شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
يعني بيني وبين الحائط وحصــل لــه أن رأى النار وهو في صلاة الكسوف متكعكع عليه الصلاة والسلام تأخر وتقدم , المقصود أن مثل هذه الأمور مما يجب تصديقه والتسليم بها , لأن هذه الأمور لو ترك المجال فيها لعقل ابن آدم الضعيف ما استوعبها لكن على المسلم أن يرضى ويسلم , فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال قتادة في السند السابق , معاذ بن فضالة قال حدثنا هشام عن قتادة , يذكر هذا الحديث عند هذه الآية , هذا الحديث يقرن بهذه الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )(المائدة: من الآية101) يعني جاء الجواب , من أبي قال أبوك حذافة , جيد أجاء الجواب مطابق لما يريده السائل , لكن لو تصور أنه قال أبوك فلان غير أبوه الذي ينتسب إليه , كيف يكون وقعه عليه , في مثل هذه الأمور التي مشت ودرج الناس عليها واستفاض بين الناس أن فلان هو ابن فلان لا ينبغي التنقيب عنها ولا التشكيك فيها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )(المائدة: من الآية101) فيذكر الحديث مع هذه الآية كالسبب لترولها وكالتفسير لها , وقال عباس وابن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع هذا معلق وصله أبو نعيم في مستخرجه , قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة أن أنس حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا بما ذكر وقال كل رجل لافا رأسه في ثوبه يبكي يخشى العقوبة , الذي يغضب النبي صلى الله عليه وسلم يغضب الله عز وجل وإذا غضب الله عاقب وقد تعجل العقوبة وإن أجلت فالأمر أشد , إن أجلت ليوم القيامة وادخرت لصاحبها فالأمر أعظم , قال كل رجل منهم عائذا بالله من سوء الفتن أو قال أعوذ بالله من سوء الفتن , شك الراوي هل قال كل واحد , اسم الفاعل عائدا وهو يعمل عمل فعله أو بالفعل أعوذ بالله من سوء الفتن في بعض الروايات من شر الفتن , وقال لي خليفة بن خياط يقوله البخاري وقال لي هذا معلق ولا موصول ؟ يعني لو قال البخاري وقال خليفة بن خياط , احتمل , والخلاف معروف , ولكن وقال لي خليفة ابن خياط هذا موصول بلا شك .
الشيخ ( الشرح) : لكن هل هو مروي على سبيل التحديث أو على سبيل المذاكرة , بعضهم يقول أنه مذاكرة لكن لا دليل معه على ذلك إنما العدول عن حدثنا وقال لي تفنن في العبارة , وقال لي خليفة بن الخياط , حدثنا يزيد بن زريع , حدثنا سعيد أبي عروبة معتمر إيمان عن أبيه سليمان بن طرخان التيمي عن قتادة أن أنس حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا , وقال صلى الله عليه وسلم " عائذا بالله من شر الفتن " لما قالوا نعوذ بالله من شر الفتن قال عليه الصلاة والسلام " عائذا بالله من شر الفتن " قال عمر رضي الله عنه نعوذ وبالله من شر الفتن قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك , وهذا الشاهد التعوذ من الفتن وليس المراد بالفتن فتنة الإنسان في ماله وولده هذه أمرها سهل تكفرها الصلوات لكن الفتن التي هي تحطم الدين من الشرك فيما دونه , فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم الفتنة . زيغ في أديانهم هذا خطر عظيم فالفتن اليسيرة فتنة الإنسان في ماله فتنة في ولده فتنة الإنسان أمرها يسير تكفرها الصلوات لكن الكلام في الفتن التي هي تحطم الدين هذه هي التي يستعيذ منها الإنسان ويحرص أشد الحرص ألا يعرض نفسه لها , نعم .
قال المصنف : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الفتنة من قبل المشرق حدثني عبد الله بن محمد قال حدثنا هشام ابن يوسف عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى جنب المنبر فقال الفتنة هاهنا الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس . حدثنا كتيبة ابن سعيد قال حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان . حدثنا على ابن عبد الله قال حدثنا أزهر بن سعد عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شئمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا .
قال المصنف : قال اللهم بارك لنا في شئمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هناك الزلازل وبها يطلع قرن الشيطان , حدثنا إسحاق الواسطي قال حدثنا خلف عن بين وبرة ابن عبدالرحمن عن سعيد ابن جبير قال خرج علينا عبدالله ابن عمر فرجونا أن يحدثنا حديث حسن فقال فبادرنا إليه رجل فقال يا أبي عبدالرحمن حدثنا عن القتال في الفتنة والله يقول فقاتلوهم حتى لا تكون فتنة فقال هل تدري ما الفتنة ثقلتك امك إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة وليس كقتالكم على الملك .
الشيخ ( الشرح ) : يقول الإمام رحمه الله تعالى باب قول النبي صلى الله عليه وسلم , الفتنة من قبل المشرق وهذا من علامة نبوته عليه الصلاة والسلام , جميع الفتن على ممر التاريخ مصدرها من المشرق يقول الإمام رحمه الله تعالى حدثني عبدالل بن محمد هو المسندي الجعفي قال حدثنا هشام ابن يوسف الصنعاني عن معمر ابن راشد عن الزهري عن سالم عن أبيه الزهري محمد بن شهاب عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه وهذا مما قيل فيه أنه أصح الأسانيد جمع ابن حنبل الزهري عن سالم أبيه البري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى جنب المنبر فقال الفتنة هاهنا الفتنة هاهنا وأمأ بيده إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان أو قال قرن الشمس , في رواية قرناء الشيطان بالتثنية فقيل إن له قرنين حقيقتا وفيل ناحية رأسه , أو قال قرن الشمس أو حاجبها حينما يطلع حاجبها قرنها حينما يطلع جانبها الأول فالشيطان قارن للشمس في مطلعها وفي مغربها فالشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان لماذا ليكون سجود عبدة الشمس له لأن هناك من يعبده .
الشيخ ( الشرح ) : وإذا جاء النهي عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها في الحديث عقبة ابن عامر يقول ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا ان نصلي وأن نقبر فيهن موتانا حينما تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحينما يقوم قائم الظهيرة وحينما تتضيف الشمس للغروب حتى تغرب , هذه هي الوقات الثلاثة المضيقة النهي فيها شديد فعلى المسلم ألا يصلي في هذه الأوقات الثلاثة ولا ذوات الأسباب بقي من أوقات النهي الوقتان الموسعان بعد طلوع الصـــبح إلــــى ومــــن صـــلاة العــــصر إلــى قبــيــل المغـــــرب , المضيق من طلوع الشمس حتى ترتفع قيد رمح وحينما يقوم قائم الظهيرة حينما تكون الشمس في كبد السماء وحينما تميل الشمس للغروب تتضيق للغروب حتى تغرب والأوقات المنهي عنها عن الصلاة من طلوع الشمس ومن طلوعها حتى ترتفع واختلاف النهي شدة وخفه جعل أهل العلم هذين الوقتين وإلا أن يقول القائل أن يقول لماذا لا نقول وقت واحد من طلوع الصبح إلى أن ترتفع في وقت واحد لماذا هذا لأن النهي أشد فهما وقتان وقت موسع والنهي فيه خفيف ووقت مضيق والنهي فيه شديد ولذا يرى رجال من أهل العلم كابن عبدالبر مثلا وابن رجب أن النهي عن الصلاة في الوقتين الموسعين لا لذات الوقتين وإنما هم من باب الاحتياط إلى الوقتين المضيقين لا ليسترسل الإنسان يصلي بعد طلوع الصبح حتى طلع الشمس فيقع في الحرج في الوقت المضيق ولئلا يسترسل في الصلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس فيقع في وقت مضيق لكن نهي عن الصلاة بعد الصبح ونهي عن الصلاة بعد العصر من باب الاحتياط لهذين ا لوقتين المضيقين لأن الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني شيطان نهى عن الصلاة قبل ذلك احتياط . المسألة بسطت في كتابات كثيرة فنقتصر منها على هذا .
الشيخ ( الشرح ) : يقول الإمام رحمه الله تعالى حدثنا كتيبة بن سعيد البلغي قال حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر , اليث هو الإمام بن سعيد النافع مولى ابن عمر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل حال كونه مستقبل المشرق جة المشرق لأن أهله في ذلك الوقت أهل كفر يقول ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان حيث يطلع قرن الشيطان وهذا في معنى ما سبق . ثم قال حدثنا على ابن عبدالله ابن المديني حدثنا أزهر بن سعد السمان عن عبدالله ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في شئمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا وفي نجدنا ما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في شئمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثلاثة هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان يقول الخطابي نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة وأصل نجد ما ارتفع من الأرض , مثل هذا الحديث يستغله من يريد في هذه البلاد وفي أهلها وفي الدعوة التي هي الدعوة المباركة دعوة التجديد التي قامت على يد الشيخ محمد ابن عبدالوهاب بمناصرة الإمام محمد ابن سعود ولذا تجد كثير من المناوئين لهذه الدعوة يرددوا مثل هذا الحديث وأن المقصود به نجد وأهل نجد هذه التي هي بهذا الإسم , أولاً النجد هو كل ما ارتفع عن الأرض نجد هذا الأصل في التسمية كل من ارتفع من الأرض يسمى نجد ونجد التي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في كلام الشراح هي قاطبة قالوا بادية العراق ونواحيها وتجد بعض المناوئين يسمي أهل هذه البلاد بالقرنين نسبة إلى قرن الشيطان ولا شك أن هذا تلبيس .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : يعني الاشتراك في الإثم هل يعني اشتراك في الحقيقة لا يلزم , لا يلزم من الاشتراك في الإثم الاشتراك في الحقيقة والحد فالمناوئون لهذه الدعوة المباركة ولأهل هذه البلاد هذه الدعوة قد قامت على تجريد التوحيد وتصفيته وتنقيته من شوائب الشرك والبدع لا بد أن يشرك بها ناس عاشوا وارتزقوا على هذه البدع فقالوا ما قالوا والله الموعد لكن الاشتراك في الإثم لا يعني الاشتراك في الحقيقة , الخطابي هل هو من أهل هذه البلاد حينما يقول هذه البلاد من بُست في أقصى المشرق الخطابي يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن شيء يعني أهل العراق يمكن ينفون هذا الكلام هو الواقع , الخطابي في أقصى المشرق من بُست ويقول نجد من جهة المشرق من كان بالمدينة كانت نجده بادية العراق فنجد المذكورة في هذا الحديث وفيما جاء في معناها ليس المراد بها المسماة بهذا الاسم وإن اشتهرت بهذا الاسم وعرفت به لكن الأصل لكن المراد بالنجد هو كل ما ارتفع نجد , في الدعوة التي دعاها النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة لأهل الشام وأهل اليمن لا شك أن الشام بلاد مباركة وفي مطلع سورة الإسراء "الذي باركنا حوله" كل ما حول المسجد الأقصى مبارك وجاءت النصوص الكثيرة في اليمن ومدح اهل اليمن والإيمان يمانن والحكمة يمانية فمثل هذا لا يستحق وليس معنى هذا أنه إذا لم يدعو لأحد بلاد شر , نعم يكون لهذا البلاد الذي دُعيا لها مذية بالبركة , مكة والمدينة مكة حرمها الله عز وجل والمدينة حرمها النبي صلى الله عليه وسلم وهما أفضل البقاع , والمدينة فيها لئوي وفيها شدة لا يصب على لئوائها إلا من يسكنها ويصبر على لئوانها يستجق الشفاعة على كل حال كونها فيها شدة وفيها لئوي , ومكة نفس البقاع في واد غير ذي زرع هل ينقص من قدرها ما ليست بذات ذرع , والزرع كله في الشمال والجنوب بل هذه الدنيا , الجمال يسمونه جمال الطبيعة , الكفار بها أحق , لماذا لأن هذه الدنيا جنة الكفار .
الشيخ ( الشرح ) : والمسلــم جـنــته الــدنيا , يُدخر له نصيبه كامل وتجدون مثل هذه الأمورمن جمال الطبيعة وجمال الجو وطيب الهواء تجد أكثر من يتمتع به ويرتع فيه غير المسلمين ولا يضر المسلمين هذا أبداً لأن أجورهم تدخر لهم يوم القيامة يدخر لهم ذلك في جنة عرضها السموات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر يعني كون بعض الناس إذا سافر يمين وشمالا إلى بلاد الكفر يأتي معجب ومفتون يعني أن هذا مبرر أن الله سبحانه وتعالى لا يريد الخير للمسلمين لا , الدنيا يعطيها الله سبحانه وتعالى لمن يحب ومن لا يحب لكن الدين لا يعطيه إلا لمن أحب فقوله اللهم بارك لنا في شئمنا اللهم بارك لنا يميننا لا شك أن هذه البركة أو هذه الدعوة ظهر أثرها فيما بعد في تلك الجهات وقالوا وفي نجدنا وعرفنا المارد بنجد في قول الخطابي وغيره , اللهم بارك لنا في شئمنا اللهم بارك لنا في يميننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة أو هنالك الزلازل والفتن يعني غالبا ولقد توجد الزلازل في غيرها ومن ناحيتها يخرج يأجوج ومأجوج من جهة الشرق والدجال وغير ذلك العلامات الكبرى للساعة ( وبها يطلع قرن الشيطان ) لا شك ان الشمس تطلع من المشرق وقرن الشيطان أو قرني الشيطان مصاحبان لطلوع الشمس .
ثم قال رحمه الله حدثنا إسحاق الواسطي في رواية عن عساكر حدثنا إسحاق ابن شاهين الواسطي قال حدثنا خلف خلف هذه الرواية وفي كثير من الرويات خالد , ولعله هو الصواب والمراد به خالد بن عبدالله القحطان عن بيان عن بشر عن وبرة ابن عبدالرحمن الحارثي عن سعيد ابن الجبير قال خرج علينا عبدالله ابن عمر فرجونا أن يحدثنا حديثاً حسنا يعني فيه ما يدخل السرور والبشارة تسرنا حسنك قال فبادرنا إليه رجل جاءت التسمية بأنه حكيم فقال يا أبي عبدالرحمن هذه كنية ابن عمر حدثنا عن القتال في الفتنة .
الشيخ ( الشرح ) : والله يقول " وقاتلهم حتى لا تكن فتنه " هذا الرجل ساق هذه الآية ليحتج بها على شروعية القتال في الفتنه ردا على من ترك ذلك واعتزل في الفتن كابن عمر وسعد ابن أبي وقاص وجمع من الصحابة اعتزلوا فأرادوا أن يحتج هذا الرجل على ابن عمر لا تعزل والله سبحانه وتعالى يقول " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة " فقال ابن عمر هل تدري ما الفتنة ثقلتك أمك يعني هذه كلمة يدعى بها على الشخص لا يقصد بها الدعاء وإلا وقد جاء من قوله صلى الله عليه وسلم ثقلتك أمك يا معاذ الدعاء على معاذ ثقلتك أمك إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين , وهنا القتال الدائر في الفتنه بين المسلمين إنما كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنه يفتنون و يعذبون ليرتدوا عن دينهم هذه الفتنه الشرك والفتنة أشد من القتل الفتنة التي هي الردة أشد من القتل , ويقول كان الدخول في دينهم فتنة نتيجة التعذيب يرتدوا عن دينهم هذه هي الفتنة وحينئذ قاتلوا المشركين حتى لا تكون فتنة بحيث يعذب المسلمين فيردهم إلى دينهم يقول ابن عمر وليس كقتالكم على الملك يعني ابن عمر ترجح عنده أن يعتزل لأنه قتال بين المسلمين وعلى ملك على الدنيا , هذا فيما ظهر لابن عمر وظهر لسعد ابن أبي وقاص وفي العزلة ممدوحة لكن إذا ظهر رجحان الكفة وترجح الحق مع طائفة وإن كانت الطائفة الأخرى لكن نصيبها من الحق أقل ما لا يسمونه في عرف الشرع الطائفة المرجوحة عمار تقتله الفئة الباغية , إذا ترجح عندك بحيث لا يحصل عندك أدنى شك أن الحق مع فلان هل يسوغ للناس أن يعتزلوا ويترك الناس يتطاحنون ويتقاتلون لا ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)(الحجرات: من الآية9) لا بد من السعي إلى الصلح لا بد أن يكون السعي إلى الصلح أولا إن لم يفد الصلح وما رضي أحد من الأطراف التنازل فقاتلوا التي تبغى لا بد من قتال البغاة ولو ترك البغاة شأنهم وقيل هذه فتنة نعتزل نعم إذا إشبها عليك الأمر فالسلامة لا يعد لها شيء .
الشيخ ( الشرح ) : إذا ترجح عندك بالأدلة الشرعية أن الحق مع هذه الفئة وأن الفئة الثانية عليك نصر الفئة الأقرب إلى الحق يعني نفترض أن المسألة في علي ومعاوية رضي الله عنهم جميعا أيهم أقرب إلى الحق عند أهل السنة والجماعة علي رضي الله عنه والأدلة تدل على ذلك كثيرة جدا والخوارج يقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق أو أولا الطائفتين بالحق وعمار يقتله الفئة الباغية إذن الرجحان رجحان الكفة مع علي رضي الله عنه لا بد من نصر من رجحة كفته وإلا لو ترك الأمر بين الناس يقتتلون وكل واحد قال أني أعتزل الفتنة تزداد الفتن ولا ينقطع دابر الشر من لم يتبن لــه الأمر ولم يترجح لديه هذا ولا هذا فسعد ابن أبي وقاص اعتزل, عبدالله ابن عمر اعتزل يعني خيار الصحابة مع أن الأمة مأمورة بأن تقف مع صاحب الحق بالآية (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)(الحجرات: من الآية9) نعم القتل والقتال ليس بهدف شرعي لا بد من الصلح لا بد من المساعي السلمية لوقف القتال والاقتتال لكن إذا لم تنجح المسائل السلمية وإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء حتى ترجع إلى أمر الله ولذا يقول ما الفتنة ثقلتك أمك إن كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين وكان الدخول في دينهم فتنة يعني هذه الآية نزلت فيمن تعرض لأن يفتن في دينه فيكفر هذه فتنة , والفتنة أشد من القتل كون الإنسان يعرض نفسه لمثل هذا خوفا على دينه أن يفتن وأن يقتل نعم الفتنة أشد من القتل لكن في ديننا سعة ولله الحمد إذا اكره الإنسان على الكفر وإلا يقتل جاء في حقه ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ)(النحل: من الآية106) يجيب إلا ما يطلبونه وقلبه مطمئن بالإيمان فالإكراه وما ينطق به مما لو كان في حال السعة يكفر به هو في مثل هذه الحالة حال الإكراه هو معذور , وليس كقتالكم على الملك هذا رأي ابن عمر أنه رأى أن هذا القتال من علي ومعاوية وأنصار علي وأنصار معاوية إنما هو من أجل الملك ومن أجل الدنيا ومعروف أن ابن عمر وعزوفه عن الدنيا , وسعد ابن أبي وقاص لما جاءه ولده في قصر له بالعقيق قال الناس يقتسمون الدنيا وأنت جالس هنا بما أجاب ؟ أجاب بالحديث ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار )
الشيخ ( الشرح ) : السلامة لا يعد لها شيء لكن مثل ما قلنا أنه إذا ترجحت كفة أحد الطرفين فقاتلوا التي تبغي الفئة الباغية لا بد من الصلح هذا أول ما يبدأ به الصلح " فأصلحوا بينهما " إن لم تنجح المسائل السلمية والصلح حينئذ فقاتلوا التي تبغي والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله بينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله بينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أجمعين يقول المؤلف رحمه الله تعالى باب الفتنة التي تموج كموج البحر , وقال ابن عيينة عن خلف ابن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثل بهذه الأبيات عند الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر يعني تضطرب كاضطراب البحر عند هياجانه وقال ابن عيينة سفيان عن خلف ابن حوشب الكوفي كانوا يعني السلف يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن يعني عند نزولها وحدثوها قال إمرؤ القيس ابن عابس الكندي كذا جزم المؤلف رحمه الله وجزم المبرد في الكامل والسهيلي في الروض شرح السيرة أن الأبيات لعمر ابن معدي كرب الحرب أول ما تكون فتيته الحرب مؤنثة وقد تذكر أول ما تكون فتيته شابتا قويه تسعى بذبذبتها لكل جهول , في رواية سيبويه بذبنتها أي لباسها الجيد , جاء زيد في بذة يعني في لباس حسن وجيد
الحرب أول ما تكون فتيتة تسعى بذبنتها لكل جهول
الجهول هو الغمر الذي يمكن أن يُخدع ويؤثر عليه فهذه الحرب وهذه الفتن تستشرف في أمثال هؤلاء ثم إذا كثر هؤلاء وتأثر بعضهم ببعض دخل فيها من غير اختيار كل من حولها الحرب أول ما تكون فتيتة تسعى بذبنتها لكل جهول حتى إذا اشتعلت هاجت وشب ضرامها أي ارتفع اشتعالها تشبيها لها بالنار وبين الحرب والفتن والنار ارتباط وثيق فالحروب توقد لها النيران حتى إذا اشتعلت هذه الفتنة والحرب واشتعلت النيران من أجلها وشب ضرامها ارتفع اشتعالها في الجو ولت إذا اشتعلت واشتبك الناس ولت عجوز غير ذات حليل مقبلة شابة فتيه ثم إذا اشتبك الناس وتورطوا ولت عجوز غير ذات حليل .
