ؟؟ و ؟ و ؟ و ؟ و حاولت كبح شعورى بالخجل قائلة لها سمعتك تقرأين كتاب الله قبل قليل !! وأنا منذ الصغر أتلهف لتعلم كتاب الله فهلا أرشدتني؟ لو تعلم الاخت كم تنفست الصعداء وكأنى نُشلت كالغريق من الماء ! لهفتى الى تعلم كتاب الله كانت شديدة ،عدت أسأل من علمك؟ وكيف ؟
قالت: جدي .
قلت : هل من كتاب بعينه علَّمك.
قالت: نعم.
قلت ألا تستأذنيه أن احظى بالكتاب يوما أطلع عليه لعلي اتعلم .
قالت: نعم .
وفي اليوم التالي أتتني بالكتاب وإذا به كتاب قديم جداا أوراقه سميكة كل ورقة بسمك كتيب من كتبنا حاليا وكأنها ليست أوراق بل من الكارتون او جرائد سعف النخيل ، بدأت أقلب الكتاب وأتطلع الى صور مخارج الحروف وزاد حزنى بعدما كنت شعرت بقرب الوصول من مأربى اتساءل يارب كيف أتعلم هذا ؟؟؟
لم أفهم شيء من الصورة واستحي أن أسألها ماهذه الصورة وماذا تعني ؟
أخذت الكتاب الى البيت داعية الله أن يعينني على تعلمه ، وصلت البيت وكل فكري منشغل بكيفية تعلُّمه قرأت شيئامن الكتاب وكان يتناول أحكام النون الساكنة والتنوين لكن لم أعرف كيف أطبق التلاوة. ذهبت في اليوم التالى للمدرسة وأنا أفكر يارب كيف لي أن أرافق هذه الأخت وألازمها لعلها تعلمني ، فذهبت اليها وقصصت عليها أمري أنني قد قرأت أحكاما لكني لا اعلم كيف السبيل لتطبيقها وان اجتهدت فى التطبيق فلا ادري اصواب تطبيقي لها ام خطا ؟
الوقت الذي التقي بها لايتجاوز العشرة دقائق فترة الاستراحة المخصصة بين الحصص ، كيف اطيل فترة بقائي معها لست أدري ، عائلتي مُحافِظة ليس من عاداتها خروج الابنة من البيت الا للمدرسة الوعودة مباشرة ، ففكرت في فكرة في استغلال الطريق اثناء العودة من المدرسة الى البيت فإن ربى وهو عليم بذات الصدور يعلم حاجتى ويعلم نيتى ورغبتى ومارغبتي يارب الا فى تعلم كتابك العزيز وتلاوته على الوجه الذى تحب وترضى و كانت فرحتي حدَّ لها لمَّا وفقنى الله ورزقنى من فضله فبسؤال الأخت القارئة عن وجهتها وطريق سيرها اثناء الذهاب للمدرسة والاياب ،علمت انها تتَّبع نفس طريقى وتذهب سيرا على الاقدام ، فبادرت بعرض فكرتى عليها بالرجوع سويا واستغلال وقت طريقنا بالتلاوة وتعليم الأحكام فرحبت الأخت بالفكرة جزاها الله عني خير الجزاء وجمعني بها في الفردوس الأعلى .
ورجعنا ذلك اليوم معا وأذكر لها كل حكم قرأته من أحكام النون الساكنة والتنوين مع تلاوتها من بداية سورة البقرة تطبيقا لذلك ، يااا الله كانت سعادتي لاتوصف حينها نعم أيعقل أن أتعلم الترتيل بهذه الطريقة !!!!
هل بدأَت خطواتى تدرك الطريق الصواب ؟
وظل الحال هكذا ايام عديدة اتابع الاحكام وادونها بأمثلتها فى دفتر خاص بهذا العلم ثم اعود لاتابع ما تعلمته بسماع الشيخ الحصرى .
وذات يوم كنا فى درس القرآن بالمدرسة فقلت في نفسي عليَّ أن أقرأ اليوم ماتعلمتُه وقد ملأ ذهنى وملك تفكيرى تلك الآية ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتيِلآ ) ولن اعود لسابق العهد حيث كنت أقرأ القرآن كقراءة أي كتاب مطالعة ، ودخلت المعلمة وزميلاتى بدأن فى التلاوة وكنت اتحين وصول دورى فى التلاوة حتى حانت اللحظة فأشارت الي المعلمة لأقرأ فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم وسميت بسم الله الرحمن الرحيم وبدأت أرتل...كم كانت لحظات سعيدة غالية فأخيرا قرأت قرآن ربى كما يحب ربى وكما أمر وإذا بمعلمتى.. تشجعنى وتهنئنى قائلة أحسنت ممتاز هذه هي القراءة الصحيحة هكذا لابد أن يُقرأ كتاب الله وأشارت إلى زميلاتى هكذا يجب أن تكون قراءة القرآن الكريم كما قرأت زميلتكن ، شعرت بعزة وسعادة ورفعتْ تلك الكلمات من همتى ودفعتنى دفعا لمواصلة الطريق .
وبعد ايام قلائل فاجئتني أختى رفيقة درب العلم والتى أكرمنى الله بها فتعلمت منها إذا هى في زيارة لبيتي استقبلتها بالفرح والسرور واستبشرت بقدومها ،هكذا والله دوما لأهل القرآن مكانة فى النفوس ومستقرا فى القلوب يعزهم الله بعزته بما نالوا من أشرف العلوم. بادرت قائلة قد أتيت لأقرؤك القرآن ، كان لوقع الكلمات على مسامعى أثرا لا انساه سعادة ورضا لشعورى ان المولى عز وجل يسر لى طريق العلم ولعل ذلك لعلمه تعالى بصدق نيتى فى حب الطلب واسرعت الى المصحف وشرعت فى ا لتلاوة بدأت بسورة البقرة ، وتوالت الأيام واستمرت الأخت بزيارتي بين الحين والآخر تتفقد قراءتي وتمدنى بما لديها من علم . جزاها الله عني خير الجزاء .
