هي : أب ، أخ ، حم ، فم ، هن ، ذو . ولكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف ينبغي أضافتها لغير ياء المتكلم . نقول : أبوك ، أخوك ، حموك ، فوك ، هنوك ، ذو علم . نحو : وصل أبوك من السفر . وصافحت حماك . والتقيت بذي فضل . 14 ـ ومنه قوله تعالى : { وأبونا شيخ كبير }1 . 15 ـ وقوله تعالى : { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه }2 . 16 ـ وقوله تعالى : { فطوعت له نفسه قتل أخيه }3 . شروط إعراب الأسماء السابقة بالحروف : لكي تعرب الأسماء السابقة بالحروف يشترط فيها الآتي : 1 ـ أن تكون مضافة لغير ياء المتكلم ، فإن قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة . نحو : هذا أبٌ حليم . ورأيت أخًا كريما ، وجلست مع حمٍ رحيم . 17 ـ ومنه قوله تعالى : { وله أخ أو أخت }4 . وقوله تعالى : { إن له أبا شيخا كبيرا }5 . وقوله تعالى : { وبنات الأخ وبنات الأخت }6 . 18 ـ وقوله تعالى : { قال ائتوني بأخ لكم }7 . وإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء . نحو : أبي رجل فاضل . وأقدر أخي الأكبر . وسلمت على حمي . ـــــــــــــــــ
19 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأذن لي أبي }1 . 20 ـ وقوله تعالى : { قالت إن أبي يدعوك }2 . وقوله تعالى : { قال ربي اغفر لي ولأخي }3 . وقوله تعالى : { واغفر لأبي إنه كان من الضالين }4 . 2 ـ أن تكون مفردة ، غير مثناة ، ولا مجموعة . فإن ثنيت أعربت إعراب المثنى . نحو : أبواك يعطفان عليك . وأخواك محبوبان . 21 ـ ومنه قوله تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين }5 . 22 ـ وقوله تعالى : { فأصلحوا بين أخويكم }6 . وإن جمعت جمع تكسير أعربت إعرابه بالحركات الظاهرة . مثال الرفع : الإخوان كثيرون لكن الأوفياء قليلون . 23 ـ ومنه قوله تعالى : { أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا }7 . 24 ـ وقوله تعالى : { فإن كان له إخوة فلأمه السدس }8 . ومثال النصب : نوقر آباءنا . 25 ـ ومنه قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء }9 26 ـ وقوله تعالى : { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }10 . ومثال الجر : اعطفوا على آبائكم . 27 ـ ومنه قوله تعالى : { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين }11 . ـــــــــــــــــ
وإن جمعت جمع مذكر سالما أعربت إعرابه . نحو : جاء ذوو الفضل . 28 ـ ومنه قوله تعالى : { وآتى المال على حبه ذوي القربى }1 . 3 ـ أن تكون مكبرة . فإن صغرت أعربت بالحركات الظاهرة . نحو : هذا أخيٌّ . وصافحت حميّا . وسلم على أبيّ . 4 ـ ويشترط في كلمة " فوك " إضافة إلى الشروط السابقة أن تخلو من الميم ، فإن اتصلت بها الميم أعربت بالحركات الظاهرة . نحو : فمك نظيف . واغسل فمك . ولا تنم وبقايا الحلوى في فمك .
إعراب الأسماء الستة : المشهور في إعراب الأسماء الستة أنها ترفع بالواو . نحو : أبوك فاضل . ومنه قوله تعالى : { اذهب أنت وأخوك بآياتي }2 . وقوله تعالى : { وأبونا شيخ كبير }3 . وتنصب بالألف . نحو : إن أخاك متفوق . ومنه قوله تعالى : { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }4 . وقوله تعالى : { إن أبانا لفي ضلال مبين }5 . وتجر بالياء . نحو : سلمت على حمي . ومنه قوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم لأبيه }6 . وقوله تعالى : { وأخوه أحب إلى أبينا منا }7 . ـــــــــــــــ 1
غير أن كثير من النحويين يذكرون أن في إعراب الأسماء الستة لغات هي : ـ 1 ـ الإعراب بالحروف كما ذكرنا آنفا . 2 ـ أن تلزم الألف مطلقا ، وتعرب بحركات مقدرة ، كإعراب الاسم المقصور . نحو : جاء أباك . فأباك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر . ورأيت أباك . فأباك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر . ومررت بأباك . فأباك اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر . 3 ـ أن يحذف منها الحرف الثالث ، وهو حرف العلة ، كما في كلمة " أبوك " فتصبح " أبك " ، وتعرب بحركات ظاهرة . وأكثر ما يكون في كلمة : أب ، وأخ ، وحم ، وهن . نحو : جاء أبُكَ . ورأيت أبَك . وسلمت على أبِك . 1 ـ ومنه قول الشاعر : بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن شابه أبه فما ظلم وهذا نادر ، وربما ألجأته إليه الضرورة الشعرية . 4 ـ أما ذو وفو ففيهما لغة واحدة وهي الإعراب بالحروف . نحو : جاء ذو الفضل . وفوك نظيف . 29 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }1 . وقوله تعالى : { وآت ذا القربى حقه }2 . وقوله تعالى : { ويؤتِ كل ذي فضل فضله }3 . 5 ـ وفي " هن " لغتان (4) : ــــــــــــــ
4 ـ الهنُ كناية عن الشيء لا تذكره باسمه .
أ ـ حذف حرف العلة وإعرابه بالحركات الظاهرة على آخره ، وهو الأفصح . نحو : هذا هنٌ . ورأت هنًا . وعجبت من هنٍ . ب ـ الإتمام وهو الإبقاء على حرف العلة ، وإعرابه بالحروف ، وهو قليل . نحو : هذا هنوك . واستر هناك . وعجبت من هنيك .
1 ـ الأفصح في لفظ " هن " بتخفيف النون ، أو تشديدها إذا كان مضافا حذف الواو منه ، ويعرب بالحركات على النون رفعا ونصبا وجرا . نحو : هذا هنُ محمد . ورأيت هنَ محمد . ودهشت من هنِ محمد . ومنه قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- " من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضوه بهنِ أبيه ولا تكْنوا " . الشاهد في الحديث قوله : بهن أبيه ، فعندما أضيفت كلمة " هن " إلى ما بعدها ، حذفت منها الواو ، وأعربت بالكسرة الظاهرة . ويجوز في " هن " الإتمام لكنه قليل جدا . نحو : هذا هنوك . ورأيت هناك . وعجبت من هنيك . 2 ـ من المتفق عليه عند النحويين ، أن الأسماء الستة ترفع بالحروف نيابة عن الحركات ، غير أن مذهب سيبويه والفارسي ، وجمهور من البصريين هو إعراب تلك الأسماء بالحركات المقدرة ، ففي حلة الرفع تقدر الضمة على الواو ، وفي النصب تكون الفتحة مقدرة على الألف ، وفي الجر تكون الكسرة مقدرة على الياء . نحو : سافر أبوك . فأبوك فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الواو . ورأيت أخاك . أخاك مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف . ومررت بحميك . حميك اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء . 3 ـ ومن النحويين من ألزم الأسماء الستة الألف وأعربها بحركات مقدرة عليه . نحو : جاء أبا محمد . فأبا فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف . وصافحت أبا محمد . فأبا مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف . وسافرت مع أبا محمد . فأبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف . 2 ـ ومنه قول الشاعر : إن أباها وأبا أباها بلغا في المجد غايتاها الشاهد قوله : وأبا أباها ، حيث وقعت أباها الثانية مضافا إليه ، وحقه أن يجر بالياء على المشهور ، غير أن الشاعر ألزم الأسماء الستة الألف ، وأعربها بالحركات المقدرة 4 ـ يشترط في ذو خاصة ، أن تكون بمعنى صاحب . نحو : جاء ذو فضل . أي : صاحب فضل . وهي بذلك تختلف عن " ذو " الطائية التي لا تكون بمعنى صاحب ، بل هي بمعنى الذي ، وتلزم آخرها الواو رفعا ونصبا وجرا . نحو : زارني ذو أكرمته . ورأيت ذو أحسن إليّ , وسلمت على ذو جاءني . ومنه قول سحيم الفقعسي : فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا الشاهد قوله : من ذو ، حيث جاء ذو بمعنى الذي ، وجرت بكسرة مقدرة على الواو ، والتقدير : من الذي .
