الحديث الثامن والثلاثون
أخبرنا أستاذي الإمام العالم قطب الدين رحمه الله ( 50 أ ) أنا أبو محمد عبد الجبار البيهقي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهيقي الحافظ رحمه الله أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي نا الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي نا عبد الله بن أبي زياد نا سيار بن حاتم نا عبد الواحد بن سليمان الحارثي نا الحسن بن علي عن محمد بن علي قال
لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث هبط إليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك قال أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا فلما كان في اليوم الثاني هبط إليه جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجدني يا جبريل مغموما ( 50 ب ) وأجدني يا جبريل مكروبا فلما كان في يوم الثالث هبط إليه جبريل معه ملك الموت ومعهما ملك في الهواء يقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك كل ملك منهم على سبعين ألف ملك قال فسبقهم إليه جبريل وقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك قال أجدني يا جبريل مغموما وأجدني يا جبريل مكروبا قال واستأذن ملك الموت على الباب فقال له جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على أحد قط من قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك فقال أئذن له يا جبريل فقال السلام ( 51 أ ) عليك يا أحمد إن الله أرسلني اليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها قال وتفعل ذلك يا ملك الموت قال تعم بذلك أمرت قال جبريل يا أحمد إن الله قد اشتاق الى لقائك قال ياملك الموت امض لما أمرت به قال فأتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب )
هذا حديث حسن مرسل وفيه دلالة على فضلهن ( 51 ب ) لأن تسليم الملائكة عليهن وتعزيتهن أمارة كرامتهن وقد نقل أن بعض نسائه شهدن موته ولهذا قالت عائشة فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم نفذت إلى أبي بكر وكان بالسفح موضع ونفذت حفصة الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحديث
ونقل عنها في حديث آخر
أنه لم يشهد موته غيري والملائكة صلوات الله عليهم
وقوله إن الله قد اشتاق إليك إن صح إسناد هذا الحديث فإنما معناه قد أراد لقاءك وذلك بأن يردك من دنياك الى معادك زيادة في قربتك وكرامتك والله أعلم
الحديث التاسع والثلاثون
أخبرني عمي الحافظ أبو القاسم علي رحمة الله عليه ( 52 أ ) أنا الشريف النسيب أبو القاسم الحسيني أنا القاضي أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن علي بن أبي العجائز حدثني أبي أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي نا أبو بكر وأبو القاسم محمد وعامر ابنا خريم بن محمد قالا أنا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي نا عبد الرزاق بن همام أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم )
هذا حديث غريب من حديث داود بن الحصين عن عكرمة
( 52 ب ) ابن خالد المخزومي لانعلم أنه رواه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ولم يكتب عنه إلا من هذا الوجه
وقد وردت أحاديث كثيرة في التوصية بالنساء والأمر بحفظهن ومراعاتهن
الحديث الأربعون
أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا الشريف النسيب أيضا أنا أبو القاسم علي بن يحيى السلمي السميساطي أنا عبدالوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب قال حدثني مالك عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال أخبرني أبو حميد ألساعدي أنهم قالوا
( يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول ( 53 أ ) الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صلى على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد )
هذا حديث صحيح من حديث أبي حميد عبدالرحمن بن سعد بن المنذر له صحبه وقد رواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن يوسف التنيسي وعبدالله بن مسلمة القنعبي عن مالك ورواه مسلم عن محمد بن عبدالله بن نمير عن روح وعبدالله بن نافع وعن إسحاق بن إبراهيم عن روح بن عباده كلاهما عن مالك هكذا والله أعلم
هذا ما تيسر جمعه من مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الأهل والآل واختلفوا في أن زوجاته هل هن من آله أم لا
وانما خرجت بعض الاحاديث من الصحيحين تبركا بذلك وإن كان أرباب الصنعة لا يعتادونه ( 53 ب ) ولكن المقصود متن الحديث دون غيره
وأسأل الله العظيم التوفيق في كل قول وفعل وأن يصلي على محمد وعلى آله أجمعين وأن يرضى عن أئمة الدين وقادة المسلمين إنه جواد كريم وحسبنا الله ونعم الوكيل
قراءة على المصنف
بمقصورة الصحابة بجامع دمشق
قرأت جميع الأربعين على مصنفها الشيخ الفقيه الإمام العالم العامل الزاهد مفتي الشام فخر الدين أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي أثابه الله الجنة فسمعها عز الدين أبو محمد عبدالعزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربلي وتاج الدين محمد بن جميل بن زيد الخلاطي ومحمد ويحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري وعبد الواحد بن عبد السيد بن بركات المقدسي وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرماحين وأخي أبو الفضل سليمان كتبه أبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف البلخي وفق الله به وسمع من أول الجزء إلى آخر الحديث العشرين أبو بكر محمد بن الإمام تقي الدين أبي طاهر إسماعيل بن عبد الله بن المحسن الأنصاري الأنماطي وأبو المعالي عبدالله بن محمد بن عبدالله بن صابر السلمي وسمع من أول الحديث الحادي والعشرين الى آخر الجزء أبو علي عبداللطيف بن الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي وذلك في مجلسين آخرهما يوم الاثنين تاسع رجب من سنةخمس عشرة وست ومئة بمقصورة الصحابة من جامع دمشق والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله
ثم أتبع بإقرار المؤلف على ما ورد بقوله وخطه
صحيح ذلك وكتبه عبدالرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي في تاريخه
قراءة على الشيخ إبراهيم بن الشيخ عز الدين ابن عبدالسلام في جامع التوبة بدمشق
قرأت جميع هذه الأربعين على شيخنا الإمام العالم الصدر الكامل الأوحد المسند المحقق شمس الدين أبو الطاهر إبراهيم بن الشيخ الإمام صدر الشام العالم الصدر الكامل مفتي الفريقين عز الدين أبي محمد بن عبد العزيز بن الشيخ الإمام عبد السلام أثابه الله الجنة بحق سماعه فيه فسمع الفقيه الأجل الفاضل صدر الدين أبو داود سليمان بن الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين ابي عبدالله محمد بن عبدالحق بن خلف الحنبلي والفقيه الأجل العالم منير الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن عبد البكري والفقيه الإمام العالم شمس الدين محمد بن إبراهيم بن علي بن مسلم الرقي وآخرون لم يتحقق فواتهم وصح ذلك وثبت في مجالس آخرها يوم الاثنين ثاني عشر من المحرم سنة أربع وسبعين وست ومئة بالجامع الاشرفي بالعقيبة عرف بجامع التوبة وكتب الفقير إلى رحمة ربه أحمد بن عبدالرحمن بن أبي الحسين بن أبي القاسم بن ثعلب الزبيدي الصوفي عفا الله عنه والقراءة له والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
سماع على الشيخ أحمد بن إبراهيم الفزاري بالرباط الناصري بسفح جبل قاسيون
سمع جميع الاربعين من لفظ الشيخ الامام العلامة حجة العرب ولسان أهل الأدب صدر الحافظ شرف الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن سباع بن ضيا الفزاري بحق قراءته لها على الشيخين المذكورين في طبقة قراءته المكتوبة على أول الجزء الفقيه الأجل شمس الدين أبو حفص عمر بن الشيخ المسمع والشيخ الصالح الفقيه المقريء محمد بن الشيخ سليمان بن الشيخ داود الجزري والفقيه الأجل زكي الدين أبو محمد زكريا بن الشيخ يوسف بن سليمان الحلي والشمس محمد وأخوه إسماعيل ابنا الشيخ رافع بن محمد الرحبي والبنت الصالحه مؤنسة بنت الشيخ المسمع وكاتب الطبقة إبراهيم بن عبدالرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضيا الفزاري عفا الله عنه وصح ذلك وثبت في مجلسين وافق آخرهما يوم السبت الثامن والعشرين من شهر شعبان المبارك من سنة خمس وثمانين وست مئة بالرباط الناصري بسفح جبل قاسيون والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما
( 54 ب ) أنبأنا الشيخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحافظ أبي محمد عبدالعزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر البغدادي رحمه الله أن والده الحافظ أبا محمد أخبرهم قراءة عليه وهو يسمع قال أنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه وأناأسمع قال أنشدنا عاصم بن الحسن الأديب لنفسه المنسرح ) ... وحق من بعلها النبي ومن ... والدها المرتضى أبو بكر ... لاحلت عن مدحتي لها أبدا ... حتى أواري في ظلمة القبر ... وقد تيقنت أن والدها ... يشفع لي في صيحة الحشر ... طاهرة تنتمي الى نسب ... شرفه الله منه بالفخر ... لما رموا لادر درهم ... بالإفك والزور عصبة الشر ... برأها الله من مقالتهم ... بغير شك في محكم الذكر ... فحالها مشبه يساجلها ... وحق طه وليلة القدر ... وكم لها من فضيلة نطقت ... بها وذكر يبقى على الدهر
قالت توفى النبي خالقه ... مابين سحري وملتقى نحري ... فلا راعى الله من تنقضها ... فماله في المعاد من عذر ... وأي عذر لمبدع رجس ... مذهبه شتم زوجة الطهر ...
