ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري
للشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله
مقدمة :
قال الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلي الله وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد:
فقد تحدثنا في مناسبات كثيرة عن الإمام البخاري رحمه الله ، وعن صحيحه، وعن منهجه ،وطريقته ،وإبداعه في كتابه، وعن غفلة الناس عن كثير من أبوابه وكثير من طلاب العلم يغفل عن أبواب هم بأمس الحاجة إليها . والإمام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الأبواب التي هي من بدء الخلق – المغازي – السير – الدعوات – الفتن – الرقاق – الاعتصام بالكتاب والسنة . والإمام البخاري رحمه الله تعالى أبدع في هذه الأبواب والناس في غفلة منها ويعتني الناس بالأحاديث والأحكام العملية ويرتبون الدورات في المناسبات وفي مثل هذه الظروف من أنسب ما يقرأ مثل هذا الباب في مثل هذا الكتاب أو هذا الكتاب من ذاك الكتاب وهو كتاب الفتن من كتاب صحيح البخاري رحمه الله تعالى , والفتن – كما لا يخفى عليكم – بدأت الآن تطل علينا وإن كانت من قبل ولكنها ظهرت ظهورا فاضحا في وقت تداعت فيه الأمم على هذه الأمة المحمدية . والفتن في الأصل جمع فتنة وهي الابتلاء والاختبار . يقولون : فتن الحداد أو الصانع الذهب إذا أدخله في النار ليختبر جودته . والأمة الآن تفتن وتمتحن وتختبر لينظر مدى تمسكها بدينها . الله سبحانه وتعالى يفتن ليختبر " ونبلوكم بالشر والخير " " فتناك فتونا " ويفتن ويختبر ويبتلى الخلق بغضهم ببعض فالفاتن من الخلق بإذن الله تعالى وإرادته ولا يخرج شئ عن إرادته . آثم إن لم يتب " إن اللذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم " والمفتون : الطرف الآخر وهو الأمة الإسلامية في مثل هذه الظروف . الفتنة لها سبب وهو إدبارها عن دينها هذا هو السبب , فتنا وابتلينا بأعدائنا والنتيجة إن استفدنا من هذه الفتن ورجعنا إلى ديننا صارت الفتنة خيرا لنا وإن استمر بنا الغي والضلال صارت سوءا على سوء " ونبلوكم بالشر والخير " ابتلينا سنين بل عقود في هذه البلاد وغيرها بالجوع والخوف والقتل والنهب وثبت أكثر المسلمين على دينهم فلم يتنازلوا لا عن دين ولا عن عرض ثم ابتلوا بعد ذلك بالسراء ففتحت عليهم الدنيا التي خشيها النبي عليه الصلاة والسلام على أمته ( والله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) وهذا هو الحاصل فتحت علينا الدنيا فحصل الخلل الكبير الابتلاء بالشر , الابتلاء بضيق ذات اليد ( بالفقر ) يتجاوزه كثير من الناس لكن الابتلاء بالسعة وانفتاح الدنيا والغنى هذا قل من يتجاوزه ولهذا حصل ما حصل من الخلل الكبير بعد أن فتحت علينا الدنيا وهذا أمر تشاهدونه . النعم كفرت على كافة المستويات إلا من رحم ربي لو نظرنا إلى واقع عموم المسلمين عامة الناس وجدناهم لما فتحت عليهم الدنيا فرطوا في أمر الله عز وجل وتنكبوا عن الجادة وقل مثل هذا في بعض من ينتسب إلى العلم وبعض من ينتسب إلى طلب العلم فضلا عن علية القوم , ابتلينا فما شكرنا , ابتلينا بالضراء فصبرنا والحمد لله وتجاوز أهل هذه البلاد وغيرهم من بلاد الإسلام تجاوزوا فتنة الضراء في عقود مضت ثم توالت عليهم النعم فلم يتجاوزوها وتنكبوا عن الجادة وبدلوا نعمة الله كفرا هذا هو الواقع في كثير من بلدان المسلمين . " ألم ترى إلى اللذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " فحل البوار في كثير من بقاع الأرض لاسيما في بلاد المسلمين فنحن بحاجة إلى نرجع لديننا وأن نعتصم بكتاب ربنا ففيه المخرج من الفتن ونلزم كتاب الله عز وجل قراءة وحفظا وتدبرا وفهما وعلما وعملا ففيه كل ما يحتاجه المسلم ونقرأ معه ما يعين على فهمه وتدبره ومن خير ما