14 ـ قال تعالى : { وأبونا شيخ كبير } 23 القصص . وأبونا : الواو واو الحال ، أبونا مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة . شيخ : خبر مرفوع بالضمة . كبير صفة مرفوعة بالضمة . والجملة في محل نصب حال .
15 ـ قال تعالى : { واذكر أخا عاد } 21 الأحقاف . واذكر : الواو للاستئناف ، اذكر فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره : أنت أخا عاد : أخا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، وعاد مضاف إليه مجرور بالكسرة . والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .
17 ـ قال تعالى : { وله أخٌ أو أخت } 12 النساء . وله : الواو واو الحال ، له جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أخٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . أو أخت : أو حرف عطف ، أخت معطوفة على أخ مرفوعة . والجملة في محل نصب حال . قال تعالى : { إن له أباً شيخاً كبيراً } 78 يوسف . إن : حرف توكيد ونصب . له : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم . أباً : اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة الظاهرة . شيخاً : صفة منصوبة بالفتحة . كبيراً : صفة منصوبة بالفتحة .
19 ـ قال تعالى : { حتى يأذن لي أبي } 80 يوسف . حتى : حرف جر وغاية مبني على السكون لا محل له من الإعراب . يأذن : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً , تقديره : هو . لي : جار ومجرور متعلقان بيأذن . أبي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وأب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
20 ـ قال تعالى : { قالت إن أبي يدعوك } 25 القصص . قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره : هي . إن : حرف توكيد ونصب . أبي : أب اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة ياء المتكلم ، وأب مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه . يدعوك : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره : هو . وجملة يدعوك في محل رفع خبر إن . وجملة إن أبي في محل نصب مقول القول .
21 ـ قال تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين } 81 الكهف . وأما : الواو حرف عطف ، أما حرف شرط وتفصيل . الغلام : مبتدأ مرفوع بالضمة . فكان : الفاء رابطة لجواب الشرط ، كان فعل ماض ناقص . أبواه : اسم كان مرفوع بالألف لأنه مثنى ، وأبوا مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . مؤمنين : خبر كان منصوب بالياء لأنه مثنى . وجملة كان في محل رفع خبر المبتدأ . وجملة أما معطوف على ما قبلها .
22 ـ قال تعالى : { فأصلحوا بين أخويكم } 10 الحجرات . فأصلحوا : الفاء حرف استئناف ، أصلحوا فعل أمر مبني إلى حذف النون والواو في محل رفع فاعل ، والجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب . بين أخويكم : بين ظرف مكان منصوب بالفتحة ، وبين مضاف ، وأخويكم مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وأخوي مضاف والكاف في محل جر مضاف إليه ، والميم علامة الجمع ، وشبه الجملة بين أخويكم متعلق بأصلحوا .
23 ـ قال تعالى : { أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا } 2 هود . أتنهانا : الهمزة للاستفهام الإنكاري حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، تنهانا فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، والنا ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت . أن نعبد : أن حرف مصدري ونصب ، نعبد فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والمصدر المؤول من أن والفعل في تأويل مصدر منصوب على نزع الخافض ، وشبه الجملة متعلقٌ بتنهانا . ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لنعبد . يعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة . آباؤنا : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة . وجملة يعبد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
25 ـ قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم ولا إخوانكم أولياء } 23 التوبة . يا أيها الذين : يا حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أي منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب ، والهاء للتنبيه ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من أي . آمنوا : فعل ماض مبني على الضم وواو الجماعة في محل رفع فاعل . وجملة آمنوا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . لا تتخذوا : لا ناهية ، تتخذوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . آباءكم : مفعول به منصوب بالفتحة ، وآباء مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . ولا إخوانكم : الواو حرف عطف ، لا نافية لا عمل لها ، إخوانكم معطوف على ما قبله . أولياء : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وجملة النداء مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
26 ـ قال تعالى : { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين } 27 الإسراء . إن المبذرين : إن حرف توكيد ونصب ، المبذرين اسم إن منصوب بالياء . كانوا : كان فعل ماض ناقص وواو الجماعة في محل رفع اسمها . إخوان الشياطين : خبر كان منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالياء . وجملة كان في محل رفع خبر إن .
27 ـ قال تعالى : { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } 36 الدخان . فأتوا : الفاء الفصيحة (1) ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والتقدير إن كنتم صادقين فيما تقولون فاجعلوا لنا إحياء من مات من آبائنا ليكون دليلاً على ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى . أتوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . بآبائنا : جار ومجرور متعلق بأتوا وعلامة جره الكسرة الظاهرة وهو مضاف ، ونا المتكلمين في محل جر بالإضافة . إن كنتم : إن حرف شرط مبني على السكون ، كنتم كان واسمها . صادقين : خبرها منصوب بالياء . وجملة كنتم في محل جزم فعل الشرط . وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها ما تقدم ، والتقدير : إن كنتم صادقين فأتوا بآبائنا .
ـ قال تعالى : { وآتي المال على حبه ذوي القربى } 177 البقرة . وآتى : الواو حرف عطف ، آتى فعل ماض مبني على الفتح المقدر معطوف على آمن في أول الآية ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره : هو . ـــــــــــــ 1 ـ الفاء الفصيحة : هي التي تفصح عن شرط مقدر وتقع في أول الكلام ، ولم تخرج عن واحد من المعاني التالية : أ ـ معنى السببية ، ، نحو قوله تعالى : { لا يقضى عليهم فيموتوا } 36 فاطر ب ـ وتكون عاطفة ، نحو قوله تعالى : { فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا }60 البقرة ج ـ أو استئنافية ، نحو قوله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } 10 الحجرات د ـ أو زائدة ، نحو قوله تعلى : { نحن أبناء الله وأحباؤه قل : فلم يعذبكم الله بذنوبكم } 18 المائدة .
المال : مفعول به أول منصوب بالفتحة . على حبه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، وحب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله ، والتقدير : مع حبه . ذوي القربى : ذوي مفعول به ثان لآتى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف ، القربى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة . وجملة آتى معطوفة على ما قبلها .
29 ـ قال تعالى : { وإن كان ذو عسرةٍ فنظرةٌ إلى ميسرة } 280 البقرة . وإن : الواو للاستئناف ، إن شرطية جازمة . كان : فعل ماض تام مبني على الفتح بمعنى وجد وحدث والتقدير إن حدث ذو عسرة . ذو عسرةٍ : ذو فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، وعسرةٍ مضاف إليه مجرور بالكسرة . وجملة كان في محل جزم فعل الشرط . فنظرةٌ : الفاء رابطة لجواب الشرط ، نظرةٌ خبر مرفوع لمبتدأ محذوف والتقدير : فالحكم نظرة . إلى ميسرة : جار ومجرور متعلقان بنظرة ، ويصح أن يتعلقا بمحذوف صفة لها . وجملة فنظرةٌ في محل جزم جواب الشرط . وجملة وإن كان وما في حيزها مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
1 ـ قال الشاعر : بأبه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم بأبه : الباء حرف جر ، أب اسم مجرور بالكسرة الظاهرة ، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلقان باقتدى . اقتدى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف . عدي : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . في الكرم : في حرف جر ، الكرم اسم مجرور بالكسرة الظاهرة وسكن لأجل الوقف . من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . يشابه : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره : هو . أبه : أب مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . فما : الفاء واقعة في جواب الشرط ، ما حرف نفي . ظلم : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى من الشرطية ، وله مفعول محذوف ، وتقدير الكلام : فما ظلم أمه ، على ما بيناه لك في لغة البيت والجملة من الفعل الماضي المنفي بما وفاعله ومفعوله المحذوف في محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الشرط .
