الكامل في القراءات والأربعين الزائدة عليها

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الكامل في القراءات والأربعين الزائدة عليها
المؤلف: أبو لقاسم يوسف بن علي بن جبارة ابن محمد بن عقيل الهذلي المغربي - رحمه الله -
المتوفى سنة (465 هـ)
المحقق: جمال بن السيد بن رفاعي الشايب
الناشر: مؤسسة سما للتوزيع والنشر
الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م
عدد الأجزاء: 1
أعده للشاملة وراجعه/ أبو إبراهيم حسانين جزاه الله خيرا
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
__________
تنبيه:
الكتاب سيئ للغاية في التحقيق والطباعة
فقد وجدت فيه كثيرا من التصحيفات في الآيات القرآنية، وفي غيرها، فوفقني الله لتصويبها، ووجدت آيات موجودة في مواضع لا صلة لها بالقراءات لا من قريب ولا من بعيد، ولا أدري كيف أقرَّها المحقق وارتضاها، ولم يكلف نفسه البحث في كتب القراءات المعتبرة، مما يجعلنا نجزم بعدم درايته بعلم القراءات - غفر الله لنا وله.
فصوبتها من كتب القراءات، خصوصًا كتاب (النشر في القراءات العشر) للإمام ابن الجزري - رحمه الله -
ثانيا: جميع الآيات مكتوبة برواية (حفص) ولا يوجد أي بيان من خلال التشكيل للفرق بين رواية (حفص) وغيره، فقمت بما يلزم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
* * * * * * * * * * * * * * * * *
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
كتاب فضائل القرآن
يقولُ القرآن: ثم قال في خبرٍ آخر: بينما أنا أقرأ سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظنت أن فرسي أطلق، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصاييح مدلاة بين السماء والأرض ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: اقرأ يا أبا عتيك فقال: يا رسول اللَّه ما استطعت أن أمضي، فقال رسول اللَّه: تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة إما إنك لو مضيت لرأيت العجائب (1)، وفي بعض الخبر: ذلك ملك يستمع القرآن، وفي بعض الخبر: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم ثم قال: اقرأ يا أسيد فقد أوتيت من مزامير آل داود، وافتخر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بأن قال: أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي وأعطاني رَبِّي عز وجل المفصل نافلة (2)، قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: من لم يتغن بالقرآن فليس منا (3)، وروى أنه قال: من أعطي القرآن ورأى أن أحدًا أغنى منه إلا وهو أعلم منه فلا أغناه الله (4)، وروى أنه قال: استذكروا فهو أشد تفصيًا في صدور الرجال من النعم فى عقلها (5)، فكيف وقد قال اللَّه تعالى: (كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) حتى روى عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: عرضت علي ذنوب أمتي فلم أرَ ذنبًا أعظم من آية أو سورة حفظها رجل ثم نسيها (6) هذا وأمثاله كثير ولو اشتغلنا بجمعه لانقطعت الأحقاب ولم يتم الكتاب.
__________
(1) أخرجه ابن حبان (779)، والحاكم (2035)، والطبراني في الكبير (566)، وغيرهم.
(2) أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير رقم (525).
(3) أخرجه البخاري (7089)، وأبو داود (1469، 1471)، وأحمد في مسنده (2476، 1512) بغير هذا اللفظ وهو ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
(4) لم أقف على تخريجه فيما لدي من مصادر.
(5) أخرج نحوه البخاري (4746)، وأحمد (4020)، والطبراني في الكبير (10347).
(6) أخرجه أبو داود (461)، والترمذي (21916).
فصل في فضائل السور
قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما آيتان أو غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما. اقرأوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة قلنا يا رسول اللَّه فما البطلة، قال: السحرة، وقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ سورة البقرة وآل عمران إيمانًا واحتسابًا جعل اللَّه له يوم القيامة جناحين منظومين بالدر والياقوت يطير بهما إلى الصراط أسرع من البرق (1)، وقال: من قرأ سورة البقرة توج بتاج في الجنة، قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: كان الرجل إذا حفظ البقرة وآل عمران عد فينا أي: عظيم، وقال صلى اللَّه عليه وسلم: أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي في الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ سورة البقرة فصلوات اللَّه ورحمته عليه وأعطي من الأجر كالمرابط في سبيل اللَّه سنة لا تسكن روعته، ومن قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانًا على جسر جهنم، وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ النِّسَاءِ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَمَا تَصَدَّقَ
__________
(1) موضوع.
عَلَى كُلِّ مَنْ وَرِثَ مِيرَاثًا، وَأُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنِ اشْتَرَى مُحَرَّرًا، وَبَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ، وَكَانَ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ مِنَ الَّذِينَ يُتَجَاوَزُ عَنْهُمْ، وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْمَائِدَةِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ يَهُودِيٍّ وَنَصْرَانِيٍّ يَتَنَفَّسُ فِي دَارِ الدُّنْيَا "، سُورَةُ الْأَنْعَامِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «نَزَلَتْ عَلَيَّ سُورَةُ الْأَنْعَامِ جُمْلَةً وَاحِدَةً شَيَّعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَنْعَامِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ أُولَئِكَ السَّبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِعَدَدِ كُلِّ آيَةٍ مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ يَوْمًا وَلَيْلَةً.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَعْرَافِ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ سِتْرًا، وَكَانَ آدَمُ شَفِيعًا لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْأَنْفَالَ، وَبَرَاءَةَ، فَأَنَا لَهُ شَفِيعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَشَاهِدٌ أَنْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ وَأُعْطِيَ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ مُنَافِقٍ، وَكَانَ الْعَرْشُ وَحَمَلَتُهُ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ فِي الدُّنْيَا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ يُونُسَ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ كَذَّبَ بِيُونُسَ وَصَدَّقَ، وَبِعَدَدِ مَنْ غَرِقَ مَعَ فِرْعَوْنَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ هُودٍ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ نُوحًا، وَكَذَّبَ نُوحًا، وَهُودًا، وَصَالِحًا، وَشُعَيْبًا، وَإِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الشُّهَدَاءِ».
سُورَةُ يُوسُفَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «عَلِّمُوا أَرِقَّاءَكُمْ سُورَةَ يُوسُفَ فَإِنَّهُ أَيُّمَا مُسْلِمٍ تَعَلَّمَ سُورَةَ يُوسُفَ فَتَلَاهَا وَعَلَّمَهَا أَهْلَهُ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ هَوَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، وَأَعْطَاهُ الْقُوَّةَ أَلَّا يَحْسُدَ مُسْلِمًا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الرَّعْدِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ بِوَزْنِ كُلِّ سَحَابٍ مُضِيءٍ وَكُلِّ سَحَابٍ يَكُونُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُوَفِّينَ بِعَهْدِ اللَّهِ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ إِبْرَاهِيمَ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ عَبَدَ الْأَصْنَامَ وَمَنْ لَمْ يَعْبُدْهَا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحِجْرِ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ النَّحْلِ، لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِ تَلَاهَا، أَوْ لَيْلَةِ تَلَاهَا كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَالَّذِي مَاتَ فَأَحْسَنَ الْوَصِيَّةَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَقَّ قَلْبُهُ عِنْدَ ذِكْرِ الْوَالِدَيْنِ كَانَ لَهُ قِنْطَارٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالْقِنْطَارُ أَلْفُ أَوْقِيَةٍ وَمِائَتَا أَوْقِيَةٍ، وَالْأَوْقِيَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ، فَهُوَ مَعْصُومٌ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ تَكُونُ فَإِنْ خَرَجَ الدَّجَّالُ فِي تِلْكَ الثَّمَانِيَةِ الْأَيَّامِ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ.
وَمَنْ قَرَأَ عِنْدَ مَضْجَعِهِ {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} إِلَى آخِرِهَا كَانَ لَهُ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ إِلَى مَكَّةَ
حَشْوُ ذَلِكَ النُّورِ مَلَائِكَةٌ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَقُومَ مِنْ مَضْجَعِهِ وَإِنْ كَانَ مَضْجَعُهُ بِمَكَّةَ كَانَ لَهُ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، حَشْوُ ذَلِكَ النُّورِ مَلَائِكَةٌ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ مَرْيَمَ، أُعْطِيَ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ كَذَّبَ زَكَرِيَّا وَصَدَّقَ بِهِ وَيَحْيَى وَمَرْيَمَ وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ، وَبِعَدَدِ مَنْ دَعَا لِلَّهِ وَلَدًا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَبِعَدَدِ مَنْ لَمْ يَدْعُ لِلَّهِ وَلَدًا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ طه، أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ الْمُهَاجِرِينَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْأَنْبِيَاءِ، حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَصَافَحَهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ كُلُّ مَنْ ذُكِرَ اسْمُهُ فِيهَا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحَجِّ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِيَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ، بَشَّرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَمَا تُقَرُّ عَيْنُهُ عِنْدَ نُزُولِ الْمَوْتِ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ النُّورِ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْفُرْقَانَ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا، وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الشُّعَرَاءِ، كَانَ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ مُوسَى وَكَذَّبَ بِهِ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَنُوحًا، وَهُودًا، وَصَالِحًا، وَلُوطًا، وَشُعَيْبًا، وَبِعَدَدِ مَنْ دَعَا لِلَّهِ وَلَدًا وَمَنْ لَمْ يَدْعُ لِلَّهِ وَلَدًا، وَبِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ عِيسَى وَكَذَّبَ بِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ طس كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ كَذَّبَ مُوسَى، وَسُلَيْمَانَ، وَصَدَّقَهُ، وَصَالِحًا، وَلُوطًا، وَيَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَهُوَ يُنَادِي: لَا إِلَة إِلَّا اللَّهُ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَصَصِ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ مُوسَى وَكَذَّبَ، وَلَمْ يَبْقَ مَلَكٌ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا شَهِدَ لَهُ أَنْ كَانَ صَادِقًا أَنْ {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88].
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْعَنْكَبُوتِ، كَانَ لَهُ بِعَدَدِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الرُّومِ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَأَدْرَكَ مَا ضَيَّعَ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ لُقْمَانَ، كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَفِيقًا وَأُعْطِيَ مِنَ الْحَسَنَاتِ عَشْرًا، بِعَدَدِ مَنْ عَمِلَ بِالْمَعْرُوفِ وَعَمِلَ بِالْمُنْكَرِ.
وَمَنْ قَرَأَ السَّجْدَةَ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا أَحْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ.
وَمَنْ قَرَأَ الْأَحْزَابَ وَعَلَّمَهَا مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ وَأَهْلَهُ أُعْطِيَ أَمَانًا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.
وَمَنْ قَرَأَ سَبَأَ، لَمْ يَبْقَ رَسُولٌ، وَلَا نَبِيُّ، إِلَّا كَانَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَفِيقًا وَمُصَافِحًا.
وَمَنْ قَرَأَ الْمَلَائِكَةَ، دَعَتْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ يس، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يس.
وَمَنْ قَرَأَ يس يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ غُفِرَ لَهُ وَأُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا أَظُنُّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَةً، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ قُرِئَتْ عِنْدَهُ إِذْ نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ مِنْ سُورَةِ يس عَشَرَةُ أَمْلَاكٍ يَقُومُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ صُفُوفًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيَشْهَدُونَ غُسْلَهُ وَيُشَيِّعُونَ جَنَازَتَهُ وَيَشْهَدُونَ دَفْنَهُ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ قُرِئَتْ عِنْدَهُ يس وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، أَوْ قَرَأَهَا لَمْ يَقْبِضْ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ حَتَّى يَجِيئَهُ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ يَشْرَبُهَا وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ وَقَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ وَهُوَ رَيَّانُ، فَيَمْكُثُ فِي قَبْرِهِ وَهُوَ رَيَّانُ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ رَيَّانُ، وَلَا يَحْتَاجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى حَوْضٍ مِنْ حِيَاضِ الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ رَيَّانُ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالصَّافَّاتِ أُعْطِيَ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ جِنِّيٍّ وَشَيْطَانٍ، وَتَبَاعَدَتْ مِنْهُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ وَشَهِدَ لَهُ حَافِظَاهُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ بِالْمُرْسَلِينَ.
وَمَنْ قَرَأَ ص كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ وَزْنَ كُلِّ جَبَلٍ سَخَّرَهُ اللَّهُ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَعُصِمَ مِنْ أَنْ يُصِرَّ عَلَى ذَنْبٍ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ.
وَمَنْ قَرَأَ تَنْزِيلُ لَمْ يَقْطَعِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأُعْطِيَ ثَوَابَ الْخَائِفِينَ الَّذِينَ خَافُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
وَمَنْ قَرَأَ حم السَّجْدَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ.
وَمَنْ قَرَأَ حم {1} عسق كَانَ مِمَّنْ صَلَّى عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَيَسْتَرْحِمُونَ لَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ الزُّخْرُفَ، كَانَ مِمَّنْ يُقَالَ لَهُ: {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف: 68].
وَمَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ حم الْجَاثِيَةَ سَكَّنَ اللَّهُ رَوْعَتَهُ إِذْ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَسَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ الْأَحْقَافَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ رَمْلٍ فِي الدُّنْيَا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُوَلِّ وَجْهَهُ وَجْهًا إِلَّا رَأَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنَ الْأَنْهَارِ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْفَتْحِ، كَانَ كَأَنَّمَا بَايَعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ الْحُجُرَاتِ، أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ عَصَاهُ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ ق، هَوَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ تَارَاتِ الْمَوْتِ وَسَكَرَاتِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالذَّارِيَاتِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ رِيحٍ هَبَّتْ وَجَرَتْ فِي الدُّنْيَا.
وَمَنْ قَرَأَ وَالطُّورِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُؤَمِّنَهُ مِنْ عَذَابِهِ، وَمِمَّنْ يُنْعِمُ عَلَيْهِ فِي جَنَّتِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَ بِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ اقْتَرَبَتِ فِي
كُلِّ غِبٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ.
وَمَنْ قَرَأَهَا فِي كُلِّ لَيْلَةِ كُلُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ، رَحِمَ اللَّهُ ضَعْفَهُ، وَأَدَّى إِلَيْهِ شُكْرَ مَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ.
وَمَنْ قَرَأَ الْوَاقِعَةَ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ.
وَمَنْ قَرَأَ الْحَدِيدَ، كُتِبَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ الْمُجَادَلَةَ، كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ.
وَمَنْ قَرَأَ الْحَشْرَ، لَمْ يَبْقَ جَنَّةٌ، وَلَا نَارٌ، وَلَا عَرْشٌ، وَلَا كُرْسِيٌّ، وَالْحُجُبُ، وَالسَّمَوَاتُ، وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ، وَالْهَوَامُّ، وَالطَّيْرُ، وَالرِّيحُ، وَالْجِبَالُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ، وَالشَّمْسُ، وَالْمَلَائِكَةُ إِلَّا صَلَّوْا عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفَرُوا لَهُ، فَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ، أَوْ لَيْلَتِهُ كَانَ شَهِيدًا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْمُمْتَحَنَةِ، كَانَ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ لَهُ شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ الصَّفَّ، كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُصَلِّيًا وَمُسْتَغْفِرًا لَهُ مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا مَاتَ كَانَ رَفِيقَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةِ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ جَمَعَ الْجَمْعَ فِي مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ وَمَنْ لَمْ يَجْمَعْ.
وَمَنْ قَرَأَ الْمُنَافِقِينَ، بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ، وَمَنْ قَرَأَ التَّغَابُنَ، دُفِعَ عَنْهُ مَوْتُ الْفَجْأَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ الطَّلَاقَ، مَاتَ عَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، هَكَذَا كَانَتِ الرِّوَايَةُ، فَأَمَّا فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ يَأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ أَعْطَاهُ تَوَبَةً نَصُوحًا، وَقَالَ: " مَنْ قَرَأَ سُوَرَةَ تَبَارَكَ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ ن أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ الَّذِينَ حَسَّنَ اللَّهُ أَخْلَاقَهُمْ.
وَمَنْ قَرَأَ الْحَاقَّةُ، حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا.
وَمَنْ قَرَأَ سَأَلَ سَائِلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ الَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ نُوحٍ، كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ أَدْرَكَتْهُمْ دَعْوَةُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَمَنْ قَرَأَ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ كَانَ لَهُ بِكُلِّ مَنْ صَدَّقَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أَوْ كَذَّبَ بِهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ.
وَمَنْ قَرَأَ الْمُزَّمِّلَ، رَفَعَ عَنْهُ اللَّهُ الْعُسْرَ فِي الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ الْمُدَّثِّرَ، أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ صَدَّقَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَ بِهِ بِمَكَّةَ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقِيَامَةِ، شَهِدْتُ لَهُ أَنَا وَجِبْرِيلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ كَانَ مُؤْمِنًا بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ هَلْ أَتَى كَانَ جَزَاؤُهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى جَنَّةً وَحَرِيرًا.
وَمَنْ قَرَأَ وَالْمُرْسَلاتِ كُتِبَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
وَمَنْ قَرَأَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الشَّرَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالنَّازِعَاتِ كَانَ يُحْشَرُ فِي الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ بِقَدْرِ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ.
وَمَنْ قَرَأَ عَبَسَ
كَانَ وَجْهُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا.