وبعدها قدر الله أن تزوجت وبعد سكني عن سكن الأخت أصبت بشيء من الفتور لانشغالي بدراستي الجامعية وبمسؤولية البيت وتربية الأولاد ،وبعدها قدر الله لنا الهجرة فغادرت العراق الى ليبيا ، هناك أحسست أني فقدت كل شيء ليس الوطن والأهل فقط إنما كل ما كان فيه حياة فالعلم حياة للقلوب فلما فقدته شعرت بفقدها .
ولم يتوفر لي الكتاب ولا الشريط ولا أي وسيلة مما كانت لى قبلا تكون عونا لي فى طلب العلم فكانت سلوتي الوحيدة كتاب الله ، هممت أبحث عن طريقة لأواصل مسيرتي في تعلم التجويد وطلب العلم الشرعي طرأت لى فكرة أن أدرس في جامعة مفتوحة وأمتحن خارجي وقدمت لكلية الشريعة على أن أدرس في البيت وأمتحن وقت الامتحان في الجامعة ، اشتريت بعض مناهج الكلية واستعرت البعض وبدأت أدرس ، وكلما مر على ما يشكل فهمه مستوجبا شرح من شيخ أو استاذ للمادة ما كنت اعمل إلا أن أضع اشارات وأدون ملاحظات عن ما يشكل علي لعل الله ييسر لي من يوضحها لي ، وما أن اقترب موعد الامتحان وتقدمت له عاق المسير بعض الأمور فلكوني مغتربة غير ليبية تعرقل المسير وتوقف الأمر دون قدرتى على الاختبار و اضطررت لإلغاء اشتراكي والحمد لله على كل حال قدر الله وماشاء فعل ، لكن لكل موقف يمر بنا لابد من ردة فعل بقى فى نفسى أثر فما وجدته من حلاوة نيل العلم وحياة القلب وعودة الروح ، جعلنى ابحث عمن يشرح لي ما أشكل علي حيث أنه من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه . فقد حصَّلت العلم الذى أعددته للاختبار ولما لم أختبر ظل العلم ولكن بقى ما أشكل على فهمه وهو ما كنت ابحث عمن يكشف لى ما ماغُمَّ وغاب عني فهمه وتحصيله ولبعد تحصيل المأرب ضعفت المعنويات وحصل شيء من الفتور لفترة أخرى ثم بدا لى من بعد ذلك اللجوء الى التعلم عبر النت.
بعد ان علمت أن النت وصل الى ليبيا ، لبى لى زوجي الحبيب طلبي وجدَّ فى تهيئة خط النت وكل ما أحتاجه في طلب العلم فكان عونا لي بعد الله جزاه الله عني خير الجزاء وجعل ماقدمه لي في ميزان حسناته ، بدأت بتصفح المواقع الإسلامية وبادرت اسجل انضمامى لكل موقع أرى فيه شيئا من الفائدة وفى بداية كل امر جديد وليس مألوفا على المرء يكون الشعور بالغربة وعدم الألفة وكذلك الجهل ببعض الإجراءات ولكن مع حب العلم والجهاد لنيل شرف حمله كنت احاول خوض هذا المجهول الجديد فأوجبت على نفسى أخترق غيومه لعلى أتصل بالنبع الفياض انهل منه ما استطعت وكنت اتقدم فى كل موقع اشتركت به بطلب شرح وتفسير عن كيفية دراسة كتاب الله والالتحاق بالدورات التعليمية فوصلني يوما رد من أخت مديرة احد المواقع الإسلامية تعطيني رابط أكاديمية حفاظ الوحيين وترشدني لدخولها لعلي أوفق في الحصول على ما أصبو اليه ،استخرت الله والتحقت بالأكاديمية وشرعت أتصفحها فوجدت رابط أُعلن فيه عن دورة لتعليم التجويد وحفظ القرآن وكنت حينها حافظة ل 20 جزء من كتاب الله فدبَّ الأمل في نفسي أحسست أنني وصلت للطريق فسجلت في الدورة وارسل لي ايميل بموعد المقابلة وامتحان القبول ، حضرت على الموعد والتقيت باخت في الله طيبة طلبت مني أن أقرأ بداية سورة النساء قرأت والحمد لله وإذا بها تقول لي ممتاز قراءتك طيبة وخاشعة هل درست التجويد مسبقا قلت في البيت لوحدي ،فتم قبولي والحمد لله ،أحمده تعالى وأسأله توفيق دائما لكل ما يحب ويرضى وحضرت دروس تحفة الأطفال وشرحها بالاختبار فيها نجحت بتفوق لله الحمد وهو مما رفع همتى فحياة القلب بفضل الله دافعة قوية لهمة وعزيمة ولا يُحيى القلب الا العلم وملازمة كتاب الله فحفظه فضل وتدارسه شرف فكم رجوت ان يتفضل على ربى سبحانه بهذا الفضل وذاك الشرف فسجلت في دورة حفظ القرآن الكريم وقرأت القرآن الكريم كاملا غيبا على إحدى المشرفات التي تقوم بمتابعة التسميع للأخوات راجعت بفضل الله 20 جزء حفظي السابق وكم كانت لهفتى وشوقى للختم فأتممت الباقي خلال شهر تقريبا بفضل الله ختمت كتاب الله فاللهم احفظ القرآن فى قلبى واستعمل به يا رب بدنى ثم بعد ذلك تم تعييني مشرفة لتحفيظ القرآن الكريم وحفظت على يدي عشرات الأخوات بفضل الله وكانت أيام جميلة جدا تذوقنا فيها حلاوة الإيمان تدارسنا كتاب الله ، ثم شرعت ادرس العلوم الشرعية والتى توقفت عنها من قبل من اجل امورا روتينية كما يسمونها لا يجب ابدا ان تحيل بين طالب العلم وطريق العلم فسبحان الله تعالى ولا حول ولا قوة الا بالله .