2 ـ قال الشاعر : إن أبـاها وأبـا أبـاها بلغـا فـي المجـد غايتاها إن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، ناصب لاسمه رافع لخبره ، مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب . أباها : أبا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف وضمير الغائبة في محل جر مضاف إليه ، ويجوز نصب " أبا " بالفتحة المقدرة على الألف كما هو الشاهد في البيت . وأبا : معصوف على ما قبله منصوب بالألف وهو مضاف . أباها : أبا مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف ، وأبا مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . قد بلغا : قد حرف تحقيق ، بلغا فعل ماضي مبني على الفتح وألف الاثنين في محل رفع فاعل . في المجد : جار ومجرور متعلقان ببلغ . غايتاها : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف ، ويجوز نصبه بالألف على المشهور في الأسماء الستة ، والضمير في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية " قد بلغا .. إلخ " في محل رفع خبر إن .
تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . 43 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . ونحو : ودعت المسافرين . وسلمت على الفائزين . ومنه قوله تعالى : { كونوا قردة خاسئين }2 . وقوله تعالى : { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }3 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . 44 ـ ومنه قوله تعالى : { هم فيها خالدون }4 . وقوله تعالى : { إلا قليلا منكم وأنتم معرضون }5 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه قوله تعالى : { فاقع لونها تسر الناظرين }6 . وقوله تعالى : { إن الله يحب المتقين }7 . ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . 46 ـ ومنه قوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }8 . وقوله تعالى : { وذلك جزاء المحسنين }9 . ـــــــــــــــ 1 ـ 70 البقرة . 2 ـ 65 البقرة . 3 ـ 67 البقرة . 4 ـ 81 البقرة . 5 ـ 83 البقرة . 6 ـ 69 البقرة . 7 ـ 4 التوبة . 8 ـ 64 البقرة . 9 ـ 85 المائدة .
شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . فلا نقول في " هند " هندون ، ولا في " زينب " زينبون . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . ومثله العلم المذكر العاقل المختوم بتاء التأنيث ، فلا يجمع جمع مذكر سالما . فلا يقال في " طلحة " طلحون ، ولا في " معاوية " معاويون ، ولا في " عبيدة " عبيدون . كما لا يجمع العلم المركب بأنواعه المختلفة جمعا مذكرا سالما . فلا يجمع : عبد الله ، و سيبويه ، و جاد الحق ، و تأبط شرا ، و بعلبك ، ونظائرها . 2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء ، وصالحة لدخول التاء عليها . نحو : ماهر : ماهرون ، عاقل : عاقلون ، جالس ك جالسون . والصفات السابقة ، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها . فنقول : ماهرة ، وعاقلة . ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل . نحو : أعظم ، وأكبر ، وأحسن وأفضل . نقول : أعظمون ، وأكبرون ، وأحسنون ، وأفضلون . 47 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون }1 . فإن كانت الصفة على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء ، كأحمر حمراء ، وأخضر خضراء . امتنع جمعه جمع مذكر سالما . فلا نقول : أحمرون ، وأخضرون . ــــــــــــ 1 ـ 139 آل عمران .
وإن كانت الصفة أيضا على وزن فعلان فعلى ، كعطشان عطشى ، وسكران سكرى . فلا تجمع جمع مذكر سالما . فلا يصح أن نقول : عطشانون ، وسكرانون . وكذلك إذا كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل : صبور ، وغيور ، وغريق ، وجريح ، وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث . فلا نقول : صبورون ، وغيورون ، وقتيلون . طريقة الجمع : 1 ـ يجمع الاسم الصحيح الآخر ، أو شبهه جمع مذكر سالما بزيادة واو ونون ، أو ياء ونون على مفرده ، دون أن يحدث فيه تغيير . نقول في جمع معلم : معلمون ، ومعلمين ، ومذنب : مذنبون ، ومذنبين . وفي جمع ظبي علما لرجل : ظبيون ، وظبيين . 2 ـ يجمع الاسم المقصور ، بحذف ألفه ، وتبقى الفتحة قبل الواو ، والياء دليلا على الألف المحذوفة من المفرد . نقول : مصطفى : مصطفون ، الأعلى : الأعلون ، الأدنى : الأدنون ، منتدى : منتدون . نحو : عامل الأدنين بالمحبة والرحمة . 48 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار }1 . وقوله تعالى : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون }2 . ولا فرق بين المقصور الثلاثي ، أو المزيد عند الجمع . فنقول في جمع " رضا " علم ثلاثي لرجل : رضون . ونقول في " مرتضى " : مرتضون . 3 ـ يجمع المنقوص بحذف يائه ، وتبقى الكسرة قبل الياء ، ويضم ما قبل الواو للمناسبة ، وذلك في حال وجود الياء . نحو : الشادي : الشادون ، الغادي : الغادون ، الداعي : الداعون ، الراعي : الراعون. ــــــــــــــــ 1 ـ 47 ص . 2 ـ 35 محمد .
تعريفه : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون . 43 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنّا إن شاء الله لمهتدون }1 . ونحو : ودعت المسافرين . وسلمت على الفائزين . ومنه قوله تعالى : { كونوا قردة خاسئين }2 . وقوله تعالى : { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }3 . إعرابه : يرفع جمع المذكر السالم بالواو . نحو : وصل المسافرون . 44 ـ ومنه قوله تعالى : { هم فيها خالدون }4 . وقوله تعالى : { إلا قليلا منكم وأنتم معرضون }5 . وينصب بالياء . نحو : كافأت المتفوقين . 45 ـ ومنه قوله تعالى : { فاقع لونها تسر الناظرين }6 . وقوله تعالى : { إن الله يحب المتقين }7 . ويجر بالياء . نحو : عاقبت المهملين . 46 ـ ومنه قوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }8 . وقوله تعالى : { وذلك جزاء المحسنين }9 . ـــــــــــــــ 1 ـ 70 البقرة . 2 ـ 65 البقرة . 3 ـ 67 البقرة . 4 ـ 81 البقرة . 5 ـ 83 البقرة . 6 ـ 69 البقرة . 7 ـ 4 التوبة . 8 ـ 64 البقرة . 9 ـ 85 المائدة .
شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية : 1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب . فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون . فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما . فلا نقول في " هند " هندون ، ولا في " زينب " زينبون . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون . ومثله العلم المذكر العاقل المختوم بتاء التأنيث ، فلا يجمع جمع مذكر سالما . فلا يقال في " طلحة " طلحون ، ولا في " معاوية " معاويون ، ولا في " عبيدة " عبيدون . كما لا يجمع العلم المركب بأنواعه المختلفة جمعا مذكرا سالما . فلا يجمع : عبد الله ، و سيبويه ، و جاد الحق ، و تأبط شرا ، و بعلبك ، ونظائرها . 2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء ، وصالحة لدخول التاء عليها . نحو : ماهر : ماهرون ، عاقل : عاقلون ، جالس ك جالسون . والصفات السابقة ، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها . فنقول : ماهرة ، وعاقلة . ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل . نحو : أعظم ، وأكبر ، وأحسن وأفضل . نقول : أعظمون ، وأكبرون ، وأحسنون ، وأفضلون . 47 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون }1 . فإن كانت الصفة على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء ، كأحمر حمراء ، وأخضر خضراء . امتنع جمعه جمع مذكر سالما . فلا نقول : أحمرون ، وأخضرون . ــــــــــــ 1 ـ 139 آل عمران .
وإن كانت الصفة أيضا على وزن فعلان فعلى ، كعطشان عطشى ، وسكران سكرى . فلا تجمع جمع مذكر سالما . فلا يصح أن نقول : عطشانون ، وسكرانون . وكذلك إذا كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل : صبور ، وغيور ، وغريق ، وجريح ، وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث . فلا نقول : صبورون ، وغيورون ، وقتيلون . طريقة الجمع : 1 ـ يجمع الاسم الصحيح الآخر ، أو شبهه جمع مذكر سالما بزيادة واو ونون ، أو ياء ونون على مفرده ، دون أن يحدث فيه تغيير . نقول في جمع معلم : معلمون ، ومعلمين ، ومذنب : مذنبون ، ومذنبين . وفي جمع ظبي علما لرجل : ظبيون ، وظبيين . 2 ـ يجمع الاسم المقصور ، بحذف ألفه ، وتبقى الفتحة قبل الواو ، والياء دليلا على الألف المحذوفة من المفرد . نقول : مصطفى : مصطفون ، الأعلى : الأعلون ، الأدنى : الأدنون ، منتدى : منتدون . نحو : عامل الأدنين بالمحبة والرحمة . 48 ـ ومنه قوله تعالى : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار }1 . وقوله تعالى : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون }2 . ولا فرق بين المقصور الثلاثي ، أو المزيد عند الجمع . فنقول في جمع " رضا " علم ثلاثي لرجل : رضون . ونقول في " مرتضى " : مرتضون . 3 ـ يجمع المنقوص بحذف يائه ، وتبقى الكسرة قبل الياء ، ويضم ما قبل الواو للمناسبة ، وذلك في حال وجود الياء . نحو : الشادي : الشادون ، الغادي : الغادون ، الداعي : الداعون ، الراعي : الراعون. ــــــــــــــــ 1 ـ 47 ص . 2 ـ 35 محمد .
1 ـ 18 المطففين . 2 ـ العضة : الفرقة ، والقطعة من الشيء . العزة : الجماعة ، والفرقة ، والعصبة . التبة : الجماعة . الكرة : كل جسم مدور . الظبة : حد السيف . 3 ـ 4 الروم . 4 ـ 39 الطور . 5 ـ 91 الحجر . 6 ـ 70 المعارج . 7 ـ 46 الكهف . 8 ـ 39 الطور .
نون جمع المذكر :
الأصل في نون جمع المذكر السالم الفتح ، وقد أجمع النحويون على ذلك ، أما كسرها فضرورة شعرية ، وليس لغة . 6 ـ كقول سحيم الرياحي : أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي عليَّ ولا يقيني وماذا يبتغي الشعراء منِّي وقد جاوزت حد الأربعينِ ومنه قول الفرزدق : ما سدَّ حيٌّ ولا ميت مسدهما إلا الخلائف من بعد النبيينِ ونون جمع المذكر السالم عوض عن التنوين في الاسم المفرد لذلك وجب حذفها عند الإضافة . نحو : سافر معلمو المدرسة . 58 ـ ومنه قوله تعالى : { وأعلموا أنكم غير معجزي الله }1 . وقوله تعالى : { فظنوا أنهم مواقعوها }2 .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ ذكرنا من الكلمات التي لا تجمع جمع مذكر سالما بعض الصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل صبور ، وغيور . وهما صفتان على وزن فعول بمعنى فاعل لذلك يستوي فيهما التذكير والتأنيث . نقول : رجل صبور ، وامرأة صبور ، بمعنى صابر . ومنها : قتيل وغريق وجريح ، وهن صفات على وزن فعيل بمعنى مفعول ، لذلك يستوي فيهن التذكير ، والتأنيث . نقول : رجل قتيل ، وامرأة قتيل ، بمعنى مقتول . ـــــــــــــــــ 1 ـ 2 التوبة . 2 ـ 53 الكهف .
فإن كان مفعول بمعنى مفعول ، نحو : دابة ركوب ، أي : مركوبة ، أو كان فعيل بمعنى فاعل ، نحو : أليم بمعنى مؤلم ، فلا يستوي فيهما التذكير والتأنيث . نقول : عذاب أليم ، وحادثة مؤلمة . كما لا يستوي التذكير والتأنيث في صبور ونظائرها إذا لم يذكر الموصوف . نقول : هذا صبور وصبورة . ورأيت جريحا وجريحة . 2 ـ جمعت الصفة التي على وزن " أفعل " ومؤنثها " فعلاء " شذوذا . كأسود وسوداء ، وأصفر وصفراء . 7 ـ ومنه قول حكيم بن عياش : فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودينَ وأحمرينَ الشاهد قوله : أسودين ، وأحمرين ، حيث جمعهما جمع مذكر سالما شذوذا ، لأن مفرد كل منهما : أسود ، وأحمر ، ومؤنثها : سوداء ، وحمراء . والصواب أن يجمعا جمع تكسير ، فنقول : سُود ، وحُمر . 3 ـ بعض العرب يعرب كلمة " سنين " بالحركات الظاهرة ، على النون ، شريطة أن تلازمها الياء ، ويجرونها مجرى " حين " ، ويعتبرون تلك النون الزائدة كأنها من أصل الكلمة ، كما هي أصلية في كلمة " مسكين " ، فيثبتون النون مع الإضافة .
8 ـ كقول الصمة بن عبد الله : دعاني من نجد فإن سنينَه لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا الشاهد قوله " سنينه " ، حيث نصبه بالفتحة الظاهرة على آخره لأنه اسم إن ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، ولو أن " سنين " ملحقة بجمع المذكر السالم لوجب حذف نونها عند الإضافة ، وهذا الإعراب غير مطرد ، وهو مقصور على السماع ، ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إحدى الروايتين : " اللهم اجعلها علينا سنينًا كسنينَ يوسف " . والرواية الثانية " اللهم اجعلها سنينَ ــ بلا تنوين ــ كسني يوسف " بحذف النون للإضافة . ففي الرواية الأولى أعربت " سنين " بالحركات الظاهرة على النون ، وفي الرواية الثانية أعربت إعراب جمع المذكر السالم . 4 ـ ذكر صاحب الألفية أن فتح نون المثنى ككسر نون الجمع في القلة ، لكن الأمر ليس كذلك ، وإنما ما أجمع عليه النحويون أن فتحها في التثنية لغة ، وكسرها في الجمع شاذ ، وليس لغة . 5 ـ أجاز الكوفيون جمع العلم المختوم بتاء التأنيث ، كطلحة ، وحمزة ، ومعاوية ، وعبيدة جمع مذكر سالما ، بعد حذف التاء التي في مفرده . فيقولون : جاء الطلحون ، ورأيت الحمزين ، وسلمت على المعاوين . لأن هذه التاء في تقدير الانفصال ، بدليل سقوطها في جمع المؤنث السالم ، كطلحات ، وحمزات ، ومعاويات ، وعبيدات . 6 ـ يجمع النحويون على جواز جمع العلم المذكر المختوم بألف التأنيث الممدودة ، أو المقصورة جمعا مذكرا سالما . فلو سمينا رجلا بـ " خضراء " ، أو بـ " ذكرى " جاز جمعه جمع مذكر سالما . فنقول : خضراوون ، وذكراوون . ومما هو متعارف عليه أن المختوم بألف التأنيث ، أشد تمكنا في التأنيث من المختوم بالتاء ، وإذا جوزنا جمع المختوم بالألف ، فجواز المختوم بالتاء أولى . 7 ـ يجوز في اسم الجنس إذا صغر أن يجمع جمع مذكر سالما ، فلو صغرنا " رجل " لقلنا " رجيل " ، وعندئذ يمكن جمعها بالواو والنون ، فنقول : رجيلون . والعلة في جمعه بعد التصغير أنه أصبح وصفا . وكذلك الاسم المنسوب ، نحو : مصري ، وسعودي ، وسوري ، وفلسطيني ، يجوز جمعه بالواو والنون . نقول : مصريون ، وسعوديون ، وسوريون ، وفلسطينيون . 8 ـ إذا سمي بجمع المذكر السالم ، نحو : عابدون ، وحمدون ، وخلدون ، وزيدون ، وهي في الأصل أسماء مفردة ، ولحقتها علامة الحمع " الواو والنون " في حالة الرفع ، يجوز جمعها لدخولها في العلمية ، وانسلاخها عن معنى الجمع ، ولكن جمعها مرة أخرى لا يكون بصورة مباشرة ، إذ لا يصح أن نزيد على صورتها الحالية علامة جمع المذكر السالم مرة أخرى ، فلا يصح أن نقول : عابدونون ، وخلدونون ، ولكن يجوز الجمع بواسطة . وهو استعمال كلمة " ذوو " في حالة الرفع قبل الجمع السالم المسمى به ، والمراد جمعه مرة أخرى ، ويقع الإعراب على كلمة " ذوو " في حالة الرفع ، و " ذوي " نصبا وجرا . نحو : جاء ذوو عابدين ، وصافحت ذوي خلدين ، ومررت بذوي زيدين . ويلاحظ أن الجمع المسمى به يعرب مضافا إليه في كل الحالات . 9 ـ جوز النحويون فيما سمي به من جمع المذكر السالم أن يعرب إعرابه . نحو : جاء زيدون . وكافأت حمدين . وأثنيت على عابدين . كما يجوز أن تلزم مثل هذه الأسماء الياء والنون ، وتعرب بالحركات الثلاثة مع التنوين . نحو : جاء زيدينٌ . وإن عابدينًا مجتهدٌ . وذهبت إلى حمدينٍ . ويجوز أن تلازمها الياء والنون بدون تنوين ، وتعرب إعراب الممنوع من الصرف تشبيها لها بـ " هارون " ، فتجري مجراه ، وتمنع من الصرف للعلمية والعجمة . نحو : فاز عابدينُ . وصافحت زيدينَ . وسافرت مع حمدينَ .
