بداية وقبل أن أسرد قصتى تلك أشكر شيختى أم حذيفة فهى من شجعتنى على كتابة الموضوع رغم أنى لست من هواة الكتابة فى المنتديات ولكن هى شجعتنى فجزاها الله عنى خيرا
هدانى الله عز وجل أن أكتب تلك القصة التى عايشتها بنفسى مع صديقتى سائلة الله عز وجل أن ينفعنا بها وأن لا تمر علينا دون أن نعتبر منها وأن ينفعنا الله بها.
تعرفت عليها فى السكن الجامعى كان سكنا خاصا بالطالبات المغتربات هى من بدأت بالتعارف تقربت إلى ورحبت أنا بها وبمعرفتها كنت أنا فى الفرقة الثالثة من الجامعة وهى كانت فى الفرقة الأولى ولكنها جامعة أخرى كانت شاردة وحزينة تجلس معى وتبوح بشئ مما يجول فى خاطرها وكأنها وجدت فى من تشكو إليها بعض همومها كنت أستمع إليها ويجرى الله على لسانى من الكلمات ماأخفف به شيئا من آلامها كانت تحدثنى دائما عن أنها تعانى من اكتئاب شديد من أشياء كثيرة حولها كانت تحدثنى أنها لاتحب هذا المجال فى الدراسة ولا تريد أن تكمل الجامعة ظننت أن هذا أمر عادى تتعرض له كل فتاه فى تلك المرحلة فنحن وبعد أن أنهينا المرحلة الثانوية وبدخولنا الجامعة تتغير حياتنا بعد أن كنا بوسط أهلنا نصبح مغتربات فى بلد آخر ونعتمد اعتماد كلى على أنفسنا وكنا معظمنا الفتيات ان لم نكن جميعا نعانى فى تلك الفترة من الاكتئاب بسبب بعدنا عن أهلنا ولكن صديقتى كانت مختلفة عنا نحن بنات السكن الجامعى فكنا كل عطلة أسبوع أى يوم الخميس والجمعة نذهب لبيتنا كى نجدد عزيمتنا ونشحن طاقنا للأسبوع المقبل من الغربة ولكنها كانت لاتذهب مثلنا كل أسبوع فهى من محافظة بعيدة جدا وتستغرق وقتا طويلا فى الذهاب والإياب يعتى على الأقل 12ساعة فقط ذاهبة ومثلها فى العودة غير أنها كانت لا تشعر بالارتياح فى بيتها
مضى العام سريعا وانقضت الامتحانات وانتهت تلك السنة بما فيها من أحداث وذهبت كل منا إلى بلدها وللأسف لم يكن بينى وبينها أى وسيلة للاتصال وليس لدى جوال وهى أيضا كذلك ولكن على أمل أن نلتقى العام المقبل
انقضت العطلة الصيفية وعدنا إلى جامعاتنا ولكن صديقتى لم تعد معنا إلى السكن ولا إلى جامعتها عام بأكمله لم أراها ولم أعرف أى خبر عنها انقضى العام ولم أرها بعد......
جاء العام الدراسى الجديد وكنت وقتها فى الفرقة الخامسة وجدت فتاة تنادينى وأنا فى طريقى إلى قاعة المحاضرات فى الكلية استدرت إليها إذابها صديقتى ولكنى والله اندهشت عندما رأيتها وقفت فترة أمامها لكى أتأكد منها كانت ترتدى خمارا أبيضا وأول معرفتى بها كانت ترتدىإيشارب صغير ولكن ليس هذا هو سبب عدم معرفتى لها لكن السبب هو أن ملامحها تغيرت بدرجة كبيرة منذ أن رأيتها من عامين رافقتنى فى طريقى من الكلية إلى السكن وركبنا سويا الترام وهو حافلة أشبه بالقطار كانت هى المواصلة الأساسية بين السكن والجامعة حدثتنى عما جرى لها فى العام الماضى ولكن فترة المواصلة التى ركبناها لم تكن بالكافية لكى تحكى لى ماحدث جلست معها على المحطة بمقربة من سكننا ولكنها كانت لا تستطيع أن تدخل معى السكن لأنها تركت الجامعة العام الماضى وكانت هذه هى بدايتها مع المرض بدأت معها الأعراض باضطراب فى الدورة الشهرية سعت كثيرا للعلاج وبعد رحلة مع الأطباء والفحوصات تبين أنها مصابة بخلل فى الغدة الدماغية المسؤلة عن إفراز الهرمونات المتحكمة بوظائف الجهاز التناسلى عند الأنثى وبدأت رحلة العلاج وأخذت جرعات كبيرة من الكورتيزون وكان هذا هو سبب تغير ملامحها كما ذكرت ولكن المرض كان ليس بالهين ولكنه كان يحتاج وقت للعلاج قضيت معها الحديت على المحطة وطلبت منى أن أذهب معها للطبيب المعالج ذهبت معها فى نفس اليوم وكان طبيب مشهور جدا فى ذلك المجال وكانت حالتها تحتاج فعلا لطبيب ماهر ولكنى حزنت عندما دخلت عيادة الطبيبفقد كان طبيب نصرانى وكان أشهر طبيب فى ذلك المجال تمنيت لو مكانه طبيب أو طبيبة مسلمة جلست أنا وصديقتى فى انتظار دخولنا لحجرة الكشف مللنا من الانتظار فقد كانت العيادة ممتلئة بالمرضى وكانت صديقتى لا تتحمل الجلوس لتلك الفترة وكنت أنا بين الحين والآخر أذهب لمن يدخل المرضى للطبيب أشرح له حال صديقتى وفى النهاية وبعد انتظار دام طويلا دخلنا.