فسجلت في الأكاديمية الإسلامية ودرست العلوم الشرعية من فقه وعقيدة وتفسير واصول التفسير والحديث والآداب الشرعية وووو .. وكنت مع سلوكي سبيل العلم فى نهم لإصابة كل مفيد ،واثناء تصفحى المستمر للمواقع الإسلامية وأحدها ملتقى الشفاء الإسلامي ،فغالبا ما كنت أدخل على قسم الفتاوى حيث يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي فكنت أقرأ ردوده على أسئلة الأعضاء والزوار ، قرأت يوما إجابته لشاب يسأل عن حكم استماع الأناشيد الإسلامية أعجبني رده حيث انه يُوجِّه نداءا لشباب الأمة بالتوجه الى كتاب الله في نهاية جوابه للسؤال وكنت ممن يسمع الأناشيد الإسلامية ترك أثرا في نفسي جعلني اشعر بالذنب كيف أترك كلام الله وأسمع لكلام البشر ولو أنه كلام جميل وأغلبه موجه لتعاليم الإسلام ومبادئه لكن مهما كان فهو كلام بشر ، كان هذا الامر يثير فى نفسى حيرة وكان الحساب الشخصى للشيخ موجود فى نفس صفحة إجابة السؤال فأخذت إيميله واضفته عندي وكتبت له استفسار عن طريقة دراسة كتاب الله وصحيح البخاري ، لمست على الشيخ تواضعه أجابني بأنه سيكون عونا وسندا لي في كل ما أحتاجه في تعلم كتاب الله والسنة النبوية الشريفة أحسست أنه رفع من همتي وأعطاني دفعة للتوجه لطلب العلم وتعلم القراءآت بدل الأناشيد ودراسة التفسير والحديث ومنذ ذلك اليوم والى يومنا هذا هو يتعاهدني بين الحين والآخر يرشدني تارة ويقومني تارة ومابخل علي بشيء من علمه فكان لي نعم الأخ والأستاذ والموجه جزاه الله عني وعن الإسلام خير الجزاء ورزقه الفردوس الأعلى.
وما برحت اداوم المسير على سبيل العلم فها أنا بفضل الله أتعلم القراءآت العشر وأجزت بقراءة عاصم براوييه (حفص وشعبة) من طريق الشاطبية وطرق الطيبة وبقراءة نافع براوييه (قالون وشعبة) وأقرأ على شيوخي وشيخاتي ببقية الروايات ولازلت في طريقي أحبو على مشارف العلم . فللعلم مذاق لا يزهده من ذاق من سلسل شرابه ، رأيت بعدها أنه لابد من أن أزكي علمي الذي اتعلمه فلكل شيء زكاة وزكاة العلم تعليمه ولكني أشعر بجهلي وقلة علمي وضعفي ولست أهلا لذلك لكن تلبية لطلب الأخوات اللاتي كنت أشرف على تحفيظهن لكتاب الله وطلب إدارة بعض المنتديات التي أعمل فيها فاستخرت الله سبحانه وتعالى ثم توكلت عليه وها أنا لله الحمد وبفضل من الله أُدَرِّس بمنتديات عدَّة دروسا فى التفسير والحديث والتجويد وتصحيح التلاوة والمتشابهات في القرآن الكريم في شرح كتاب " دليل الحفاظ لمتشابه الألفاظ للشيخ يحيى الزوواوي " الذي أذن لي وشجعني على تعليمه للأخوات وأشرف على الدروس الأولى التي اعطيتها بفضل الله تعالى .
وأخيرا اقول ليس الطريق لمن سبق بل الطريق لمن صدق ومن صدق الله صدقه الله.
اللهم إجعلنا من الصادقين السباقين .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فقد حان الان وقت قطف الثمار.
آتت الرحلة ثمارا يانعة بفضل الله تركت أثرا طيبا فى حياتى كلها اسوق للطيبات منها ما ينفع إن شاء الله :
• أنْ منَّ الله علي بحفظ كتابه وهذه نعمة وكفى بها نعمة .
اورثتنى حبا لله فهو اغلى واهم ثمرة واولها زيادة حب الله في قلبي زيادة لاتوصف اصبح حبه أكثر من نفسي ومن روحي ومن كل شيء.. لا ألمسه فقط او انصح به عن عدم شهود بل اعيشه فى كل لحظة وفى كل سكنة وحركة سبحانك ربى احينى على حبك وامتنى عليه لعلى القاك وانت عنى راضٍ .
شعور بسعادة لاتوصف وأنا أتلو أو أسمع كتاب الله وصدق الإمام الشاطبي عندما قال
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ.. وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً .
الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة أثناء الصلاة لله الحمد . بالفعل اشعر أني في عالم آخر أعيش في معية الله ومع كتابه وصدق الحبيب المصطفى عندما قال " جعلت قرة عيني في الصلاة " فالشعور بمعية الله في كل لحظة ما كان إلا ببركة تلاوة آياته وسماعها .
وكان من ثماره أن وجدت إجابة الدعاء الفورية ، فمن فضل الله وكرمه عليَّ أني مادعوت دعاء إلا ولمست الإجابة الفورية وإن تتأخر الإجابة ذات مرة ما خلا شعورى من يقين فى حكمة الله ورثتها أيضا من حلو الصلة بكتابه تعالى فقد اورثنى الرضا ولله الحمد ، الامر الذى يجعلني أزداد صلة به وتوجها اليه وأستشعر عظمته في كل لحظة ويزداد تقربي له بالطاعات والتضرع اليه ومناجاته في الخلوات .
• وأخيرا أقول أنني في سعادة ـ بمعية الله وكتابه العزيز ـ لاتوصف ولله الفضل والمنة .
فقد قال احد العارفين :
ومتى اوحشك الله من خلقه فاعلم إنما يريد أن يفتح لك باب الأنس به.
والحمد لله حمدا كثير طيبا مبارك لجلال وجهه وعظيم سلطانه ومجده.
تلك رحلتى طرقا لسبيل العلم قصصتها بُغية النفع لعلها تقع موقعا فى نفس إحدى أخواتى فتدفعها بهمة وعزيمة لتلقى العلم بجدية ولاننسى معا ما لأهل العلم من فضل .