43 ـ قال تعالى : { وإنا إن شاء الله لمهتدون } 70 البقرة . وإنا : الواو استئنافية وإنا حرف توكيد ونصب والضمير المتصل في محل نصب اسمها . إن : حرف شرط جازم . شاء : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط . الله : فاعل مرفوع بالضمة ، والمفعول به محذوف . وجواب الشرط محذوف لدلالة خبر إن عليه . وإن الشرطية وما في حيزها جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب . لمهتدون : اللام هي المزحلقة ، ومهتدون خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .وجملة إنا لمهتدون معطوف على جملة إن البقر ، لذلك فهي متضمنة للتعليل أو هي مستأنفة ، ولا محل لها من الإعراب في الحالتين .
44 ـ قال تعالى : { هم فيها خالدون } 83 البقرة . هم : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . فيها : جار ومجرور متعلقان بـ " خالدون " . خالدون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . الجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان لاسم الموصول في أول الآية .
45 ـ قال تعالى : { فاقع لونها تسر الناظرين } 69 البقرة . فاقع : صفة ثانية مرفوعة لبقرة . لونها : فاعل للصفة المشبهة فاقع لأنه صفة ثابتة ، وليست متجددة ، لذلك لا يمكن اعتبارها اسم فاعل ، ولون مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . ويجوز أن يكون فاقع خبراً مقدماً ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، ولونها مبتدأ مؤخر ، والجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية لبقرة . تسر : فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي . الناظرين : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم . وجملة تسر الناظرين في محل رفع صفة ثالثة لبقرة . هذا ويجوز أن يكون لونها مبتدأ وجملة تسر الناظرين في محل رفع خبر . (1) .
46 ـ قال تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } 64 البقرة فلولا : الفاء حرف عطف ، لولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط . فضل : مبتدأ حذف خبره وتقديره موجود ، وفضل مضاف ، الله : لفظ الجلالة مضاف إليه . عليكم : جار ومجرور متعلقان بفضل . ورحمته : الواو حرف عطف ، ورحمة معطوف على ما قبله وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . لكنتم : اللام واقعة في جواب لولا وكان واسمها . من الخاسرين : جار ومجرور وعلامة جره الياء ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب خبر كنتم . وجملة كنتم لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم . وجملة لولا وما في حيزها معطوفة على ما قبلها .
47 ـ قال تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون } 139 آل عمران . ولا تهنوا : الواو حرف عطف ، والكلام معطوف على المفهوم من قوله : فسيروا في الأرض ، ولا ناهية جازمة ، تهنوا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون ، واو الجماعة في محل رفع فاعل . ولا تحزنوا : عطف على ما قبله . ــــــــ 1 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج1 ص42 .
وأنتم : الواو واو الحال ، أنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . الأعلون : خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . والجملة الاسمية في محل نصب حال .
48 ـ قال تعالى : { وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار } 47 ص . وإنهم : الواو للاستئناف ، إن واسمها . عندنا : عند ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف في محل نصب حال وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لمن المصطفين : اللام هي المزحلقة ، ومن حرف جر ، والمصطفين مجرور بمن وعلامة جره الياء وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن . الأخيار : صفة مجرورة للمصطفين .
49 ـ قال تعالى : { في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } 4 المعارج . في يوم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف دل عليه واقع ، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة . كان : فعل ماض ناقص . مقداره : اسم كان ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . خمسين : خبر كان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . ألف : تمييز منصوب بالفتحة وألف مضاف ، وسنة تمييز مجرور بالإضافة .
50 ـ قال تعالى : { شغلتنا أموالنا وأهلونا } 11 الفتح . شغلتنا : شغل فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به . أموالنا : فاعل ومضاف إليه . وأهلنا : الواو حرف عطف ، وأهلنا معطوف على ما قبله مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة شغلتنا وما في حيزها في محل نصب مقول القول في أول الآية .
51 ـ قال تعالى : { إنما يتذكر أولو الألباب } 19 الرعد . إنما : كافة ومكفوفة . يتذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة . أولو : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، وهو مضاف . الألباب : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
52 ـ قال تعالى : { الحمد لله رب العالمين } 2 الفاتحة . الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة . لله : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . ويجوز في قراءة من نصب الحمد أنه مفعول مطلق منصوب للفعل حمد ودخلت عليها الألف واللام في المصدر تخصيصاً لها . (1) رب : صفة مجرورة لله أو بدل مجرور منه ، ورب مضاف . العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
53 ـ قال تعالى : { وما أدراك ما عليون } 19 المطففين . وما : الواو حرف عطف ، وما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ . أدراك : أدرى فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ . ما : اسم استفهام للتفخيم والتعظيم في محل رفع مبتدأ . عليون : خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ،والجملة المعلقة بالاستفهام الثاني سدت مسد مفعول أدراك الثاني وجملة الاستفهام الأول معطوفة على ما قبلها . ــــــــــ 1 ـ إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ص19 .
54 ـ قال تعالى : { في بضع سنين } 4 الروم . في بضع : جار ومجرور متعلقان بقوله سيغلبون في الآية السابقة ، وبضع مضاف . سنين : تمييز مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
55 ـ قال تعالى : { الذين جعلوا القرآن عضين } 91 الحجر . الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للمقتسمين . جعلوا : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . القرآن : مفعول به أول منصوب بالفتحة . عضين : مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
56 ـ قال تعالى : { عن اليمين وعن الشمال عزين } 37 المعارج . عن اليمين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال بالاسم الموصول في الآية السابقة ، وقيل إنه متعلق بمهطعين . وعن الشمال : معطوفة على ما قبلها . عزين : حال منصوبة من الاسم الموصول أيضاً أو من الضمير في مهطعين ،وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . وجعل أبو البقاء العكبري عن اليمين وعن الشمال متعلقين بعزين . وأعرب بعض المعربين عزين صفة لمهطعين . 1
57 ـ قال تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا } 46 الكهف . المال : مبتدأ مرفوع بالضمة . والبنون : الواو حرف عطف ، والبنون معطوفة على المال مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . ــــــــــــ 1 ـ إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين درويش ج10 ص218 .
زينة : خبر مرفوع وهو مضاف . الحياة : مضاف إليه مجرورة بالكسرة . الدنيا : صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف .
6 ـ قال الشاعر : وماذا تبتغي الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعين وماذا : الواو حسب ما قبلها ، ماذا اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لتبتغي . تبتغي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل . الشعراء : فاعل مرفوع بالضمة . مني : جار ومجرور متعلقان بتبتغي . وقد : الواو واو الحال ، وقد حرف تحقيق . جاوزت : فعل وفاعل . حد : مفعول به وهو مضاف ، الأربعين : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة ، وقد يكون مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم . الشاهد في البيت قوله : حد الأربعينِ ، اختلف النحاة في تخريج هذه الرواية التي وردت فيه النون بالكسر ، فمنهم من قال إن هذه الكسرة هي كسرة الإعراب وعللوا ذلك بأن ألفاظ العقود يجوز فيها أن تلزم الياء ويجعل الإعراب بحركات ظاهرة على النون ، ومنهم من ذهب إلى أن هذه الكلمة معربة إعراب جمع المذكر السالم ، فهي مجرورة بالياء ، واعتذر عن كسر النون لأنها كسرت على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين ، وذهب ابن مالك إلى أن كسر النون في هذه الحالة لغة من لغة العرب .
