الحديث السادس عشر
وبالإسناد نا ابن سعد حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
( لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه قال أين أنا غدا قالوا عند فلانه قال أين أنا بعد غد قالوا عند فلانه قال فعرف أزواجه أنه يريد ( 31 ب ) عائشة رضي الله عنها فقلن يارسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة )
هذا حديث صحيح متفق على صحته روى معناه بألفاظ مختلفة أخرجه البخاري في صحيحه
الحديث السابع عشر
أخبرني عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عبدالله محمد الخبازي وأبو سهيل الحفصي قالا أنا أبو محمد الكشميهني أنا أبو عبدالله الفربري حدثنا الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عبيد نا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول
( إن من نعم الله ( علي ) أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقه وريقي عند موته دخل علي عبدالرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ( 32 أ ) ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وجعه وقلت الينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو عليه يشك عمر فيها فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده صلى الله عليه وسلم )
هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر عبدالله بن أبي مليكة القرشي من كبار التابعين سمع ابن عباس وابن عمر وعائشة وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة وذكر رزين في مجموع الصحاح
والسحر الرئة تعني موضع الرئة يقال انتفخ سحره وقال صاحب المجمل السحر ما لصق بالحلقوم والمري من أعلى البطن
ورواه البخاري أيضا فقال
بين حاقنتي وذاقنتي
قال أبو عمرو الحاقنة النقرة بين الترقوة وحبل العاتق والذاقنة ( 32 ب ) طرف الحلقوم وقال غيره الحاقنة المطمئن بين الرقوة والحلق والذاقنة نقرة الذقن
الحديث الثامن عشر
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمود الجوهري إجازة ( ح )
وأنبأنا عمي الإمام الصائن رحمه الله أنا أبو طالب عبدالقادر بن يوسف البغدادي أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا حجاج بن نصير نا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت
فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر قيل ماهن يا أم المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيري ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال تزوجها فإنها امرأتك وكنت اغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري ( 33 أ ) وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري وقبض الله روحه وهو بين سحري ونحري ومات في الليلة التى كان يدور علي فيها ودفن في بيتي
هذا حديث حسن من حديث أبي محمد ويقال أبوعبدالرحمن القاسم بن محمد بن أبي بكرالصديق رضي الله عنه
وقد صح أن عائشة رضي الله عنها خصا بهذه الأشياء ذلك وورد في الصحاح نعم روى بعض الأحاديث أنه أغتسل وأم سلمة من إناء واحد وكلاهما يحمل على الغالب ويكون ذلك مع أم سلمة مرة واحدة لا متكررا جمعا بين الروايتين والله أعلم
الحديث التاسع عشر
أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين أبو المعالي رحمه الله ( 33 ب ) أنا عبدالجبار البيهقي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد عثمان بن عبدوس بن محفوظ الفقيه الجزروذي وأبو عبدالرحمن محمد بن الحسين السلمي نا أبو محمد يحيى بن منصور نا جعفر بن محمد بن الحسين
( ح ) قال أبو بكر البيهقي وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا إبراهيم بن إسحاق السراج قالا نا يحيى ين يحيى أنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول
قالت عائشة وارأساه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنيون فقلت يأبي الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون
34 - أ ) هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد القاسم عن عمته أم المؤمنين وثابت من رواية أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهيل
أخرجه البخاري في صحيحه عن يحيى بن يحيى وقال
يأبى الله ويدفع المؤمنون
وأخرج مسلم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم
( ادعي لي أباك أو أخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن أو يقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر )
ولا يسوغ لأحد أن يطعن في هذا الحديث ويقول لو كان ذلك صحيحا لنقله غير عائشة كغيره من الأحاديث فنقول السبب في أن غير عائشة لم ينقل هذا ولا مثله أن ذلك كان في حال مرضه وانقطاعه في بيت عائشة رضي الله عنها كما قيل إنه لم يشهد وفاته صلى الله عليه وسلم غيرها والملائكة وقد أظهر الله صدقها ومعجزة نبيه بكونه أخبر عن شيء لم يكن فكان كما أخبر وفي هذا دليل على جواز العهد للخلفاء أعاذنا الله من الطعن في أئمة وأمهات المؤمنين وبالله العون والتوفيق
الحديث العشرون
( 34 ب ) وبالإسناد أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن محمد المقريء أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب القاضي نا محمد بن أبي بكر نا مرحوم بن عبد العزيز نا أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس أنه أتى عائشة فقالت
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بحجرتي ألقى إلي الكلمة يقر بها عيني فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فعصبت رأسي ونمت على فراشي فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مالك يا عائشة فقلت اشتكي رأسي فقال بل أنا وارأساه أنا الذي أشتكي رأسي وذلك حين أخبره جبريل أنه مقبوض فلبثت أياما وجيء به يحمل في كساء بين أربعة فأدخل علي فقال يا عائشة أرسلي إلي النسوة فلما جئن قال إني لا استطيع ( 35 أ ) أن أختلف بينكن فأذن لي فأكون في بيت عائشة قلن نعم فرأيته يحمر وجه ويعرق ولم أكن رأيت ميتا قط فقال أقعديني فأسندته إلي ووضعت يدي عليه فقبلت رأسه فرفعت يدي عنه وظننت أنه يريد أن يصيب من رأسي فوقعت من فيه نقطة باردة علي ترقوتي أو صدري ثم مال فسقط على الفراش فسجيته بثوب ولم أكن رأيت ميتا قط فعرفت الموت بغيره فجاء عمر يستأذن ومعه المغيرة بن شعبة فأذنت لهما ومددت الحجاب فقال عمر يا عائشة ما لنبي الله صلى الله عليه وسلم قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فقال واغماه إن هذا لهو الغم ثم غطاه ولم يتكلم المغيرة فلما بلغ عند الباب قال المغيرة مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر فقال عمر كذبت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يأمر بقتال المنافقين بل أنت تحوشك فتنة ( 35 ب ) فجاء أبو بكر فقال ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال وانبياه واصفياه واخليلاه صدق الله ورسوله إنك ميت وإنهم ميتون وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ثم غطاه وخرج إلى الناس وقال أيها الناس هل مع أحد منكم عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لا قال من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قال إنك ميت وإنهم ميتون وقوله كل نفس ذائقة الموت فقال عمر أفي كتاب الله ( هذا ) يا أبا بكر قال نعم قال عمر هذا أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وثاني اثنين فبايعوه فحينئذ بايعوه )
هذا حديث حسن أخرج البخاري قصة البيعة بمعنى هذا ( 36 أ ) عن إسماعيل بن عبد الله عن سليمان بن بلال عن هشام ( بن عروة ) عن أبيه عن عائشة ورواها أيضا من وجه آخر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وفي رواية البخاري عن أبي بكير
قال عمر كأني لم أسمع تلك الآيات ولا أحد من الصحابة قبل ذلك
وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب الجوني تابعي سمع أنسا وعبادة بن الصامت وروى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان
الحديث الحادي والعشرون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو أنا عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج أنا بشار بن موسى الخفاف نا خالد بن عبدالله نا خالد الحذاء قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول
( كان عمرو بن العاص جالسا يحدث الناس عن جيش السلاسل قال قلت يا رسول الله ( 36 ب ) أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال عمر بن الخطاب قلت ثم من قال فعد لي رجالا )
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبدالله عمرو بن العاص بن وائل بن هشام السهمي القرشي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كبير القدر كثير الحزم والتدبير
رواه البخاري في صحيحه عن ( معلي ) بن أسد عن عبدالعزيز عن خالد هكذا ورواه مسلم في صحيحه عن يحيى بن يحيى عن خالد أيضا طريق ووقع إلي من طريق الباغندي وزاد فيه
( أي الناس أحب إليك حتى أحبه )
وفي هذا إشارة إلى أن من أحب إنسانا أحب ما يحبه
وقوله بعد ذكر عائشة إنما أعني من الرجال فليس ذلك بإعراض عن عائشة ( 37 أ ) ولا لقدح فيها وإنما الصحابة كانوا يعرفون أنها أحب الناس إليه ولهذا كانوا يسمونها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتحرون بهدايهم يوم عائشة كما ذكرناه وإنما سأل ليعرف حال جماعة كان بعض الناس يشكون في تفضيل بعضهم على بعض والله أعلم
الحديث الثاني والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي بقراءتي عليه بهراة أنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة سبع وخمسين وأربع مئة بهراة أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبدالله القاضي السجزي قراءة عليه بهراة وأنا أسمع نا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي نا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ( 37 ب ) نا عبدالعزيز عن عبدالله بن عبد الرحمن عن أنس مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام )
هذا حديث صحيح رواه البخاري بزيادة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة ورواه رزين في مجموع الصحاح وزاد فيه جملة
( كمل ) من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران )
وفي هذا فضيلة سنية لعائشة لأنه شبهها بأفضل طعام العرب وأكثر تغدية من غيره ولهذا قيل ( من الكامل )
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف ...
الحديث الثالث والعشرون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمة الله أنا أبو بكر محمد بن الحسين ( 38 أ ) بن علي الفرضي المقريء المعروف بابن المرزفي بقراءتي عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسة مئة أنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أناأبو القاسم عبيدالله بن محمد بن سليمان بن حبابة ناأبوالقاسم عبدالله بن محمد نا سليمان بن عمرو نا بقية عن يزيد بن أيهم عن يزيد ين شريح عن عائشة قالت
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها واعذها من مضلات الفتن )
هذا حديث صحيح حسن من حديث بقية بن الوليد
وقوله إذا غضب على عائشة يحتمل أن يكون من قول الراوي وقد رواه بمعنى ما سمعه منها والله أعلم
الحديث الرابع والعشرون
أخبرنا الشيخ الأمين أبوالمعالي عبدالله بن عبد الرحمن بن صابر أنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني خطيب دمشق أناأبو الحسين محمد بن عبدالرحمن بن عثمان رضي الله عنه ( 38 ب ) في سنة أربع وأربعين وأربع مئة قال قريء على القاضي يوسف القاسم بن يوسف الميانجي
وأنا حاضر أسمع قيل له أخبركم أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا أبو موسى نا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال نا مختار بن نافع التميمي عن أبي حيان عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال ( لي ) رسول الله صلى الله عليه وسلم
( رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلال من ماله رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرا تركه الحق ( و ) ماله من صديق رحم الله عثمان تستحييه الملائكة رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار )
هذا حديث حسن صحيح من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب الفارس المقدم والإمام المكرم له المناقب الشريفة والمكارم المنيفة فضائله لا تحد ومعاليه لا تعد أسلم قبل أن يبلغ الحلم قيل كان ابن عشر سنين وقيل ست سنين وقيل غير ذلك وبارز يوم خيبر وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم قال
39 - ( سأعطي أ ) الراية غدارجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )
مات قتيلا شهيدا في شهر رمضان سنة وأربعين من الهجرة
وهذا الحديث دليل فضل أبي بكر رضي الله عنه وفيه أيضا فضل عائشة لأنه جعل له المنة عليه بسببها والله أعلم
الحديث الخامس والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال أنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوسنجيان وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق والأمير أبو عمر ومحمد بن محمد بن القاسم القرشي قالوا أنا أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي قراءة عليه أنا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن حموية السرخسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي أنا أبو محمد عبد بن حميد حدثني محمد بن الفضيل نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس
أن رجلا فارسيا كان جار النبي صلى الله عليه وسلم ( 39 ب ) وكانت مرقته أطيب شيء ريحا فصنع طعاما ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فدعاه وعائشة إلى جنبه فأومأ إليه أن تعال قال وهذه معي وأشار الى عائشة فقال لا ثم أشار إليه الثانية فقال وهذه معي قال لا ثم أشار إليه فقال نعم فذهبت عائشة
كذا في الأصل وقد سقط منه ذكر الثالثة والإشارة إلى عائشة ولا بد منه
هذا حديث حسن من حديث أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري
وهذا الحديث يحتمل أن يكون قبل نزول الحجاب ويحتمل أن يكون بعده وهو الأشبه لأنه قال أومأإليه معناه أنه لم يقترب منه وإن دنا منه فقد تكون عائشة رضي الله عنها مستترة وهي إلى جنبه وقد عرفها بالإشارة إليها وإذا هكذا فيكون قول الفارسي لا في المرتين رغبة منه في أن يواكل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد نقل
من أكل مع مغفور له غفر له
فأراد أن لا ( 40 أ ) يحرم نفسه ذلك وخشي أنها إن كانت معه لا يقدر على مواكلته لابخلا على عائشة به وكيف يظن ذلك وهم كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة كما تقدم طلبا لرضاه صلى الله عليه وسلم فلما علم الفارسي جده في أكلها معه أذن له في الثالثة لأن لا يحرم بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكله طعامه والله أعلم
وقد روي من وجه آخر
أن خياطا دعاه وسبقه ثم تبعه النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة معه فلما بلغ الباب قال ومن معي وهي عائشة قال نعم