يعين على فهم هذا الكتاب الذي فيه المخرج من الفتن كلها ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومن أصح ما صح عنه عليه الصلاة والسلام ما حواه هذا الكتاب العظيم الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل . فمن المناسب ومن الاختيار الموفق أن يختار الأخوة المنظمون لهذه الدروس هذا الموضوع من هذا الكتاب العظيم فلعلنا نوفق أن نكمل قراءة هذا الكتاب ومطالبه كثيرة جدا . لو سرنا على الطريقة التبعة في شرح الصحيح لاحتاج إلى زمن طويل جدا لا يكفيه لا دورة ولا دورتين ولا ثلاث . هو يحتاج إلى مزيد من البسط لكن المطلوب هو التسديد والمقاربة لأن الزمن محدود والكلام كثير في هذا الباب ومن الفتنة أن يفتن الناس بالأخبار الموضوعة والواهية والإشاعات وترتب عليها أحكام . هذه فتنة أن يتعلق بالأخبار الضعيفة والموضوعة والرؤى والمنامات والتحليلات التي لا تبنى على أساس شرعي ثم ترتب عليها مصائر كما هو الواقع الآن .
فعلينا أن نراجع أنفسنا في مثل هذه الظروف , نطلب النجاة والنجاة بالاعتصام بالكتاب والسنة والإقبال على الله عز وجل بالعبادات الخاصة والعامة اللازمة والمتعدية على الإنسان لاسيما من ينتسب إلى العلم وطلبه أن يصدق اللجوء إلى الله عز وجل فيكثر من النوافل , ويكثر من قراءة القرآن وتدبره وتفهم معانيه وقراءة الكتب الموثوقة في التفسير ليستفيد من قراءته ويقبل أيضا على العبادات اللازمة مثل الإكثار من التطوعات من الصلوات والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام والنفع الخاص والعام يرص على صلاح نفسه وصلاح من تحت يده في بيته في مسجده في حيه في مدرسته بهذا تنجو هذه الأمة من هذا المأزق وهذا المنحنى والمنعطف الخطير التي تمر به فكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام " يوشك أن تداعى عليكم الأمم " وقد تداعت الأمم الآن لكن ما المخرج ؟ المخرج فيما أثر عنه عليه الصلاة والسلام من ملازمة كتاب الله عز وجل وما أشرنا إليه من قراءة ما يعين على فهم كتاب الله عز وجل والله المستعان.
كتاب الفتن
قال المصنف رحمه الله : الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا وارفعنا بما علمتنا واغفر لنا ولشيخنا وللسامعين برحمتك يا أرحم الراحمين . قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه كتاب الفتن ما جاء في قول الله تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن اللذين ظلموا منكم خاصة " وما كان النبي صلى الله عيه وسلم يحذر من الفتن . حدثنا على بن عبد الله قال حدثنا بشر بن السري قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عيه وسلم قال أنا على حوضي أنتظر من يرد على فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي فيقول لا تدري مشوا على القهقرى قال ابن أبي مليكة فاللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن . حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي وائل قال : قال عبد الله قال النبي صلى الله عيه وسلم" أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلى رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي ربي أصحابي يقول لا تدري ما أحدثوا بعدك "
حدثنا يحيي بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول سمعت النبي صلى الله عيه وسلم يقول " أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليرد على أخو أب أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأحدثهم هذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا فقلت نعم وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لسمعته يزيد فيه فإنهم مني فيقال ما تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي .
قال الشيخ حفظه الله قوله : يقول الإمام رحمه الله تعالى كتاب الفتن , تقدم تعريف الفتن وهو أنه الابتلاء والاختبار والامتحان وأنه يكون بالخير والشر ومن الفتن , الفتن الكبرى المضلة التي يستعاذ منها , ومنها الفتن التي لا ينفك عنها أحد التي تصرف الإنسان عن مقصده فهو مأمور بمجاهدتها ." إنما أموالكم وأولادكم فتنة " أي يشغلونكم عما يريد الله عز وجل . والإنبجانبة هي الكساء المخطط كادت أن تفتن النبي صلى الله عيه وسلم في صلاته يعني تشغله عنها فكل ما يشغل عما يرضي الله عز وجل فتنة لكنها متفاوتة والحياة صراع وجهاد وإيذاء . هذه الفتن على المسلم أن يقاوم قدر الإمكان . هناك فتن ظاهرة وهناك فتن باطنة وهناك فتن كبرى مضلة وهناك فتن يسيرة لا ينفك منها أحد وكل هذا ليظهر مدى امتثال المكلف ومدى ارتباطه وتعلقه بربه عز وجل . وهذا الصراع رتب عليه هذا الثواب العظيم . من استسلم ولم يقاوم وضل وفتن هذا مآله معروف لكن من قاوم تعرض للفتن وقاوم واستفاد منها فيما يرضي الله عز وجل وخرج منها ظافرا متغلبا على هوى نفسه و الشيطان متغلبا على عدوه من شياطين الإنس والجن فإن هذا لاشك ممن أراد الله به خيرا ولو تعرض للفتن وهذه الفتن إذا وقعت تقاوم , ولا يمنع الإنسان أن يتمنى وقوع هذه الفتن ليقاوم لا فهو من باب تمني لقاء العدو وما يدريك لعلك تخفق لعك تفتن ولا تستطيع أن تقاوم هذه الفتن لكن إذا حصلت فعليك بالمجاهدة والمثابرة حتى تخرج منها ظافرا بما يرضي الله عز وجل . كتاب الفتن بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله
مقدمة :
قال الشيخ : الحمد لله رب العالمين وصلي الله وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد:
فقد تحدثنا في مناسبات كثيرة عن الإمام البخاري رحمه الله ، وعن صحيحه، وعن منهجه ،وطريقته ،وإبداعه في كتابه، وعن غفلة الناس عن كثير من أبوابه وكثير من طلاب العلم يغفل عن أبواب هم بأمس الحاجة إليها . والإمام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الأبواب التي هي من بدء الخلق – المغازي – السير – الدعوات – الفتن – الرقاق – الاعتصام بالكتاب والسنة . والإمام البخاري رحمه الله تعالى أبدع في هذه الأبواب والناس في غفلة منها ويعتني الناس بالأحاديث والأحكام العملية ويرتبون الدورات في المناسبات وفي مثل هذه الظروف من أنسب ما يقرأ مثل هذا الباب في مثل هذا الكتاب أو هذا الكتاب من ذاك الكتاب وهو كتاب الفتن من كتاب صحيح البخاري رحمه الله تعالى , والفتن – كما لا يخفى عليكم – بدأت الآن تطل علينا وإن كانت من قبل ولكنها ظهرت ظهورا فاضحا في وقت تداعت فيه الأمم على هذه الأمة المحمدية . والفتن في الأصل جمع فتنة وهي الابتلاء والاختبار . يقولون : فتن الحداد أو الصانع الذهب إذا أدخله في النار ليختبر جودته . والأمة الآن تفتن وتمتحن وتختبر لينظر مدى تمسكها بدينها . الله سبحانه وتعالى يفتن ليختبر " ونبلوكم بالشر والخير " " فتناك فتونا " ويفتن ويختبر ويبتلى الخلق بغضهم ببعض فالفاتن من الخلق بإذن الله تعالى وإرادته ولا يخرج شئ عن إرادته . آثم إن لم يتب " إن اللذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم " والمفتون : الطرف الآخر وهو الأمة الإسلامية في مثل هذه الظروف . الفتنة لها سبب وهو إدبارها عن دينها هذا هو السبب , فتنا وابتلينا بأعدائنا والنتيجة إن استفدنا من هذه الفتن ورجعنا إلى ديننا صارت الفتنة خيرا لنا وإن استمر بنا الغي والضلال صارت سوءا على سوء " ونبلوكم بالشر والخير " ابتلينا سنين بل عقود في هذه البلاد وغيرها بالجوع والخوف والقتل والنهب وثبت أكثر المسلمين على دينهم فلم يتنازلوا لا عن دين ولا عن عرض ثم ابتلوا بعد ذلك بالسراء ففتحت عليهم الدنيا التي خشيها النبي عليه الصلاة والسلام على أمته ( والله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) وهذا هو الحاصل فتحت علينا الدنيا فحصل الخلل الكبير الابتلاء بالشر , الابتلاء بضيق ذات اليد ( بالفقر ) يتجاوزه كثير من الناس لكن الابتلاء بالسعة وانفتاح الدنيا والغنى هذا قل من يتجاوزه ولهذا حصل ما حصل من الخلل الكبير بعد أن فتحت علينا الدنيا وهذا أمر تشاهدونه . النعم كفرت على كافة المستويات إلا من رحم ربي لو نظرنا إلى واقع عموم المسلمين عامة الناس وجدناهم لما فتحت عليهم الدنيا فرطوا في أمر الله عز وجل وتنكبوا عن الجادة وقل مثل هذا في بعض من ينتسب إلى العلم وبعض من ينتسب إلى طلب العلم فضلا عن علية القوم , ابتلينا فما شكرنا , ابتلينا بالضراء فصبرنا والحمد لله وتجاوز أهل هذه البلاد وغيرهم من بلاد الإسلام تجاوزوا فتنة الضراء في عقود مضت ثم توالت عليهم النعم فلم يتجاوزوها وتنكبوا عن الجادة وبدلوا نعمة الله كفرا هذا هو الواقع في كثير من بلدان المسلمين . " ألم ترى إلى اللذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " فحل البوار في كثير من بقاع الأرض لاسيما في بلاد المسلمين فنحن بحاجة إلى نرجع لديننا وأن نعتصم بكتاب ربنا ففيه المخرج من الفتن ونلزم كتاب الله عز وجل قراءة وحفظا وتدبرا وفهما وعلما وعملا ففيه كل ما يحتاجه المسلم ونقرأ معه ما يعين على فهمه وتدبره ومن خير ما يعين على فهم هذا الكتاب الذي فيه المخرج من الفتن كلها ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومن أصح ما صح عنه عليه الصلاة والسلام ما حواه هذا الكتاب العظيم الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل . فمن المناسب ومن الاختيار الموفق أن يختار الأخوة المنظمون لهذه الدروس هذا الموضوع من هذا الكتاب العظيم فلعلنا نوفق أن نكمل قراءة هذا الكتاب ومطالبه كثيرة جدا . لو سرنا على الطريقة التبعة في شرح الصحيح لاحتاج إلى زمن طويل جدا لا يكفيه لا دورة ولا دورتين ولا ثلاث . هو يحتاج إلى مزيد من البسط لكن المطلوب هو التسديد والمقاربة لأن الزمن محدود والكلام كثير في هذا الباب ومن الفتنة أن يفتن الناس بالأخبار الموضوعة والواهية والإشاعات وترتب عليها أحكام . هذه فتنة أن يتعلق بالأخبار الضعيفة والموضوعة والرؤى والمنامات والتحليلات التي لا تبنى على أساس شرعي ثم ترتب عليها مصائر كما هو الواقع الآن .