الناس موتى و أهل العلم أحياء *** و الناس مرضى و هم فيها أطباء
و الناس أرض و أهل العلم فوقهم *** مثل السماء و ما في النور ظلماء
و زمرة العلم رأس الخلق كلهم *** و سائر الناس في التمثال أعضاء
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو بالإنفاق. وقال علي أيضاً رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه.
وقال رضي الله عنه نظماً:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرىء ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً بـه أبـداً ... الناس موتى وأهل العلم أحياء
فالعلم العلم يا طيبات
ولا اجد ما اختم به افضل من دعاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتصلح بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ، وتزكي بها عملي ، وتلهمني بها رشدي ، وترد بها ألفتي ، وتعصمني بها من كل سوء ، اللهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك الفوز في الفضاء ، ونزل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الأعداء . اللهم إني أنزل بك حاجتي ، فإن قصر رأيي وضعف عملي افتقرت إلى رحمتك ؛ فأسألك يا قاضي الأمور ، ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور ، ومن فتنة القبور ، اللهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتي ، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك ؛ فإني أرغب إليك فيه ، وأسألك برحمتك يا رب العالمين . اللهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد ، أسألك الأمن يوم الوعيد ، والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، الركع السجود ، الموفين بالعهود ؛ إنك رحيم ودود ، وإنك تفعل ما تريد . اللهم اجعلنا هادين مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، سلما لأوليائك ، وعدوا لأعدائك ، نحب بحبك من أحبك ، ونعادي بعداوتك من خالفك . اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة ، وهذا الجهد ، وعليك التكلان ، اللهم اجعل لي نورا في قلبي ، ونورا في قبري ، ونورا بين يدي ، ونورا من خلفي ، ونورا عن يميني ، ونورا عن شمالي ، ونورا من فوقي ، ونورا من تحتي ، ونورا في سمعي ، ونورا في بصري ، ونورا في شعري ، ونورا في بشري ، ونورا في لحمي ، ونورا في دمي ، ونورا في عظامي ، اللهم أعظم لي نورا ، وأعطني نورا ، واجعل لي نورا ، سبحان الذي تعطف بالعز وقال به ، سبحان الذي لبس المجد والكرم به ، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان ذي الفضل والنعم ، سبحان ذي المجد ، سبحان ذي الجلال والإكرام
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1477
خلاصة حكم المحدث: حسن
المعلم الأول صلوات ربى وسلامه عليه نسأل الله تعالى ان يجازيه عنا خير ما جازى نبيا عن امته فقد أدى الامانة وبلغ الرسالة فآته يا رب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ،له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين عليه وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم قلوب العباد ، وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقاً لسابق وعده : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً....
أما بعد ...
دوما تحمل الرحلات معها ذكريات جميلة وان كانت احيانا مرهقة ومتعبة الا ان لها فى النفس اثارا طيبة مبهجة لما توصلنا اليه فى نهايتها من مكاسب فكل رحلة بكسب وهذا الكسب هو ما يهون مشقة الرحلة ويجلعنا نغض الطرف ونتغافل عن المحيط بما فيه ومن فيه ،ثم نسرح بالخيال نتذكر مواطن الترحال عبر الرحلة ومن مر بنا ومررنا به فيها لنستعيد اجمل لحظات علّنا نفيد بها احدى السامعات لها او القارئات .
ابدأ الان هجرتي لتذكر رحلتي فتعالي معي أخيتي نأنس معا ونرتع فى روض الجنان فالرحلة ما هي الا رياض جنة كنت أرد عليها وكم تنسمت اريجها ونفحت فى نفسي عبيرها وتركت احلى واطيب الاثر فهيا بلا تردد ولا كسل .
فلي رحلة طويلة في تعلم كتاب الله ، سميتها رحلة طلب الجنة لأنها في طلب العلم والعلم هو سبيل الوصول للجنة كما اخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ... وهل اجمل من تلك الرحلة ؟؟!!
الم اقل انها ارتياع فى روض جنان كتاب الرحمن وكلمات المنان ارددها وآنس معها وبها مع أناس اثروا الرحلة بفيض من علمهم وكرم أخلاقهم ، وددت أن أسطرها لعلي أنفع بها من له همة ويتوق إلى نيل الدرجات العلا في الجنة ، أو لعلها تنفث همة فى نفس صاحبة الهمة التى أناخت راحلتها فى روضة من رياض الجنة .
نشأت بعظيم فضل الله منذ طفولتي في عائلة مسلمة محافظة تقدر العلم وتعظم كتاب الله حريصة على تعلمه ، نشأت وفي قلبي حب تعلم كتاب الله لكن كيف لست أدري ؟؟؟ أبحث وأرتحل هنا وهناك لعل الله يرزقني بمن يعلمني كتابه و تلاوته ، وكان جدي رحمة الله حاملا لكتاب الله وكم فخرت ان لى جدا مثله نفعنا الله بصلاحه فى الدنيا والاخرة ، فكنت أذهب اليه بين الحين والآخر لأسمع قراءته واستمتع وانا أتابع تلاوته لعلي احظى بما اريد لكن لم أتجرأ يوما ان اطلب منه ان يعلمني لعلي تقديرا لهيبته او شعورا بانشغاله لم اتقدم بالطلب ، ثم رحت اجول ، فبحثت يوما في مكتبة أبي_ رحمه الله_ فوجدت كتيبا صغيرا بعنوان هداية المستفيد في تعليم التجويد وكتيب آخر يتناول أسئلة مبسطة عن المدود سعدت بالعثور عليها وشعرت انى قد وجدت ضالتي قرأتها بشغف لكن !!! أنّى لي ان اطبق عمليا ما قرأت ،وحاولت جاهدة التطبيق لما قرأت لكن لم اكن أدري هل صواب ام خطأ ما اردد وأيقنت أنه لابد مُعلم يُوجِّه ويوضح واسمع عنه ثم اكرر فكما يقال من شيخه كتابه كان خطأه اكثر من صوابه ولكن انّى لى هذا المعلم ، أخذت اتابع الشيخ الحصري كنت أقوم الساعة 3 ليلا لأفتح احدى الإذاعات المسموعة وأستمع للشيخ قدر قراءته وكنت أحيانا أسجل قراءته لأتابع تطبيق تلاوته للقرآن ، وكم تساءلت ؟؟؟ لماذا لم يُعْطَ لكتاب الله نصيبا في مناهجنا الدراسية الإلزامية كيف نتلوه على الوجه الصحيح ،كنت كلما حضرت حصة التربية القرآنية في المدرسة اتالم وانا أرى معلمتى تقرؤنا القرآن كما لو اننا نقرأ كتاب مطالعة لم اجد فرقا يُشعرنى ان هذا قرآن ربى المتعبد بتلاوته والذى يأسر القلوب والذى خشيت قريش ان تسمعه علما منها انها ستنحنى ايمانا بمجرد سماعه ، يكاد قلبي يتمزق ، واردد في نفسي لقد أرسل الله لنا كتابا واحدا ولم نعطه حقه ولم نتدارسه حق دراسته كما نرى من اهتمام بتدريس مواد علمية بحتة كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والتاريخ ووووو لم َهذا الإهمال لكتاب الله !!!!!!
وفي ذات يوم وأنا في مرحلة الثانوية وفي المدرسة في درس الفيزياء وإذا بي اسمع تلاوة لكتاب الله بصوت أخت من داخل المدرسة ، صوت اخترق مسامعى بل هز قلبى فصرف ذهنى عمن حولى وغشيتني سعادة ، شعوري أعلى من أن أصفه فى تلك اللحظة
هل ما أسمعه كتاب الله ؟؟ هل يُرتَّل داخل المدرسة ؟! وبصوت طالبة فيها ؟!!!
سمعت الأخت بآذان صاغية وأصبحت شغوفة للتواصل معها ولاأدري كيف انقضت حصة الفيزياء وما أن خرجت مدرسة الفيزياء إلا واسرعت للخروج من فصلي الدراسي خلافا لعادتي حيث أنى كنت أتحلى بالهدوء والبقاء في مقعدي لحين دخول مُدرسة الحصة الثانية ، سبحان الله كنت أعيب على الطالبات في نفسي إسراعهن للخروج بعد خروج المدرسة وكأنهن خرجن من السجن ، إلآ ذلك اليوم خرجت فيه مسرعة وكأني أهرب من سجن إلى بَراح حيث وجدت ضالتي وعثرت على بغيتي ظللت اتنقل بين الفصول والاقسام ابحث عمن كان لديهم حصة تربية قرآنية لاجد الهداية اخت داعية الى كتاب الله بصوتها .
ظللت اتنقل وابحث بين الطالبات الى ان أُخبرت بمن كانت تقرأ ....اتجهت اليها والقيت السلام عليها وكلي خجل وحياء لاأدري كيف أبدا معها السؤال لكن ما كان يجوب ذهنى امرا واحدا ، هو كيف وصلت لهذا الحد فى تلاوة كتاب الله ؟! وهل يا ترى سوف اتعلم واصبح مثلها ؟ اسئلة كثيرة دارت فى ذهنى امام عينى وفى مسامعى اريد جوابا شافيا لها كيف تعلمت ؟؟ومن علمك ؟؟ و ؟ و ؟ و ؟ و حاولت كبح شعورى بالخجل قائلة لها سمعتك تقرأين كتاب الله قبل قليل !! وأنا منذ الصغر أتلهف لتعلم كتاب الله فهلا أرشدتني؟ لو تعلم الاخت كم تنفست الصعداء وكأنى نُشلت كالغريق من الماء ! لهفتى الى تعلم كتاب الله كانت شديدة ،عدت أسأل من علمك؟ وكيف ؟
قالت: جدي .
قلت : هل من كتاب بعينه علَّمك.
قالت: نعم.
قلت ألا تستأذنيه أن احظى بالكتاب يوما أطلع عليه لعلي اتعلم .
قالت: نعم .
وفي اليوم التالي أتتني بالكتاب وإذا به كتاب قديم جداا أوراقه سميكة كل ورقة بسمك كتيب من كتبنا حاليا وكأنها ليست أوراق بل من الكارتون او جرائد سعف النخيل ، بدأت أقلب الكتاب وأتطلع الى صور مخارج الحروف وزاد حزنى بعدما كنت شعرت بقرب الوصول من مأربى اتساءل يارب كيف أتعلم هذا ؟؟؟
لم أفهم شيء من الصورة واستحي أن أسألها ماهذه الصورة وماذا تعني ؟
أخذت الكتاب الى البيت داعية الله أن يعينني على تعلمه ، وصلت البيت وكل فكري منشغل بكيفية تعلُّمه قرأت شيئامن الكتاب وكان يتناول أحكام النون الساكنة والتنوين لكن لم أعرف كيف أطبق التلاوة. ذهبت في اليوم التالى للمدرسة وأنا أفكر يارب كيف لي أن أرافق هذه الأخت وألازمها لعلها تعلمني ، فذهبت اليها وقصصت عليها أمري أنني قد قرأت أحكاما لكني لا اعلم كيف السبيل لتطبيقها وان اجتهدت فى التطبيق فلا ادري اصواب تطبيقي لها ام خطا ؟
الوقت الذي التقي بها لايتجاوز العشرة دقائق فترة الاستراحة المخصصة بين الحصص ، كيف اطيل فترة بقائي معها لست أدري ، عائلتي مُحافِظة ليس من عاداتها خروج الابنة من البيت الا للمدرسة الوعودة مباشرة ، ففكرت في فكرة في استغلال الطريق اثناء العودة من المدرسة الى البيت فإن ربى وهو عليم بذات الصدور يعلم حاجتى ويعلم نيتى ورغبتى ومارغبتي يارب الا فى تعلم كتابك العزيز وتلاوته على الوجه الذى تحب وترضى و كانت فرحتي حدَّ لها لمَّا وفقنى الله ورزقنى من فضله فبسؤال الأخت القارئة عن وجهتها وطريق سيرها اثناء الذهاب للمدرسة والاياب ،علمت انها تتَّبع نفس طريقى وتذهب سيرا على الاقدام ، فبادرت بعرض فكرتى عليها بالرجوع سويا واستغلال وقت طريقنا بالتلاوة وتعليم الأحكام فرحبت الأخت بالفكرة جزاها الله عني خير الجزاء وجمعني بها في الفردوس الأعلى .
