الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين
قال الامام محمد ابن الجزري رحمه الله تعالى:
ورقق الراء اذا ما كسرت .. كذاك بعد الكسر حيث سكنت
ان لم تكن من قبل حرف استعلا .. او كانت الكسرة ليست اصلا
والخلف في فرق لكسر يوجد .. واخف تكريرا اذا تشدد
موضوع الراءات من المواضيع المهمة في علم التجويد لذلك افرد لها الامام ابن الجزري بابا خاصا او ابياتا خاصة في منظومته المباركة بمقدمة الجزرية
الراء لا بد من معرف مخرجه والراء كما قلنا هو طرف اللسان مع ظهره ويلتصق هذا الطرف على الحنك الاعلى ويحذر في الراء التكرار او اظهار التكرير في الراء لان ابن الجزري رحمه الله قال:
واخف تكريرا اذا تشدد
والراء لها حكمان:
حكم في الوصل
فهي اما ان تكون متحركة واما ان تكون ساكنة
اما المتحركة فهي ثلاثة اقسام
مفتوحة ومضمومة ومكسورة
فالراء اذا كانت مفتوحة فانها تفخم
مثل رَبِ وضرَب
واقول واحذر لا تضم الشفين عند تفيخم الراء بل تفتح الفم بشكل عادي و اجعل ضغط الهواء الى الداخل ولا تبالغ فيه
واذا قراءنا قوله تعالى
(واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فدمرناها تدميرا )
ورققنا الراءات المفخمة فيهاهل يصح؟
الجواب : لا والصواب ان
(اردنا) الراء فيها مفخمة لانها مفتوحة
(امرنا) الراء مفخمة لانها ساكنة وقبلها مفتوح
(مترفيها) الراء مفخمة لانها مفتوحة
(تدميرا) الراء هنا مفتوحة اذن تفخم
اذن متفقين على ان الراء المفتوحة تفخم ما فيها وجهان بل وجه واحد
الا ورش رحمه الله له في الراءات مذهب يختلف عن سائر القراء نعطيكم مثال (سراجا) الراء هنا مفخمة لانها مفتوحة ولكن عند ورش مرققة لان قبلها مكسور حتى لو كانت مفتوحة
واما الراء المضمومة فانها تفخم للجميع ايضا الا ورش
فهو يرقق الراء المضمومة اذا كانت قبلها مسكور
مثال على تفخيم الراء المضمومة
يبشرهم
الروح
ربما
قرا نافع وعاصم( ربما) بتخفيف الباء
وقرا ابن كثير وابو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي بتشديد الباء كما هو معروف
ربما الراء فيها مفخمة لانها مضمومة
الراء المكسورة لا خلاف في ترقيقه مثل
رضوان
ورزق
والغارمين
الراء الساكنة اما ان تكون في اول الكلمة او في وسط الكلمة او في اخر الكلمة
الراء اذا كانت ساكنة لا بد ان تنظر الى ما قبلها وما بعدها
والى ما قبلها اخص
الراء اذا كانت مفتوحة لا تنظر لشيء الا لها واذا كانت مضمومة لا تنظر لشيء الا لها واذا كانت مكسورة لا تنظر لشيء الا لها كذلك
اما اذا كانت ساكنة فعليك ان تنظر الى ما قبلها وما بعدها بعد ان تتاكد انها ساكنة
الراء الساكنة في اول الكلمة :
اذا جاءت بعد فتح مثل (وارزقنا )الراء هنا ساكنة وقبلها مفتوحة تفخم فاذا كانت الراء ساكنة وقبلها مفتوح تفخم
وارزقنا
وارحمنا
او تكون الراء ساكنة بعد ضم
مثل اركض
قاعدة اذا كانت الراء ساكنة وقبلها مفتوح او مضموم تفخم
اذا كانت الراء ساكنة وقبلها مكسور فانها ترقق
مثل قوله تعالى
فرعون
الراء فيها ساكنة وقبلها مكسور
الراء الساكنة المتوسطة كذلك تكون بعد فتح او ضم او كسر
وبرق
خردل
الارض
العرش
المرجان
وردة
وقد وقع الخلاف في ثلاث كلمات
قرية
مريم
المرء
فنص على ترقيقها في الكلمات الثلاثة لجميع القراء
ابو عبد الله بن سفيان وابو محمد مكي بن ابي طالب القيسي وابو عباس المهدوي وغيرهم من اجل سكونها ووقوع الياء بعدها
لانها ساكنة ولان الياء اضعفت الراء
والامر الثاني انه ما في احد من العرب يقول قرية بتفيخم الراء
او مريم والمرء وقولهم قوي جدا
اذن اذا واحد قرا الكلمات الثلاث بترقيق الراء فهي صحيحة
يقول وقد بالغ ابو الحسن الحصري في تغليط من يقول بتفخيم ذلك
يقول:
وان سكنت والياء بعد كمريم .. فرقق وغلط من يفخم عن قهر
وذهب المحققون وجمهور اهل الاداء الى التفخيم الراء في قرية ومريم والمرء وهو الصواب لان النقل جرى بذلك
قال ابو حسن الحصري
ولا تقرأن راء المرء الا رقيقة .. لدى سورة الانفال او قصة السحر
والتفخيم هو اصح اي ان ترقيق الراء في قرية ومريم والمرء صحيحة لكن التفخيم اصح وبه قرانا وبه نقرئ
اذا كان قبل الراء الساكنة كسر عارض فانها تفخم مثل قال رب ارجعون
ارتضى
ارجعون
اركبوا
اذا كانت الراء ساكنة وقبلها مكسور وبعد الراء حرف استعلاء غير مكسور في نفس الكلمة فانها تفخم وذلك في اربع كلمات
قرطاس
فرقة
ارصادا
مرصاد وفي الموضع الثاني ولبالمرصاد
اذا كانت الراء ساكنة وقبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء مكسور فيها وجهين
وذلك في كلمة واحدة ( فرق )
راء (فرق ) لنا فيها حالاتان حالة الوقف وحالة والوصل
في حالة الوصل البعض فخمها نظرا لحرف الاستعلاء الذي بعدها
ومنهم من رققها لانها ساكنة وقبلها مكسور وكسرة حرف الاستعلاء اي القاف يضعف تأثيرها
اذن نقول لنا في فرق وجهان الترقيق وهو المقدم في الاداء والتفخيم وهو ليس بمقدم في الاداء
اما عند الوقف على فرق هل نقف عليها بالتفخيم او بالترقيق؟
الجواب تفخم الراء عن الوقف وهو الصواب
الراء اذا كانت ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مفتوح فخمت
مثل الفجر
الراء اذا كانت ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مضموم تفخم
يُسر
خسر
الراء اذا كانت ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مكسور فانها ترقق مثل
حجر
كلمة (يسر )مستثناة الراء فيها مرققة لان اصلها يسري والياء يضعف الراء مع جواز التفخيم والترقيق مقدم
راء مصر في الوصل مفخمة لانها مفتوحة
اما في حالة الوقف
الراء في (مصر ) بعضهم يقول ترقق الراء لانها ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مكسور
وبعضهم يقول تفخم لان الصاد قوية معترضة ومستعلية مطبقة واختار ابن الجزري رحمه الله في راء مصر التفخيم اعمالا لها كحالة وصل
اما الراء في (قطر )بعضهم قال انها مرققة لان الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبلها مكسور
وبعضهم قال الراء تفخم في قطر لان كسرة القاف لا تؤثر في الراء والطاء حرف قوي قال ابن الجزري رحمه الله نعاملها معاملة الوصل فنقف عليها بالترقيق لان الراء في قطر ترقق وصلا لانها مكسورة
يقول الشيخ محمد المتولي
واختير ان يوقف مثل الوصل في .. راء مصر القطر يا ذا الفضل
واذا اردت ان تفق على كلمة (ان اسر) هل تقف عليها بترقيق الراء ام بتفخيم الراء؟
فبعضهم يقول ان اسر اي بتفخيم الراء في حالة الوقف على اعتبار ان الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبله مفتوح
والراء في اسر عند الوصل مرققة لان الراء مكسورة
والاظهر فيها ترقيق الراء حالة الوقف لان اصل الكلمة ان اسري بياء حذفت لبناء الفعل فيبقى الترقيق دلالة على الاصل
يقول بعضهم:
فاسري ان اسري وصل اصل دنا وقف بترقيق راء في ان اسر لمن خلا
اما الراء في كلمة (و نذر ) بعضهم يقول نقف عليها بترقيق الراء لان اصل الكلمة ونذري
وبعضهم يقول تفخم لان الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبله مفتوح
--------------------
تلخيص الدرس
الراء لها احوال اما ان تكون مفخمة واما ان تكون مرققة واما ان تكون فيها وجهان مع كون الترقيق مرجحا او تكون فيها وجهان مع كون التفخيم مرجحا واما ان يستوي الامران
التفخيم
اذا كانت الراء مفتوحة او مضمومة
او ساكنة وقبلها مفتوح او ساكن وقبلها مضموم
او ساكن وقبلها ساكن وقبها مفتوح
او تكون ساكنة وقبلها ساكن وقبله مضموم
او تكون ساكنة وقبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء غير مكسور
الترقيق
اما ان تكون مكسورة او ساكنة وقبلها مكسور
او ساكنة وقبلها ساكن وقبله مكسور
وما فيه القولان مع كون التفخيم ارجح
الراء في مصر
وما فيه القولان مع كون الترقيق ارجح
راء القطر
وما فيه القولان مع عدم الترجيح
الراء في فرق حال الوصل الا ان الترقيق مقدم في الاداء
وعند الوقف التفخيم مع انه روي لبعضهم بالترقيق
واما يسر فالترقيق فيها ارجح وذلك لضعف الياء ولان ان اصل الكلمة يسري ولاننا لم نتعد بالعارض
واذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارض تفخم مثل ارتضى ارجعون
ولذلك قال او كانت الكسرة ليست اصلا
قال ورقق الراء اذا ما كسرت هذا منطوق البيت مفهومه فخمها اذا لم تكسر
كذاك بعد الكسر حيث سكنت هذا منطوقه مفهومه مفهوم المخالفة اي الضد
ان لم تكن من قبل حرف استعلا غير مكسور فاتها تفخم والا فترقق
او كانت الكسرة ليست اصلا بمعنى كسر عارف فانها تفخم
والخلف في فرق لكسر يوجد ..واخف تكريرا اذا تشدد