58 ـ قال تعالى : { واعلموا أنكم غير معجزي الله } 2 التوبة . واعلموا : الواو حرف عطف ، اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو في محل رفع فاعل . أنكم : أن واسمها . غير : خبر أن ، وغير مضاف . معجزي : مضاف إليه ، ومعجزي مضاف . الله : مضاف إليه ، وحذفت نون معجزي للإضافة . وجملة أنكم وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلموا .
7 ـ قال الشاعر : فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودين وأحمرينا فما : الفاء حسب ما قبلها ، ما نافية لا عمل لها . وجدت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء علامة التأنيث الساكنة . نساء : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف . بني : مضاف إليه مجرور بالياء ، وبني مضاف . تميم : مضاف إليه مجرور بالكسرة . حلائل : مفعول به منصوب بالفتحة . أسودين : صفة لحلائل منصوبة بالياء . وأحمرين : الواو حرف عطف ، أحمرين معطوفة على ما قبلها . الشاهد قوله : " أسودين وأحمرين " وهو جمع أسود وأحمر وهذا جمع شاذ لأن ما كان من باب أفعل فعلاء القياس في جمعه على وزن أفاعل كافضل : أفاضل ، وعلى فُعُل مثل : حُمُر وخُضُر .(1)
8 ـ قال الشاعر : دعاني من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيباً وشيبننا مردا دعاني : دعا فعل أمر مبني على حذف النون ، وألف الاثنين في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، والياء في محل نصب مفعول به . من نجد : جار ومجرور متعلقان بدعاني . ــــــــــــ 1 ـ همع الهوامع للسيوطي ج1 هامش ص152 ط1 1998م .
فإن سنينه : الفاء حرف تعليل ، وإن حرف توكيد ونصب ، سنين اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . لعبن : فعل ماض والنون في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر إن . بنا : جار ومجرور متعلق بلعبن . شيباً : حال من الضمير المجرور في بنا . وشيبننا : الواو حرف عطف ، وشيبننا فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة معطوفة على جملة لعبن . مردا : حال من المفعول به في قوله شيبننا . الشاهد في قوله : " فإن سنينه " حيث نصبه بالفتحة الظاهرة لإجرائه مجرى الحين ، بدليل بقاء النون مع الإضافة إلى الضمير .
نظرا لتعذر ظهور الموضوع كاملا من قبل اضطررت لإدخاله ضمن هذا الرابط
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري وجزاكم الله عنا كل خير http://www.drmosad.com/index22.htm
ينقسم الاسم المفرد من حيث العدد إلى ثلاثة أقسام : ـ
مفرد ، ومثنى ، وجمع .
المفرد :
اسم يدل على مفرد واحد ، أو واحدة . مثل : محمد ، أحمد ، فتى ، قلم ، ورقة .
المثنى :
ما دل على اثنين أو ، اثنتين ، بزيادة ألف ونون ، أو ياء ونون على مفرده .
مثل : جاء اللاعبان مسرعين ، وعلمت الطالبين مجتهدين . ومررت بالصديقين .
الجمع :
وهو ما دل على أكثر من اثنين ، أو اثنتين . " ما دل على ثلاثة فأكثر " .
مثل : المعلمون مخلصون . والمعلمات نشيطات .
أقسام المفرد
ينقسم المفرد إلى قسمين : اسم علم ، واسم جنس .
أولا ـ العلم :
***************
تعريف : هو الاسم الذي يدل على مسماه بذاته ، ودون قرينة خارجة عن لفظه .
مثل : محمد ، ومكة ، وفاطمة ، والقدس ، وأبو يوسف ، وعبد الله .
فالكلمات السابقة دلت بلفظها ، وحروفها الخاصة على معنى واحد معين محسوس ، ولا تحتاج هذه الدلالة إلى مساعدة لفظية ، أو معنوية لتساعدها على أداء المعنى ، بل تعتمد على ذاتها في إبراز تلك الدلالة .
فالاسم العلم كما عرفه ابن عقيل هو " الاسم الذي يعين مسماه مطلقا " (1) . أي من غير تقيد بقرينة تكلم ، أو خطاب ، أو غيبي ، أو إشارة حسية ، أو معنوية ، أو زيادة لفظية كالصلة وغيرها من الزيادات اللفظية الأخرى ، أو المعنوية التي تبين وتعين
مدلوله ، وتحدد المراد منه لأنه علم مقصور على مسماه .
2 ـ أنواعه :
ينقسم العلم إلى أنواع مختلفة بحسب الاعتبارات الآتية : ـ
أ ـ ينقسم باعتبار تشخيص معناه إلى علم شخصي ، وعلم جنس .
ب ـ وينقسم من حيث الأصالة في الاستعمال إلى مرتجل ، ومنقول .
ج ـ وباعتبار اللفظ إلى مفرد ، ومركب .
د ـ وباعتبار الوضع إلى اسم ، وكنية ، ولقب .
أقسام العلم باعتبار تشخيص معناه ، أو عدمه إلى علم شخصي ، وعلم جنس .
1 ـ العلم الشخصي هو : العلم الذي يدل على شخص بعينه ، لا يشاركه فيه غيره ، ولا يحتاج إلى قرينة ، كما أوضحنا آنفا . نحو : محمد ، يوسف ، فاطمة ، مكة .
أ ـ الحكم المعنوي هو دلالته على معين بذاته ، ولا يخلو أن يكون هذا المعين ،
إما اسما لفرد من أفراد البشر ، أو لغيرهم من الأجناس الذين يعقلون .
ـــــــــــــــــــ
1 ــ شرح ابن عقيل على الألفية ج1 ص118 .
مثل : محمد ، وأحمد ، وريم ، وخديجة ، وجبريل ، وإبليس .
وإما اسم لمسمى له صلة وثيقة بالإنسان ، يستخدمه في حياته المعيشية ، والعملية ، كأسماء البلاد ، والقبائل ، والمدن ، والنجوم ، والسيارات ، والطائرات ، والكتب ، مما لها اسم معين لا يطلق على غيرها .
مثل : مصر ، وسوريا ، وفلسطين ، والسعودية ( أسماء بلاد ) . وتميم ، وطي ، وغامد وقريش ( أسماء قبائل ) . والقدس ، والقاهرة ، والرياض ( أسماء مدن ) .
وهكذا بقية الأنواع الأخرى مما ذكرنا ، إذا كان لها مسميات معينة لا تطلق على غيرها ، وهذه الأشياء المعينة التي تدل عليها الأعلام ، تعرف بالمدلولات ، أو الحكم المعنوي للعلم الشخصي .
ب ـ الحكم اللفظي : ويتعين في كون الاسم العلم لا يعرف بالألف واللام .
فلا نقول : جاء المحمد ، ولا ذهبت إلى المكة .
ولا يضاف . فلا نقول محمد كم أفضل من أحمدنا .
إلا إذا كان اسم العلم محمد ، وأحمد يطلق على أكثر من واحد ، فيجري مجرى الأسماء الشائعة التي تحتاج إلى إيضاح . وهذا ليس موضوعنا الآن .
وأعود إلى الموضوع الأساس ، فأقول : إن العلم الشخصي لا يعرف لا بالألف واللام ، ولا بالإضافة ، لعدم حاجته لشيء من ذلك ، لأن علميته تكفي لتعريفه .
ومن أحكامه اللفظية التي تدل عليه تعريف الابتداء به .
مثل : عليّ مجتهد . ومحمد متفوق .
أو مجيئه صاحب حال ، لأن الحال لا تأتي إلا بعد معرفة .
مثل : حضر الطلاب راكبين ، وصافحت المدير مبتسما .