ورجعنا ذلك اليوم معا وأذكر لها كل حكم قرأته من أحكام النون الساكنة والتنوين مع تلاوتها من بداية سورة البقرة تطبيقا لذلك ، يااا الله كانت سعادتي لاتوصف حينها نعم أيعقل أن أتعلم الترتيل بهذه الطريقة !!!!
هل بدأَت خطواتى تدرك الطريق الصواب ؟
وظل الحال هكذا ايام عديدة اتابع الاحكام وادونها بأمثلتها فى دفتر خاص بهذا العلم ثم اعود لاتابع ما تعلمته بسماع الشيخ الحصرى .
وذات يوم كنا فى درس القرآن بالمدرسة فقلت في نفسي عليَّ أن أقرأ اليوم ماتعلمتُه وقد ملأ ذهنى وملك تفكيرى تلك الآية ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتيِلآ ) ولن اعود لسابق العهد حيث كنت أقرأ القرآن كقراءة أي كتاب مطالعة ، ودخلت المعلمة وزميلاتى بدأن فى التلاوة وكنت اتحين وصول دورى فى التلاوة حتى حانت اللحظة فأشارت الي المعلمة لأقرأ فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم وسميت بسم الله الرحمن الرحيم وبدأت أرتل...كم كانت لحظات سعيدة غالية فأخيرا قرأت قرآن ربى كما يحب ربى وكما أمر وإذا بمعلمتى.. تشجعنى وتهنئنى قائلة أحسنت ممتاز هذه هي القراءة الصحيحة هكذا لابد أن يُقرأ كتاب الله وأشارت إلى زميلاتى هكذا يجب أن تكون قراءة القرآن الكريم كما قرأت زميلتكن ، شعرت بعزة وسعادة ورفعتْ تلك الكلمات من همتى ودفعتنى دفعا لمواصلة الطريق .
وبعد ايام قلائل فاجئتني أختى رفيقة درب العلم والتى أكرمنى الله بها فتعلمت منها إذا هى في زيارة لبيتي استقبلتها بالفرح والسرور واستبشرت بقدومها ،هكذا والله دوما لأهل القرآن مكانة فى النفوس ومستقرا فى القلوب يعزهم الله بعزته بما نالوا من أشرف العلوم. بادرت قائلة قد أتيت لأقرؤك القرآن ، كان لوقع الكلمات على مسامعى أثرا لا انساه سعادة ورضا لشعورى ان المولى عز وجل يسر لى طريق العلم ولعل ذلك لعلمه تعالى بصدق نيتى فى حب الطلب واسرعت الى المصحف وشرعت فى ا لتلاوة بدأت بسورة البقرة ، وتوالت الأيام واستمرت الأخت بزيارتي بين الحين والآخر تتفقد قراءتي وتمدنى بما لديها من علم . جزاها الله عني خير الجزاء .
وبعدها قدر الله أن تزوجت وبعد سكني عن سكن الأخت أصبت بشيء من الفتور لانشغالي بدراستي الجامعية وبمسؤولية البيت وتربية الأولاد ،وبعدها قدر الله لنا الهجرة فغادرت العراق الى ليبيا ، هناك أحسست أني فقدت كل شيء ليس الوطن والأهل فقط إنما كل ما كان فيه حياة فالعلم حياة للقلوب فلما فقدته شعرت بفقدها .
ولم يتوفر لي الكتاب ولا الشريط ولا أي وسيلة مما كانت لى قبلا تكون عونا لي فى طلب العلم فكانت سلوتي الوحيدة كتاب الله ، هممت أبحث عن طريقة لأواصل مسيرتي في تعلم التجويد وطلب العلم الشرعي طرأت لى فكرة أن أدرس في جامعة مفتوحة وأمتحن خارجي وقدمت لكلية الشريعة على أن أدرس في البيت وأمتحن وقت الامتحان في الجامعة ، اشتريت بعض مناهج الكلية واستعرت البعض وبدأت أدرس ، وكلما مر على ما يشكل فهمه مستوجبا شرح من شيخ أو استاذ للمادة ما كنت اعمل إلا أن أضع اشارات وأدون ملاحظات عن ما يشكل علي لعل الله ييسر لي من يوضحها لي ، وما أن اقترب موعد الامتحان وتقدمت له عاق المسير بعض الأمور فلكوني مغتربة غير ليبية تعرقل المسير وتوقف الأمر دون قدرتى على الاختبار و اضطررت لإلغاء اشتراكي والحمد لله على كل حال قدر الله وماشاء فعل ، لكن لكل موقف يمر بنا لابد من ردة فعل بقى فى نفسى أثر فما وجدته من حلاوة نيل العلم وحياة القلب وعودة الروح ، جعلنى ابحث عمن يشرح لي ما أشكل علي حيث أنه من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه . فقد حصَّلت العلم الذى أعددته للاختبار ولما لم أختبر ظل العلم ولكن بقى ما أشكل على فهمه وهو ما كنت ابحث عمن يكشف لى ما ماغُمَّ وغاب عني فهمه وتحصيله ولبعد تحصيل المأرب ضعفت المعنويات وحصل شيء من الفتور لفترة أخرى ثم بدا لى من بعد ذلك اللجوء الى التعلم عبر النت.
بعد ان علمت أن النت وصل الى ليبيا ، لبى لى زوجي الحبيب طلبي وجدَّ فى تهيئة خط النت وكل ما أحتاجه في طلب العلم فكان عونا لي بعد الله جزاه الله عني خير الجزاء وجعل ماقدمه لي في ميزان حسناته ، بدأت بتصفح المواقع الإسلامية وبادرت اسجل انضمامى لكل موقع أرى فيه شيئا من الفائدة وفى بداية كل امر جديد وليس مألوفا على المرء يكون الشعور بالغربة وعدم الألفة وكذلك الجهل ببعض الإجراءات ولكن مع حب العلم والجهاد لنيل شرف حمله كنت احاول خوض هذا المجهول الجديد فأوجبت على نفسى أخترق غيومه لعلى أتصل بالنبع الفياض انهل منه ما استطعت وكنت اتقدم فى كل موقع اشتركت به بطلب شرح وتفسير عن كيفية دراسة كتاب الله والالتحاق بالدورات التعليمية فوصلني يوما رد من أخت مديرة احد المواقع الإسلامية تعطيني رابط أكاديمية حفاظ الوحيين وترشدني لدخولها لعلي أوفق في الحصول على ما أصبو اليه ،استخرت الله والتحقت بالأكاديمية وشرعت أتصفحها فوجدت رابط أُعلن فيه عن دورة لتعليم التجويد وحفظ القرآن وكنت حينها حافظة ل 20 جزء من كتاب الله فدبَّ الأمل في نفسي أحسست أنني وصلت للطريق فسجلت في الدورة وارسل لي ايميل بموعد المقابلة وامتحان القبول ، حضرت على الموعد والتقيت باخت في الله طيبة طلبت مني أن أقرأ بداية سورة النساء قرأت والحمد لله وإذا بها تقول لي ممتاز قراءتك طيبة وخاشعة هل درست التجويد مسبقا قلت في البيت لوحدي ،فتم قبولي والحمد لله ،أحمده تعالى وأسأله توفيق دائما لكل ما يحب ويرضى وحضرت دروس تحفة الأطفال وشرحها بالاختبار فيها نجحت بتفوق لله الحمد وهو مما رفع همتى فحياة القلب بفضل الله دافعة قوية لهمة وعزيمة ولا يُحيى القلب الا العلم وملازمة كتاب الله فحفظه فضل وتدارسه شرف فكم رجوت ان يتفضل على ربى سبحانه بهذا الفضل وذاك الشرف فسجلت في دورة حفظ القرآن الكريم وقرأت القرآن الكريم كاملا غيبا على إحدى المشرفات التي تقوم بمتابعة التسميع للأخوات راجعت بفضل الله 20 جزء حفظي السابق وكم كانت لهفتى وشوقى للختم فأتممت الباقي خلال شهر تقريبا بفضل الله ختمت كتاب الله فاللهم احفظ القرآن فى قلبى واستعمل به يا رب بدنى ثم بعد ذلك تم تعييني مشرفة لتحفيظ القرآن الكريم وحفظت على يدي عشرات الأخوات بفضل الله وكانت أيام جميلة جدا تذوقنا فيها حلاوة الإيمان تدارسنا كتاب الله ، ثم شرعت ادرس العلوم الشرعية والتى توقفت عنها من قبل من اجل امورا روتينية كما يسمونها لا يجب ابدا ان تحيل بين طالب العلم وطريق العلم فسبحان الله تعالى ولا حول ولا قوة الا بالله .
فسجلت في الأكاديمية الإسلامية ودرست العلوم الشرعية من فقه وعقيدة وتفسير واصول التفسير والحديث والآداب الشرعية وووو .. وكنت مع سلوكي سبيل العلم فى نهم لإصابة كل مفيد ،واثناء تصفحى المستمر للمواقع الإسلامية وأحدها ملتقى الشفاء الإسلامي ،فغالبا ما كنت أدخل على قسم الفتاوى حيث يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي فكنت أقرأ ردوده على أسئلة الأعضاء والزوار ، قرأت يوما إجابته لشاب يسأل عن حكم استماع الأناشيد الإسلامية أعجبني رده حيث انه يُوجِّه نداءا لشباب الأمة بالتوجه الى كتاب الله في نهاية جوابه للسؤال وكنت ممن يسمع الأناشيد الإسلامية ترك أثرا في نفسي جعلني اشعر بالذنب كيف أترك كلام الله وأسمع لكلام البشر ولو أنه كلام جميل وأغلبه موجه لتعاليم الإسلام ومبادئه لكن مهما كان فهو كلام بشر ، كان هذا الامر يثير فى نفسى حيرة وكان الحساب الشخصى للشيخ موجود فى نفس صفحة إجابة السؤال فأخذت إيميله واضفته عندي وكتبت له استفسار عن طريقة دراسة كتاب الله وصحيح البخاري ، لمست على الشيخ تواضعه أجابني بأنه سيكون عونا وسندا لي في كل ما أحتاجه في تعلم كتاب الله والسنة النبوية الشريفة أحسست أنه رفع من همتي وأعطاني دفعة للتوجه لطلب العلم وتعلم القراءآت بدل الأناشيد ودراسة التفسير والحديث ومنذ ذلك اليوم والى يومنا هذا هو يتعاهدني بين الحين والآخر يرشدني تارة ويقومني تارة ومابخل علي بشيء من علمه فكان لي نعم الأخ والأستاذ والموجه جزاه الله عني وعن الإسلام خير الجزاء ورزقه الفردوس الأعلى.
وما برحت اداوم المسير على سبيل العلم فها أنا بفضل الله أتعلم القراءآت العشر وأجزت بقراءة عاصم براوييه (حفص وشعبة) من طريق الشاطبية وطرق الطيبة وبقراءة نافع براوييه (قالون وشعبة) وأقرأ على شيوخي وشيخاتي ببقية الروايات ولازلت في طريقي أحبو على مشارف العلم . فللعلم مذاق لا يزهده من ذاق من سلسل شرابه ، رأيت بعدها أنه لابد من أن أزكي علمي الذي اتعلمه فلكل شيء زكاة وزكاة العلم تعليمه ولكني أشعر بجهلي وقلة علمي وضعفي ولست أهلا لذلك لكن تلبية لطلب الأخوات اللاتي كنت أشرف على تحفيظهن لكتاب الله وطلب إدارة بعض المنتديات التي أعمل فيها فاستخرت الله سبحانه وتعالى ثم توكلت عليه وها أنا لله الحمد وبفضل من الله أُدَرِّس بمنتديات عدَّة دروسا فى التفسير والحديث والتجويد وتصحيح التلاوة والمتشابهات في القرآن الكريم في شرح كتاب " دليل الحفاظ لمتشابه الألفاظ للشيخ يحيى الزوواوي " الذي أذن لي وشجعني على تعليمه للأخوات وأشرف على الدروس الأولى التي اعطيتها بفضل الله تعالى .