وَمَنْ قَرَأَ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ أَعَاذَهُ اللَّهُ أَنْ يُفْضَحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ تُنْشَرُ الصَّحِيفَةُ.
وَمَنْ قَرَأَ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ نَزَلَتْ مِنْ مَاءٍ حَسَنَةٌ، وَبِعَدَدِ كُلِّ قَبْرٍ حَسَنَةٌ وَأَصْلَحَ اللَّهُ شَأْنَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ.
وَمَنْ قَرَأَ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ أَعَاذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْطِيَهُ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ كُلِّ جُمُعَةٍ وَكُلِّ يَوْمِ عَرَفَةَ يَكُونُ فِي الدُّنْيَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ نَجْمٍ فِي الدُّنْيَا.
وَمَنْ قَرَأَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
وَمَنْ قَرَأَ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا.
وَمَنْ قَرَأَ وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ.
وَمَنْ قَرَأَهَا فِي سَائِرِ الْأَيَّامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ أَعْطَاهُ اللَّهُ الْأَمَانَ وَعَصَمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِكُلِّ شَيْءٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ.
وَمَنْ قَرَأَ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى أَعْطَاهُ اللَّهُ حَتَّى يَرْضَى، وَعَافَاهُ مِنَ الْعُسْرِ وَيَسَّرَ لَهُ الْيُسْرَ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالضُّحَى جَعَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَنْ يَرْضَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَفَعَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ سَائِلٍ وَيَتِيمٍ.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
وَمَنْ قَرَأَ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ لَقِيَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُغْتَمًّا فَفُرِّجَ عَنْهُ.
وَمَنْ قَرَأَ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَصْلَتَيْنِ: الْيَقِينَ وَالْعَافِيَةَ مَا دَامَ يَعْقِلُ الصَّلَاةَ، وَكَتَبَ لَهُ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ صِيَامَ يَوْمٍ.
وَمَنْ قَرَأَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ الْمُفَصَّلَ كُلَّهُ.
وَمَنْ قَرَأَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ كَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَوَافَقَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ.
وَمَنْ قَرَأَ لَمْ يَكُنِ كَانَ يَوْمَ الْقُيَامَةِ مَعَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ مَشْهَدًا وَمُقْبِلًا.
وَمَنْ قَرَأَ إِذَا زُلْزِلَتِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ كُلَّهَا.
وَمَنْ قَرَأَ وَالْعَادِيَاتِ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ بَاتَ فِي مُزْدَلَفَةَ وَشَهِدَ جَمْعَهَا.
وَمَنْ قَرَأَ الْقَارِعَةُ ثَقَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِيَزانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُحَاسَبَ بِنِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا.
وَمَنْ قَرَأَ وَالْعَصْرِ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالصَّبْرِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَقِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنِ اسْتَهْزَأَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ أَلَمْ تَرَ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ وَالْقُبْحِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَمَنْ قَرَأَ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَنْ طَافَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَاعْتَمَرَهَا، وَمَنْ قَرَأَ أَرَأَيْتَ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ لِلزَّكَاةِ مُؤَدِّيًا.
وَمَنْ قَرَأَ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَكَتَبَ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ قُرْبَانٍ قَرَّبَهُ وَهُوَ فِي يَوْمِ النَّحْرِ، وَيُقَرِّبُ بِهِ غَيْرَهُ.
وَمَنْ قَرَأَ قُلْ يَأَيُّهَا الْكَافِرُونَ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَأَنَّمَا قَرَأَ رُبُعَ الْقُرْآنِ، وَتَبَاعَدَتْ مِنْهُ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَيُعَافَى مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَمَنْ قَرَأَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهُ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ شَهِدَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ.
وَمَنْ قَرَأَ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ أَرْجُو أَنْ لَا يُجْمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي لَهَبٍ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ.
وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَأُعْطِيَ مِنَ الْأَجْرِ عَشْرَ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ، وَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَمَنْ قَرَأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيعَ الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ " (1).
* * *
هذا إسناد فضائل ثواب القرآن
قال الشيخ أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة: أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد الشيخ العالم الصالح السمرقندي، قال: حدثنا أبو ذيية السدابادي، أو ابن سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن داود الفارسي، قال: حدثنا عمار الفارسي حدثنا أحمد بن إسحاق ببغداد، قال: حدثنا سعدان بن عبيدة، قال: حدثنا عبد اللَّه بن عمر العتلي عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه، قال الشيخ -
_______
(1) قال الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (1/ 296): حديث من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كذا فذكر فضل سورة سورة إلى أخر القرآن رواه العقيلي عن أبي بن كعب مرفرعًا، قال ابن المبارك: أظن الزنادقة وضعته والآفة من يزيغ وروى بإسناد آخر موضوع أيضا رواه ابن أبي داود والآفة من مخلد بن عبد الواحد ولهذا الحديث طرق كلها باطلة موضوعة، وذكر الخليلي في الإرشاد عن ابن عباس مرفرعا، وفي إسناده نوح ابن أبي مريم وقد أقرَّ بأنه الواضع له فقبح اللَّه الكذابين ولا خلاف بين الحفاظ بأن حديث أبي بن كعب هذا موضوع وقد اغتر به جماعة من المفسرين فذكروه في تفاسيرهم كالثعلبي والواحدي والزمخشري ولا جرم فليسوا من أهل هذا الشأن.
حرسه اللَّه -: وحدثنا الإمام الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد والشيخ أبو حمية الحسن بن أحمد، قالا: حدثنا الإدريسي واللفظ للحسن بن أحمد السمرقندي، قال الإدريسي: حدثنا عمر بن أحمد ومحمد بن ... حدثنا أبو علي عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي بالإسناد المذكورة، قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: اجتمعوا وارفعوا أيديكم، قال: فاجتمعنا ورفعنا أيدينا، فقال: اللهم اغفر للمعلمين ثلاثًا كيلا يذهب بالقرآن وأعز العلماء كيلا يذهب بالدنيا (1)
* * *
_______
(1) قال في اللآلئ وتبعوه: موضوع وكذا قال فيها: اللهم اغفر للمعلمين وأطل أعمارهم وبارك لهم في كسبهم.
فصل في فضل القارئ والمقرئ
حامل القرآن والعالم والمتعلم
اعلم أن فضائل أهل القرآن لا تحصى، وكما فضله على سائر الكلام، فضل على سائر الأمم، ومنحهم ما نالوا به الفخر في الدنيا والآخرة والدخر في العقبى، فمن ذلك ما قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ: هذا الذي أقعدني هذا المقعد وكان يعلم القرآن بالكوفة وهو معلم الحسن والحسين، وقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إن للَّه أهلين قيل: ومن هم يا رسول اللَّه؟، قال: أهل القرآن هم أهل اللَّه وخاصته، وقال: أشراف أمتي حملة القرآن، وهذا الخبر يمنع أن يشارك غير حملة القرآن أهل القرآن لأنه قال: أشراف أمتي، ولو كان المقصود به جميع الأمة لما كان لقوله: أشراف أمتي معنىً، وكان يجب أن يقول أمتي أو المؤمنون أو المسلمون أو أهل العلم فلمَّا خص أهل القرآن دل على المقصود به من حمل القرآن فقط يدل عليه قوله عز وجل (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) الآية فجعل الظالم والسابق والمقتصد من أهل الجنة حيث قال (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) الآية قالت عائشة - رضي الله عنها -: دخلوها ورب الكعبة الظالم، والمقتصد، والسابق، ولو كان المقصود به جميع الأمة لما تحتمت عليهم بالدخول يدل عليه أني ما وجدت مقرئًا إلا ولم تساعده الدنيا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حكي عن اللَّه تعالى قال في بعض الأخبار: (لو كانت الدنيا تزن عند اللَّه جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة ماء)، ولما قال أهل القرآن خاصته
والدنيا لا تزن عنده جناح بعوضة دل على أنه لا يجمع بين أهله وبين من يبغضه، ولما اختص الفقر بهم إلا الشواذ دل على أن الخبر مخصوص لهم يؤيده قوله: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ).
وقال: (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، يؤيده ما نرويه بعد هذا من الأخبار، وقال - صلى الله عليه وسلم -: " أكرموا حملة القرآن فإنهم أوغلوا في علم الله إلا أنه لا يوحى إليهم "، وقال: حملة القرآن المخصوصون برحمة اللَّه الملبسون نور اللَّه المعلمون كلام اللَّه من والاهم والى اللَّه ومن عاداهم عادى اللَّه، ولقارئ آية من كتاب اللَّه أفضل مما دون العرش إلى أصل النجوم، ويدفع عن قارئ القرآن بلوى الآخرة، ثم قال: يا حملة القرآن أهل السماء يسمونكم أحباء اللَّه فاستحبوا اللَّه بتوقير كتاب الله يزدكم حبًّا ويحببكم إلى عباده، وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: بعث رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - سرية فاستقروا القرآن على أسنانهم ففضلهم شاب بسورة البقرة، وقال له رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: أنت أمير القوم، قال: فغضب شيخ في القوم، فقال: يا رسول اللَّه أتؤمره وأنا أكبر منه؟ فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: إنه أكثركم قرآنا قال: فقال الشيخ: واللَّه ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا أني أخشى أن لا أقوم به، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - تعلموا القرآن، فإنما مثل حامل القرآن كحامل جراب مسك إن فتحه فتحه طيبًا وإن وعاه وعاه طيبًا، وقال عليه السلام: ليس أجد أولى
بالجدة من حامل القرآن يعِزِّ القرآن في جوفه، وقال: من قرأ القرآن فاستظهره وحفظه أدخله اللَّه الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار، وقال: من قرأ ثلث القرآن أعطي من ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي من ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، وقال عليه السلام: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران، وقال: قال اللَّه عز وجل: من شغله قراءة القرآن عن مسألتي ودعائي أعطيته ثواب الشاكرين، وقال: القرآن غنى لا فقر معه ولا غنى دونه، وقال: ما تعلم رجل مسن للقرآن فأكره نفسه عليه وثقل عليه إلا كتب الله له به أجرين ولا تعلم أعلى من حديث السن خلطه اللَّه بلحمه ودمه حتى كتبه اللَّه رفيق السفر، وعن ابن عباس قال: افتخرت السماء على الأرض، فقالت السماء: أنا أفضل فيَّ العرش، وفي الكرسي، وفي جنات المأوى، وجنة عدن، وفي الشمس، وفيَّ القمر، والنجوم، وفيَّ أرزاق الخلق، وفيَّ الرحمة، فقالت الأرض وتركت وتقول فيَّ الأنبياء وفيَّ بيت اللَّه فقالت: بلى، ولكن للبيت يتقلب أضلاع حملة القرآن في
بطني، فقال تعالى: صدقت يا أرض فكان افتخارها أن قال لها الرب صدقت، وعن الْأَعْمَش عن حيثمة قال: مرت بعيسى ابن مريم امرأة فقالت طوبى لحجر حملك ولثدي رضعت منه. فقال: طوبى لمن قرأ القرآن ثم عمل به. وقال رجاء بن حيوة جئت أنا وأبي حيوة إلى معاذ بن جبل فقال: من هذا؟ فقلت: ابني، قال: علمته القرآن، قال: فقلت: لا، فقال: من تعلم القرآن توج والديه بحلتين يوم القيامة لم يرى الراؤون مثلها ثم ضرب على كتفه، وقال: يا بني إن استطعت أن تلبس والديك حلتين يوم القيامة فافعل، وقال عليه السلام: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها. ومن قرأ حرفًا فله عشر حسنات، ومن قرأ في المصحف فله ألف ألف حسنة، ومن قرأ القرآن نظرًا فله بكل حرف ثلاثون حسنة. وفزع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين إلى أهل القرآن لتعظيمهم
لما انهزم المسلمون، فقال: يا أهل سورة البقرة ويا أهل القرآن فكروا ورجعوا وانهزم المشركون، فقال: لا يعذب اللَّه تعالى قلبًا أسكنه القرآن، وروى أنه قال إذا انشق يوم القيامة القبر عن حامل القرآن آتاه اللَّه القرآن في صورة رجل شاحب اللون، فيقول: من أنت؟ فيقول: أما تعرفني أنا القرآن الذي أظمأت نهارك وأسهرت ليلك فما يزال به حتى تأتي به عرصات القيامة فيشفع له ويدخله الجنة بغير حساب وقال - صلى الله عليه وسلم -: من استجمع القرآن فكأنما أخرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه، وقال: كل عالم من أمتي كنبي من الأنبياء في بني إسرائيل، والعالم على الحقيقة من علم القرآن، لأن كل علم يرجع إليه ومأخذه منه، والقرآن أصل وجميع العلوم فرع منه؛ إذ الفقه ما اقترن بالأحكام منه، والكلام ما اقترن بالعقليات منه والتذكير ما أخذ من ثلثه وقصصه وتفاسيره ولهذا ما فرطنا في الكتاب من شيء حتى إن العزائم والأحراز والنجوم والحساب والفرائض والأحجام منه فهو منبعها علمها من علمها وجهلها من جهلها يحققه أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه لم يفرض لأحدٍ من أهل العلم شيئًا إلا لأهل القرآن حتى جعل لأُبي بن كعب في إحدى الروايتين خمسًا وسبعين دينارًا في كل شهر، وفي رواية أخرى: مائتي دينار في كل سنة، ولما توفى أُبي قال عمر: مات اليوم سيد المسلمين، ولا يمكن اسقصاء فضائل القرآن وأهله إلا بأعمار ومدة طويلة، لكن العمر قصير والوقت سيف والطالب قليل والراغب غير موجود فنقتصر على القليل تنبيهًا على الكثير إذ لم نضع هذا الكتاب للتطويل ألا ترى أنا لم نذكر فيه العلل والشرح والشواذ وإنما جعلناه ليستبصر به المتعلم ويستذكر به العالم.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
فصل في أدب القارئ مع المقرئ
واعلم: أنه يجب على القارئ أن يحسن الأدب مع المقرئ، ويتباعد منه في الجلوس ولا يستقبله بنفسه، وينبغي ألا يتناول من البصل والثوم والكراث إذا جلس لقراءة القرآن، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أكل من هاتين الشجرتين فلا يقربن مسجدنا (1). وليجلس على رجليه ولا يقابله بعينيه، بل يطأطن رأسه ويشتغل بما هو بصدده، ولا يرفع صوته عليه ولا يتعنته في السؤال، فإن علم أنه يعلم ما يسأله عنه، فلا بأس بذلك، ولا يذكرن غيره ممن يعانده بين يديه، ولا يذكرن أحدا إلا بخير، ويشتغل بالتعليم والتعلم والتوقير والتفهيم ليضع اللَّه البركة فيما علم وإن قل، ولا يطلبن عليه الزلل ولكن المقرئ دار آية، ويوقر غيره بخير بما علم باثًّا علمه قاصدًا به اللَّه تعالى من غير أن يطلب به أجرة ولا ترفعًا ولا ينهاه أن يقتبس من غيره ولكن القارئ فطنا والأولى به أن لا يختلف إلى غيره من قرأ عليه تبجيلًا لا وجوبًا، ومن لم يعظم أستاذه لم ينتفع بعلمه حتى روى يحيى بن آدم أنه قال: جالست أبا بكر أربعين سنة أسأله عن حروف عَاصِم حرفا حرفًا ولم أقرأ عليه هيبةً له.
وروى عن قَالُون أنه قال: ما أعلم أني تناومت بين يدي نافع قط إلا يومًا واحدًا لأني رأيته كالناعس فطنت أنه لا يسمع ما أقرأ فتناعست فانتهرني فتبت على يديه ولم أعد إلى ذلك.
قال الْيَزِيدِيّ: ولقد صاحبت أبا عمرو ثمانية عشر سنة ما أكلت بين يديه لقمة قط.
_______
(1) تصرف المؤلف في لفظه والذي أخرجه البخاري (815)، ومسلم (561)، وغيرهم بلفظ: " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ".
قال الشعبي: أدركت ما أدركت لأني ما قرعت باب أستاذ قط؟ بل كنت أجلس على الباب حتى يقرعه غيري فأدخل تطفلًا قال أبو عبيدة: اختلفت إلى حجاج بن محمد أربع سنين وكان أعور فما رفعت عيني قط إليه لا أعلم غيب عينيه حتى أخبرني رجل من أصحابنا، فقلت له: ومن أعلمك بهذا؟ قال: نظرت إليه فخفت أن لا يبارك له في علمه.
قال الحسن بن زياد: الأب اثنان أب دين وأب نسب وأب الدين أعظم من أب النسب وقد أوجب اللَّه تعالى حق الوالدين فحقه عليك أن لا تتبع له عورة.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
فصل في معنى القارئ والمقرئ
وفيه طول إلا أنا تركناه لتطوله، ولهذا قال شعبة: أنا عبد لمن أخذت عنه حرفا أو حديثا، وأخذ ابن عباس رضي اللَّه عنه بركاب أبي سعيد الخدري ليخدمه، فقال: لا تفعل يا ابن عم رسول اللَّه، فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نصنع بعلمائنا.
وأخذ هذا من قول رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: " لا يعرف الفضل لأولي الفضل إلا أولوا الفضل " في قصة بطولها.
وقوله: " من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا فليس منا " (1)، وفي هذا ورد قوله تعالى: (تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) الآية.
روى أن جابر بن عبد الله سأل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أن يجلس في داره مجلسًا ليكون له فخرًا في الدنيا والآخرة ففعل، واجتمع القوم فدخل أربعة من الصحابة آخر المجلس، ولم يجدوا موضعًا يجلسون فنظر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فأمر واحدًا أن يقوم من مكانه وأجلس في موضعه واحدًا من الداخلين هكذا حتى أجلس الأربعة فعظم المنافقون ذلك، وقالوا: ما فعل هذا إلا ليطلب الملك باسم النبوة فعظم على المسلمين ولم يتهيأ لهم أن يسألوا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك أبوحي فعله أم من تلقاء نفسه، فأتوا أبا بكر رضي اللَّه عنه فسألوه سؤال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل المسجد وخلفه المهاجرين والأنصار فحين أبصروا رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا هيبة منه فقال لأبي بكر إليَّ إليَّ يا أبا بكر ما بال المهاجرين والأنصار تفرقوا فأخبره القصة، فقال أبوحي صنعته أم من تلقاء نفسك، قال: من تلقاء نفسي، قال: فما الحكمة في ذلك؟، قال: الداخلون من أهل القرآن فأردت تعظيم القرآن وأهله فأقمت من لم يحمل القرآن وأجلست من حمل القرآن في مكانه تعظيمًا للقرآن فقال أبو بكر: جزاك اللَّه عن الإسلام خيرًا يا رسول الله (2)، ففي هذا الخبر تخصيص لأهل القرآن دون غيرهم وأنهم أهل العلم دون غيرهم ألا ترى قول اللَّه تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) وبهذا نزل جبريل المطوق بالنور في هذه القصة فقرأ عليه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) الآية.
_______
(1) أخرجه أبو داود (4943)، والترمذي (1919 - 1921)، وأحمد (6733، 69733، 6937)، والبخاري في الأدب المفرد (353)، وغيرهم.
(2) لم أقف عليه.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
فصل في فضل المقرئين السبعة ومن تبعهم
من ذلك أن مالك بن أنس قال: قراءة نافع السنة أو ربما قال قرأتنا سنة.
قال الأصمعي: مررت بالمدينة رأس مائة ونافع رأس في القراءة، قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين أو اثني وسبعين فنظرت ما اجتمع عليه اثنان أخذته وما شذ فيه واحد تركته حتى ألفت هذه القراءات، وروي أن هارون الرشيد لما قدم المدينة شهر رمضان سأل نافعًا أن يصلي به التراويح وله بكل ليلة مائة دينار، فأراد نافع أن يفعل لكن قال له حتى أشاور مالك، فأتاه وشاوره، فقال له: اللَّه يعطيك المائة من فضله قال: لأنك إمام فربما يجري على لسانك شيء؛ لأن القرآن معجز وأنت محترم فلا تعاود في ذلك لاعتماد الناس عليك فتشير به الركبان فتسقط فأبى أن يصلي، فقال له هارون: لك المائة كل ليلة على مشورة مالك بن أنس، قال ورش: كان من هيبة نافع كان
قارئ إذا قرأ عليه لم يملك نفسه، ولهذا ما كان يزيد أحدًا على عشر فترأس نافع في القراءة في زمن شيبة وأبي جعفر.
قال الليث بن سعد: قدمت المدينة ونافع إمام الناس في القراءة لا ينازع، قال أبو عَاصِم النبيل: أقدم نافعًا على غيره؛ لأنه إمام دار الهجرة، والمدينة منزل الوحي أخذ الأصاغر عن الأكابر قرن عن قرن وهذا مثل ما صنع مالك بابن يوسف في قصة الصاع والمد والوقف ولها قصة فيها طول يذكرها الفقهاء نبهنا عليها، والكتاب لم يوضع للقصص، ولما سلموا لنافع وجب التسليم له وتقديمه على غيره.
قال قَالُون: ما قرأ نافع آية ولا أقرأها إلا على طهارة ناهيك من كان إمام مسجد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين والأنصار متوافرون، ولما قال نافع: السنة الجهر ببسم اللَّه الرحمن الرحيم لم يعد مالك أن سلم اللفظ، وقال: كل علم يسأل عنه أهله، وقال نافع:
واللَّه ما قرأت حرفا إلا بأثر، قال نافع: جلست إلى نافع مولى عبد اللَّه بن عمر واقتبست منه العلم ومالك من الصبيان، قال مالك: ما عُرف فضل شيبة، وأبي جعفر إلا بنافع لأن مادة قراءته منهما، قال الليث: كان نافع إمام الناس لا ينازع وشيبة حي قال ابن وهب قراءة أهل المدينة السنة قيل: قراءة نافع، قال: نعم وكيف أنت برجل قرأ عليه مالك.
قال ابن أبي أويس: قال لي مالك: قرأت على نافع قال أبو دحية: خرجت
بكتاب الليث بن سعد إلى نافع فوجدته يقرئ الناس بجميع القراءات فقلت: سبحان اللَّه يا نافع أتقرئ الناس بجميع القراءات؟ فقال: أو أحرم نفسي الثواب أنا اقرئ الناس بجميع القراءات حتى إذ جاء من يطلب حرفي قرأته به. قال الأعشى: قال ورش: كان نافع يسهل القراءة لمن قرأ عليه إلا أن يقول له رجل أريد قرأتك أخذه بالنبر في مواضعه وإتمام الميمات، يعني: الضم، وهذا يوحي إلى أن اختياره ذلك ويومئ إلى أن أحدًا من القراء لم يختر إلا بعد تتبع جميع القراءات قال أبو قرة موسى بن طارق: لما قرأت على نافع فسمعته يقول: أخذ على سبعون من التابعين، وإنما قُدِّمَ نافع على أبي جعفر وجعل من السبعة مع كون أبي جعفر إمامًا؛ لأن أبا جعفر لم يقرأ إلا على ثلاثة أو
أربعة كعبد الله بن عياش، وابن عباس، وأبي هريرة، ونافع قرأ عليه وعلى غيره حتى إنه ترك من قراءة أبي جعفر سبعين حرفًا وانتهت إليه قراءات المهاجرين والأنصار فاختار منها ولم يختر أبو جعفر بل قرأه على ما أقرئ ولم يميز حتى أنه قرأ يومًا (لَنُحَرِّقَنَّهُ)، فقالوا: ممن أخذت هذا؟ قال: من الْحَجَّاج وهو خطيب على المنبر، فعلموا أنه غفل في ذلك وأوصى نافع بنيه حين حضرته الوفاة بالقرآن، فقال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وكان نافع من سبي ْأصبهان من محلة يقال لها سبيلان وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وقيل: أبو بكر، وقيل: أبو الحسن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حَمْزَة بن عبد المطلب توفى سنة تسع وتسعين ومائة وكان معمرًا أخذ على الناس القراءة سنة خمس وتسعين فأقرأ خمسًا وسبعين سنة في مسجد المدينة.
يتلوه في الجزء الثاني: وفضائل نافع لا تحصى كثرة، وصلى الله على محمد خير خلقه وآله.
* * *
الجزء الثاني
من كتاب الكامل
تأليف الشيخ الإمام الأوحد أبي القاسم يوسف بن على بن جبارة المغربي الْهُذَلِيّ رحمه الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وفضائل نافع لا تحصى كثرة نبهت على بعضها وكان بالمدينة قبله أبو جعفر يزيد بن القعقاع قيل: فيروز بن القعقاع، كان إمام الناس بالمدينة أقرأ الناس قبل الحرة بسنتين، والحرة على رأس ثلاث وخمسين من وفاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وعلى رأس ثلاث وستين من مقدمه إلى المدينة.
قيل: لما مرض أبو جعفر مرضه الذي توفى فيه رئي بياض يصعد من صدره إلى عنقه فحكم الناس أنه نور القرآن وكانت لأبي جعفر ابنت حافظة للقرآن فطلبها منه المهاجرون والأنصار وسروات الموالى فزوجها سيبه ليلًا فقيل له في ذلك فقال: زوجتها من يملأ بيتها قرآنًا، وقيل: سيولد بينهما مصحف، وفيه فضيلة شيبة أيضًا، حضر مسلمة بن عيد الملك المدينة لما حج فحضر أبا جعفر فغيب نفسه عنه فقيل له في ذلك فقال: الفقير يجالس الفقير ما لنا وأبناء الدنيا وغير ذلك من الفضائل استغنينا ببعضها، وتوفى في سنة عشر ومائة أقرا الناس في مسجد رسول للَّه - صلى الله عليه وسلم - تسع وخمسين سنة قال أبو جعفر: ما شربت لتلميذ قط شربة ماء وهو مولى عبد اللَّه بن عباس بن ربيعة المخزومي وخلفه في قراءة شيبة بن نصاح بن سرحس عاش بعده اثني وعشرين سنة توفى مائة واثنين وثلاثين وهو مولى أم سلمة المخزومية زوج النبي رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أتى بشيبة إليها وهو صغير
فمسحت برأسه، وبركت عليه، وألقمته ثدييها، فكان كبيرًا عالمًا، قرأ عليه نافع وإسماعيل، ومسلم بن جماز وغيرهم، ولم نستقص فضائل أهل المدينة؛ لئلا يطول الكتاب، وأما الْمُسَيَّبِيّ إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن كان عالِمًا بحديث رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وبالقرآن فقيها قرأ على نافع وغيره واختار اختيارًا لا يخرج على السنة والأثر والعربية وكان مقدمًا من أصحاب نافع، قال إياس بن معاوية: من أراد أن يستجاب له دعاؤه فليقرأ باختيار الْمُسَيَّبِيّ، ويدعو اللَّه عند آخر الختمة فيستجاب له قال
محمد بن إسحاق الْمُسَيَّبِيّ: رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقلت له: لمن اقرأ يا رسول اللَّه فقال: عليك بأبيك، وأما ورش عثمان بن سعيد المصري اختار اختيارًا خالف فيه نافعًا وكان إذا أقرأ يحسبه طير الورشان ولهذا سمي ورشًا، وقيل: لنقل الحركة في قراءته فشبه بالخبر الورشي، وقيل: لأنها صنعته، وقيل: لابيضاضه، قال أبو يعقوب الأزرق: لما دخل ورش المدينة، وكان نافع يؤخذ عليه السبق بالليل، فنام في مسجد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فلما أتى نافع عند الأذان وصلى ركعتين أخذ ورش السبق فقرأ عشرًا فسمع المهاجرون والأنصار قراءته، فما زال كل واحد يهبه سبقةً حتى قرأ مائة آية، فقدم على أصحاب نافع بكمالهم، قال نافع له: خصصتك بنقل الحركات وهو اختيار بجودة قرأتك وتعهدك لكتاب اللَّه، هؤلاء أهل المدينة وأتباعهم.
* * *
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
فصل في ذكر قراء أهل مكة
ثم أَذكُر بعد هذا أهل مكة فمنهم مجاهد صاحب ابن عباس وابن عمر رضي اللَّه عنهما إمام النحو، واللغة، والفقه، والتفسير شيخ مكة، ولا نبلغ فضائله لكثرتها.
ومنهم الإمام النحوي المقدم في زمانه المتقدم على أقرانه أبو معبد، وقيل: أبو بكر، وقيل: أبو عبادة، وقيل: أبو محمد عبد الله بْن كَثِيرٍ الداري العطار مولى عمرو بن علقمة الكناني، ومن فضائله أنه كان فقيهًا عالمًا مقرئًا فاختار القرآن، والتبتل والانقطاع إليه حتى كان يخرج إلى حر الرمضة فيقلب وجهه وحدبه فيها ثم يقول: يا ليتني خرجت من هذا الأمر كفافًا لا لي ولا عليَّ، وكان يؤم أهل مكة في مسجد الحرام أربعين سنة، ويطيل البكاء والتضرع والشكوى إلى اللَّه تعالى، قال مجاهد: لم أر فيمن قرأ علي كابن كثير وقدمه في زمانه وجعله خليفته، وكان يقص على الناس وهو الذي سن السبق، وقال: لا أخذ على أحد من أبناء الدنيا قبل الفقراء إلا لسبقه، وكان من أبناء فارس، قيل: من أصبهان الذي بعثهم كسرى أنوشروان مع سيف ذي يزن إلى اليمن
فهزموا أبرهة ويكسوم وأخذوا الملك منهم، وكانوا ستة عشر سفينة هلكت منهم أربعة في الماء، وخرج اثنا عشر فيها ثلاثة ألف رجل من الرماة، وكان جد ابْن كَثِيرٍ يسمى فيروز بن هرمز الديلمي وهو الذي ضرب صاحب الفيل ثم قام باليمن أميرًا حتى ظهر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فأتى المدينة مع ذويه وكان حليفًا لعمرو بن علقمة فقيل مولى عمرو بن علقمة، وهو من موالات اليمن هكذا أخبرنا أبو نعيم بإسناده، وتوفى سنة عشرين ومائة وكان قرينًا لمحمد بن مُحَيْصِن، قال مجاهد: ابن مُحَيْصِن بين وير، يعني: أنه
عالم في الأثر والعربية وروى عن درباس أنه قال: ما رأيت أعلم من ابن مُحَيْصِن بالقرآن والعربية، قال شِبْل: قرأت على ابن مُحَيْصِن وابْن كَثِيرٍ فقالا: (رَبِّ احْكُمْ)، فقلت: إن أهل العربية لا يعرفون ذلك فقالا: ما لنا والعربية هكذا سمعنا أئمتنا، يعني: أنهما معتمدان - على الأثر، وكان ثالثهم حميد بن قيس الأعرج كثيرًا في الحديث عالمًا بالسنة وأخوه عمرو بن قيس كان يعرف الحديث دون القرآن، وتوفى ابن مُحَيْصِن سنة ثلاث وعشرين وتوفى حميد سنة سبع وعشرين، قال سفيان بن عيينة: مات أبو القاسم الرحال سنة عشرين في جبادة عبد اللَّه بْن كَثِيرٍ وكان قد انتهت إليه قراءة أهل مكة وعليه قرأ الأكابر قال: صحبت ابْن كَثِيرٍ ثلاثين سنة، وجلست بعد
تمام القراءة وخلفته عشر سنين أقرئ الناس فأعتمد عليَّ وجعلني بعده خليفة، ولقد كان ابنه صدقة فلم يستخلفه، وقرأ على ابْن كَثِيرٍ الأكابر، وسنذكرهم في الطبقات إن شاء اللَّه، وما عسى ما يقال في أئمة الحجاز والحرمين من الفضائل فلولا أنهم اجتمعت فيهم جميع الفضائل ما قدموا في حرم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وحرم خليله، ومثاب الناس إليه، وهو وسط الدنيا، ومنزل الوحي، ومنبع الرسالة وموضع النبوة هم خلفاء اللَّه في الأرض فذكرتهم اختصارًا لا تسترق بهم وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة والله الموفق للصواب، وتبعهم على اختيارهم أبو بكر محمد بن الحسن بن يَعْقُوب بْن مِقْسَمٍ وكان مقدم زمانه وفاضل أقرانه وواحد أوانه عالمًا بالعربية قويًّا
بالأثر فقيه الطبع، روى عنه الأئمة كأبي بكر ابن مهران وغيره واختار اختيارًا وافق العربية والأثر والجماعة في اختياره ذكرناه في كتابنا هذا على ما نورده من الأسانيد فيما بعد كيف والإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي اللَّه عنه قال قرأتنا قراءة
عبد اللَّه بْن كَثِيرٍ وعليها وجدت أهل مكة من أراد التمام فليقرئ لابْن كَثِيرٍ ومن أراد السُّنَّةَ فليقرئ لنافع.
وأما أهل الشام فمن قرائهم: عبد اللَّه بن عامر اليحصبي ويحصب حي من اليمن لقي عثمان رضي اللَّه عنه وصلى خلفه وقضى في زمانه على دمشق، قال ابن مسلم قرأ ابن عامر على عثمان ولا خلاف أنه قرأ على واثلة بن الأسقع، وأبي الدرداء،
ومعاذ بن جبل، ولا خلاف أنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وفي الخبر الأول هو من الطبقة الأولى بعد الصحابة، وفي الثاني من الطبقة الثانية، توفى سنة ثمان عشر ومائة، وعنه أخذت قراءة أهل الشام، وتولى المصحف الذي أُنفذ إلى حمص أعرب الناس في
الرواية وأقدمهم في القراءة، قال هشام بن عمار: كان ابن عامر لا يختار لفظة إلا قرأتها بالفقه أو بأثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال ابْن ذَكْوَانَ: قال لي أيوب: كان ابن عامر من السادات والقراء كلهم من الموالي.
ومنهم: أبو بحرية عبد اللَّه بن قيس صحب معاذ بن جبل، واقتبس منه، وأخذ عنه، وهو إمام حمص في الرواية قرأ عليه يزيد بن قطب وغيره توفى سنة تسع عشر ومائة، وخلفه في القراءة ابن قطيب وأقام بعده سنة ونصفًا وتوفي وخلفه شريح بن يزيد أبو
حيوة، وإليه انتهت قراءة أهل حمص ثم اختار اختيارًا يوافق الأثر ولم يخرج عن قراءة أهل الشام، توفى سنة ثمان وخمسين ومائة.
ومنهم: إبراهيم بن أبي عبلة مقدم في الحديث والورع والقرآن والمعاني قرأ على أبو البرهسم عمران بن عثمان وعلي بن قطيب وغيرهما، اختار اختيارًا لم يعد الأثر ولكن ربما خالف مصحف عثمان تارة أخذًا بقراءة أبي الدرداء، فما كان من ذلك تركناه وما وافق الإمام فيه أخذناه إلا ما كان من حروف المد واللين الذي يجوز فيه البدل والحذف فإنا لم نعتبرها توفى ست وثلاثين ومائة.
أما يحيى بن الحارث الذِّمَارِيّ تلميذ ابن عامر رأى نافعًا، وقرأ عليه وقصد ابن
كثير فلم يدركه غير أنه قرأ على معروف بن مشكان، وقرأ على الْأَعْمَش سبعين ومائة من سورة الأنعام واختار اختيارًا وهو كبير توفى سنة خمسين ومائة اختصرنا تواريخهم وفضائلهم لئلا يطول به الكتاب فيثقل ويمل.
وهذا حين نذكر فضائل أهل البصرة وتواريخهم. وكان من قراء البصرة: الحسن بن أبي الحسن البصري نور اللَّه قبره، وكان طراز البصرة وهذا في أيام أنس بن مالك، ولقي علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهما.
وأخذ عن سمرة بن جندب وعن أنس، وقيل: لقي عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه وأتى به أم سلمة رضي اللَّه عنها فبركت عليه ومسحت رأسه، وقيل: من أراد أن يستمع كلام النبوة بعد أهل البيت فليستمع كلام الحسن البصري ورآه علي رضي اللَّه عنه يقص فقال له: أي بني ما آفة العلم؟ فقال: الطمع، فقال: وما حسنه؟ فقال: القناعة، فقال قص بارك اللًّه عليك أو فيك، وكان زاهد الأمة قصده الْحَجَّاج بن يوسف ليقتله فدعى اللَّه تعالى وأنفذ على عبد الملك بن مَرْوَان رسالة فيها طول يشتكي من الْحَجَّاج فبعث عبد الملك إليه فقال: يا ابن كذا وكذا أما تستحي من اللَّه تعالى ماذا تقول للَّه تعالى لو بطشت بالحسن واحد الزمان في العلم والورع، فما تقول فيمن يشهد له مخالفه بهذا، واختار اختيارًا يوافق التفسير اقتدى به أَبُو عَمْرٍو الذي هو رئيس العصر سيد الوقت وعَاصِم الْجَحْدَرِيّ صاحب عدد أهل البصرة.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
قال ابْن شَنَبُوذَ: قرأ عَاصِم الْجَحْدَرِيّ علي أبي العالية
الرياحي، وقرأ أبو العالية على عمر رضي اللَّه عنه، واختار أبو الصباح اختيارًا اقتدا به أهل البصرة حتى قال هارون الأعور: لو رأى المتقدمون عَاصِمًا لأزعنوا له وكان
تلميذه يعرف بالْمُعَلَّى بن عيسى اختار اختيارًا وخالف أستاذه في المسائل لما بعد الأثر ذكرنا هذه الاختيارات في كتابنا، وبعدهم: قعنب بن أبي قعنب أبو السَّمَّال العدوي إمام العربية عديم النظير، قال أبو زيد سعيد بن أومق النحوي: طفت العرب كلها فلم أجد فيها أعلم من أبي السَّمَّال، قال محمد بن يحيى القطعي: كان
أبو السَّمَّال يقطع ليله قيامًا حتى أخذت هذه القراءة عنه، ولم يقرئ الناس بل أخذت عنه في الصلاة ويقطع نهاره صومًا يظمأ فيه، قال أبو زيد وهب بن مَرْوَان بن محمد: لأبي السَّمَّال ألف دينار فواللَّه ما ترك منها حبة إلا وتصدق بها على المساكين فقلنا له: يا أبا قعنب هلا تركت شيئًا لولدك فقال: الله لهم ولي.
ومنهم: قَتَادَة بن دعامة السدوسي المفسر الضَّرِير لما دخل الكوفة قال: والله لا تسألوني اليوم عما تحت العرش إلا أخبرتكم به فما سئل عن مسألة إلا أجاب بعشرة أجوبة قال الحسن: ما رأينا أكمه أفقه من أكمهنا توفي الحسن سنة سبع وأربعين ومائة، توفي قَتَادَة سنة خمس وأربعين ومائة، وتوفي أبو صباح سنة ست وثلاثين ومائة، وتوفي المعلي سنة ثمان وأربعين ومائة.
ومنهم واحد الدهر قريع العصر سيد القراء أَبُو عَمْرٍو زبان بن العلا، وقيل: ريان، وقيل: عريان، وقيل: سفيان، وقيل: اسمه كنيته، قال الأصمعي: ما علمنا لأَبِي عَمْرٍو اسمًا إلا كنيته، وهو: أَبُو عَمْرٍو بن العلاء بن عمار بن عبد اللَّه بن الحصين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ويدعى المازني.
قال الأصمعي: ركب يومًا أَبُو عَمْرٍو في أصحابه على بغلة شهباء فمر في بعض سكك البصرة فقال رجل: أيعلم هذا لمن هو أو من هو أو من مواليه، فسمعه أَبُو عَمْرٍو فقال -: نعم النسبة لتميم والولاء لمازن، فكان لأَبِي عَمْرٍو تسعة إخوة وكان عالمًا بالغريب والعربية والقرآن والشعر وأخبار الناس وأيام العرب مقدمًا في الزهد والصدق متبحرًا في علوم القرآن متمسكًا في اختياره بالآثار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائلًا في قراءته إلا ما روي: خير الأمور أوسطها قال الأصمعي: ولقد سألته عن ثمانية ألف مسألة من الشعر
والقرآن والنحو والعربية فأجاب فيها كأنه في قلوب العرب، قال أَبُو عَمْرٍو: إن نحن فيمن مضى إلا كنقل في أصول نخل طوال، يصغر نفسه عند نفسه حتى لا يدركه أي كبر، وقد ترأس في زمان الحسن، قال أَبُو عَمْرٍو: لما خرجت خوفا من الْحَجَّاج فمارست العرب سنين، وأخذت من ألفاظها وغرائبها وعجائبها، فبينا أنا أسير إذا براكب ينشد هذا البيت:
ربما يجزع النفوس من الأمن ... لها فرجة مثل حل العقال
فقلت: مهيم قال: مات الْحَجَّاج، قلت: واللَّه لا أدري أفرحي بما بشرتني بموت الْحَجَّاج أو بالبيت؛ لأنه لما قرأ عرفة فقال له الْحَجَّاج: من أين لك وهلا قرأت غرفة فهرب فأعجب أَبُو عَمْرٍو بالفرجة على وزن الغرفة وبموت الْحَجَّاج، فرجعت إلى البصرة فراودني الأمير في مناظرة الخليل، فقال الخليل: إني شيخ وعلمي عتيق فربما يقع علي النسيان وأَبُو عَمْرٍو شاب علمه طري فتكاكأ عن مناظرته كيف بك بمن لم يناظره الخليل، وقال أَبُو عَمْرٍو: واللَّه ما قرأت حرفا إلا بأثر إلا قوله: (إِنْ هَذَانِ) فوجدت الناس قد سبقوني إليه، قلت: يعني نصر بن عَاصِم، واقتدت أئمة البصرة به مع كمالها في العربية والنحو واللغة والقرآن والكلام والحديث ألا ترى أن الأصمعي قال: كان أبو عمرو يختلس إذا تكلم، قال أبو زيد: ما ما رأيت كأَبِي عَمْرٍو ألا ترى كيف لقب سيد
القراء، قال أَبُو عَمْرٍو: إن اللَّه يعلم صدقي ما رأيت أعلم مني قط، ولما سئل يونس بن حبيب عن قوله: (أُقِّتَتْ) قال: سمعت سيدنا وسيد العلماء يقرأها: " وُقِّتَتْ "، وكان واللَّه فيما يسأل عنه مليًّا، ولما سأله شعبة بن الْحَجَّاج عن مسألة فشفاعيها، فقال: إن أبا عمرو سيد، وقال الفرزدق: ما زلت أغلق أبوابًا وأفتحها حتى أتيت أبا عمرو عمار.
وقال آخر: ققل في سيد القرآن قولًا غير بهتاني، أَبُو عَمْرٍو كعمر البحر يعلق كل بنيان، عزيز العلم بالقرآن لا ساهي ولا وان، تقي فاضل بر نقي الذيل ديان، أديب كامل طب لبيب حبر قرآن.
وكان أهل البصرة يفتخرون وينتسبون إليه لأنهم تركوا أئمتهم البصريين واقتدوا به ومر به الحسن وحلقته متوافرة والناس عكوف عليه، فقال: من هذا؟ فقالوا: أَبُو عَمْرٍو، قال الحسن: لا إله إلا اللَّه كاد العلماء يكونون أربابًا كل عز لم يوطؤ بعلم فإلى ذل ما يضير قال شجاع: مر أَبُو عَمْرٍو بمسجد الحسن فدخل ليصلي خلفه فقرأ " لينبذانِّ " فأخذ عليه أَبُو عَمْرٍو ولم يعد الحسن إلى قرأتها، قال سفيان بن عيينة: رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقرأت عليه القرآن كله فما غير علي إلا حرفا واحدًا، قلت: يا رسول اللَّه على قراءة من أقرأ؟، فقال: اقرأ على قراءة أَبِي عَمْرٍو، ولد بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة سنة أربع وخمسين أو سبع وخمسين ومائة في عهد عبد الله بن سليمان، ومن كبار أصحابه
ممن اختار اختيارًا خالفه فيه أبو محمد يحيى بن المبارك الْيَزِيدِيّ العدوي لقب
بالْيَزِيدِيّ؛ لأنه علم أولاد يزيد بن منصور الحميري خال المهدي فسمي الْيَزِيدِيّ، وبلغ من شأنه أن ناظر الكسائي في الإمالة فقال له: يا أبا الحسن لا تكسر كسرًا شديدًا وألف كتاب المعاني، وذكر علل أَبِي عَمْرٍو فيه، وكان أديبًا عالِمًا فقيهًا يفتخر به في عصره توفي سنة اثني وتسعين ومائة، وفيهم أبو الفضل عباس بن الفضل ناظر الكسائي في الإمالة وكان قاضيا عالِمًا بالفقه حافظا للسنة افتخر أَبُو عَمْرٍو به قال: لو لم يكن من أصحابي إلا عباس كفاني توفي سنة ثمان وتسعين ومائة.
ومنهم مسعود بن صالح السمرقندي كان لا يقرأ بما وراء النهر إلا باختياره قضى
على سمرقند سنة خمس ومائتين وأقام في القضاء أربعين سنة لم يأخذ من السلطان درهمًا ولا من الرعية حبة وكان إذا اختصم إليه الخصمان نظر إن كان دون العشر دفعه من ماله كيلا يتحالفا، وإن كان أكثر سأل المسامحة وقسمه على من يعلمه من أرباب الأموال محبًّا للخير في اللَّه، توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
ومنهم سلام بن سليمان أبو المنذر الطويل خرساني الأصل قيل: بلخي، وقيل: بخاري، قرأ على الكسائي وعلى أَبِي عَمْرٍو وعلى عَاصِم على قراءة الكوفة والبصرة كان عالِمًا في زمانه متفردا بفنون العلوم قال عبد اللَّه بن المبارك: سلام بن المنذر ثقة أدخله البخاري في الصحيح رواية للأخبار عالمًا بوجوه القراءة وناهيك بمن تلميذه يعقوب برأاس سلام بالبصرة، وفيها الكبار حماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهما وحماد
كان يفتخر بعبد الله بْن كَثِيرٍ توفي سنة تسع وستين ومائة.
ومنهم يَعْقُوب بن إسحاق بن عبد الله بن أبي إسحاق مولى الحضرميين لم ير في زمانه مثله عالِمًا بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه فاضلًا تقيًا نقيًا ورعًا زاهدا بلغ من زهده أن سرق إزاره عن كتفيه وهو في الصلاة فلم يشعر به ورد إليه فلم يشعر لشغله بعبادة ربه، فلما اعتذر منه الطراز قال: ما علمت بما فعلت، وقيل له على من قرأت قال: على الذي أقرأه الذي قرأ على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، يعني: أنه قرأ على شهاب بن شريعة على محارب على أبي العالية على عمر، وقال يَعْقُوب: قرأت القرآن في سنة ونصف على سلام، وفي ستة أيام على مسلمة، وفي ثلاثة أيام على شهاب، وقرأ شهاب أيضًا على هارون الأعور على الحسن على سمرة على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وكان ضابطا بالعدد حتى كان يعد لا يتتعتع، وكان كل ... من بين يديه أمر بجره، وبلغ جاهه بالبصرة إن كان يحبس ويطلق، قال بعض المتأخرين: لولا ابن مجاهد حين قدم ابن عامر في
السبعة لجعلت يَعْقُوب مكانه، وما قولك فيمن كان أيوب بن المتوكل وأَبُو حَاتِمٍ
تلميذه توفي سنة خمس ومائتين وكان من أصحابه أيوب بن المتوكل، لما توفي وقف يَعْقُوب على قبره، فقال يا أيوب: لم يخلف بالبصرة مثلك وقال الساجي: يا أيوب مات علم القرآن إذا مت، وهو الذي استنبط عدد أهل البصرة ونقله وقام به كان زاهدًا خيرًا تصدر في زمن يعقوب.
ومنهم أَبُو حَاتِمٍ سهل بن محمد السجستاني إليه انتهت العربية، ومنه اقتبس النحو، وعنه أخذ الزهد وله تصانيف في كتاب الله كالمعاني وغيرها، لولا أنه طعن في حَمْزَة
وإلا لقدم على من ألف في المقاطع والمبادئ والقراءات والعلل ولم يعد في اختياره السبعة إلا في قوله (بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) رأس العشرين ومائة من آل عمران توفي سنة اثنين وأربعين ومائتين ومن تباعهم عبد اللَّه بن فورك القباب صاحب محمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة كان راوية للحديث فقيهًا في الفقه أخبرنا أبو نعيم عنه وعبد الله بن محمد الأعرج عنه قال: صام النهار وقائم الليل أربعين سنة جامعا لعلوم الأدب مقدمًا في زمانه اختار اختيارًا لم يعد السبعة توفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
* * *
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
هذه فضائل أهل البصرة من القراء
ومنهم عون العقيلي كان في زمن الْجَحْدَرِيّ اختار اختيارًا مثله وكان خيرًا عالمًا مات سنة ثمان وثلاثين، ومن تباعهم أبو عبد اللَّه الحسين بن مالك الزَّعْفَرَانِيّ الرَّازِيّ كان عالمًا بالعربية فقيهًا متكلمًا راوية للأخبار ثقة مأمونًا ألف كتاب الاستغناء واختار فيه
اختيارًا لم يعد الأثر، وألف في الوقف والابتداء توفى سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بالري هذه بعض فضائل أهل البصرة، ومنهم عون العقيلي كان في زمن الْجَحْدَرِيّ اختار اختيارًا مثله، وكان عالمًا مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
* * *
فصل
أما فضائل أهل الكوفة
فلو لم يكن فيهم إلا عَاصِم أغناهم أفصح الناس في القراءات وأوثقهم في الرواية من فضائله أنه قال: كنت أقرأ على أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ وأرجع، فأعرض على زر بن حبيش، فقال له أبو بكر: لقد استوثقت لقي أبا الرماح صفوان بن عسال من أصحابه
وروى عنه وكان يوطئه ما قرأ برواية الأخبار وجمع الآثار، قيل: عَاصِم إذا صلى كأنه عود قال أبو إسحاق السبيعي: ما رأينا أقرأ من عَاصِم، قال المفضل: ما رأيت أفصح من عَاصِم كاد يأخذه الخيلاء إذا قرأ، اقتدى بعَاصِم أكابر أهل الكوفة حتى قال أبو إسحاق: لا يكاد يعرف إلا قراءة عَاصِم، وقال رقبة بن مسقلة: أقرأ الناس لقراءة علي عَاصِم، كان عَاصِم يدور في البلدان ليفيد الناس قراءته قال عَاصِم: قال لي أبو عبد الرحمن أبي: اشتغل بالتعليم والتعلم، كان عَاصِم أفقر أهل زمانه، قلت: أهل القرآن هكذا، توفي عَاصِم بقرية بالري سنة ثمان وعشرين، وقيل: سبع وعشرين ومائة. ومنهم أبو بكر بن عياش لما حضرته الوفاة بكت ابنته فقال: أي بنية أتخافين أن يعذبني اللَّه، وقد قرأت في ركن هذا البيت أربع وعشرين ألف ختمة، قال: يحيى هنيئًا أبا بكر إن يقرأ عليه واسمه شعبة، وقيل: روبة، وقيل: يحيى، وقيل: نفطويه توفي سنة تسع وثمانين ومائة، قال عبد الحميد بن صالح البرجمي كنت أحتشم أبا بكر أن أقرأ
عليه ما فاترك الأعشى إلى أن يقرأ واقرأ عليه وأبو بكر يسمع.
ومنهم أبي عمر حفص بن سليمان الغاضري ربيب عَاصِم كان يتدارس مع أخته القرآن، قرأ على عَاصِم جميعًا، قال أبو بكر لحفص: أين قرأت على عَاصِم؟ قال: بحيث لا تدري توفي عَاصِم في حجر أمي وربما قال: بين الباب والستر أو بين الستر والفراش بالكوفة. وهذا هو الصحيح ولحفص عشر سنين.
قال حفص: لأقطعن آخر زماني بالحرمين، ولد بالكوفة وتعلم بها وعلم بمكة بعد أن علم بالكوفة سنين توفي حفص سنة خمس وتسعين ومائة بمكة.
ومنهم الْأَعْمَش سليمان بن مهران رواية لحديث رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يعتمد قراءة عبد اللَّه سأله المنصور أن يعتل القضاء فلم يفعل، وقف نفسه على التعليم والتعلم قرأ بين يديه طَلْحَة بن مصرف، وقال: قال للملأ حوله، قال: لا أجالسك فقد لحنت، قال حَمْزَة يومًا للأعمش: للناس ينكرون عليك حرفين، قال: وما هما، قال:
(الْأَرْحَامِ) و (بِمُصْرِخِيَّ) أو (وَمَكْرَ السَّيِّئِ) و (بِمُصْرِخِيَّ) قال: ليس للنحوبين هذا، قرأت على ابن وثاب على زر على عبد اللَّه على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، الْأَعْمَش هو الثقة في زمانه، قال الثوري: منذ ولد الْأَعْمَش عز الإسلام كان أبو حنيفة رحمه اللَّه يزوره ويقتبس منه، قال السفاح: من للفضل؟ قيل: الْأَعْمَش، قال: لا يقبله منا لورعه، لقي عبد الله بن أبي أوفى وأنس بن مالك من الصحابة ولد يوم عاشوراء سنة ستين يوم
قتل الحسين رضي الله عنه، وتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة عاش ثمانية وثمانين سنة رحمة اللَّه عليه يدرس كتاب اللَّه ويروي سنة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.
ومنهم طَلْحَة بن مصرف الأيامي كان صاصب قراءة ترتيل وتفهيم مشغولًا بالتعليم والتعلم، قرأ على أصحاب عبد الله وغيرهم، كان عالِمًا بالعربية ووجوهها ومقدمًا على الْأَعْمَش قيل له يوما يا أبا الفياض: إذا وقعت حادثة ما تصنع؟ قال: ارجع إلى كتاب اللَّه وسنة رسوله، قيل له: فما تقول في الرأي قال: هو أبعد من علم اللَّه وأقرب إلى الشيطان، قيل له: أرى قومًا يأخذون به، قال: أخبرهم عني أني منهم بعيد وهم مني بعداء ألا أن يقيسوا فرعًا على أصل من كتاب الله أو سنة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بدليل ظاهر لا برأي توفي سنة ست وأربعين ومائة.
ومنهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الإمام وناهيك به في وضع مقدمات السؤالات وتفريع الإجابات كان فتى في جواره أبدًا إذا شرب يقول:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ... ليوم كريهه وسداد ثغر
فأخذه صاحب الشرطة ليلة فافتقده أبو حنيفة رحمة اللَّه عليه فقيل أخذه صاحب الشرطة فمضى وأخرجه من الحبس وقال: يا فتى وهل أضعناك فروته إلى هذا الموضع، وقيل: لما دخل ولد حماد إلى المكتب فعلمه المعلم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فلما رجع إلى أبيه قال له: ما تعلمت اليوم؟ قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فأنفذ إلى المعلم خمس مائة درهم، فقال المعلم: ما صنعت حتى أنفذ إليَّ هذا وحضره واعتذر إليه، فقال: يا هذا أتستحقر ما علمت ولدي واللَّه لو كان معنا أكثر من ذلك لدفعناه تعطفا للقرآن، وروى أنه صلى أربعين سنة الصبح بوضوء العشاء، فلما توفي قال ابن جادلة يا أبة أين تلك الدعامة التي كنت أراها كل ليلة في السطح، وقال: أي بني ذاك أبو حنيفة وليس بدعامة وراوده المنصور على القضاء حتى ضربه بالسوط فأبى أن يفعل فقيل
له تنظر في أمر اللبن ففعل كيلا يقع في القضاء وما قولك فيمن اجتمع الناس على أن الفقهاء عيال لأبي حنيفة في الفقه، قال يوما ليوسف السمني، أي بني إذا دخلت البصرة فلا تقل هذا فقه أبو حنيفة ولا تنفي فقههم؟ بل قل في مسألة الجواب كذا ودل عليه من غير ذكرى ففعل ذلك فساد وكان من فراسته أن أبا يوسف مرض يومًا، فقيل توفى أبو يوسف، فقال: لا فوجد كما قال: قيل له: من أين علمت هذا؟ قال: لأنه خدم العلم فما لم يجتني ثمرته لا يموت فاجتنى ثمرته بأن ولي القضاء وتوفي وله سبع مائة ركاب ذهبًا، فكان كما قال أبو حنيفة.
ومنهم الإمام أحمد بن حنبل ضرب على القول بخلق القرآن، فلم يفعل وحبس عليه فلم يفعل فانتهت السُّنَّة في زمانه إليه وصار قدوة لمن بعده حتى رجع صاحب ذلك الوقت عن مذهبه واندرست أعلام الاعتزال لقوله، وأهلك بشر وابن أبي داؤاد وجهم بدعائه وكان مستجاب الدعوة قيل: إنه نزل عنده رجل من المحدثين فجعل له الماء في الخلاء، فلما أصبح وجد الماء على حاله، قال: طالب سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحافظ كتاب الله لا يقوم الليل، فاعتذر الرجل بالأعياء فبكا أحمد، وقال: أين القيامة واللَّه لعقبة الصراط أشد، وغير هذا من الفضائل حذفناه لئلا يطول الكتاب.
ومنهم المقدم في عصره الواحد في وقته أبو عمارة حَمْزَة بن حبيب الزَّيَّات لا يكاد فضائله تحصى، قال الْأَعْمَش: إن أردتم أعلم مني بالقرآن فبهذا الشاب، وكان إذا حضر قال الْأَعْمَش: هذا أعلمكم بكتاب اللَّه، قال: طَلْحَة انتهت الفرائض والقراءات بالكوفة إلى حَمْزَة، قال أبو إسحاق السبيعي: كاد حَمْزَة أن يكون ملكا، قال حَمْزَة: واللَّه ما
أكلت لقمة لمن قرأ عليه قط ومر حَمْزَة يومًا سقاية رجل وكان عطشانًا فاشتد على ماء فلما أتى به قال: أقرأت عليَّ شيئًا من القرآن، قال: نعم فأبى أن يشرب ومر بعطشه، ودخل يومًا سليم عليه فوجده يبكي فقال: ما يبكيك يا أبا عمارة؟ قال: التفكر في هذه الآية (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)، وقال حَمْزَة: رأيت يومًا فيما يرى النائم ربي وأطال القصة إلى أن قال لي: اقرأ وارق يا حَمْزَة، واعلم أن لكل واحدٍ من أهل القرآن مثل هذا ثم سألني على من قرأت فقلت: على الْأَعْمَش، قال: وعلى من قرأ؟ قلت: على يحيى بن وثاب ثم على من؟ قلت: على زر بن حبيش، قال: ثم من؟ قلت: على عبد اللَّه بن مسعود، قال: ثم من؟ قال على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، قال: صدق رسول اللَّه وصدق ابن مسعود، وصدق زر، وصدق يحيى، وصدق الْأَعْمَش، وصدقت يا حَمْزَة: اقرأ تنزيل إنا نزلته تنزيلًا، وقال في موضع: " وأنا اخترناك "، والقصة فيها طول اختصرناها اختصارًا ويأتم به كبار أهل الكوفة كإسرائيل وزائدة وابن إسحاق وطَلْحَة وغيرهم توفي حَمْزَة سنة ست وخمسين ومائة بالكوفة.
وخلفه أبو الحسن علي بن حَمْزَة الكسائي أوحد القراء، وفخر العلماء كان مؤدبًا
للمأمون والأمين جميعًا حوى الأدب وأبوابه، وأخذ النحو، وأطرافه، وروى أنه ناظر سيبويه، وقطع نفطويه، وسأله محمد يومًا، فقال له: ما تقول في سجود سهو سهو فقال: لا يجب، قال: لم؟ قال: لأن التصغير لا يصغر، وقال هارون الرشيد للكسائي: لما دخلا مكة لا يمتلك اليوم أشرف مقام يغبطك به من ذلك، فأقامه إمامًا بمكة قال ورآه هارون يومًا قائمًا أراد أن يلبس النعل فابتدره الأمين والمأمون ليقدما إليه النعل، فقال هارون: أي الناس أعز اليوم، فقالوا: أمير المؤمنين، فقال: بل الكسائي الذي يخدمه الأمين والمأمون وكان هارون يعظمه ويقدمه، طاف البلدان فجمع علم القراءة وصحت الإعراب وقطع البوادي، فجمع اللغة والعربية رآه يونس فقدمه، وسأله عيسى بن عمر الثقفي يومًا، فقال كيف تقرأ؟ (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا)، فقال: يرتع ويلعب، فقال: ولم لم تشر إلى كسرة العين فقال: هو من رتعت لأمر رعيت وقال: صدقت وهابه الْيَزِيدِيّ
يومًا أن يتكلم بين يديه وتصدر، وأشياخ الكوفة حضروا كحَمْزَة وابن أبي ليلى، وزائدة، وأبي إسحاق، وإسرائيل وغيرهم ولما حضرته الوفاة قال هارون: اليوم دفنت علم القرآن مات؛ بارنبويه قرية بالري سنة ثمان وثمانين ومائة، وفيه توفي محمد بن الحسن الإمام رحمه اللَّه - فقال هارون: دفن العلم والفقه والقرآن بموتهما قال أبو عبيد: ما
رأيت أعلم من الكسائي بالقرآن تلمذ له الأكابر سيأتي ذلك في موضعه إن شاء اللَّه عز وجل، ومن أصحابه ممن اقتدى به أبو عبيد القاسم بن سلام قاضي طرسهواز أزهد الناس وأورعهم وأعلمهم جمع اللغة والنحو والفقه والحديث والقرآن لو لم يكن له إلا غريب الحديث لم يسبق إليه، وهو الذي جمع السبعة أول من جمعها وانظر في كتاب الأموال والإيمان له تعرف فضله، وقيل: أعلم الناس أربعة: ابن عباس والشعبي وابن معز وابن سلام، وقيل: ما رأينا تلميذًا أعلم من الأستاذ غير أبو عبيد، وقيل: من أراد علم كتاب اللَّه فلينظره في غريب القرآن لأبي عبيد، ومن أراد علم سنة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فلينظره في غريب الحديث لأبي عبيد، ومن أراد صفة الخيل فلينظر غريب المصنف لأبي عبيد، روي أنه ورد رسولًا على الدمشق الرومي فقال: وددت أن يكون هذا منا وأنفق جميع أموال الروم، وفي حكاية عجيب هذا منهم، وقال المكتفي: إن من إعجاز رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كون أبي عبيد من هذه الأمة وغير هذا كثير توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
ومنهم محمد بن عيسى بن زرين التيمي الرَّازِيّ الأصبهاني ولد بالرّي ونشأ
بأصفهان اختار اختيارين الأول والثاني، قال العباس بن الفضل الرَّازِيّ: أعلم الناس في زماننا اليوم بالقرآن ووجوهه والنحو وطرقه محمد بن عيسى، وهو أول من صنف في العدد وخرج هجاء المصاحف توفى سنة ثلاث وخمسين ومائتين، ومن أصحاب حَمْزَة عبيد اللَّه ابن موسى بن المختار الْعَبْسِيّ اختار اختيارًا خالف فيه حَمْزَة كان عالمًا
بحديث رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عالي الإسناد كثير الورع، قال عبيد اللَّه: دخلت على زائدة لأقرأ عليه فقال لي: من أنت؟ فقلت: عبيد الله بن موسى بن المختار فظنَّ أن جدي المختار بن أبي عبيد فأبى أن يأخذ عليَّ كذلك ففطت فيه فقلت له: ليس ابن أبي عبيد، فقال: يا بني الحمد اللَّه الذي جليت حزني ثم أخذ عليَّ ودعا لي بالبركة وروي الحديث عن الْأَعْمَش وغيره توفى سنة ست وأربعين ومائتين.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
ومنهم محمد بْن سَعْدَانَ الضَّرِير بحوالي الكوفة وعالم البصرة وأفطن أهل بغداد، قرأ على الكسائي وسليم والْمُسَيَّبِيّ وغيرهم، كان لبيبًا زكيًّا عالمًا بصيرًا بالنحو والعربية، اختار اختيارًا يوافق فيه أهل المدينة قدَّمه أهل عصره توفى سنة تسع ومائتين. ومنهم خلف بن هشام البزار لما رآه الْمُسَيَّبِيّ فقال: ما أبصرت عيناي كخلف وجلس إلى الكسائي فقال له: يا أعلم من سليم ودارس أبا زيد فقال: أنت أعلم أهل
الكوفة انتهت إليه قرأتهم؛ لأنه روى عن يحيى وعن الكسائي، وعن سليم، وروى عن أهل مكة من طريق ابن عقيل، وعن أهل البصرة من طريق أبي زيد، وعن أهل المدينة من طريق الْمُسَيَّبِيّ، وعن أهل الشام من طريق هشام واقتدى به الأكابر على ما نبين، وتوفي سنة إحدى وعشرون ومائتين.
ومنهم عيسى بن عمر الهمداني صحب طَلْحَة زمانًا وأصل عربية أهل الكوفة من لسانه وقرأتهم من بيانه توفى سنة مائة وخمسين فهذا بعض ما انتهى إلينا من فضائل القرآن الذي في كتابنا وهم تسع وأربعون رجلًا من الحجاز، والشام، والعراقيين، ومن تابعهم من البلدان غير اختياري دون فضائل رواتهم وشيوخهم ولو استقصينا ما انتهى إلينا ونحفظه من علم فضائل القرآن والمقربين في جميع الأعصار لانقضت الدهور ولم ينته ولكن نبهنا عليه ليطلب وذكرنا بعض ما حضرنا ليرغب فيه إذ العمر متناهٍ والراغب قليل والآخر شر ولم يزل الناس يختصرون هذا العلم حتى قل مريده وضعف طالبه فنسأل اللَّه العصمة من الزلل في القول والعمل.
* * *
فصل في الأخبار الواردة إن هذا القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف، ومعنى السبعة واختلاف الناس فيها على الاختصار
حدثنا أبو عمران موسى بن عيسى بن الْحَجَّاج، قال: حدثنا علي بن يوسف الرفا قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأخبرنا أبو عمران هذا قال: أخبرنا ابن علي بن خلف القالسي قال: أخبرنا عبد الواحد بن زكريا الأموي قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد وأخبرنا أبو حمية الحسن بن أحمد قال: أخبرنا زاهد بن أحمد قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد وأخبرنا مبارك بن الحسن الهراس قال: أخبرنا محمد بن عبادٍ التمار قال: أخبرنا إبراهيم بن فهد بن حكيم قال: أخبرنا إبراهيم بن سلمة القعنبي قال: إبراهيم بن عبد الصمد أخبرنا أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزُّهْرِيّ قال القعنبي وأبو مصعب: أخبرنا مالك بن أنس قال: أخبرنا ابن شهاب عن عروة بن الزبير قلت: وأخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا سهل بن محمد الأصبهاني قال: أخبرنا أبو محمد بن شريح، قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: أخبرنا مصعب بن الزبير قال: حدثنا مالك بن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القارئ قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأنيها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فلببته بردائه حتى أتيت به رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول اللَّه إن هذا قرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال: أرسله يا عمر ثم قال لهشام: اقرأ فثرأ كما سمعته يقرأ فقال: هكذا أنزلت ثم قال لي يا عمر: اقرأ فقرأت فقال: هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه (1).
وحدثنا الحسين بن أحمد بإسناده أن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: إن اللَّه أنزل هذا القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع (2)،
_______
(1) أخرجه مالك (473)، والبخاري (2287)، ومسلم (270)، وأحمد (277) والنسائي (937)، وغيرهم.
(2) أخرجه ابن حبان (75)، والطبراني في الكبير (10107) دون: " ولكل حد مطلع "، وأخرجه أبو يعلى بها (5149).
وروى أن أبي بن كعب قال: جلست إلى رجلين وهما يصليان، وقرأ القرآن كل واحد منهما على خلاف ما قرأته، فلما أنها قلت: من أقرأكما؟ قالا: رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فأتيت فيها رسول اللَّه فأخبرته القصة فقال لأحدهما: اقرأ، فقرأ على ما سمعته يقرأ وهو خلاف قراءتي وقراءة صاحبه فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: هكذا أنزل، فدخل في صدري من الشك ما لم يكن في الجاهلية ثم قال للآخر: اقرأ، فقرأ خلاف ما قرأ صاحبه وخلاف ما قرأت وقال هكذا أنزلت، فدخل في صدري من الشك أكثر مما كان في الجاهلية ثم قال لي: اقرأ يا أبي فقرأت كما علمني، فقال: هكذا أنزلت، فبرأ من الشك في صدري، فطعن بأصبعيه في صدري فقال لي: يا أُبي أعيذك باللَّه من الشك ففر الشيطان عني ولم يبق في صدري شك فقال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف (1) وروى مثل هذا عن عمر رضي اللَّه عنه، وروى عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: يا محمد اقرأ بحرف واحد فقلت: أعوذ باللَّه، فمضى ورجع فقال: اقرأ بحرفين فقلت: أعوذ باللَّه، فما زال يتردد حتى قال: اقرأ السبعة أحرف توسعة لأمتك (2)، وفيه أخبار كثيرة فيها طول، ثم اختلف العلماء في المقصود بسبعة لغات بلغة قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن، وقيل: خمس لغات هوازن كسعد، وثقيف، وكنانة، وهذيل، وقريش لغتان على جميع ألسنة العرب حتى أنه روى عن عبد اللَّه أنه قال: هذا مثل قولهم تعال وأقبل وهلم وأسرع واذهب ومر، وقال ابن المسيب تمثلًا بما قال عبد اللَّه، وروى عن ابن شهاب أنه قال: على ثلاثة
_______
(1) أخرجه أبو داود (1477)، والنسائي (940)، وأحمد في المسند (20441، 20533، 21130، 21170، 21187)، وابن حبان (737).
(2) أخرجه مسلم (274)، وأبو داود (1478)، وأحمد (2120)، وغيرهم بأطول منه.
أحرف وليس الشرط أن يأتي سبع لغات في كل حرف بل يجوز أن يأتي في حروف وجهان أو ثلاث يجوز أو لغتان أو أكثر ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسير مثل: (أف) روى (أفَّ)، و (أُفُّ) و (أُفِّ) بالرفع والنصب والخفض من غير تنوين ورويت هذه الثلاثة الأوجه مع التنوين وروى (أف) موقوفًا فهذه سبعة أوجه، وقد روى في (يَئِسَ)، (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) (وَجِبرِيلَ) و (هيهاتَ) و (أَرْجِهْ) وأشباه ذلك، وهي مسائل قليلة العدد ولم نجعل الكتاب للشرح، وقال أبو القاسم بن معن وثلاثة أبو عبيد اللطفي، المراد به سبع لغات متفرقة قد تجيء لغتان في حرف، وأربعة في حرف آخر فتكون حرف نزل بلغة قريش وآخر بكنانة وآخر بلغة اليمن وعلى هذا يدل قول عثمان رضي اللَّه عنه حين قال للكتاب للمصحف: إذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلسان قريش فإن القرآن نزل، يعني: أكثره، وعلى هذا حمل " المشكاة " و " القسطاس " و " السجيل "، وإن قيل: إن هذه الأحرف بلغة الروم والحبشة والفرس هذا عندنا لا يصح إذ ليس في القرآن إلا العربية قال اللَّه تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) بل هذه الأحرف بلغة بعض العرب يحتمل أن وافقتها لغة هؤلاء الذي تقدم ذكرهم هذا قول أبي عبيد كله، وقال قُتَيْبَة: الاختلاف في المعاني دون اللغات كأبنية الحركات وبدل من الحرف كالياء من التاء أو من النون وزيادة الألف في موضع والواو والياء ونقصانها وشبه ذلك، وقال بعضهم: السبعة في الأحكام دون الألفاظ كالحلال، والحرام، والمحكم،
والمتشابه، والأمثال، والأقسام، والأخبار، قال بعضهم: الحكم هكذا، لكن اختلفوا في لغة السبعة فمنه الناسخ والمنسوخ، والخاص والعام والمجمل، والمفسر، والمفصل، وقال بعضهم: بل الأمر والنهي والطلب والدعاء والخبر والاستخبار والزجر، قال. بعضهم: بل الوعد، والوعيد، والمطلق، والمقيد، والتفسير والإعراب، والتأويل، وكل هذا تكلف وإخراج الخبر عن موضعه.
ومنهم: من قال بل الأحرف السبعة هي المنسوبة إلى الأئمة التي جمعوها بعد التابعين مثل أَبِي عَمْرٍو ونافع وغيرهما وهذا غير صحيح كيف ورسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، وهؤلاء الأئمة لم يكونوا على عهده وأنزل فعل ماض غير مستقبل ويدل على أن القوم تصرفوا فيه بالزيادة والنقصان بعد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كما فعل أهل الكتاب حتى حرفوا وبدلوا ولو كان هذا كذلك لم يكن لقول اللَّه تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) معنى ولم يؤمن التحريف والتبديل على هذه الأمة كما بدل غيرهم، ومن قال هذا أخاف على دينه فربما قاله من لا علم له من أراد من المبتدعة أن يدخل في الدين نقصًا كيف والاعتماد أنَّ هذه السبعة الأحرف التي قال في الخبر: نزلت من عند اللَّه عز وجل لا أن اللَّه تعالى يوصف بالتلفظ بالحروف واللغات؛ لأن ذلك يترتب على المخارج واللهوات واللَّه تعالى منزه عن التشبيه والتعطيل.
ومنهم: من قال: نحن لا ندري ما السبعة الأحرف ولكن يقرأ كما علمنا إذ القراءة سُنة وهذا يؤدي إلى تعطيل الأخبار وإنما ينكر هذا من أخبار رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إذ الخبر مستفيض بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف توسعة لهذه الأمة بخلاف سائر الكتب فإنما نزلت على باب واحد يدلك على ذلك أن الصحابة اختلفوا في الحروف، ولم ينكر أحدهم قراءة صاحبه بل قال: كل واحد منهم هكذا علمت حتى قال نافع لبعض أهل البصرة: إن القرآن ليس بقياس؛ بل هو أخذ بخلف عن سلف والصحيح الذي نذهب إليه: أن هذه السبعة الأحرف أنزلت على رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إلى العلماء اتبع كل واحد منهم ما أقرئ به حتى إن بعضهم قال: هذا الاختلاف في حرف واحد والستة لا يعلمها إلا رسول اللَّه، والعجب من العوام الذين قالوا في حرف دون حرف هذه قراءة
رسول اللَّه كما ذكروا في (مَالِكِ) وغيره والقرآن كلها منسوبة إليه - صلى الله عليه وسلم - فكيف يخص بواحدة دون أخرى واعلم أن هذه السبعة ليس فيها تناقض إذ قال: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، والتناقض إنما يثبت أن لو جاء حكم في آية بالحلال ومثله في تلك الآية ذلك الحرف في الحرام مثل أن تقول افعل ولا تفعل وهذا المعنى مأمون أن يأتي مثله في كتاب اللَّه أما (يخدعون) و (يخادعون) فمن حمله على الاثنين أو الواحد أو على الجماعة فمثل هذا جائز لأنهم قالوا: طارقت النعل وعاقبت اللص وهذا واحد وهكذا " تُكَذِّبُونَ " و " تَكَذِبُونَ " إذ قالت عائشة رضي اللَّه عنهما: عوتبوا على التكذيب لا على الكذب، وكل هذا إنما يتصور في هذه اللغة لاتساع خطابها ومعانيها أشبعنا القول مختصرا ولو شرحناه لأدى إلى تطويل كثير.
والصحيح أن هذه السبعة إنما هي هذه القراءة التي جاءت بها الآثار عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ولا يختص بهذه الأئمة السبعة، بل هو لغات متفرقة في العرب وأبنية هي معاني متفرقة ومختلفة يدل على الأحكام منها قراءة يدل على حكم وأخرى يدل على حكم آخر مثل قوله: (أَوْ لَامَسْتُمُ)، (أَوْ لَمَسْتُمُ) أحدهما يدل على اللمس، والثاني يدل على الجماع، وقيل: هذا كثير على تباين الألفاظ واختلاف الصيغ ما لم يخالف المصاحف التي اجتمعت عليها الصحابة وأنفذها عثمان رضي اللَّه عنه إلى البلدان الخمسة، وأجمعوا أن ما عدا هذه المصاحف يجوز إحراقه وغسله وليس بقرآن، وما اختلف فيه أهل هذه المصاحف من الهجاء والأبنية والزيادة والنقصان والبدل والحركات والمعاني والأحكام فهذا كله يجتمع في هذه القراءات المروية والمعول في تأويل الخبر على ما ذكرت مختصرًا، وباللَّه التوفيق.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
كتاب التجويد
اعلم أن التجويد مبني على ما روي عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي اللَّه عنه لما سُئل عن قوله: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، قال: الترتيل: معرفة الوقوف وتجويد الحروف، فأما الوقوف فسنفرد له كتابًا فأما تجويد الحروف فمعرفة ألفاظها، وقراءتها، وأصولها، وفروعها، وحدود ها، وحقوقها وقطعها، ووصلها، ومدها، وحدرها، وتحقيقها، وترسيلها، وترتيلها، ومذاهب القراء، وهو حلية التلاوة وزينة القراءة ومحل البيان، فترتيب الحروف مراتبها وردها إلى مخارجها وأصولها، وإلحاقها بنظائرها، وأشكالها، وأشياعها، ولطف النطق بها وتمكينها، والتمكين إنما يثبت في كلمة فيها ألف ساكن مثل " قال " و " كان " " باع "، أو ياء ساكن مثل: " ذئب " و " بئر " و " يلبس "، أو واو ساكن مثل: (يُؤمِن) و (مأكول) هذا أو لم يأت بعد حروف المد واللين همزة فإن أتى فلابد من المد إن كان فى كلمة فبالإجماع مثل: " قائلين "، و (خائفين) إلا ما حكينا عن الْبَلْخِيّ واختلاف أصحاب حَمْزَة خصوصا إذا كانت الهمزة مفتوحة مثل: " جاء " و " ثم " وإن كان من كلمتين وسيأتي نحو (فِي أَنفُسهِم)، ولابد من بيان المبين مثل حروف الحلق عن النون مثل " ينأون "، (وَيَنْهَونَ)، و (عليمًا. حكِيمًا)، (وَالمنخَنِقَةُ)، و (فَسَينغِضُونَ)، و (عَذَابا عَظِيمًا) إلا ما ذكرنا من الخلاف وبيان هذه الأشياء يحتاج إلى ذكر الألفاظ ومعرفة المعاني ولا يحكمه إلا اللسان وهكذا أضدادها لا تظهر بل تغن أو تدغم نحو (مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا)، وأخواتها، وأما ما حكي عن الْمُسَيَّبِيّ من إظهار التنوين عند هذه النظائر فغير موافق العربية، ولعله أراد مع الغنة فلم يفهم عنه، ولا يمطط القارئ، ولا يتكئ على الهمزة، ولا يلكز، ولا يثبت، ولا يتنطع، وليخرج الهمزة من مخرجها سلسة، وليحذر أن يجعلها بدلا من الهاء أو الهاء بدلًا منها إلا في مواضعها التي أبدلت، ولينعنعنَّ العين، ويتنحنح الحاء، ويسهل الغين، ويخرج الخاء من أعلى الحلق على ما نبين، ولا يجعلن القاف بينهما وبين الكاف، وليصفها بخلاف الإعراب، ولينزل الكاف قليلًا عنها، وليخرج السين والجيم محرشتين، ولا يبالغ في التفشي، ولا يجعل الجيم كالكاف، ولا الدال
كالتاء نحو: (فِي الْمَساجد)، وأخواتها ولا يدغم الميم في سائر الحروف إلا عند أختها إذا لم يضم نحو (كنتم مؤمِنين)، ولا يدغم الدال في النون في (قَدْ نَعلَمُ) إلا ما قدمنا، وليأت بالغنة بين النون والميم نحو (مِن مَّا)، وليبين اللام من النون من (قُلنَا) و (أنزَلنا) من غير أن يحركها ولا يبالغن في المضعف نحو: " مُدَّ " و " رُدَّ " و " شُدَّ " و (الدوَاب) و (صَواف)، ولا يجمع بين ساكنين في المضاعف نحو (وَلَا الضَّالِّينَ)، ولا يبالغ في تشديد الياء والراء فيصيرهما جيمًا أو كافًا أو طاء نحو: (إِيَّاكَ) و (الرَّحْمَن)، (وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ) ونحوه، وليبين تشديدها عند أختها، ولا يدغمها فيها، وكذلك التخفيف بين أختها، ولا يدغمها فيها نحو (خِزْيِ يَوْمِئِذٍ)، ولا يرقق المفخم نحو (أَظلَمَ) و (الطلاق) و (الصلاة)، ولا يفخم المرقق نحو ْ (شَاَءَ)، (وَيَغْفِر لكم)، ولينظر إلى ما قبل اسم اللَّه، فإن كان كسرة نحو (بِسْمِ اللَّهِ)، (بِاللَّهِ)، و (فِي اللَّهِ)، و (عن اللَّه) رقق، وتفخيمه لحن وإن انفتح ما قبله أو انضم فخم كي لا يشبه اللات نحو (قُل هُوَ اللَّهُ) و (من اللَّهُ) و (أَمَرَ اللَّهُ) إلا ما حكى ابْن مِقْسَمٍ عن أهل البصرة في ترقيقه، وهكذا تفخم الراء المتوسطة إذا لم تكن مما يمال نحو (الخيرات)، و (حيرَانَ) إلا ما يحكى عن ورش من طريق الأزرق، وهكذا كله مضى في الخلاف، وحكى عن الأهوازي
زيادة تغلظ في (أَظلَمَ) و (الطلاق) و (صلصال)، وحكى الْخَبَّازِيّ عن البخاري تغليظ (ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ)، وليس بمختار وليميز السين عند الحروف المطبقة نحو (القسط) و (بِالْقِسْطَاسِ) على من قرأ بالسين ويرفع الصاد إلى الحنك قليلًا لئلا يشبه السين نحو (وَاصْطَبِرْ) ويظهر الراء الساكنة (مُزْدَجَرٌ) و (تَزْدَرِي)، وليبين الباء في الظاء " بظنين " صوت نحو (أَوَعَظْتَ) ومن الضاد نحو (أَعْرَضْتُمْ) إلا ما روينا عن نصير وعباس، وليبرز التاء من الطاء في اللفظ نحو (بَسَطت) و (فَرَضْتُ)، (أَحَطتُ)، والضاد من الطاء نحو: (اضْطُرَّ)، وينعم العين والغين كما قال الخاقاني:
وأنعم بيان العين والهاء كلما ... درست وكن في الدرس معتدل الأمر
ورقق بيان الراء واللام ينذرب .... لسانك حتى تنظم القول كالدر
ولا يكرر الراء المشددة، ولا يلكزن الهمزة الساكنة حتى تصير متحركة، ولا يلطف المتحركة حتى تصير ساكنة، وليشبع لفظه بالذال والتاء، ويتغنن بالتنوين والنون، ويظهر الثاء ولا يشبهها بالفاء، وليبين السين عند التاء في مثل (نَسْتَعِينُ)، والواو عند أختها إذا لم تدغم فيها نحو (اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ)، وإن جاء حرف من حروف الحلق عند نظيره مثل (زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) و (الْمَسِيحُ عِيسَى)، (وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ)، فليبين الأول من الثاني كيلا يندغما، والأصل أن يتفقد الإنسان لفظه ويعتبر النظم، والترتيل، والتحقيق، والحدر، والترتيل القراءة بتفكر، والتحقيق: إعطاء الحروف حقوقها من غير زيادة، ولا نقصان، ولا تكلف، ولا إتعاب نفس برفع صوت، ولا مبالغة في النفس، فينقطع إذا خلط، ولا يخلط آية رحمة بآية عذاب إذا لم يكن موضع الوقف، والحدر: أن يقرأ بغير تفكر في المعاني، ولا يمضغ، ولا يزيد، ولا ينقص ولكن صوته على وتيرة واحدة، ويجتهد في مخارج الحروف، وذلك بعد أن يعرف مخارجها على اختلاف أقاويل العرب، ويعلم مجهورها من مهموسها، وزائدها من أصليها ومبدلها مما لا يثبت ومطبقها من المنخفض منها ونطعها من لثويها وذلقها من أسليها وشجريها من شفوها وحلقيها من حنكيها، وأشباه ذلك مما فيه طول.
واعلم أن حروف المعجم تسعة وعشرون حرفًا في قول البصريين وقال غيرهم: ثمان وعشرون، ولا خلاف في اللام ألف أنه مركب، والخلاف في الهمزة والألف، فقال الكوفيون: الهمزة والألف واحد لاتفاقهما في الصورة، وقال غيرهم: بل هما حرفان إذ الهمزة تكون ساكنة ومتحرك ومخرجها متحقق والألف لا يكون إلا ساكنًا إذ هو والواو
الساكنة والياء الساكنة جوفيان هوائيان لكن لقبت بذلك لامتداد الصوت بها وخروجها من جوف الفم وقيل لأنها تخرج من جميع الفم فلم تخصص بمخرج والألف لا يكون إلا حرف مد ولين معتل إذا ثبت هذا فأعلاها في التحقيق قرأ حَمْزَة والأعشى وورش يقال كأن القارئ إذا قرأ على حَمْزَة كأنه يستشعر السكينة وكأن على رأسه الطيار يزن الحروف وزنًا واحدًا لا بالتحقيق العظيم ولا بالحدر المخل، وأما أهل مكة وأهل بصرة فتمكين من غير إفراط ولا إخلال وقد ذكرنا ترتيبهم في المد ولهذا لم نذكر المد والتشديد ها هنا إذ بيناه على عشرة أوجه هناك والتشديد أما للتضعيف أو للتعريف أو للرسم، أما التضعيف كـ " دابة " وشابه، وأما التعريف كـ: الرجل، والشمس، وأما الرسم كالمدغمين ولا يشدد التنوين عند الإدغام والإظهار وليأت بطنين الطاء وكشكشة الشين وعنعنة العين وقعقعة القاف وقلقلة اللام وحديد الحاء ولكل حرف صفة قدمناها فليتأمل الناظر فيها إما مستبصرا أو متعلمًا.
والمخارج تسعة حلقية وهي ستة أقصاها مخرج الهمزة وهي من الصدر ثم الهاء أعلاها قليلًا ثم الحاء والعين من وسط الحلق ثم الغين والخاء من أعلا الحلق والغين من الغلصمة أقرب منها إلى الحلق والحنكية وهي القاف والكاف فالقاف من الغار الأعلى والقاف أنزل منها قليلًا للفم ثم الشجرية وهي الضاد والجيم والشين، وقيل: الياء المتحركة وهي من وسط الفم ثم الأسلية وهي السين والصاد والزاي من أسلة اللسان وهي مستدقه وحدته وهي الصفيرية، وقيل لها أيضا: لثوية ولكن الأول أصح ثم اللثوية وهي الظاء والثاء والذال، واللثة لحم الأسنان التي انفردت فيه دون اللحم الذي بين الأسنان لأن ذلك العمور واحدهما عَمْرٌ، تم النطعية وهي الدال والطاء والتاء من الحنك ثم الذولقية الراء واللام والنون من ذلق اللسان وهي حافاتة إلا أن النون أدخل قليلًا إلى الخيشوم واللام دونها إلى الفم والراء دون اللام ثم الشفوية ويقال الشفهية وهي ثلاثة وفي الرابع اختلاف الميم أعلى الشفة والباء دونها إلى بطن الشفة، والفاء أنزل من الباء والواو المتحركة هي التي اختلف فيها ثم الهوائية والجوفية وقد تقدمت، وقد ذكر الخليل ستة عشر مخرجًا وهي هذه التي ذكرنا إلا أنه فصل قليلًا فيها على ما ترتيب إذا ثبت هذا فالمطقة أربعة الصاد والضاد والطاء والظاء ومعنى الإطباق أن يطبق اللسان على الحنك
الأعلى والمستعلية سبعة هذه الأربعة والخاء والغين والقاف وهي موانع الإمالة زاد بعضهم العين والحاء على ما في الإمالة، ومعنى الاستعلاء إنها أخذت عوالي الحنك والشديد ثمانية يجمعها: " أجدك طبقت "، ومعنى الشديد أن لا ينطق اللسان بالصوت فيها وحروف التفشي السين والشين والصاد وربما يرخى اللسان بالتاء فتفتشى، والمهموسة عشر يجمعها: " ستشحثك خصفه " ومعنى المهموسة: امتداد الصوت بها، والمجهورة تسعة عشر يجمعها: " ضعطني المقاظ بجزع درود "، ومعنى المجهورة: أن الصوت لا يمتد بها، والزوائد عشرة يجمعها: " سألتمونيها ". قال المبرد: قلت للمازني: أخبرني الزوائد فأنشدني:
هويت السمان فشيبني ... وما كنت قدمنا هوت السمانا
فقال المبرد: أجبني يا شيخ فقال: أجبتك مرتين، وإن شيت اليوم تنساه، ومن الزوائد الهمزة التي تزاد في أفعل وغيره واللام للتعريف وغيره، والياء في فعيل والواو في فعول دخول، والألف الساكنة في فاعل، والميم في زرتم وأنتم، والتاء في تفعل، والنون في نفعل وغيرهما والسين في استفعل والهاء في هذا وغيره، وحروف البدل اثنا عشر الهمزة تبدل من الهاء وغيرها والواو تبدل من الباء وغيرها والتاء تبدل منها الطاء وغيرها نحو: (مُزْدَجَرٌ) و " مصطبر " و (مُدَّكِرٍ) وغيرهما والهاء تبدل من العين وغيرها والعين منها في معهم وحتى قال شاعرهم:
فنفسي منهم وهواي معهم ... وإن كانت زيادتهم لمامًا
وقرأ رجل بين يدي عمر عتَّى في حتَّى فقال من أقرأك هذا؟ قال: ابن مسعود، فكتب إليه: لا تقرئ الناس بلغة هذيل وأقرأهم بلغة قريش، وتبدل الزاء من الصاد والسين في الزراط وغيره وهكذا كل سين أتى بعدها حرف من حروف الاستعلاء كالصقر، وصلقوكم قرأ أبو المليح الهذيلي " صلقوكم " بالصاد قال جرير: سقفنا أرضهم بالخيل حتى جعلناها أذل من الزراط، والنون تبدل من الألف (لَنَسْفَعًا)، (وَلَيَكُونًا) وغيرهما، وهذه ثلاثة عشر مع الألف، وقد جاء في الشذوذ القاف من الكاف قال شاعرهم: وغارة ذات قيروان كان إسرابها الرعال.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
والأصل فيه كاروان بالفارسية وهكذا في الباء من الفاء في قولهم: وقد جعلوني فيشكاها، يعني: بشكاها بالفارسية، وهكذا الكاف قول شاعرهم: فرد مانيا وتركا كالبصل.
يعني: كزدنان بالعجمية، وهكذا (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) وأما بسمير الصاد والسين فجعلها بين بين، وهكذا جعل الميم بين الكاف والجيم نحو كمل في الجمل وهي لغة بعضهم وإياك والكشكشة، والعنعنة، والتمتمة، والفأفأة، واللثعة كسر اللسان فإنها تضر الصلاة إلا أن تكون أصلية لا يمكن الاحتراز منها، وقد روي أن واصل بن عطاء وأيوب بن القرية كانت بهما لثغة فضحك الناس منهما، فأما واصل فاجتهد حتى لم يذكر في مناظرته قط راء، وأما أيوب فيعجب منه الْحَجَّاج يومًا، وقال له: اقرأ سورة براءة لكثرة رائها فعلم أنه أرد امتحانه فقال له: بشرط أن لا أقرأ القرآن خوفا من أن تقتله إذا صحف أو غير فأخذ منه الأيمان فقرأ: بيان من اللَّه ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين، فسيحوا في بلاد اللَّه هلالين إلى أن أتم السورة، فتوعده الْحَجَّاج وتهدده، فقال: قد قلت: إني لا أقرأ القرآن، فأما الرخوة فما خلا من الشديدة وهي ما تراخى بها اللسان إذا ثبت هذا فالحروف ضربان: شمسية والقمرية فالشمسية ما لا يظهر فيها لام التعريف وهي التاء كالتمر، والثاء كالثوب، والدال كالدار، والذال كالذهب، والراء كالريحان، والزاي كالزجر، والسين كالسلام، والصاد كالصدق، والشين كالشفة، والضاد كالضرب، والطاء كالطيب، والظاء كالظلم، والنون كالنور، واللام اختلفوا فيه فقيل: شمسي، وقيل: قمري، والصحيح: أنه شمسي كاللبن واللحم هذه أربعة عشر، والقمرية الهمز به كالألم، والباء كالبحر، والجيم كالجمل، والحاء كالحمل، والخاء كالخير، والعين كالعتب، والغين كالغيم، والفاء كالفجر والقاف كالقلم، والكاف كالكلب، والميم كالمسجد، والهاء كالهم، والواو كالودق، والياء كاليم، وقد ذكرنا تركيب اللام ألف، ومعنى القمرية: أن يظهر فيها لام التعريف إذا ثبت هذا فالهمزة على ستة أضرب في المشهور ألف الوصل وهي التي يرتابها ليتوصل إلى النطق بالساكن ولا يثبت في الدرج والتصغير، والأصل أن تكون مكسورة لأنها إنما اجتلبت ليمكن النطق بالساكن والكسرة أخت السكون ألا ترى كيف يحرك الساكن بالكسر لالتقاء الساكنين فهي أختها ولكن
خافوا الثقل على ما نبين فضموها، وألف الوصل يدخل في الكلام في عشرة أسماء اسم واست، وابن وتثنيته، وابنة، وتثنيتها، واثنان، واثنتان، وامرؤ، وتثنيته، وامرأة وتثنيتها، وأيم اللَّه في القسم فمع لام التعريف فيبتدأ بها في هذه الأسماء بالكسر على أصلها إلا في التعريف، وأما في الأفعال فلا ييتدأ بها إلا بالكسر إذا انكسر ثالث الأمر أو ثالث المستقبل أو انفتح أو بالضم إذا انضم ثالث المستقبل أو ثالث الأمر نحو: ضرب يضرب، وحمد يحمد، وكتب يكتب تقول يضرب أحمد اكتب، وهكذا ما كان على فعل يفعل يقول امنع، وهكذا إذا كان في الفعل زوائد مثل استفعل، وافتعل، وانفعل، ولا يعتبر بالزاوئد، وإنما يعتبر بالأصلي، فإن قيل: هلا اعتبر بالأول من يفعل؟ قيل: الأول زائد ولا يعتبر بالزوائد، فإن قيل: فهلا اعتبر بالآخر، فقيل: لا يبقى على إعراب واحد. والثالث باقي على إعراب واحد فاعتبر به، فإن قيل: فهلا فتحتم إذا كان ثالث المستقبل مفتوحًا، قيل: يلتبس بالمخبر عن نفسه مثل أحمد، فإن قيل: يعرف الأمر من الخبر بوقف آخر، قيل: ربما يقف ولا يصل فيلتبس ولم نعتبر بالماضي؛ لأنه مبني واعتبرنا بالمستقبل؛ لأنه يعرف كما في التمكين من الأسماء وغيرها، والثاني: ألف القطع ويثبت في الأسماء والأفعال والتصغير والدرج وياء المستقبل فيه مضمومة نحو: افعل يفعل وهو في الرباعي كالإخراج والإدخال والإعلام وغيره يبتدأ في المصادر بالكسر وفي غيرها بالفتح، الثالث: ما لم يسم فاعله ولا يجيء إلا في الأفعال المتعدية وصلا أو قطعًا نحو: أحكمت، واجتثت، والرابع: المخبر عن نفسه يحسن فيه أنا ولا يجيء إلا في الأفعال فإن كان في الرباعي ضم نحو: أفرغ وإن كان في الثلاثي الفتح نحو اعبد. والخماسي: ألف الأصل يأتي في الأسماء والأفعال والحروف نحو: أتى وأمر وأل وهو فاء من الفعل يثبت في الدرج والتصغير، والسادس: ألف الاستفهام وهو التقريع والتوبيخ للكافر والتقرير للمؤمنين فكل ضرب من الستة يجيء على ضروب، وقد يزيد على ستة أضرب كألف الإمالة، والبدل، والفضل، والتفضيل، والتأنيث، وغير ذلك، وقد بلغه بعضهم إلى ثمانين ألفًا، لكن لو خرجناها لخرج الكتاب عن موضعه، وأما الماءات فعلى وجوه منها ما الاستفهام كقوله (مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) وما التعجب كقوله: (فَمَا أَصْبَرَهُمْ) وما الذي كقوله: (كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)
وما مع الفعل بتأويل المصدر كقوله: (كَمَا أَرْسَلْنَا) هذه كلها أسماء وينطق بها على نمط واحد، وقد قيل: إن الاستفهام يزاد في ترسلها قليلًا وتحريتها وما زائدة كقوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ)، و (عَمَّا قَلِيلٍ) وجحدًا كقوله: (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ) (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)، ويكون بمعنى ليس كقوله: (وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)، وهذه كلها حروف يجب على القارئ أن يميز (مَا) النفي من غيرها بزجر قليلا، وأما (مَا) الشرط فليس من هذا القبيل وهكذا المركبة في قوله: لما وبما وهكذا إذا كانت في الحرف نحو: من وإن كانت صفة استوى فيها من يعقل وما لا يعقل نحو: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)، وإن كانت أخبارًا فلما يعقل نحو: ما عندك، ومن لم يعقل قال اللَّه تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ)، والباقي تغليبًا لمن يعقل، فأما (مَن) فيأتي للاستفهام كقوله: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا)، ويأتي خبرًا وشرطًا: (فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ).
وأما الضروب منها: لام التعريف كالرجل والغلام ولام الجنس كالصلاة والزكاة، ولام العهد واليوم والليلة، ولام الاستغراق كالرجل والنساء ولام التعظيم كاللَّه، ولام الأمر إذا ابتدئ بها كسرت لتعن بحاجتي وإن تقدمتها الواو أو الفاء أو ثم أو جاز الكسر والإسكان على الخلاف (وَلْيَضْرِبْنَ) (فَلْيَمْدُدْ) (ثُمَّ لْيَقْطَعْ)، والإسكان مع الفاء أولى والكسر مع ثم أولى ويستويان مع الواو فقد تجيء مكسورة في الأفعال بمعنى كي والقسم وفي الأسماء بمعنى الملك، والإضافة نحو: ليجري ليعفر لِجَهَنَّمَ المال لزيد، ويقال لها لام العامة والضرورة نحو: (لِجَهَنَّمَ)، (لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا)، ويجيء بمعنى التأكيد كقولهم: إنك لكريم وقوله عز وجل: (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ)، والأصل أن يفتح وإنما كسرت في الظاهر إذا كانت بمعنى الملك الفرق بينهما وبين لام التأكيد ألا ترى لما لم تؤكد المكنى في قولك: لك ولهم، وإن كان بمعنى الملك فتح، ويكون للقسم والتأكيد وعلامة بالابتداء مثل قوله: " لمسجد "، مفتوحة أبدا، هذا هو الفرق في الحروف على الاختصار لئلا يطول الكتاب، ومن لم يعلم مثل هذا ولم يفهمه لم يجز له أن يقرأ أحدًا من الناس ولا يأخذ على أحد حرفًا ويخدم عليه ذلك في هذه الصناعة هكذا قال المتقدمون كابن مجاهد وغيرهم.
كتاب العدد
اعلم أن قومًا جهلوا العدد فقالوا: ليس بعلم وإنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه ويتكبر به عند الناس ودق في ذلك علي بن الفضل الرَّازِيّ وهذا جهل من قائله لم يعلم مواقع العدد وما يحتوي عليه من العلم، وأنا أبين ذلك إن شاء الله، من ذلك أن ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: العدد مسامير القرآن، وهكذا روى أن علي رضي اللَّه عنه أنه ذكر العدد وهو عدد أهل الكوفة وجعل الْحَجَّاج لكل آية علامة حتى جعل القرآن أخماسًا وأعشارًا ولو لم يكن علمًا لما اشتغل به في زمن الصحابة وليدعوا الْحَجَّاج بما فعل يدل عليه أنه حسب النصف، والثلث، والربع والخمس، والسدس، والسبع بالآيات فقال: القرآن كله ست ألف ومائتان وأربع وخمسون أو ست وخمسون في عدد أهل حمص، وفي عدد أهل الكوفة ست آلاف ومائتان وست وثلاثون وفي عدد ابن الجهم عن أهل الشام وتسع وعشرون، وفي عدد هشام وغير ذلك ست وعشرون وفي عدد يحيى بن الحارث خمس وعشرون، وفي عدد أيوب بن تميم أربع وعشرون، وفي
عدد عطاء وابن عباس تسعة وعشرون، روى عن ابن أبي ميمونة تسعة عشر، وروى في عدد المدني الأخير ست وعشرون، وفي عدد مدني الأول أربعة عشر، وفي عدد البزي أحد عشر، وفي عدد أهل مكة الباقين منهم عشرة، وفي عدد الْمُعَلَّى عن أهل بصرة ستة، وفي عدد عَاصِم الْجَحْدَرِيّ خمسًا، وفي عدد أيوب بن المتوكل أربعًا، ولا خلاف في ستة آلالف ومائتين إلا ما روى عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: سبعة آلاف ومائة وسبع وتسعون ولا عبرة بقول الروافض والعامة: ستة آلاف وستمائة وستة وستون، وزعموا أن آيات نزلت في أهل البيت وفي عليٍّ كتمها الصحابة، وقد ضلوا ضلالًا بعيدًا وخسروا خسرانًا مبينًا، إذ لو كتموا بعضه لجاز أن يكتموا الكل أو يحرفوه، وأيضًا كان علي آخر الخلفاء ومصحفه معلوم ولو ترك منه شيء لأظهره في مصحفه ولذكره في وقت خلافته ألا ترى ما روى كمل بن زياد قال: خرج عليٌّ رضي اللَّه عنه يوم توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال لي يوم رجل: هل خصكم رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأهل البيت بشيء؟ قال: لا إلا ما في قراب سيفي هذا فأخرج كتابًا فيه الزكوات والديات أو علمًا أعطاه اللَّه رجلًا، وقيل: أو فهمًا يحققه قوله عز وجل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (1).
يتلوه في الجزء الثالث، وصلى اللَّه على محمد والراحمين.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
* * *
__________
(1) أخرجه مسلم (45)، وأحمد (954)، وابن حبان (6604 بغير لفظة أهل البيت.
الجزء الثالث
من كتاب الكامل
تأليف الشيخ الإمام أبي القاسم يوسف بن علي ابن جبارة المغربي الْهُذَلِيّ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله عز وجل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) حفظه من الزيادة والنقصان في التحريف والتبديل، ولو كان كذلك لما خص بستة ألاف وستمائة وست وستون، ولجاز الزيادة عليها أو النقصان منها أو ذكر بعض أهل العلم كيف ومن أهل البيت الحسن، والحسين، وجعفر بن محمد وغيرهم، وابن عباس بحر القرآن وترجمانه، ولم يأت عن هؤلاء الأكابر وهم فحول الأمة وعلماؤها شيء يخالف ما رويناه أو يزيد على ما نقلنا فكيف يرَ كتم أمر أربع مائة آية وعشر آيات أو ثلاثين آية دل على أن الزيادة على ما روينا محال، ومن زاد فيه أو نقص منه على ما روينا فقد كفر باللَّه العظيم وخرق الإجماع ولا حكم للاشتغال بكلام أهل البدع وإيراده.
رجعنا إلى بيان خلاف ما ذكره الزَّعْفَرَانِيّ قلنا: ويدل على أن العدد علم ما روت أم سلمة أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قرأ الفاتحة ووقف على الآي، وروى مثل ذلك عن أبيٍّ. وقال أَبُو عَمْرٍو: الوقف على الآية سنة يدل عليه أنه نهى عن خلط آية بآية عذاب، ولا يعلم ذلك إلا لسماع ومعرفة في العدد يدل على أن القراء اختلفوا في ضم الميمات عند أواخر الآي فقد جاء عن أَبِي عَمْرٍو وضمها في آخر الآي على عدد البصري طريق عبد الوارث حتى ضم (فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ)، ولم يضم (رَأَيْتَهُمْ
ضَلُّوا)، (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)، وجاء هكذا عن أهل الكوفة على عددهم فضموا هاتين ولم يضموها (فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) في طريق قُتَيْبَة، ونصير والشيرازي،
وفورك، وعدي وابن وردة، وهكذا المثلثي عن نافع طريق الواسطي لم يعد (إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا)، واختلف عنه في قوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) فقال: إن عددت عدد أبي جعفر لم أضم وإن عددت عدد إسماعيل ضممت، وهكذا حكم أحمد بن صالح عن قَالُون، وهكذا الوليد بن مسلم عن دمشقي طريق الْكَارَزِينِيّ،
فإذا أدى إلى هذا الاختلاف فلابد من معرفته يدل عليه أن اللَّه تعالى أنزل هذا القرآن على نبيه نجومًا متفرقة على قدر الأحكام فمن نجم فيه آية وأخر اثنان وثلاث وأكثر من ذلك حتى إن جبريل كان يقول لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - اجعلْ هذه الآية في - السورة الفلانية أو في موضع الفلاني، وأمر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - الصحابة بذلك حتى إن كان بين نزول آخر سورة وأولها سنة فنزلت (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ) ثم بعد سنة نزلت (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى) فنسخ بعض ما في الأولى بالثانية، وأيضًا أنه لو لم يعرف العدد لما علم الناسخ والمنسوخ ألا ترى أنهم قالوا: نسخت آية القتال مائة وأربعة وعشرين آية، ومن جحد علم العدد فقد جحد علم الحروف والكلمات والأعشار والأخماس والسور ألا ترى أنهم قالوا: اتفقوا على آية مائة وأربعة عشرة سورة، وتركوا قول من قال، وثلاثة عشر وقول أبي التوبة، وابن مسعود في المعوذتين وبعض أهل العلم في (أَلَم نَشرَح)، (والضحى)، و (أَلَم تَرَ كيفَ) و (لِإِيلَافِ) وحتى جعلوها سورتين، وليس ذلك إلا بالعدد إلى أن قالوا: نصف القرآن ألف آية وكذا وكذا وفرقوا بين آية اللطيفة والطويلة ولو لم تعرف الآية لما علم به الإعجاز ألا ترى أن الإجماع انعقد أن الصلاة لا تصح بنصف آية ولا حكم لمن قال تصح الصلاة من غير قراءة القرآن؛ إذ خلافه لا يعد خلافًا فإنهم اختلفوا في الآية القصيرة والطويلة بعد اختلافهم في أنها لا تصح إلا بفاتحة الكتاب أو هل تصح حتى إن بعض العلماء قال: لابد من ثلاث آيات وقال بعضهم: لابد من تسع آيات، وقال بعضهم: يجزئ آية إذا لم يكن هناك عذر مع هذا الاختلاف.
واتفقوا على أن أقل من آية لا يجزئ فلو أن العدد معتبر لما علم ذلك والإعجاز لا يقع بدون آية حتى أن الجنب والحائض أن يقول (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، و (بِسْمِ اللَّهِ)، وإن قيل: إنهما آية يجب أن لا يريدا القرآن بقوله، ولكن لو قال هذا القدر لم يخرج،
وعلم أن العدد علم وكيف يقول قائلهم هذا، والعرب في أشعارهم جعلوا مصراعًا وقافية ووزنًا وشبه ذلك وقالوا في الأبيات مثلها الفواصل في السور حتى إن الآي سميت فواصل، وإن كانت الآية الجماعة والعلامة فإن آخرها فاصل، يعني: أنه يفصل الكلام الأول من الآخر، فإذا كان هذا كذلك علم أن العدد علم يحتاج إليه ويا عجباه ممن يعول الوقف والابتداء علم العدد ليمر بعلم، والوقف والابتداء محدث لعلم المعاني والعدد كان في زمن أصحابه وبه نزل القرآن حتى قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: سورة هي ثلاثون آية تجادل عن صاحبها يوم القيامة " (1)، وقيل: في القبر لكن الاختلاف فيه كالاختلاف في القرآن، والتفاسير وغيرهما دل على أن منكره مبطل وهو في قوله جاهل ذكرت هذا الفصل على الاختصار ليجتنب قول هذا المبطل.
والآن فنشرع في بيان العدد آياته واختلافه فنقول: إن عدد أهل المدينة الأول يوافق عدد أهل الكوفة وهو عدد أبي جعفر، وقيل: أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ، وليمر لأحد علم إلا الرواية، وعدد أهل المدينة الأخير؛ عدد إسماعيل، وقيل عدد نافع، حدثنا بالعددين أبو عبد اللَّه محمد بن موسى بن الحسن الشيرازي القاضي قال: حدثنا الحسن بن أحمد الأهوازي قال: حدثنا الحسن بن إبراهيم الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب بْن الصَّلْتِ قال: حدثنا أبو سليمان سالم بن هارون المؤدب عن عيسى بن مينا قَالُون قال ابْن شَنَبُوذَ: وحدثنا عباس بن محمد عن الدُّورِيّ عن إسماعيل عن نافع، وأبي جعفر عن ابن عباس عن أبي عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وعدد أهل مكة يرويه ابن أبي بزة حدثنا به الشيرازي عن الأهوازي عن الأصبهاني حدثنا محمد بن أيوب بْن الصَّلْتِ عن أبي ربيعة عن البزي عن عكرمة بن سليمان عن القسط عن كثير عن مجاهد، وأما عدد أهل الشام قحدثنا به الشيرازي عن الأهوازي عن الأصبهاني عن الحسن بن العباس الرَّازِيّ
_______
(1) أخرجه أبو داود (1400)، والترمذي (2891)، وابن ماجه (3786)، وأحمد (7962) وغيرهم، وتصرف المؤلف في لفظ الحديث كما هو الغالب منه رحمه اللَّه.
ومحمد بن الجهم السمري عن الحلواني عن هشام عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر عن المغيرة عن عثمان رضي اللَّه عنه، وأما عدد أهل حمص فوصل إلينا من طريق ابْن شَنَبُوذَ عن بن ... عن ابن خالد عن يزيد بن قطيب وهو شاذ، لكنا نبين الجمع إن شاء اللَّه عز وجل، وأما عدد أهل البصرة فحدثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن الذراع عن محمد بن جعفر التميمي عن عبد اللَّه بن باذان عن أيوب بن المتوكل عن يَعْقُوب عن سلام عن الْمُعَلَّى بن عيسى، وهارون بن موسى الأعور، وعَاصِم بن الْحَجَّاج الْجَحْدَرَيّ عن أبي العالية عن عمر رضي اللَّه عنه، ما عدد أهل الكوفة، فحدثنا به الطَّيْرَائِيِّ عن الحسن بن أبي عمر النَّقَّاش الأصفر عن إدريس بن عبد الكريم عن خلف عن الكسائي
عن زائدة عن الْأَعْمَش عن عَاصِم عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي اللَّه عنه، ولنا في العدد طرق اختصرنا على ما ذكرنا خوف التطويل، ونبين الاختلاف في كل سورة إن شاء اللَّه عز وجل والعدد ليس يجيء على قياس واحد لكن نذكره على حسب ما ذكروه ونذكر الأوطان والمكي والمدني، وما نزل مرتين، وما نزل بالمدينة وحكمه مكة، وما نزل بمكة وحكمه بالمدينة على ترتيب مصحف عثمان رضي اللَّه عنه.
فمن ذلك:
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
فاتحة الكتاب
مكية في قول عطاء وابن عباس، وقال مجاهد والحسن: مدنية، وقال قَتَادَة: نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة، وسبب نزولها بمكة أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أتى خديجة يوما فقال لها: نعيت إلى نفسي فقال: لا يخزيك اللَّه إنك لتصل الرحم وتكرم الضيف وتعين على نوائب الحق ثم أخذت ييده وأتت به إلى ورقة بن نوفل وقد أتى عليه مائة وثلاثون سنة، وقرأ الكتب وتهود وتنصر في الجاهلية، وقيل: آمن برسول اللَّه، فقالت: له يا عم اسمع من ابن أخيك فقال ماذا ترى فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: إنه يقال لي تراد يا محمد فانطر فلا أرى أحدًا، فقال له ورقة: إذا سمعت ذلك فقل ما تريد ففعل رسول اللَّه، فقال له جبريل: قل (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إلى آخر السورة، فقال ورقة: هذا هو الناموس الذي جاء به موسى ليتني كنت فيها جذعًا فأنصرك نصرًا مؤزرًا حين يخرجك قومك، قال: أو هم مخرجي؟ قال: نعم، قال: لم؟ قال: لأنه ما أتى أحد بمثل ما أتيت إلا وأخرجه قومه (1)، قال: فلما سمع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قول الملك تراد يا محمد، فقال لخديجة: سمعت قوله، قالت: لا أو سمعته أنت، قال: نعم فعرَّت رأسها وكشفت شعرها ثم قالت له: انظر فنظر، فلم ير أحدًا، فقالت: هو الملك إذ لو كان شيطانًا لما فر إذ كُشف شعري (2)، ثم قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ماذا تريد، فقال: قل
_______
(1) أخرجه البخاري (3212، 4670)، ومسلم (252)، وأحمد (25957) وغيرهم، وتصرف المؤلف في لفظه.
(2) أخرجه محمد بن إسحاق في السيرة بإسناد لا يخلو من ضعف (1/ 113)، ورواه الطبري من طريق ابن إسحاق (1/ 533)، والذهبي فى تاريخ الإسلام (1/ 31) من طريق ابن إسحاق أيضا، والعلة في الحديث أن الخمار لم يفرض فى هذا الوقت.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) فهذا نزولها بمكة، وأما نزولها بالمدينة فكان أُبي بن كعب مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في المسجد حتى قال يا أبي: أنزلت علي سورة ليس مثلها في التوراة ولا في الإنجيل فقال له: يا رسول اللَّه وما هي فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إلى آخرها (1)، وهي التي قال اللَّه تعالى فيها: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي) وهي سبع آيات في أكثر العدد، وقال الحسن البصري: ثمان آيات وقال الحسن الجعفي: ست آيات، فمن قال: ثمان لم يعد (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، لأنها عند أهل البصرة ليست بآية وعد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، و (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، ومن عدها ستًّا فلم يعد (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، ولا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، ولا (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) اختلافها على الصحيح آيتان (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) عدها المكي والكوفي (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أسقطها المكي والكوفي.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
* * *
سورة البقرة
مدنية، إلا ست آيات منفردات منها: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) نزل عليه لما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ربه إلى آخره الثلاث الرابعة نصف آية. قوله تعالى: (وَأْتُوا الْبُيُونَ مِنْ أَبْوَابِهَا) نزلت في قصة الحمس بمكة وهم الأشداء كانوا لا يأتون عرفات ويفيضون من تحت الميزاب وهم قريش، وثقيف، وعامر بن صعصعة نزل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يومًا في بستان لهذيل فزاحمه على النار ثعلبة بن عتمة، فقال: من هذا؟ فقال: أنا ثعلبة الأحمسي، قلنا الأحمسي فقال الرجل: يا رسول الله استغفر الله ما علمت الخمس الآيات وكانوا إذا أتى وقت الحج لا يدخلون من أبواب البيوت فيقولون: لأنا لا ندخل من حيث أذنبنا بل يدخلون من السطوح أو ينقبون من خلف البيت.
قال اللَّه تعالى: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُونَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى)
_______
(1) أخرجه الترمذي (3125)، والنسائي (914)، وأحمد (21133)، وغيرهم، وتصرف المؤلف في لفظه.
والنصف الآخر قوله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) في تجارة أهل اليمن كانوا لا يتجرون ويأكلون أموال الناس فأباح لهم التجارة.
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) نزلت في حجة الوداع.
و (آمَنَ الرَّسُولُ) نزلت بقاب قوسين فعدد سورة البقرة مائتان وأربع وثمانون شامي في قول شنبوذ، وفي قول غيره مع أهل الحجاز مائتان وخمس وثمانون، وفي عدد أهل الكوفة مائتان وستة وثمانون، وفي قول أهل البصرة مائتان وسبعة وثمانون، اختلافها ثلاث عشرة آية، وفي المشهور أحد عشرة آية، لأن قوله: (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، (وَلَا شَهِيد) شاذان (الم) كوفي مجرد (وَلَهُم عَذَاب أَلِيم) شامي مجرد (إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أسقطها الشامي (إِلَّا خَائِفِينَ)، و (قَوْلًا مَعْرُوفًا) عدهما البصري (يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) أسقطها المكي والمدني الأول والشامي (مِنْ خَلَاقٍ) في رأس المائتين أسقطها المدني الأخير والمكي والشامي في قول ابْن شَنَبُوذَ (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) أسقطها المكي في قول شنبوذ، وكذلك (وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ) عدها المكي في قول شنبوذ (مَاذَا يُنفِقُونَ) الأول عدها المكي والمدني الأول (تَتَفَكَّرُونَ) عدها الكوفي والشامي والمدني الأخير (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) عدها المدني الأول والمكي والبصري (مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى اَلنُّورِ) عدها المدني الأول.
* * *
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
آل عمران
مدنية إلا قوله: (مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) وهي مائتان آية، اختلافها: سبع آية في جميع الحدد (الم) كوفي مجرد (وَالْإِنْجِيلَ) الثاني كذلك، وترك الشامي (الْإِنْجِيلَ) الأول، (وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ) أسقطها الكوفي والحمصي وعد الحمصي والبصري [إِسْرَائِيلَ] عد حجازي ودمشقي غير أبي جعفر (مما تِحُبُّونَ) عد وأبو جعفر (مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ)
* * *
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
النساء
مدنية وهي مائة وسبع وسبعون شامي وستة كوفي وخمس في عدد الباقين، اختلافها
ايتان (أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ)، كوفي، شامي، (عَذَابًا أَلِيمًا) شامي.
* * *
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
المائدة
مدنية إلا قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، نزلت بعرفات قال يهودي لعمر رضي الله عنه: في كتابكم يا أمير المؤمنين آية لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال: وما هي، فقال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)، فقال عمر: واللَّه إني لأعلم في أي يوم نزلت في أي مكان نزلت بعرفات يوم الجمعة، وذلك عيد المسلمين (1) وهي مائة وعشرون آية كوفي وثلاث وعشرون بصري، واثنى وعشرون في عدد الباقين، اختلافها: في ثلاث آيات أسقطا الكوفي (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، (وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) وعد البصري (فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ).
* * *
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الأنعام
مكية إلا قوله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ) إلى آخر ثلاث آيات نزلت بالمدينة، وقيل: قوله: (قُلْ لَا أَجِدُ) إلى آخر الآية، وقيل: قوله: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ) نزلت في عبد اللَّه بن أبي السرح آمن وكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يملي عليه عزيزا حكيمًا، فكتب غفورًا رحيمًا وشبه ذلك، فقال: أنا كمحمد - صلى الله عليه وسلم - إن أوحي إليه فأوحي إلي وإلا فلا، فارتد ولحق بمكة وهو أخو عثمان من الرضاعة فأحله رسول الله يوم فتح مكة وأمر بقتله، فتشفع عثمان رضي اللَّه عنه الآية فيه فنزل قوله: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) (2) وفي قصة مالك بن الصيف وهو ابن الدخشم أتى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب فقال: يا محمد أبلغك أن اللَّه تعالى يأتي يوم القيامة والعرش على أصبع والكرسي على أصبع، والسماوات على أصبع، والأرضون على أصبع، والخلائق على أصبع، وبقى أصبع يقدس ويسبح فاهتز المنبر وسكت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: قطعت محمدًّا ورب الكعبة، فقال: يا مالك أنشدك اللَّه أبلغك في التوراة أن اللَّه يبغض الحبر
_______
(1) أخرجه البخاري في مواضع منها (45)، ومسلم في مواضع منها، والنسائي (5012)، وغيرهم.
(2) أخرجه النسائي (4067)، والكبرى (3530).
السمين وهو أنت فغضب، فقال: (مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) قالوا: ولا على موسى فقال: ولا على موسى فعزله اليهود عن رئاستهم، فنزلت الآية فيه (1) وهي مائة وستون وسبع آيات حجازي، وست شامي، وخمس بصري، وأربع كوفي، اختلافها: أربع آيات (وَالنور) حجازي (بِوَكيل) كوفي (كن فيَكونُ) (إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) أسقطها الكوفي زاد ابن محرز عن المدني الأول طعن.
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
* * *
سورة الأعراف
مكية وهي مائتان وخمس آيات بصري شامي، وست في الباقين، اختلافها: خمس آيات (المص) و (تَعُودونَ) عدها الكوفي (لَهُ اَلدِّين) بصري وشامي (ضِعْفًا مِنَ النَّارِ)، و (عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) حجازي، وذكر أبو محرز من أهل المدينة أنه عد (مَعِيَ) المدني الأول (يُسْتَضْعَفُونَ) وليس بجيد، وذكر أيضًا (يَعْكُفُونَ) وليس بجيد.
* * *
 
أعلى