كما يمنع من الصرف ، إذا اجتمع مع العلمية علة أخرى من العلل المانعة للعلم من الصرف ، كالتأنيث . نحو : وصلت فاطمةُ ، و وسلمت على عائشةَ . وسافرت إلى مكةَ. ففاطمة فاعل مرفوع بالضمة بدون تنوين ، لأن الممنوع من الصرف لا ينون .
وعائشة ومكة مجروران وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأن الممنوع من الصرف يجر بالفتحة .
أو أن يكون علما مشابها للفعل . مثل : أحمد ، ويسلم ، ويزيد ، وينبع . وهذه أسماء مشابهة في وضعها للأفعال المضارعة . وسوف نتعرض لهذا مع بقية العلل الأخرى بالتفصيل في الممنوع من الصرف ، إن شاء الله .
2 ـ علم الجنس :
عرفه أحد النحويين المعاصرين بقوله " هو الاسم الموضوع للمعنى العقلي العام المجرد ، أي للحقيقة الذهنية المحضة " (1) .
ومن التعريف السابق نتوصل إلى أن علم الجنس اسم موضوع ليدل على شخص واحد في الذهن ، ولكنه في حقيقة الأمر ، يدل على أفراد كثيرة في خارج الذهن ، فهو في حكم النكرة من الناحية المعنوية ، لدلالته على غير معين ، ولكنه يأخذ حكم العلم الشخصي لفظا . والواحد الشائع منه يكون بين الحيوانات الأليفة التي يطلق العرب مسمياتها على مخصوصات بعينها .
مثال النوع الأول : لاحق ، وأعوج . وتطلق على فرس بعينها لتخصصها من بين الخيول الأخرى .
ومنها : هبّان بن بيّان . ويطلق على الإنسان المجهول النسب ، ولم تعرف هويته ، فهو يصدق على كل مجهول .
ومنه : أبو الدغفاء . ويطلق على الأحمق دون أن يعين شخص بذاته .
ــــــــــــــــــــ
1 ــ النحو الوفي ج1 ص260 عباس حسن .
ومثال النوع الثاني : أسامة ، وأبو الحارث . اسما علم جنس يطلقان على الأسد ، ويطلقان على كل ما يخبر عنه من الأسود .
ومثلها : ثفالة ، وأبو الحصين . اسما جنس يطلقان على الثعلب ، ويصدق إطلاقهما على كل ثعلب .
ومثال النوع الثالث : أم صبور . وهو اسم علم جنس يطلق على الأمر الصعب .
وهذا هو الحكم المعنوي لعلم الجنس . فهو لا يخص واحدا بعينه .
أما أحكامه اللفظية : فهي نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص ، باعتبار أن علم الجنس يطلق في الذهن على معين ، بخلاف الحقيقة . ومن هنا أخذ نفس الأحكام اللفظية لعلم الشخص الذي لا يدل إلا على معين بذاته . وهذه الأحكام هي :
1 ـ عدم التعريف بـ " أل " ، أو بالإضافة . لأنه معرف بالعلمية الجنسية ، وهذا التعريف في حقيقته أمر لفظي ، لأن هذه الأسماء من جهة المعنى نكرات لشيوعها في كل أفراد جنسها ، وعدم اختصاصها بشخص معين ، ومع ذلك فالشيوع لم يوجد لأن اللفظ موضوع بإزاء شخص من أشخاص الجنس في التصور العقلي .
وعليه فلا نقول : الأسامة في الحديقة . ولا : أسامة الحديقة في القفص .
لأن كلمة " أسامة " في المثالين علم يطلق على جنس معين ، وهو الأسد .
2 ـ ومن أحكامه الابتداء به ، لأنه في حكم المعرفة ، ولا يجوز الابتداء إلا بمعرفة .
نحو : أسامة في القفص .
ومنه : أبو براقش طائر متغير اللون . (1) .
ــــــــــــــــــــ
1 ـ أبو براقش : طائر ذو ألوان متعددة ، من سواد وبياض ، وتتغير ألوانه في النهار ، لذلك يضرب به المثل في التلون .
3 ـ ويكون صاحبا للحال . نحو : رأيت ابن قترة منطلقا . (1) .
4 ـ أنه ينعت بمعرفة . نحو : هذا ثعالة الماكر .
5 ـ ويمنع من الصرف ، إذا توفرت فيه على أخرى مع العلمية ، كالتأنيث مثلا . نحو : وقفت أمام أسامةَ وهو في القفص .
فـ " أسامة " مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث . والمقصود بالعلمية هنا : العلم الجنسي ، لأنه في حكم العلم الشخصي لفظا ، أما في المعنى فهو في حكم النكرة .
ومثال منعه من الصرف لانتهائه بالألف والنون : فلان أغدر من كيْسان .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ هناك بعض أعلام الجنس المعنوية التي استعملها العرب في حياتهم اليومية يصدق عليها أن تستعمل استعمال علم الجنس ، حينا وحينا آخر قد تستعمل استعمال النكرة ، ومن هذه الألفاظ : فينة ، وبكرة ، وغدوة وسحر .
ولا قياس في معرفة ما سبق ، ولكن نعود في معرفته إلى السماع عن العرب .
فإذا استعملنا الألفاظ السابقة بدون تنوين كانت معرفة .
نحو : أمضينا فينةَ في اللعب . أي : وقتا معينا . فهي في حكم علم الجنس ، لأنها تعني الحين ، والوقت المعين .
ونقول : تعهدت المريض بكرة . أي : البكرة المحدودة الوقت واليوم .
أما إذا نونت الألفاظ السابقة كانت نكرات ، لأننا حينئذ لا نعني بها وقتا معينا ومحدودا ، وإنما نعني بها وقتا شائعا .
فإذا قلنا : سآتيك غدوةً . بالتنوين .
ــــــــــــــ
1 ـ ابن قترة : نوع من الحياة يميل إلى الصغر ، وسمي بذلك تشبيها له بالسهم الذي لا حديدة فيه ، ويقال له قترة ، والجمع قتر .
39 ـ ومنه قوله تعالى : { وسبحوه بكرة وأصيلا }1 .
فالمقصود بـ " غدوة ، وبكرة " وقت غير محدود من الزمان .
ومنه قوله تعالى : {إلا آل لوط نجيناهم بسحر }2 .
بتنوين " سحر " لأنها جاءت نكرة دالة على زمن غير معين .
2 ـ ذكرنا أن العلم الجنسي يكون مقصورا على السماع ، ويكون اسما : كثعالى ، وأسامة ، وفجار ، وفرعون ، وكيسان ، وسبحان .
ينقسم الاسم من حيث الأصالة في الاستعمال إلى مرتجل ومنقول :
1 ـ اسم العلم المرتجل :
هو ما وضع من أسماء الأعلام من أول الأمر علما ، ولم يستعمل قبل ذلك في غير العلمية . مثل : سعاد ، وأدد ، وحمدان ، وعمر ، محبب .
وينقسم العلم المرتجل إلى قسمين :
أ ـ مرتجل قياسي :
هو العلم الموضوع من أول الأمر علما ، ولم يستعمل قبل ذلك في غير العلمية ،
ولكنه قياسي من حيث وجود نظائر له في كلام العرب .
مثل : " حمدان " ، علم مرتجل ولكنها مقاسة بـ " سعدان " اسم نبات ، و " صفوان " اسم للحجر الأملس .
ــــــــــــــــ
1 ــ 42 الأحزاب . 2 ــ 54 القمر .
40 ـ ومنه قوله تعالى : { فمثله كمثل صفوان عليه تراب }1 .
ومثل " عمران : مقاسه بـ " سرحان " ، وهو الذئب .
ب ـ علم مرتجل شاذ :
وهو ما وضع علما من أول الأمر ، ولكن لا نظير له في كلام العرب يقاس عليه .
مثل : " محبب " اسم رجل وليس في كلام العرب تركيب " م ح ب " ومن هنا كان وجه شذوذه . ومنه : " موهب " في اسم رجل ، و " موظب " في اسم مكان . وكلاهما شاذ لأن ما فاؤه " واو " لا يأتي منه " مفعل " بفتح " العين " إنما هو " مفعل " بكسرها . مثل : موضع ، وموقع .