وأخيرا اقول ليس الطريق لمن سبق بل الطريق لمن صدق ومن صدق الله صدقه الله.
اللهم إجعلنا من الصادقين السباقين .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فقد حان الان وقت قطف الثمار.
آتت الرحلة ثمارا يانعة بفضل الله تركت أثرا طيبا فى حياتى كلها اسوق للطيبات منها ما ينفع إن شاء الله :
• أنْ منَّ الله علي بحفظ كتابه وهذه نعمة وكفى بها نعمة .
اورثتنى حبا لله فهو اغلى واهم ثمرة واولها زيادة حب الله في قلبي زيادة لاتوصف اصبح حبه أكثر من نفسي ومن روحي ومن كل شيء.. لا ألمسه فقط او انصح به عن عدم شهود بل اعيشه فى كل لحظة وفى كل سكنة وحركة سبحانك ربى احينى على حبك وامتنى عليه لعلى القاك وانت عنى راضٍ .
شعور بسعادة لاتوصف وأنا أتلو أو أسمع كتاب الله وصدق الإمام الشاطبي عندما قال
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ.. وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً .
الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة أثناء الصلاة لله الحمد . بالفعل اشعر أني في عالم آخر أعيش في معية الله ومع كتابه وصدق الحبيب المصطفى عندما قال " جعلت قرة عيني في الصلاة " فالشعور بمعية الله في كل لحظة ما كان إلا ببركة تلاوة آياته وسماعها .
وكان من ثماره أن وجدت إجابة الدعاء الفورية ، فمن فضل الله وكرمه عليَّ أني مادعوت دعاء إلا ولمست الإجابة الفورية وإن تتأخر الإجابة ذات مرة ما خلا شعورى من يقين فى حكمة الله ورثتها أيضا من حلو الصلة بكتابه تعالى فقد اورثنى الرضا ولله الحمد ، الامر الذى يجعلني أزداد صلة به وتوجها اليه وأستشعر عظمته في كل لحظة ويزداد تقربي له بالطاعات والتضرع اليه ومناجاته في الخلوات .
• وأخيرا أقول أنني في سعادة ـ بمعية الله وكتابه العزيز ـ لاتوصف ولله الفضل والمنة .
فقد قال احد العارفين :
ومتى اوحشك الله من خلقه فاعلم إنما يريد أن يفتح لك باب الأنس به.
والحمد لله حمدا كثير طيبا مبارك لجلال وجهه وعظيم سلطانه ومجده.
تلك رحلتى طرقا لسبيل العلم قصصتها بُغية النفع لعلها تقع موقعا فى نفس إحدى أخواتى فتدفعها بهمة وعزيمة لتلقى العلم بجدية ولاننسى معا ما لأهل العلم من فضل .
الناس موتى و أهل العلم أحياء *** و الناس مرضى و هم فيها أطباء
و الناس أرض و أهل العلم فوقهم *** مثل السماء و ما في النور ظلماء
و زمرة العلم رأس الخلق كلهم *** و سائر الناس في التمثال أعضاء
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو بالإنفاق. وقال علي أيضاً رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه.
وقال رضي الله عنه نظماً:
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرىء ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً بـه أبـداً ... الناس موتى وأهل العلم أحياء
فالعلم العلم يا طيبات
ولا اجد ما اختم به افضل من دعاء حبيبنا صلى الله عليه وسلم
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وتصلح بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ، وتزكي بها عملي ، وتلهمني بها رشدي ، وترد بها ألفتي ، وتعصمني بها من كل سوء ، اللهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك الفوز في الفضاء ، ونزل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الأعداء . اللهم إني أنزل بك حاجتي ، فإن قصر رأيي وضعف عملي افتقرت إلى رحمتك ؛ فأسألك يا قاضي الأمور ، ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور ، ومن فتنة القبور ، اللهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتي ، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك ؛ فإني أرغب إليك فيه ، وأسألك برحمتك يا رب العالمين . اللهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد ، أسألك الأمن يوم الوعيد ، والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، الركع السجود ، الموفين بالعهود ؛ إنك رحيم ودود ، وإنك تفعل ما تريد . اللهم اجعلنا هادين مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، سلما لأوليائك ، وعدوا لأعدائك ، نحب بحبك من أحبك ، ونعادي بعداوتك من خالفك . اللهم هذا الدعاء وعليك الإجابة ، وهذا الجهد ، وعليك التكلان ، اللهم اجعل لي نورا في قلبي ، ونورا في قبري ، ونورا بين يدي ، ونورا من خلفي ، ونورا عن يميني ، ونورا عن شمالي ، ونورا من فوقي ، ونورا من تحتي ، ونورا في سمعي ، ونورا في بصري ، ونورا في شعري ، ونورا في بشري ، ونورا في لحمي ، ونورا في دمي ، ونورا في عظامي ، اللهم أعظم لي نورا ، وأعطني نورا ، واجعل لي نورا ، سبحان الذي تعطف بالعز وقال به ، سبحان الذي لبس المجد والكرم به ، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان ذي الفضل والنعم ، سبحان ذي المجد ، سبحان ذي الجلال والإكرام
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1477
خلاصة حكم المحدث: حسن
المعلم الأول صلوات ربى وسلامه عليه نسأل الله تعالى ان يجازيه عنا خير ما جازى نبيا عن امته فقد أدى الامانة وبلغ الرسالة فآته يا رب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
1/رجب/1432 الموافق 3/6/2011 بقلم
الفقيرة الى رحمة ربها الغني
أم أيمن
الفقيرة الى رحمة ربها الغني
أم أيمن
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع