موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مُؤَلَّفَاتُهُ[/font]
[font=&quot]لِلْعَارِفِ بِاللَّهِ سَيِّدِي الحَاجِّ عَلِيٍّ حَرَازِمَ مُؤَلَّفَاتٌ أُخْرَى غَيْرُ كِتَابِ الجَوَاهِرِ مِنْهَا :[/font]
[font=&quot]رِسَالَةُ الفَضْلِ وَالاِمْتِنَانِ، إِلَى كَافَّةِ الأَحْبَابِ وَالإِخْوَانِ :[/font]
[font=&quot]فَرَغَ مِنْ كِتَابَتِهَا بِتَارِيخِ 11 جُمَادَى الثَّانِيَةِ سَنَةَ 1208 هِـ أَيْ قَبْلَ إِتْمَامِهِ لِكِتَابِهِ جَوَاهِرِ المَعَانِي، تَقَعُ هَذِهِ الرِّسَالَةُ فِي 25 صَفْحَةٍ وَقَدْ أَوْرَدَهَا العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ ضِمْنَ الجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ كِتَابِهِ "رَفْعُ النِّقَابِ" مِنْ ص 130 إِلَى ص 157 وَمِمَّا قَالَهُ فِي تَقْرِيضِهَا العَلَّامَةُ المَذْكُورُ :[/font]
[font=&quot]هَذِي الرِّسَالَةُ فِيهَا السِّرُّ قَدْ جُمِعَا * لِمَنْ يُطَالِعُهَا كَنْزُ الغِنَا طَلَعَا[/font]
[font=&quot]يَحْظَى بِهَا بِهَنَاهُ وِفْقَ مَطْلَبِهِ * دُنْيَا وَدِينًا وَلَا يَزَالُ مُنْتَفِعَا[/font]
[font=&quot]جَاءَتْ عَلَى وَفْقِ مَا يَهْوَاهُ طَالِبُهَا * فِي مَنْهَجِ الحَقِّ حَيْثُ صَارَ مُتَّبِعَا[/font]
[font=&quot]أَكْرِمْ بِهِ جَاءَ بَيْنَ العَارِفِينَ بِهَا * فَإِنْ قَدَرَ الَّذِي بِهَا اهْتَدَى ارْتَفَعَا[/font]
[font=&quot]الكَنْزُ المُطَلْسَمُ، فِي حَقِيقَةِ سِرِّ اسْمِهِ الأَعْظَمِ :[/font]
[font=&quot]يَتَكَوَّنُ مِنْ مَشَاهِدَ نَبَوِيَّةٍ كَرِيمَةٍ تَفُوقُ التِّسْعِينَ مَشْهَدًا تَخْتَلِفُ مَا بَيْنَ مَشَاهِدَ لِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وَأُخْرَى لِصَلَاةِ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ بِمَرَاتِبِهَا الثَّلَاثَةِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ وَبَاطِنَةِ البَاطِنِ بِالإِضَافَةِ إِلَى مَشَاهِدَ كَثِيرَةٍ حَوْلَ الاِسْمِ الأَعْظَمِ وَشُؤُونِ الذَّاتِ وَحَقَائِقِ القُرْآنِ العَظِيمِ وَأَسْرَارِهِ. تُوجَدُ مِنْهُ نُسَخٌ كَثِيرَةٌ بَيْنَ مُرِيدِي الطَّرِيقَةِ التِّجَانِيَةِ أَهَمُّهَا وَأَصَحُّهَا نُسْخَةُ الفَقِيهِ سَيِّدِي أَحْمَدَ العَبْدَلَّاوِيِّ وَنُسْخَةُ العَلَّامَةِ مَحْمُودٍ بْنِ المَطْمَاطِيَّةِ وَأُخْرَى لِلْعَلَّامَةِ القَاضِي أَحْمَدَ سُكَيْرِجٍ وَلِهَذَا الأَخِيرِ يَقُولُ فِي تَقْرِيضِهَا :[/font]
[font=&quot]إِنَّ المَشَاهِدَ أَمْرُهَا * مِنْ أَعْجَبِ العَجَبِ العُجَابْ[/font]
[font=&quot]فِي كُلِّ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْـ * ـهِ مَا لَهُ تَعْنُو الرِّقَابْ[/font]
[font=&quot]إِلَى أَنْ يَقُولَ فِي خِتَامِهَا :[/font]
[font=&quot]فَاعْجَبْ لِمَنْ هِيَ عِنْدَهُ * إِنْ لَمْ يَطِرْ فَوْقَ اللُّبَابْ[/font]
[font=&quot]جَمَعَتْ غَرَائِبَ جَمَّةً * وَعَجَائِبَا مِنْ أَلْفِ بَابْ[/font]
[font=&quot]فَإِذَا ظَفِرْتَ بِهَا فَلَا * تَسْمَحْ بِهَا لِلْمُسَتَرَابْ[/font]
[font=&quot]فَالشَّيْءُ إِنْ يَكُ مُعْجَبًا * فِيهِ يُحَاذِرُ ذُوو الصَّوَابْ[/font]
[font=&quot]صُنْهَا عَنِ الأَغْيَارِ حَـ * ـتَّى عَنْكَ صُنْهَا بِاحْتِجَابْ[/font]
[font=&quot]فَتَنَالَ سِرًّا بَاهِرًا * وَاللَّهُ يَمْنَحُكَ الثَّوَابْ[/font]
[font=&quot]الإِرْشَادَاتُ الرَّبَّانِيَّةُ، بِالفُتُوحَاتِ الإِلَاهِيَّةِ مِنْ فَيْضِ الحَضْرَةِ الأَحْمَدِيَّةِ التِّجَانِيَةِ :[/font]
[font=&quot]تَلَقَّى مُضْمَنَهُ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي العَبَّاسِ التِّجَانِي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، يَقَعُ فِي صَفْحَةٍ، طُبِعَ، وَقَدْ قَرَّضَهُ العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ بِقَصِيدَةٍ رَائِيَّةٍ قَالَ فِي مَطْلَعِهَا :[/font]
[font=&quot]مَاذَا تَبَدَّى لَنَا مِنْ دَاخِلِ السِّفْرِ * حَتَّى غَدَوْنَا بِهِ فِي حَالَةِ السُّكْرِ[/font]
[font=&quot]كَأَنَّمَا الخَمْرَةُ اسْتَوْلَتْ بِلُعْبَتِهَا * بِعَقْلِنَا وَلَقَدْ مِلْنَا عَنِ الخَمْرِ[/font]
[font=&quot]إِلَى أَنْ قَالَ فِي خِتَامِهَا :[/font]
[font=&quot]فَلْتَقْتَبِسْ مِنْ سَنَا أَنْوَارِهِ قَبَسًا * فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدُّجَى مَدَى الدَّهْرِ[/font]
[font=&quot]لِمْ لَا وَمُبْدِيهِ بَحْرُ العِلْمِ سَيِّدُنَا الـ * ـخَتْمُ التِّجَانِي الَّذِي عَلَا عَلَى البَدْرِ[/font]
[font=&quot]عَنْهُ تَلَقَّاهُ ذُو التُّقَى خَلِيفَتُهُ * عَلِي حَرَازِمُ وَهْوَ صَاحِبُ السِّرِّ[/font]
[font=&quot]فَاللَّهُ يَجْزِيهِ خَيْرًا عَنْ كِتَابَتِهِ * وَجَمْعِهِ وَيُوَفِّيهِ مِنَ الأَجْرِ[/font]
[font=&quot]وَاللَّهُ يَنْفَعُ كُلَّ المُعْتَنِينَ بِهِ * وَمَنْ لَنَا بِالدُّعَا لِسَانُهُ يَجْرِي[/font]
[font=&quot]مُلَاقَاتُهُ بِالشَّيْخِ أَبِي العَبَّاسِ التِّجَانِي[/font]
[font=&quot]قَالَ العَلَّامَةُ سُكَيْرِجُ فِي كِتَابِهِ "كَشْفُ الحِجَابِ" : وَسَبَبُ أَخْذِهِ عَنْ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رُؤْيَا رَآهَا قَبْلَ الإِجْتِمَاعِ بِهِ، وَنَسِيَهَا حَتَّى ذَكَّرَهُ بِهَا سَيِّدُنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ مُلَاقَاتِهِ بِهِ فِي مَدِينَةِ وَجْدَةَ سَنَةَ 1191هِـ ، حِينَ خَرَجَ مِنْ تِلِمْسَانَ قَاصِدًا زِيَارَةَ الوَلِيِّ الكَامِلِ الَّذِي افْتَخَرَ بِهِ المَغْرِبُ عَلَى المَشْرِقِ مَوْلَانَا إِدْرِيسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَمَا قَالَ فِي المُنْيَةِ ( بَعْدَ أَنْ بَيَّنَ أَنَّهُ جَاءَ تِلِمْسَانَ فِي العَامِ التَّالِي لِحَجِّهِ )[/font]
[font=&quot]فِي عَامِ وَاحِدٍ وَتِسْعِينَ وَفِي * هَذَا الْتَقَى مَعْ خِلِّهِ الخِلِّ الوَفِي[/font]
[font=&quot]تِلْمِيذِهِ صَاحِبِهِ حَرَازِمْ * صَاحِبِ سِرِّهِ الإِمَامِ الحَازِمْ[/font]
[font=&quot]وَلَمْ تَكُنْ مَعْرِفةٌ مِنْ قَبْلِ * ذَاكَ لَهُ بِشَيْخِنَا ذِي الفَضْلِ[/font]
[font=&quot]حَتَّى تَعَرَّفَ لَهُ فَكَاشَفَهْ * يَوْماً بِرُؤْيَا سَلَفَتْ مُكَاشَفَهْ[/font]
[font=&quot]دَلَّتْ عَلَى صُحْبَتِهِ وَ ذَكَّرَهْ * وَقَدْ نَسِي وَبِالمَعَالِي بَشَّرَهْ[/font]
[font=&quot]نَصُّ اسْتِجَازَةِ المُؤَلِّفِ لِشَيْخِهِ القُطْبِ الخَتْمِ[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أَبِي العَبَّاسِ التِّجَانِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ[/font]
[font=&quot]الحَمْدُ لِلَّهِ بِلِسَانِ المَرْتَبَةِ الجَامِعَةِ لِلْكَمَالَاتِ كُلِّهَا، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالعُلُومِ وَالأَسْرَارِ بِأَجْمَعِهَا، وَعَلَى حَضْرَةِ سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا وَشَيْخِنَا أَبِي العَبَّاسِ السَّلَامُ التَّامُّ وَالقُرْبُ العَامُّ مِنْ حَضْرَةِ رَبِّهَا.[/font]
[font=&quot]أَمَّا بَعْدُ، فَالْمَطْلُوبُ مِنْ كَمَالِ فَضْلِ سَيِّدِنَا الَّذِي أَسْدَى اللَّهُ فَضْلًا وَرَحْمَةً وَمَدَدًا إِلَيْنَا، أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْنَا سَيِّدُنَا بِمَا وَعَدَنَا بِخَطِّ يَدَيْهِ الكَرِيمَتَيْنِ إِلَيْنَا، كَمَا هُوَ مَعْهُودٌ مِنْ فَضْلِ سَيِّدِنَا مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ مِنَّا، بَلْ مَحْضُ فَضْلٍ وَإِكْرَامٍ وَامْتِنَانٍ عَلَيْنَا مِنْ سُورَةِ بِمَا لَهَا مِنَ الأَسْرَارِ وَالعُلُومِ وَالوَقْتِ، وَمَا لَهَا مِنَ اللُّزُومِ، وَدَفْعِ عَوَارِضِهَا مِنَ الشُّرُورِ وَالهُمُومِ، وَإِعْطَاءِ مَا لَدَيْهَا مِنَ الأَسْرَارِ وَالعُلُومِ، وَأَنْ يُدِيمَ عَلَيْهَا بِحَوْلِ اللَّهِ عَلَى عَدَدِ الدَّهْرِ وَالعُمُومِ، وَكَذَلِكَ الكِتَابُ أَيْضًا عَلَى مَا يَلِيقُ بِالحَالِ، وَيُزِيلُ الإِشْكَالَ، وَإِنْ ظَهَرَ لِسَيِّدِنَا أَمْرٌ آخَرُ فَهُوَ أَدْرَى بِحَالِنَا، وَلَا نَسْتَحِقُّ شَيْئًا عَلَى سَيِّدِنَا، إِنَّمَا ذَلِكَ فَضْلٌ مِنْهُ عَلَيْنَا.[/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ يَا سَيِّدِي الضَمَانَ الَّذِي ضَمِنْتَ لِي بِخَطِّ يَدَيْكَ مِنْ مَقَامِ مَوْلَانَا الهُمَامِ الشَّيْخِ الأَكْبَرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِي مُحَمَّدٍ بْنِ العَرَبِيِّ الحَاتِمِي، بِمَا لَهُ مِنَ العُلُومِ وَالأَسْرَارِ وَالأَحْوَالِ وَسَائِرِ المَقَامَاتِ، وَأَنْ نَكُونَ وَارِثًا لَهُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ عَلَى كَمَالِ الأَحْوَالِ، مَعَ حِفْظِ الشَّرِيعَةِ المُطَهَّرَةِ، وَبَشَرِّيَّتِي مَحْفُوظَةٌ عَلَيَّ ضَمَانًا لَازِمًا عِنْدَ وُصُولِي لِلْمَقَامِ، وَأَنْ تُفْرِغَ عَلَيَّ مِنْ جَلَابِيبِ الحِكْمَةِ الإِلَهِيَّةِ وَالأَسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَعُلُومِ الشَّرِيعَةِ وَكُنُوزِ الحَقِيقَةِ عِنْدَ وُصُولِ هَذَا المَقَامِ دُفْعَةً وَاحِدَةً مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ وَلَا تَعَبٍ، وَمَا طَلَبْتُ مَقَامَ ابْنِ العَرَبِيِّ حَتَّى عَرَفْتُ وَتَحَقَّقْتُ أَنَّ مَقَامَكَ أَعْلَى مِنْهُ، وَلَا مَطْمَعَ لِي فِيهِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ أَحُومَ حَوْلَهُ.[/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ سَيِّدِي أَيْضًا أَنْ يَدْفَعَ اللَّهُ عَنِّي جَمِيعَ العَوَارِضِ الَّتِي تَقْطَعُنِي عَنْ جَمِيعِ الخَيْرَاتِ، فَإِنِّي إِنْ حَاوَلْتُ أَمْرًا قَطَعَتْنِي عَنْهُ العَوَائِقُ، وَلَا طَاقَةَ لِي بِرَفْعِهَا عَنِّي، وَهَذَا الأَمْرُ عِنْدِي مُحَقَّقُ الوُقُوعِ، وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ سَأَلْتُكَ سَيِّدِي بِوَجْهِ اللَّهِ وَذَاتِهِ العَلِيَّةِ وَجَاهِ رَسُولِ اللَّهِ وَجَاهِهِ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا رَحِمْتَ غُرْبَتِي، وَتَوَجَّهْتَ إِلَى اللَّهِ فِي دَفْعِ مُلِمَّتِي الَّتِي حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ حَقِيقَتِي، فَإِنِّي تَحَقَّقْتُ أَنَّ الفَتْحَ الأَكْبَرَ لَا يَقَعُ إِلَّا بَعْدَ وُصُولِ المَقَامِ، وَلَا مَطْمَعَ لِي فِيهِ الآنَ،[/font]
[font=&quot]وَأَمَّا تَنْوِيرُ بَاطِنِي وَاسْتِقَامَتُهُ وَإِظْهَارُ فَضْلِكَ وَمَدَدِكَ عَلَيَّ وَحُصُولُ الخَيْرَاتِ لَدَيَّ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا فَلَا أَقْبَلُ فِيهِ عُذْرًا مِنْ سَيِّدِي مِنَ الآنَ إِلَى حُصُولِ المَقَامِ، وَبَعْدَ حُصُولِ المَقَامِ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذْنٌ سَمِعَتْ، وَأَنْ تَقْبَلَنِي قَبُولًا تَامًّا، عَامًّا شَامِلًا، جَامِعًا لِأَحْوَالِي الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، مَعَ أَوْلَادِي وَإِخْوَانِي وَأَحِبَّائِي وَكُلِّ مَنْ أَخَذَ عَنِّي وِرْدَكَ قَبُولًا لَا يَنْقَطِعُ عَنِّي إِلَى دُخُولِي مَعَكَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ فِي جِوَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.[/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ الضَّمَانَ لِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اليَقَظَةِ ضَمَانًا لَازِمًا لَا يَنْفَكُّ عَنِّي إِلَى دُخُولِي الجَنَّةَ، وَأَطْلُبُ مِنْكَ الضَّمَانَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا أُحَاوِلُهُ يَنْتُجُ لِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ وَمِنْ كَمَالِ فَضْلِكَ وَمَدَدِكَ السَّارِي إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ نَافِذَةٍ مِنْ رَبِّي،[/font]
[font=&quot]وَأَنْ لَا يَدْخُلَنِي خَلَلٌ فِي طَرِيقِي، وَلَا فِي حَقِيقَتِي. وَأَنْ تَكُونَ شَرِيعَتِي كَامِلَةً وَحَقِيقَتِي جَامِعَةً، وَأَنْ لَا يَتَصَرَّفَ فِيَّ مَخْلُوقٌ دُونَكَ، وَأَنْ أَكُونَ مَأْمُونًا مِنَ السَّلْبِ إِلَى دُخُولِ مَنْزِلِي فِي الجَنَّةِ، وَأَنْ تُعَاهِدَنِي أَنْ لَا تَضُرَّنِي وَلَا يَحْصُلَ لِي ضَرَرٌ مِنْ جَنَابِكَ لِتَقْصِيرِي وَتَفْرِيطِي، وَعَدَمِ مَعْرِفَتِي لِحُرْمَتِكَ وَعُلُوِّ مَنْصِبِكَ، فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُقَدِّرَ قَدْرَكَ، وَلَا أَعْرِفُ أَدَبًا نَتَأَدَّبُ بِهِ مَعَكَ، إِلَّا إِنِّيَ مُلْقًى بَيْنَ يَدَيْكَ، وَأَسْلَمْتُ قِيَادِي لَكَ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، فَأَنْتَ أَوْلَى بِي مِنْ نَفْسِي، فَلَا أَعْرِفُ مَا يَنْفَعُنِي وَمَا يَضُرُّنِي، وَلَا كَتَبْتُ هَذِهِ الحُرُوفَ إِلَّا جَهْلًا مِنِّي، قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ، قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي.[/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ سَيِّدِي الضَّمَانَ فِي كُلِّ مَا يَصْدُرُ مِنِّي مِنَ الأَسْبَابِ المَرْضِيَّةِ، وَمِمَّنْ طَلَبَ مِنِّي الدُّعَاءَ أَوْ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، وَالآخِرَةِ مَا عَدَا الأُمُورَ المَخَزَنِيَّةَ، فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْهَا، وَإِنْ طَلَبَ مِنِّي أَحَدٌ شَيْئًا فَإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِهِمَّتِي إِلَيْكَ فَأَطْلُبُ مِنْكَ، فَمَا أَجَابَنِي بِهِ قَلْبِي فَعَلْتُهُ، إِمَّا بِالتَّرْكِ أَوِ الفِعْلِ، وَلَا أَفْعَلُ فِعْلًا إِلَّا بِاللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ بِكَ،[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وَأَحْوَالِي الظَّاهِرَةُ وَالبَاطِنَةُ كُلُّهَا مَوْقُوْفَةٌ عَلَيْكَ، وَتَحْتَ حُكْمِكَ وَطَوْعَ يَدَيْكَ مِنَ الآنَ إِلَى حِينِ وُقُوفِي بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ، وَهَذِهِ شَهَادَتِي بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ، فَإِنِّي تَحْتَ حُكْمِكَ وَطَاعَتِكَ، وَلَا أُخَالِفُكَ بِحَوْلِ اللَّهِ وَقُوَّتِهِ فِي سِرِّكَ وَجَهْرِكَ إِلَى دُخُولِي جَنَّتَكَ، فَأَنَا وَلَدُكَ وَعَبْدُكَ وخَدِيمُكَ وَمُرِيدُكَ، فَلَا مَفَرَّ لِي مِنْ بَابِكَ، وَإِنْ طَرَدْتَنِي عَنْ جَنَابِكَ فَأَنَا مُلَازِمٌ البَابَ، أُعَفِّرُ خَدِّي فِي بَابِ الأَعْتَابِ، وَمُتَشَفِّعٌ إِلَيْكَ بِحَبِيبِ الأَحْبَابِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ،[/font]
[font=&quot]فَاقْبَلْ طَلْبَتِي، وَجَاوِبْ عَمَّا فِي كِتَابِي لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، وَلَا يَخْفَى عَلَيْكَ حَالِي كَيْفَ خَرَجْتُ مِنْ دَارِي، وَلَا رُجُوعَ لِي إِلَيْهَا إِلَّا بِهَذَا الضَّمَانِ، وَحِينَ أُفَارِقُكَ يَظْهَرُ عَلَيَّ خَيْرُكَ وَمَدَدُكَ السَّارِي، فَقَدْ عَاقَنِي الدَّهْرُ، وَفَارَقَنِي النَّوْمُ، وَضَاعَ عُمْرِي هَمَلًا.[/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ سَيِّدِي أَنْ أَكُونَ مِنْكَ عَلَى بَالٍ، وَلَا تَنْسَانِي سَيِّدِي، وَرَاعِي أَحْوَالِي الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ، وَلَا تَقْطَعْ عَنِّي مَدَدَكَ لَمْحَةً وَاحِدَةً سَيِّدِي لِوَجْهِ اللَّهِ، وَأَسْأَلُكَ سَيِّدِي بِوَجْهِ اللَّهِ العَظِيمِ، وَبِنَبِيِّهِ الكَرِيمِ، أَنْ تُبَشِّرَنِي بِبِشَارَةٍ إِنْ كَانَ لِي نَصِيبٌ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ العَظِيمَةِ أَوْ لَا نَصِيبَ لِي فِيهَا، وَهَذَا سُوءُ أَدَبِي وَجَهْلِي، فَسَامِحْنِي وَاعْذُرْنِي لِمَا حَلَّ بِي مِنَ الهِجْرَانِ وَالقَطِيعَةِ عَنْ حَضْرَةِ ذِي الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ،[/font]
[font=&quot]وَالأَهَمُّ عِنْدِي هُوَ رَفْعُ العَوَارِضِ عَنِّي جَمِيعًا، وَلَا أَقْبَلُ فِيهِمَا عُذْرًا لِلَّهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ العَوَارِضُ وَالعَلَائِقُ وَالعَوَائِدُ هِيَ المَانِعُ لِي مِنْ جَمِيعِ الخَيْرَاتِ، فَإِنْ صَرَفْتَ سَيِّدِي هِمَّتَكَ إِلَيْهَا صَارَتْ هَبَاءً مَنْثُورَا، وَانْزَاحَتْ عَنِّي، فَإِنْ اتَّكَلْتُ عَلَى عَمَلٍ أَعْمَلُهُ ضَاعَتْ أَوْقَاتِي وَلَا يُنْتِجُ لِي شَيْئًا، فَإِنْ تَوَجَّهَتِ العَلِيَّةُ انْزَاحَتْ عَنِّي الهُمُومُ وَالغُمُومُ، وَرَقَّتْ إِلَى الأَسْرَارِ وَالعُلُومِ، وَرَبِحْتُ رِبْحًا عَاجِلًا وَآجِلًا مِنْ فَيْضِ عَلَّامِ الغُيُوبِ،[/font]
[font=&quot]فَاللَّهَ اللَّهَ اللَّهَ سَيِّدِي لِوَجْهِ الذَّاتِ العَلِيَّةِ وَجِّهْ وِجْهَتَكَ إِلَيَّ وَقَلْبَكَ لَدَيَّ لَحْظَةً وَاحِدَةً تَنْزَاحُ عَنِّي هَذِهِ العَوَارِضُ وَالعَوَائِقُ، وَتَنْكَشِفُ لَدَيَّ جَمِيعُ الحَقَائِقِ، فَإِنْ قَبَلْتَنِي قَبُولًا تَامًّا فَبَخٍ بَخٍ، وَإِلَّا كُنْتُ مِنَ الهَالِكِينَ، وَكَلَّا وَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَرُدَّنِي خَائِبًا خَاسِئًا حَسِيرًا، فَأَنْتَ سَيِّدِي بَحْرٌ زَاخِرٌ لَا تُكَدِّرُكَ الدِّلَاءُ، وَلَا يُنْقِصُ جُودَكَ الإِنْفَاقُ، وَفِي كُلِّ لَحْظَةٍ تَأْتِيكَ مِنْ فَيْضِ اللَّهِ الأَرْزَاقُ،[/font]
[font=&quot]وَلْنُقَصِّرِ العِنَانَ، وَنَطْلُبُ مِنْكَ تَطْهِيرَ الجِنَانِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا كَتَبَتْ يَدِي، وَإِسَاءَةِ الأَدَبِ فِي حَضْرَةِ سَيِّدِي، فَأَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالتَّجَاوُزَ وَالصَّفْحَ وَالقَبُولَ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنْكَ مُتَدَاوَلٌ.[/font]
[font=&quot]وَلَوْلَا جَهْلِي مَا كَتَبْتُ حَرْفًا وَاحِدًا، إِلَّا لِضُعْفِ حَالِي وَقِلَّةِ بِضَاعَتِي، وَلَكِنْ عَلِمْتُ وَتَحَقَّقْتُ أَنِّي خَدِيمُكَ وَحَبِيبُكَ وَوَلَدُكَ، أَسْأَلُكَ وَأَطْلُبُ مِنْكَ بِأَنِّي حَبِيبُكَ وَمَحْبُوبُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَهَذَا لَا أَقْبَلُ فِيهِ عُذْرًا، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْكُمْ، وَأَدَامَ حَيَاتَكُمْ لَنَا، وَجَعَلَ نَفْعَ المُسْلِمِينَ كَافَّةً عَلَى أَيْدِيكُمْ،[/font]
[font=&quot]وَأَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ يُمِيتَنِي اللَّهُ عَلَى مَحَبَّتِكَ، وَأَوْلَادِي وَأَحِبَّائِي، وَتَضْمَنَهُ لِي، وَالسَّلَامُ مِنْ عَبْدِكُمْ وَتِلْمِيذِكُمْ وخَدِيمِكُمْ، أَفْقَرِ الوَرَى إِلَيْكُمْ، وَالغَنِيِّ بِكُمُ، عَلِيٍّ حَرَازِمَ بَرَّادَةَ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ آمِينَ وَالجَوَابُ بِمَا يُقِرُّ اللَّهُ بِهِ العَيْنَ، وَيُطَمْئِنُ بِهِ القَلْبَ، وَتَسْكُنُ إِلَيْهِ الجَوَارِحُ، وَالسَّلَامُ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ آمِينَ،[/font]
[font=&quot]نَصُّ إِجَابَةِ سَيِّدِنَا الشَّيْخِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَإِجَازَتُهُ لَهُ :[/font]
[font=&quot]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ، أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ العَوَارِضِ الحَائِلَةِ بَيْنَكَ وَمَا تَقْصِدُ مِنْ عَمَلِ الآخِرَةِ فَاعْلَمْ أَنَّ سَبَبَهُ مَا تَمَكَّنَ مِنْ نَفْسِكَ مِنَ المَيْلِ إِلَى الرَّاحَاتِ، وَاقْتِحَامِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ، فَإِنَّهَا سَمِعَتْ أَنَّ مَقَامَ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ حَاصِلٌ لَهَا بِلَا تَعَبٍ، فَمَالَتْ إِلَى مَا يَقْتَضِيهِ هَوَاهَا مِنَ الرَّاحَاتِ، فَلَوْ أَنَّهَا عَلِمَتْ أَنَّ مَقْصُودَهَا مِنَ المَعْرِفَةِ لَا يَحْصُلُ لَهَا إِلَّا إِذَا جَدَّتْ فِيمَا هُوَ مِنْ أَمْرِ الطَّرِيقِ مَعْرُوفٌ، وَفَارَقَتْ كُلَّ مَأْلُوفٍ، لَأَجَابَتْ إِلَى مَا يُرَادُ مِنْهَا مِنَ المُجَاهَدَةِ، لِأَنَّهَا تُرِيدُ الظَّفَرَ بِمَطْلُوبِهَا،[/font]
[font=&quot]فَلَمَّا سَمِعَتْ أَنَّهُ يَحْصُلُ لَهَا بِلَا تَعَبٍ لَمْ تُجِبْ إِلَى مَا يُرَادُ مِنْهَا مِنَ المُجَاهَدَةِ وَمُفَارَقَةِ الحُظُوظِ، فَكُلُّ عَارِضٍ لَابُدَّ لَهُ مِنْ ظُهُورِ حُكْمِهِ، فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ قِيَامَ العَارِضِ بِالقَلْبِ عَلَى حَالِهِ يُمْكِنُ مَعَهُ نَقِيضُ حُكْمِهِ فَقَدْ جَهِلَ أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يَحْصُلْ لَهُ مِنْ ظَنِّهِ إِلَّا التَّعَبُ لَا غَيْرُ.[/font]
[font=&quot]وَمَثَلُ العَارِضِ كَالسَّحَابِ فِي السَّمَاءِ، وَمِثَالُ مَا وَرَاءَهُ مِنَ المُجَاهَدَةِ كَالشَّمْسِ، فَإِذَا صَحَا السَّمَاءُ مِنَ السَّحَابِ طَلَعَتْ الشَّمْسُ، وَإِذَا وَقَعَ السَّحَابُ دُونَهَا حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا فَلَا يُمْكِنُ وُقُوعُ السَّحَابِ فِي السَّمَاءِ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ ضَاحِيَةً مِنْ وَرَائِهِ، وَتَعَقَّلْ هَذَا وَتَأَمَّلْهُ تَسْتَفِدْ مِنْهُ عِلْمًا عَظِيمًا، وَحَيْثُ قَامَتْ العَوَارِضُ بِالقَلْبِ مِنَ المَيْلِ إِلَى الرَّاحَاتِ، وَاقْتِحَامِ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ، امْتَلَأَ القَلْبُ بِصُوَرِ الأَكْوَانِ وَالمَيْلِ إِلَيْهَا،[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وَحَيْثُ وَقَعَ ذَلِكَ تَمَكَّنَ تَخْلِيطُ القَلْبِ فِي أَمْرِ الهَوَى وَالبُعْدِ عَنْ حَضْرَةِ القُدْسِ وَعَنْ جَمِيعِ مُقْتَضَيَاتِهَا، فَلَا تَزُولُ مِنْهُ هَذِهِ الأُمُورُ إِلَّا بِوَارِدِ الفَتْحِ الَّذِي يَفِيضُ مَعَهُ بَحْرُ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ، وَإِلَّا فَلَا تَطْمَعْ أَنْ يَخْلُوَ قَلْبُكَ مِنَ الظَّلَامِ وَالكَدَرِ مَا دَامَتْ فِي قَلْبِكَ هَذِهِ العَوَارِضُ، وَحَضْرَةُ الحَقِّ جَارِيَةٌ عَلَى النِّسَبِ، لَا تَخْرُجُ عَنْ نِسَبِهَا.[/font]
[font=&quot]وَاعْلَمْ أَنَّ مَا تَطْلُبُهُ لَهُ أَجَلٌ مُقَدَّرٌ، إِذَا جَاءَ وَقْتُهُ جَاءَ، وَلَا يَتَعَجَّلُ بِطَلَبِ تَعْجِيلِكَ، وَلَوْ رُمْتَ الخُرُوجَ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ إِلَى تَنْوِيرِ القَلْبِ وَصَفَاءِهِ فَاذْهَبْ وَانْقَطِعْ عَمَّا سِوَى اللَّهِ، وَاسْتَغْرِقْ أَوْقَاتَكَ فِي الذِّكْرِ المُفْرَدِ تَرَى العَجَبَ مِنْ تَمْكِينِ الصَّفَا، فَإِنْ لَمْ تُسَاعِفْكَ نَفْسُكَ عَلَى هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ مِنْكَ مَا ذَكَرْنَا، وَاتْرُكْ عَنْكَ مَا يَتَغَلْغَلُ فِي قَلْبِكَ مِنْ خَوَاطِرِ السُّوءِ المُفْضِيَةِ إِلَى سُوءِ الأَدَبِ مَعَ اللَّهِ وَمَعَنَا بِطَلَبِكَ أُمُورًا لَا نِسْبَةَ لَهَا فِيكَ إِلَّا نِسْبَةَ نَقَائِضِهَا[/font]
[font=&quot]لَقَدْ رُمْتَ الحَصَادَ بِغَيْرِ حَرْثٍ * يَغُوصُ البَحْرَ مَنْ طَلَبَ اللَّآلِي[/font]
[font=&quot]وَهَذَا القَدْرُ كَافٍ إِنْ فَهِمْتَ، وَأَمَّا ضَمَانُ المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ مِنْ مَقَامِ مُحْيِ الدِّينِ فَإِنَّهُ أَضْمَنُهُ لَكَ، إِلَّا قُطْبَانِيَتَهُ فَلَا أَعْلَمُ فِيهَا أَمْرًا وَلَا غَيْرَهُ، وَلَا أَضْمَنُهَا، وَهِيَ مَوْكُولَةٌ إِلَى مَشِيئَةِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ، وَأَمَّا مَحَبَّتُكَ لَنَا فَأَنَا أَضْمَنُهَا لَكَ أَنْ تَمُوتَ عَلَيْهَا إِنْ فَارَقَكَ مَا تَخَوَّفْتُهُ عَلَيْكَ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ عَلَيْكَ مِنْ طَلَبِكَ الأَغْرَاضَ مِنَّا أَنْ تَنْقَطِعَ عَنَّا، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ جِهَتِي، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ إِكْثَارِكَ مِنْهَا،[/font]
[font=&quot]فَإِذَا طَالَ أَمْرُكَ وَلَمْ تَرَ شَيْئًا مِنْ أَغْرَاضِكَ قَالَ لَكَ الوَسْوَاسُ لَيْسَ تَمَّ شَيْءٌ يُرْجَى، وَلَا فَائِدَةَ تُجْتَنَى، فَانْهَدَمَ قَصْرُ اقْتِصَارِكَ عَلَيْنَا بِرَغْبَتِكَ فِي غَيْرِنَا، فَتَنْقَطِعُ المَحَبَّةُ مِنْ أَصْلِهَا، وَتَقَعُ فِيمَا لَا قُدْرَةَ لَكَ عَلَى حَمْلِهِ مِنَ الضَّرَرِ، وَلَا أَذْكُرْهُ لَكَ لِعَدَمِ إِمْكَانِهِ، وَإِنْ انْقَطَعْتَ عَنَّا رَأَيْتَهُ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، فَتَنْدَمَ حَيْثُ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ، بَلِ اذْهَبْ وَالْزَمْ وَالْتَزِمْ مَا قُلْنَا لَكَ مِنَ الأَوْرَادِ، مُسَلِّمًا قِيَادَكَ لِلَّهِ فِي الرِّضَا مَا أَقَامَكَ فِيهِ، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَنَا وَلَكَ بِالفَتْحِ فَقَطْ، وَدَعْ عَنْكَ مَا عَدَا هَاذَانِ،[/font]
[font=&quot]وَأَمَّا مَا طَلَبْتَ مِنَ الضَّمَانِ فِي المَعْرِفَةِ بِاللَّهِ مِنْ كَوْنِهَا صَافِيَةً مِنَ اللَّبْسِ، مَمْزُوجَةً حَقِيقَتُهَا بِالشَّرِيعَةِ، فَإِنَّ أَمْرَهَا لَا يَكُونُ إِلَّا كَذَلِكَ لَا غَيْرُ، فَلَا تَحْتَاجُ إِلَى ضَمَانَةٍ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَكَ أَلَّا تُسْلَبَ مَا دُمْتَ فِي مَحَبَّتِنَا، وَكُلَّ مَا دُونَهُ مِنْ دُخُولِ الجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ إِلَى مَا وَرَاءَهُ وَمَا قَبْلَهُ.[/font]
[font=&quot]وَسَامَحْتُكَ فِيمَا لَا تَعْلَمُهُ مِمَّا مُقْتَضَاهُ سُوءُ الأَدَبِ، وَأَمَّا السُّورَةُ فَتُدَاوِمُهَا 11000 كُلَّ يَوْمٍ وَكُلَّ لَيْلَةٍ، مُخْتَلِيًا وَحْدَكَ وَقْتَ ذِكْرِهَا فَقَطْ، وَبَدْءُهَا أَنْ تَقْرَأَ الفَاتِحَةَ مَرَّةً وَصَلَاةَ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ مَرَّةً، وَتُهْدِي ثَوَابَهُمَا لِأَهْلِ النَّوْبَةِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الأَوْلِيَاءِ الأَحْيَاءِ، ثُمَّ تَقُومُ وَتَقِفُ مُسْتَقْبِلًا وَتُنَادِي حَ دُسْتُورُ يَا أَهْلَ النَّوْبَةِ، جَبْهَتِي تَحْتَ نِعَالِكُمْ، حَ ثُمَّ تَقْرَأُ الفَاتِحَةَ مَرَّةً وَتُهْدِي ثَوَابَهَا لِرُوحِ الشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ وَالشَّيْخِ أَحْمَدَ الرِّفَاعِي وَجَمِيعِ الأَوْلِيَاءِ الغَائِبِينَ وَالحَاضِرِينَ[/font]
[font=&quot]ثُمَّ تَقْرَأُ الفَاتِحَةَ مَرَّةً وَتُهْدِي ثَوَابَهَا لِرُوحِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ تَسْأَلُ المَدَدَ فِي سِرِّ السُّورَةِ وِفْقَ قَضَاءِ الحَاجَةِ الَّتِي تُرِيدُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فِي كُلِّ مَرَّةٍ تُنَادِيهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَتَسْأَلُ المَدَدَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَسْأَلُ المَدَدَ مِنْ جَمِيعِ الشُّيُوخِ الحَاضِرِينَ، أَعْنِي الأَحْيَاءَ، تُنَادِيهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 11 مَرَّةً بِالفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ،[/font]
[font=&quot]ثُمَّ تَشْرَعُ فِي ذِكْرِ الوِرْدِ إِذَا لَمْ يَكُ فِي حَاجَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهُ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ 11 مَرَّةً، وَإِنْ كَانَ لِحَاجَةٍ تَنْوِي الحَاجَةَ قَبْلَ الوِرْدِ وَبَعْدَ الصَّلَاةِ 11 مَرَّةً، تَذْكُرُ الوِرْدَ بِنِيَّتِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَسَلِ الحَاجَةَ مِنْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ كُلِّ مَرَّةٍ وَبَعْدَهَا، ثُمَّ اقْرَأْ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ 11 مَرَّةً، وَلَا تَقْطَعْ الوِرْدَ عَدَدَ أَيَّامِ الحَاجَةِ 11 مَرَّةً، فَإِنْ اسْتُجِبْتَ فَذَاكَ، وَإِلَّا أَعِدْ 11 يَوْمًا حَتَّى تُجَابَ وَالسَّلَامُ. إِنْتَهَى مَا كَتَبَهُ سَيِّدُنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.[/font]
[font=&quot]وَهَذَا الكِتَابُ مَعَ الجَوَابِ نَقَلْتُهُمَا فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ كِتَابِنَا "كَشْفُ الحِجَابِ"، وَذَكَرْتُهُمَا هُنَاكَ لِمُنَاسَبَةِ المَوْضُوعِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ هُنَاكَ إِجَازَةَ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُ، وَلَا بَأْسَ بِنَقْلِهَا هُنَا، وَنَصُّهَا:[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، إِلَخْ.. الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَزَّ جَلَالُهُ، وَعَزَّ كَمَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ صِفَاتُهُ وَأَسْمَاؤُهُ، وَتَعَالَى عِزُّهُ، وَتَقَدَّسَ مَجْدُهُ وَكَرَمُهُ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى أَشْرَفِ مَخْلُوقَاتِهِ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَبَعْدُ: فَيَقُولُ أَفْقَرُ العَبِيدِ، إِلَى مَوْلَاهُ الغَنِيِّ المَجِيدِ، أَحْمَدُ بْنُ مَحَمَّدٍ التِّجَانِي، عَامَلَهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ فِي الدَّارَيْنِ، أَجَزْتُ وَأَذِنْتُ لِحَبِيبِنَا وَصَفِيِّنَا، وَمَحَلِّ وُدِّنَا وَأُنْسِنَا، وَمَنْ لَهُ المَحَبَّةُ الكَامِلَةُ الذَّاتِيَةُ السَّارِيَةُ مِنْ سُوَيْدَاءِ قُلُوبِنَا وَسِرِّنَا، كَاتِبِ الحُرُوفِ عَلِيٍّ حَرَازِمَ ابْنِ العَرَبِيِّ بَرَّادَةَ المَغْرِبِي الفَاسِي دَارًا، وَمَنْشَأً وَقَرَارًا،[/font]
[font=&quot]إِجَازَةً عَامَّةً مُطْلَقَةً، خَالِدَةً تَالِدَةً، قَلْبًا وَقَالَبًا، وَحَالًا وَدَوَامًا، وَانْصِبَاغًا بِمَا لَدَيْنَا مِنَ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَالأَسْرَارِ وَالفُيُوضَاتِ وَالتَّجَلِّيَاتِ وَالتَّرَقِّيَاتِ وَالفُتُوحَاتِ وَالأَنْوَارِ، وَفِي مَدَارِجِ المَقَامَاتِ وَالإِرَادَاتِ وَالأَحْوَالِ وَالأَطْوَارِ، فِي جَمِيعِ مَا أَخَذْنَاهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقِّيًا مِنْهُ وَمُشَافَهَةً، مِنَ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ وَالأَسْرَارِ، وَالخَوَاصِّ وَالأَحْوَالِ وَالأَذْكَارِ،[/font]
[font=&quot]وَفِي الوِرْدِ المَعْلُومِ الَّذِي هُوَ مِنْ تَرْتِيبِ سَيِّدِ الوُجُودِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِمْلَائِهِ الشَّرِيفِ، وَقَدْرِهِ المُنِيفِ فِي الطَّرِيقَةِ المُحَمَّدِيَّةِ، وَبِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الأَسْرَارِ وَالأَنْوَارِ الأَحْمَدِيَّةِ، وَفِي جَمِيعِ الطُّرُقِ وَالأَذْكَارِ وَالصَّلَوَاتِ وَالأَسْمَاءِ وَالآيَاتِ وَالسُّوَرِ، وَجَمِيعِ الأَسْمَاءِ وَالمُسَمَّيَاتِ، وَالإِسْمِ الأَعْظَمِ الكَبِيرِ الَّذِي هُوَ خَاصٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي جَمِيعِ تَرَاكِيبِهِ وَأَسْرَارِهِ، وَعُلُومِهِ وَفُيُوضَاتِهِ وَأَنْوَارِهِ، وَجَمِيعِ تَصَرُّفَاتِهِ عُمُومًا وَخُصُوصًا، تَقَيُّدًا وَإِطْلَاقًا، إِجَازَةً وَإِذْنًا تَامًّا عَامًّا شَامِلًا لِأَنْوَاعِ التَّصَرُّفَاتِ بِأَسْرِهَا، وَالدَّعَوَاتِ بِأَنْوَاعِهَا وَأَسْرَارِهَا، وَعُلُومِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا، أَبَدًا سَرْمَدًا، خَالِدًا تَالِدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.[/font]
[font=&quot]وَقَدْ أَقَمْنَاهُ مَقَامَنَا بَدَلًا عَنْ أَنْفُسِنَا وَعَنْ رُوحِنَا وَمَقَامِ قُدْسِنَا، فَهُوَ القَائِمُ عَنَّا فِي حَضْرَتِنَا وَغَيْبَتِنَا، وَفِي حَيَاتِنَا وَبَعْدَ مَمَاتِنَا، فَمَنْ أَخَذَ عَنْهُ فَكَأَنَّمَا أَخَذَ عَنَّا، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، لَا فَرْقَ، وَمَنْ عَظَّمَهُ فَقَدْ عَظَّمَنَا، وَمَنْ احْتَرَمَهُ فَقَدْ احْتَرَمَنَا، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنَا، وَمَنْ أَطَاعَنَا فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَمَنْ خَالَفَهُ فَقَدْ خَالَفَنَا، وَمَنْ خَالَفَنَا فَقَدْ خَالَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِي الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ عَلَى قَدْرِ الاِسْتِطَاعَةِ.[/font]
[font=&quot]وَقَدْ أَجَزْنَا وَأَذِنَّا لَهُ فِي جَمِيعِ مَا لَنَا مَقْرُوءٌ وَمَسْمُوعٌ، وَمُفَرَّقٌ وَمَجْمُوعٌ، وَإِجَازَةٌ وَرِحْلَةٌ وَمَشْيَخَةٌ وَإِفَادَةٌ وَمَرْوِيٌّ مِنْ حَدِيثٍ وَغَيْرِهِ، وَقَدْ أَذِنَّا لَهُ أَنْ يَأْذَنَ لِلْغَيْرِ وَيُلَقِّنَ جَمِيعَ مَا أَخَذَهُ عَنَّا مِنَ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَالطُّرُقِ وَالأَذْكَارِ، وَالخَوَاصِّ وَالأَسْرَارِ، وَالتَّرَقِّي فِي مِدْرَاجِ الأَنْوَارِ، فِي جَمِيعِ مَا أَمْلَيْنَاهُ عَلَيْهِ مِنْ حِفْظِنَا وَلَفْظِنَا، وَفِي جَمِيعِ العُلُومِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، وَيُلَقِّنَ أَوْرَادَنَا، وَيُعْطِيَ طَرِيقَتَنَا بِمَا لَهَا، وَيُلَقِّنَ جَمِيعَ مَا سَمِعَهُ مِنَّا، أَوْ رَوَاهُ عَنَّا، أَوْ أَمْلَيْنَاهُ عَلَيْهِ بِشَرْطِهِ المَعْرُوفِ المَذْكُورِ المُقَرَّرِ فِي مَحَلِّهِ.[/font]
[font=&quot]وَهَذَا الإِذْنُ مِنَّا عَامٌّ لَهُ فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَمَاتِي، وَأَذِنْتُ لَهُ وَأَجَزْتُ أَنْ يُقَدِّمَ الغَيْرَ فِي إِعْطَاءِ وِرْدِنَا المَعْلُومِ بِالشَّرْطِ المَذْكُورِ المَحْتُومِ مُدَّةَ حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، فَلَهُ الإِذْنُ مِنَّا فِي إِعْطَاءِ طَرِيقَتِنَا وَوِرْدِنَا مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ، يَأْذَنُ لِمَنْ رَآهُ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَيَأْذَنُ لَهُ أَنْ يَأْذَنَ لِلْغَيْرِ، وَهَكَذَا سَرْمَدًا فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَهُوَ خَيْرُ الوَارِثِينَ،[/font]
[font=&quot]فَلَهُ الإِذْنُ الخَاصُّ عُمُومًا وَخُصُوصًا، تَقَيُّدًا وَإِطْلَاقًا، قَلْبًا وَقَالَبًا، وَحَالًا وَمَقَامًا وَانْصِبَاغًا، خَالِدًا تَالِدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَقَدْ سَامَحْتُهُ وَتَجَاوَزْتُ عَنْهُ فِي جَمِيعِ مَا أَكَلَ أَوْ أَخَذَ مِنْ مَتَاعِي بِعِلْمِهِ أَوْ بِغَيْرِ عِلْمِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَفِي جَمِيعِ مُخَالَفَتِهِ لَنَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ المُتَقَدِّمَةِ وَالمُتَأَخِّرَةِ مُسَامَحَةً تَامَّةً عَامَّةً، خَالِدَةً تَالِدَةً، قَلْبًا وَقَالَبًا، وَحَالًا وَمَآلًا إِلَى الخُلُودِ الأَبَدِيِّ،[/font]
[font=&quot]وَلَهُ مِنَّا الرِّضَى التَّامُّ، الأَكْمَلُ العَامُّ، رِضًى لَا سَخَطَ بَعْدَهُ أَبَدًا بِطَرِيقِ المَحْبُوبِيَّةِ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَعَامَلْتُهُ مُعَامَلَةَ المَحْبُوبِينَ، الخُلَفَاءِ الأَوِدَّاءِ، أَبَدًا سَرْمَدًا إِلَى الخُلُودِ الأَبَدِيِّ، وَقَدْ جَعَلْنَاهُ الخَلِيفَةَ عَنَّا، وَأَقَمْنَاهُ مَقَامَنَا فِي العُلُومِ وَالأَحْوَالِ وَالدَّرَجَاتِ وَالتَّرَقِّيَاتِ، وَأَنْ يَكُونَ أَحَدَ الآمِنِينَ وَالسَّلَامُ، وَكَتَبَ الخَدِيمُ الجَانِي، خُدَيْمُ حَضْرَةِ التِّجَانِي الحَسَنِي، عَلِيٌّ حَرَازِمُ بْنُ العَرَبِيِّ بَرَّادَةُ، كَانَ اللَّهُ لَهُ وَلِيًّا، وَبِهِ حَفِيًّا، بِتَارِيخِ 8 ذِي الحِجَّةِ مُتِمِّ عَامِ 1214هِـ. وَالسَّلَامُ، وَبَعْدَهَا بِخَطِّ سَيِّدِنَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا صُورَتُهُ.[/font]
[font=&quot]يَقُولُ كَاتِبُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَعَزَّ كِبْرِيَاؤُهُ، وَتَعَالَى عِزُّهُ وَتَقَدَّسَ مَجْدُهُ وَكَرَمُهُ، أَجَزْتُ لِحَبِيبِنَا وَصَفِيِّنَا سَيِّدِي الحَاجِّ عَلِيٍّ حَرَازِمَ فِي كُلِّ مَا كُتِبَ فِي هَذِهِ الفَهْرَسَةِ عَلَى صُورَةِ مَا كُتِبَ فِيهَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، عَيْنًا عَيْنًا وَحَرْفًا حَرْفًا، إِجَازَةً عَامَّةً تَامَّةً، مُطْلَقَةً شَامِلَةً، خَالِدَةً تَالِدَةً، وَكَتَبَ مُجِيزًا أَحْمَدُ بْنُ مَحَمَّدٍ التِّجَانِي، عَامَلَهُ اللَّهُ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَرِضَاهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ،[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]بَعْضُ مَا قِيلَ فِي مَدْحِ المُؤَلِّفِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ[/font]
[font=&quot]فَمِنْ ذَلِكَ مَا مَدَحَهُ بِهِ العَلَّامَةُ القَاضِي سَيِّدِي أَحْمَدُ سُكَيْرِجُ حَيْثُ قَالَ :[/font]
[font=&quot]صِفُوا لِحَبِيبِي مَا أُلاَقِيهِ فِي الهَوَى * فَإِنَّ فُؤَادِي كَادَ يَفْنَى مِنَ الجَوَى[/font]
[font=&quot]عَسَاهُ عَسَاهُ أَنْ يَجُودَ بِعَطْفَةٍ * ويقصرُ مَا قَدْ مَدَّهُ بِيَدِ النَّوَى[/font]
[font=&quot]وَقُولُوا لَهُ لاَ زَالَ لِلعَهْدِ رَاعِياً * وَلَمْ يَلْتَفِتْ بَعْدَ الغَرَامِ إِلَى السِّوَى[/font]
[font=&quot]وَمَا خَانَ عَهْداً لاَ وَلاَ خَانَ مَوْثِقاً * حَلِيفَ سِقَامٍ لَيْسَ يُلْفَى لَهُ دَوَا[/font]
[font=&quot]يُوَرِّقُهُ تِذْكَارُهُ طُولَ لَيْلِهِ * وَأَشْوَاقُهُ نَزَّاعَةٌ مِنْهُ لِلشَّوَى[/font]
[font=&quot]حَنَانِيكَ فَاكْشِفْ عَنْهُ بِالوَصْلِ رَانَهُ * فَإِنَّ لَهُ قَلْباً بِنَارِ الجَوَى انْكَوَى[/font]
[font=&quot]وَلَيْسَ لَهُ إِلاَّ الرِّضَى ابْنُ حَرَازِمٍ * شَفِيعٌ لِمَا يَبْغِيهِ مِنْكَ مِنَ الدَّوَا[/font]
[font=&quot]خَلِيفَتُكَ العُظْمَى الَّذِي جَلَّ قَدْرُهُ * وَنَالَ مَقَاماً لَيْسَ يَبْلُغُهُ السِّوَى[/font]
[font=&quot]إِذَا ذُكِرَ الكَمَالُ كَانَ مُقَدَّماً * بِمَا مِنْكَ مِنْ سِرِّ المَحَبَّةِ قَدْ حَوَى[/font]
[font=&quot]بِفَضْلِكَ قَدْ أَلْبَسْتَهُ حُلَّةَ الرِّضَى * وَفِينَا عَلَى عَرْشِ المَعَالِي بِهَا اسْتَوَى[/font]
[font=&quot]فَصَارَ بِصَدْرِ المَكْرُمَاتِ مُصَدَّراً * وَفِي مَجْمَعِ الأَقْطَابِ فِي يَدِهِ اللِّوَا[/font]
[font=&quot]وَغَدَّيْتَهُ أَلْبَانَ سِرٍّ وَحِكْمَةٍ * وَمِنْ حَوْضِكَ المَوْرُودِ حَقّاً قَدِ ارْتَوَى[/font]
[font=&quot]هُوَ الكَنْزُ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ عَجَائِباً * وَلَكِنْ عَلَى سِرِّ العُلُومِ قَدِ احْتَوَى[/font]
[font=&quot]فَمِنْ بَحْرِهِ دُرُّ المَعَارِفِ يُقْتَنَى * وَفِي صَدْرِهِ العِلْمُ اللَّدُنِّي قَدِ انْطَوَى[/font]
[font=&quot]وَإِنِّي بِهِ أَدْعُوكَ يَا خَيْرَ مُنْقِذٍ * فَخُذْ بِيَدِي إِنِّي سَقَطْتُ مِنَ الهَوَى[/font]
[font=&quot]عَلَيْكَ سَلاَمٌ يُعْبِقُ الكَوْنَ عَرْفُهُ * وَيَشْمَلُ مَنْ فِي مَنْهَجِ الحَقِّ قَدْ ثَوَى[/font]
[font=&quot]وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا مَا مَدَحَهُ بِهِ العَلَّامَةُ الشَّهِيرُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمُ الرِّيَّاحِي التُّونُسِي لَدَى قُدُومِهِ عَلَيْهِ بِتُونِسَ :[/font]
[font=&quot]كَرُمَ الزَّمَانُ وَلَمْ يَكُنْ بِكَرِيمِ * وَصَفَا فَكَانَ عَلَى الصَّفَاءِ نَدِيمِي[/font]
[font=&quot]وَأَفَاضَ مِنْ نِعَمٍ عَلَيَّ سَوَابِغاً * لِلَّهِ يَشْكُرُهَا فَمِي وَصَمِيمِي[/font]
[font=&quot]عَظُمَتْ عَلَى الشِّعْرِ البَلِيغِ وَرُبَّمَا * عَجَزَ الثَّنَاءُ عَنِ الوَفَا بِعَظِيمِ[/font]
[font=&quot]وَأَجَلُّهَا نَظَرِي إِلَى ابْنِ حَرَازِمٍ * وَتَمَتُّعِي مِنْ وَجْهِهِ بِنَعِيمِ[/font]
[font=&quot]وَتَلَذُّذِي مِنْ خُلْقِهِ بِمَحَاسِنٍ * وَتَمَتُّعِي مِنْ خَلْقِهِ بِنَسِيمِ[/font]
[font=&quot]وَتَعَرُّفِي مِنْ عَرْفِهِ بِعَوَارِفٍ * وَمَعَارِفٍ وَلَطَائِفٍ وَفُهُومِ[/font]
[font=&quot]وَتَعَزُّزِي بِتَذَلُّلِي لِجَمَالِهِ * وَتَشَرُّفِي مِنْ نَعْلِهِ المَخْدُومِ[/font]
[font=&quot]ذَاكَ الَّذِي حَمَلَتْ خَزَائِنُ سِرِّهِ * مَا لَوْ بَدَا لَارْتَابَ كُلُّ حَلِيمِ[/font]
[font=&quot]وَهُوَ الّذِي مُنِحَ المَعَارِفَ فَارْتَقَى * مِنْهَا لِأَرْفَعِ سِرِّهَا المَكْتُومِ[/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي نَالَ الرِّضَى مِنْ رَبِّهِ * وَبِنَيْلِهِ إِنْ شَاءَ غَيْرُ مَلُومِ[/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي أَذِنَ الرَّسُولُ بِوَصْلِهِ * وَأَمَدَّهُ مِنْ عِنْدِهِ بِعُلُومِ[/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي التِّجَانِي أَوْدَعَ سِرَّهُ * فِيهِ وَخَصَّ مَقَامَهُ بِعُمُومِ[/font]
[font=&quot]وَهُوَ الَّذِي وَهُوَ الَّذِي وَهُوَ الَّذِي * وَهُوَ الَّذِي مَعْنَاهُ غَيْرُ مَرُومِ[/font]
[font=&quot]عَظُمَتْ لَدَيْهِ مَوَاهِبٌ أَضْحَتْ لَهَا * هِمَمُ الوَرَى تَسْعَى بِكُلِّ سَلِيمِ[/font]
[font=&quot]وَسَعَتْ مَحَبَّتُهُ إِلَى أَرْوَاحِهِمْ * فَهِيَ الغِدَاءُ لِرَاحِلٍ وَمُقِيمِ[/font]
[font=&quot]يَا سَيِّدِي وَلَكُمْ دعوتُ لسيدٍ * حَتَّى عرفتكَ فَاسْتَبَنْتَ رُجُومِي[/font]
[font=&quot]وَعَلِمْتُ أَنِّي كُنْتُ أَرْقُمُ فِي الهَوَى * وَأَسِيرُ خَلْفِي وَالشَّقَاءُ نَدِيمِي[/font]
[font=&quot]يَا مَوْئِلِي وَكَفَى بِفَضْلِكَ مَوْئِلاً * وَمُؤَمَّلِي عِنْدَ الْتِهَابِ سُمُومِي[/font]
[font=&quot]هَلْ أَنْتَ كَاشِفُ كُرْبَتِي فَلَقَدْ سَطَتْ * وَطَغَتْ عَلَيَّ وَسَاوِسِي وَهُمُومِي[/font]
[font=&quot]هَلْ أَنْتَ رَاحِمُ شِقْوَتِي فَتُرِيحَنِي * فَخِيَارُ أَهْلِ اللَّهِ خَيْرُ رَحِيمِ[/font]
[font=&quot]هَلْ أَنْتَ مُنْقِذُ مَنْ تَحَيَّرَ لَمْ يَجِدْ * مِنْ مُسْعِدٍ مُجْلِي الهُمُوم زَعِيمِ[/font]
[font=&quot]فَارْحَمْ دُمُوعاً قَدْ رَأَتْكَ عُيُونُهَا * فَتَكَرَّمَتْ بِاللُّؤْلُؤِ المَنْظُومِ[/font]
[font=&quot]وَجَوَانِحاً جَعَلَتْكَ فِي سَوْدَائِهَا * وَقَدِ اصْطَلَتْ وَتَكَلَّمَتْ بِكُلُومِ[/font]
[font=&quot]وَجَوَارِحاً ضَرَعَتْ إِلَيْكَ يَقُودُهَا * أَصْلٌ عَظِيمُ الشَّأْنِ غَيْرُ هَضِيمِ[/font]
[font=&quot]وَسَرَائِراً لَوْ أَنَّهَا بليَتْ لَمَا * وَجَدُوا سِوَى شَوْقٍ إِلَيْكَ أَلِيمِ[/font]
[font=&quot]وَمُتَيَّماً لَوْلاَ التَّذَكُّرُ لَمْ يَكُنْ * بِمُجَرَّدِ الأَشْوَاقِ غَيْرَ رَمِيمِ[/font]
[font=&quot]لاَ تَقْطَعَنْ أَمَلِي وَقَدْ وَجَّهْتُهُ * يَسْعَى إِلَيْكَ وَأَنْتَ خَيْرُ كَرِيمِ[/font]
[font=&quot]وَقَدِ اتَّخَذْتُكَ فِي الأَنَامِ وَسِيلَةً * وَتَوَسُّلِي بِعُلاَكَ غَيْرُ خَصِيمِ[/font]
[font=&quot]وَرَجَوْتُ مِنْ رَبِّي بِفَضْلِكَ مَا أَنَا * أَصْبَحْتُ مِنْ مَعْنَاهُ غَيْرَ عَدِيمِ[/font]
[font=&quot]يَا مَسْنَدِي يَا مَقْصِدِي يَا سَيِّدِي * يَا مُنْجِدِي يَا مَوْئِلِي وَحَمِيمِي[/font]
[font=&quot]أَنْتَ الَّذِي رَبِّي اصْطَفَاكَ لِسِرِّهِ * وَحَبَاكَ مِنْ فَضْلٍ عَلَيْكَ عَمِيمِ[/font]
[font=&quot]فَلَكَ الهَنَاءُ فَأَنْتَ سُلْطَانُ الوَرَى * وَلِيَ الهَنَاءُ بِأَنْ تَقُولَ خَدِيمِي[/font]
[font=&quot]وَرَسُولُهُ أَوْلاَكَ مَا اعْتَرَفَتْ بِهِ * لَكَ أَهْلُ سِرِّ اللَّهِ بِالتَّقْدِيمِ[/font]
[font=&quot]فَسَلاَمُ رَبِّكَ كُلَّمَا هَبَّتْ صَبَا * يَغْشَاكَ طِيبُ مِزَاجِهِ المَخْتُومِ[/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثُمَّ قَالَ نَاظِمُهَا العَلَّامَةُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمُ الرِّيَّاحِي : فَلَمَّا أَنْشَدْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَدِ اعْتَرَاهُ مِنَ الحَالِ مَا لَا يُذْكَرُ، وَأَسْبَلَ مِنَ الدَّمْعِ مَا هُوَ مِنَ الوَابِلِ أَغْزَرُ، قَالَ: هَلُمَّ بِمِحْبَرَةٍ وَقِرْطَاسٍ، وَدَفَعَ بِخَطِّهِ المُشْرِقِ وَالنَّاسُ جُلَّاسٌ مَا نَصُّهُ: يَقُولُ لَكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، وَعَنْ نَفْسِكَ خَيْرًا، وَلَكَ مِنِّي المَحْبُوبِيَةُ التَّامَّةُ، وَمِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَاتَّصَلَ حَبْلُكَ بِعُرْوَةٍ لَا انْفِصَامَ لَهَا، وَلَكَ مِنَ اللَّهِ وَمِنِّي الرِّضَا التَّامُّ، وَلَكَ بِذَلِكَ مَعَارِفُ وَأَسْرَارٌ وَسُرُورٌ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]محمد حسن الغزاوي [/font]
[font=&quot]عبد القادر الغزاوي القصر الكبير 24 : 18 - 04 - 2012[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد حسن بن الفقيه عبد السلام الغزاوي العبودي الإدريسي، ولد بمدينة القصر الكبير سنة 1325ه موافق سنة1907م، ونشأ بها وتربى وسط أسرة علم ونسب وبيئة دينية حيث كان أبوه فقيها يدرس القرآن الكريم ويعلم اللغة العربية . التحق بالكتاب (المسيد) من أجل تعلم أبجدية القراءة والكتابة فحفظ القرآن الكريم، وبعد ذلك حفظ بعض المتون العربية والفقه واللغة العربية والنحو على بعض فقهاء وعلماء وقته عصره، وذلك في سن مبكرة، وكان والده الفقيه في هذه الحقبة يتابعه في دراسته وتعليمه بالمنزل، وبعد انتهائه من ذلك وبلوغه سن الخامسة عشرة من عمره التحق بالجيش الإسباني لمتابعة الدراسة باللغة الإسبانية كباقي أقرانه، فتم ترحيله إلى إسبانيا هو وبعض المغاربة في سنه. وبعد إتمام تلك الدراسة عاد إلى أرض الوطن فعمل مترجما بمدينة العرائش، ثم انخرط بمصالح الجمارك (الديوانة) ، حيث أسندت إليه مهمة المراقبة بالقطار الذي كان يعمل بخط طنجة فاس المعروف ب(طنجيفاس) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وخلال الثلاثينيات من القرن الماضي وبينما كان يزاول عمله المعتاد بنقطة الحدود التي تفصل منطقتي الجنوب والشمال للمملكة المغربية، بالخضاضرة بعرباوة، وقع في خلاف مع أحد المراقبين الفرنسيين الذي حاول منع مرور بعض المواطنين المغاربة القادمين من منطقة الجنوب الخاضعة للحماية الفرنسية في اتجاه منطقة الشمال التي تخضع لنفوذ الحماية الإسبانية، فقام بصفع ذلك المراقب الفرنسي، وعلى إثر هذا الحادث تم توقيفه عن العمل لمدة سنة تقريبا، ولما أعيد لاستئناف عمله عين بمدينة العرائش للعمل بميناء هذه الأخيرة برتبة مفتش للجمارك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي أواخر الأربعينيات من القرن الماضي تقدم بطلب الاستقالة من وظيفته وبعد تماطل، قوبلت هذه الاستقالة ، فاتجه للعمل بالتجارة بمدينة القصر الكبير حيث كان له متجر بشارع التحرير. ونظرا لعمله بالجمارك (الديوانة) اشتهر ب(سي حسن الديواني).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتبعا لعمله بالجمارك والتجارة وغيرته الوطنية الصادقة واطلاعه على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد، تمكن من ربط علاقات وصداقات مع بعض الوطنيين والمقاومين والفدائيين الذين كانوا يفدون على مدينة القصر الكبير من جنوب المملكة المغربية، هربا من اضطهاد وسلطة الحماية الفرنسية ، حيث كانت مدينة القصر الكبير تلعب دورا هاما وتاريخيا في ربط منطقة الشمال بمنطقة الجنوب. فكان بعض سكان مدينة القصر الكبير يفتحون أبواب بيوتاتهم لاستقبالهم والترحيب بهم، وتقديم لهم الدعم المادي والمعنوي وكل ما يحتاجونه من مساعدات. وكان هو كذلك يستقبلهم بمنزله وبمتجره، ويتكلف بنقل الأسلحة التي يستقدمونها معهم لإدخالها إلى منطقة الشمال، وبمنزله كانوا يتذاكرون ويتباحثون في شأن العمل الوطني والمقاومة. وكذلك كان الشأن بالنسبة للوطنيين والمقاومين الذين كانوا يفدون على مدينة القصر الكبير من مدينة تطوان، حيث كانوا يلقون نفس الاستقبال والترحيب والمساعدة، ومن جملة الوطنيين الذين استقبلهم بمنزله المرحوم عبد الخالق الطريس ومرافقيه الذين كانوا يأتون معه من مدينة تطوان للقاء الوطنيين والمقاومين من أبناء مدينة القصر الكبير، وعقد اجتماعات ولقاءات بمنازل بعض أعيان ووطنيي المدينة الغيورين عليها وعلى الوطن.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان المرحوم محمد حسن الغزاوي من محبي العلم والتعليم فشيد كتابا (مسيد) بضريح لالة عائشة القجيرية الواقع بالقرب من منزله بحي الشريعة من أجل تعليم أبنائه، فالتحق به بعض أبناء الأسر القصرية، أمثال : بريطل وعتو والرحماني (ركراكة) والحياني واشفيرة والعلوي والحداد والزر هوني والشقيفي وغيرهم. وقد عمل على جلب معلمين أكفاء للقيام بالتدريس بذالك الكتاب، منهم الفقيه المختار اليوسفي والفقيه علي الكتاني. بالإضافة إلى جلب بعض الفقهاء والمعلمين إلى منزله قصد تعليم أبنائه وبناته ، وخاصة حفظ القرآن الكريم وبعض المتون العربية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد سمح لبناته بالالتحاق والانخراط في ( جمعية الفتيات المثقفات التابعة لحزب الاستقلال) بمدينة القصر الكبير كباقي بنات المدينة، حيث كن يشاركن في الاستعراضات والتجمعات وإلقاء الخطب التي كانت تقيمها الجمعية في مختلف المناسبات والأعياد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكان محمد حسن الغزاوي يتحلى طيلة حياته بأخلاق حميدة وسمعة طيبة ووطنية صادقة، وقد ساهم معنويا وماديا في مساعدة الوطنيين والمقاومين والفدائيين، وذلك طيلة إقامتهم بمدينة القصر الكبير، حيث كانت له شبكة من المعارف والأصدقاء، الشئ الذي جعله يحظى بثقة الجميع .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد استقلال المغرب وتوحيد المملكة المغربية التحق بسلك العدالة حيث تولى مهنة وكيل شرعي أي وكيل عدلي، وقد عمل بهذه المهنة مجموعة من أبناء مدينة القصر الكبير أمثال السادة :عبد السلام بن الهاشمي الطود ومحمد بن محمد بنجلون والتهامي بنموسى وأحمد اصديق الطاهر ،وغيرهم ممن لم أقف على أسمائهم، وهذه الوظيفة لايلجها إلا من كانت له دراية باللغة العربية وبالفقه الإسلامي ، حتى يحق له الدفاع والإنابة عن موكليه الذين يتخذونه للدفاع عنهم في القضايا الشرعية أمام المحاكم الابتدائية والاستئنافية وأمام المجلس الأعلى. ومهنة الوكيل الشرعي أو العدلي أنشأها الظهير المؤرخ يوم 18 صفر سنة 1344ه موافق 7 شتنبر سنة 1925م. وبقي بهذه المهنة إلى أن وافته المنية بمدينة القصر الكبير يوم 13 ذو القعدة سنة 1400ه موافق يوم 23 شتنبر سنة 1980م، وأقبر بالزاوية البدوية بحومة لالة عائشة الخضراء بحي الشريعة بنفس المدينة. رحمة الله عليه. (إنا لله وإنا إليه راجعون).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد عبد الحي الكتاني [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أعلام مغاربة من التاريخ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المساءالمساء : 03 - 08 - 2012[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يوسف الحلوي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في ما يلي قراءة متأنية في سيرة العلامة عبد الحي الكتاني دون الخوض في عقبات ومصاعب ليس يدللها غير التمعن في السياق الذي أفرز الحملة الدعائية التي أثيرت ضده في حياته وبعيد مماته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فالرجل كان في زمنه خصما للنظام السياسي القائم في البلاد، وكان يملك رؤية إصلاحية مغايرة لمألوف الناس ومن ثم كثر أعداؤه وتكالبوا عليه ورموه بعظائم لا يستسيغها منصف[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في حق من نذر نفسه لخدمة العلم واستهام في طلب نوادره ودقائقه حتى الرمق الأخير من عمره فحمل عن جدارة لقب علامة المغرب وحافظه ومحدثه، وإنك لتجد لكتاباته صدى في الشرق كما لا تجد في موطنه.. فقد فاق عدد تواليفه خمسمائة كتاب وحسبك بهذا القدر من مآثره لإدراك عظيم قدره وأثره.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد محمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد الحسني الإدريسي الكتاني عام 1883م الموافق لعام 1302 ه وقد أقبل على طلب العلم صغيرا وتتلمذ على يد كبار علماء ومشايخ عصره، كالعلامة محمد بن قاسم القادري ومحمد بن المدني كنون وعبد السلام الهواري وأحمد بن الطالب بن سودة وعبد الرحمن البريبري الرباطي وغيرهم، وقد بلغ عدد شيوخه خمسمائة في مختلف العلوم. [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]عين الحافظ محمد عبد الحي بظهير ملكي سنة 1320ه مع ثلة من علماء الطبقة الأولى الذين يقرؤون الحديث بالضريح الإدريسي وعمره عشرون عاما، وحصل له شغف عظيم بعلم الحديث فرحل في طلبه شرقا وغربا وزار في رحلته مصر والحجاز والشام ولبنان وتونس والجزائر وسوريا وفلسطين، والتقى في تلك البلدان جمعا غفيرا من كبار العلماء الذين احتفوا به وقرظوا كتبه فذاع صيته وارتفع بين الناس ذكره وصاروا يستدعونه للمؤتمرات العلمية والندوات يشارك برأيه ويمثل بلاده فيها، ولحذقه في اللغة العربية عين عضوا بمجمع اللغة العربية بدمشق واضطلع بمهام إشرافية علمية في كثير من البلاد التي أمها ولا يزال يحظى بذكر عطر في الشرق إلى يوم الناس هذا، هذه بإيجاز مخل سيرة العلامة الحافظ عبد الحي الكتاني العلمية، ولو شئنا أن نوفيه حقه فلا أقل من أن تعكف على تراثه العلمي هيئة من أهل الاختصاص لتحقيق مؤلفاته وإعادة الاعتبار إليه، فمن المخجل أن يضطلع علماء الحجاز بشيء من قبيل ذلك ونحن قبيل الرجل لا نعرف عنه إلا شذرات، والكل يعلم أن الحافظ فتح باب مكتبته التي لم يكن لها نظير في عصره في وجه طلبة العلم والعلماء فحقه اليوم على المهتمين بالعلم أن يستنقذوا تراثه من براثن الإهمال بعد مماته وفاء بدين خدمته للعلم في حياته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان العلامة عبد الحي الكتاني صاحب دعوة إصلاحية وهذا ما يغضي عنه خصومه فلا يشيرون إليه من قريب أو بعيد، دعا منذ وقت مبكر إلى تأسيس المجالس النيابية ووضع دستور يحدد مهام الملك والمؤسسات ورفع المغارم عن الناس، وقد أجابه إلى دعوته عدد غير يسير من علماء المغرب وما يغيبه الناقمون عليه عمدا من سيرته، وهو ما لا يغيب بحال من الأحوال ما دامت كتبه تشهد عليه، أنه ناهض الاستعمار منذ البداية ودعا إلى خلع السلطان عبد العزيز لموقفه المتهاون في دفع الغزاة، يقول الكتاني في كتابه «مفاكهة ذوي النبل والإجادة، حضرة مدير جريدة السعادة « : «ثم إن صاحب الرباط ما كفاه ما كان يوجهه من المؤن والذخيرة إلى جيش الاحتلال من طنجة وغيرها لتقويته على إخواننا المسلمين حتى جهز جيشا عرمرما يشن عليهم الغارة من جهة والعدو الكافر من جهة أخرى، مع أنه لا موجب لمحاربة الشاوية» .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي موضع آخر يقول : «فإن قال المولى عبد العزيز أي بلاد أعطيت للنصارى قلنا له :الدر البيضاء ووجدة، فإن قال : ما أعطيتهما له أبدا، ولكن دخلوها بقصد تأديب العصاة، قلنا له : القبيح أتيت، لأنك إن أعطيتهما لهم بقصد تأديب العصاة لعجزك أنت عن تأديبهم فهذا عجز، والعاجز مخلوع، وإن قلت لا عن عجز قلنا لك : قد استعنت على المسلمين بالنصارى وهو ردة».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد لعب الكتاني دورا مهما في تنصيب السلطان عبد الحفيظ وخلع عبد العزيز وسار إلى السلطان عبد الحفيظ في مراكش وأمن له طريق الرحلة إلى فاس وأرسل إلى علماء المغرب الأقصى يدعوهم إلى بيعته فأجابوه ...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]غير أنه لم يجد في سياسة السلطان عبد الحفيظ ما كانت تصبو إليه نفسه فراسله على سبيل المناصحة وألف في مناصحته كتابه «النصيحة للسلطان المولى عبد الحفيظ»، ولم يلبث السلطان غير يسير حتى اعتقله رفقة أخيه أبي الفيض وثلة أخرى من العلماء ووجه لهم تهمة الإعداد لقلب النظام وتكوين حكومة غير شرعية غايتها أن تحل محل الحكومة القائمة في البلاد.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وفي سجن بولخصيصات تعرض عبد الحي الكتاني لأقسى أنواع التعذيب غير أن ما سيؤثر فيه بشكل كبير هو مقتل أخيه وبعض أصحابه في السجن وبعيد مغادرته للمعتقل ألف كتابه «ما علق في البال من أيام الاعتقال» يصف محنة الأسر وظروفه، وهي المحنة التي ستمثل نقطة تحول في موقفه من النظام الحاكم ولعل هذا الموقف بالذات هو ما سيذكي نيران الشائعات حول العلامة عبد الحي الكتاني وسيغذي الأقاويل التي أطلقها خصومه، وقد كان لهذه الحملة صداها في الشرق، فانتصب لمهاجمته من لم يطلع على شيء من كتبه ولم يبلغه عن حافظ المغرب سوى الأراجيف فجعلها محور دعواه في نقد الكتاني، ويكفي هنا أن نستعرض ما جاء في مقال للعلامة محمد بشير الإبراهيمي لنلمس حجم الظلم الذي لحق الكتاني من خصومه يقول الإبراهيمي : «وهاج حقده على الأحرار السلفيين فترصد أذاهم في الأنفس والأموال والمصالح».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي موضع آخر جاء على لسان الإبراهيمي: «وقد رأينا بعض من كتب لعبد الحي يكنيه بأبي السعادات ... وإنما يعني سعادات ثلاث، لكل واحدة منهن أثر في تكوينه أو شهرته» وذكر مثال جريدة السعادة وقال بأنها كانت تطريه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقال أيضا : «هذا الرجل مازال منذ كان الاستعمار في المغرب -لا كانا [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] آلة صماء في يده، يديره كما شاء، يحركه للفتنة فيتحرك، ويدعوه لتفريق الصفوف فيستجيب».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان هذا صدى الحملة التي أطلقها خصوم الكتاني ضده في المغرب، ولست أنصب نفسي مدافعا عنه فلا تدفع الحصاة شيئا عن الجبال الرواسي وقد أفضى اليوم إلى ما قدم، ولكن من الإنصاف أن نقابل كل هذه التهم بما كتبه عبد الحي نفسه، فأما قول الشيخ الإبراهيمي بأن الكتاني ترصد أذى السلفيين في أموالهم ومصالحهم فيرده موقف حافظ المغرب من مرجع السلفيين الإمام الحجة شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول عنه: «علمت أن هذا الرجل عديم النظير في الإسلام .. فما رأيت على كثرة ما رأيت من العلماء من يستخرج شواهد القرآن والسنة مثله، فكأنه ما حفظ القرآن أحد إلا هو» وفي موضع آخر يقول : «وابن تيمية ركن من أركان الإسلام، والحاتمي والشاذلي ركنه الآخر».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولعل الإبراهيمي توهم أن نشأة الحافظ الصوفية تمنعه من إنصاف من لا يرون رأيه ولو اطلع على كتاب «أداء الفرض الحق» أو كتاب «تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة» لأدرك أن الحافظ وجه سهام نقده للمتصوفة قبل غيرهم متى رأى منهم ما يخالف الشرع ولم يسلم من ذلك الكتانيون أنفسهم وأن القول بتعصبه لتيار أو مذهب بعينه تكذبه الشواهد والأدلة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما قول الإبراهيمي بأن «السعادة» تطري الكتاني فلعله توقف عند عنوان كتابه «مفاكهة ذوي النبل والإجادة» ولم يتصفح مضامينه ولو فعل لعلم حقيقة موقف الكتاني من السعادة ومديرها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد اتهم الإبراهيمي حافظ المغرب بالعمالة للمستعمر ولم يورد جملة على لسانه تفيد بكونه يوالي الاستعمار، وليس في كل كتبه ما يدل على هذا الزعم وموقفه وموقف أخيه أبي الفيض من الدعوة إلى الجهاد في الأطلس مشهور، وكان أبو الفيض قد ترأس اجتماعا بمكناس عام 1908م ضم أعيان الأطلس للدعوة إلى الجهاد، وانخرط الكتانيون في حملة التحريض على المستعمر ومن ضمنهم عبد الحي ومحمد بن جعفر وغيرهما، ولو اطلع الإبراهيمي على «اليواقيت الثمينة» و»أسباب استيلاء الفرنجة على المسلمين» وكتاب «المفاكهة» لتبين موقف الحافظ من الاستعمار، وبنى موقفه منه على الدليل والبرهان لا على الشائعات، ومعلوم أن الكتاني حين ألف «التراتيب الإدارية» وهو أجل ما كتب في زمنه في التأصيل الشرعي لنظم السياسة والإدارة، قد بين فيه بما لا مزيد عليه صورة النظام السياسي الذي ينشده وكان كتابه ردا على دعاة العلمنة بعيد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية، فهل كان الاستعمار يومها يستعين في مشاريعه بمن يقوض أركانها بكتاب من قبيل التراتيب الإدارية؟ إن محنة آل الكتاني دفعت الحافظ على ما يبدو لمراجعة الكثير من أفكاره ومواقفه فركن إلى علمه يبثه في الأقطار وينشره بين الناس وتجنب الدخول في أي صدام مع المستعمر لئلا يقف ذلك حائلا أمام مشروعه العلمي . وقد وقف سدا منيعا أمام محاولة إصلاح نظام التعليم بالقرويين لما رأى نية الإجهاز على القرويين ماثلة في خططهم وآثر إيقاف دروسه بالقرويين على الخضوع لما يمليه الفرنسيون ورفض طوال حياته تولي المناصب التي عرضوها عليه إلى أن وافته المنية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اعتكف الكتاني على التأليف والتدريس ردحا من الزمن لا يرى إلا بين كتبه وطلبته، وقد روى عنه المقربون منه أنه لم يعرف الطريق المؤدية إلى السوق في حياته قط فلم يكن لديه وقت لغير العلم وقد اختار المنفى منذ 1372ه بنيس الفرنسية إلى غاية عام 1382ه الذي وافق 1962م حيث وافته المنية، وضمت خزانته التي عدت أضخم مكتبة خاصة بالمغرب إلى خزانة الكتب العامة بالرباط.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]من أولياء ووليات القصر الكبير : فاطمة الأندلسية [/font]
[font=&quot]عبد القادر الغزاوي القصر الكبير 24 : 21 - 04 - 2012[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هي الولية الصالحة السيدة فاطمة بنت عبد الرحمان الأندلسية، لا يعرف شئ عن حياتها ونشأتها وتعليمها، سوى ما ذكر في بعض كتب التاريخ والتراجم، أنها من أصل أندلسي وأنها قريبة الولي الصالح سيدي أبي الحسن علي بن خلف بن غالب القرشي الشلبي المتوفى سنة 568ه/1173م، (حسب روايات بعض المترجمين لحياتها) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ورغم الكتب التاريخية التي تناولت ترجمتها والتي تأتى لي الاطلاع عليها، فإنها لم تشر إلى السنة التي هاجرت فيها إلى مدينة القصر الكبير، التي استوطنتها وعاشت وتوفيت بها، ولا إلى تاريخ ومكان ولادتها، ولا إلى سنة تاريخ وفاتها. ويقول الأستاذ الحاج القيسي:(..أما تاريخ وفاتها فقد ذكر باحث إسباني أنها توفيت سنة 642ه. ولم يذكر المصدر الذي اعتمد عليه في ذلك) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والمعلومات المتوفرة حولها كلها محدودة ومتكررة. وكما يقول الأستاذ المغراوي : (والمعلومات حولها قليلة جدا، وكانت مقصد الصوفية يزورونها للتبرك بها، وذاع صيتها في المغرب) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد عاشت السيدة فاطمة الأندلسية في القرن السادس الهجري خلال حكم الدولة الموحدية (524-667ه /1130-1269م )، التي ازدهرت في عصرها الحركة الفكرية والعلمية والصوفية. وأنها كانت من الوليات الصالحات ومن أشهرها في المغرب، وخاصة في مدينة القصر الكبير التي كانت مقصد ومعبر العلماء والفقهاء وطالبي العلم والفكر. وأنها كانت تجالس الفقهاء والعلماء، وأنهم كانوا يزورونها، وكانت فاضلة وفقيهة وصالحة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول عنها التادلي في كتابه التشوف إلى رجال التصوف أنها : ( من أهل كتامة وكانت من الصالحات. سمعت محمد بن أحمد الزناتي يقول: بت ليلة عند أبي عبد الله محمد بن محمد بن جميل القصري المعلم وبات معنا أبو عبد الله التاودي وأبو زكرياء السائح. فصلينا العشاء الآخرة ثم جرى ذكر طيب حوت القصر، وأبو عبد الله المعلم حاضر، فغاب عنا، فلما طلع الفجر طلبته أنا وعمر بن عيسى الكتامي، فلم نجده، فتفقدنا بيته الذي كان ينفرد فيه، فوجدناه مغلقا . فأتينا باب المصرية التي بتنا فيها فوجدناه مغلقا. فجلست أنا وعمر نرقبه لنعلم من أين يأتي. فسمعناه قد دفع باب المصرية بيده وطلع فقلنا : ننظر إلى خفيه فإن وجدنا بهما بللا علمنا أنه لم يبت معنا، وكان في زمان الربيع، فوجدنا بلل الندى على خفيه وعليهما نوار أصفر من نوار المروج. فأخرج لنا حوتا لا يكون إلا في بركة على قدر ثمانية عشر ميلا من القصر. فعجبنا من أمره، فصلينا الصبح وذهبنا إلى فاطمة الأندلسية، فوجدناها تصلي صلاة الضحى. فلما انفلتت من صلاتها قالت لنا : لا تنكروا براهين الصالحين فإنها حق) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أخذت عن العالم أبي مدين الغوث، وعن الشيخ أبي عبد الله التاودي دفين مدينة فاس، وعاصرت مجموعة من العلماء والفقهاء، أمثال الولي أبو عبدالله محمد بن جميل القصري المعلم دفين مدينة القصر الكبير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفيت الولية الصالحة فاطمة الأندلسية بمدينة القصر الكبير حسب التاريخ المشار إليه أعلاه، ودفنت بها، ويوجد ضريحها في الشارع الذي يحمل إسمها بحي باب الواد، وأن ضريحها يحتاج إلى إصلاح وترميم وصيانة، نظرا لما أصابه من أضرار وتصدع وإهمال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يوسف بن تاشفين [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أعلام مغاربة من التاريخ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المساءالمساء : 01 - 08 - 2012[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يوسف الحلوي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]لا يختلف اثنان على أن أمجاد يوسف بن تاشفين وأمجاد دولة المرابطين أصلها دعوة عبد الله بن ياسين الإصلاحية، وأن عبد الله بن ياسين واحد من خريجي مدرسة وجاج بن زلو الذي ينتسب بدوره إلى مدرسة العالم المغربي الجليل أبي عمران الفاسي، غادر أبو عمران المغرب بعدما استشرى فيه الاضطراب وعمته الفوضى، ثم كان من ثمار دعوته المباركة نشأة دولة المرابطين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العظيمة التي ظهرت في زمن ضعفت فيه دولة بني العباس في الشرق، وسيطر الفاطميون الباطنيون على مصر وأجزاء من الشام وانتثر عقد الأندلس حتى قال عنها شاعرها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مما يزهدني في أرض أندلس[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أسماء معتضد فيها ومعتمد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألقاب مملكة في غير موضعها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه الدولة المغربية الصنهاجية العظيمة وقفت سدا منيعا أمام المد الباطني، وأجهضت الحملات الصليبية في بلاد الأندلس وأجلت سقوطها قرونا ونشرت الإسلام في بلاد السودان والجنوب الإفريقي في أماكن لم يسبق للدعوة المحمدية أن بلغتها من قبل، وقد كان لأمير المسلمين يوسف بن تاشفين أثر عظيم في توطيد أركانها وإقامة بنيانها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم يوف أمير المسلمين حقه من الاشتهار وذيوع السيرة، بل إن من المؤرخين من أساء إليه رغم ماله من أياد بيضاء في نشر الإسلام والذود عن بيضته وسنأتي إلى بيان أسباب ذلك.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد أبو يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتوني على رأس المائة الرابعة بالتقويم الهجري، ولا يذكر المؤرخون شيئا عن نشأته سوى أنه كان من الذين استجابوا لدعوة عبد الله بن ياسين ولزموا رباطه، وقد روى كنون في ذكريات مشاهير المغاربة أن يوسف صحب عبد الله بن ياسين عشرين عاما قبل أن يتولى أمور الحكم بالمغرب، ولي أبو بكر بن عمر اللمتوني إمارة المرابطين سنة 448ه فقدم يوسف ابن عمه على رأس الجيش لما عرف عنه من الفروسية والإقدام ووجهه إلى بلاد سوس ثم إلى ماسة وتارودانت وبعدها إلى المغراويين بأغمات فأبلى في كل تلك المواقع بلاء حسنا ثم سار إلى تادلة فأجلى عنها بني يفرن وبعدهم حارب البرغواطيين، وكانت إمارتهم استعصت على إدريس الأول، فلقي المرابطون منهم عنتا شديدا، وفي قتالهم قتل عبد الله بن ياسين وكانت آخر وصاياه لأصحابه أن يستأصلوا البرغواطيين لما يشكلون من خطر على وحدة بلاد المغرب، وكذلك كان، فبعد قتال مرير أخضع يوسف برغواطة، يقول ابن أبي زرع : «ولم يبق لديانتهم أي أثر إلى اليوم» وبذلك انتقلت الحركة المرابطية من طور الدعوة إلى طور الدولة، فقد تم للملثمين توحيد جنوب المغرب ووسطه وصار تنظيم البلاد المفتوحة وضبط شؤونها من آكد الواجبات ومن ثم ارتأى الأمير أبو بكر أن خير من يصلح لمهمة حكم البلاد هو القائد يوسف فهو كما قال الشاعر :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ملك له شرف العلى من حمير[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وإن اتهموا صنهاجة فهم هم[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يقول ابن أبي زرع : «فلما أراد السفر (أبو بكر) دعا ابن عمه يوسف بن تاشفين فعقد له على المغرب وفوض إليه أمره، وأمره بالرجوع إلى قتال من به من مغراوة وبني يفرن وقبائل البربر وزناتة، واتفق على تقديمه أشياخ المرابطين لما يعلمون من دينه وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه ويمن نقيبته، فرجع يوسف بن تاشفين إلى المغرب بنصف جيش المرابطين، وارتحل الأمير أبو بكر بن عمر بالنصف الثاني إلى الصحراء، وذلك في شهر ذي القعدة من سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة 453ه»، وخلافا لكثير من الروايات المغرضة، التي تقول بأن يوسف استبد بشؤون المغرب متبعا أهواء زوجه زينب النفزاوية، وأن النفزاوية أشارت عليه بإظهار الترفع عند اللقاء بأبي بكر لما عاد من غيبته الطويلة في الصحراء، فالراجح أن أبا بكر لدى عودته إلى المغرب سنة 465ه كان يريد الاطمئنان على أحوال إخوانه المرابطين لا أكثر، وأن زينب كانت قد توفيت قبل عودة أبي بكر بعام تقريبا ومعروف أن أبا بكر تنازل عن الإمارة لابن عمه يوسف وطلق امرأته زينب إشفاقا عليها من حياة الصحراء التي نذر نفسه لتقويم أحوالها وإتمام ما بدأه سلفه ابن ياسين فيها، غير أن المعاني الجميلة التي عاش من أجلها المرابطون وبذلوا في سبيلها أرواحهم تخفى على كثير من الدارسين، وخاصة المستشرقين منهم، فتراهم لا يتركون سبيلا للطعن في نقاء المرابطين إلا سلكوه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن يوسف حين علم بقدوم أبي بكر عليه سارع إلى لقائه في موكب عسكري ضخم إجلالا له وكأنه يقول له بلسان الحال إني لم أضيع المغرب في غيبتك وهذا جند المرابطين شاهد على ذلك، نزل يوسف عن مطيته لما رأى أبا بكر وجلس معه على برنس بسط لهما في الأرض فقال أبو بكر: «يا يوسف أنت أخي وابن عمي، ولم أر من يقوم بأمر المغرب غيرك، ولا أحق به منك... وما جئت إلا لأسلم الأمر إليك وأهدنك في بلادك، وقد خلعت نفسي لك». سرّ أبو بكر لما رأى من قوة المرابطين وحسن تنظيمهم ولم يكن من الذين يتهافتون على الدنيا ولا كان أمير المسلمين من أولئك، فلما سمع يوسف مقالته قال قولته المشهورة: «لك علي ألا أقطع دونك أمرا ولا أستأثر [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] إن شاء الله [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] بشيء عليك».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يحدث أن اصطدم المرابطون فيما بينهم من أجل إمارة أو جاه، فكان أن دانت لهم البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وصار المرابطون قوة مرهوبة الجانب وقد ناهز عدد فرسانها مائة ألف سنة 454ه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان ابن تاشفين زاهدا في الدنيا ومتاعها رفع عن رعيته الجبايات والمكوس فلم يفرض في طول البلاد التي حكمها ضريبة واحدة غير ما أمر الله به من الزكاة والعشور، وجزية أهل الذمة، وفي عام 454ه وضع حجر الأساس لمدينة مراكش، يقول ابن أبي زرع: «وكان رحمه الله لما شرع في بناء المسجد، يحتزم ويعمل في الطين والبناء بيده مع الخدمة تواضعا لله تعالى».[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فكانت مراكش قاعدة المرابطين التي تنطلق منها أعمالهم الجهادية فطبقت شهرتهم الآفاق واشرأبت إليهم الأعناق، ومن بلاد الأندلس التي عانت من الصليبيين وملوك الطوائف الأمرين قدمت الوفود على يوسف تباعا تستصرخه وتثير فيه حمية الدين، يقول المقري: «وكان يوسف بن تاشفين لا تزال تقدم عليه وفود ثغور الأندلس مستضعفين مجهشين بالبكاء ناشدين الله والإسلام، مستنجدين بفقهاء حضرته ووزراء دولته فيسمع إليهم ويصغي لقولهم وترق نفسه لهم» وفي تلك الفترة كان ألفونس تطاول على ملوك الطوائف وأثقل كاهلهم بالضرائب فأثقلوا كاهل الرعية، وعميت أبصارهم وبصائرهم فدفعوا إليه ليجهز الجيوش التي يحاربهم بها وكان بأسهم بينهم شديدا، فإذا شخص إليهم ألفونس صاروا بين يديه كالقطاة بين يدي صقر، ولشدما أصاب إسماعيل بن المعتضد حين قال إنه كان يرى والده ليثا لا يقهر لما كان يرى منه في القسوة على رعيته فلما رآه بين يدي ملك قشتالة رآه ذليلا صاغرا، لا يدفع عن نفسه ضرا، ولا يجلب لها نفعا، وكذلك الطغاة لا يسلطون سيوفهم إلا على المستضعفين من الخلق... كان بديهيا أن تتعلق قلوب الأندلسيين عامة ببطل المغرب يوسف وقد سمعوا عن إرادته وعزمه في توحيد المغرب ما أثلج صدورهم، وما لبث ملوك الطوائف أن أذعنوا لإرادة الرعية فراسلوا يوسف يستنجدون به. جاء في «الحلل الموشية» أن ابن الأفطس كاتبه يستحثه على الجواز بجيشه إلى عدوة الأندلس وكان مما قال: «وصح العلم بأنك لدولة الإسلام أعز ناصر، وعلى غزو الشرك أقدر قادر، وجب أن تستدعى لما أعضل الداء، وتستغاث فيما أحاط الجزيرة من البلاء «ثم راسله المعتمد يطلب منه النجدة، وراسله ألفونس نفسه يتحداه، فصح عزم أمير المسلمين على نصرة الدين والدفع عن إخوانه بعدوة الأندلس، وفي عام 479ه عبر إلى الجزيرة الخضراء يقول ابن الكردبوس: «وقد أخلص لله تعالى نيته وحقق في ذاته طويته، وملأ البحر أساطيل وأجاز رعيلا رعيلا.... في كتيبته الخضراء، المشتملة على اثني عشر ألف راكب من صناديد الأجناد» وفي سهل الزلاقة شمال بطليوس تجلت عبقرية يوسف الفذة في ميادين الطعان فما هي إلا غدوة وروحة حتى مزق جمع الصليبيين شر ممزق فلم يسلم من جيشهم الذي بلغ عدده ستين ألف مقاتل غير خمسمائة من الجنود الذين فروا لا يلوون على شيء .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد المعركة عاد ملوك الطوائف إلى سابق عهدهم، لكن الذين ذاقوا حلاوة النصر في الزلاقة وشهدوا عن كثب تواضع أمير المسلمين وزهده في ملذات الدنيا لم تقبل نفوسهم طاعة أولئك الذين غرقوا في عبادة شهواتهم، فراسل الفقهاء يوسف، وألزموه بتدارك الأندلس قبل فوات الأوان، وأفتى بعضهم أنه يأثم إن لم يعزل الطوائف، فسار إليهم وكان ما هو معروف من نفي المعتمد نحو أغمات وخلع صاحب غرناطة وفتح قرطبة وجيان ودانية وبلنسية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن أمير المسلمين لم يعزل أمراء الطوائف حتى ألزمه فقهاء المسلمين بعزلهم، وعلى رأسهم الغزالي والطرطوشي، وثبت بالدليل أن المعتمد خان أمته واستنصر الإسبان على إخوانه المرابطين، وقد ذهب بعض المؤرخين في الانتقاص من أمير المسلمين كل مذهب، حتى إنهم جعلوه مثارا للاستهزاء، فقال بعضهم إن ابن عباد بعث إليه برسالة أنشد فيها شيئا من شعر ابن زيدون وذكر قوله:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حالت لفقدكم أيامنا فغدت[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سودا وكانت بكم بيضا ليالينا[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]فظن ابن تاشفين لجهله أنه يسأله جواري سودا وبيضا، وليس هنا مقام رد هذا الزعم الباطل ولكن لا بأس من الإشارة إلى أصل تحامل طائفة من الرواة على أمير المسلمين، فقد كان ابن عباد شاعرا مجيدا مرهف الحس قرب إليه جمهورا من خيرة شعراء عصره، فأغدق عليهم من الأموال التي كان يحتجنها من رعيته بغير حق، فلما زال ملكه صاروا أبواق دعايته، وقد نفاه أمير المسلمين بعد ما ثبت من خيانته وذلك أقل ما يستحق بعد أن أفتت طائفة من الفقهاء بقتله، ولم يكن حال أمير المسلمين الذي تعود شظف العيش منذ رباط ابن ياسين أحسن حالا من المعتمد، إذ حدث أن سأل آل المعتمد حواء بنت يوسف أن تهيئ لهم خباء فاعتذرت بأنه ليس لديها خباء، وفي ذلك دليل على أن أمير المسلمين لم يستأثر دون رعيته بملبس أو طعام ولا خص نفسه بالنعيم وأفقرهم، ولربما كانوا أفضل منه حالا فلباسه كما ذكر الرواة من الصوف وطعامه خشن والغالب على حاله الزهد، لكن المعتمد الذي ألف الحرير ملأ الدنيا بمواجعه، وكان بارعا في الشعر كما لم يبرع في صيانة ملكه والإحسان لرعيته، وأرخ لسوء مآله بقصائده ولم يمنعه يوسف من الاتصال بأصحابه في أغمات فكانوا يزورونه ويكتبون فيه من الشعر ما سيصير لاحقا مادة للرواة والمؤرخين لكنه لا يعكس بحال حقيقة يوسف والمعتمد، فالأول بطل الأمة وفارسها أما الثاني فقدم أمته قربانا بين يدي ملذاته .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]توفي ابن تاشفين عام 500ه عن سن تناهز مائة عام ودفن بمراكش حيث يوجد قبره اليوم، وكان آخر ما أوصى به ابنه الذي خلفه في حكم المغرب أن يقبل من محسن الأندلس ويتجاوز عن مسيئهم وألا يهيج أهل الأطلس وأن يهادن بني هود.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأمين الأغزاوي[/font]
[font=&quot]تمهيد:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] تندرج هذه القصيدة ضمن القصائد المديحية التي قيلت في حق سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. وهي ، كسابقاتها من القصائد النبوية لمختلف الشعراء العرب والمسلمين على امتداد تاريخ الأدب الإسلامي، تهدف [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]الثناء على نبينا الكريم وذكر شمائله الخلقية والخلقية، واستعراض جوانب من سيرته العطرة وما يتصل بها من قريب أو بعيد[/font][font=&quot]“[/font][font=&quot][2].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وهذه القصيدة ، للإشارة، مقتطفة من ديوان في مدح الرسول رتبت قوافيه على حروف المعجم، لصاحبه محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فمن هو هذا الرجل؟ وما هي أهم أعماله؟ وإلى أي مدى ساهم في إثراء المديح النبوي بالمغرب العلوي؟ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هذه الأسئلة وأخرى، ستشكل محور الفقرة التالية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1. مقتطفات سريعة عن حياة [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو ابو عبد الله محمد الفاطمي بن الحسين بن أبي بكر بن الرشيد بن الحسين الصقلي، من أسرة القطب أحمد الصقلي الكبير (ت 1177هـ [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 1763م). وهو من الشرفاء الحسينيين الصقليين، ولد سنة 1853م، ونشأ بمدينة فاس نشأة صالحة، ولزم الشيوخ ومطالعة الكتب والدواوين الشعرية، حيث تفرغ لتحصيل العلم، فانقبض عن العالم إلى أن وصل إلى مرحلة تسمح له بالعطاء، فأجازه أشياخه في العلم والأدب وأمهات الكتب الفقهية[3].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وقد تتلمذ المرحوم على يد ثلة من العلماء الأفذاذ نذكر منهم[4]: محمد المهدي بن حمدون بن الحاج، أحمد بن عبد السلام السريفي العلمي الحسيني، محمد بن عبد الرحمان المدغري، محمد بن عبد الواحد بن سودة المري، محمد بن المدني كنون، أحمد بناني الكبير، عبد الهادي الصقلي، علي بن ظاهر الوتري ، جعفر بن إدريس الكتاني وغيرهم كثير.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] وبجده وصدق تعاطيه مع العلم والمعرف استطاع رحمه الله أن يحظى بثقة المولى الحسن الأول ليعينه شاعرا بالبلاط مع زملاء له يحيون أعياد المولد النبوي، ومصححا بالمطبعة الحجرة بفاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما أهم مؤلفاته فنذكر:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- شرح الرسالة الزيدونية؛ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- النفحة الشمالية العاطرة النفاس في الرحلة الخمالية لزيارة قطب فاس؛ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ديوان شعر الفاطمي الصقلي؛ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- ديوان في المديح النبوي المستقاة منه هذه القصيدة، وهو آخر عمل له، لأن المنية لم تمهله كثيرا بحيث توفي في رحلة حجازية سنة 1311هـ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2. أغراض القصيدة وموضوعاتها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] القارئ للقصيدة التي نحن بصدد تحليلها يسجل أن أغراضها وموضوعاتها تتمثل في ما يلي :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1.2. الفخر والاعتزاز:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] ويبدو ذلك من خلال البيت الأول:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذا ازْدانَ بالتشبيبِ للشِّعــــر مَبْــــدأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فشِعـْـــري بِمَدْح المصطفى يَتَـــــلألأُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فالشاعر هنا يعتز بشبابه الذي قد يفسره البعض بمحدودية الخبرة والصنعة الشعرية، فيرد بأن ذلك ليس صحيحا، سيما وهو يمدح المصطفي سيد المرسلين. فكيف له ألاّ يوفق في مهمته الشعرية هاته؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2.2. تعداد الشمائل المحمدية والثناء عليها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما في الأبيات الثمانية الموالية، فالشاعر يعدّد فيها شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في تعداده لهذه الخصال يستعمل أعظم صور التشبيه والكناية لدرجة قد يدرجه بعض النقاد من الذين غالوا في مدحهم هذا. لنتأمل هذه البيات ونقف على كل خصلة خصلة، وعلى حدود المعقول فيها:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إمــــامُ جميع الأنبيـــــاء ومنْ لـــــهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذوو العـــــزم في يوم القيامة تلجَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصيلٌ غَدا أصْلَ الوجـــود بأسْـــــرِهِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأنــْــــــوارُه منْ نــــورِهِ تتجـَـــــــزّأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخيـــــرا أتى في بَعْثِهِ وهْوَ ســــابقٌ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولَـــــوْلاهُ ما قدْ كــــانَ كــوْنٌ يُنشَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو الخلق بينَ الماء والتـــرْبِ طينَةٌ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأحْمـــــــدُ عندَ الله نــــورٌ مُنَبِّــــــئُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألا لا تَقسْ في الفضلِ خلْقاً بأحمــــدَ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ففضلُ رسولِ الله للكـــــوْن يَمـْــــــلأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصـــــالَتُهُ في المجْدِ لمْ يُـــرَ مِثلُهــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونِسْبتُهُ الغـَــرّا بهــا الفخـْـــرُ يبـْـــدَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أُعِدَّ لِنـــــورِ المصطفى كلُّ ظاهِــــــرٍ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وظاهرةٍ والسِّـــرِّ في الصـــدْرِ يُخَبَّــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبـــوهُ عَلا شــانــاً هَدَتْ عنْ قُصَيِّــهِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كَـــــواكِبُ مَجْدٍ كَسْفُهـــا ليسَ يَطــرَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فالشاعر في البيت الأول من الأبيات السابقة يصف ممدوحه بكونه إماما لجميع الأنبياء، أكثر من ذلك فذوو العزم منهم سيكونون من اللاجئين إليه غدا يوم القيامة، طالبين إعانته وشفاعته.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بينما في البيت الثاني، ينعت الشاعر رسول الله بأصالته وفرادته، كما أن القبسات النورانية التي تنبعث من الكون إنما تتجزأ من أنواره الساطعة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] نصل الآن إلى الأبيات التي بها نوع من الغلوّ حسب بعض النقاد الأدبيين. لنتأمل قول الدكتور أحمد العراقي: [/font][font=&quot]“…[/font][font=&quot] وانصرفوا فيها (أي في مدائحهم النبوية) إلى ما انصرف إليه المتأخرون من الغلو في القول، فتردد لديهم بأنه لولاه عليه الصلاة والسلام ما كانت أرض ولا سماء ولا شمس ولا قمر ولا نجوم، وما كان عرش ولا كرسي ولا خلق ولا غير ذلك[/font][font=&quot]“[/font][font=&quot][5]، وهو رأي ينسحب على شاعرنا عند نظمه لهذه الأبيات. والحقيقة أنه إذا كان من تفسير لهذه المبالغة، فهي راجعة للتأثر العميق بالفكر الصوفي الذي يضع نصب عينيه معرفة الحقيقة المحمدية وما يستتبعها من حكمة إلهية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هذا ويعتبر الإمام علي بن وفا من رواد هذه المبالغة، لدرجة أن بعض أهل السنة رموه بالخروج عن الضالة. لنتابع قوله رحمه الله[6]:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]روح الوجود حياة من هو واجد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لولاه ما تم الوجود لمن وُجدْ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول أيضا:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والبحر يقصر عن موارد جوده[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إنسان عين الكون سر وجوده[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3.2. التشوق للتبرك بسيد الخلق والظفر برضاه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لنتأمل هذه الأبيات:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَرى غايَ فخَْرٍما نَحَتْ كَسْبَ خيْرِها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُنى أحَدٍ ما نـــالَ مَنْ عـــادَ يَكْــلأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصَلّي على النـــورِ الذي طابَ أصْلُهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بِأسمى عَمودٍ مِنْ سَنا الشمسِ أضْوَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إليْهِ دعــاني الشــوْقُ فالنـــوْمُ طالقٌ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ودَمْعي طليقٌ والجَـــوى ليسَ يَهْـــدَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أرومُ بـــأنْ آتي حِمـــــاهُ لِيَسْتَقـــــي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فُؤادي بِرَيْنِ العَيْبِ والذنْبُ يَصْــــــدَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أثِمْتُ وَلَمّــــا خِفْتُ مـــا قدْ جَنَيْتُــــهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لَجَـــــأتُ بأمْــــداحي لِمَنْ هُوَ مَلجَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فالشاعر في هذه الأبيات يظهر لوعته وشوقه الكبير لنيل شفاعة ممدوحه محمد صلى الله عليه وسلم. وهو عندما يعبر عن هذا التطلع، إنما يفعله بنوع من الاعتراف ومحاسبة النفس على ما ارتكبته من معاص وذنوب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] والشاعر عندما يلجأ لسيد البرية، فهو يفعل ذلك تقربا منه عليه السلام، وحالته النفسية مهزوزة لدرجة أعياها الكدر والجوى.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] أما في البيت الأخير الذي يختم به همزيته هاته، فهو يطلقها صرخة مدوية، يستنجد بنبينا الكريم ويطلب شفاعته وصفحه. يقول الشاعر:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخَــــــاتِمَ رُسْلِ الله هَبْ لِي عَطْفـَـــةً[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بِها العبْدُ في الدّارَيْنِ فضْــــلاً يَهْنَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] إن الشاعر هنا يرى أن خلاصه من آثام الدنيا وظفره بالدارين رهين بحجم الحنان والاحتضان اللذين يتوسلهما لدى الرسول الأمين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] والخلاصة، إن الشاعر في هذه القصيدة، وبعد مقدمة أفرد لها مطلعها، حيث عبر عن سر نجاحه في نظمه هذا، درج على ذكر مختلف الصفات النورانية التي تسم سيد الخلق، لينتقل بعد ذلك إلى التعبير عن تطلعه للقاء الموعود بحبيبه المصطفى، هذا اللقاء الذي لن يتم إلا في إطار الكشف عن الحقيقة المحمدية. ليختم قصيدته بنجدته بحبيبه المصطفى والتماس العفو والشفاعة على يديه. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وإذا كنا الآن قد تبينّا ، ولو بإيجاز كبير ، المعاني الثاوية خلف هذه القصيدة، فما هي سماتها الإيقاعية والأسلوبية؟ [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هذا ما سنراه في الفقرات التالية: [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]3. البنية الإيقاعية للقصيدة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1.3. على مستوى البحر الشعري:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] هذه القصيدة هي من البحر الطويل الذي يصلح استعماله للتعبير عن جميع المواقف لبساطته ومرونته. ولعل احتلاله الرتبة الأولى من حيث الاستعمال في دواوين الشعراء العرب خير دليل بهذا الصدد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2.3. على مستوى القافية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] اختار الشاعر محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي الهمزة رويّا لقافيته في هذه القصيدة. كما أنه حرص خلالها على بدء كل بيت بهذه الهمزة. وهو ما يؤشر بوضوح على جودة الصنعة الشعرية لدى الرجل من جهة، ووعيه بما تحمله هذه الهمزة من دلالات في التراث العربي من جهة ثانية.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] فهذه الهمزة، حسب التأويل الصوفي، [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]إشارة يشار بها إلى الذات الأحدية، أي الحق من حيث هو أول الأشياء في أزل الآزال[/font][font=&quot]“[/font][font=&quot][7].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وإذا ثبت أن استعمال الشاعر لهذه الهمزة بهذا المعنى، فإن ذلك ستعدّ قرينة أخرى على شدة غلوّه في هذا المديح.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3.3. على مستوى الضرورات الشعرية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] بالعودة إلى القصيدة، نجد أن الشاعر الفاطمي الصقلي [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]أجاز في شعره ما لا يجوز في الكلام، اضطر إلى ذلك أم لم يضطر إليه، لأنه (أي الشعر) موضع أُلِفت فيه الضرائر[/font][font=&quot]“[/font][font=&quot][8]. غير أنه لم يستعمل هذا الترخيص إلا لماما. وهذه مواضعه:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- تسكينه لهاء ضمير الغائب المفرد (هو) فقال وَهْوَ ، وذلك تحقيقا لمطلب الوزن المعتمد في البحر الطويل؛[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- حذفه للهمزة في لفظة (الغراء) فقال : ونسبته الغَرّا [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]؛[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- تسهيله للهمزة في (شأنا) لتساير موسيقى البيت، فقال أبوه علا شانا [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] بدلا من شأنا؛[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- حذفه للتاء المربوطة في (غاية) حين قال أرى غايَ فخر [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] بدلا من أرى غاية فخر؛[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4.3. على مستوى المحسنات البديعية:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] الواقع أن الصقلي الفاطمي أبدع في توظيف الأدوات البلاغية لجعل الصورة الشعرية أكثر وضوحا ونفاذا للقلب. ويمكن التمثيل لها كما يلي:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- اعتماده ظاهرة الجناس في أكثر من موضع: للشعر [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] فشعري، أصيل [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]أصل، أنواره من نوره، كان كون، الفضل [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] ففضل، طالق [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] طليق،لجأت [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot] ملجأ؛[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- اعتماده ظاهرة التقديم والتأخير:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] وهذه بعض من نماذجه: فشعري بمدح المصطفى يتلألأ، بدلا من فشعري يتلألأ بمدح المصطفى، بها الفخر يبدأ بدلا من بها يبدأ الفخر؛[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]- اعتماده صورا من التشبيه: أبوه علا [/font][font=&quot]…[/font][font=&quot]. كواكب مجد كسفها ليس يطرأ. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]4. البنيات التركيبية والصرفية للقصيدة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] القصيدة كانت مجالا لتوظيف جملة من الأساليب العربية العذبة التذوق من قبيل الشرط بأداته [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]إذا[/font][font=&quot]”[/font][font=&quot]، النفي، النهي الاستغاثة، وهي أساليب درج اللسان العربي على استعمالها بكل يسر وطلاقة.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]خــاتمة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] لم أكن لأتذوق طعم شعر المديح وحلاوته لولا فضل الله الذي ألهمني تذوق هذا الغرض الذي يكشف عن حب المغاربة لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وتشوقهم لزيارته وتعداد محاسنه، كما يكشف براعتهم فيه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحيث أختم هذا العرض بهذه العجالة، فإنني لا أزعم الإحاطة بجميع المعاني المبثوثة في هذه القصيدة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] غير أن ما يشفع لي ويجعل عذري مقبولا هو النية على الاحاطة بهذا الغرض الأدبي الجميل، ومحاولة تصنيف الجيد منه، وطرح المبتذل الذي شاع،، ودراسته دراسة جمالية ونقدية تليق بمستوياته الدلالية والقصدية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]والله من وراء القصد، وبه المستعان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المراجع المعتمدة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الدكتور عبد الله المرابط الترغي والدكتور محمد عبد الحفيظ كنون، الشعر والشعراء في المغرب على عهد الدولة العلوية، الجزء الأول، مطبعة الخليج العربي، الطبعة الأولى، تطوان، 2008.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العراقي (أحمد)، الشعر بالمغرب زمان العلويين، مطبعة أنفو برانت، ط 1، فاس، 2008.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الدكتور الترغي (عبد الله المرابط)، الشروح الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية، العصر الأول: دراسة في الأنماط والاتجاهات، مطبعة الكرامة، ط 1، الرباط، 2005.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الدكتور بنعمارة (محمد)، الصوفية في الشعر المغربي المعاصر (المفاهيم والتجليات)، شركة النشر والتوزيع المدارس، ط 1، الدار البيضاء، 2000.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][2] العراقي (أحمد)، الشعر بالمغرب زمان العلويين، مطبعة أنفو برانت، ط 1، فاس، 2008، ص: 248.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][3] الدكتور عبد الله المرابط الترغي والدكتور محمد عبد الحفيظ كنون، الشعر والشعراء في المغرب على عهد الدولة العلوية، مرجع سابق، ص: 102.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][4] المرجع نفسه، ص ص: 102 [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] 103.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][5] العراقي (أحمد)، الشعر بالمغرب زمان العلويين، مرجع سابق، ص: 248.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][6] الدكتور الترغي (عبد الله المرابط)، الشروح الأدبية في المغرب على عهد الدولة العلوية، العصر الأول: دراسة في الأنماط والاتجاهات، مطبعة الكرامة، ط 1، الرباط، 2005، ص: 463.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][7] د. بنعمارة (محمد)، الصوفية في الشعر المغربي المعاصر (المفاهيم والتجليات)، شركة النشر والتوزيع المدارس، ط: 1، البيضاء، 2000، ص: 267.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot][8] المرجع نفسه، ص: 213.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]متن القصيدة[1] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذا ازْدانَ بالتشبيبِ للشِّعــــر مَبْــــدأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فشِعـْـــري بِمَدْح المصطفى يَتَـــــلألأُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إمــــامُ جميع الأنبيـــــاء ومنْ لـــــهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ذوو العـــــزم في يوم القيامة تلجَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصيلٌ غَدا أصْلَ الوجـــود بأسْـــــرِهِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأنــْــــــوارُه منْ نــــورِهِ تتجـَـــــــزّأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخيـــــرا أتى في بَعْثِهِ وهْوَ ســــابقٌ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولَـــــوْلاهُ ما قدْ كــــانَ كــوْنٌ يُنشَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو الخلق بينَ الماء والتـــرْبِ طينَةٌ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأحْمـــــــدُ عندَ الله نــــورٌ مُنَبِّــــــئُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ألا لا تَقسْ في الفضلِ خلْقاً بأحمــــدَ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ففضلُ رسولِ الله للكـــــوْن يَمـْــــــلأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصـــــالَتُهُ في المجْدِ لمْ يُـــرَ مِثلُهــا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونِسْبتُهُ الغـَــرّا بهــا الفخـْـــرُ يبـْـــدَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أُعِدَّ لِنـــــورِ المصطفى كلُّ ظاهِــــــرٍ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وظاهرةٍ والسِّـــرِّ في الصـــدْرِ يُخَبَّــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبـــوهُ عَلا شــانــاً هَدَتْ عنْ قُصَيِّــهِ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كَـــــواكِبُ مَجْدٍ كَسْفُهـــا ليسَ يَطــرَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أَرى غايَ فخَْرٍ ما نَحَتْ كَسْبَ خيْرِها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مُنى أحَدٍ ما نـــالَ مَنْ عـــادَ يَكْــــــلأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أصَلّي على النـــورِ الذي طابَ أصْلُهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بِأسمى عَمودٍ مِنْ سَنا الشمسِ أضْوَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إليْهِ دعــاني الشــوْقُ فالنـــوْمُ طالقٌ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ودَمْعي طليقٌ والجَـــوى ليسَ يَهْـــدَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أرومُ بـــأنْ آتي حِمـــــاهُ لِيَسْتَقـــــي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فُؤادي بِرَيْنِ العَيْبِ والذنْبُ يَصْــــــدَأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أثِمْتُ وَلَمّــــا خِفْتُ مـــا قدْ جَنَيْتُــــهُ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لَجَـــــأتُ بأمْــــداحي لِمَنْ هُوَ مَلجَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أخَــــــاتِمَ رُسْلِ الله هَبْ لِي عَطْفـَـــةً[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بِها العبْدُ في الدّارَيْنِ فضْــــلاً يَهْنَـــأ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [1] هذه القصيدة تحمل رقم 12، وهي مقتطفة من كتاب الشعر والشعراء في المغرب على عهد الدولة العلوية، من تأليف الدكتور عبد الله المرابط الترغي والدكتور محمد عبد الحفيظ كنون، الجزء الأول، مطبعة الخليج العربي، الطبعة الأولى، تطوان، 2008، ص: 130.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القصيدةموجدة بديوان الفاطمي ,وهو غير ديوانه الكبير,المسمى وسيلة الوصول إلى نيل العطف والسول بنظم سيرة الرسول.يقول في مقدمته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أما بعد هذه الفواتح،فيقول ذو التقصير الواضح،والعيب الفاضح،الْمتعلق بالْجاه ذي الْمحامد والْممادح، مُحمد الفاطمي بن الْحسين الْحسيني الصقلي مادح الْجنـاب الشامخ:إني لَما فرغتُ من تَخميس وتريات شَيْخ الْمشايخ،والقدم الراسخ،أبي عبد الله مُحمد بن رشيد البغدادي عليه رحْمَة الرحْمَان الواحد،تاقت نفسي إلى النسج على منواله البديع الْمقاصد،وإن كنتُ لتبريز وقصور غير جاحد،فأحجمتُ لِجلالة الممدوح عن الأخذ في تلك الْمآخذ،والولوج في مضائق هاتيك الْمنابد،حتى حثني علـى ذلك خاطري للعزيمة شاحذ.منبها على أن الأكارم الأكابر،تُعامِلُ على حسن القصد وتعذر القاصد القاصر،وإلا فمن يدعي القيام بِحقوق مدح سيد الأوائل والأواخر،وكل مِقدامٍ فِي القريض مبارِز،فجرب معدود الهزاهز،يعترف أنه عن الأمداح النبوية عاجز.وقد أُمِرنا بشكر الوسائط،بغير اشتراط لتوفر الشرائط،وإتيان المرء بما في طوقه بينه وبين العتب حائط فحينئذ بادرتُ إلـى نسق هذه الفرائد،والسعد ملاحظ،ورتبتها ترتيبا حسنا تعشقه اللواحظ على ترتيب السيرة التي ينبغي لكل مومن أن يعرفها وعليها يُحافظ.وقد صدرتُ كل قافية بأمداح كالسبائك،وختمتـها بالخَبر والشوق لِمعاهده الشريفة وذكر الذنب وسؤال العطـف والنَّجاة من الْمسالك/وجعلتُ ما التزمتـه من تضمين عيون من السيـرة ذلك وقد زدتُ قافيتين على ما للبغدادي وغيره من الأوائل،وهما الألف اللينة المنقلبة عن واو ثم الْمُنقلب عن ياء وصدرتهما بالْمهموز لكونه لهما يشاكل.ومعلوم أن الألف ضربان :متحرك وهو الْمهموز،وليـن ساكن لا يصح الابتداء به عند كل عاقل،ورمزتُ بأوائل كلمات بيتين من القافية الأولى لآبائه عليه السلام ذوي المكارم،السادات القادات الأكارم،وألقيتُ كلمتي افتتاحهما واختتامهما لم يكن ترتيبهم لذينك الطرفين يلائم.كما رمزت بأوائل كلمات ثلاثة أبيات حسبما في القافية الأخيرة لما تعاين،لذكر الأبناء والعمين والسبطين والأزواج العشرة أولي الْمحاسن،وألقيتُ أول كلمة من البيت الأول والثاني لا غير والعذر في ذلك بائر.وقد رتبتُ كل ما ذكرته على الترتيب المنصوص،إلا الأزواج فإنهن على ترتيب مخصوص،فإنـي قدمتُ القرشيات ثم العربيات من غير قريش ثم صفية على نَحو ترتيب بعض الخصوص كما رمـزتُ بلفظ شريف لسنة إنشائها ولا أزعم أني معارض،وإنّما جئت مثله مستمطرا من سَماء الرسول أغزر عارض،وإلا فمن أين يُدْرك شَأْوَ الضليع ظالع ولو بلغ الغاية في تحسين الـمطالع وتزيين المخالص والمقاطع،وأي مناسبة بين ما يصوغه حداد وصائغ،وهل تعارض الكواكب الشُّموس البوازغ،أم هل يستوي الملآن والفارغ.وإني لأرجو من شمس المعارف وبحر العوارف،وأمن الخائف،سيد الخلائق،النبي الفاتح الخاتم السابق،الرسول الصادع بالحق الصادق،الزكي الذكي الطيب الْمغارس،كنز الفقير البائس،الْممدوح بالآلة القديـمة والممنوح كل النفائس،الحسيب الذي أسرى به مولاه من الفـرش،إلى أن حل مكانة تقريب فكان قاب قوسين أو أدنى فوق العرش،مولانا محمد الذي عاذ به الإنـس والجن ولاذ به الوحش،أن يقبل منـي مـا أنا به فائـه،من بنات البدائه،فـي مدح جاهـه،الذي جل عن المشابه،وأن يشفع لي عند المولى الكريـم في أن يـمنحني عفوا،ويبدل كدري صفوا،ويوسع كسري وخرقي جبرا ورفوا،وأن يـجعل لي الصعب سهلا،ويرحمني وآبائي وأشياخي وأقاربي وأحبابــي ولكل من له علي حق أصلا وفصلا، ويعامل الكل برضوانه وإن لم نكن أهلا،وأن أهلا، وأن يعم بالفضل جميع المومنين المـيت منهم والـحي،ويظهر ملة الإسلام على ملل أهل البغي والغي،وأن يؤيد إمامنا ويـحفظه وأنـجاله بـما حـفظ به الوحي فهو سبحانه وتعاظم وجل وعل،أعظم قادر عفا وأكرم واهب حبا وهذا أوان الشروع في أمداح علم الـهدى،ومن بلغ فـي كل فخر أقصى مدى،وإليه جـميع الكمال قد انـتهى،والـحمد للـه رب الـعـالـمين[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ديوان الفاطمي الصقلي كان موضوع رسالة جامعية نوقشت بكلية الآداب جامعة عبد الملك السعدي ,وعليها اعتمد الدكتوران الترغي وكنون في كتابهما.وله أيضا مجموعة من الموشحات ذكر بعضا منها الأستاذ الشاعر علي الصقلي في مؤلف سماه [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]الفاطميات[/font][font=&quot]”[/font][font=&quot] نشر سنة 2001 .كما نشر له الدكتور أحمد العراقي كتابه في التراجم المسمى [/font][font=&quot]“[/font][font=&quot]ذكر من اشتهر أمره وانتشر ممن بعد الستين من أهل القرن الثالث عشر[/font][font=&quot]”[/font][font=&quot].[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]17-01-2009, 05:05 [/font][font=&quot]pm[/font]
[font=&quot]من كبار الأولياء ببلاد المغرب : أبوحفص عمربن ميكسوط الدغوغي وأبوحفص عمر بن أبي يعقوب المشنزائي [/font][font=&quot][/font]
 
أعلى