الشيخ ( الشرح ) : لا يرغب أحد بالزواج بها ليست بذات حليل لأن من يوقد النيران ويشعل فتيل الحرب ويؤجج الفتن بين المسلمين هذا لا يرغب فيه أحد لأنه سبب المصائب والحوادث والكوارث مثل هذا شبهه الشاعر بالعجوز التي ليست بذات حليل ما يسر به الزوج لأنه لا يرغب فيها لكن لما كانت مقبلة شابة استهوت الجهال فاقتحموا غمراتها فلما اقتحم الجهال وكثروا دخل فيهم من غير اختيار أقحم فيها وأقحم من ليسوا من الجهال فعمت الجميع فلما تورط الناس واشتبكوا ولت وأدبرت عنهم لا أحد يرغب فيها لأنها عجوز شمطاء ولت عجوز غير ذات حليل شمطاء , والشمط اختلاف أو اختلاط الشعر الأبيض بالأسود , شمطاء ينكِر لونها أو ينكَر لونها شمطاء ينكر لونها وتغيرت أي تبدل حسنها قبحا مكروهة للشم والتقبيل ولذا لا يرغب فيها أحد لأنها عجوز شمطاء قبيحة المنظر قبيحة الرائحة , مكروهة للشم والتقبيل من يريد مثل هذه وهذا مطابق لهذه الفتن وهذه الحروب لا شك أنها تقبل فتيه نشيطة يستشرف لهل الجهال والأغمار ثم يدخل فيها غيرهم ثم إذا اشتبكت والتحمت ولت شمطاء وقد يكون وجه التشبيه من وجه آخر أن الناس فيهم قوة وشباب وحماس ونشاط في أول الحرب ثم إذا طال أمد هذه الحرب تركتهم الحرب وقد ساروا في وضع يشبه هذه الشمطاء تبعثرت أحوالهم وتفرقت جماعهم فلا يرغب أحد في السكنا معهم لأن هذه الحروب أخذت مأخذهم منهم , ثم قال الإمام رحمه الله تعالى حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حفص بن غياث قال حدثنا الأعمش سليمان ابن مهران قال حدثنا شقيق هو ابن سلمة أبو وائل سمعت حذيفة ابن اليمان يقول بينما نحن جلوس عند عمر , حديث حذيفة في الفتن , على كل حال الأبيات الثلاثة التي فاتت الفائدة منها ومن التمثل بها في أوقات الفتن الفائدة من ذلك الحذر من الدخول في هذه الفتن والإغترار فيها والإشتراك فيها ليكون الإنسان على ذكر من نهايتها وفي بدايتها تستهوى الأغرار والجهال ومن لديه حب الاستطلاع ومعرفة ما سيؤول إليه الأمر هؤلاء تستهويهم .
الشيخ ( الشرح ) : فيذكر الإنسان بالعواقب قبل الدخول في أوائلها لأنه إذا دخل في أولها وتورط فيها فالنتيجة حتمية ومعلوم أن مثل هذا يكون في الفتن التي بين المسلمين مما لا يترجح فيه إحدى الكفتين ثم بعد ذلك حديث حذيفة بينما نحن جلوس عند عمر إذ قال أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا قال حذيفة الضمير يعود على حذيفة قال وفي علامات النبوة من الكتاب فيما تقدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مرفوع للنبي عليه الصلاة والسلام وإن وقفه أوقف على حذيفة . فتنة الرجل في أهله وتكون بالميل إليهم بحيث يأتي بسبب ذلك بعض ما لا يحل يفتتن بأهله يميل إلهم يجبهم وهذه المحبة قد تورث في بعض الأحوال تقديم طاعتهم وتحقيق رغبتهم فيما لا يرضي الله عز وجل هذه فتنه , وماله بحيث يستهويه الطمع في الكسب إلى أن يكتسب المال في غير حله فيأخذ من غير حله أو يصرفه في غير مصرفه الشرعي هذه فتنه المال , المال ورود و صدور إيرادات و مصروفات فتنة المال تكون في إدارة من غير وجوه شرعية وفتنه المصرف في أن يصرف في غير ما أباحه الله عز وجل , وولده بحيث يحمله فرط محبته لولده على التراخي عن كثير من أعمال الخير أو مزاولة بعض ما لا يحل فالولد مبخلة مجبطة قد يبخل بما أوجب الله به عليه ملاحظة لولدة قد يطلب من ولده شيئا فلا يستطيع الحصول عليه إلا من وجوه غير مشروعة هذه فتنة فهذه فتن فتنة الرجل في أهله وفي ماله وفي ولده فتنة واعظة في جاره في سوء الجوار مع جاره في حسد جاره , المفاخره مع جاره هذه الفتن تهون عن الفتن التي تموج كموج البحر تهون قال هذه تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , الصلاة الصلوات الخمس إلى الصلوات الخمس , العمرة إلى العمرة , رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم شريطت أن تجنبت الكبائر فالتي تكفرها الصلاة ورمضان والعمرة والأمر والنهي هذه الصغائر و أما الكبائر فلا بد من التوبة منها ولذا جاء القيد ما اجنبت الكبائر ما لم تغشى كبيرة .
الشيخ ( الشرح ) : ما لم تغشى كبيرة , ما اجتنبت الكبائر وما لم تغشى كبيرة فهذه الأعمال الصالحة إن الحسنات يذهبن السيئات والمراد بذلك أهل العلم , الصغائر كما في القيود التي ذكرناها ما اجتنبت الكبائر ما لم تغشى كبيرة الواضح في أن المراد من السيئات الصغائر في قوله جلا وعلا . إن تجتبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم مجرد اجتناب الكبائر كفيل تكفير الصغائر فقد يقول قائل هذه الصغائر كفرتها الصلاة فماذا بقي لرمضان وماذا بقي للعمرة وماذا بقي لاجتناب الكبائر , قد يقول قائل , ارتكب صغيرة وصلى وانتهت نقول هذه الأعمال الجليلة تكفر الصغائر فإذا أتت على الصغائر كلها خففت من الكبائر , خففت من الكبائر لكنها لا تكفرها بحيث تذهب أثرها بالكلية وقد يرفع للعامل بها درجات إذا توجد الصغائر لكن لا يكاد ينفك من يخشى الكبائر من الصغائر فمن عمل كبيرة واحدة وأصَّر على كبيرة أو كبائر لا بد أن توجد عنده الصغائر بكثرة فهذا الكلام وإن كان افتراضي لن هذا جواب وافتراضي لكنه في الواقع الذي يزاول الكبائر لن ينفك عن الصغار لأنه بها يبدأ والشيطان يستدرجه أولا بالإكثار من المباح ثم يوقعه ف ي المكروهات إذا استرسل في المبيحات ثم بعد ذلكم يبدأ بصغائر الذنوب الشيطان لن يتركه حتى يخرج من دينه إن استطاع فإذا استرسل معه في ذلك حملة على الكبائر بعد أن يتجاوز مرحلة الصغائر , ولا شك أن من غشي كبيرة مرة في عمره مثلا وهو محافظ على دينه بحيث لا يغشى الصغائر مثل هذا في الغالب أن يوفق لتوبة نصوح لأن الذي يعوق عن التوبة هو الاسترسال في المعاصي والاعتاد على سعة رحمة الله الأمن من مكر الله فإذا تاب التوبة يهدم ما كان قبله فعلى كل حال هذه الأعمال جاءت بهذا السياق للحث عليها على الصلوات والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورمضان والعمرة وغير ذلك من الأعمال الصالحة إن الحسنات يذهبن السيئات .
الشيخ ( الشرح ) : قال ليس عن هذا أسأل ولكن أسألك عن الفتنة التي تضطرب تموج كموج البحر واضطرابه عند هيجانه هذه الفتنة التي ينبغى أن يهتم بها , والفتن التي ذكرت في أهله وماله وولده وجاره هذه ينبغى للإنسان أن يحطاط فيها لكن المسألة أولويات , أولويات ينبغي أن يهتم بما هو أعظم منها بما يتلفت إليها فيحطاط للأعظم قبل أن يحطاط للأسهل . والدين لا شك أنه وإن كان الكل شرع من عند الله عز وجل إلا أن فيه كبائر فيه موبقات وفيه صغائر فيه فسوق فيه عصيان وهي متفاوته نعم إذا نظرنا إلى جانب من عصى الله عز وجل فإنتهاك أمره ونهية كبير من هذه الحيثية لكن جاءت النصوص على أن الذنوب متفاوته وعلى الإنسان أن يحرص على اجتناب الكبائر يحرص أشد الحرص على كبائر الذنوب والموبيقات فلا يقربها ثم بعد ذلك يلتفت إلى هذه الصغائر , لو واحد عنده تجارة ووقع في شيء من الشبهات في هذه التجارة فجاءه شخص يعظه يا أخي هذه الشبهات مالك ولها أنت الآن كراعاً يرعى حول الحمى يمكن أن يرد عليه أن يقال فتنة ما للأمر سهل المشكلة الفتن التي تموج كموج البحر لكن في هذا الظرف الذي فيه السؤال القصد من السؤال بيان الفتنة الكبرى التي تموج كموج البحر وليس معنى هذا أن الإنسان إذا ذكر بما يحصل منه بسبب أهله وماله وولده يقول الأمر سهل تكفرها الصلوات نعن الإشكال في فتنة العلم والإفتاء موجود لا أليست هذه معاصي مأمور باجتنابها لكن الآن الحديث بصدد شيء محدد يعني شخص أشكل عليه مسألة في الزكاة فتأتي تحدثه عن الصيام يقول دعنا الآن عن الصيام المشكلة قائمة الآن في الزكاة هل هذا تقليل من شأن الصيام ليس مانع إنما هو بصدد السؤال عن الفتنة التي تموج كموج البحر لأهميتها ولشدة الخوف والحظر منها وليس معنى هذا هو التقلقل من شأن فتنة المال وفتنة الأهل والولد شاع على ألسنة بعض الناس وبعض الكتاب أن الدين فيه قشور وفيه لباب وفيه كذا لا .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : الدين كله لب خالص كله لب فما أمرت به فعليك أن تفعل على تفاوت في الأوامر أنت تأمر أمر اسحباب وتأمر أمر وجوب هذا لا يقاوم هذا وتقدم فعل الواجب تنهي نهي تنزيه وتنهي نهي تحريم , اجتنب الجميع لكن إذا كان الخيار إما هذا وهذا فاجتنب الأشد لكن نسألك عن الفتنة تضطرب اضطراب البحر عند هياجانه فتموج كموج ا لبحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين حذيفة صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم أفضى إليه بعض الأشياء فاهتم بحديث الفتن وسمى لـــه النبي صلى الله عليه وسلم بعض المنافقين فأخبر وطمئن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب أنه ليس عليه منها بأس على ما تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم أمين السر أيش سمونه الآن أمير السر الأمين الأمين السكرتير نعم المقصود أن هذا مما أفضى به النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها باب مغلق أي لا يخرج شيء منها في حياتك ولم يتوصل إثار لحفظ السر فلم يصرح بعمر بما سأله عنه وإنما كنى عنه كناية إن بينك وبينها باب مغلق قال أيكسر الباب أم يفتح ما قال يا عمر أنت الباب الحائل بين الفتن وبين الأمة قال بينـــــك وبينـــها باب مغلق فقال له عمر أيكسر الباب أو يفتح قال بل يكسر وهذا عمر كسره قتله رضي الله عنه وأرضاه قال عمر إذن لا يغلق الفتن إذا بدأت لا تنتهي إذا كسر الباب خلاص قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال نعم كما أعلم أنا دون إذا ليلية أي أعلم ذلك علم ضروري كما أقطع أن دون غدا ليلية وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليد يعني هو ما بتوقعات أو تحليلات صحفيفة مبنية على ظنون وأوهام حدثونا عن المستقبل بناء على ما فهم من الحديث تحدث به فلان أو علان هذا أم لا ينطق عن الهوى , حديث ليس بالأغاليد ليس بالأعاجم وليس بالتوقعات ولا بالأوهام .
الشيخ ( الشرح ) : فهبنا من الذي يقول أبو وائل ومن معه بينما نحن جلوس عند عمر فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسوق فسأله فهبنا أن نسأله نسأل حذيفة من الباب فأمرنا مسروق ابن الأجدع المعروف فسأله فقال من الباب يا حذيفة فقال عمر رضي الله عنه وبقتله بدأت الفتن في زمن عثمان في زمن عثمان رضي الله عنه حتى استشرت هذه الفتن واشتعلت وماجت واضطربت ووقع الخلاف بين الصحابة في زمن عثمان إلى أن قتل عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد العابد الأواه الصائم القائم المشهود له بالجنة ثالث الخلفــة زوج بنيتي الــــرسول صلى الله عليه وسلم , مناقبه وفضائله لا يمكن أحصائها وقد أجرى بعض المعاصرين حساب لما أنفقه في سبيل الله بأرقامنا وأعدادنا فقال إنه يقرب من المليار خليفة راشد وما على عثمان نافعة بعد اليوم ويقتل في داره بين أهله صائم يقرأ القرآن كبير السن فوق الثمانين فتنة , الفتن أول ما تكون يستشرق بها الناس إلى أن تصل إلى هذا الحد ويصعب على أهله الدفاع عنه وعلى من حوله من الصحابة في بلد الخلافة مع قرب العهد بالنبوة يعني ربع قرن خمسة وعشرين سنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ويصعب دفنه مع أصحابه في البقيع ويؤجل دفنه أيام رضي الله عنه وأرضاه هذه نتائج الفتنة قد يقول القائل إنا سمعنا حروب تطحن يمين ويسار وقبل هذا الزمن وأزمان على مدى التاريخ هذه إزهاق أرواح أين العقول من أجل حطام الدنيا تزهق الأرواح ؟ نعم إذا بدأت الفتنة لا تنتهي حتى تأتي على الرطب واليابس ثم قال الإمام رحمه الله تعالى . حدثنا سعيد ابن أبي مريم سعيد ابن الحكم ابن محمد ابن سالم ابن أبي مريم الجمحي قال أخبرنا محمد ابن جعفر ابن أبي كثير عن شريك ابن عبدالله ابن أبي نمر عن سيعد ابن المشيب عن أبي موسى الأشعري قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حائط من حوائط المدينة هو بستا أريس الذي فيه البئر الذي سقط فيه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم واللام من أصبع عثمان رضى الله عنه قريب من المدينة .
الشيخ ( الشرح ) : يقول أبو موسى خرجت في أثره فلما دخل الحائط جلست على بابه يعني على باب لحائط وقلت لأكونن اليوم بواب النبي صلى الله عليه وسلم حاجب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني يعني تطوع من أبي موسى تبرع حفظ للنبي صلى الله عليه وسلم هذه طريقة الصحابة رضوان الله عليهم معه صلى الله عليه وسلم فيكون بواب سبق فيما نوَب عثمان رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم أمره يعني أمر أبي موسى بذلك بأن يكون حارسا بواب حاجب فالإحتمال للتوفيق بين الروايتين أنه فعل ذلك تبرعا من غير أمر ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وقضى حاجته وجلس على حافة البئر فجاء أبو بكر كشف النبي صلى الله عليه وسلم عن ساقيه ودلاهم في البئر فجاء أبو بكر يستأذن في الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت - يقول أبو موسى- فقلــــت لــه اثبت وقف مكانك كما أنت حتى أستأذن لك فوقف أبو بكر رضي الله عنه هذا تصرف باب عليه حاجب إستأذان ما قال أنا أقرب منك للرسول صلى الله عليه وسلم أنا بني مع الرسول أنا صاحبت النبي صلى الله عليه وسلم أنا أول الصحابة أنا أفضل الصحابة لا وقف حتى استأذن له فوقف فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله أبو بكر يستأذن عليك وهذا يؤيد أن نهاية أمره في الحجابة أنه مأمور وإلا لو وقف من تلقاء نفسه تبرع هل يستطيع أن يمنع أحد تبرع من عنده فلعله تبرع أولا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم خشية أن يهجم على النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤذيه من عدوا أو سبع أو ما أشبه ذلك , أما أن يحجب مثل أبي بكر وعمر لا بد أن يكون بأمره عليه الصلاة والسلام فدخل فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمر يستأذن يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت كما أنت اثبت كما أنت وقف في مكانك وقف في مكانك حتى أستأذن لك النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ ( الشرح ) : فقال النبي صلى الله عليه وسلم أستأذن له وبشره بالجنة قد قال في حق أبي بكر أئذن له وبشره بالجنة فقـــال لـه ذلك أبي موسى وأذن له إلأى آخره فجاء إلى يسار النبي صلى الله عليه وسلم جلس أبي بكر عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعمر عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن ساقيه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فدلاهما في البئر فامتلأ الخف حافة البئر امتلأت ما تستوعب أكثر من ثلاث امتلأت النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فلم يكن فيه مجلس ثم جاء عثمان فقــلت لـه كما أنت حتى أستأذن يعني قف كما أنت كما قال لصاحبيه حتى أستأذن لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذن له وبشره بالجنة مع معها بلاء يصيبه ما قال لعمر معها بلاء مع أنه مقتول لكن ليست الظروف احتفت بقتل عمر مثل الظروف التي احتفت بقتل عثمان عمر يصلي فجاء عدو فطعنه وهذه نهايته رضي الله عنه كما لو مات على فراشه لكنه فاز بالشهادة لكن يختلف هذا عما احتف بمقتل عثمان رضي الله عنه شيء يعتصر القلم يرمي القلب قتل في داره إمتحن وسلط عليه سفهاء أوباش لا قدامة لهم ثابتة في الإسلام بمحضرا المهاجرين والأنصار دار الهجرة في بيته , مصحفه في حجره , صائم , سلط عليه هؤلاء السفهاء وأعوانهم من أعانهم ممن دخل في الفتنة ومطلبهم وما نقموا عليه أنه ولى بعض الولايات لأقاربه رضي الله عنه هذا الذي ينقل عن عثمان ولى بعض أقاربه بعض الولايات فنقموا عليه ذلك , الناس مأمورون عند الجوار الواضح والظلم الظاهر مأمور بالصبر والاحتمال وعدم شق عصا الطاعة أدوا الذي عليكم واسألوا الله ما لكم , والأصل مجرد أنه ولى بعض أقاربه , ولى بعض أقاربه يقتل في بيته صائم يقتل إن طلبوا منه أن ينخلع من الإمامة بسبب ما نسب إليه لكنه وُلي بإجماع الصحابة ولم يثبت أو لم يقترب ما يعزل من أجله وأهل العلم يختلفون في الإمام إذا تم اختباره من قبل المسلمين هل له أن يخلع نفسه أو هذه أمانة تحملها لا بد من القيام بها وحينئذ تكون قد تعينت عليه , فجْمْع من أهل العلم عندهم لا يجوز أن يخلع نفسه .
الشيخ ( الشرح ) : وعثمان رضي الله عنه رعى المصلحة يعني ماذا يتصور الآن المدينة تغلوا تغلي غليان وتضطرب وتموج بالفتنة والإمام قائم فكيف لو تنحى الإمام ماذا سيكون مع هذا لا بد أن يصيبه . فدخل فلم يجد معهم مجلس فتحول حتى جاء مقابلهم على شفة البئر فكشف عن ساقيه ثم دلاهم في البئر فجعلت أتمنى أخاً لي أبو موسى كل ما يستأذن قال بشره بالجنة فكنت أتمنى أن أخاً لي وأدعوا الله أن يأتي لكي يصيب هذه الدعوة بشره بالجنة يصيب هذه البشارة , أخوه أبو برده اسمه عامر أو أبورهم المقصود أنه نصح رضي الله عنه وأرضاه لأخيه وتمنى لأخيه ما يسعد به في الدنيا والآخرة لكن هو القدر ما أراد الله جل وعلا أن يحزن معه من يذكر أنصح شخص لأخيه أبر شخص لأخيه موسى عليه السلام الذي سأل لأخيه النبوة والآن يقاتل الأخوة على ما شيء على شيء يسيم حطام الدنيا يتهاجر الأخوة علشان كلية والله المستعان ناس ينتسبون إلى العلم كلاهما من أهل العلم يتقاطعون ويتهاجرون سنين طويلة لا شك أن هذا من كيد الشيطان وتلبيسه يزين له هذا ويبرر له هذا مع ما جلبت عليه النفوس من عدم التنازل لو تنازل هذا عن شيء يسير وذاك عن شيء لأنتقت القلوب وصفت والله لمستعان قال ابن المسيب فتأولت ذلك قبورهم , فتأولت ذلك أي اجتماع الصاحبين النبي صلى الله عليه وسلم و إنفرد عثمان تأولت ذلك قبورا إجتمعت هاهنا يعني في الحجرة وانفرد عثمان رضي الله عنه بالبقيع ثم قال رحمه الله :
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
حدثنا خالد بشر وخالد اليشكري المقصود أن البخاري ساق هذه القصة لما فيها من الإشارة إلى الفتنة والبلاء الذي يصيب عثمان رضي الله عنه ولا شك أنها ماجت كموج البحر في المدينة واضطرمت واشتعلت واضطرمت كاضطرام البحر ثم توالت الفتن والمحن على الأمة بين المسلمين أنفسهم في كثير من بقاع الأرض في عصور متتابعة إلى قيام الساعة لأن الباب كسر .
الشيخ ( الشرح ) : ثم قال حدثنا بشر وخالد اليشكري قال أخبرنا محمد ابن جعفر غندر عن شعبة , ايش علاقة ابن جعفر بشعبة ؟ هو من أخص الآخرين عن شعبة لماذا ؟ ما بر بيبه شعبة ما بزوج أم غندر لـه خصوصـية النسب التي تزهده فيه إلا أخص الناس بالعالم أهله وهم هذه سنة إلاهية , أزهد الناس بالعالم أهله وجيرانه والسبب ظاهر لأن الناس يرون هذا العالم محتشم ما يخرج عليهم إلا بمظهر لائق ويراه أولاده وأهله نعم علىأوضاع قد وفي أحوال ظروف و يعني المخالطة والمجالسة تجعل الإنسان يزهد بصاحبه , وأيضاً لئلا يقول هذا العالم أو يخيل لهذا العالم أنه نفع أولاده أو يستطيع أو ينفع ولا تستطيع إلا بأمر الله عز وجل لو كانت المسألة استطاعة لكان أولى الناس بنفعك أولادك عن شعبة ابن الحجاج عن سليمان ابن مهران الأعمش قال سمعت أبا وائل شقيق ابن سلمة قال قيل لأسامة ابن زيد ألا تكلم هذا يعني عثمان رضي الله عنه فيما أنكر الناس عليه في تولية أقاربه قال قيل لأسامة بن زيد ألا تكلم , قيل ألا تكلم هذا يعني الخليفة فيما أنكر عليه ما أنكره الناس في تولية أقاربه قد كلمته , اشمعنا قد كلمته يعني هل قال كلمته لكن لا ينفع ما يفيد ما يسمع لا كلامه سراً بينه وبينه ونصحه وأدى ما عليه الصلاة والسلامليه دون أن يفتح باباً للغوغاء والأوباش يعني كلم الخليفة سراً ما دون ان يفتح باباً ليكون أول من يفتحه من باب الإنكار العلني الذي يفر صدر الخليفة ولا يجدى شيء بل كلمه بأدب سراً دون أن يفتح باب شر بالجهر بالإنكار وما أنا بالذي أقول لرجل بعد أن يكون أميراً على رجلين أنت خير يعني خير من الناس الخليفة تحمل أمانة عظيمة عليه واجب عظيم أما الله عز وجل بل صرح جمع من أهل العلم أن من غش ولي الأمر الكيل كيل المدح والثناء .
الشيخ ( الشرح ) : نعم النصيحة ينبغي أن تكون سراً وينبغي أن يتابع عليه النصح والدين النصيحة هنا ثلاثاً قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم لا بد من النصح لكن بالطرق المناسبة المجدية التي لا يترتب عليها آثار أعظم مما وقع فيه وأيضا كما قال أسامة حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة وما أنا بالذي يقول لرجل بعد أن يكون أمير على رجلين أنت خير يعني أنت خير الناس لا بل غاية هذا الأمير أن ينجو كفافاً لا له ولا عليه إذا احتار كما قال عبدالله ابن عمر لعبد الله ابن عمر لما دخل عليه يعوده قال ادعوا الله لي قال لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول وكنت على البصرة .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري
للشيخ الدكتور / عبدالله الخضير

الشيخ ( الشرح ) : كما قال عبدالله ابن عمر لعبدالله ابن عامر لما دخل عليه يعوده قال ادعوا الله لي قال لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول وكنت على البصرة وكنت أمير على البصرة ولا صدقة من غلول وكنت على البصرة لأن الأمير بصدد أنه لا حسيب عليه ولا رقيب إحتمال يدخل في ذمته بقصد أو بغير قصد فأنت عسى أن تنجوا كفافا في عبادة ابن الصامت رضي الله عنه حديث البيعة بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر والسر والمنشط والمكره يعني على جميع الأحيان والإنسان يبايع فيما يحلوا له ويرضه ويتخلف إذا كان الأمر لا يحلوا له ولا يرضيه إن أعطى ولا في إن لم يعطى غدر ولا نقب على أن نقول أو نقوم بالحق لا نخاف في الحق لومة لائم يعني هذا لا يعارض بل لا بد من نصيحة ولي الأمر ولا بد من الإذعان والطاعة والسمع على جميع الأحوال والحد المحدد في الشرع من لم تروا كفراً بواحا معروف بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وجاءوا برجل فيطرح في النار فيها وفي رواية فيطحن فيها كطحن الحمار بالرحى فيطيف به أهل النار يتعجبون يستغربون كيف يأتي هذا يجتمعون عليه كيف كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إش الإجابة فيطيف به أهل النار فيقولون أي فلان ما شأنك ما الذي أتى بك ألست كنت تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول لهم إني كنت آمر بالمعروف بالمعروف ولا أفعله وأنهي عن المنكر وأفعله ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:3) إش نعم هذا خطر عظيم كون الإنسان يأمر وينهى ويوجه وينصح وهو أبعد الناس عما يقول لكن أهل العلم بل جمهورهم على أنه لا يشترط في الأمر والناهي أن يكون غير متلبس بمعصية .
الشيخ ( الشرح ) : بل عندهم أن الجهة منفكه الجهة منفكة عليك أن تؤدى ما امرت به من أمر وما كلفت به من إنكار ومن رأى منكم منكراً فليغيره ومع ذلك أنت مؤأخذ بما تفعل من المنكرات وإذا لو اشترط العصمة لتعطل هذا الركن العظيم من أركان الإسلام شعيرة من شعائر الإسلام على حد تعبيرات المعاصرين يقولون الأمر والنهي صمَّام الأمام وبه يدفع الله جل وعلا الشرور لأن المنكر إذا ظهر ولا يوجد من ينكره اعمت العقوبة الجميع لكن إذا وجد من ينكره ارتفعت هذه العقوبة وليس هذا بمبرر مثل هذا الكلام لأن يقع الناس في أهل الحسبة , نقول شف يطحن في النار وهو يأمر بها ما كل ما يأمر بها صادق صحيح لكن الأمر والنهي لا بد منه وليسوا بمعصومين وليست أخطائهم بأكثر من أخطاء غيرهم وقد يقول قائل من السفاء الذين يكتبون شف يأمر وينهى من اهل الحسبة ويطحن في النار لو جلس في أفضل , لا يأمر ولا ينهى نقول ما بصحيح عليه أن يأمر وعليه أن ينهى وعلى المأمور أن يأتمر وعلى المنهي أن ينتهي وحساب الجميع على الله عز وجل .
ثم قال رحمه الله باب حدثا عثمان ابن الهيثم البصري مأذونها قال حدثنا عوف ابن أبي جميلة الأعرابي عن الحسن البصري عن أبي بكرة نفيع ابن الحارث قال لقد نفعني الله بكلمة أيام وقعة الجمل التي كانت بين علي وفاطمة رضي الله عن الجميع وكانت فاطمة على جمل فنسبت الوقعة عليها وعائشة كانت بين علي وعائشة , يقول نفعني الله بكلمة أيام الجمل هذا جمل عائشة كانت على جمل وفنسبة الواقعة إليها لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارس دولة فارس بلاد فارس ملكوا ابنت كسرى لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارس ملكوا إبنت كسرى بعد موته أسماها بوران كسرى إسمه شيراوي بن أبراوي بن هرمز لما ولوا إبنته قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا امرهم امرأة يعني كانت واليا عليهم أو في حكم الوالي ممن يحكم بين الناس في أموالهم وأعراضهم ودمائهم كالقاضي لن يفلحوا إذا فعلوا ذلك .
الشيخ ( الشرح ) : هذا خبر عن ما ينطق عن الهوى مضمن حكم شرعي وهو أنه لا يجوز أن تولى المرآة والمقصود بذلك الولايات العامة ما يقال ليش تصير مديرة مدرسة , ليش تصير ربة بيت المقصود بذلك الولايات العامة , فلا يجوز للمرآة أن تتولى ما فيه فصل بين الناس كالإمارة والقضاء ونحو ذلك واستدل به أبي بكرة أن أصحاب الجمل لن يفلحوا , وهي أم المؤمنين فضلها على الناس كفضل الثريد على سائر الطعام , من أحب إليك يا رسول الله قال عائشة قالوا من الرجال قال أبوها ومع ذلك استدلال بعموم الحديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة لن يفلح أصحاب الجمل وهذا الكلام يقوله النبي صلى الله عليه وسلم وثابت عنه مما لا شك فيه , والإرتياب فيه أصح الكتب ويأتي من يأتي من ينتسب إلى العلم والدعوة مع الأسف الشديد ويقول أن الحديث ليس بصحيح لماذا لأن الواقع يرده , كيف الواقع يرده ؟ غاندي حكمت الهنود وتاتشر ضبطت الإنجليز وجولدماإير هزمت العرب , وترد النصوص بهذه الطريقة ومن قال لك أن أولئك أفلحوا وما معنى الفلاح في نظرك , فتنة هذا هذا مفتون نسأل الله العافية , الذي يرد النصوص الصريحة الصحيحة بهذه التوجيهات هذا مفتنون نسأل الله السلامة والعافية , المقصود أن عرفنا وجة نظر أبي بكره واستنباطه من الحديث أن أصحاب الجمل لن يفلحوا وإن كان فيهم من فيهم من خيار الصحابة طلحة والزبير وعائشة من خيار الأمة ومع ذلك الفتن إذا بدأت توقد خيار الناس شاءو أم أبوا ,
قال رحمه الله حدثنا عبدالله محمد المسندي قال يحي بن أم الكوفي قال حدثنا أبو بكر بن عايش قال حدثنا أبو حصين عثمان ابن عاصم الأسدي قال صار طلحة ابن عبيد الله والزبير ابن العوام وقد كان بايع على رضى الله عنه بمشورة عائشة , المسألة شخص مختلف في بيعته لا لما سار طلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة إلى البصرة سبب المسير الأمر المهول الذي صار سبب في مقتل عثمان رضي الله عنه .
الشيخ ( الشرح ) : نعم علي بويع حتى من قبل هؤلاء الذين خرجوا عليه وهو من خيار الناس لكن أمر عظيم طالبوا به طلب لدم عثمان رضي الله عنه خرجوا في ثلاث آلاف وانضم إليهم في طريقهم خرجوا من مكة والمدينة ثلاث آلاف وانضم إليهم جموع من الناس فلما نزلت عائشة رضي الله عنها ببعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت أي ما هذا قالوا الحوئب فقالت إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم كيف بلإحداكن تنبح عليها الكلاب الحوئب علم من أعلام النبوة وعند البزار من حديث ابن العباس أنه صلى الله عليه وسلم قال لنساءه أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج حتى تنبحها كلاب الحوئب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتالا كثير وتنجوا بعد ما كادت يعني كادت أن تقتل , إخوان هؤلاء لا ينقصهم دين بل هم خيار الأمة ولا ينقصهم علم ولا ينقصهم عقل لكنها الفتن فإذا بدأت الفتن صار الحليم حيران صاحب العقل الراجح والدين المتين لا شك أنه تغطي عليه بعض عقله وعلمه وحلمه هذه الفتن إذا ماجت الفتن فعلى كل مستطيع في إطفاء نار الفتنة يجب عليها وجوب أن يسعى بقدر إستطاعته لإطفائها وإخمادها وعلى من يثيرها ويأججها ويبدئوها كفل عظيم ممن يذهب بسبها وليس معنى هذا أنه يخرج من الدين هؤلاء خرجوا وبقوا هم خيار الناس طلحة بن عبدالله من أهل الجنة الزبير ابن العوام مشهود له بالجنة وعائشة زوجته في الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم لا يعني هذا أنهم مخرجون من الدنيا لا لكنها الفتن نسأل الله السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن , لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي رضي الله عنه عمار ابن ياسر وحسن ابن علي فقدم علينا الكوفة فصعد المنبر فكان الحسن ابن علي فوق المنبر في اعلاه وقام عمار أسفل من الحسن واجتمع عليه أو فجتمعنا إليه قال أبو مريم سمعت عمار يقول إن عائشة قد سارت إلى البصرة و والله إنها لزوجة بيكم في الدنيا والآخرة .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : هذا إنصاف مع الخصم اعتراف بمـا لــه وما عليه عدل في الحكم وإنصاف في الرأي , والله إنها لزوجة بيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة , ما قال هذه خارجية خرجت على ولي الأمر لا , لا شك أنها رأيها مرجوع وإن بَنت هذا على اجتهاد ولكن الكفة مع علي رضي الله عنه وأرضاه والله إنها لزوجة بيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة , ولكن الله تبارك وتعالى إبتلاكم إختبركم بها وهذا بالإنصاف عمار حيث وإنها خرجت على الإمام لم تخرج على دائرة الإسلام ولكن الله تبارك وتعالى إبتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي , هل تطيعون الله سبحانه وتعالى بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم أو تطيعونها يعني تزداد الفتنة إذا كان الطرفان متقاربان تزداد الفتنة أما إذا كان طرف في السماء وطرف في الأرض ما هو فتنة , الأمر ما يشتبه على أحد لكن إذا صارت الأطراف مثلها فتنة , لكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون بلزوم جماعة المسلمين أم هي , هي خرجت بتأويل صايغ خرجت بتاويل ما خرجت عناد , وطلحة والزبير بايعا وخرجا بهذا التأويل لا شك أنه يحز في كل مسلم أن يقتل مثل عثمان على وضع عثمان وهو إمام المسلمـــين ولا أحـــــد ينتصر له , ولا يستطيع المهاجرين و الأنصار أن يخلصوا هذه فتنة ويحز كل نفس تجعل تغطي هذه الفتنة ما عند الإنسان من علم وعقل وحلم لكن يبقى أن الحكم الشرعي ثابت لا تغيره مثل هذه المور وإن عظمت , تلزم جماعة المسلمين وإمامهم هذا الحال إلى أي حد تلزم جماعة إلى أن ترى كفرا بواح , المسألة مش فوضى المسألة مضبوطة بضوابط شرعية , ثم قال رحمه الله تعالى باب وهذه الترجمة باب وهي بدون ترجمة هذا الباب بدون ترجمة ولا توجد كلمة باب عند أبي زر ولذا يقول الشراح والصواب حذف كلمة باب لأن الحديث اللاحق طرف من الحديث السابق فالفصل بينهم بباب غير مناسب .
الشيخ ( الشرح ) : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا بن أبي غنية عبدالملك ابن حميد عن الحكم بن عتيبة عن أب وائل شقيق ابن سلمة قام عمار ابن ياسر على منبر الكوفة فذكر عائشة وذكر مسيرها ومن معها إلى البصرة وقال إنها زوجة بيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكنها مما ابتلت يعني به وامتحنتم ثم قال رحمه الله حدثنا بدل ابن المحبر اليربوعي قال حدثنا شعبة ابن الحجاج قال أخبرني عمرو ابن مرة قال سمعت أبا وائل شقيق ابن سلمة يقول دخل عبدالله بن قيس أبي موسى الأشعري و أبي مسعود عقبة ابن عمر البدري نسب إلى بدر لأنه نزل بها ولم يشهد الواقعة في قول الجمهور وإن أثبتها البخاري فيمن شهد بدر وأبي مسعود على عمار ابن ياسر حيث بعثه على رضي الله عنه عن الجميع إلى الكوفة أو إلى أهل الكوفة يستنفرهم يطلب منهم الخروج إلى البصرة فقال أبي موسى وابن مسعود لعمار ما رأيناك أتيت أمرا أكره عندنا في إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت تدخل في مثل هذه الفتن وتسارع مندوب تطلب المدد من أهل البصرة والخروج من أهل البصرة ما رأيناك أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت ماذا قال عمار ؟ قال عمار ما رأيت منكم منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكم عن هذا الأمر هذا اجتهاد وهو اجتهد رضي الله عنه ومعه إمام المسلمين وأمير المؤمنين وامتثل فقاتلوا التي تبغي معهم نصوص وهما أيضا كان مجتهدا كانا مجتهدين لماذا لأن الحرب بين المسلمين فإذا دخلت بنفسك أو دخل أحد من مشورتك وهذا الداخل أو أن قتلت مسلم تلطخت بدم مسلم وأنت في عافية هذه وجه نظرهم فالمسألة اجتهادية عندهم وإن كانت الكفة الراجحة مع علي رضي الله عنه وأرضاه فهذا يدل على كلا من الطائفتين كان مجتهدا يرى أن الصواب معه ما رأيناك أتيت أمرا أكره عندنا في إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت وهو يقول ما رأيت منكم منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكم عن هذا الأمر .
الشيخ ( الشرح ) : هم يلومون على الإسراع وهو يلومهم على التباطؤ وكساهما حُلة حله وهذا ضمير يعود على من يعني عمار كسي أبو مسعود وأبو موسى لا , ليس الأمر كذلك أبو مسعود كسي عمار وكسا أبو موسى على ما سيأتي سريعا من الجهة التي تليها , ثم راحوا إلى المسجد إلى صلاة الجمعة كأنه رأى عمار وهو الذي يتولى الخطبة ثوبه ليس بمناسب لأن يتصدر الناس طوال الخطبة ويقف أمامهم فكساه حله حله وإحراج لعمار وأبو موسى حاضر نعم فكساهم معا وكان أبو مسعود موسرا كما سيأتي , ثم راحوا إلى المسجد ثم قال الإمام رحمة الله عليه حدثنا عبدان عبد الله بن عثمان العتقي ما روي عن أبي حمزة محمد بن ميمون الأشقري عن الأعمش سليمان بن مهران عن شقيق بن سلمة أبي وائل قال كنت جالس مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار وقال أبو مسعود لعمار ما من أصحابك أحد إلا لو شئت لقلت فيه , يعني ذكرت شيئا مما يحط من قيمته وقدره غيرك وما رأيت منك شيء منذ صحبت النبي صلى الله عليه وسلم أعيب يعني أشد عيب عندي من استسراعك في هذا الأمر قال عمار يا أبا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيء منذ صحبتما النبي صلى الله عليه وسلم أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر وقال أبو مسعود هذا بيان للفظ المجامل السابق فقال أبو مسعود وكان موسرا يا غلام هات حلتين فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمار وقال روحا فيه إلى الجمعة اذهب به إلى صلاة الجمعة , الجمعة ينبغي أم يلبس لها الثياب الجميلة النظيفة التي ليس فيها سرف ولا خيلاء ولا فيها شيء مما نهى عنه والله أعلم وصلى اللهم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الشيخ ( الشرح ) : الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . هذا سؤال تعلق بالدرس الماضي يقول بناء على شرح الأمس عن فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه يتبادر على ذهني سؤال أين الجيش الذي قاتل علي رضي الله عنه عندما حوصر في بيت الإمارة , أين الجيش الذي قاتل على رضي الله قل أين علي رضي الله عنه إذا وقعت مثل هذه الفتن لا تسأل في أين , لا تسأل لا عن أين ولا بأين إذا وقعت الفتن ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإذا تيسرت الأسباب أسباب الفتن فالخلاص منها وحسمها في غاية الصعوبة إذا بدأت وهي تبدأ فتيه شابة ثم تنتهي عجوز هريمة كما تقدم بالأمس فليس بالسائل أن يقول أين علي أين طلحة بن الزبير أين عائشة هذه فتن نقول هذه فتن إذا بدأت صار الحليم حيران , حينئذ يصعب حلها والخلاص منها نسأل الله السلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن . يقول المؤلف رحمه الله تعالى باب إذا أنزل الله بقوم عذاب جوابه في الحديث أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على نياتهم , يقول الإمام رحمه الله تعالى , حدثنا عبد الله ابن عثمان العتقي المرازى المعروف بعبدان يروي عنه باسمه ولقبه قال أخبرنا عبد الله ابن المبارك قال أخبرنا يونس ابن يزيد الأيلي قال أخبرني حمزة ابن عبد الله ابن عمر أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه , نعم أخبرني يونس عن الزهري قال أخبرني حمزة ابن عبد الله ابن عمر أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أنزل الله بقوم عذاب " يعني إذا عمهم الله بعذاب لظهور المعاصي وتفشي المنكرات استحق الناس العذاب العام نسأل الله العافية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لما قيل له أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث , وهؤلاء الصالحون يبعثون على نياتهم يعمهم العقاب فيموتون مع الناس لكنهم يبعثون على نياتهم .
الشيخ ( الشرح ) : فإذا جهر الناس بالمعاصي من غير نكير أصاب الجميع العذاب ثم بعثوا على نياتهم إن كانت صالحة هذه النيات فالعقبى صالحة وإلا فسيئة فذلك العذاب طهرا للصالح تكفيه لما حصل منه من تفريط بالأمر والنهي ونقمه على الفاسق , أخذ ابن حبان البيهقي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا . إن الله تعالى إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم , وفي السنن الأربعة من حديث أبي بكر رضي الله عنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا رأى الناس المنكر إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب " هذا يبين أهمية الأمر والنهي وأن الله عز وجل يرفع به العذاب وأنه سبب تفضيل هذه الأمة وخيريتها , كنتم خير أمة أخرجت للناس لماذا ؟ لأنكم عرب لسبب واحد تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , ولماذا لعنوا بني إسرائيل كانوا لا يتناهون عن منكرا فعلوه , الأمر في غاية الأهمية حتى عده جمع من أهل العلم سادس الأركان الأمر والنهي وهذه الفئة المكلفة بهذا الأمر الذين هم أهل الحسبة من قبل ولي الأمر لاشك أن الله سبحانه وتعالى يرفع بسببهم العذاب لكن قد لا يسقط بهم الواجب كثرة المنكرات فيتعين على جميع من رأى منكر أن يغيره ولا يعتمد على أهل الحسبة , كل شخص , كل مسلم , يتجه إليه الخطاب من المكلفين مكلف بقوله صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره " التغير لابد منه لكن على حسب القدرة والطاقة بيده مرتبة أولى , بيده وهذا يستطيعه بالنسبة لعموم الناس أولات الأمور , وبالنسبة لمن تحت اليد من النساء والزراري والأتباع يستطيعه أن يغير أولى الأمر خاصة , وما عدا ذلك ينتقل فيه إلى المرتبة الثانية وهي اللسان , على الإنسان أن يغير إن لم يستطع بيده فبلسانه , واللسان بالأسلوب المناسب , بالطريقة التي تثير ولا يترتب عليها منكر أعظم يستطيع الإنسان أن يغير كثير من المنكرات ولو تتابع الناس على الإنكار لما تتابع أهل المعاصي على عصيانهم وخفت هذه المنكرات بل انقطع دابرها لكن تواطأ الناس على السكوت وهذه غرائب السكوت ينتشر المنكر بحيث يكون ممل عمت به البلوى لكن لو كان الأمر أول ما بدأ ينكر ثم ظهر ثانية ينكر وثالثة وهكذا بحيث لا يراه مسلم إلا أنكره .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : ما انتشرت المنكرات بهذا المستوى , ما ظهرت الفواحش إلى هذا الحد , وماذا نجني من المواطئة على السكوت ؟ نجني العقوبة العامة نسأل الله جل وعلا أن يلطف بنا , إذا أنزل الله بقوم عذاب أصاب العذاب من كان فيهم يعني من الصالحين وغيرهم ثم بعثوا على أعمالهم كلُُ يبعث على ما مات عليه من نية وعمل , والناس إذاء المنكرات على ثلاثة أقسام كما بين الله جل وعلى , منهم من يقع في المُنكْر ومنهم من يُنكر ومنهم من يسكت ( وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ)(لأعراف: من الآية165) , ولا شك أن المُنكر سالم , القسم الثالث الذي سكت يقول بعض السلف أنهم سكتوا فَسُكِتَ عنهم , سكتو فسكت عنهم , ( أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ )(لأعراف: من الآية165) هؤلاء الذين ينهون وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس , بقي صنف ثالث وهم سكتوا يقول بعض السلف سُكِتَ عنهم والصحيح أنهم هؤلاء الذين سكتوا مع القدرة على الإنكار مع الذين ظلموا لأن عدم إنكار المنكر ظلم فهم داخلون في الظالمين الحديث فيه التحذير , التحزير الشديد والوعيد الأكيد بالنسبة لمن سكت عن النهي فكيف بمن داهن , كيف بمن داهن كيف بمن رضي , فكيف بمن أعان يعني يسر أسباب انتشار المنكر هذا أمره أعظم هذا شريك فكيف بمن برر وجود المنكرات نسأل الله السلامة والعافية , ثم بعد هذا يقول الأمام رحمة الله عليه :
في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن ابن علي إن ابني هذا السيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين , يقول حدثنا علي ابن عبدالله عن ين المديني قال حدثنا سفيان هو ابن عيينة , حدثنا إسرائيل بن أبو موسى البصري قال سفيان ولقيته بالكوفة , سفيان لقي إسرائيل بالكوفة جاء إلى عبدالله بن شبرمة القاضي – قاضي الكوفة في خلافة أبي جعفر – جاء إلى القاضي فقال لـه أدخلـني على عيسى ابن موسى بن محمد بن أخي المنصور وكان أسيرا على الكوفة إذ ذاك , يطلب من القاضي أن ييـسر لــه ا لدخول على الوالي من أجل إيه ؟ من أجل أن ينكر عليه رحمة الله فقال أدخلني على عيسى فأعظه من أجل أن أعظه , أعظه منصوب لا مرفوع فأعظه منصوب بأن الواقعة بعد فاء السببية المتعقبة للطالب .
الشيخ ( الشرح ) : فكان ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل , ما مكنه من الدخول على الأمير خاف على إسرائيل من بطش عيسى لأن إسرائيل كان رحمة الله عليه يصرع بالحق فربما لا يتلطف في الوعظ تحمله الغيرة على أن لا يبحث على الأسلوب المناسب لغيرته فيبطش به عيسى لما عنده من حدة الشباب وعزة الملك فلم يفعل , قال إسرائيل حدثنا الحسن البصري الكلام هذا في القرون المفضلة الكلام هذا متى وفي آخر الزمان في القرون المفضلة , وعلى طالب العلم إذا أراد أن يأمر أو ينهي أو ينكر أو يعظ أو أراد أن يغير عليه بالأسلوب المناسب الذي لا يترتب عليه مفاسد وليتوقع الأذى , الطريق ليس بالأمر الهين , الأنبياء منهم من قتل لكن قتل الأنبياء عظيم وقُرن معه قتل الذين يأمرون الناس بالقسط , قال إسرائيل حدثنا الحسن البصري , قال لما ساء الحسن ابن علي رضي الله عنهما إلى معاوية ابن أبي سفيان بالكتائب جمع كتيبة – طائفة من الجيش – وكان ذلك بعد قتل علي رضي الله عنه , قال عمرو ابن العاص لمعاوية أرى كتيبة لا تولي ولا تدبر بل تثبت عند القتال حتى تدبر أخراها وهذا يختلف الشراح في معناه تدبر أخراها أي الخصومة أو أنه يدبر أخر فرد منها أو آخر مجموعة منها التي لا تطيق الثبات وأما البقية يثبتون حتى يقتلوا قال معاوية لعمرو من لزرار المسلمين يعني إذا كان الأمر كذلك فمن لزرار المسلمين بلا شك أن معاوية رجل عاقل داهي يعني مع هذه الظروف التي يعيشها ظروف حرب يفكر بزرار المسلمين فإذا قتل الأباء من للزراري من النساء والأطفال وفيه اهتمام معاوية رصي الله عنه بزراري المسلمين ولا يقل قائل إذا كان في هذا العطف وهذا الحلم ماذا يدخل في هذه الحروب , يرى أنه على الحق يرى أنه لا بد من المطالبة بدم عثمان وإن كان رأيه مرجوحا رضي الله عنهم جميعا والراجح قول علي رضي الله عنه فقال عمرً أنا يعني أكفله وهو بذلك يحرض معاوية على متابعة القتال فقال عبدالله ابن عامر وعبدالرحمن بن سمرة نلقاه أي نلقى معاوية فنقول له الصلح أي نطلب منه الصلح .
الشيخ ( الشرح ) : قال الحسن البصري ولقد سمعت أبا بكرة نفيع بن الحارث قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب جاء الحسن يعني ابن علي , صعد المنبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن ابني هذا سيد , يراد بالابن ابن البنت الصبت , إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين , طائفة الحسن وطائفة معاوية وهكذا وقع , الحديث علم من أعلام النبوة , وفيه أن السيادة لا تنال إلا بواسطة النفع العام , سيادة من كانت فيه مصلحة عامة للأمة يستحق أن يلقب بالسيد , لما حقن دماء المسلمين استحق هذا اللقب هذه مصلحة عامة والآن يطلقون السيد على أنذل الناس وأرذلهم كل الناس سيد , وبعض الناس يطبع الخطابات مطبعة , السيد فاسق مع أنه جاء النهي عن إطلاق السيد على فاسق لا يجوز أن يقول على الفاسق سيد متى استحق الحسن ابن علي السيادة , أن ابني هذا سيد استحقها بهذا الأمر العظيم الذي حقن به دماء المسلمين , فمن نفع الناس نفعا عاما لاشك أنه يستحق السيادة .
ثم قال رحمه الله حدثنا علي بن عبد الله المديني قال حدثنا سفيان ابن عيينة قال قال عمرو ابن دينار أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن علي المعروف بالباقر أن حرمله مولى أسامة ابن زيد أخبره قال عمرو ابن دينار قد رأيت حرمله يعني المذكور مولى أسامة بن زيد يعني أدركته رأيته ليؤكد أنه سمع منه بغير واسطة قال أرسلني أسامة بن زيد من المدينة إلى علي رضي الله عنه بالكوفة يسأله شيء من المال إش العلاقة بين أسامة وعلى والحسن والحسين , أسامة بن زيد مولى وهؤلاء سادات الأمور إش العلاقة , وضع الحسن على فخذه الأيمن وأسامة على فخذه الأيسر بينهما ارتباط ومولى القوم منهم وأسامة حِب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة فبينهم ارتباط وثيق قال أرسلني أسامة يعني من المدينة إلى علي رضي الله عنه بالكوفة يسأله شيء من المال , وقال أسامة إنه يعني علي سيسألك الآن عن إيش هذا جالس بالمدينة وأسامة بن زيد وهو مبتلى بحروب ومرسل أن يطلب مال ليسألك وإن لماذا لا يطلب مساعدة .
الشيخ ( الشرح ) : وقال إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك يعني عن مساعدتنا في الجمل وصفين وغيرهم ما الذي خلفه فقل له يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك موافقة تامة لعلي رضي الله عنه ولكن هذا أمر لم أره لم يرى قتال بين المسلمين ولا يريد الدخول فيه لأن هذه فتنة قتال بين المسلمين ولا بد أن يتلطخ بدم مسلم مهما كان المبرر وهذا بعد أن عاتبه النبي صلى الله عليه وسلم في قتل شخص يقال له مرداس بعد أن قال لا إله إلا الله , أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ماذا تصنع بلا إله إلا الله ومن ذلك الحين ودمام المسلمين في نفس أسامة لها شأن عظيم والأمر كذلك ويبقى أن المسألة مثل ما ذكرنا لن تترجح كفة أحد الفريقين فالمتعين العزلة , إذا ترجحت بأن كان هناك إمام للمسلمين وجماعة وأراد شخص أو اشخاص ولو كان من خير الناس بتأويل سائغ أن يخرج على هذا الإمام , الذي استتب له الأمر ولذم طاعته ولو كان من خير الناس فإنه حينئذ لا بد من إن لم يرضى بالصلح ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)(الحجرات: من الآية9) هذا متعين ( فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي)(الحجرات: من الآية9) فالبغاة يجب قتالهم ولو ترك البغاة إعتبار أنهم مسلمون , نعم بحجة أنهم مسلمون وترك البغاة ما استتب أمن إطلاقا , الملك الكل من يريدة , ولولا ما ورد في ذلك من النصوص التي تشدد في إراقة دماء المسلمين من جهة وفي حفظ حق ولي الأمر لحفظ حقوق المسلمين من جهة أخرى ما كان الأمر كما هو عليه الآن , الأمور مضبوطة ضبط متقن في الشرع , فقل له يقول لك لو كنت شدق الأســد لأحـــببت أن أكون معك كناية عن تمام الموافقة ولكن هذا يعني القتال بين المسلمين أمرا لن أراه فلم يعطي لي شيئاً , على رضي الله عنه في نفس الشأن يجلس في المدينة ويطلب مال , الناس في حروب فلم يعطه شيئا فذهب إلى الحسن والحسين يعني لما بينهم من سابقة , وعبدالله ابن جعفر وأوقري لي راحلتي , من الثياب وغيرها , حملوا الراحلة من الغطاء لأسامة ابن زيد .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : ثم قال الإمام رحمه الله تعالى باب إذا قال عند قوم شئ ثم خرج فقال بخلافه , قال حدثنا سليمان ابن حرب الواشحي قال حدثنا حماد بن زيد ابن درهم عن أيوب السختياني عن نافع مولى بن عمر قال لما خلع أهل المدينة يزيد ابن معاوية جمع ابن عمر حشمة جماعته الملازمين لخدمته حشمه وولده فقال إني سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول ينصب لكل غادر لواء ليشهر به بين الخلائق يوم القيامة وإن قد بايعنا هذا الرجل , يزيد ابن معاوية , وإن قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله يعني على شروط ما أر الله به ورسوله من بيعة الإمام بايعنا يزيد لا شك أنه صاحب فسوق ليس على الجادة هو فاسق لكن هل هو مبرر لخلعه , لما خلع أهل المدينة زيد أنه فجور وفسوق فهل فسق الإمام مبرر لخلعه وما النتيجة التي حصلت من جراء خلعه , ما النتيجة تأتي النتيجة أهل العلم يختلفون في لعن يزيد الإمام , الإمام أحمد في رواية لا يرى في ذلك بأس حتى قال له ابنه لما لا تلعنه قال وهل رأيت أباك لعانا , المقصود ان مثل هذا ما لم يرى كفر بواح لا مبرر شرعي لخروج ولا مبرر شرعي لخلعه , فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينصب لكل غادر لواء ليشهر به بين الخلائق يوم القيامة وإن قد بايعنا هذا الرجل , يزيد ابن معاوية , وإن قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله يعني على شروط ما أر الله به ورسوله من بيعة الإمام وإني لا أعلم غدرا من ان يبايع رجل على بيعة الله ورسوله ثم ينصب له القتال وفي المسند وإن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله عز وجل أن بايع الرجل رجل على بيع الله ثم يمكث بيعه هذا من أعظم الغدر نسأل الله العافية , وإني لا أعلم أحد منهم خلعه يعني من ولده وحشمه الذين سبقت الإشارة إليهم , يقول ابن عمر وإني لا أعلم أحد منكم خلعه يعني يزيد ولا بايع أحد في هذا الأمر إلا كان في الفصيل يعني مقاطعة بيني وبينه ففيه وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة على ما عنده من فسوق على ما عنده من فجور على ما عنده من ظلم .
الشيخ ( الشرح ) : ما لم يرى كفر البواح هذا الحد الفاصل ومعه رؤية الكفر البواح لا بد من القدرة على التغيير وإلا إذا لم توجد القدرة عرضت دماء المسلمين للإهدار نصار طعام للسيوف من دون فائدة , فإذا وجد الكفر البواح ووجدت القدرة على التغيير حينئذ غير , اما إذا لم يرى الكفر البواح مهما بلغ من الفجور من الفسوق من الظلم لا يجوز أن تأخذ الطاعة من يده لا تجوز مخالفته إذا لم يرى كفر بواح وإذا رأى كفر بواح ينظر أيضا , يجوز الخروج عليه لكن مع القدرة .
ففي ذلك وجوب طاعة الإمام التي انعقدت لــه البيعة والمنع من الخروج عليه و لو جار وإنه لا يخلع بالفسوق ولننظر نتيجة ما ذكر من نقض بيعة يزيد ما الذي حصل ؟ يعني يزيد عنده فسوق عنده فجور مولا على خيار الناس على الصحابة من المهاجرين والأنصار يعني على من بقي منهم , نعم ما الذي حصل نتيجة هذا الخلل ما ذكر من نقص البعة من استباحة المدينة , استبيحت المدينة وقتل من أخلاط الناس أكثر من عشرة آلاف منهم جمع من حملة القرآن وجالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أن المدينة خلت من أهلها وبقي ثمارها للعوافي من الطير السباع وكان ذلك سنة ثلاث وستين , هذه نتيجة الخروج على الإمام وكم من أمير تمنى الناس زواله بل قام الناس عليه وأطاحوا به فساروا يبكون عليه أشد البكاء في القديم والحديث ولا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه والله المستعان , على كل حال مطابقة الحديث للترجمة من حيث أن الذي ينقض البعة قال في الغيبة خلاف ما قاله في الحضور ترجمة باب إذا قال عند قوم شيء ثم خرج فقال خلافة عند قوم بايع فلما خرج نقض البيعة هذا وجه الطابق ثم قال الإمام رحمه الله حدثنا أحمد ابن يونس اليريوعي قال حدثنا أبو شهاب عبد رب ابن نافع حناط عن عوف ابن أبي جميلة الأعرابي عن أبي منهال سيار ابن سلامة قال لما كان ابن زياد يعني عبدالله ابن زياد ومروان ابن الحكم بالشام و وثب ابن الزبير بمكة , يعني خرج على يزيد .
الشيخ ( الشرح ) : ووثب القراء بالبصرة القراء من هم الخوارج فانطلقت مع ابن أبي سرمة إلى أبي برذة نظلة ابن عبيد الأسلمي قال حتى دخلنا عليه في داره وهو جالس في ظل عُلّيه غرف من قصب في يوم شديد الحر فجلسنا إليه فأنشأ أبي يستطعمه الحديث يستدرجه ا لحديث , يستطعمه ا لحديث يطلب منه الحديث بالتدريج فقال أبا برزه ألا ترى ما وقع فيه الناس فأول شيء سمعت تكلم به إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخط على أحياء ثريش على قبائلها إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال الذي علمتم من الزله والقلة والضلالة وإن الله أنقذكم من ذلك كله بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغ بكم ما ترون من العزة والكثرة والهداية يعني خلاف ما تقدم , وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم إن ذاك الذي بالشام يعني مروان ابن الحكم و الله إن يقاتل إلا على الدنيا يعني لما كان اجتماع على الدين والدنيا لا ينظر إليهم لعلمهم بحقيقتها وأنها دار ممر وأنها لا تستحق كل هذا النزاع والمشاحن وأنها لا تعدل عند الله جناح بعوضه أموركم مستقيمة مستقرة , وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم إن ذاك الذي بالشام يعني مروان ابن الحكم و الله إن يقاتل إلا على الدنيا , ما يقاتل إلا على الدنيا , جاء أيضا في رواية ابن أبي ذر وإن هؤلاء الذين بين أظهركم والله إن يقاتلون إلا على الدنيا وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا يعني ابن الزبير كل منهم يقاتل يريد الحكم , الحكم لا شك أنه مطلب من مطالب الدنيا إلا إذا تعين على شخص وألزم به مثل هذا يرى أنه خدمة للدين وأهله هذا لا يقاتل على الدنيا , عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله عليه مثله لا يقاتل على الدنيا لكن في الجملة الملك من مطالب الدنيا ومما يتوصل به إلى أغراض الدنيا , فهذا الذي بالشام يقاتل على أش والله إن يقاتل إلا على الدنيا , ابن الزبير الذي في مكة يقاتل على الدنا يريد الملك غيره الذي بين أظهركم بالمدينة وغيره من القراء في البصرة كل هؤلاء يقاتلون على الدنيا .
الشيخ ( الشرح ) : هذا من وجهة نظر أبي برذة الذي لم يدخل في مثل هذه الأمور قد لا يقدر حقيقة الحال على وجهها هو حكم على هؤلاء أنهم يقاتلون من أجل الدنيا وقد يكون فيهم من يقاتل لإلحاق الحق يعني إذا قلنا مثل هذا فيه ابن الزبير مثلاً قد يقوله قائل في علي رضي الله عنه إن يقاتل إلا على الدنيا , قد يقوله في معاوية ضي الله عنه مع أن كل منهم مجتهد في قتاله ولا لا يؤثر بل يؤجر الفريقان لا سيما في مثلا على معاوية رضي الله عنه عن الجميع نعم الإصابة مع علي ومعاوية ومن معه مخطئون ولكن لا يكرمون أجر الاجتهاد هذا المقرر عند أهل العلم ومع ذلك الظاهر الذي يظهر للناس أن القتال من أجل الدنيا , هذا الذي يظهر للناس ولذا حكم أبو برذة على هؤلاء أنهم يقاتلون من أجل الدنيا , والله إن يقاتل إلا على الدنيا يعني ما ظهر بالقرائن وإلا فالنيات فالله أعلم بها وجه المطابقة للترجمة للذين عابهم أبو برذة كان ينظرون لأجل القيام بأمر الدين ونصر الحق هذا الذي أظهره وهم في الباطل إنما يقاتلون لأجل الدنيا , والترجمة إذا قالوا عند قوم شيء ثم خرج فقال بخلافة ,.يعني لو جاء محموعة وثاروا على إمام استتب له الأمن نعم هناك مبررات هناك تأويل سايغ وهؤلاء يسمون في عرف الشرع بغاة ثاروا على الإمام زظاهر عواهم أنهم يريدون إحقاق الحق مع أنهم بغاة يريدون إحقاق الحق هذا في الظاهر والله أعلم بالبواطن وقد يكونوا صادقين وإنما يحكم عليهم بظواهرهم , أبو برذة لما ظهر له من القارئن التي دلته على أن خروجهم وقتالهم من أجل الدنيا وأيضا الذي يريد الحق ليس هذا طريقه إنت ممنوع من هذا العلمل مهما كلن المبرر ما لم يرى الكفر البواح وإلا فأي فسق يصل إلى حد فسق يزيد وليس هذا بمبرر الخروج عليه كما تقدم من كلام ابن عمر وإن اجتهد من اجتهد وإن أراد الإصلاح من أراده مثل هذا لم يبرر ما لم يرى الحد الذي حدده الشارع لم يرى كفر بواح الذي فيه من الله برهان .
الشيخ ( الشرح ) : فوجه لومهم أنهم أظهروا انهم يريدون القيام بأمر الله وهم إنما أرادوا القتال من أجل الدنيا , ذكرنا مرارا الشخص قد يطالب ما هو مباح في أصله أو يعمل عمل مباح في الأصل كأن يهاجر كأن ينتقل من بلد إلى بلد يريد التجارة يلام ؟ ما يلام بحث عن زوجة في هذا البلد ما وجد انتقل إلى بلد آخر يريد أن يتزوج يلام ؟ لا يلام وثبقه في حديث الأعمال بالنيات على سبيل الذم من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه , قد يهاجر من اجل الدنيا وقد يهاجر من أجل الزواج ويؤجر على ذلك والسياق في يذم ولكنه إنما ذم لأنه أظهر خلاف ما يبطن أظهر للناس أنه هاجر لله بحث عن زوجة ما وجد في هذا البلد فأشاع في الناس أن هناك في البلد الفلاني أناس عباد أخيار يروح يتعبد معهم وهو ما قصده هذا هو قصده الزوجة , أشاع في الناس أن هناك من علماء من يلازمهم وهو أولى من غيرهم بالملازمة وأحق وهو يريد التجارة فإذا أظهر خلاف ما يبطن يأثم وإلا فالأصل أن الهجرة من أجل امرأة مباحة وذكرنا مثال لو أن شخص إذا بقي على آذان المغرب يوم الإثنين من كل أسبوع نصف ساعة أخذ التمر معه والماء والشاي والقهوة وجاء للمسجد وانتظر الأكل في المسجد مباح ما غيه شيء وما صام وكل من دخل تفضل يا أخي وانتظر الآذان لما أذن وقال بسم الله وأكل التمر وما صام هذا يذم ولاَّ ما يذم ؟ هذا يذم بلا شك وإن الأصل أن الأكل في في إشكال لكن ترتيب هذه الأمور ليدل الناس على أنه ليظهر للناس أنه صائم من هذه الحيثية يذم وإلا فالكل لا شيء فيه والأكل في المسجد أيضا مباح خاصة إذا كان من الأخيار مثل ابن الزبير وغيره , نعم إذا كان من أهل الفضل والخير .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أبو برذة استدل بشيء إنه كان ظاهره الصلاح وقد نهي عن مثل ذلك القتال لأنه لم يرى كفر بواح , نهي عن مثل هذا القتال , دل على أنه لا يريد الخير إستنباط فكونك منهي عن هذا القتال وتقاتل رغم أنك منهي عنه شرعا و تريد الخير هذا قرية تدل على غير ذلك .؟