يتبع............................................
دخلنا للطبيب وكشف على صديقتى وأعطاها العلاج فالحالة معروفة والعلاج كماهو موصوف لها استمرت صديفتى فى علاجهاوانقطعت فترة اخرى عنى ولكنها ليست بالفترة الطويلة كالمرة الماضية وعادت لتخبرنى بشئ جديد ولكنه الشئ الأهم منذ أن بدأمرضها أخبرتنى بشئ لم أكن أأتوقعه ولاأتمناه ففى طريق الفحوصات والعلاج تبين أنها مريضة بشئ آخر هو الذى أثر على الغدة الدماغية كماذكرت سابقا ولكن ماهذا المرض إنه سرطان الدم(leukemia) نعم إنه السرطان عافانا الله وإياكم هوالذى سبب كل ماهى فيه ولكن لم يكتشف من البداية وبدأت رحلتها مع السرطان ذهلت عندما أخبرتنى بذلك لم أتمالك نفسى وأطلقت العنان لتفكيرى الكئيب هى تتحدث وأنا أسمع لها ولكن تفكيرى فى شئ آخر أنظر إليها وأفكر في أيامها القادمة كيف ستكون وماذا سيفعل بها المرض وإلى أين هى ذاهبة حقيقة لا إخفى عليكن ماكان بداخلى هى الوحيدة التى كنت أخفى عنها مايدور بذهنى فأنا أعرف النهاية المعتادة ولكن متى ستكون الله وحده يعلم ولكنها كانت عكسى تماما سبحان الله رغم أنها تعرف حقيقة مرضها ولكنها متفائلة جدا لا تفكر فى المرض والأمل ينبعث من كلامها وتصرفاتها كانت فى ظل هذا تهتم بنفسها جدا وأتذكر يوما أنى جلست معها حدثتنى أنها ذهبت للطبيبة لأن شعرها يتساقط وهى تريد أن تهتم به كنت أسمع كلامها هذا والله وأتعجب أشعر لو أن شخص مكانها لن يفعل شيئا سوى أن يجلس يبكى على نفسه ولن يفكر فى شئ آخر كانت تحدثنى عن فلان جاء لخطبتها وهلى رفضت لكذاوكذا سبحان الله والله لو أنها لم تكن صديفتى وتخبرنى بمرضها لم أكن لأشعر بمرضها بل هى أمل ينتشر ويشع الأمل فى من حوله كانت تخبرنى عن التحاليل وأخبارها مع الطبيبة وماذا قالت لها والله رغم أنى أعرف المرض ولكن من طريقتها كنت أشعر وكأنها تتحدث عن مرض آخر أشعر وكأنها نزلة برد مثلا ولكن سبحان الله مع مرور الوقت بدأ المرض يتطور معها ولكن ماهى المرحلة القادمة لها مع المرض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع........................
جزاكِ الله خيراً على هذا الموضوع الذى يعطى المرضى التفاؤل وخاصة من يصارعهم المرض ، اللهم اشفينا واشف مرضانا ومرضى المسلمين وصلى اللهم على سيدنا محمد صلى الله علية وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
بدأ الإبصار يضعف تدريجيا وتشعر صديقتى بزغللة فى الرؤية وبعدها تبين أنها مصابة بنزيف فى شبكية العين وهذا من مضاعفات المرض وهو ماجعلها تشعر بضعف الرؤية وتم تحديد عملية عاجلة لها أخبرتنى بموعد العملية واستأذنت والدى للذهاب معها وذهبنا أنا وصديقة أخرى لنا معها إلى المستشفى لنبيت معها تلك الليلة ونكون بجوارها أثناء العملية وهناك تعرفنا على والدتها كانت قد أتت هى ايضا وكانت سيدة طيبة وحنونة جدا أسأل الله أن يرضى عنها جاء موعد الدخول لغرة العمليات ورأيت منها فى ذلك اليوم خشية لله ومجاهدة سبحان الله كل فترة أرى منها قوة وصبرا كانت بفضل الله قد ارتدت النقاب وتعرفون أخواتى عملية فى عينها لابد من خلع النقاب وهى عملية ليست هينة كانت تجاهد لكى لا يرى وجهها أحدا من الأطباء وكانت تتمنى لو تدخل غرفة العمليات بالنقاب لكن تعرفون لابد من التعقيم قبل العملية وخرجت من العملية والحمد لله كانت النتيجة طيبة وكان كلما يأتى الدكتور ليطمئن على حالها كانت تغطى وجهها كانت حريصة ومتمسكة بنقابها مقتنعة به ليست كمن ترتدية فقط ولا تتمسك بآدابه أسأل الله أن يشملها بفضله وأن يعفو عنا وعنها وهنا لابد من وقفة لأحكى لكم شيئا مما لمسته فيها أكثر شئ لمسته فيها فى مرضها هو الرضا بقضاء الله وصبرها والله أخواتى مالمست منها يوما ضيقا ولا كدرا من مرضها سبحان الله كنت أغبطها على منزلة الرضا هذه التى كانت تتمتع بها نعم أخواتى فمن الممكن أن يبتلى الإنسان وبعد البلاء يصبر عليه لكن تحقيق منزلة الرضا هذه صعبة ليس أى إنسان يصل لها بسهولة ولكن ماشاء الله عليها فعلا والله كنت أشعر منها بالرضا حتى كنت أحدث صديقاتى اللاتى لم يتقربن إليها عن هذا وكن أيضا يشهدن لها بذلك كانت على منزلة من التدين ماشاء الله أذكر يوما أنها جاءت لغرفتى فى السكن الجامعى وباتت معى تلك الليلة وحدثتنى عن قصة تسونامى تعرفون تلك الفاجعة هى أول من حدثتنى عنها وصارت تحكى لى ماقاله الشيخ فلان وماحدث وأخذت ورقة من دفتر مذاكرتى وكتبت فيها أشياء كانت تود عملها فى اليوم التالى وظلت معى فى محفظتى هذه الورقة فترة طويلة كانت تقوم بنشاط دعوى لم تترك الدعوة إلى الله رغم مرضها كانت لاتترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فعلا علمتنى الكثير دون أن تنطق بكلمة لتعلمنى ولكن كنت أتعلم منها وهى صامتة...........
مضت فترة بعد العملية وكانت بدأت صحتها تتدهور بعض الشئ واحتاجت للعلاج الكيماوى وكانت م حين لآخر يتم حجزها فى المستشفى لكى تأخذ جرعة العلاج فى البداية كانت تأخذ الجرعة وتخرج بصحة جيدة ولكن بعد فترة بدأت حالتها تتدهور أكثر وتم حجزها فى المستشفى لفترة طويلة وكنا قد اقتربنا من نهاية العام واقتربت فترة الامتحانات قصرت معها فى تلك الفترة كثيرا أسأل الله أن يسامحنى عن تقصيرى فى حقها ولكن الحمد لله كانت هناك صديقات لها أخريات معها فى نفس الجامعة يبقون معها فى المستشفى أخبرتنى صديقة لى بأن صديقتنا مريضة وتم حجزها فى المستشفى ذهبنا إليها وفى تلك الفترة ذهبت إليها من تعرفها ومن لا تعرفها وهذه عادتنا فى السكن الجامعى اذا عرفنا أخت لنا مريضة. ذهبنا إليها فى المستشفى ودخلت الغرفة رأيتها لا أخفى عليكم لم أكن أتمنى أن أراها فى تلك اللحظة وهذا ماكنت أخشاه عندما عرفت بمرضها أسأل الله أن يعافينا وجميع المسلمين من جميع الأسقام رأيتها وقد تغيرت ملامحها واستشرى المرض فى جسدها ويكاد يكون قد أثر على كل شئ فيه فهى بلا شك فلى مراحل المرض الأخيرة تغيرت ملامح وجهها لم تكن تلك الملامح التى اعرفها وحتى الكلام يخرج منها بصعوبة كل هذا من أثر جرعات الكيماوى بكيت عندما رأيتها ولكن تمالكت نفسى أمامها فمن غير المعقول ان تكون هى صابرة وأنا أثير مواجعها بل لا بد أنا ومن حولى نصبرها على ابتلائها لأسأل الله أن يجعله فى ميزان حسناتها.سبحان الله إن الإنسان ضعيف جدا أمر الله بين الكاف والنون يكون الإنسان صحيحا ويمسى مريضا( اللهم إنا نعوذ بك من فجاءة نقمتك وتحول عافيتك وزوال نعمتك وجميع سخطك)انهينا زيارتنا لها وعدنا إلى سكننا وجاء آخر العام وكنا فى تلك الفترة نذهب لبلدنا لكى نقضى فترة شهر او اكثر استعدادا للامتحانات لا اخفى عليكم مااشعر به وانا اكتب الان اشعر بالتقصير فى حق صديقتى فى الفترة هذه بالذات فعلا لم اكن معها باستمرار ولا اعرف السبب الاساسى الذى شغلنى اعتمدت على من معها وقصرت انا سبحان الله ادعو الله لى ان يسامحنى على تقصيرى فانا حزينة ووما زاد حزنى انى بعدت اكثر وذهبت لبلدى لكى أستعد إلى الامتحانات ومضيت الفترة وعدت ولكن لم أجد صديقتى فهى
قد ماتت توفاها الله فى تلك الفترة وانا بعيدة أخبرتنى صديقة لى بالخبر بعد ماأنهينا أول يوم من الامتحانات وقع الخبر على كالصدمة وخرجت من اللجنة مصدومة ولا أكاد أصدق من الصعب جدا أن تتعود على شخص وفجأة لا تجده شئ فعلا لا توصف مرارته ولكنه حقيقة غائبة عناأسأل الله أن يرحمها وأن يسكنها فسيح جناته
ولكن ماهى تطورات المرض فى تلك الفترة وماذا حدث ومن سيروى لى ماجرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
توفيت صدقيتى أسال الله أن يرحمها وأتت والدتها إلينا فى السكن لكى ترانا فهى كانت تحبنا لأننا كنا نذكرها ببنتها أسأل الله أن يرحمها ويصبر والدتها ويجمعهما فى الجنة .
مضى عامين كنت فى بيتى فتحت التلفاز على قناة الناس وكان برنامج على القناة فى ذلك الوقت يبدو انه كان فى النهاية سمعت شابا كان يحكى قصته مع المرض وانه خطب فتاه ولم يراها لم أسمع القصة كاملة ولكن سيطر على احساس شديد انها صديقتى هذه التى يحكى عنها وخاصة انه ذكر اسم المستشفى وهى نفس المستشفى التى كانت فيها صديقتى قبل موتها تذكرت صديقتى وجلست ابكى وتمنيت من الله ان يعاد هذا البرنامج واسمعه مرة اخرى لكنه لم يعاد وبعد فترة وجدت القصة تذاع فهناك فى القناة مقتطفات من البرامج التى تكون فيها قصص مؤثرة وصار هذا المقطع يعاد كثيرا على القناة وسبحان الله سمعته وفعلا تاكدت انها صديقتى اسال الله ان يرحمها ويسكنها فسيح جناته
حكى ذلك الشاب قصته وقصة ارتباطه بصديقتى وهذا لم أكن أعرفه عنها لأنه كان فى الفترة الأخيرة من مرضهاوأترككم مع القصة كما يرويها صاحبها
سبحان الله شاء الله ان تموت صديقتى ويعيش هذا الشاب ليروى قصتها التى لم تكن هى تتوقع أنها ستروى بعد مماتها أسأل الله أن يسكنها الفردوس الأعلى
أسألكم بالله أخواتى أن تدعو لها فأنا من أسباب كتابتى لقصتها أن يدعو لها كل من يقرأها وانشرو قصتها هذه فى أى منتدى لكى يدعو لها كل من يقرأ قصتها وأسأل الله أن يعافينا ولا يبتلينا وأن يرزقنا الصحة والعافية نحن وأهلنا يارب وجميع المسلمين ووان يشفى الله كل مريض مسلم
السلام عليكم و رحمة الله جزاك الله خيرا غاليتي ام تميم . و سبحان الملك هذه من القصص التي كنت كلما استمع لها عبر قناة الناس اتاثر بها كثيرا و خصوصا لما يقول هذا الشاب للشيخ حفظه الله انا صاحب هذه القصة سبحانك ربي ما اعظمك و ما احلمك . اللهم اسكنها فسيح جناتك و كما قال الشيخ ربما تكون حورية من حوريات الجنان و ادخرها الله عز وجل لهذا الشاب في الجنة و ما احلاه من اذخار . جزيت خيرا و بارك الله فيك