وفيه من الفقه جواز الاستثناء في الدعوة واستصحاب غيره والله أعلم الحديث السادس والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي رحمه الله أنا أبو عبدالله الفراوي أنا أبو الحسين الفارسي أنا محمد بن عمروية الجلودي أنا أبو إسحاق بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا زهير بن حرب نا روح بن عبادة نا زكريا بن إسحاق نا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال دخل أبو بكر رضي الله عنه ليستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال ( 40 ب ) لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى عائشة يجأ عنقها وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ماليس عنده قلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده ثم اعتزلهن شهرا أو تسعاوعشرين ثم نزلت عليه هذه الاية ياأيها النبي قل لأزواجك حتى بلع للمحسنات منكن أجرا عظيما قال فبدأ بعائشة فقال يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك قالت وما هو يا رسول الله فتلا عليها هذه الآية قالت أفيك يا رسول الله أستيشر ( 41 أ ) أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخره وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متمنعا ولكن بعثني معلما ميسرا
هذا حديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري في صحيحه مختصرا عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة ورواه مسلم في صحيحه كما سقته من حديث جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام أبو عبدالله الأنصاري
وفي اختيارهن النبي صلى الله عليه وسلم مع ضيقة العيش دليل فضلهن وتوفيقهن وتقديم عائشة دليل على محبته لهاأشد من غيرها والله أعلم
الحديث السابع والعشرون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد نا الباغندي نا محمد بن ثواب الهباري نا محمد بن بشر نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فأتاه جبريل فقال إن الله يقرئك السلام ( 41 ب ) ويقول إنها لزوجتك في الدنيا والآخرة فراجعها
هذا حديث حسن من حديث قتادة أبي الخطاب بن دعامة بن قتادة وقد نقل عنه هذا موقوفا ولم يذكر أنسا قال ابن سعد في طبقاته
نا سعد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال
طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فجاءه جبريل فقال يامحمد راجع حفصه وإما قال لا تطلق حفصه فإنها صؤوم قؤوم وإنها من نسائك في الجنة
وهذا وإن كان مرسلا فلا يقوله إلا توفيقا لأنه إخبار عن جبريل ولا يطلع على ذلك ولا يعلمه إلا بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم
الحديث الثامن والعشرون
أخبرني عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي البزاز رحمه الله أنا الجوهري أنا أبو عمرو بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أناابن سعد كاتب الواقدي أنا أبو اسامة عن عوف بن أبي جميلة عن أبي المعدل عطية ( 42 أ ) الطفاوي عن أمه قالت أخبرتني أم سلمه قالت
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في بيتي إذ جاءت الخادم فقالت علي وفاطمة بالسدة فقال لي تنحي فتنحيت في ناحية البيت فدخل علي وفاطمة ومعهما حسن وحسين وهما صبيان صغيران فأخذ حسن وحسينا فأجلسهما في حجره وأخذ عليا فاحتضنه إليه وأخذ فاطمة بيده الأخرى فاحتضنهما وقبلهما وأغدق عليهما خميصة سوداء ثم قال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهلي قالت أم سلمة وأنا يا رسول الله قال وأنت
هذا صحيح وقد روي مختصرا في صحيح مسلم رحمه الله
وقوله أغدق أي سدل عليهم والخميصة كساء مربع أسود له علمان فإن لم يكن له علمان فليس بخميصة
ومنه في حديث عائشة رضي الله عنها في وفاته صلى الله عليه وسلم وقد روى من وجه آخر فقيل فيه
إنك من أهلي
والله أعلم
الحديث التاسع والعشرون
أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا عبدالله بن جعفر الرقي نا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابه
أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى جورية بنت الحارث فجاء أبوها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنتي لا يسبى مثلها وأنا أكرم من ذلك فخل سبيلها قال أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا قال بلى وأديت ما عليك قال فأتاها أبوها فقال إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا قالت فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد والله فضحتنا
( 43 أ ) هذا حديث صحيح مرسل من حديث أبي قلابة عبدالله بن زيد بن عمرو الأزدي البصري رضي الله عنه
وفي تقديمها النبي صلى الله عليه وسلم على أهلها دليل سعادتها وفضلها وقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعتق بسببها مئة من قومها وذلك كرامتها
الحديث الثلاثون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمة الله عليه بالإسناد أنا ابن سعد حدثني عبدالله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حيان قال يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك الآية
هذا حديث حسن من حديث محمد بن يحيى بن حبان أبي عبدالله الأنصاري المازني المديني سمع أنس بن مالك وعمرو بن واسع والأعرج روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري ( 43 ب ) وربيعة بن مالك والليث بن سعد وتوفي في المدينة سنة إحدى وعشرين ومئة وعمر أربع وسبعين سنة
الحديث الحادي والثلاثون
وبالإسناد نا ابن سعد نا محمد بن عمر نا موسى بن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن أمه عمرة عن عائشة قالت
يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لايبلغه شرف إن الله زوجها نبيه في الدنيا ونطق به القرآن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا فبشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به وهي زوجته بالجنة
هذا حديث حسن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وقد روى
أطولكن يدا قالت فكنا نقدر بين ( 44 أ ) أيدينا فلما ماتت زينب عرفنا أنه يريد الصدقة
كل ذلك وقع إلي مسندا وقيل إن سودة هي المتوفاة بعده والدعاء بسرعة اللحوق كان لها إلا أن هذا أشهر وأوضح
وقولها وهي زوجته في الآخرة لا تقوله إلا بعد سماع منه صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث دليل على صدقه ومعجزته إذ أخبر بما لم يكن فكان كما أخبر كما في حق فاطمة رضي الله عنها
الحديث الثاني والثلاثون
أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله قال أنا أبو بكرالفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن العباس الخزاز نا عبدالوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر الواقدي حدثني ابن أبي سبره عن أبي حرملة عن أخته أم عبدالله ابنة أبي القين المزني قالت
كنت آلف صفية من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تحدثني عن قومها ( 44 ب ) وما كانت تسمع منهم قالت خرجنا حيث أجلانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقمنا بخيبر فتزوجني كنانه بن أبي الحقيق فأعرس بي قبيل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام وذبح جزرا ودعا يهود وحولني في حصنه بسلالم فرأيت في النوم كأن قمرا أقبل من يثرب يسير حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لكنانة زوجي فلطم عيني فاخضرت فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلت عليه فسألني فأخبرته قالت وجعلت يهود ذراريها في الكتيبة وجردوا حصون النطاه للمقاتلة
فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وافتتح حصون النطاه دخل علي كنانه فقال قد فرغ محمد من أهل النطاه ( 45 أ ) وليس ههنا أحد يقاتل وقد قتلت يهود حيث قتل أهل النطاه وكذبتنا الأعراب فحولني إلى حصن النزاز بالشق قالت وهو أحصن ما عندنا فخرج حتى أدخلني وبنت عمي ونسيات معنا فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا قبل الكتيبة فسبيت في النزاز قبل أن ينتهي النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكتيبة فأرسل بي إلى رحله ثم جاءنا حين أمسى فدعاني فجئت وأنا متقنعه حييه فجلست بين يديه فقال إن قمت على دينك لم أكرهك وإن اخترت الإسلام واخترت الله ورسوله فهو خير لك قالت أختار الله ورسوله والإسلام فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني وجعل عتقي مهري فلما أراد أن يخرج إلى المدينة قال أصحابه اليوم نعلم أزوجة أم سرية ( 45 ب ) فإن كانت امرأة فسيححيها وإلا فهي سريه فلما خرج أمر بستر فسترت به فعرف أني زوجة ثم قدم إلي البعير وقدم فخذه لأضع رجلي عليها فأعظمت ذلك ووضعت فخذي على فخذه ثم ركبت فكنت ألقى من أزواجه يفخرن علي يقلن يا بنت اليهودي وكنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلطف بن ويكرمني فدخل علي يوما وأنا أبكي فقال مالك فقلت أزواجك يفخرن علي ويقلن بنت اليهودي قال فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب ثم قال إذا قالوا لك أو فاخروك فقولي أبي هارون وعمي موسى
هذا حديث حسن صحيح وقد أخرجه البخاري قصة تزويجه بها وضرب الحجاب عليها كونها كانت تركب على رجله صلى الله عليه وسلم عن عبدالغفار وعن أحمد بن عيسى من ( ( 46 أ ) حديث يعقوب بن عبد الرحمن من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وقد أخرج أبو عيسى الترمذي آخر هذا الحديث في جامعه عن عبد بن حميد الكشي رضي الله عنه
وفضلها بين فيه لأنه كان يغضب لغضبها ويركبها على فخذه وكونه نسبها إلى الأنبياء صلوات الله عليهم
الحديث الثالث والثلاثون
أخبرني عمي الإمام الحافظ قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا ابن حيوية أنا ابن معروف نا أبن الفهم نا ابن سعد حدثني أسامة بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار قال
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفيه أنزلها في بيت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفها فلما خرجت خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على إثرها فقال كيف رأيتها يا عائشة قالت رأيت يهودية قال لا تقولي هذا يا عائشة ( 46 ب ) فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها
هذا حديث حسن من حديث أبي محمد عطاء بن يسار مولى ميمونه بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم تابعي من أجلاء التابعين وكبار المحدثين سمع أبا هريرة وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين
ودليل فضلها قوله صلى الله عليه وسلم ( قد حسن إسلامها ) وكونه كره ذكرها بما يؤذيها والله أعلم
ميمونه بنت الحارث رضي الله عنها
وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيها وامرأة مؤمنة الآية الحديث الرابع والثلاثون
أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبدالله يحيى ابنا ابن البناء قالوا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدل أنا أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن المخلص أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي نا الزبير ( 47 أ ) بن بكار حدثني إبراهيم بن حمزة الزبيري عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة أخي موسى بن عقبة عن كيب مولى عبدالله بن العباس عن عبدالله بن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الأخوات الأربع ميمونه وأم الفضل وسلمى وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن مؤمنات )
قال ويستثني بعض أصحابنا من هذا الحديث ( مؤمنات )
وهذا حديث حسن من حديث كريب أيضا وله أحاديث كثيرة خرجها الأئمة في الصحاح روى النسائي هذا الحديث عن عمرو بن منصور النسائي عن عبدالله بن عبد الوهاب عن الدراوري
هذا مات يسر جمعه في حق كل واحدة منهن منفردا
ذكر ما ورد في فضلهن كلهن مجملا ( 47 ب ) وقد قال الله تعالى يا نساء النبي لستن كأحد من النساء الآيه
الحديث الخامس والثلاثون
أخبرنا عمي الامام الحافظ أبو القاسم علي رحمه الله أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الأشعث وأبو الحسن علي بن المبارك قالا أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أناأبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح الوزير نا عبدالله بن محمد البغوي نا منصور بن أبي مزاحم نا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حصين عن عوف بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه
( إن الذي يحبو عليكن بعدي لهو الصادق البار اللهم اسق عبدالرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة )
قال إبراهيم فحدثني بعض أهلنا من ولد ( 48 أ ) عبد الرحمن أن عبد الرحمن باع ماله بكيدمة وهو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار فقسمه على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
هذا حديث غريب من حديث عوف بن الحارث أبي الطفيل المدني عن أم سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن عبدالرحمن التميمي وقد روى عاليا من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد عنه والله أعلم
وإنما سمي بارا لأنهن أمهات المؤمنين فكان كالبار بأمه
الحديث السادس والثلاثون
أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد صدر الدين شيخ الشيوخ أبو القاسم عبدالرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي والشيخ الإمام أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن الأمين قالا أنا أبو القاسم هبة ( الله ) بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد غيلان أنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم ( 48 ب ) الشافعي نا إسحاق بن ميمون الحربي نا أبو غسان نا فضيل عن عط عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمه رضي الله عنها قالت
نزلت هذه الاية في بيتي إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قلت يارسول الله ألست من أهل البيت قال إنك إلى خير إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت
وأهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين
هذا حديث صحيح وقد روى من وجه آخر دون ذكر أم سلمة قلت يارسول الله وقد رواه أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الكثير روى عنه ابن عمر وجابر وابن عبدالله ( 49 أ ) وأبو سلمه وأبو صالح وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة وحميد بن عبدالرحمن وعطاء بن يسار ومات سنة أربع وسبعين
وهذا يدخل في رواية الصحابي عن الصحابي
وقولها وأهل البيت هؤلاء الذين ذكرتهم إشارة إلى الذين وجدوا في البيت في تلك الحالة وإلا فآل رسول الله صلى الله عليه وعليهم كلهم أهل البيت والآية نزلت خاصة في هؤلاء المذكورين والله أعلم
الحديث السابع والثلاثون
أخبرتنا الحاجة أم عبدالله أسماء والحاجة أم محمد آمنه ابنتا الشيخ الأمين أبي بركات محمد بن الحسن بن طاهر يعرف بابن الران قالتا أخبرنا جدنا لأمنا القاضي الزكي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبدالعزيز القرشي أناالشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن المصيصي قال قريء على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز في دكانه في شعبان سنة ( 49 ب ) سبع عشرة وأربع مئة وأنا حاضر أسمع قيل له حدثكم أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق المعروف بابن السماك إملاء سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة نا إسحاق بن إبراهيم الجبلي نا نصر بن حريش نا أبو سهل مسلم الخراساني عن يونس بن ابي إسحاق عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا يدخل النار من تزوج إلي أو تزوجت إليه )
هذا حديث حسن من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفي هذا الحديث دليل على فضل اصهاره واختانه وهذه شهادة لهم بالجنة إذ كانوا مؤمنين والله أعلم