الشيخ ( الشرح ) : و لما يمنع أن يوجد أهل الغيرة والخير لا يعجبهم الوضع ولا يصبر ون على الظالم والظلم والأثره فيقول نريد إحقاق الحق أنت تريد إحقاق الحق من وجه إلى آخر لا من الوجوه التي نهى عنها كلُُ يريد الخير وكلُُ يريد الإصلاح لكن مع من الوجوه الشرعية والطرق المتاحة , ثم قال الإمام رحمه الله تعالى :
حدثنا آدم ابن أبياس قال حدثنا شعبة ابن الحجاج عن واصل ابن حيان الأحدب عن أبي وائل شقيق ابن سلمة عن حذيفة ابن اليمان قال إن المنافقين اليوم شرُُ منهم على عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون وهذه سنة إلاهية أنه إذا قوي الحق اختفى الباطل والعكس , إذا ضعف الحق ظهر الباطل , فالمنافقون يخشون من سطوة الحق يسرون لكن إذا ضعف الحق برزوا ونجم النفاق قال إن المنافقين اليوم شرُُ منهم على عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانوا يسرون الكفر فلا يتعد شرهم إلى غيرهم واليوم يجهرون إذا جهر المنافق اش صار نعم اش يصير كافرا أيهم أعظم شرا المنافقين ولا الكفار المنافق شره عليه الصلاة والسلام لى نفسه نعم ضرره على نفسه أعظم ولذا استحق أن يكون في الدرك الأسفل من النار لكن الشر إذا ظهر وأعلن تعدى ضرره إلى الآخرين فيجهرون بنفاقهم ويطعنون في الدين و أهله علنا ولا شك أن هذا نتيجة ضعف الحق وأهل الحق فاليوم يجهرون كانوا يسرون واليوم يجهرون كانوا يسرون لقوة الحق صاروا يجهرون به فيطعنون في الدين وأهله علنا هذا كلام من كلام حذيفة رضي الله عنه وما أشبه الليلة بالبارحة يطعنون في الدين وأهله علنا وذلك لضعف الحق وأهله وهذا قال حذيفة متى , في القرن الأول يعني فلا نستغرب أن يوجد مثل هؤلاء بين أظهرنا , لا تستغرب بعد ذه القرون بعد أن طال العهد بالناس واندرس كثير من العلم
الشيخ ( الشرح ) : إندرس كثير من معالم الدين وصار جمهور الناس كلها موالاتهم ومعادتهم ومؤخاتهم كلا على أمر الدنيا , عامة مؤخاة الناس على أمر الدنيا , القرن الأول فكيف بوقتنا والله المستعان , هؤلاء الذي كانوا يسرون ويبطنون كفرهم صاروا يعلنونه ويظهرونه ويحرجون على الأئمة ومطابقة الحديث للترجمة من حيث أن جهرهم بالنفاق وشهر السلاح على الناس هو القول بخلافهم ما بذلوا من الطاعة بذلوا الطاعة بالبيعة فخروجهم على الأئمة وشهرهم السلاح في وجوه الناس هذا خرلاف ما بذلوا علنا حين بايعوا أولا وخرجوا عليه آخرا قال ابن بطان , على كل حال كلام حذيفة ظاهر وهو الواقع وهو الجاري على مر العصور والهر أنه إذا قوي الحق اختفي الباطل وأهله وأخفى الناس مع عندهم من دخن و دخن ودغل فإذا ضعف الحق برزوا وهما كفتان والدنيا الآخرة ضرتان كما هو مقرر عند أهل العلم لا شك أنه إذا رجحت كفة خفت الأخرى والصراع أمر لا بد منه وطريق الجنة ليس بالأمر السهل والجنة حفة بالمكارة لا بد أن يجد الإنسان في طريقه شيء لكن إن صبر وصابر وترسم النصوص الشرعية ورسم منهجه على مراد الله عز وجل مثل هذا يصل وهو على الصراط المستقيم لكن إذا تخبط يوم كذا ويوم كذا هذا في الغالب لا ينجح لا في أمور دينه ولا دنياه , ثم قال رحمه الله :
حدثنا خلاد يعني ابن يحي السلمي قال حدثنا مسعر ابن كدام عن حبيب بن أبي ثابت الكوفي عن أبي الشعث سليم ابن أسود المحاربي فيه أبو الشعث ثاني اسمه اش جابر ابن زيد هذا أبو شعثاء سليم ابن أسود المحاربي عن حذيفه ابن اليمان قال إنما كان النفاق يعني موجود عل عهد النبي عليه الصلاة والسلام يعني بخفائه فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان الآن ما في نفاق خلاص إذا ظهر المنافق بكفره وأعلن كفره انتهى النفاق لأن النفاق أن يبطن الإنسان خلاف ما يظهر وهذا يظهر ويبطن شيء واحد ما عنده شيء يخالف الظاهر الباطن .
الشيخ ( الشرح ) : فصار كافرا ولذا فقال أما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان يعني لظهوره ثم بعد هذا قال رحمه الله تعالى :
باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور معلوم أن الغبطة تمني مثل ما للغير من غير طلب أو تمني لزواله حتى يغبط أهل القبور ذلك حينما لا يكون للحياة حلاوة ولا طعم يعني وجود الإنسان وعدمه بل عدمه أفضل وحينئذ يتمنى الموت والمسلم إنما يتمنى الزيادة في العمر ليعمر هذه الأيام والليالي بما يرضي الله عز وجل فإن كان لا يتمكـــن مـــن ذلــك فالموت خير له وإذا خشى أن يفقد ما هو أعظم من ذلك قد يفقد رأس ماله من الفتن حينئذ يسوغ له أن يتمنى ذلك وإلا فقد جاء النهي عن تمني الموت , لا يتمن أحدكم الموت لضر نزل به هذا في أمور الدنيا لكن إذا خشي على دينة من الفتن لا يصبر ولا يستطيع مقاومتها , حينئذ يسوغ له ذلك لأن طول الحياة إنما يطلب من أجل الزيادة والتزويد ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)(البقرة: من الآية197) إذا لم يتمكن من التزويد أو خشي على رأس المال الذي هو الدين فلا قيمة للبقاء في هذه الحياة ولا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور .
قال حدثنا إسماعيل ابن أب وليس قال حدثنا مالك وابن أنس عن أبي الزيناد عبدالله ابن زكوان عن الأعرج عبدالله ابن هرمز عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه . أي يا ليتني كنت ميتا , وذلكم عن ظهور الفتن وخوف ذهاب الــــديــن لغبـــة الباطل وأهله فإذا خشي الإنسان على دينه ساغ له أن يتمنى الموت , وطلب الحياة وطول الأمل إنما يرجى لزيادة العمل فإذا لم تكن زيادة العمل ممكنة فلا مانمع من تمني هذا الموت ثم قال رحمه الله :
باب تغيير الزمان يعني عن حالة الأول حتى يعبدوا الأوثان وفي رواية أبي ذر حتى تعبد الأوثان , حتى يعبدوا الأوثان , اعرب يعبدوا منصوب بحتى , كذلك ينصب بحذف النون , حتى يعبد الأوثان . حتى يعبدوا , الآن من الأفعال الخمسة حتى يقيموا , حتى يعبد الأوثان , والأوثان جمع وثن والوثن معروف مر مراراً .
الشيخ ( الشرح ) : فقال حدثنا أبو اليمان وهو الحكم ابن نافع قال أخبرنا شعيب وابن أبي حمزة عن الزهري قال قال سعيد ابن المسيب أخبرني أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي ذر أنا أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تضطرب يعني تتحرك الياتو نساء دوس يعني عجائز وهن , نساء دوس قبيلة أبو هريرة هو دوسي من دوس على ذي الخلاصة وذو الخلاصة طاغية دوس أي صنمهم , طاغية دوس التي كانوا يعبدونها في الجاهلية من دون الله عز وجل فذو الخلاصة طاغية دوس يعني الصنم نفسه أو موضع بلاد دوس , موضع ببلاد دوس فيه صنم امه الخلاصة وعلى هذا فالصنم الخلاصة والموضع ذو الخلاصة , يعني في كتاب المغازي من الصحيح ما يؤيد أن ذي الخلاصة وهنا الظاهر من اللفظ أن ذو الخلاصة طاغية دوس , هل يستقيم أن نقول ذو الخلاصة طاغية دوس , ونريد بذو الخلاصة المكان والطاغية الصنم يستقيم ولا ما يستقيم ؟ الآن طاغية دوس ذو الخلاصة طاغية دوس الآن هذا طاغية خبر عن ذو ؟ نعم ذو الخلاصة طاغية مبتدأ وخبر فيكون ذو الخلاصة هو الطاغية وعلى هذا يكون هو الصنم لكن إذا قلنا ذو الخلاصة طاغية دوس جعلنا طاغية وصف للخلاصة نفسه أو بدل منه أو بيان وحينئذ تتفق الرواية هنا مع التي في المغازي , لكن لا يوجد رواية بالجر من رواية الصحيح طاغية دوس أي صنمه التي كانو يعبدونها في الجاهلية وقد يطلق المحل ويراد به الحال والعكس فلعل هذا منه . نعم تغيير الزمان حتى يعبدوا الأوثان , هذا الحديث مناسب للشق الثاني من الترجمة وهو عبادة الأوثان ثم قال حدثنا عبدالعزيز يعني ابن عبدالله الأوسي قال حدثنا سليمان يعني ابن بلال عن ثور ابن زيد عن أبي الغيث سالم مولى عبدالله ابن المطيع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه " هذا من تغيير الزمان .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ ( الشرح ) : ووجه كونه تغييرا للزمان أن هذا الذي يسوق الناس بعصاه بكونه واليا عليهم وهو من قحطان والأصل أن الأئمة من قريش فلا شك أن هذا فيه تغيير , يقول القسطلاني نقل عن التذكرة للقرطبي لعل هذا الرجل هو الرجل الذي يقال له الجهجاة القحطاني هذا يقـــال لــــه الجهجات المذكور عند مسلم وأصل الجهجة الصياح , تعقبة ابن حجر لأن هذا قحطاني يعني من الأحرار وذاك من الموالي لا شك أنه غيره الآن أحاديث القحطاني التي جاءت فيه تدل على أنه ممدوح ولا مذموم " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه " .
شرح كتاب الفتن
للدكتور/ عبدالكريم الخضير
قال الشيخ : لا شك أنه غيره . الآن أحاديث القحطاني التي جاءت فيه تدل على أنه ممدوح لا مذموم ؟ " لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه .. نعم إما ان يسوقهم إلى الحق أو يسوقهم عنه نعم الاحتمال قائم ووجه إدخال المصنف لهذا الحديث في هذا الباب أن تولي غير قريشي من تغيير الزمن ( الأئمة من قريش ) جاء من طرق كثيرة جدا , قد تبلغ حد التواتر حديث الأئمة عن قريش , ولابن حجر جزء أسماه لذة العيش في طريق أحاديث الأئمة من قريش فهذا هو تغيير التغيير وهذا وجه إدخال الحديث في الباب .
ثم بعد ذلك : باب خروج من أهل الحجاز وقال أناس قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أول أشراط الساعة ) : يعني علامة قيامها نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب . وهذا سبق موصولاً . أول أشرطة الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب . هذه النار التي هي في حديث أنس هل هي النار التي خرجت من المدينة . الواردة في حديث أبي هريرة ؟ غيرها لأن هذه التي في حديث أنس ما وقعت إلا الآن .
وفي حديث أبي هريرة يقول الإمام رحمه الله حدثنا أبو اليمان وهو الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب عن أبي حمزة عن الزهري قال سعيد بن المسيب أخبرنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تخرج : أي تنفجر نار من أرض الحجاز تضئ لها أعناق أو تضئ أعناق الإبل ببصرى وبصرى : بالشام قريبة جدا من حوران بينها وبين دمشق 3 مراحل . بصرى : بلد ابن كثير وغيرهم من أهل العلم ( نار من أهل الحجاز ) : وهي ثارة من المدينة تضئ أعناق الإبل ببصرى هذا حصلت سنة 654 هـ يعني قبل سقوط بغداد بسنتين . الحافظ بن كثير رحمة الله عليه أطال جدا في هذه النار وغيره من المؤرخين لأنها فيها شئ من يعني وقعت على طبق ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاته بستة قرون ونصف تقريبا 654 هـ يقول الحافظ بن كثير رحمه الله تعالى في تاريخه كلام طويل عن ابن كثير نقلا عن أبي شامة وغيره في تاريخه عن هذه النار ثم دخلت .
قال المصنف : ثم دخلت سنة 654 هـ وفيها كان ظهور النار من أرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه وقد بسط في ذلك الكلام الشيخ العلامة الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي في كتابه الذيل وشرحه واستحضره من كتب كثيرة وردت متواترة إلى دمشق من الحجاز بصفة أمر هذه النار التي شوهدت معاينة وكيفية خروجها وأمرها . وهذا محمد في كتاب دلائل النبوة من السيرة النبوية في أوائل هذا الكتاب ولله الحمد والمنة وملخص ما أورده أبو شامة لأنه قال وجاء إلى دمشق كتب من المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بخروج نار عندهم في 5 جمادي الأخرى من هذه السنة وكتبت الكتب في 5 رجب والنار بحالها ووصلت الكتب إلينا في 10 شعبان ثم قال .....
قال الشيخ : أي شهر كامل . من 5 جمادي الأخرى إلى 5 رجب والنار بحالها والله المستعان .
قال المصنف : ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم ورد : إلى مدينة دمشق في أوائل شعبان سنة 654 هـ كتب من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شرح أمر عظيم حدث لها فيه تصديق لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أهل الحجاز تضئ لها أعناق الإبل ببصرى . فأخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كُتب بتيماء على ضوءها الكتب .
قال الشيخ : كم تبعد تيماء على المدينة ؟ قال أحدهم 450 كم تقريبا .
قال الشيخ : كتبت الكتب على ضوء هذه النار التي خرجت من الحجاز وأبلغ من ذلك ما جاء في الحديث تضيء لها أعناق الأبل ببصرى أبعد اكثر من الضعف .
قال المصنف : وكنا في بيوتنا تلك الليالي وكأن في دار كل واحد منا سراج ولم يكن لها حر ولفح على عظمها إنما كانت آية من آيات الله عز وجل . قال أبو شامة : وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب الواردة فيها .
لما كانت ليلة الأربعاء 3 جمادي الأخرى سنة 654 هـ ظهر بالمدينة المنورة دوي عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها الأرض والحيطان والسقوف والأبواب والأخشاب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة القريبة من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا فهي نار عظيمة إشعالها أكثر من 3 منارات .
قال الشيخ : أي في الول لو جعل 3 منارات كل واحدة فوق الأخرى لكانت أعلى منها لها بهاء تصاعد في السماء أكثر من ذلك .
قال المصنف : وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شطا مسيل الماء وقد مدت مثيل شظى وما عاد يسيل والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبار تسيل نيرانا وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي فصارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعد أن أشرفت أن تجيء إلينا وجعلت تسيل في الشرق وخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة فيها نموذج عما أخبر الله عنها في كتابة ( إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ) (المرسلات:33) وقد كتب هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة 654 هـ والنار في زيادة ما تغيرت وقد عادت إلى الحرار في قريظة طريق عير الحاج العراقي إلى الحرة كلها نيران تشتعل مسرها من الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج وأما أم النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر و الأم الكبيرة التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون ما يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير فما أقدر أصف هذه النار .
قال الشيخ : الله أكبر لا إله إلا الله ما أعظمه وما أهون الخلق عليه إذا هم عصوه . هذه نار قد لا يكون لها سبب إلا غضب الجبار جل وعلا . الله سبحانه وتعالى يغار إذا انتهكت محارمه . هذه نار تضيء تكتب عليها الكتب علامة . علم على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام فنخشى أن يعمنا بعقاب من نار أو بركان أو زلزال أو يسلط بعضنا على بعض بوجود هذه المنكرات التي عمت وصار إنكارها ممن يصعب تصوره على كثير من الناس والأمر يسير . لو تعاون الناس وتكاتفوا على الإنكار وتواطئوا عليه وتحملوا ما يصيبهم من سببه وجرائه فعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة . هذه النار أكثر من ألوف الكيلوات تضيء أعناق الأبل هناك أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون , يعني هزه خفيفة في الجزائر راح ضحيتها ألوف مألفة هزة يسيره وبعض المناطق مهدد والله المستعان .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
قال المصنف : قال أبو شامة وفي كتاب آخر ظهر في أول جمعة من جمادي الأخـــرى سنة 654هـ وقع في شرقي المدينة المشرفة نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض وسال منها وادي من نار حتى حاذى جبل أحد ثم وقفت وعادت إلى الساعة ولا ندري ماذا نفعل . ووقت ما ظهرت دخل أهل المدينة إلى نبيهم عليه الصلاة والسلام مستغفرين تائبين إلى ربهم وهذه دلائل القيامة .
قال الشيخ : المطلوب في مثل هذه الظروف والأحوال الفزع إلى الله عز وجل فهو الكاشف في مثل هذه الأمور ولا كاشف سواه لا محمد عليه الصلاة والسلام أشرف الخلق ولا غيره إنما يكشف هذه الأمور الله عز وجل ولا غيره . نعم
قال المصنف : قال وفي كتاب آخر لما كان يوم الاثنين مستهل جمادي الأخرى سنة 654 هـ وقع صوت يشبه صوت الرعد البعيد تارة وتارة . أقام على هذه الحالة يومين ولما كانت ليلة الأربعاء ثالث الشهر المذكور تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلزال ولما كان يوم الجمعة خامس اليوم المذكور انبجست الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي برأي العين من المدينة فشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر كما قال تعالى .
قال الشيخ : قطع لهب . الله أكبر نعم
قال المصنف : وهي بموضع يقــال له أجيدين وقد سال من هذه النار وادٍ يكون مقداره 4 فراسخ وعرضه 4 أميال وعمقه قامة ونصف وهي تجري على وجه الأرض ويخرج منها أمهار وجبال صغار تسير على وجه الأرض وهو صخر يذوب حتى يبقى مثل الآنك وإذا جمد صار أسود وقيل الجمود لونه أحمر . وقد حصل بسبب هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات وخرج أمير المدينة عم مظالم كثيرة إلى أهلها .
قال الشيخ : هذه فوائد مثل هذه الأمور . هذه النذر التي يخوف الله بها عباده لو عقل الناس . لكن النذر لا تغني عن قوم لا يؤمنون حتى أهل النار لو ردوا لعادوا ومسخ القلوب لا حيلة معه . لا حيلة مع مسخ القلوب تحصل الكوارث والزلازل والبراكين والفيضانات والحروب ويعود الناس أسوأ مما كانوا نسأل الله العافية . ( وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)(يونس: من الآية101) وجاء في بعض الآثار لأن الرجلان يمضيان – في آخر الزمان – فيمسخ أحدهم فنزيد فماذا يصنع الثاني ؟ هل يقول الحمد لله على السلامة ويرجع . لا يستمر في المعصية . ومسخ القلوب أعظم من مسخ الأبدان لأن مسخ البدن عقوبته في الدنيا ومسخ القلوب عقوبته آجلة في الآخرة . هؤلاء استفادوا . أقلعوا عن المعاصي وتقربوا إلى الله عز وجل بالطاعات والأمير خرج عن المظالم .
قال المصنف : وقد قال بعضهم فيها أبياتاً

يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا
لـقــد أحـاطـت بـنـا يـا رب بـأســاء

نشكو إلـيـك خطـوبـا لا نطـيـق لـها
حـمــلا ونـحــن بـهـا حــقـا أحــقـاء

زلازل تخشع الصـم الصـلاب لهـا
وكيف يقـوى عـلى الـزلـزال شـماء

أقام سبعاً يرج الأرض فانصرعت
عن منظر منه عين الشمس عشـواء

بحر مــن النار تجري فـوقـه سـفـن
من الهضاب لها في الأرض أرساء

كـأنـمـا فــوقــــه الأجــبـال طـافـيـة
مـوج علـيـه لـفـرط الـبـهـج وعـثـاء

ترمي لها شــرر كالقـصر طائـشـة
كــأنــهــا ديــمــة تــنــصــب أقــلاء

تنشق منها قلوب الصخـر إن ظفـر
ت رعبا وترعد مثل للسعف أضواء

منها تكاثف في الجــــو الدخان إلى
أن عادت الشمس منه وهـي دهـنـاء

قد أثرت سفعة في البــــدر لفتحهــا
فـلـيـلـة الــتــم بـعــد الــنـور لــيـلاء

تحدث النيران الـســبــع ألـسـنـــهـا
بما يلاقي بـهـا تحـت الـثـرى الـمـاء

وقد أحاط لظـاها بـالبـــــروج إلـى
إلى أن كـاد يلحـقهـا بالأرض إهواء

فيا لها آية من معجـــزات الرسول
الله يــعـــقـلـهـــا الـــقـــوم الألــبــاء

فباسمك لأعظم المكنون إن عظ
مت منـا الذنـوب وساء القلب أسواء

فاسمح وهب وتفضل وامح واعف
وجد واصفح فكل لفرط الجهل خطاء

فقوم يونس لما آمنوا كشف العذاب عــنــهــم وعــم الــقــوم نــعــمــاء

ونحن أمة هذا المـصطـفى ولـنـا
منـه إلى عـفـوك الـمـرجــو دعــاء

هذا الرسول الذي لولاه ما سلكت
مـحـجـة فـي ســبــيـل الله بـيـضـاء

فارحم وصلى على المختار مـا
خطبت على منبـر الأوراق ورقـاء
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
قال الشيخ : اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال الشيخ : في الدرس الماضي في آخره بدأنا باب خروج النار الشراح يقولون من أرض الحجاز ومراد المؤلف ما هو أعم من ذلك لأن النار التي ذكرها في حديث أنس معلق . قال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم " أو أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وهذا سبق موشولا هذه النار ليست هي هذه النار التي جاءت في حديث أبي هريرة التي تخرج من أرض الحجاز , إنما هذه تكون في آخر الزمان .
( تحشر الناس ) : تسوقهم من أرض المشرق إلى المغرب ثم حديث أبو هريرة يقول حدثنا أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري قال سعيد ابن المسيب أخربني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى تخرج : أي تنفجر نار من أرض الحجاز تضئ لها أعناق أو تضئ أعناق الإبل ببصرى وبصرى : بالشام قريبة جدا من حوران " وقد تقدم الحديث عليها ثم قال رحمه الله تعالى حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج أبو سعيد الكندي قال حدثنا عقبة ابن خالد الكوفي قال حدثنا عبيد الله ابن عمر حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطاب عن خبيب ابن عبدالرحمن الأنصاري عن جده ( الضمير يعود على جد عبدالله بن عمر لا جد شيخه خبيب ) عن جده حفص ابن عاصم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن يقرب الفرات – النهر المشهور – أن يحسر : يكشف عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا )
إنما نهى عن الأخذ منه لما ينشأ عن ذلك من الفتنة والقتال عليه .
وفي مسلم : يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقبل الناس عليه فيقتل من المائة تسع وتسعون , ويقول كل واحد منهم مع كثرته – مع رؤيته كثرة القتلى – يقول لعلي أكون أنا الذي أنجوا لجمع !! يقتل من كل مائة تسع وتسعون ومع ذلك يقول لعلي أكون أنا الواحد الذي أنجو . هذا الباعث عليه الطمع . والطمع هو الذي وراء كثير من المشاكل , يحمل الناس على أن يقتتلوا .
الطمع في الدنيا وحطامها وإثار العاجل على الآجل هو وراء هذه الفتن , حملهم الطمع على أن يقتل بعضهم بعضاً . وهنا يرى الناس يقتلون لا ينجو إلا الواحد من المائة ومع ذلك يقول لعلي أكون أنا الناجي فالناس يقتحمون هذه الغمرات , ولو وجدت الدراهم والدنانير في لا تتحموها ولو وجدت في بحر غاشم . والله سبحانه وتعالى يأمرهم بالواجبات وينهاهم عن المنكرات مع غير كلفة ولا مشقة . بيسر وسهولة ومع ذلك يؤثرون هذا العاجل الفاني على الآجل . قال عقبة ابن خالد اليشكري قال حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص ( السابق ) قال حدثنا أبو الزناد عبدالله بن ذكوان عن الأعرج ( عبدالرحمن بن هرمز ) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أي مثل الحديث السابق . إلا أنه قال يحسر عن جبل من ذهب وهناك قال عن كنز من ذهب. المعنى واحد . الجبل كنز . الشيء المدهون الذي لا يرى كنز يحسر عن جبل من ذهب : يعني بدل قوله عن كنز . وأشار أيضا أن لعبيد الله بن عمر أن لــه فيه إسنادين . هنا يرويه عن أبي الزناد وهناك يرويه عن خبيب بن عبدالرحمن .
ثم قال رحمه الله تعالى باب : أي من غير ترجمة . حدثنا مسدد سبق ذكر ترجمته مرارا بن سرهد . قال حدثنا يحي بن سعيد القحطاني عن شعبة قال حدثنا معبد يعني ابن خالد الوقاص قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " تصدقوا فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها " ما دامت الأبواب مفتوحة إعملوا قبل أن لا ينفع العمل قبل أن لا يتيسر العمل , وجود المال في وقت من الأوقات ينبغي أن يستغل وينبغي أن يجعل الإنسان نصب عينية أنه سيفقده في يوم من الأيام فيقدم منه ما ينفعه غداً . ويحتمل أن يكون الأمر كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان يبحث عن من يأخذ المال فلا يجد . ويجد من يأخذ يقول الرجل لو جئت بها بالأمس لقبلتها . فأما اليوم فلا حاجة لي بها . جاء في بعض الرويات فلا يجد أحد يقبلها , وهذا في الوقت الذي ينشغل الناس فيه بأنفسهم بسبب الفتن ينشغلون بالفتن عن المال . وهذا في زمن الدجال أو يكون ذلك لفرط الأمن والعدل البالغ . بحيث يستغني كا أحد بما عنده عما عند غيره . وهذا يكون عند زمن المهدي وعيسى وقد حصل شيء من هذا في عصر عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله .
جيء إلى عمر ابن عبدالعزيز بالأموال لفرقها فردت إلى صاحبها ما وجد من يقبلها !!
عَمّ الرخاء في زمنه بسبب العدل . وعَمّ الصلاح والدين والناس على دين ملوكهم . لكنه رجلا صالحا عم الصلاح والدين في الناس واقتدوا به فلا يأخذ الزكاة إلا المستحق ونَدُرَ المستحق لشمول العدل والله المستعان .
قال مسدد . حارثة أقوى بالدلاء لعمر الأمة . أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية . حارثة بن وهب الخزاعي أخو لعبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه . تزوجها عمر ثم أسلم ففرق بينهما الإسلام فتزوجها وهب الخزاعي فأتت بحارثة ثم بعض النسخ قالت هو أبو عبدالله يعني البخاري نقلا عن شيخه مسدد ثم قال حدثنا أبو اليمان وهو الحكم بن نافع قال أخبرنا شعيب وهو ابن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عبدالله بن ذكوات عن عبدالرحمن بن هرمز الأعرج المشهور بلقبه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان " يقول الشراح فئة علي رضي الله عنه وفئة معاوية رضي الله عن الجميع حتى تقتتل فئتان عظيمتان ويكون بينهما مقتلة عظيمة . يقول بلغ ما قتل في حروبها , أي حروب علي ومعاوية رضي الله عن الجميع بلغوا 70.000 ألفا خلائق .
مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة أو دعواهما واحدة كما في بعض الرويات . كل منهما يدعوا نصر الحق ( لا تقوم الساعة حتى يُبْعث ) أي يظهر دجالون كذابون قريب من ثلاثين وجاء في بعض الرويات سبع وعشرين . منهم أربع نسوة كلهم يزعم أنه رسول الله وفي بعض الرويات ولا نبي بعدي .
من طالع كتب التواريخ والأدب يجد من أخبار المتنبئين الغرائب ويجدهم يبلغون هذه العدة . في نهاية الأدب للنويدي باب عن المتنبئين وطرائفهم وأخبارهم باب . ذكر من الطرائف المضحكة من هؤلاء الذين يذعمون أنهم أنبياء . ذكر عن بعضهم حيل . جيء لهارون الرشيد بواحد قال يزعمون أنك تزعم أنك نبي قال نعم قال ما اسمك قال أنا موسى بن عمران قال ما هذا العصا الذي بيدك قال هذه هي التي تنقلب حية . حية تسعى إذا وضعتها على الأرض . قال ضعها لنرى نشوف كلامك صحيح ولا لا . قال لا أضعها حتى تقول أنا ربكم الأعلى !! فإذا قلت أنا ربكم الأعلى وضعت العصا ومشت تسعى .
سامة أخبارهم على أنها طرائف وهم دجالون كذابون وما زال المر حتى وقتنا الحاضر فبين فترة وأخرى واحد يزعم أنه نبي نسأل الله العافية .
( حتى يبعث دجالون ) جمع دجال . صيغة مبالغة ولا يجمع جمع تكسير عند جماهير النحاة لا يقال دجاجلة لئلا تذهب المبالغة لتبقى صيغة فعال على أصلها , دجال جمعه دجالون , قال الإمام مالك بن اسحاق : دجال من الدجاجلة قال عبدالله بن إدريس الأودي ما علمت أن دجال يجمع على دجاجلة حتى سمعت عنه مالك رحمه الله والفرق بين هؤلاء الدجالين وبين الدجال الأكبر المسيخ أن هؤلاء يدعون النبوة . وذلك يدعى الإلهية نسأل الله العافية .
( قريب من ثلاثين كلُُ يزعم أنه رسول الله و حتى يقبض العلم ) أي لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ومعروف أن ذلك بقبض العلماء وتكثر الزلازل والآن تسمع في كل سنة زلزال أو أكثر هذه السنة تتابعت . لكن كل سنة نسمع واحدة اثنين أما هذه السنة فزادت ويذهب ضحيتها الغئام من الناس وتكثر الزلازل ( ويتقارب الزمان ) يتقدم . أي حتى تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة . أي كالأسبوع والجمعة كاليوم الواحد واليوم كالساعة والساعة كإشعال سعفة .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
يعني من تقارب الزمان , منهم من يقول إنه تقارب حقيقي ومنهم من يقول التقارب معنوي بذهاب البركة من العمر فتجد الإنسان يمضي السنة في العمل الذي كان ينتهى منه في شهر ويمضي الشهر في العمل الذي ينته منه في أسبوع وهكذا وهذا ظاهر كثير من الناس تطلع عليها الشمس وتغرب ما استفاد شيئا هذا من نزع البركة . كثير من الناس يشوف اليوم غدا بعد غدا إلى أن تنتهي السنة وما صنع شيئا . لماذا يا فلان لا تجد في طلب العلم . إن شاء الله بداية السنة . جاءت بداية السنة وتصرمت الأيام لعله بعد رمضان إن شاء الله نتفرغ بعد رمضان نريد الحج وهكذا نذهب الليالي والأيام دون فائدة وإلا فالبركة موجودة عند من يستفيد من وقته . يعني من جلس بعد صلاة الصبح إلى العاشرة أو الحادية عشر ماذا ينجز من الأعمال . نعم الشيء الكثير لكن من نام من الصبح إلى الظهر ماذا يستفيد من بقية وقته , لا شيء !!
وهذا حلا كثير من الناس , كثير من الناس تنتهي أوقاتهم من بعد صلاة الصبح استعدادا إلى الدوام ثم الطريق إلى الدوام يحتاج إلى الوقت ثم الدوام يستغرق كل الوقت . ولا شك أن العمل في مصالح المسلمين العامة أمر لا بد منه وهو عمل خير مع النية الصالحة لكن أين النية الصالحة عند كثير من الناس إذا لم توجد النية الصالحة فهو يضيع الوقت بغض النظر عن أنه يجلب الراتب أو يوفر شيء من حطام الدنيا والله المستعان .
وتظهر الفتن أي تكثر ويكثر الهرْج وهو القتل وقد سبق الكلام في هذا كله . والهرْج . هو القتل بلسان الحبشة على ما تقدم .
( وحتى يكثر فيكم المال فيفي حتى يهم رب المال أي يحزنه ويبعث الهم عنده و الغم ماله الذي لايجد منيقبله منه , يعني يوجد الصراع النفسي . هو مأمور بإخراج هذا المال بل الأمر به ركن من أركان الإسلام مأمور بإخراج الزكاة مأمور بإخراج الصدقة . لانفاق في سبيل الله لكن يبحث ما يجد وأنتم تعرفون أن الصدقة في وقت الحاجة أمرها عظيم . من الأمثلة على ذلك . الصدقة بالحم في الأيام العادية طول السنة تجد من يقبلها الكثير من يقبلها لكن أحيانا يوم العيد قد تأتي إلى فلان أو علان يقول لا حاجة لي بها فكيف إذا كان في آخر الزمان يدور الإنسان بصدقته وبزكاته فلا يجد من يقبلها . وهذا لا شك أنه يهم و يحزن لا سيما مَنْ فرط في الزكاة والصدقة في سبيل الله في الوقت الذي يوجد فيه من يقبلها .
وحتى بعرضها فيقول الذي يعرضها عليه لا أرب لي فيه : يعني لا حاجه لي بها , وتقدم قول الرجل : لو جئت بها الأمس لقبلتها وأما في اليوم فلا . هذا زيادة في الهم ( وحتى يتطاول الناس في البيان ) مباهاة بكثرة الأدوار وهذا موجود فلان بنى عمارة عشرة أدوار ثم يقول فلان بنى 15 دور والثالث لا إحنا فوق ناطحات السحاب يتطاول الناس في البنيان مباهاة و إلا فإذا كان لحاجة لا بأس بها لحاجة : إذا كثر الناس وازدحموا والأرض يصعب فيهالا الامتداد الأفقي لضيقها لا مانع أن يرتفع البنيان لاستيعاب الناس لكن مع التوسط . لا مانع أن يبني الإنسان منزل يليق به من غير سرف ولا مخيلة . أما المراد بالتطاول في البنيان كما جاء في حديث جبريل وأن ترى الحفاة العراة الهم رعاء الشاء يتطاولن في البنيان ومثل هذا لا يحتاج إلى استشهاد شواهد كثيرة . ( وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول ياليتني مكانه ) أي ليته مات يتمنى الموت لما يرى من عظيم البلاء من الفتن والمحن . يقول القسطلاني لما يرى من عظيم البلاء ورياسة الجهلاء وخمول العلماء . يقول القسطلاني واستيلاء الباطل في الأحكام وعموم الظلم و استحلال الحرام والتحكم بغير حق في الأموال والأعراض والأبدان . يقول كما في هذه الأزمان في القرن التاسع وأوائل العاشر يتمنى الإنسان الموت لما يرى من هذه الأمور المألمة التي تعتصر القلب . مر بنا في درس سابق أنه لا يجوز تمني الموت لضر نزل به . وهذا الضر إن كان في أمور الدنيا . يتحسر على الدنيا على أمور الدنيا يتمنى الموت من أجل الدنيا إما في مال أو بدن لكن إذا كان يخشى على دينه الذي هو رأس ماله ويغلب على ظنه أنه لن يزداد من أعمال الخير يسوغ له ذلك .
وعرفنا سابقا أن طول البقاء في الدنيا إنما يتمناه المسلم للإزدياد في العمل الصالح فإذا كان في سفال وفي نقص فالموت خــير لــه وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت : أي من مغربها ورآها الناس أمنوا أجمعون : وأجمعون تأكيد لضمير الجمع , ولكن هل ينفع نفسا إيمانها . ثلاث علامات كما جاء في الحديث الصحيح . ثلاث علامات من علامات الساعة لا ينفع معها إيمان ولا تقبل منها توبة . الدجال . الدابة . طلوع الشمس من مغربها , في الصحيح . صحيح مسلم .
وهنا يقول فإذا طلعت ورائها الناس يعني آمنوا أجمعون .
فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها يعني لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . يعني لا الدخول في الإسلام ينفع وهذا هو القسم الأول " لا ينفع نفسا إيمانها " أو كسبت في إيمانها خيرا يعني ولا العمل الصالح ينفع بعد فوات الأوان فالمسلم المفرط لا تنفعه التوبة حينئذ والكافر لا ينفعه الإسلام إذا طلعت الشمس من مغربها " ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه " الثوب منشور البائع ينشر الثوب ليراه الزبون ( المشتري ) ويخبره بسعره والثوب منشور فلا يتبايعانه . لا يتمكنان من البيع والشراء . إبرام العقد بالإيجاب والقبول ولا يتمكن البائع من طيه وإعادته إلى مكانه .
" ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته : اللقحة : اللَّبُن من الإبل فلا يطعمه يعني فلا يشربه . في هذا كله إشارة إلى أن الساعة تقوم بغتة تفجأ الناس فجأة ولتقومن الساعة والرجل يليط حوضه أي يصلحه ويشق شقوقه فلا يسقي فيه فتقوم الساعة قبل ذلك . ولتقومن الساعة وقد رفع الرجل أُكلته أي لقمته إلى فيه فلا يطعمها رفعها إلى فيه ومع ذلك لا يستطيع أن يدخلها في فمه هذا صنف من الناس . وصنف تقوم الساعة ويده على الطعام أو في طريقها إلى الطعام وصنف تقوم واللقمة في فمه فلا يستطيع أن يمضغها كما جاءت في بعض الروايات , المقصود أنه إذا قامت الساعة هجد كل شئ خلاص والله المستعان . فالساعة لا تأتيكم إلا بغتة فجأة يفسرها مثل هذا الحديث وليس معناها كما قال بعضهم إن بغتة بحساب الجُمَّل 1407 بعض من كتب في أشراط الساعة قال إن الساعة تقوم سنة 1407 من أين قال إن بغتة كررت مرارا في القرآن وبغتة 1407 كيف 1407 هل هناك أحد يعرف حساب الجُمَّل أبجد هوز ؟
نعم عدد الحروف عندنا 1407 ولا يحتاج إلى أن نفصلها لكن هل هذا هو المراد . لا والله ليس هذا هو المراد وإنما المراد بها فجأة ولا يعلم متى تقوم الساعة لا محمد ولا جبريل ولا أحد إلا الله عز وجل ولذا لما سأل جبريل النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل يعني لست أنا وإياك على حد سواء لا أنت أعلم مني ولا أنا أعلم منك بل لا يعلمها إلا الله ( في خمس لا يعلمها إلا الله عنده علم الساعة إلى آخر الآية . فالساعة تقوم بغتة يعني فجأة والإنسان كما جاء في الأمثلة يرفع اللقمة إلى فيه فلا يستطيع أن يدخلها في فيه وإذا دخلها لا يستطيع أن يمضغها مثل هذا الكلام يذكرنا بقول أبو هذيل العلاف يعني استطراد , ماذا يقول بالنسبة لأهل النار في النار أنها تتعطل منهم الحركات في النار هو ممن يقول بفناء النار المعتزلة رأيهم أن الجنة والنار تفنيان والعلاف منهم .
تلطف كما يقول ابن القيم فأراد أن يأتي بقول وسط يكون كالحجارة تتعطل منهم الحركات والنار تخمد وبعد ذلك ما جاء بجديد , ابن القيم رد عليه في النونية بكلام طيب فليراجع باب ذكر الدجال لأن ابن القيم ذكر هذا المثال أن منهم من يرفع اللقمة وفي الجنة تتعطل الحركات وفي النار كذلك .
ثم بعد ذلك باب ذكر الدجال . الدجال مبالغة في الدجل وهو الكذب والتلبيس والمراد به الدجال الأكبر وهو من الثلاثين الذين سبق الحديث عنهم . يقول الإمام رحمه الله تعالى حدثنا مسدد حدثنا يحيي بن سعيد القطان قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني قيس بن أبي حازم قال قال لي المغيرة بن شعبة ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ما سألته إنه قال لي ما يضرك منه إن الدجال كأنه قال ما عليك منه أو ما الذي يضرك منه قال قلت إنهم يقولون إنه معه : يعني الذي يضره منه الخشية والخوف من أن يفتنه لأنه ما من نبي إلا حذر من فتنة الدجال . قال قلت إنهم يقولون إن معه جبل من خبز قدر الجبل من خبز ونهر ماء قال هو أهون على الله من ذلك . أهون : أحقر على الله من أن يفعل له شيئا يستطيع به أن يفتن المؤمن الموحد ومعه أشياء . لكن النفي هنا ما يفتن المؤمن الموحد وإلا معه أشياء يفتن بها من أراد الله فتنته .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
بل معه علامة يعرف به كذبه ) سيما بينتها الأحاديث الصحيحة أعور كما سيأتي في العين اليمنى مكتوب بين عينيه كافر يقرأها كل مؤمن سواء كان قارئ أو غير قارئ على ما سيأتي .
قال الإمام رحمه الله تعالى حدثنا سعد بن حفص الطلحي قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيي بن أبي كثير عن إسحاق بن أبي طلحة عن عمه أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يجئ الدجال : يعني من خراسات حتى ينزل في ناحية المدينة ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق لأنه ممنوع من دخول المدينة وعلى كل باب من أبوابها ملكان كما سيأتي فالذي في قلبه نفاق قي قلبه كفر يخرج إليه . لا يقول قائل أنا أسكن في المدينة في آخر الزمان لأسلم من فتنة الدجال !! إن كان بك شئ يتخرج نعم لاشك أن هذا فيه ترغيب لسكن المدينة نعم وجاء في الترغيب فيها أحاديث لكن هل البقاع تقدس أهلها نعم تقدس فالذي في قلبه شئ لابد أن يخرج إلى الدجال والذي عنده الإيمان والتوحيد ولو كان في أقصى الدنيا يعصمه الله من الدجال نعم .
قال الإمام رحمه الله تعالى حدثنا علي بن عبد الله هو ابن المديني قال حدثنا محمد بن بشر العيدي قال حدثنا مسعر بن كدام قال حدثنا سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يدخل المدينة رعب المسيح ( المسيح ) بالحاء المعجمة وإن ضبطه بعضهم بالنقطة المسيخ . فهي المسيح وليست المسيخ فضلا عن شخصه وجسمه .
وقال صاحب التاموس إنه اجتمع له من الأقوال في سبب تسمية المسيح اجتمع له 50 قولا . لماذا لا يدخل رعب المسيح المدينة ؟ لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب اثنان من الملائكة يحرسانها من دخول المسيح قال وقال ابن إسحاق محمد صاحب المغازي الذي قال فيه الإمام مالك دجال من الدجاجلة . سبق أن أشرنا إليه . وقال وقال صالح بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم يعني ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال قدمت البصرة فقال لي أبي بكرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا أي بما سبق وهذا متابع وليس بأصل وإلا فابن إسحاق لا يخرج له الإمام البخاري . وتمامه عند الطبراني فقال أبو بكرة أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل قرية يدخلها فزع الدجال إلا المدينة يأتيها ليدخلها فيجد على بابها ملكا مسلطا بالسيف فيرد عنها ) قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال حدثنا إبراهيم عن صالح عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن أباه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال : هذا أصح الأسانيد عن الإمام أحمد تقدمت الإشارة إليه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه أي أخوفكموه وأحذركم منه وما من نبي إلا حذر قومه تحذيرا لهم من فتنته ولعلهم لم يعلموا وقت خروجه ولم يخبروا بوقت خروجه وأنه في آخر الزمان ولعظم فتنته وشدة خوفهم على أتباعهم صلوات الله وسلامه عليهم ( ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم بصفاته لأن أمته سوف تبتلى به دون أمم الأنبياء السابقين إنه أعور وإن الله ليس بأعور ) الأعور هو الذي لا يرى إلا بعين واحدة .
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري
للشيخ الدكتور : عبد الكريم بن عبد الله الخضير
الشيخ ( الشرح ) : هذا لأن الحرب بين المسلمين فإذا دخل , ولكن ليس أقول لكم فيه قول لم يقوله نبي لقومه , أخبر النبي عليه الصلاة والسلام لأن أمته سوف تبتلى به دون أمم الأنبياء السابقين إنه أعور وإن الله ليس بأعور , الأعور هو الذي لا يرى إلا بعين واحدة . وسيأتي ما جاء في وصف عينيه قال حدثنا يحيي بن عبد الله بن المكير المخذمي قال حدثنا الليث عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن سالم ابن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " بينما أنا نائم رأيتني " يعني في النوم أطوف بالكعبة فإذا برجل آدي أسمر سبط الشعر مسترسل الشعر غير جعد ينطف أو يهراقوا , ينطف يعني يقطر رأسه ماء قلت من هذا قالوا هذا عيسى ابن مريم عليه السلام , رآه النبي عليه الصلاة والسلام يطوف بالبيت , ثم ذهبت ألتفت فإذا برجل جثيم أحمر اللون جعد شعر الرأس أعور العين كأن عينه عين بدون طافية بارزة , عين طافية يعني بارزة وهي غير الممسوحة , التي لا ترى عين اليمنى ممسوحة وأعور العين اليمنى وهذه بارزة تتقد وفي هذا التصوير من القبح ما فيه كأن عينه بدون طافية قالوا هذا الدجال أقرب الناس به شبها ابن قطن عبد العزى ابن قطن ابن عمر هلك في الجاهلية رجل من خزاعة وهذا لأنه رجل كافر تشبه به كافر , وقد يقول قائل إن مثل هذا لو رأيت رجل من المسلمين عينه بارزة وعين لا يرى فيها هل تقول إن هذا مثل الدجال تشبه رجل مسلم بكافر وتكون بذلك قد عبته بخلقته التي لا يد له فيها لكن الكافر بكافر لا بأس من باب التشبيه والتقريب هو يشبهه من كل وجه كافر وهذا كافر .
فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى عيسى عليه السلام يطوف ورأى أيضا رجل جثيما أحمر الوجه جعد الرأس ومعلوم أن رؤيا الأنبياء حق وقد حرم على الدجال أن يدخل مكة أو المدينة فكيف رآه في الرؤيا بمكة , يقول بن حجر رحمه الله تعالى في دلالة على أن قوله عليه الصلاة والسلام حلمه من حديث أنه لا يدخل مكة دلالة على أن قوله عليه الصلاة والسلام من الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة يعني في زمن خروجه , ولم يرد بذلك نفي دخله في الزمن الماضي يعني لا يدخل مكة والمدينة إذا خرج في آخر الزمان وأما قبل ذلك فلا مانع بدليل أن عليه الصلاة والسلام رآه في المنام , ورؤيا الأنبياء حق , أظن الجمع ظاهر , وقال أيضا غلط من استدل بهذا الحديث على أن الدجال يدخل المدينة أو مكة , إذ لا يلزم من كون النبي صلى الله عليه وسلم رآه في المنام أنه دخلها حقيقة ولو سلم أنه رآه في زمنه صلى الله عليه وسلم بمكة فلا يلزم أن يدخلها بعد ذلك إذا خرج في آخر الزمان , الظاهر يقول لا يلزم من كون النبي صلى الله عليه وسلم رآه في المنام أنه دخلها حقيقة ولو سلم أنه رآه في زمنه صلى الله عليه وسلم بمكة فلا يلزم أن يدخلها بعد ذلك إذا خرج في آخر الزمان . المقصود أن الجواب المرتضى أنه لا يمنع من دخولها قبل خروجه وإظهار دعوته , أما بعد ذلك فلا يمكن أن يدخل مكة ولا المدينة , الله سبحانه وتعالى حرم مكة والنبي عليه الصلاة والسلام حرم المدينة فلا يدخلها من ضمن التحريم .
يقول رحمه الله تعالى حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح ابن كيسان عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ يعني بالله في صلاته من فتنة الدجال , والنبي عليه الصلاة والسلام معصوم من الفتن لكن لا يمنع أن يكون من عصم أن يطلب النجاة في نفسه أو يقول ذلك تعليم لأمته عليه الصلاة والسلام ليقتدوا به في الاستعاذة كما أن من هدي يطلب الهدايا وطلب من المسلمين بما فيهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يقولوا في كل ركعة " اهدنا الصراط المستقيم " أحاديث اليوم أكثرها تقدم يا إخوان نقترب أن نكمل الشرح يعني ما نفصل لأنه مضى أكثرها .
يقول رحمه الله تعالى حدثنا عبدان عبد الله ابن عثمان بن جبله عتكي قال أخبرني أبي عثمان عن شعبة ابن الحجاج عن عبد الملك ابن عمير الكوفي عن ربعى ابن حراش عن حذيفة ابن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال يعني في شأن الدجال " إن معه ماء ونار فناره التي يراها الرائي ماء بارد وماؤه التي يراها الرائي نار يعني يخيل للناس أن هذا نار وهذا ماء , والحقيقة عكس ذلك وهذا لعله من تمويه ودجل وابتلاء من الله عز وجل ابتلاء وامتحان من الله عز وجل . قال أبو مسعود عقبة ابن عمر البدري تصديق لحذيفة أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات ابن مسعود لكن الراجح أنه أبو مسعود قال سليمان حرب قال رحمه الله حدثنا سليمان ابن حرب الواشحي قال حدثنا شعبة ابن حجاج عن قتادة ابن دعامة عن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور , وإن بين عينيه مكتوب كافر بالحروف العربية . كاف , فاء , راء كافر يقرأه كل مؤمن قارئ أو غير قارئ حتى الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يقرأ هذه .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
(
يقول الإمام رحمه الله تعالى فيه أبو هريرة وابن عباس يعني في الباب حديث يرويه أبو هريرة وحديث يرويه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم هذه طريقة الترمزي في الباب عن فلان وفلان وفلان إذا روى حديثا ويستعمله البخاري أحيانا كما هنا فيه أبو هريرة وابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم تقدم حديث أبو هريرة في ترجمة نوح عليه السلام من أحد الأنبياء تقدم حديث ابن عباس في صفة موسى عليه السلام مثل هذا , هذه الفتنة عظيمة والشر المستطير الذي يبتلي به الله عباده في آخر الزمان من يعرض للفتنة من في قلبه دخل , وفي قلبه شئ من النفاق , من في قلبه خصلة من خصال الكفر , شعبة من شعب الجاهلية هؤلاء يفتنون معرضون للفتنة , أما من آمن بالله ورسوله وصدق بذلك وأيقن مثل هذا لا يفتن بالدجال , لأن الدجال فيه العلامات الواضحة الظاهرة بينها النبي صلى الله عليه وسلم في أجل بيان وكتب عينيه كافر فالذي يقرأ مثل هذه الحروف يوافق الدجال أو يخالفه مهما كان التهديد , وسيأتي قصة الرجل خير الناس من خير الناس وهو يقول له يأتي به الدجال على ما سيأتي ويقول أنت الدجال أشهد إنك أنت الدجال يصارحه بذلك , هل تنفع التقية هنا ونقول هذا مكره وقلبه مطمئن بالإيمان , نعم لا تنفع التوبة , من أجابه دخل النار ومن عصاه وكذبه دخل الجنة , نعم الدجال هو الذي عليه العلامات الظاهرة أما من عاداه إذا كان الإنسان قلبه مطمئن بالإيمان وخشي على نفسه " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان "
وإن ارتكب العزيمة وكذبه وتحمل ما يترتب على العزيمة كان أفضل , فأفضل الجهاد وأفض الشهداء حمزة رضي الله عنه وأيضا نعم من أنكر على إمام ظالم غاشم فقتله , كلمة حق عند سلطان جائر هذه عزيمة لكن هل يلزم الناس كلهم بهذه العزيمة من ارتكب العزيمة ثوابه أعظم ومن ترخص برخصة الله فهو معذور كبار من الأئمة صبروا وثبتوا الإمام أحمد ابن حنبل فنال الإمامة والله المستعان .
يقول باب لا يدخل الدجال المدينة النبوية قال حدثنا أبو اليمان والحكم ونافع قال أخبرنا شعيب وابن أبي حمزة عن الزهري أخبرني عبيد الله عبدالله ابن عتبة ابن مسعود أن أبا سعيد سعد ابن مالك الخضري قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا فيه أنه قال يـأتي الدجال يعني إلى ظاهر المدينة خارج المدينة وهو محرم عليه أن يدخل المدينة , طرق المدينة وشوارع المدينة وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة والمراد بالأرض السبخة السبخة التي لا تنبت فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة من قبل الشام فيخرج إليه من المدينة يومئذ رجل يقول الشراح أنه الخضر وهو في صحيح مسلم ولكنه من قول أبي إسحاق إبراهيم ابن محمد ابن سفيان راوي الصحيح قال قيل هو الخضر كذا نسبه القرطبي إلى أبي إسحاق السبيعي وبه قال ابن العربي ولعل القرطبي وهم في نسبته إلى أبي إسحاق وإنما المراد به أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد ابن سفيان راوي الحديث وبذلك قال ابن العربي يقول أنه الخضر وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول إلى آخره , الخضر يختلف الناس في وفاته وفي بقائه فكثير من أهل العلم يرون أنه موجود وأنه معمر من زمن موسى عليه السلام إلى آخر الزمان حتى يأتي الدجال ويمثل بين يديه ويقول له ما يقول والذي عليه جمع من أهل العلم التحقيق أنه قد مات , شيخ الإسلام رحمه الله له رسالتان في الباب إحداهما على جادة من يثبت حياته والأخرى على القول الأخر وهو الصواب أنه قد مات .
الشيخ ( الشرح ) : ما من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة عام بما في ذلك الخضر وكثير من أهل الخرافة والبدع يقول بهذا القول ويزعمون أنهم يجتمعون به ويرونه ويستفيدون منه ولو وجد لما وسعه الخروج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام ولما كان عنده من العلم ما يستفيده من غير الكتاب والسنة لو وجد ولذا من النواقد أن يزعم الإنسان أنه يسعه الخروج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام , إذا نزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى كل حال هذا قول وهو قول جمع من اهل العلم لكن الصواب أنه كغيره قد مات , قيل موسى بعث للناس كافة , لا موسى بعث لقومه يا بني إسرائيل , بس ما في إلا محمد عليه الصلاة والسلام بعث إلى الناس كلها , في زمانه لبني إسرائيل فقط عنوم الرسالة من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام علم زمنهم , وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فيقول الدجال يعني لأوليائه أرئيت إن قتلت هذا الرجل ثم أحييته هل تشكون في الأمر قيل الذي يدعيه من الألهية فيقولن لا هؤلاء هم أوليائه , فيقتله ثم يحييه فيقول الدجال أتئمنوا بي , يعني هذا الرجل يعني أن يقتله فيحييه , أتئمنوا بي , جاء بأمر لا يقدر عليه كل أحد بل لا يقدر عليه أحد إلا الله عز وجل وهذا من عظيم البلاء عظيم الفتنة لكن يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة هذا قتله شقه نصفين ثم أحياه حينما يقول هذه لمقالة أتئمنوا بي يغلب على ظنه أنه يقول أش ؟ ماذا سيقول ؟ نعم قل نعم إن لم يقسم على ذلك نعم فيقول الرجل والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم يعني يزداد يقيني بالله عز وجل وكفري بك بعد أن فعلت ما فعلت فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه نعم كما جاء في بعض الروايات بأن يجعل ما بين رقبته وترقته نحاس فلا يستطيع إليه سبيل والمقصود أنه لا يسلط عليه ثم قال حدثنا عبدالله ابن سلمه يعني القعنبي عن مالك ابن أنس إمام دار الهجرة نحم السنن النعيم ابن عبدالله المجمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنقاب المدينة النبوية جمع نقبة وهو الطريق ملائكة يحرسونها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال فالطاعون بسبب الدعوة النبوية اللهم انقل عنها الحمى حماها نعم فالطاعون أشد من خصائص المدينة انه لا يدخل مع الطاعون ولا الدجال ومكة مثلها .
قال حدثني يحي ابن موسى ابن عبدربه المعروف بخت قال حدثنا يزيد ابن هارون السلمي قال أخبرنا شعبة وابن الحجاج عن قتادة ابن دعامة عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة يأتيها الدجال يدخلها فيجد الملائكة على أنقابها يحرسونها فلا يقربها الدجال والطاعون إن شاء الله عز وجل , يقول ما القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ( يثبت الله الذيسن آمنوا بالقول الثابت ) يعني يحيوا على لا إله إلا الله جميع ما تطلبه ويموتوا على لا إله إلا الله , ا يقربها الدجال قال ولا الطاعون إن شاء الله وهذا الاستثناء ليس للشك وإنما هو التبرك بذكر هذا الاسم المبارك , الحديث مر مرارا ثم قال , باب يأجوج ومأجوج مشتقان من أجيج النار أي ضوئها وزنهما يفعول ومفعول ممنوعان من الصرف للعلامية والتأنيث اسم قبيلتين وهما من نسل آدم من ولد يافخ ابن نوح , يقول الحافظ ابن كثير روى بن أحاديث غريبة في أشكالهم و طولهم وصفاتهم وقصر بعضهم وأذانهم لا تصح أسانيدها , يأجوج ومأجوج بغير همز ياجوج وماجوج قراءة السبعة إلا عاصم بدون همز قراءة عاصم كما هو معروف بالهمز , قال حدثنا أبو اليمان والحكم ابن نافع قال أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حاء التحويل من إسناد إلى آخر للإختصار وحدثنا إسماعيل ابن أويس , تقدم لنا مرارا أن البخاري يأتي لهذه الحاء حاء التحويل بعد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام وحينئذ لا تفيد الاختصار وإنما هي تقوم مقام الحديث اختصار الحديث كما يقول المغاربة , وحدثنا إسماعيل ابن أبي أويس قال حدثني أخي عبد الحميد عن سليمان ابن بلال عن محمد ابن عبد الله ابن أبي عتيق عن أبي شهاب عن عروة ابن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة حدثتهم عن أم حبيبه رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب عن زينب بنت جحش أم المؤمنين , يعني تقدم بأعلى من هذا الإسناد وتقدم سباعي وهنا كم : إسماعيل , أخوه , سليمان محمد ابن عتيق , أبي شهاب , عروة , زينب بنت أبي سلمة , أم حبيبه زينب بنت جحش , نعم هذا تساعي وهو أنزل حديث في الصحيح على الإطلاق أنزل حديث في الصحيح تساعي ولا يوجد غيره , ما يوجد إلا هذا الحديث تساعي , يعني في حكم ما ينفع حكم نريد حقيقته يعني ما يضير أن يكون من التابعين ست من التابعين يروي بعضهم عن بعض . المقصود أنه تساعي فهو نازل نازل جدا يعني يوافقه الحافظ العراقي بعده بسبعمائة سنة أو ستمائة سنة عنده تسعيات وهي أعلى ما عنده وأنزل ما في البخاري هذا الحديث التساعي وأعلا ما فيه الثلاثيات يكون بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعدتها ثاني وعشرون حديثا غالبها من طريق المكي بن إبراهيم عن زيد ابن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوي , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها بعض الرواية استيقظ من نومه فزعا وهنا يقول دخل عليها وهو منفزعا , دخل عليها فزعا بعد أن استيقظ من نومه , استيقظ من نومه فزعا ودخل عليها فزعا خائفا يقول لا إله إلا الله وهذا حديث تقدم شرحه لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب هل أمة محمد عليه الصلاة والسلام العرب فقط ولماذا خص العرب . نعم كيف لا مثل الأمة من العرب وغيرها , نعم لعلى هذا الصنف من الناس يعني يأجوج ومأجوج إنما سلطوا على العرب إنما سلطوا على العرب فقط , فتنة لهم أو لأن العرب أسرع إليهم مثل هذه الفتن أو لأنهم هم أسرع للدخول في الفتن في ذلك الوقت من غيرهم . المقصود أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول " ويل للعرب من شر قد اقترب " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج الذي بناه ذو القرنين بزبر الحديد جمع زبرة وهي القطعة , قالوا إن كل زبرة كل قطعة تزن قنطار والزبرة بمثابة لبنة لكنها تزن قنطار فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها , قالت زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث وهذا هو الأمر المخيف ذكرنا مرارا أن الخير موجود في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن هناك طائفة منصورة قائمة بالحق إلى قيام الساعة , وفي أمة محمد صلى الله عليه وسلم من خيار الناس في هذا الزمان وقبله وبعده من فيها , فيها العلماء , فيها الدعاة , فيها العباد , فيها طلاب العلم , فيها المحسنون , فيها المنفقون , فيها المجاهدون , لكن الهلاك علق بأمر ظهر وكثر وانتشر في هذه الأزمان وهوالخبث ثم قال وهذا تقدم كله مرارا .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
حدثنا موسى بن اسماعيل التبوذكي قال حدثنا وهيب هو ابن خالد قال حدثنا عبد الله بن طاووس عن أبيه طاووس ابن كيسان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقدة وهيب ابن خالد تسعين , قال يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقدة وهيب التسعين مثل هذه يعني جعل طرف الإبهام بين عقدتين السبابة من باطنها وطرف السبابة عليها هكذا لا بس يقول مثل ناقد الدينار , ناقد الدينار إيش يسوي هكذا يضربه بطرفه السبابة هكذا هذا الخزف , ناقد الدينار هكذا تقدم حقيقة شرح التسعين والمائة نعم , هنا يقول عقد سفيان تسعين , تسعين بأن جاء جعل طرف إصبعه السبابة اليمنى في أصلها وضمها ضما محكما بحيث انعقدت وانطوت عقدتاها حتى صارت كالحية المطوية هكذا والمائة كالتسعين لكن بالخنصر اليسرى وهذا تقدم وكانوا يستعملونه قبل أن يعرفوا الحساب , نعم قبل أن يعرفوا الحساب , وبهذا تكون أحاديث الفتن من هذا الكتاب العظيم الصحيح انتهت والله أعلم وصلى اللهم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الشيخ ( سؤال ) : يقول ما الضابط في تنزيل أحاديث الفتن في الواقع ؟ فقد سمعنا في الأحداث الأخيرة من خاض الفتن إلى آخر الزمان وربط بالأحداث المعاصرة فما توجيهه ؟
الشيخ : نقول هذا تسرع تسرع لأن تعريض الأحاديث النصوص الثابتة لمثل هذه الفتن وإن كان فيها وجه شبه إلا أنه قد يوجد من الفتن ما هو مطابق تمام المطابق فنعرض أحاديث الفتن للنفي كما عرضنا ما طبقت عليه نظير من ينزل الأحاديث والآيات على النظريات . ينزلونها على نظريات علمية فإذا كذبت هذه النظريات ماذا يكون مصير الخبر الذي نزل عليها , يصير عرضه للتكذيب وهنا إذا نزلنا أحاديث الفتن على ما وقع ولو من وجه , نعم ولو شابهه من وجه نكون بذلك إذا وقع ما يشبهها من كل وجه بحيث لا محيد تنزيلها عليها نكون بذلك عرضنا الأحاديث للنفي وبذلك نكون قد قلنا على الله بغير علم نقول إن هذا مراد النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الحديث فنكون بذلك قد افترينا على الله عز وجل الكذب وعلى رسوله عليه الصلاة والسلام والله أعلم وصلى اللهم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
انتهى شرح كتاب الفتن من صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى , ويسرنا أن نلفت انتباه للأخوة الأفاضل من طلبة العلم إلى أن تسجيلات الراية الإسلامية بالرياض تقوم بتسجيل دروس الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير , وقد صار منها : مقارنة بين شروح كتب السنة , اختصار علوم الحديث للحافظ بن كثير , شرح حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم , شرح كتاب الصيام وكتاب المناسك وكتاب الزكاة من زاد المستغني , شرح كتاب الحج وكتاب البيوع من كتاب عمدة الأحكام , شرح الورقات لإمام الحرمين الجويني رحمه الله , مقدمة عن تفسير الجلالين وتفسير سورة الفاتحة , شرح كتاب بدأ الوحي من مختصر الزبيدي لصحيح البخاري رحمه الله ، شرح كتاب الطهارة لكتاب بلوغ المرام للحافظ ابن حجر رحمه الله ، كيف يستفيد طالب العلم من كتب السنن , شرح كتاب الفتن من صحيح الإمام البخاري رحمه الله , نسأله تعالى أن ينفع المسلمين بهذه الدروس وأن يجزي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير خير الجزاء انتهت مادة هذا الشريط .
الشيخ : الحمد لـه رب العالمين وصلى اللهم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد
فما أروي ما أقول في هذه الساعة لبيان فهم كتب السنة وكل كتاب يحتاج إلى ساعات لكن لابد من الكلام في ضوء ما حدد من موضوع وما أتيح من فرصة ووقت , السنة النبوية وهي ما يضاف للنبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير حجة ملزمة بإجماع من يعتد بقوله من المسلمين وهي ثاني مصادر التـشريع بعد القرآن الكريم وهي المبينة للقرآن والموضحة لـه وحفظ السنة من حفظ القرآن الكريم لأنها بيانه , (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فالسنة محفوظة بحفظ القرآن لأنه لا يتم فهم القرآن إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم بقوله أو فعله أو تقريره فحفظ السنة من حفظ القرآن وللإهتمام اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشأن القرآن والخوف من اختلاطه بغيره حتى يتم حفظه الموعود به نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث في أول الأمر , جاء في الصحيح في حديث أبي سعيد لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه . مخرج في الصحيح صحيح مسلم وأهل العلم حملوا ذلك على وجوه مدارها على خشية اختلاط القرآن بغيره فالنهي عن كتابة السنة مع القرآن في صفحة واحدة وحينئذ يلتبس الأمر فيختلط القرآن بغيره ولا مانع على هذا القول من كتابة السنة مستقلة عن القرآن , ومنهم من يقول في أول الأمر والحافظه ملكه الحفظ عند الجيل الأول تسعف على حفظ جميع السنة ثم بعد ذلكم لما خشي من ضياع السنة أذن بالكتابة فالشخص الذي لا يحفظ يكتب وإذا تصورنا الأثار المترتبة على الكتابة وكل إنسان يدرك ذلك عرفنا أن النهي عن الكتابة في أول الأمر له مقصد ومغزى عظيم فلاشك أن الكتابة على حساب الحفظ . وكل واحد منا يدرك ذلك في أموره العادية الذي يكتبه لا يعتني به ولا يودعه سويداء قلبه ليحفظه ولتجد الإنسان إذا لم يكن معه قلم أو ورقة يكتب بها واحتاج إلى أمر من الأمور وأظهر ما يوجد الأن الأرقام , أرقام الهواتف التي صارت هي شغل الناس الشاغل , إذا لم يكن معه قلم حفظه هذا مجرب إذا سجله وكتبه هذا آخر عهد به فجاء النهي عن الكتابة خشية أن يعتمد الناس على الكتابة ويهمل الحفظ لكن لا مفر ولا مناص ولا محيص عن الكتابة ولا محيد لماذا ؟ لأن الناس دخلوا في دين الله وتعلموا ما تعلموا من كتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وكثر أعدادهم واختلطوا بغيرهم وأحتيج إلى التدوين لما كثر الناس ودخلوا في دين الله أفواجا أحتيج إلى التدوين , فجاء الأمر بالكتابة لبعض الناس , أكتبوا لأبو شاة وقال أبو هريرة ما كان أحد أكثر مني حديثا غير عبدالله ابن عمر فإنه كان يكتب ولا أكتب فتتابع الناس على الكتابة وأجمع أهل العلم على جوازها وارتفع الخلاف السابق بل وجد من يمنع الكتابة , استدلال بحديث أبي سعيد من المتقدمين تتابع الناس على الكتابة وتدوين الأحاديث في الصحف والكتب وحصل بذلك خير عظيم ولذا أو تبع لذلك تنوع الحفظ عند أهل العلم فمنهم من هو حفظ صدر , ومنهم من هو حفظ كتاب , وإن نازع بعض أهل العلم في الاعتماد على حفظ الكتاب وجعل الأصل حفظ الصدر لكن حصل الاتفاق على أن حفظ الكتاب لا يقل أهمية عن حفظ الصدر , إن لم يكن أقوى منه وأثبت لأن الحفظ خوان , استمر الأمر على ذلك في القرن الأول والثاني والثالث والرابع وجمعت السنة ولم يفت المة منها شيء لأن الأمة معصومة على أن تفرط في شيء من دينها , لكن قد يقول قائل ماذا عما يحفظه الأئمة من مئات الألوف من الأحاديث , الإمام أحمد يحفظ سبعمائة ألف حديث الإمام أبو دود يحفظ ستمائة ألف حديث وهكذا , أين ذهبت هذه الأحاديث , البخاري بالمقرر لا يزيد على سبعة آلاف ومئتين وخمسين حديث بالمكررات , مسلم قريب منه أو يزيد عليه قليلا أوصله بعض إلى الثمانية , أعظم دواوين الإسلام , المسند أوصلوه إلى أربعين ألف حديث وبالعدد الدقيق والتحري يبلغ الثلاثين , أين ذهبت مئات الألوف من الأحاديث ما ذهب منه شيء مما يحتاج إليه , لم يذهب من هذه الأحاديث شيء مما يحتاج إليه , فالعدد في عرف السلف بالطرق ربا حديث واحد يروى من مائة طريق فيعد مائة حديث , وإذا تصورنا أن أبا إسماعيل الهروي يقول إنه , إن حديث الأعمال بالنيات يروى عن يحي ابن سعيد الأنصاري من سبعمائة طريق إذن هذه سبعمائة حديث في عرف المتقدمين , وإذا نظرنا إلى ما دون في كتب السنة وحفظ ونظرنا إلى الطرق سواء كان المدون منها أو ما لم يدون مما لا يحتاج إليه لأن لا يدوم لما احتاج إليه فتبلغ هذه العدة فتؤيد إضافة إلى أن الحديث في عرف المتقدمين يشمل الآثار يشمل أقوال الصحابة وفتاويهم فلم يضع من سنة النبي عليه الصلاة والسلام شيء لأن الدين محفوظ والأمة معصومة من أن تفرط في شيء من دينها , بعد الكتابة , وضعف الحفظ ظهر ذلك جلي حينما اعتمد الناس على الكتابة , كل قرن يظهر فيه ضعف الحفظ أكثر لاعتماد الناس على الكتابة إلى أن ظهرت الطباعة ولا شك أن الطباعة يسرت وسهلت تحصيل العلم واقتناء الكتب لكنها عل حساب التحصيل لماذا ؟ لأن الشخص مريد العلم إذا احتاج إلى شيء من الكتب إما أن ينسخه لنفسه أو يدفع أجره لمن ينسخه له ويكون ورود الكتب إليه بالتدريج وحينئذ ينسنى له قراءة هذا الكتاب ومراجعته , فإذا نسخ الكتاب بيده نسخ الكتاب بالتجربة أفضل من قراءته عشر مرات , هذا بالتجربة وكذا لو دفع أجره لمن ينسخـــه لــه فإنه لم يفرط في هذا الكتاب الذي حرص عليه واستعاره ودفع أجره لمن ينسخه والنسخ كما تعلمون بالتدريج ما هو مثل المطابع وجدت المطابع والخلاف الحاصل في الكتابة في أول الأمر حصل في الطباعة في آخر الأمر ووجد من اهل العلم من يمنع طباعة الكتب الشرعية في المطابع لماذا لأن الناس يعتمدون على هذه المطبوعات ويقتنون الكتب المطولة بكميات وبإمكان الشخص أن يقتني في يوم واحد عشرات بل مئات المجلدات وما عليه إلا أن يرص هذه المجلدات في الدواليب ثم لا ينسنى لهم مراجعة الجميع .
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الشيخ : فصارت الطباعة مع تيسيرها وتسهيلها صارت على حساب التحصيل وهذا مشاهد , كان اهل العلم وطلاب العلم يعانون أشد المعاناه لنسخ الكتب يسهرون الليالي المقمرة على الأنوار الخافته ينسخون الكتب وبهذا حصلوا , لكن الآن من اليسير جدا أن تخرج إلى المكتبات وتشتري جميع ما تريد في ساعة لكن إذا رجعت ماذا تصنع ؟ ترص هذه الكتب في الدواليب ويبقى بقية يوم كله استجمام , الآن أنت ضمنت الكتب عندك ولا عليها فةات بدل اليوم غدا , وهذا شيء مجرب يا إخوان ما هو من فراغ ولذا منع بعض العلماء طباعة العلم الشرعي , قد يقول قائل هذا من جهلهم والناس أعداد لما يجهلون وبعض الناس عنده رد فعل من الأمور المحدثة سواء كانت تؤثر في أمور الدين أو لا تؤثر ؟ نعم بعض الناس عنده وقف لا يستعجل في الأمور وهذه محمده مع أن أثر الطباعة لوحظ في تخلف العلم والتحصيل وهذا شيء ظاهر . بعض شيخ الأسر قال تمنع طباعة كتب العلم الشرعي , أطبع كتب الأدب والتاريخ وإن شئتم اللغة أيضا لكن كتب الحديث والتفسير والعقائد لا تطبع من أجل أيش ؟ من أجل أن يعتني الناس بالكتابة ويتداولن الكتب بحرص وعناية وهذا أمر مشاهد , لما كانت الكتب قليلة والناس يحرصون على قراءتها واستعارتها ونسخها ويتداولونها , لكن لما كثرت أنظر ترى , ثم بعد ذلكم استسلم أهل العلم لأمر الواقع فأجمعوا على جواز طباعة الكتب , استمر الأمر على ذلك عقود بل قرون ثم جاءت هذه الحواسيب وهذه الآلات التي تيسر لك ما تريد وأنت جالس بضغط ذر تحصل على جميع ما تريد تبحث عن حديث تضغط ذر ويظهر جميع طرق الحديث مائة طريق خمسين طريق سبعين طريق إلى آخره , لكن النتيجة هل يحفظ العلم بهذه الطريقة لا يتخرج طالب علم بهذه الطريقة أبدا العلم لا بد له من معانهة , تضغط ذر يخرج لك الوارة رواة هذه الخبر بجميع ما قيل فيها من جرح أو تعديل ثم ماذا خلاص يطفي الكهرباء ثم يرجع بعد ذلك ترجع عامي لا تحسن شيء .
وعمد كثير من أهل العلم إلى تعسير العلم سواء كان في وسيلةو الحصول على المعلومة فغير الترتيب عن الترتيب المألوف , ابن حبان في الأنواع والتقاسيم في صحيحه رتبه على طريقة غريبة مبتكره لم يصنعها غيره خشية أن يأتي الطلاب الذين يبحثون عن الحدبث فيجدوه بسهولة , الحديث في الطهارة في أول الكتاب , في الصلاة يفتح زيادة خمسين ستين صفحة وتجده وفي الزكاة وهكذا , وهذا مقصود ومنهم من عمد إلى تعسير العلم بطريقة أخرى وهي صعوبة الأسلوب بعضهم يعقد الأسلوب من أجل أن يعاني بها الطالب فهم هذا الكتاب فإذا فهمه بعد معاناة ثبت عنده ورسخ , وهذه طريقة مألوفة عند أهل العلم سواء كانت في الفقه أو أصول الفقه أو في العربية أو في غيرها من العلوم , وجاء في عصرنا من ذلل العلم لطلابه وسهله ويسره بنية صالحة وهو مأجور على ذلك لكن من يستفيد من مثل هذه الكتب المبتدئون من الطلبة وغي المتخصصين في علم الشرع أما من يريد أن يتخرج على طريقة أهل العلم وعلى جادتهم لا بد أن يسلك المسالك التي سلكوها , متى نحتاج إلى مثل هذه الآلات قد يقول قائل جامع السنة وفيه أكثر من نصف مليون حديث تحصل على جميع ما تريد وأنت جالس وأي شيء أيسر من هذا والنبي عليه الصلاة والسلام ما اختار , ما خير بين أمرين إلا واختار أيسرهما لكن ما النتيجة هل نقول لطالب العلم وأنت في عصر الحواسيب انسخ ا لكتب , نقول لا تنسخ الكتب , اقرأ الكتب أقل الأحوال , كان المتقدمون لا يفهرسون الكتب ولا يعنون بترقيمها وحسابها همتهم أعلى من ذلك , لأن طالب إذا أراد الفائدة وبحث عنها بنفسه من غير فهارس فإنه وهو في طريقه لتحصيل هذه الفائدة يستفيد عشرات الفوائد الفوائد كثيرة منها اهم من هذه الفائدة التي يبحث عنها , الآن اضغط الحاسب المسألة التي تريد أن تخرج لك نفس المسألة من غيرها , نعم نستفيد من هذه الآلات لكن لا نعتمد عليها نستفيد منها إذا ضاق الوقت خطيب جمعة , شخــص لــه درس أو محاضرة وعنده حديث يريد أن يتأكد منه ولم يبقى من الوقت ما يسعف نقول اضرب الحاسب اضرب على الكمبيوتر وشوف هو صحيح لا لأن ما عندك وقت انت مضطر الأن , وآخر يريد أن يختبر عمله فخرج الحديث حسب قدرته واستطاعته وجمع ما استطاع بعد أن بذل وسعه واجتهد جمع الطرق التي في وسعه وفي مقدوره جمع عشرين طريق للحديث وأراد أن يختبر عمله هل هناك زيادة لا مانع من أن يضرب الحاسب ويطلع على ما فيه من زيادات وإذا وجد من الزيادات في هذا الحاسب زيادة على ما تعب عليه لا شك أنه سوف يعتني بهذه الزيادة ويحفظها بخلاف لو جاء ابتداء إلى هذا الحاسب وأنا أضرب مثال لمن يستعمل هذه الآلات ومن يعاني العلم من أبوابه , شخص مر بطريق شارع تجاري فيه تنبيهات ولوحات ومحلات أشياء مكتوبة كثيرة ألوف مألفة تصور لو مر مرة مع هذا الشارع على سيارة تمشي مائة كيلوا في الساعة ماذا سيحفظ في هذه اللوحات والمثال تقريبي الظاهر ما يحفظ ولا واحد منها لكن لو كان يمشي على رجليه وتلفت ونظر يحفظ الكثير وهذا مثل ما يقرأ ومثل ما يطلع على هذه الآلات هذا مثال محسوس ولا أستبعد أن يقول قائل الناس وصلوا ما وصلوا وأنتم تقولون انسخوا واقرأو إلى متى لكن ثقوا ثقة تامة أن العلم في الكتب , العلم متين ويحتاج إلى معاناة ويحتاج أيضا إلى تردد على الشيوخ أهل الخبرة أهل الدراية أهل العلم والعمل مع المراجعة بالإنفراد والمذاكرة مع الغير أما شخص يحضر الدروس وإذا خرج من الدرس هذا آخر عهده بالكتاب فمثل هذا لا يفلح غالبا كما قرر ذلك أهل العلم فعلينا ان نعتني العلم وأجره عظيم لا تظن أن تعبك على العلم سدى وهدر لا " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة " الأمر ليس باليسير قد يقول قائل أنا الحافظ لا يسعف الفهم ضعيف أنا مجرد تردد علي وتردد على أهل العلم ولا أفهم ولا أحفظ ومتردد , الأجر والثواب مرتب على مجرد سلوك الطريق " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة " , فعليك أن تسلك الطريق وتحضر الدرس قبل الحضور , قبل حضورك إلى الدرس تقرأ , قبل أن تحضر وتحفظ ما يحتاج إل حفظه وتراجع الشروح شرح ما تريد شرح الدرس الذي تريده أن تحضر بعد ذلك للشيخ , ثم بعد ذلك تحضر وتتأدب وتحسب أجرك عند الله عز وجل مخلصا لله عز وجل في جميع ذلك فالمدار على الإخلاص فتنصت للشيخ وتناقش بأدب ثم بعد ذلك إذا راجعت رتاجع ما سمعت وتدون الفوائد وبعض اهل العلم يمنع من تدوين الفوائد أثناء الدرس , يقول إنتبه الدرس عليك أن تصغي للشيخ ثم بعد ذلك إذا انصرفت بعد هذا الإصغاء والانتباه دون ما تشاء ومن جرب عرف صدق هذه المقالة , إن بعض الناس ينشغل بالتدوين ويفوت عليه أمور كبيرة وبعض الناس ينصت ويهتم ويلح على الله سبحانه وتعالىبأن يثبت هذا العلم في ذهنه وأن ينفعه به ثم بعد ذلك إذا انصرف دون ما فهمه وما علق بذهنه وذاكر إخوانه لا بد من مذاكرة الإخوان .
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
بارك الله فيكم اخي الفاضل وحلعه في ميزان حسناتكم
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
باركـ المولى جل وعلا فيكم
ونفع بكم جل شأنه وكتب اجركم جل جلاله
 
أعلى