وبالإسناد قال السمرقندي أنا علي بن أحمد بن محمد البندار أنا عبيدالله بن محمد بن حمدان فيما أذن لنا أبا الحسين محمد بن عبدالله القصري أنشدهم بمكة قال أنشدنا أبو مزاحم لنفسه ( من البسيط ) ... أهل الكلام وأهل الرأي قد عدموا ... علم الحديث الذي ينجو به الرجل ... لوأنهم فهموا الآثار ما انحرفوا ... عنها إلى غيرها لكنهم جهلوا ...
سماع على الورقة الأولى من الكتاب
قرأت جميع هذا الكتاب وهو كتاب الأربعين للشيخ الإمام العلامة فخر الدين أبي منصور عبدالرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي رحمه الله على الشيخين الأجلين الرئيسين العدلين فخر الدين أبي عبدالله محمد وعماد الدين بن أبي زكريا يحيى والدى الشيخ الإمام العالم الزاهد كمال الدين يحيى عباس أطال الله بقاءهما بحق سماعهما منه فسمعه الولد النجيب شمس الدين أبو عبدالله محمد ( وأخوه ) علاء الدين أبي الحسن علي والدا عماد الدين المسمع المذكور والشيخ الإمام العالم الفاضل الصدر الكبير خطيب الخطباء شمس الدين إبراهيم بن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مفتي الفرق فريد العصر عز الدين أبي محمد عبدالعزيز بن الشيخ الامام عبد بن الشيخ الإمام ابي القاسم بن الشيخ الامام الحسن السلمي الشافعي وولده النجيب أسعده الله عز الدين أبو البركات ناصر الدين أبوالفدا أحمد بن الشيخ الإمام العالم العامل الصدر الكبير بدر الدين أبو زكريا يحيى والأمير الكبير عز الدين محمد شنقران الشهرزوري وولده شرف الدين عيسى وسمع الفقيه الإمام العالم العامل
عز الدين أبو جعفر الإمام العالم عفيف الدين أبي العباس أحمد بن خضر بن يوسف الهكاري وصح وثبت في مجلس ( وذلك في ) الثالث عشر من ربيع الآخر سنة أربع وستين وست ومئة بمقصورة الصحابة بجامع دمشق كتبه أفقر عباد الله ( أحمد بن ابراهيم بن ) سباع بن ضياء الفزازي عفا الله عنه والحمد لله وحده وصلى الله عليه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
تملك
انتقل بالإبتياع الشرعي من فخر الدين الى ملك العبد الفقير إلى الله تعالى شمس الدين أبي عبد ( الله ) محمد الزرعي الشافعي الحاكم بعجلون إنا الله تعالى وذلك عاشر شهر رجب الفرد سنة ثلاث وسبعين
تملك
ملكه من المؤذن كاتبه محمد بن طولون
55 - أ ) أنهاه مطالعة مستعيرة من مكتبة مدرسة أبي عمر قدس سره المحتاج لعفوا الله تعالى السيد عبد الغني الجابي وذلك في جماد الأول سنة أربع ومائتين وألف