فعلينا أن نراجع أنفسنا في مثل هذه الظروف , نطلب النجاة والنجاة بالاعتصام بالكتاب والسنة والإقبال على الله عز وجل بالعبادات الخاصة والعامة اللازمة والمتعدية على الإنسان لاسيما من ينتسب إلى العلم وطلبه أن يصدق اللجوء إلى الله عز وجل فيكثر من النوافل , ويكثر من قراءة القرآن وتدبره وتفهم معانيه وقراءة الكتب الموثوقة في التفسير ليستفيد من قراءته ويقبل أيضا على العبادات اللازمة مثل الإكثار من التطوعات من الصلوات والصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام والنفع الخاص والعام يرص على صلاح نفسه وصلاح من تحت يده في بيته في مسجده في حيه في مدرسته بهذا تنجو هذه الأمة من هذا المأزق وهذا المنحنى والمنعطف الخطير التي تمر به فكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام " يوشك أن تداعى عليكم الأمم " وقد تداعت الأمم الآن لكن ما المخرج ؟ المخرج فيما أثر عنه عليه الصلاة والسلام من ملازمة كتاب الله عز وجل وما أشرنا إليه من قراءة ما يعين على فهم كتاب الله عز وجل والله المستعان.
كتاب الفتن
قال المصنف رحمه الله : الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا وارفعنا بما علمتنا واغفر لنا ولشيخنا وللسامعين برحمتك يا أرحم الراحمين . قال الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه كتاب الفتن ما جاء في قول الله تعالى " واتقوا فتنة لا تصيبن اللذين ظلموا منكم خاصة " وما كان النبي صلى الله عيه وسلم يحذر من الفتن . حدثنا على بن عبد الله قال حدثنا بشر بن السري قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قالت أسماء بنت أبي بكر عن النبي صلى الله عيه وسلم قال أنا على حوضي أنتظر من يرد على فيؤخذ بناس من دوني فأقول أمتي فيقول لا تدري مشوا على القهقرى قال ابن أبي مليكة فاللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن . حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي وائل قال : قال عبد الله قال النبي صلى الله عيه وسلم" أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلى رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي ربي أصحابي يقول لا تدري ما أحدثوا بعدك "
حدثنا يحيي بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول سمعت النبي صلى الله عيه وسلم يقول " أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليرد على أخو أب أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأحدثهم هذا الحديث فقال هكذا سمعت سهلا فقلت نعم وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لسمعته يزيد فيه فإنهم مني فيقال ما تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي .
قال الشيخ حفظه الله قوله : يقول الإمام رحمه الله تعالى كتاب الفتن , تقدم تعريف الفتن وهو أنه الابتلاء والاختبار والامتحان وأنه يكون بالخير والشر ومن الفتن , الفتن الكبرى المضلة التي يستعاذ منها , ومنها الفتن التي لا ينفك عنها أحد التي تصرف الإنسان عن مقصده فهو مأمور بمجاهدتها ." إنما أموالكم وأولادكم فتنة " أي يشغلونكم عما يريد الله عز وجل . والإنبجانبة هي الكساء المخطط كادت أن تفتن النبي صلى الله عيه وسلم في صلاته يعني تشغله عنها فكل ما يشغل عما يرضي الله عز وجل فتنة لكنها متفاوتة والحياة صراع وجهاد وإيذاء . هذه الفتن على المسلم أن يقاوم قدر الإمكان . هناك فتن ظاهرة وهناك فتن باطنة وهناك فتن كبرى مضلة وهناك فتن يسيرة لا ينفك منها أحد وكل هذا ليظهر مدى امتثال المكلف ومدى ارتباطه وتعلقه بربه عز وجل . وهذا الصراع رتب عليه هذا الثواب العظيم . من استسلم ولم يقاوم وضل وفتن هذا مآله معروف لكن من قاوم تعرض للفتن وقاوم واستفاد منها فيما يرضي الله عز وجل وخرج منها ظافرا متغلبا على هوى نفسه و الشيطان متغلبا على عدوه من شياطين الإنس والجن فإن هذا لاشك ممن أراد الله به خيرا ولو تعرض للفتن وهذه الفتن إذا وقعت تقاوم , ولا يمنع الإنسان أن يتمنى وقوع هذه الفتن ليقاوم لا فهو من باب تمني لقاء العدو وما يدريك لعلك تخفق لعك تفتن ولا تستطيع أن تقاوم هذه الفتن لكن إذا حصلت فعليك بالمجاهدة والمثابرة حتى تخرج منها ظافرا بما يرضي الله عز وجل . كتاب الفتن بسم الله الرحمن الرحيم
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع