موسوعة التراجم المغربية

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مالناس إلا الصالحون حقيقة** وسواهمو متطفل في الناس[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كم بين أموات زمان حياتهم**معنى وأحياء مع الأنفاس[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فإذا ظفرت بصالح فاشدد به**يمناك تشدد بالطبيب الآسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ترجمة الشيخ أبي حفص عمر بن مكسيوط الدغوغي المتوفى :546 هـ نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الإمام ابن الزيات المتوفى عام 632 هـ مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو حفص عمر بن مكسيوط الدغوغي من كبار الأولياء يستشفي الناس بتراب قبره إلى الآن وتوفي في حدود ستة وأربعين وخمسمائة ودفن بمسجده الذي بناه بتافرنت من بلد بني دغوغ من دكالة ، وحدثني ميمون بن علي قال : كان لي ملك ، فورث معي فيه رجل حصة فكان يضرني ويؤذيني ، فشكوته إلى بعض الأخيار فقال لي : إن دواءه قريب منك ، فقلت وماهو ، قال : تأتي قبر أبي حفص فتدعو عنده . وقد جاءني رجلان قد سرق لكل منهما بعض ماله فدعوا عند قبره فرد إلى دار كل واحد منهما ما سرق له . قال ميمون : فانصرفت عنه . فلما جاء الليل أتيت قبر أبي حفص فدعوت عنده لحاجتي فما استبان النهار حتى جاءني ذلك الرجل يرغبني أن أشتري منه نصيبه . فاشتريته منه وانقطع عني ضرره ، وحدثني محمد بن جلداسن بن عزوز بن أبي حفص قال حدثني أبي ( عزوز) أن رجلا من قوم أبي حفص جاءه في عام مجاعة وهو يحفر الأرض . فقال له الرجل : هذه زكاة مالي قد خصصتك بها . فإذا على سرجه عيبة مملوءة دراهم . فتغير وجه أبي حفص حين رأى ذلك فقال له : أردت أن ءاخذ منك ما أحاسب عليه . ولو أردت أن تكون داري هذه فضة لكانت . فنظر الرجل إلى جدرانها وقد انقلبت فضة ثم قبض في التراب الذي كان يحفره فإذا هو قد انقلب ذهبا . فانصرف عنه الرجل مرعوبا فمرض شهرين فكان أهله يعودونه ويسألونه عن سبب مرضه فيحدثهم بما شاهده من أبي حفص . وحدثني غير واحد عن أشياخه بهذه القصة .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وركب سروا والليل ملق رواقــــــه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]على كل مغبر المطالـــــــــــــع قاتم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حدوا عزمات ضاقت الأرض دونها[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فصار سراهم في ظهــــور العزائم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تريهم نجوم الليل ما يبتغــــــــــونه[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]على عاتق الشعرى وهام النعــائم [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترجمة الشيخ أبي حفص عمر بن أبي يعقوب المشنزائي المتوفى ببلده يليسكاون عام 595 هـ نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الإمام ابن الزيات المتوفى 632 هـ في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سمعت هارون بن عبد الحليم يقول : دخل قوم من العرب أطراف بلاد دكالة فدخل أحدهم في جنة أبي حفص فأخذ منها عنبا فلما جعله في فيه أصابه وجع كاد يقضي عليه فجاء إلى أبي حفص فأخبره فمسح أبو حفص على حلقه فزال عنه ما كان أصابه ، فقال : ما الذي أدخلك جنتي ، فقال له : كنت ءاكل من جنات أهل تامسنا فلا يصيبني شيء فظننت أن جنتك كتلك الجنات ، قال هارون : وخرج أبو حفص ليلة من داره متوجها إلى مسجد أساكن بعدوة وادي أم ربيع فإذا اللصوص خارج القرية مرتقبين من يمر بهم فيجردوه من ثيابه ، فعاينوا كساء أبي حفص وهو أبيض في ظلام الليل ، فتبعوه وهم يجرون ولا يدركونه ، فدخل في المسجد فقعدوا ينتظرونه عند باب المسجد وقالوا : إذا خرج علينا أخذنا كساءه ، فخرج من باب المسجد ولم يشعروا به حتى غاب عنهم ، فتبعوه إلى أن وصل وادي أم ربيع فمشى على الماء إلى أن عبر إلى العدوة الأخرى فعلموا أنه أبو حفص ، فخاضوا الوادي إلى أن جازوا إليه ، فوجدوه قد دخل داره فانتظروه ساعة ، ثم قرعوا الباب فخرج إليهم فتابوا بين يديه وحلقوا رؤوسهم فدعا لهم وانصرفوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أكلف القلب أن يهـوى وألزمـــــه [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صبرا وذلك جمع بين أضـــــــــداد[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأكتم الركــــــب أوطاري وأسأله[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حاجات نفسي لقــــد أتعبت روادي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هل مدلج عنده من مبكـــــــر خبر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وكيف يعلم حال الرائح الغــــادي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فإن رويت أحاديث الذين مـــضوا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فعن نسيم الصبا والبرق إسنـادي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]من كبار الأولياء ببلاد المغرب : الشيخ أبوزيد عبد الرحمن بن هبة المزياتي نفعنا الله به :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الإمام ابن الزيات المتوفى 632 هـ في ترجمته مانصه : أبوزيد عبد الرحمن بن هبة الله المزياتي : من أهل ورغة من بلد مزياتة وكان عبدا صالحا مات بعد عام سبعة وستمائة وقد زاد على مائة سنة وكان أبوزيد منقطعا وحده في موضعه فلا يجاوره إلا من يعينه على خدمة من يأتيه من أهل الخير وكانت له أرض يخدمها بنفسه .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]حدثني محمد بن عبد الله الوراق قال حدثني يحي بن الشيخ أبي زيد بن هبة قال : جاءنا أقوام على وجه الإختبار لأبي . فدخلوا بالليل في فدانه وأخذوا منه زرعا وسنابل وجعلوا يسيرون ليلتهم . فلما صلى أبي الصبح خرج إلى أرضه فرأى أولائك الأقوام يدورون في الفدان ولايخرجون منه وظنوا بسيرهم طول الليل أنهم قطعوا أرضا كثيرة ولم يشعروا أنهم باقون في ذلك الفدان بعينه فأبصروا الشيخ فقالوا له : نتوب إلى الله تعالى . وحدثوه بأمرهم فقال لهم : لوأعلمتموني لأعطيتكم قوتكم من الزرع اذهبوا فأنتم في حل فخرجوا من الفدان وانصرفوا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحدثني أبومحمد عبد الله بن يخلف الصايوري قال : مرضت لنا صبية فحملناها إلى أبي زيد ليدعو لها فدعا لها ثم قال : بيتوا الليلة عندي فأردنا المبيت في أهلينا فاعتذرنا له ، فقال لنا : أما إذ أبيتم إلا الرجوع من فوركم فإذا وصلتم موضع كذا فبيتوا عند فلان لئلا يصيبكم المطر قال : وكان اليوم صاحيا وليس في السماء شيء من السحاب فانصرفنا ولم نزل نسير إلى أن وصلنا الموضع الذي أمرنا أن نبيت فيه فتمادينا في السير وتعديناه فنشأت سحابة وعمت الأفق فأمطرت مطرا كثيرا فقصدنا قرية نأوي إليها وقد ابتلت أثوابنا وجن علينا الليل ولم نجد من يؤوينا إلا بعد ساعة من الليل[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من كبار الأولياء ببلاد المغرب : أبوموسى الدكالي نفعنا الله به:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قال الإمام ابن الزيات المتوفى 632 هـ في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو موسى الدكالي من كبار الأولياء . كان سكناه فندق الزيت بمدينة سلا وكان زاهدا في الدنيا منفردا لا يأوي إلى أحد ، كان يحمل قفة كبيرة فيجمع فيها بقل البرية وما يلفظه البحر من مباح الأكل . فيبيعه ويشتري بثمنه خبزا فيمسك خبزتين ويتصدق بالباقي على المساكين ، ثم إذا أتت أيام الحج يقول : أريد أن أزور أهلي . فيغيب أياما قليلة ويعود . وأقام على تلك الحالة اثني عشر عاما . فيقال إنه يحج في كل عام . فلقيه يوما رجل واصل من الإسكندرية . فسلم على أبي موسى فتنكر له فقال له الرجل : ألم أرك بالإسكندرية ، فخجل أبو موسى من قوله . واجتمع أهل سلا بالرجل يسألونه . فقال لهم : إنه يحج كل عام حين يغيب عنكم .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحدثني غير واحد قال : مرض أبو موسى مرضه الذي توفي فيه وهو بفندق الزيت ، فجاءه أهل سلا فقالوا له : بم تأمرنا في أمرك ، فقال لهم : عندي سبعة دراهم تحت فراشي ، وذلك المصحف المعلق ، اشتريته من أجرة حفظ الكروم بالإسكندرية . فبيعوه وأضيفوا ثمنه إلى سبعة الدراهم وجهزوني بها إلى قبري إن مت . فلما مات ، رحمه الله تعالى ، قالت ملالة بنت زيادة الله : قد أعددت لكفنه ومؤنة دفنه خمسمائة دينار . فقيل لها : إنه عهد أن لايكفن ولا يجهز إلى قبره إلا بسبعة الدراهم التي تركها وثمن مصحفه . فقالت لهم : إن لي كفنا أعددته لنفسي صنعته من كتان زرعته في أرض موروثة عن ءابائي ، فادفعوا لي في ثمنه دراهمه وثمن مصحفه . فاشتروا منها ذلك الكفن بدراهمه . فلما أخرجوا جنازته إلى المقابر تنازعوا في دفنه وقال كل واحد : إنما يدفن في روضتي . واجتمع خلق كثير لجنازته ، فطائفة تحمله إلى هذه الجهة وأخرى تحمله إلى جهة أخرى . وطال ذلك بينهم من أول وقت الظهر إلى وقت العشاء الآخرة . وكان الوالي بسلا شديد البأس ، فقيل له في ذلك فقال : ما عندي في هذا عمل ولولا أن الله تعالى يحب هذا الإنسان ما جعل في قلوب الناس حبه .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وحدثني عمر بن الحسن بن داوود بن عشرة قال : كنت فيمن حضر جنازة أبي موسى وأنا يومئذ شاب وكانت لنا أرض محبسة لدفن موتى المسلمين . فحفرت فيها قبرا وأتيت إلى نعشه وقد غلب الظلام فسللته من فوق النعش واعتنقته وحملته إلى ذلك القبر . فدفنته والناس يظنون أنه باق على النعش . فأعلمتهم أني دفنته بالأرض الحبس . فأقاموا على قبره يسمرون عليه بالليل ويقرؤون القرءان بالنهار . فلما كملت سبع ليال غلبهم السهر . فناموا فما انتبهوا إلا وقد نقل من ذلك القبر إلى قبر حفرته له ملالة بنت زيادة في رابطة القدم . وعملت عليه قبة أنفقت عليها خمسمائة دينار -إلى أن يقول - وحدثني محمد بن علي بن عبد الرحمن الهواري قال : حدثني القاسم بن عبد العزيز بن عشرة قال : مررت بأبي موسى وهو يأكل عسلوجا من عساليج الكلخ فناولنيه فأكلته فوجدته حلوا طيبا .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحدثني محمد بن الحسن قال : حدثني ناصر بن تامة ، وكان من رؤساء البحر قال : رأيت أبا موسى الدكالي بمدينة سبتة وأنا عازم على الإقلاع إلى سلا إلا أن الريح سكنت . فقال لي : متى تقلع ، فقلت : ما منعني من الإقلاع إلا عدم الريح . فقال لي : خذ عني هذه القفة والسلهامة فقد أثقلتاني . فتقدم بهما ودعا لي بالسلامة وودعته غدوة النهار وأخذت منه فقته وسلهامته . ثم هبت ريح طيبة فسرنا بها يوما وليلة . فانتهينا صبيحة اليوم الثاني إلى ساحل مدينة سلا . فلما نزلت بالشاطئ ، قام إلي أبو موسى من بين العرف وقال لي : أين الأمانة ، فد فعت إليه القفة والسلهامة . فقال لي : قد انقضت حاجتك فأين الأجرة ، فقلت له : أعلمني بها . فقال لي : اكتم علي حتى أموت . فحلفت له أن لا أحدث بذلك مادام حيا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من كبار الأولياء ببلاد المغرب :الشيخ أبو عبد الحق عبد الصمد بن إسحاق الهسكوري والشيخ أبو محمد عبد السلام بن أبي عبد الله محمد بن أمغار الصنهاجي نفعنا الله بهما :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ترجمة الشيخ أبي عبد الحق عبد الصمد بن إسحاق الهسكوري المتوفى عام 591 هـ نفعنا الله به :[/font]
[font=&quot]قال الإمام ابن الزيات المتوفى عام 632 هـ مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو عبد الحق عبد الصمد بن إسحاق الهسكوري من أهل رباط بئر قرن الجدي وبه مات عام أحد وتسعين وخمسمائة وكان من كبار المشايخ وأدرك أبا الأمان بن يلازرج وأبا شعيب وأبا يعزى ، سمعت شعيبا بن جلداسن يقول : سمعت موسى بن عمران تلميذ أبي عبد الحق يقول : مررت مع أبي عبد الحق لزيارة الشيخ أبي يعزى . فكنت أسير معه في الطريق إلى أن أدركني عطش شديد فشكوت إليه مابي من العطش ، فسكت عني ساعة ثم ناولني ركوة فيها ماء بارد عذب فوقه شبه الطحلب فشربت منها حتى رويت وناولته الركوة ثم نظرت إليه بعد ذلك ، فلم أر الركوة ولا رأيت من أخذها منه ، وأخبرني الثقة عن أبي محمد عبد الحق بن عبد الله الميمنوني قال : حدثني أبو واجرو يلول بن يحيي المينوني وكان عبد صالحا أن لصا من السودان قال لأصحابه : لأختبرن أبا عبد الحق ولأسلبن أثوابه حتى أرى مايفعل الله بي على ذلك . وكان أبو عبد الحق يتأخر في المسجد بعد خروج الناس منه . فانتظره اللص بباب المسجد ثم خرج ، فتبعه اللص ثم التفت خلفه فرأى ظلمة تتبعه ، فاضطر إلى اتباع أبي عبد الحق خوفا من الظلمة التي تتبعه إلى أن وصل البحر . فدخل إلى جماعة ، فقاموا إليه وقالوا له : أبطأت عنا منذ ثلاثة أيام . فمشى معهم على الماء وغاب ساعة . ثم خرج إلى الشط ، فرجع إلى القرية واللص يتبعه وقد عاين ماعاين . فالتفت إليه أبو عبد الحق وقال له : ياهذا ، خف الله والزم بيتك . فلزم بيته ولم يخرج منه وأقبل على عبادة الله تعالى إلى أن لحق بالصالحين ، سمعت عيسى بن يعقوب يحدث عن أبي محمد عبد الحق بن عبد الله الميمنوني قال : جئت من بلاد المصامدة ، فمررت بأبي عبد الحق فسلمت عليه فقال لي : ألا تنزل عندنا ، فأبيت ، وكانت حمارتي قد انخلع كتفها وهي لاتقدر على الحركة . فالتفت إليها ونظر إليها ساعة وانصرف . فأبصرتها قد انزعجت بحركة قوية كأنها لم يصبها شيء . فركبت عليها وتوجهت إلى منزلي .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ترجمة الشيخ أبي محمد عبد السلام بن أبي عبد الله محمد بن أمغار الصنهاجي نفعنا الله به :[/font]
[font=&quot]قال الإمام ابن الزيات المتوفى 632 هـ في ترجمته مانصه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أبو محمد عبد السلام بن أبي عبد الله محمد بن أمغار الصنهاجي من أهل رباط تيطن فطر وكان عبد صالحا زاهدا منزويا عن أهل الدنيا ولم يتزوج إلى أن مات . سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن أبي حفص يقول : حدثني أحمد بن شاكان قال : قلت لعبد السلام : رأيتك تركت جميع أمرالدنيا قال رأيتها لاتصلح لي ، فتركتها . قال عبد الرحمن : وكان لايأكل إلا صيد البحر خاصة ، وحدثني عبد الرحمن بن علي قال : حدثني شعيب بن عبد الصمد قال : نفست زوجتي فخرجت إلى الخيمات التي يبيت الناس فيها في زمان الصيف على شاطئ البحر . فأردت أن أبيت في خيمة منها . فأبصرت رجلا يجيء من البحر ماشيا على الماء . ثم اختفيت في الخيمة . فلما وصل إليها نفض كساءه من بلل البحر ثم ذهب إلى المسجد . فاتبعته حتى دخل المسجد . فجاء إلى زاوية منه وجعل يصلي وأنا أراقبه إلى أن صلى الصبح . فأقمت أرتقبه حتى صلى الضحى وخرج من المسجد فإذا هو عبد السلام[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]صوت الحسين التولالي أكسب قصائد الملحون شموخا[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]12:25 | 10.02.2009 الدارالبيضاء: نعيمة النوري | المغربية[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يواصل الفنان سعيد المفتاحي, مقيم بفرنسا, وفاءه لذكرى أستاذه الراحل, الحاج الحسين التولالي, الذي يعتبره من أكبر شيوخ طرب الملحون في المغربو لأنه استطاع التعريف بهذا الفن داخل وخارج المغرب, إلى جانب تقريبه وتحبيبه لفئة كبيرة من الشباب المغاربة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المفتاحي رفقة الراحل حسين التولالي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولا يتوانى المفتاحي, كلما أتيحت المناسبة لذلك, في أن يعيد استحضار قيمة الحاج التولالي, وفضله على العديد من مرتاديه, من عشاق الملحون, فتلامذته, يقول مفتاحي "بالعشرات, إما بطريقة مباشرة وإما عن طريق السمع, منهم سعيد نجاح, ومصطفى السعيدي بالديار البلجيكية, والأمير علي في الولايات المتحدة الأميركية, وحياة العسري, وزهور الإسماعيلي, وماجدة اليحياوي, وغيرهم كثير, كما تتلمذ على يديه مجموعة من الشيوخ الجزائريين عن طريق السماع, لأن الملحون كما يعرف الجميع له عشاق كثر بالديار الجزائرية".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويؤكد المفتاحي, أن الراحل من خيرة العازفين على آلة العود, اشتغل في صمت غير مبال بالأشواك والعراقيل, التي كانت تصادفه في بعض الأحيان, موضحا أنه استطاع التعريف بمجموعة كبيرة من القصائد القديمة و"تحبيبها لأذن المستمع المغربي, مستعينا بخاصية صوته الفيلالي الصافي ذي النفحة الصحراوية, وفصاحته والتدقيق في مخارج الحروف, التي أضفت على هذه القصائد جمالا آخرا وشموخا فنيا بديعا".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد استطاع الراحل أن يدخل فن الملحون لكبريات المسارح العالمية, يضيف المفتاحي, الذي يرى أن الحاج التولالي, "كان أول شيخ مكناسي يدرس الملحون بشكل علمي بمدينة مكناس في المعهد التابع لوزارة الشؤون الثقافية آنذاك, ما جعله الشيخ الوحيد, الذي تخرج على يديه أكبر عدد من الشيوخ في فن الملحون".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويضيف أن التاريخ سيشهد للراحل "أنه نجح في إعطاء طرب الملحون بعدا آخر, خصوصا في ما عرف في سنوات السبعينيات بظاهرة المجموعات, إذ نجح في إعطاء مجموعة جيل جيلالة توهجا آخر من خلال قصائد ملحونية نجحت نجاحا كبيرا, وليقوم بتسجيل هذه الروائع تلفزيا رفقة المجموعة نفسها, من خلال برامج ومسلسل "مسك الليل" للمخرج الراحل يسري شاكر".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]يتحدث المفتاحي عن الراحل التولالي بشغف كبير, وهو يستعيد مراحل حياة أستاذه, الذي يدين له بالكثير في ما وصل إليه, يقلب أوراق تاريخ حياته الفنية بكل ما حملته من إبداع وتفرد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فالراحل من مواليد منطقة تولال سنة 1924 بضاحية مدينة مكناس, كان يمارس الفلاحة, حيث كان مزارعا متمكنا في زراعة الورد. وفي ريعان شبابه شدته الموسيقى وأصبحت هاجسه الوحيد, فكان على حد قوله ينتقل مشيا من منطقة تولال إلى وسط المدينة القديمة بمكناس ليحضر جلسات الملحون في المقاهي الشعبية, التي كانت آنذاك تعتبر مثل النوادي الثقافية, وكان يتردد عليها في ذلك الوقت, الرواد الأوائل لفن الملحون, مثل الشيخ بنعيسى الدراز, والشيخ الخياطي الأب, والشيخ برطال, وآخرون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في أول الأمر كان التولالي يحفظ الأغاني المغربية والشرقية, وبعد ذلك تبناه الشيخ الخياطي وبدأ يلقنه قواعد الملحون و طريقة أدائه, وأفادته معاشرته للأستاذ الشيخ أحمد أكومي, الذي يعتبر صاحب فضل على مجموعة كبيرة من نجوم طرب الملحون.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]في سنة 1958 , انضم إلى جوق مولاي أحمد المدغري للموسيقى الأندلسية وتنبأ له بأن يصبح شيخا من شيوخ طرب الملحون الكبار المتميزين, واحتضنه مولاي أحمد المدغري, وأصبح يرافقه في جوقه ليس فقط لغناء قصائد الملحون, ولكن أيضا للاحتكاك مع العازفين واكتساب مهارة العزف والغناء. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبطموحه الكبير وحبه للفن الأصيل, بدأ الحاج التولالي يبحث عن التميز في الإنشاد, إلى أن وافاه الأجل صباح يوم الاثنين, سابع دجنبر عام 1998.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]موحا أو حمو الزياني[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] من طرف بديعة في الإثنين 5 أكتوبر 2009 - 23:17[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]1- موحا أو حمو الزياني؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من المعلوم أن موحا أو حمو من مواليد سنة 1877م، وكان قائدا مخزنيا على قبائل زيان منذ1887م بمدينة خنيفرة التي اتخذها مقرا لمقاومته الشرسة ضد العدو الفرنسي منذ سنة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1914م. وعمل جاهدا على توحيد كلمة الأمازيغيين بالأطلس المتوسط، و جمع شمل الزيانيين، وكون جيشا مدربا على المقاتلة والتحدي والصمود والوقوف في وجه الأعداء العتاة من الغزاة الأجانب، وتحالف مع القبائل الأمازيغية المجاورة في الأطلسين: الكبير والصغير للوقوف في وجه القوات الفرنسية التي أرادت إخضاع الأطلس المتوسط للتحكم في طرق المواصلات واستنزاف خيرات المنطقة وتطويقها لفرض الأمن قصد استكمال مسلسل الاحتلال واستعمار باقي المناطق المغربية التي لم يتم احتلالها بعد. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ومن المعروف تاريخيا أن زوجته يطو هي التي حولت زوجها موحا أوحمو من خاضع للقوات الفرنسية إلى بطل مقاوم شهم يدافع عن حرمات قبائل زيان باستماتة استشهادية ونبل كبير منقطع النظير. هذا،[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد استمرت مقاومة موحا أوحمو الزياني مدة ست سنوات من 1914م إلى 1920م، ليستشهد البطل المقاوم في معركة "أزلاغن تزمورت" ضد الجنرال "بوميرو" يوم[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]27 مارس 1921م، ويدفن بعد ذلك في مقابر " تاملاكت".[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وقد اشتهر موحا أو حمو الزياني بمعركة لهري الشهيرة التي أذاق فيها العدو الفرنسي شر هزيمة، وسحق فيها معظم قواته المحنكة بفنون الحرب وقواده المعروفين بدراية التخطيط العسكري. ومن ثم، سيصبح موحا أو حمو الزياني دائما من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية، ومن أهم الرجال الشجعان والمجاهدين البواسل الذين يفتخر بهم التاريخ المغربي الحديث والمعاصر، وسيبقى علما منتصبا في صفحات البطولة والمقاومة يتذكره الماضي والحاضر والمستقبل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2- تطور مقاومة موحا أو حمو الزياني؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لم تظهر مقاومة موحا أو حمو الزياني بشكل جلي إلا في سنوات العقد الأول من القرن العشرين الميلادي قبل فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبدقة أكثر، لم تتأجج ميدانيا إلا مع محاولة الفرنسيين التغلغل في السهول[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المغربية استعدادا لغزو جبال الأطلس الشامخة لتطويق رجال المقاومة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الأمازيغ الذين عرفوا بشراسة المعارك وقوة الشكيمة و الرغبة العارمة في[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الاستشهاد والدفاع عن الحرمات والأعراض. وهكذا، نجد موحا أوحمو يصطدم مع الفرنسيين منذ وقت مبكر حينما أرسل بعض قواته للدفاع عن الشاوية منذ سنة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1908م، كما ساهمت قواته في الدفاع عن القصيبة سنة 1913م. وتبقى أهم معركة سيخوضها موحا أوحمو الزياني هي معركة لهري سنة 1914م، ومعركة الاستشهاد في[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]27 مارس 1921م بتاوجكالت.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما قلنا سابقا: إن مقاومة موحا أوحمو انطلقت شرارتها الأولى منذ وقت مبكر قبل فرض الحماية ميدانيا وعمليا، عندما حاول الكولونيل مانجان احتلال تادلا تمهيدا لاحتلال الأطلس المتوسط للقضاء على قبائل زيان ومقاومتهم العتيدة. لذا، وحّد موحا أوحمو وموحا أوسعيد جهودهما لمواجهة القوات الفرنسية الغازية، بيد أن انبساط السهول في منطقة تادلا وتفوق فرنسا عسكريا ونقص الذخيرة عند المقاومين الأمازيغيين سهل الأمر على[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الفرنسيين الدخول إليها في أبريل 1913م. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعلى الرغم من هذا الاحتلال، فقد ألحق قائدا المقاومة الأمازيغية بالفرنسيين خسائر فادحة في الأرواح والبشر في معركة القصيبة التي دامت ثلاثة أيام متواصلة، والتي أدت بالكولونيل مانجان إلى التراجع إلى منطقة تادلا، ولم يدخل الفرنسيون قصبة بني ملال إلا في صيف سنة 1916م، في حين لم تخضع القوات الفرنسية القصيبة إلا في أبريل 1922م، بعد أن جهزت لذلك قوة ضخمة من الرجال والعتاد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]3- سيناريو معركة الهري:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تعتبر معركة لهري الملحمية من أهم المعارك التي خاضها الزيانيون الأمازيغيون ضد المحتل الفرنسي الذي استهدف إذلال الأطلسيين وتركيعهم، واستنزاف خيراتهم واغتصاب ممتلكاتهم، والتصرف في مواردهم وأرزاقهم،والتحكم في رقابهم وحرياتهم التي عاشوا من أجلها. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولايمكن الحديث في الحقيقة عن المقاوم البطل موحا أوحمو الزياني إلا في ارتباط وثيق مع هذه المعركة التي سجلت معالم وجوده بدماء حمراء في صفحات التاريخ الحديث و المعاصر في القرن العشرين الميلادي.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]أ[/font][font=&quot]‌[/font][font=&quot]- دوافــــع معركة لهري:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قرر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المحتل الفرنسي إخضاع جبال الأطلس الكبير والمتوسط والصغير قصد تطويق المقاومة الأمازيغية ومحاصرتها برا وجوا وبحرا من أجل فرض الأمن واستتباب الطمأنينة في نفوس المعمرين الأجانب لاستغلال المغرب واستنزاف خيراته الاقتصادية. لكن احتلال المغرب ضمن أبعاد فرنسا الاستعمارية ونواياها المبيتة لن يكون في صالح الحكومة الحامية إلا بالاستيلاء على الأطلس المتوسط باعتباره ممرا إستراتيجيا يفصل الشمال عن الجنوب، ويفصل أيضا الغرب عن الشرق، ويهدد كذلك وجود فرنسا بالجزائر ومدينة وجدة والمغرب الشرقي الجنوبي، ويهدد كل المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كما يكتسي الأطلس المتوسط أهمية جغرافية واقتصادية على المستوى المائي والفلاحي والغابوي؛ لكونه منبعا لكثير من الأنهار والمصبات بفضل كثرة الثلوج المتساقطة على المنطقة، والتي تتحول إلى مجار وينابيع وعيون مائية تنساب في الكثير من الأنهار كنهر أم الربيع ونهر ملوية ووادي العبيد.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالتالي، تساهم هذه الأنهار والأودية في إنشاء السدود وتوليد الطاقة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الكهربائية، فضلا عن توفر الأطلس المتوسط على خط المواصلات المباشر الذي يربط بين مراكش وفاس عبر أم الربيع وخنيفرة. [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد دفع هذا الوضع الإستراتيجي الإقامة الفرنسية بالرباط إلى التفكير في احتلال الأطلس المتوسط لفتح الطرق والممرات البرية لتسهيل التواصل بين فاس ومراكش وتسخير خيرات الجبال لصالح فرنسا التي كانت تخوض حربا كونية ضد دول المحور التي كانت تتزعمها الإمبراطورية الألمانية بقيادة بسمارك. كما أن أغلب المقاومين الذين كانوا يحاربون فرنسا كانوا يحتمون بجبال الأطلس المتوسط[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولاسيما المقاومين الزيانيين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]و قد أثبت ليوطي المقيم العام بالمغرب في[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]2 ماي 1914م دوافع احتلال الأطلس المتوسط حينما صرح قائلا:" إن بلاد زيان تصلح كسند لكل العصاة بالمغرب الأوسط، وإن إصرار هذه المجموعة الهامة في منطقة احتلالنا، وعلاقتها المستمرة مع القبائل الخاضعة، يكون خطرا فعليا على وجودنا، فالعصاة المتمردون والقراصنة مطمئنون لوجود ملجإ وعتاد وموارد، وقربها من خطوط محطات الجيش ومناطق الاحتلال جعل منها تهديدا دائما لمواقعنا، فكان من الواجب أن يكون هدف سياستنا، هو إبعاد كل الزيانيين بالضفة اليمنى لأم الربيع". [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونفهم من خلال هذا التصريح أن خوض المعركة ضد الزيانيين بجبال الأطلس المتوسط فرضته دوافع إستراتيجية تتمثل في محاصرة المقاومة الأمازيغية التي كانت تساعد القبائل المجاورة والسهول المحتلة من قبل على التحرر والانعتاق من قبضة المحتل الفرنسي الذي بذل مجهودات جبارة من أجل السيطرة عليها وتطويعها.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]ب[/FONT][FONT=&quot]‌[/FONT][FONT=&quot]- سيـــاق معركة لهري ومراحلها:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بعد معارك ضارية في منطقة تادلا إلى جانب رفيقه في المقاومة موحا أو سعيد، تراجع أوحمو الزياني إلى مدينة خنيفرة التي كان قائدا لها، فجمع الزيانيين ووحد القبائل الأمازيغية بالأطلس المتوسط وتحالف مع القبائل الأطلسية المجاورة، فكون جيشا قويا مدربا على الرغم من نقص العتاد والأسلحة والمؤن التي تؤلهم للاستمرار في المعركة مدة طويلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولما فشل الفرنسيون في استمالة موحا أوحمو وإغرائه وتسويفه، قررت القوات الغازية بقيادة الكولونيل هنريس [/FONT][FONT=&quot]Henrys[/FONT][FONT=&quot] أن تشن حرب الإبادة ضده وضد القبائل الأمازيغية وخاصة قبيلة زيان المعروفة بالشجاعة النادرة وقوة الشكيمة كما يعترف بذلك الجنرال گيوم :" لاتكمن قوة الزيانيين في كثرة عددهم بقدر ماتكمن في قدرتهم على مواصلة القتال بالاعتماد على ماكانوا يتحلون به من بسالة وتماسك وانتظام، وأيضا بفضل مهارة فرسانهم البالغ عددهم 2500 رجل، فكانوا بحق قوة ضاربة عركتها سنوات طويلة من الاقتتال. كما كانت أيضا سرعة الحركة والإقدام إلى جانب القدرة العفوية على المخاتلة في الحرب من الصفات المميزة لمقاتليهم..." [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ويتبين لنا من هذا الاعتراف الذي صرح به قائد القوات الأجنبية أن الزيانيين بقيادة موحا أوحمو كانوا من المقاومين الأشداء، ومن المناضلين المتمرسين على فنون الحرب والقتال، يمتازون بالقوة والشجاعة، والاستشهاد في سبيل الله والاعتماد على الإيمان في خوض حروبهم ضد المستعمرين المحتلين، و اختيار حرب العصابات وأسلوب الكر والفر والمقاومة الشعبية السريعة والخاطفة في مواجهة الأعداء المتغطرسين وسحقهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وعلى أي، فقد دخل الفرنسيون بقيادة الكولونيل هنريس مدينة خنيفرة في 12 يونيو[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1914م بجيش تجاوز تعداده ثلاثين ألف محارب، فاضطر القائد موحا أو حمو الزياني إلى إخلائها والاحتماء بالجبال المجاورة للمدينة، فبدأ يشن هجماته المرات والمرات على مدينة خنيفرة، ودخل مع المحتل في مناوشات واصطدامات كثيرة انتهت بخسائر جسيمة في صفوف الجيش الفرنسي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذا، وقد تعسكر موحا أوحمو مع أتباعه في مخيم بمنطقة لهري استعدادا لكل هجوم مباغت وفرارا من مدينة خنيفرة التي سيطر عليها الكولونيل هنريس، وتقع قرية لهري على مسافة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]15 كيلومترا من خنيفرة. ولما علم الكولونيل بوجود موحا أوحمو الزياني[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بمعسكر لهري مع أتباعه القليلي العدد، استغل ليلة شتاء 13 نوفمبر 1914م لمباغتة المقاومين داخل مخيمهم بعد أن أباد الأطفال والشيوخ والنساء بدون رحمة. وهكذا، بادر الجيش الفرنسي بقوات حاشدة لتطويق المقاومة بصفة نهائية، وهنا يقول محمد المعزوزي:" وقام بتنفيذ خطته يوم 12 نونبر، حيث تحرك بأربع فرق تضم 1300 جندي، معززة بالمدفعية، وتوجه إلى معسكر لهري حيث قام بهجوم مباغت على الدواوير ومكان المجاهدين". وكانت المعركة التي ظنها المستعمر الفرنسي سهلة المرامي، فإذا بها تصبح بفضل شجاعة المقاومين الأشداء حربا حامية الوطيس تلطخت بدماء القتلى وجثث الغزاة التي افترشت الثرى بعد الهجوم العسكري الفاشل:" لقد كان الهجوم على معسكر الزياني عنيفا، حيث بدأ في الساعة الثالثة صباحا، وتم تطويق المعسكر من أربعة جهات في آن واحد، ليبدأ القصف شاملا، حيث قذفت الخيام المنتصبة التي تحتوي الأبرياء، وقام الجنود بأمر من لاڤيردور بمهاجمة القبائل المحيطة بالقرية، فيما استغل البعض الآخر [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] الجنود- الفرصة لجمع القطيع الموجود من الأغنام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والأبقار، واختطاف النساء توهما بالنصر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[FONT=&quot]هذا في الوقت الذي كان فيه حشد آخر يقصد الجبل لتمشيطه من المقاومة، وبذلك تحولت منطقة لهري إلى جحيم من النيران، وسمعت أصوات الانفجارات في كل المناطق المجاورة، وظن قائد الحملة العسكرية على لهري أن النصر حليفه، وأنه وضع حدا لمقاومة الزياني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]غير أنه أصيب بخيبة أمل حينما فوجئ برد عنيف من طرف المقاومين ليدرك بعد ذلك أنه ألقى بنفسه وبقوته في مجزرة رهيبة ودوامة لاسبيل للخروج منها." [/FONT]
[FONT=&quot]بيد أن المعركة ستحسب لصالح موحا أوحمو الزياني بعد أن تحالفت معه القبائل الأمازيغية المجاورة، والتي حضرت بسرعة خاطفة خاصة إشقرين وآيت بوحدو وآيت نوح وآيت بويشي وآيت شارط وآيت بومزوغ وآيت خويا وآيت إحند وآيت يحيى وآيت سخمان وآيت إسحق تسكارت وآيت بوحدو ولمرابطين وقبائل زيان. وقد حاصرت هذه القبائل جميعها الجنود الفرنسيين من كل النواحي، وطوقتهم بشكل مباغت ومفاجئ، فواجهتهم بكل الأسلحة الموجودة لديهم من بنادق وفؤوس وخناجر، وقد أبانت هذه القبائل عن محبتها للقائد موحا أوحمو وعن روح قتالية عالية ورغبة كبيرة في الانتقام من الغزاة الطامعين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد أظهرت الحرب هزيمة الفرنسيين بعد مقتل الكثير من الجنود والضباط ؛ مما جعل القواد يطلبون مزيدا من التعزيزات والوحدات الإضافية، لكن موحا أوحمو لم يترك لهم فرصة الانسحاب، فتتبع قواتهم الفارة، فحاصرها من كل النواحي إلى أن فتك بالكولونيل لاڤريدور عند نقطة بوزال؛ مما اضطر باقي جنوده إلى الإذعان والاستسلام لقائد قبائل زيان، بعد أن تمكن المقاوم الأمازيغي موحا أو حمو من القضاء على نصف القوات الغازية المعتدية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ج[/FONT][FONT=&quot]‌[/FONT][FONT=&quot]- نتائــج المعركة:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]حققت معركة لهري التي قادها البطل المقاوم موحا أو حمو برفقة الزيانيين والقبائل الأمازيغية المتحالفة نتائج إيجابية على جميع الأصعدة، ولاسيما أنها كبدت المستعمر المحتل عدة خسائر في العتاد والأرواح البشرية، فكانت بمثابة فاجعة مأساوية بالنسبة للفرنسيين حتى قال الجنرال " كيوم "[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]Guillaume[/FONT][FONT=&quot]أحد الضباط الفرنسيين الذين شاركوا في الحملة على قبائل الأطلس المتوسط في مؤلفه "البربر المغاربة وتهدئة الأطلس المتوسط (1939/1912):[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]"لم تمن قواتنا قط في شمال إفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة"[/FONT][FONT=&quot]•[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد بين محمد المختار السوسي في كتابه "المعسول" بأن معركة لهري أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصية عسكرية ذات الرتب العالية ناهيك عن أسر الكثير من الجنود، وفي هذا الصدد يقول :" ومن أكبر الوقائع في الحروب وقعة الهري التي استوصل(قتل) فيها رؤساء جنود الفرنسيين أكثر من 20 فيهم الكولونيلات([/FONT][FONT=&quot]colonels[/FONT][FONT=&quot]) والقبطانات ([/FONT][FONT=&quot]capitains[/FONT][FONT=&quot]) والفسيانات([/FONT][FONT=&quot]officiers[/FONT][FONT=&quot])، وتفصيلها أن العسكر الفرنسي تقدم بقوة عظيمة وتوغل في تلك الجبال إلى أن وصل الهري المذكور، فانقض عليه عسكر زيان (بزعامة موحا أو حمو الزياني)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومن معهم وسدوا عليهم المسالك التي سلكوها وجعلوا يقتلونهم كيف يشاؤون ويأسرون إلى أن أفنوهم". [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد ترتبت عن هذه المعركة مقتل 33 قتيلا من الضباط و650 قتيل من الجنود و176 جريح، وغنم المقاومون المغاربة كثيرا من العتاد العسكري الحديث، فحصلوا على 3مدافع كبيرة و10مدافع رشاشة وعدد كبير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من البنادق وعشرات الخيول المحملة بالذخيرة الحربية والمؤن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]4- مصير مقاومة موحا أوحمو الزياني:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خاض موحا أو حمو الزياني بعد معركة لهري عدة معارك ضد القوات الفرنسية حقق فيها نتائج إيجابية، حيث فرض القائد موحا أوحمو الحصار على مدينة خنيفرة، وهاجم رجاله قوافل التموين المتجهة إليها إبان فترة الحرب العالمية الأولى. لكن تطويق فرنسا للمقاومين الزيانيين الذين أحسوا بالتعب والإعياء والبؤس، ومحاصرتهم لهم برا وجوا عن طريق قنبلة القرى بالطائرات، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس التي حالت دون تسهيل ربط الاتصالات والتحالفات مع القبائل الأطلسية المجاورة. فقد جعل كل هذا موحا أو حمو الزياني يستبسل بشرف وشجاعة قل نظيرها في آخر معركة بطولية يخوضها ضد المحتل الفرنسي الغاشم وهي معركة أزلاغن تزمورت بنواحي تملاكت يوم 27 مارس 1921م، حيث أصيب موحا أو حمو برصاصة العدو الاستعماري التي أودته شهيدا، وكانت تلك الرصاصة بمثابة تأشير على نهاية لمقاومة بطولية أمازيغية شرسة دامت ست سنوات من المقاتلة والعراك المظفر الباسل، أظهرت بكل جلاء ووضوح للعدو الفرنسي شجاعة المقاومين الأمازيغيين بصفة خاصة والمغاربة بصفة عامة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولم يكن سبب فشل مقاومة سكان الأطلس المتوسط والكبير والصغير في الحقيقة هو ضعف القدرة القتالية عند الأمازيغيين المغاربة، وإنما كان سببها يعود إلى ضعف التأطيروالتنظيم ونقص في الإمكانيات المادية والمالية ونقص في الأسلحة والذخيرة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبموت القائد المناضل موحا أوحمو الزياني خلا الجو للفرنسيين الغزاة لاستكمال خطتهم العسكرية في احتلال المغرب لاستنزاف خيراته، وامتلاك ثرواته وتصديرها إلى الأسواق الفرنسية والعالمية قصد خدمة مصالح[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]رأسماليتها المغتصبة وإشباع أهوائها الجشعة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]خاتمة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعليه، سيبقى موحا أوحمو الزياني من أهم أعتى أبطال المقاومة الأمازيغية في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر بفضل معاركه المظفرة التي خاضها ضد الفرنسيين الذين حاولوا تسخير المغرب لصالحهم واستغلال ثرواته طمعا وجشعا، وطمس الهوية البربرية بمسخها وتشويهها، والإساءة إلى حرمات الأمازيغيين وأعراضهم، والمس بشخصيتهم الدينية المبنية على حب الإسلام وتقديس الجهاد في سبيل الله، وزعزعة ثقتهم عن طريق خلق الفتن والإحن بمحاولة فصلهم عن إخوانهم العرب.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بيد أن أمازيغ جبال الأطلس المتوسط، استطاعوا أن يصدوا المحتل وأن يلقنوه درسا في الصمود والتحدي وخاصة في المعركة الشهيرة التي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كانت بمثابة نقطة سوداء في تاريخ فرنسا بالمغرب وهي معركة لهري التي[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]اندلعت في سنة 1914م، وأودت بالكثير من الغزاة الفرنسيين، وأخرت احتلال المغرب من قبل المستعمر الفرنسي لسنوات عدة إلى أن استشهد موحا أو حمو الزياني سنة 1921م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لكن المقاومة المسلحة المغربية وإن توقفت مع بداية الثلاثينيات، فإن مقاومة أخرى ستنطلق شرارتها وهي المقاومة السلمية التي تأجج أوارها مع الحركة الوطنية، والتي سيسفر عنها ثورة الملك والشعب وظهور[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]جيش التحرير في سنوات الخمسين ليحصل المغرب بعد ذلك على استقلاله سنة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]1956م.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن عبد الله الفاسي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإمام العارف بالله سيدي محمد بن عبد الله معن الأندلسي ولد سنة 986 هـ ، حفظ القرآن في صباه وجود قراءاته بحرف نافع على الشيخ أحمد بن عثمان اللمطي وقرأ ما تيسر من أمهات الكتب وتصدى لطلب العلم, أخذ عن الشيخ أبي المحاسن يوسف بن محمد بن يوسف الفاسي و أبي محمد عبد الرحمن الفاسي, ثم اشتغل بالتكسب وأولع بالعبادة, لما توفي رحمه الله دفن في روضته خارج باب الفتوح داخل قبته المعروفة به .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ظهر بريق الشيخ أبي عبد الله محمد بن السيد محمد بن عبد الله معن الأندلسي ابن أحد تجار فاس و أعيانها و قد كان لأبيه بفاس تجارة مهمة و ثروة لا يمكن الإستهانة بهما, وهو من ذرية الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي الفهري الذي أخذ الطريقة الشاذلية عن شيخه عبد الرحمان المجدوب و كان الوارث له,و لقنت الطريقة الشاذلية عند آل الفاسي منذ يوسف الفاسي و الذي استخلفه أخوه الشيخ أبو زيد عبد الرحمان و بقيت كذلك مدة وبعد عبد الرحمان الفاسي أخذ محمد بن عبد الله معن مشعل العلوم حيث اجتمعت الأمة على كونه وارث سر الشيخ عبد الرحمان، فأذن له للإنتصاب للدلالة على الله,و قد أتاه الطلبة من كل أرض,فعظم شأنه و اشتدت شوكته و داع صيته و بلغ بذلك المكانة الكبرى عند أصحاب الزمان ،فلم يزده ذلك إلا زهدا و ورعا و سيرا على طريقة السلاف,و بعدها شرع في بناء زاويته التي باقصى حومة المخفية وبها تسمى حي رأس الزاوية من بعد ذلك,فتصدى لدلالة الخلق على الله و تخرج على يده العديد من العلماء و الطلبة فلا طالبا للطريقة الشاذلية من بعده إلا و قد اخذها عنه أو عن عقبه. وبعد وفاته رحمه الله ترك العديد من البنين و البنات من بينهم ابنه البار أبو العباس احمد الذي كان من أتباع أبيه فلم يستطع أن ينال إرث أبيه من حمل مشعل الشاذلية فاتفق العامة على أن وريث سر الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن إنما هو صاحبه الشيخ الصوفي أبي القاسم الخصاصي الذي كان من أتباعه و قد لازمه مدة سنين فتصدى الشيخ أبي القاسم للدلالة على الله في الزاوية العبدلاوية مدة من الزمن إلى وفاته (رحمه الله)إهـ[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]محمد بن قدور الوكيلي[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو العارف بالله, الحامل لكتاب الله, المنقطع إلى الله, شريف النسب من بني "أوكيل" بضواحي الناضور, الشيخ محمد بن أحمد بن العربي بن المختار بن محمد, أما "بن قدّور" فكان لقبه. تعلم القراءة و الكتابة أيام شبابه ثم حفظ القرآن على يد فقيه من أهل البركة و الصلاح بقبائل القليعة, فكان هذا الأخير يكتب لسيدي محمد بن قدّور القرآن في اللوح و يرسم له في الأخير إسم الجلالة "الله" و يقول له: "إذا حفظت ما في اللوح فغمّض عينيك و قل "الله" بالتكرار", فكان يفعل ما أمره شيخه حتى نزل به حال مرة و غشي عليه, فأتاه الفقيه فوجده ملقى على الأرض غائباً فحركه فلم يتحرك فظن أنه ميت فخاف على نفسه و هرب من ذلك المسجد, فلما أفاق سيدي محمد بن قدّور, خرج هائماً على وجهه إلى أن دخل الجزائر فالتقى برجل من أهل الله فقال لسيدي محمد بن قدّور: " لولا جدّك المصطفى لما قلت لك شيئاً و أنا رجل عقيم, و لكن حاجتك عند القطب سيدي محمد بن عبد القادر الباشا في الغرب ببلاد "الخرّوب", فرجع قافلا إلى المغرب و اتصل بالشيخ المذكور و تجرّد لخدمته فحسده بعض أقارب الشيخ, فأمره شيخه بالذهاب خوفا عليه, فغادر زاويته و قصد محلة تحت الجبل غير بعيدة عن الزاوية ليبقى قريبا من شيخه فقد كان يعّز عليه مفارقته, فكان يختفي عن الأنظار بالنهار و يأتي بالليل الكلأ لمواشي دواب الشيخ و كان إذا غلبه الجوع يأكل الحلزون و بقي على ذلك مدّة من الزمن.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ثم ذات ليله رآه بعض أقارب الشيخ يتحرك بين المواشي و الدواب, فظن أنه سارق, فأخبر الشيخ, فترقب الشيخ محمد الباشا مجيئه في الليلة الموالية فرآه و ناداه و قال: "من هذا؟" فرّد عليه: " أنا ابن قدّور" فاستدعاه و جلس بجانبه و تحادثا, ثم دخلت عليهم خادمة و قالت للشيخ الباشا:" يا سيدي, لم أجد الآنية التي نخبز عليها عادة الخبز", فلما سمع سيدي ابن قدّور كلامها ذهب إلى أحد أسواق القليعة و اشترى آنية و هي عادة مصنوعة من اللوح و ثقيلة شيئا ما, فحملها على ظهره ماشيا إلى بلد الخروب قاطعاً بها مسافة طويلة و وضعها أمام شيخه فسأله: " من أين جئت بها؟", فرّد عليه: "من أسواق القليعة", فتعجب الشيخ من هذا الشاب الصابر الذي يطلب بذلك رضا شيخه, فأمره بالرجوع إلى بلدته لنشر الطريق و قال له: "إذهب إلى بلدك و لك الإذن و لكن كن كريما, و احذر إخوانك الشرفاء الحسدة".[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فقصد راجعا إلى بلده بني "أوكيل", فتزوج و استقّل بالدعوة إلى الله و الدلالة و تلقين الأوراد فكثر أتباعه و مريدوه, فحسده إخوانه الشرفاء و دسّوا عليه من يقتله, و ذات يوم, بينما هو بعيد عن العمران في الجبل, إذ برجل قادم عليه و بيده سكين ينوي قتله, فجعل سيدي ابن قدّور يعظه و يخّوفه من عقاب الله, فلم يرجع الرجل, و قصده شاهر عليه السكين فبادره سيدي ابن قدّور فرماه برصاصة من بندقيته فقتله, ثم نزل إلى داره و هاجر بأهله و أولاده من حينه و نزل جبل "عين زورا" و حفر فيه كهفين, اتخذ أحدهما مسكنا و الثاني لتعليم الأطفال القرآن و الاجتماع على ذكر الله, فاجتمع عليه الفقراء, فاشتهر بعد ذلك أمره و داع بين القبائل ذكره, فجاءته جماعة من قبيلة بني "أويحيى" الذين كانوا قد سبق لهم الإنتساب إليه و ذهبوا به إلى بلدهم ليلاً, و لما وصلوا إلى جبل "كركر" قال لهم:" هذا هو المستقر إن شاء الله", فنزل هناك و بنى زاوية حوالي 1844 م / 1260 هـ و صار يدعو إلى الله و يلقن الإسم الأعظم لمن يريده, فانتفع به خلائق لا يحصون كثرة و تخرج على يده رجال و مشايخ كثرة و بقي على حاله إلى أن توفي رضي الله تعالى عنه حوالي 1884 م / 1301 هـ و دفن بزاويته التي لا تزال قائمة بجبل "كركر" الذي اشتق الناس منه لقب الكركري للشيخ محمد بن قدّور.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]المصدر[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كتاب ذوي النهي و البصائر بتراجم الشيخ العلاوي و شيوخه و بعض خلفائه الأكابر, لعبد ربه البوزيدي الناضوري[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ملاحظة: لم يذكر المؤلف شيخ سيدي ابن قدور الذي يعتمد عليه العلاويين في السلسلة و هو سيدي أبو يعزى المهاجي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أحمد قدامة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](خاص بموقع مشاعل القصر الكبير)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ولد الشاعر أحمد قدامة سنة 1912م بمدينة القصر الكبير، وحفظ بها القرآن الكريم، وتلقى تعليمه الأولى على يد نخبة من علماء المدينة وفقهائها.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]كان والده عبد الرحمن قدامة « عالما جليلا، وفقيها مقرئا، قام بالخطابة والإمامة بالمسجد السعيد بعدوة الشريعة .. وكان وراقا معتنيا بالكتب والمخطوطات » (1)، فنشأ ابنه أحمد « في بيت علم وزهد وتصوف، فارتوى من هذه المنابع وتشبعت روحه بها » (2).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبعد قضاء مرحلة من التكوين بقصر كتامة ارتحل المترجَم إلى مدينة فاس للأخذ عن علماء القرويين « فأخذ عن علمائها ما اكتمل به علمه وفاض به عقله » (3) كما « احتك بقادة الحركة الوطنية الوليدة » (4)، فتشكل لديه وعي بقضايا الوطن الواقع تحت السيطرة الاستعمارية.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]ولقد كانت الرحلة إلى فاس سبيلا لتوسيع مدارك الرجل وتعميق وعيه بسبل تغيير الواقع المعيش، ولذلك نراه بعد رجوعه إلى القصر الكبير يوزع جهوده على جسرين كبيرين من جسور الانطلاق والتحرر : جسر العمل الثقافي والتربوي في أفق تحرير العقول، وجسر العمل السياسي الوطني الذي يصبو إلى تحرير تراب الوطن.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فأما على المستوى الأول فلقد حز في نفس صاحبنا، وقد عاد إلى مسقط الرأس بعد رحلة الطلب، أن يجد مدينته « مجتمعا غارقا في السبات العميق، خيم عليه الجهل بكلكله والليل بظلامه الحسي والمعنوي .. » (5)، فشرع يتصل ببعض رفاقه ممن يشاركونه همومه وتطلعاته، فاتفق وإياهم على « برنامج عمل يهدف إلى إيقاظ الهمم وبعث الوعي في أوساط المواطنين » (6).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأقدر أن الرجل كان على وعي تام بأن معركة التحرير تبدأ بتحرير العقل من ظلام الجهل والخرافة أولا، ولذلك « فتح الفقيد مدرسة لإعطاء دروس في مختلف المواد صادفت الإقبال والتشجيع، واستفاد من دروسه كثير من المواطنين » (7)، وقام كذلك « بالتدريس بالمدرسة الأهلية الحسنية الحرة، التي أنشأتها الحركة الوطنية بالقصر الكبير لتعليم أبناء المواطنين التعليم العربي الإسلامي الصحيح » (8).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالإضافة إلى ذلك فقد أدرك الراحل أهمية العمل الثقافي عموما، والمسرحي خصوصا، في بث الوعي الوطني، ف « عمل مع رفاقه على تكوين جمعية للتمثيل، فقدمت عدة روايات عالجت مختلف المواضيع التي لها علاقة بأحوال المجتمع القصري آنذاك، كما قدمت روايات تاريخية أحيت أمجاد التاريخ المغربي والعربي وبطولات رجالاته، كان لها أعظم الأثر في بعث وعي وطني وشعور بالقومية المغربية والهوية الإسلامية الحقيقية، ورغم ما كان يتطلبه هذا العمل النضالي الثقافي من مجهودات مادية ومعنوية لم تكن متوفرة لهذه الزمرة الرائدة، فإن العزيمة القوية والإرادة الحسنة والإخلاص في العمل، كانت هي الركيزة التي اعتمدت عليها في إنجاح عملها وإبراز مواهبها والتغلب على جميع الصعاب والعراقيل التي وضعها الاستعمار ومن كان يسير في ركابه لإطفاء هذه الشعلة التي كان يُحسب لها حسابُها » (9) ...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وأما على مستوى العمل السياسي الوطني فلقد « أسهم [ مترجَمُنا ] في تأسيس فرع الحركة الوطنية الإصلاحية بالقصر الكبير منذ ظهورها في بداية الثلاثينات بتطوان، وأصبح محليا أحد قادتها الرئيسيين » (10)، وقد عمل « بجانب إخوانه في فرع حزب الإصلاح الوطني بالمدينة قبل الاستقلال أيام الأزمة والأوقات الحالكة التي عرفناها بعد أن أبعد الاستعمار رمز الأمة وبطلها جلالة المغفور له محمد الخامس رحمه الله، إذ كان فقيدنا الوفي المخلص والمناضل الفذ لم يترك مناسبة ولا عيدا ولا حفلا إلا شارك فيها بخطبه البليغة المعبرة والمؤثرة أو بقصائده الشعرية التي كانت تفيض وطنية وحماسة. هكذا استمر عمله بفرع حزب الاستقلال بعد اندماج حزب الإصلاح فيه، ما بدل ولا غير، ولا أصابه الوهن ولا التوقف إلى أن توج نضال المغاربة برجوع الملك المبعد، وحصول المغرب على استقلاله ووحدته .. » (11) ...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وعموما فلقد ناضل الشاعر أحمد قدامة [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] رحمه الله تعالى [/font][font=&quot]–[/font][font=&quot] مع رفاق المرحلة على جبهات عديدة، في المدرسة، والجمعية، والحزب .. و « ألهبت خطبه البليغة وقصائده الحماسية مختلف الشرائح الاجتماعية في مختلف المناسبات والأعياد الوطنية .. وكان مثالا للتضحية ونكران الذات، فعاش عفيفا مقدرا من الجميع إلى أن توفاه الله إليه عشية يوم الثلاثاء 20 من جمادى الثانية 1413 ه، الموافق ل 15 من ديسمبر 1992م، ودفن بالقصر الكبير » (12).[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وإذا كانت خطب الراحل، ودروسه، ومشاركاته الثقافيه لم توثق، وصارت في حكم الضائع والمفقود كما هو " المكر التاريخي " مع كثير من الأفذاذ والعلماء الأجلاء .. فلقد قامت جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير مشكورة بتجميع ديوان الشاعر أحمد قدامة وطباعته، وهو الديوان الذي صدر سنة 2004م تحت عنوان " طير الخلود "، متضمنا ما أمكن تجميعه من قصائد ومقطوعات في مجالات وأغراض شعرية متعددة ( وطنيات / تأملات / رثاء / هجاء ...الخ )، وقد سهر على إعداده للطبع السادة الأساتذة بوسلهام المحمدي، ومحمد العربي العسري، ومصطفى الطريبق، ومحمد أخريف، وقدم له الأستاذ بوسلهام المحمدي بدراسة حول " المضمون الوطني والاجتماعي في شعر أحمد قدامة " نقرأ من فقراتها : « إن قراءة فاحصة للديوان تبين أن أغلب شعره يرتبط إلى حد كبير بالفترة الزمنية التي عاشها، فترة عهد الحماية التي عانى فيها الشعب المغربي الأمرين من لدن سلطات الحماية الغاشمة والتي أبدى فيها المواطنون .. ضروبا من المقاومة والصمود ما لا مزيد عليهما.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويرتبط أيضا بالظروف الاجتماعية التي كان الشاعر واقعا تحت تأثيرها، وهي ظروف عانت من اختلالات قوية : ظلم استعماري صارخ، فقر وضنك مادي منتشر، انحطاط وانحراف خلقي يدب في أوصال المجتمع، ضعف في الروح الدينية أخذ يسري في نفوس الكثيرين : رأى فيها الشاعر انحرافا عن الخط المستقيم الذي كان يود أن يحياه. وهذه الظروف السيئة وجدت لها تربة خصبة في نفسية الشاعر ... » ( الديوان ص 08 /09).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الإحالات :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](1) عبد السلام القيسي الحسني، من شهادته في حق أحمد قدامة، منشورة في " طير الخلود" لأحمد قدامة، ط01، مطبعة الأمنية بالرباط،2004م، ص129 -131.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](2) " طير الخلود " لأحمد قدامة، ظهر الغلاف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](3) عبد السلام القيسي، مرجع سابق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](4) أدباء ومفكرو القصر الكبير المعاصرون، لبوسلهام المحمدي، ط01، مطبعة ألطوبريس بطنجة، 2008م، ص84.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](5) عبد السلام القيسي، مرجع سابق. (6) نفسه. (7) نفسه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](8) أدباء ومفكرو القصر الكبير المعاصرون، ص84.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](9) عبد السلام القيسي، مرجع سابق.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](10) أدباء ومفكرو القصر الكبير، ص84.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](11) عبد السلام القيسي.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](12) طير الخلود، ظهر الغلاف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot] [/font][font=&quot][/font]
[font=&quot](ورقة من إعداد الأستاذ أبو الخير الناصري)[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]العلامة سيدي عبد الجليل القصري العالم العامل [/font]
[font=&quot]عبد القادر الغزاوي القصر الكبير 24 : 04 - 05 - 2012[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]يعتبرالعلامة عبد الجليل القصري من أبرز العلماء والمتصوفة والفقهاء المغاربة، ومن العلماء العاملين ومن الأيمة المتقين الذين برزوا في العصر الموحدي، ويعد من أشهرالمهتمين بالفقه والحديث والتفسير، وأصبح إسمه من ألمع الأسماء في الشرق والغرب .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]مولده ونشأته:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]هو أبو محمد عبد الجليل بن موسى الأوسي الأنصاري الأندلسي القصري، من أهل حصن فرنجولش من أحواز قرطبة، (فأسرته هي من الأسر الأندلسية التي هاجرت إلى المغرب وحلت بمدينة القصر الكبير خلال القرن الخامس الهجري) ، حيث استقرت بمدينة القصر الكبير الواقعة بشمال المغرب، ونشأ وترعرع بهذه المدينة فاشتهر بالقصري نسبة إليها، ولم أقع على تاريخ ولادته، رغم العديد من كتب التاريخ والتراجم التي تناولت حياته لم تشر إلى تاريخ ومكان ولادته، ولم تتحدث عن الطريقة التي نشأ عليها ولا إلى تعليمه، ولا إلى ترجمة وافية لحياته، إلا نتفا قصيرة وأخبارا ضئيلة، ،رغم أنه كان من العلماء والزهاد والفقهاء المشهورين، ومن الشخصيات العلمية المعروفة في الشرق والغرب .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول الأستاذ محمد المغراوي:( ورغم أن مصادر متعددة أندلسية ومغربية ومشرقية أوردت ترجمة لهذا العالم، وذكر في تراجم غيره من تلاميذه وأصحابه. فإن المادة الموجودة حوله محدودة ومتكررة...) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ونجد أن أبا علي صالح بن عبد الحليم الإيلاني في كتابه مفاخر البربر، ينسب العلامة عبد الجليل القصري إلى الفقهاء والأعلام من البربر، الذي درسه وحققه عبد القادر بوباية، وفي الهامش يشار على أنه (من أهل قصر كتامة) . وكذلك نجد أن محقق كتابه (شعب الإيمان) سيد كسراوي حسن عند ذكر شهرته بالقصري يقول :(وهي نسبة لنزوله بقصر عبد الكريم وهو قصر كتامة وهي مدينة بالجزيرة الخضراء من أرض الأندلس ) . هذا خطأ، والصواب أن قصر عبد الكريم وقصر كتامة هما مدينة القصر الكبيرالحالية التي تقع بإقليم العرائش بشمال المغرب، وليس بالجزيرة الخضراء كما أورد المحقق لكتاب (شعب الإيمان) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد عاش العلامة أبو محمد عبد الجليل القصري في القرن السادس الهجري خلال حكم الدولة الموحدية (524-667ه /1130-1269م )، التي ازدهرت في عصرها الحركة الفكرية والأدبية والعلمية .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تكوينه وتعليمه :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لقد تتلمذ خلال تعليمه بمدينة القصر الكبير على يد بعض العلماء والشيوخ الذين كان لهم الفضل في تكوينه الفكري والديني، وخاصة الولي الصالح أبي الحسن علي بن خلف بن أبي غالب القرشي الأنصاري الأندلسي، (المتوفى سنة 568ه /1173م )، ولي مدينة القصر الكبير والمشهور عند أهلها بسيدي علي أبي غالب، وأبو محمد عبيد الله أحد علماء الأندلس. ويقول ابن الزبير صاحب كتاب صلة الصلة: (روى عن أبي محمد بن عبيد الله ، وعن الحاج أبي الحسن الكناني ابن حنين، أخذ عنه الموطأ بمدينة فاس، وعن أبي الحسن بن غالب الأنصاري الجليل، شيخ الصوفية في وقته، ولازمه بقصر كتامة وفتح على يديه، وكان أبو محمد عبدالجليل من العلماء العاملين، وأحد أئمة المتقين آثر التفرد والانقطاع عن الناس) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وتشير بعض المراجع التي تناولت حياته، إلى أنه كان يتردد على مدن فاس وطنجة وسبتة من أجل إتمام دراسته وتعليمه أو لقاء بعض العلماء والفقهاء، فأصبح من كبار العلماء والمفسرين والمتصوفين والزهاد في المغرب، ومن العلماء العاملين، وخاصة بمدينة القصر الكبير التي تعد مأوى للمريدين وطالبي العلم، وكان كثير العبادة والاجتهاد في العلم والفقه، حيث يقول عنه صاحب كتاب أنس الفقير ابن قنفذ: (كان كثير البكاء ومن عباد الله الصالحين الملازمين للعبادة) . ويعتبر من المفسرين والمتصوفين الذين ظهروا خلال العصر الموحدي الذي ظهر فيه طائفة من أقطاب العلم والتصوف بالمغرب، والذين كانوا منشغلين بالعلوم الدينية من تفسير وحديث وفقه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد أخذ عن العلامة عبد الجليل وتتلمذ على يديه بعض العلماء والفقهاء، وخاصة أبو يعزى، وأبو الحسن علي بن محمد الغافقي، وعبد الوهاب ابن رشيق القصري المتوفى سنة 650ه /1252م،[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وعبدالله بن محمد الصنهاجي النامسي الطنجي، وأبو الربيع سالم، وأبو عبد الله الأزدي، وأجاز لأبي محمد بن حوط الله سنة 601ه /1205م، وأبي عبد الله بن هشام، وهما من علماء الأندلس . وجاء في كتاب حرب الريف التحريرية للبوعياشي أن الشيخ أبا القاسم ابن الصبان من علماء فاس المتوفى بسبتة حوالي سنة 650ه/ 1252م أنه ( قرأ بعض التفسير على الشيخ عبد الجليل بن موسى القصري) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبمدينة القصر الكبير كان يلقى دروسه العلمية بأحد مساجدها ويداوم الحضور به، الذي يقع بحي باب الواد بدرب يحمل إسمه، وهو لازال قائما إلى اليوم. ويقول الأستاذ الحاج عبد السلام القيسي: ( وكان مسكنه بالقصر مأوى للمريدين، وله مسجد عرف باسمه يقع بدرب العلوج بالمدينة القديمة، حي العطارين بباب الوادي وكان يلقي به دروسه سمي بمسجد سيدي عبد الجليل، وهو مسجد تقام به الصلاة إلى يومنا هذا، ويحتاج إلى إصلاحات وعناية) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويقول الحاج البوعياش عند ذكر ترجمة الشيخ عبد الجليل في كتابه حرب الريف التحريرية أنه :( من قصر كتامة كان آية في تفسير القرآن الكريم وكان يتولى تدريس التفسير بقصر كتامة، فقد حكى عنه الشيخ أبو محمد عبد الرزاق الجزولي الذي كان شيخا بمصر، أنه جال في أقطار المغرب، قال فما قرع سمعي فيها مثل رجل يفسر كتاب الله العزيز بقصر كتامة اسمه عبد الجليل بن موسى. وهو الذي تقدم في ترجمة الشيخ الصبان بأن له تفسير في القرآن في ستين مجلدا لكل حزب مجلد، قال الشيخ لبن الصبان، فلما رجعت إلى المغرب قصدت زيارة عبدالجليل، فرأيت رجلا عالما، فأقمت عنده سبعة أيام، أول ليلة بت عنده استفتح بعد العشاء الأخيرة الكلام في شرح سورة ق. فأقمت عنده السبع الليالي وهو يتكلم في معنى القاف) . وهذا يدل على المكانة الرفيعة والشهرة الرحبة التي كان يتمتع بهما العلامة عبد الجليل في مجال العلم والفقه والتصوف.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقد وقع في خلاف مع بعض علماء القصر الكبير، الشيء الذي دفعه إلى السفر إلى مدينة سبتة التي كانت تعتبر من المراكز العلمية بالمغرب، فاستقر بها وتابع نشاطه العلمي بها إلى آخر أيام حياته . وجاء في كتاب التشوف لابن الزيات ( وكان بقصر كتامة مأوى للمريدين. فنالته محنة أخرجته من بلده. فاستقر أخيرا بمدينة سبتة) .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]مؤلفاته :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ترك مترجمنا مجموعة من المؤلفات ( كلها جليلة مفيدة في بابها، لم يسبق إليها، وكلامه في طريقة التصوف سهل، محرر مضبوط بظواهر الكتاب والسنة) ، التي تتناول الفقه والحديث والتفسير. منها : شعب الإيمان، وتفسير القرآن ، وشرح الأسماء الحسنى ، والمسائل والأجوبة ، وتنبيه الأفهام في حل مشكل أحاديث النبي عليه السلام .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويعد كتابه (شعب الإيمان) نفيسا ومن الكتب المعتمد عليها، سواء في الشرق أو الغرب، وهو من أهم الكتب الصوفية التي كانت تدرس. وكانت توجد نسخة منه في خزانة مسجد سيدي الهزميري بمدينة القصر الكبير.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ويعتبر كتابه (تفسير القرآن) من أهم كتب التفسير، وهو يقع في ستين مجلدا، فسر في كل مجلد حزبا من القرآن .[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفاته :[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]لما حل بمدينة سبتة قادما إليها من مدينة القصر الكبير، بقي بها إلى أن وافته المنية بها سنة 608ه /1212م، وأقبر بها بمقبرة الربض البراني، ويقول صاحب كتاب اختصار الأخبار محمد بن القاسم الأنصاري السبتي في حديثه عن مقبرات ثغر سبتة : ( وبمقبرة الربض البراني داخل سور البحر من الموضع المعروف بمضرب الشبكة... ومن أشهرها في زماننا في المقبرة المذكورة قبر الشيخ الولي الإمام الصوفي العارف أبي محمد عبد الجليل الأوسي الأندلسي نزيل قصر كتامة والناس ينسبونه إليه صاحب شعب الإيمان مزار مشهور والدعاء عند قبره مستجاب) . عليه رحمة الله. (إنا لله وإنا إليه راجعون) .[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الفقيه محمد بن الحسن الحجوي: تعليم الفتيات ومشاركة المرأة الرجل في الحياة الاجتماعية [/font]
[font=&quot]التجديد : 13 - 09 - 2010[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]اعتبر الفقيه محمد بن الحسن الحجوي أن الرقي لن يحصل دون تهذيب المرأة وتعليمها تعليماً متوسطاً ينطبق على مقتضيات القرآن والسنة وعمل السلف، ويأخذ بعين الاعتبار قابلية أمتنا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]واعتبر الحجوي التعليم شرطاً أساسياً لركوب الحداثة لذلك طالب بإصلاحه وتعميمه، وبالأخذ بالعلوم العصرية والانفتاح على اللغات الأجنبية دون التخلي عن اللغة العربية، التي يجب تطويرها وجعلها لغة قادرة على استيعاب التجديد ودون إهمال للعلوم الدينية والأدبية. وأولى أهمية كبرى للتعليم العملي في مدارس متخصصة تهتم بكل الميادين التجارية منها والفلاحية والصناعية. وفيما يلي مقتطف من كتابه تعليم الفتيات لا سفور المرأة:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إن فكري في هذه تعليم الفتيات ومشاركة المرأة الرجل في الحياة الاجتماعية مشهور لديكم منذ جهرت به سنة 1341 ه بالمؤتمر الذي انعقد هنا بالرباط في محاضرتي التي سارت بها الركبان وهو أن يعلمن تعليما عربيا إسلاميا، على نحو تعليم السف الصالح نساءهم، من غير أن يؤدي ذلك إلى السفور ورفع الحجاب الذي يأباه الدين والقرآن، ومكارم الأخلاق وحفظ النسل لأنه مثير للشهوة مضاد للحياء والحشمة. وقد دللت على ذلك بأدلة بسطتها في المسامرة السالفة التي طبعتها النهضة التونسية في نفس الجريدة ثم طبعتها طبعة خاصة ونشرتها وتقبلها العالم الإسلامي شرقا وغربا بأكمل قبول. ويأتي لنا ترجمة ماذا تتعلم الفتاة، وحدود تعليمها، ففيه زيادة وبيان.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]أدلته: ألأول: أني لم أقف في الكتاب والسنة على دليل يمنع المرأة من العلم، أي علم، أو يوقفها عند حد محدود في التعليم العربي الديني. بل الأصوليون صرحوا أن المرأة يجوز أن تصل إلى رتبة الاجتهاد في علوم القرآن والسنة وما يوصل إليهما من العلوم الإسلامية حتى تكون كمالك والشافعي وأضرابهما كما كانت عائشة الصديقية التي كان أعلام الصحابة يستفتونها في المهمات وكانت أعلم أهل زمانها بالشعر والأدب والطب وغيرها كما وصفها الزبير بن العوام وغيره...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الثاني: إن الإسلام ثقافة وعلم وتهذيب وأخلاق، فكيف يتصور عاقل أن يمنع من تعلم المرأة ويترك نصف المتدينين به خلوا من الثقافة والفضيلة؟ وفي الصحيح:ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وبمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت له أمة فأدبها وأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران فإذا كان الإسلام يندبنا إلى تعليم الإماء، حفظا لمجتمعنا من مفسدة جهلهن، فما ظنك بتعليم الحرائر بناتنا وأعز ما لدينا وذلك كله في تعليم ديننا وآدابنا ولغتنا وما ينفعهن من علوم الدنيا مما لا يكون ذريعة إلى خلع جلباب الحجاب ولا للسفور الممقوت المخل بالحياء والحشمة والنزاهة والطهر وصون النسل المقدس؟[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الثالث: قوله عليه السلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم ... وقد ألحق بعض المصنفين بآخر الحديث ومسلمة. وليس لها ذكر في شيء من طرقه.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ثم أقول: إن هذه الزيادة غير محتاج إليها إذ كل حكم ورد في الشريعة لمسلم أو مؤمن إلا والمسلمات والمؤمنات داخلات فيه إما بطريق اللفظ أو القياس، لأن النساء شقائق الرجال في الأحكام إلا ما ورد فيه استثناء: كأحكام الحيض والنفاس.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]الرابع إن الأمة مجمعة على أن لا يجوز لامرئ مسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، وأن الله لا يعبد إلا بالعلم، والمرأة داخلة في ذلك بلا شك ويجب على وليها تعليمها. فإن فرط في ذلك فعلى الزوج تعليمها. وهذا من ضروريات الفقه والدين. فهذا الدليل، والذي قبله، ينتجان وجوب تعليمها.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]الخامس: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل لهن يوما مخصوصا لتعليمهن وكانت تأتيه نسوة الأنصار يسألنه عن الدين، وهو في جمع من الصحابة، من غير أن ينكر عليهن. كما كن يأتينه في منزله الشريف لذلك. ففي الصحيح قالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين وقال عليه السلام: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها الحديث. وكان عليه السلام إذا خطب الرجال ووعظهم تقدم للنساء فطبهن ووعظهن وعلمهن. وهذا كله معلوم في الصحاح وكتب السير لا يمتري فيه مسلم....[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]السادس: إن النساء شاركن في أعمال عظيمة في تأسيس الإسلام ولم يؤذن لهن فيها إلا ليكن على علم من أحكامها ودقائق مسائلها ومقاصدها. قال الله تعالى: إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن. الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار وقال:إذا جاء المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن.. الآية. فما من منقبة سبق الرجال إليها، كالهجرة والبيعة والجهاد والنصرة في الدين وإعلاء شأنه ونشره والدعاية إليه إلا وكان للنساء حظهن في ذلك. ويظهر في لفظ القرآن الكريم والسنة النبوية أنهن تسابقن إليه اختيارا منهن للفضيلة والمشاركة للرجل في الخير. فليست خديجة عليها السلام إلا كأبي بكر في سبقها للإسلام وتقديم مالها ونفسها لله تعالى. وكم فيهن من مهارجات للحبشة كأم سلمة وأم حبيبة زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم وأسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب وغيرهن. وقد حضر لبيعة العقبة الثانية بضعة وسبعون رجلا وامرأتان، والكل بايع على الذب على الإسلام وحمايته من أعدائه ونشر دعوته. وإحدى المبايعات أم عمارة الأنصارية النجارية، ليلة العقبة، وشهدت مشاهد معه صلى الله عليه وسلم وجرحت في غزوة أحد وشهدت غزوة اليمامة بعده صلى الله عليه وسلم فجرحت اثنتا جراحة وقطعت يدها وقتل ولدها. والخنساء تماضر، الشاعرة، كذلك حضرت الغزو وأولادها الأربعة في القادسية وحرضتهم على القتال فماتوا هنالك جميعا في قضية طويلة. وكم فيهن ممن كن يحضرن الغزوات يداوين المرضى ويضمدن الجرحى كما فعلت فاطمة بنت رسول الله بأبيها في غزوة أحد، وكما كانت أم عطية وغيرها يفعلن في سائر المغازي وكن يغزون حتى في البحر كما وقع لأم حرام بنت ملحان التي غزت قبرص مع زوجها عبادة بن الصامت وماتت هناك أو ببيروت عند أوبتها، وهي التي طلبت النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بأن تكون من أول من يغزو في البحر كما في البخاري. فقبل الحجاب كن يداوين الجرحى ويغزون وهن غير محجبات، وبعده كن يفعلن ذلم محجبات. ولا تدل هذه الأعمال على رفع الحجاب أصلا كما أن الحجاب ليس مانعا لهن من ذلك...[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]القائد الرباني.. يوسف بن تاشفين-1/2- [/font]
[font=&quot]عماد عجوة التجديد : 10 - 08 - 2011[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]بطلنا الذي سنسرد سيرته هو مؤسس دولة المرابطين، رائد الجهاد الإسلامي في بلاد المغرب الإسلامي، بدأ في تأسيس دولته على أسس شرعية ربَّانية، فنفذ أحكامها الشرعية؛ هو القائد الرباني يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي, وكانت قبيلته قد سيطرت بسيادتها وقيادتها على صنهاجة، واحتفظت بالرئاسة.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]إذا نظرنا في سيرة قادة المُجَاهدين في دولة المرابطين نجد أن خيار قادتهم تميَّزوا بصفات أهَّلَتهم لقيادة الجيوش وتحقيق النصر وإلحاق الهزائم بالأعداء، ومن أشْهر أولئك القادة الذين تميَّزوا بصفاتهم القيادية القائد الأمير يوسف بن تاشفين؛ حيث تربَّى على حسن صلته بربه الذي يمده بالعون بقدر ما يحقق له العبودية؛ فكان له حظٌّ مِن القرآن والصيام والقيام وحسن الصلة والإنفاق في سبيل الله.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]وكان يجمع بين جمال الطلعة وجمال الجسم، وبين أبدع المواهب، كان بطلاً شجاعًا، حاذقًا، جوادًا كريمًا، زاهدًا في زينة الدنيا، عادلاً ورِعًا, متقشِّفًا، لباسه الصوف، وطعامه خبز الشعير، ولحوم الإبل وألبانها، كان عزيز النَّفس، كثير الخوف من الله، وكان يجمع الصفح والعفو عن الذنوب مهما كبرت؛ ما عدا الذين يرتكبون الخيانة في حق الدِّين، فلا مجال للعفو عنهم، كما تميَّز بوفائه التام للعهود، وابتعاده عن الأطماع الدنيوية، وحرصه على إعزاز الدِّين، وإزاحة العوائق التي تحول دون وحدة المُسْلِمِين.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ربَّته الأحداث وصاغت من شخصيته قائدًا فذًّا، وبرهنت الأيامُ على أنه له مقدرةً على فهم واقعه, وأنه قادر على النهوض بقَومه وشعبه وجيشه نحو حياة إسلامية حضارية أفضل، وقد ظهر علمه وخبرته في اختيار جنده, ومعرفة الصالح منهم للجهاد وغير الصالح، وبرزت قوته في صموده وصبره ومصابرته ونجاحه في جهاده.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]دور العلماء في تربيته[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تلقَّى يوسف تعاليمه الأولى في قلب الصحراء من أفواه المُحَدِّثِين والفقهاء، وخاصةً العالم الرباني الفقيه عبد الله بن ياسين، فنما وترعرع وتربَّى على تعاليمه في الدين والسياسة الشرعية، شهد له أشياخ المرابطين من لمتونة وأعيان الدولة، والكُتَّاب والشهود، بتدينه وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه، وكان للفقهاء عند قائد المرابطين مكانة عظيمة يضعها فوق كل اعتبار.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]سياسته في ضبط أمور الدولة[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]تذكُر كتب التَّارِيخ أن يوسف بن تاشفين ظهرت مواهبه العسكرية والإدارية والتنظيمية والحركية والدعوية، وسلم النَّاسُ بزعامته, وبدأ في تأسيس دولته بالحزم والعلم والجد والمثابرة والبذل والعطاء.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]قام يوسف بن تاشفين بتوحيد المغرب الأقصى تحت راية الخلافة الإسلاميَّة, واستعمل من أجل هذا الهدف كل الأسباب المشروعة، سواء بإصلاح ذات البين بين القبائل المتناحرة، أو باستعمال القوة مع مَن استعصى عن الإجابة، وكان يسعى سعيًا حثيثًا للقضاء على الشرور في بلاده، ويعمل على إغلاق أبوابها أولاً بأول، وسبيله في ذلك: «تنفيذ الأَحكام بين المتشاجرين، وقطع الخصام بين المتنازعين حتى تعمَّ النَّصَفة، فلا يتعدى ظالم، ولا يضعف مظلوم، واستطاع الأمير يوسف بن تاشفين أن يؤمِّن السبل في بلاده, وأن يبسط الأمن, ويقمع الأخطار التي هدَّدت دولته من المارقين, ونظَّم طرق الأسفار ومسارب التجارات».[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وقام الأمير يوسف بن تاشفين بأعمال عظيمة حمايةً لدولته وشعبه من كلِّ عدوٍّ يحاول أن يعتدي، واتخذ كل الأسباب المتاحة من أجل تحقيق هذا العمل المنشود، من تحصين الثغور بالعُدَّة المانعة والقوة الدافعة؛ حتى لا يظفر الأعداء بثغرة ينتهكون بها محرمًا ويسفكون دمًا لمسلم أو معاهد، وقضى على كلِّ محاولات أعداء دولته, وقضى على دويلات الكفر والإلحاد، وأقام الحدود، حتى تُصان محارم الله عن الانتهاك, وتحفظ حقوق العباد من أى إتلاف أو استهلاك, ونفذ في رعيَّتِه قوله تعالى: }وَإِذَا حكمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ{ (النساء: من الآية 58).[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وحرص الأمير يوسف على أن يختار الأمناء والأكفاء وأسند إليهم الولايات وقيادات الجنود ومناصب القضاة، وحرص على أن يولي كل عمل من أعمال المُسْلِمِين أصلحَ مَن يجده لذلك العمل، واختار وانتخب أحسن وأنفع العناصر لدولته السُّنيَّة من أجل أن يقوم بواجبه نحو رعيَّتِه، واعتاد الأمير يوسف أن يُشرف بنفسه على أمور رعيَّتِه، وكان الأمير يوسف يراقب ولاته مراقبةً شديدةً, ولا يترددُ في تبديلهم وعزلهم إذا أساءوا، ويزورهم في مواطنهم, ويستمع للنَّاس، وكان يضع مصلحة الرعية في المقام الأول عند تعيين الولاة ويوصيهم بها خيرًا.[/font][font=&quot][/font]
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
[font=&quot]حتى لاننساهم : الرايس عمر واهروش [/font]
[font=&quot]مبارك حسني الاتحاد الاشتراكي : 10 - 07 - 2010[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]احتفاء بجزء من ذاكرتنا الثقافية المشتركة ، واستحضارا لعطاءات مبدعينا وإسهامهم في إثراء رصيدنا الابداعي الوطني والعربي ، نستعيد ، في هذه الزاوية ، أسماء مغربية رحلت عنا ماديا وجسديا ، لكنها لاتزال تترسخ بيننا كعنوان للإبداعية المغربية ، وللكتابة والفن المفتوحين على الحياة والمستقبل.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]من النهاية بدأ مسار التفرد لعمر واهروش، المغني الحنيني والشاعر الصادح، بعد أن قضى ردحه الزمني جوالا وناظما وراصدا باللحن والكلمة ما يعن لذائقته الفنية المتفردة. لماذا النهاية؟ لأنها كانت بملمس التراجيديا اليونانية، من حيث أنها تلتقي بنهايات كل سدنة الفن وحراسه المكتوين بهم الخلق والانخراط التام، جراء نسيان الذات والتيه في رحاب الفن والجغرافيا، داخل الوطن وخارجه، تلك النهايات الموسومة بالجنون والمرض والاكتئاب. لكن الناجمة عن عبقرية ممتلكة وملتزمة عامرة بأحاسيس التضحية والتوق الى الجمال والجلال.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]فعمر واهروش ينتمي الى ذلك الجيل الاول الذي قعد فن الروايس (شعراء النظم المتغنى به) للتعبير عن الذات والآخر، وأيضا غير الجمعي كما هو متجل في الجنوب المغربي، والشتات الامازيغي الشلحي داخلا وخارجا. هذا الفن المرتكز على القصيدة والرباب، على اللحن الشخصي والاجتهاد في صوغ المعاني الجديدة غير المطروقة. كما ساهم بقسط وافر في تخصيب مضامينه وموضوعاته بأغنائه بالقاموس الرعوي والفلاحي والقنصي الخاص به. وذلك للحديث عبر الصور عن الهم الجمعي، عن الذات الفردية، عن الوعظ الطيب الاخلاقي النقي، عن الحب وتباريح الهوى، عن صراع النفس من أجل الامل والطموح والرغبة في التحقيق. وفوق هذا وذاك هو من القلائل الذين يمكن تمييز صوته ونبراته الجهورية والخفيفة في ذات الوقت، الصوت المميز النافذ الى الاسماع بسلاسة ونغم أخاذ.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وفي كل ما أتاه غناء أدى الثمن، سجنا وألما ومرضا.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]ففي بدايته وفي عز الاستعمار، لم يتوان عن نظم قصيدة وانشادها عن معاناة فلاحي بلدته مع ضريبة مجحفة فرضها المراقب المدني الفرنسي والمسماة «الضابيط» وهي عنوان القصيدة، ففي أبياتها تنديد واحتجاج وسخرية من الظلم الذي ألحقته بالناس الضعفاء القليلي الحيلة والمال. وقد سجن على إثرها مدة ثلاثة اشهر كاملة بسجن إيمنتانوت سنة 1952.[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]وبالتالي دشن عمر واهروش مسار الغناء النضالي الملتزم في زمن سيادة القياد والطغاة والمتواطئين، فكان بذلك أمازيغيا حقيقيا، اسما على مسمى. وقد فعل عبر الكلمة واللحن. يقول واصفابأسلوب تهكمي ساخر نزول المراقب في صباح باكر كما قد يفعل أي لص، وراح «ينفض» عباد الله من القليل الذين يملكونه، فمن له ثلاثة حمير سجل له أربعة، كما شبهه بعقرب تنفث أحكاما هي كالسم:[/font][font=&quot][/font]
[font=&quot]«يات نسنت، ضابيط اور إيفل أقاريض / إيكوزد لمراقيب يان صباح إيبكرد / إيكا ياواس، إيسوس كلولو عباد الله / كولو ما يسمون كر إيناس اويتيد / يان دار كراض إيغويال إيكاسن كوز / .../ ء يصيفد ءيغيردم لاحكام نس إيك أكلليد».[/font][font=&quot][/font]
 
أعلى