ومن الشاذ " مريم " ، و " مدين " ، إذ لا فرق بين الأعجمي والعربي في هذا الحكم .
ومنه " حيوة " وهو اسم رجل ، كـ " رجاء بن حيوة " تابعي جليل ، وأصله " حية " مضعف الياء ، لأنه ليس في كلام العرب " حيوة " ، فقلبوا الياء واوا ، وهذا كله ضد مقتضى القياس . (2) .
أ ـ قد يكون النقل عن اسم مفرد في لفظه ، ويشمل ذلك النقل عن الصفات المشتقة ، كاسم الفاعل والمفعول مثل : قاسم ، وجابر ، وحامد ، ومحمد ، ومحمود ، ومؤمن .
ـــــــــــــــــــ
1 ــ 264 البقرة . 2 ــ شرح المفصل ج1 ص33 .
والنقل عن اسم عين . مثل : غزال ، وزيتونة ، ورمانة ، وخوخة ، أسماء لنساء .
والنقل عن اسم جنس . مثل : ثور ، وحجر ، وأسد ، أسماء لرجال .
والنقل عن مصدر . مثل : فضل ، ووهبة ، وسعود ، وعمر ، وزيد ، وإياس .
ب ـ وقد يكون النقل عن الفعل فقط ، دون أن يصاحبه مرفوع له ، سواء أكان ظاهرا ، أم مضمرا ، أم ملحوظا ، أو غير ملحوظ .
ومن الأسماء المنقولة عن أفعال ماضية : " شمَّر " ، وهو منقول عن الفعل الماضي :
" شمّر " نقول : شمر الرجل ثوبه . إذا رفعه .
و " خضّم " ، وهو اسم لخضم بن عمر بن تميم . ومنه : صفا : وجاد .
ومن المنقول عن أفعال مضارعة : يزيد ، ويشكر ، وتغلب ، وأحمد ، ويحيى ، وينبع ، ويسلم .
ومثال لمنقول عن الفعل الأمر : سامح ، وعصمت ، فالأول اسم رجل ، والثاني اسم صحراء .
ومنه قول الراعي :
أشلي سلوقية باتت وبات بها بوحش إصمت في أصلابها أود
الشاهد : قوله " إصمت " فهي اسم لفلاة منقولة عن الفعل الأمر " إصمت " وماضيه " صمت " ومضارعه " يصمت " . وهي من باب تسمية المكان بالفعل . بشرط أن يكون خاليا مما يدل على فعليته ، كوجود الفعل ، أو المفعول ظاهرا ، أو مضمرا .
ج ـ وقد يكون النقل عن جملة اسمية ، كانت أو فعلية .
مثال النقل عن اسمية : " محمد أسد " ، و " زيد قائم " ، و " نحن هنا " .
وشرطها أن تكون محكية بالمركب . فنقول فيها : جاءني زيدٌ قائم .
ورأيت زيدٌ قائم . ومررت بزيدٌ قائم . فجملة " زيد قائم " في الجمل السابقة عوملت معاملة العلم المركب .
ومثال المنقول عن جملة فعلية : جاد الحق ، وزاد الخير ، وفتح الله ، وجاد المولى ، وتأبط شرا ، وشاب قرناها . وكلها تعامل معاملة العلم المركب .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ إذا نقل العلم من لفظ مبدوء بهمزة وصل ، تتغير الهمزة إلى قطع بعد النقل .
نحو : إعتدال ، وإنتصار ، وإبتسام ، أسماء لامرأة .
ومثل : يوم الإثنين ، و" أل " علم خاص بأداة التعريف .
فالكلمات السابقة أسماء أعلام منقولة عن ألفاظ كانت في الأصل مبدوءة بهمزات وصل لأنها مصادر لأفعال خماسية في المجموعة الأولى ، وأسماء مسموعة عن العرب بهمزة وصل في كلمة " اثنين " ، و" أل " التعريف . فلما أصبحت تلك الكلمات أسماء أعلام بعد النقل ، ودلت على مسميات بعينها ، تغيرت همزاتها إلى همزات قطع ، لأن من سمات الاسم أن يبدأ بهمزة قطع ، إلا فيما ندر وسمع عن العرب كـ : اثنان ، واثنثان ، واسم ، وابن ، وابنه ، وامريء ، وايم ، وال . وللاستزادة راجع فصل همزة القطع ، وهمزة الوصل .
مثل : محمد ، وأحمد ، وعلى ، وإبراهيم ، وسعاد ، خديجة ، ومريم ، وهند .
حكمه :
يعرب العلم المفرد بحسب العوامل الداخلة عليه .
نحو : جاء محمد . و محمد مجتهد . وصافحت عليا . وسلمت على يوسف .
فالأعلام السابقة مفردة ، وكل واحد منها وقع موقعا إعرابيا مختلفا عن الآخر ، فمحمد في المثال الأول جاء فاعلا مرفوعا بالضمة ، وفي المثال الثاني مبتدأ مرفوعا بالضمة أيضا ، وعليا في المثال الثالث مفعولا به منصوبا بالفتحة ، ويوسف في المثال الأخير مجرورا وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسر لمنعه من الصرف للعلمية والعجمة .
2 ـ العلم المركب :
هو العلم المكون من كلمتين فأكثر ، ويدل على حقيقة واحدة قبل النقل وبعده .
وينقسم إلى ثلاثة أنواع : أ ـ المركب الإضافي : نحو : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد المولى ، وذو النون ، وامرؤ القيس . وهذه أسماء ، ومنها كنية نحو : أبو بكر ، وأبو عبيدة ، وأبو إسحق ، وأبو جعفر .
وحكم المركب الإضافي : أن يعرب صدره " الاسم الأول منه " بالحركات ، بحسب العوامل الداخلة عليه لفضية كان أم معنوية ، ويجر عجزه " الاسم الثاني منه " بالإضافة دائما .
نقول : سافر عبدُ الله ِ . وإن علمَ الدينِ رجل فاضل . وأرسلت إلى عبدِ الرحمن رسالة . ووصل أبو محمد من السفر . وزرت أبا خليل في منزله . وعرجت على أبي يوسف في عمله .
ب ـ المركب المزجي :
هو كل علم رُكِّب من اسمين فقط ، واختلطت كل من الكلمتين بالأخرى عن طريق اتصال الثانية بالأولى ، حتى صارت كالكلمة الواحدة ، واصبح كل جزء من الكلمة بعد المزج بمنزلة الحرف الهجائي الواحد من الكلمة الواحدة .
1 ـ أن يمنع من الصرف ، وله أحكام الممنوع من الصرف . فلا ينون ، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة ، إذا لم يكن مختوما " بويه " .
نحو : بعلبكُ مدينة لبنانية . وزرت حضرموتَ . وسافرت إلى حضرموتَ .
2 ـ فإذا كان المركب المزجي مما ختم بـ " بويه " ، كسيبويه ، ونفطويه ، فإنه يبنى على الكسر .
نحو : سيبويهِ عالم نحوي . وصافحت نفطويهِ . واستعرت الكتاب من خمارويهِ .
فسيبويه : مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع . ونفطويه : مفعول به مبني على الكسر في محل نصب . وخمارويه : اسم مجرور مبني على الكسر في محل جر .
3 ـ المركب الإسنادي : هو كل علم منقول عن جملة فعلية .
مثل : جاد الحق ، وتأبط شرا ، وسر من رأى ، وشاب قرناها ، وجاد المولى .
أو منقول عن جملة اسمية : مثل : " الخير نازل " ، و " نحن هنا " اسم لكتاب ، و " السيد فاهم " اسم لرجل .
حكمه : أن يبقى على حاله قبل العلمية ، فلا يدخله أي تغيير ، لا في ترتيب الحروف ، ولا في ضبطها ، ويحكى على حالته الأصلية ، وتقدر على آخره علامات الإعراب ، وتكون حركة الإعراب مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية ، والمقصود بالحكاية : إيراد اللفظ بحسب ما أورده المتكلم .
نحو : جاء فتحَ الباب . ورأيت شابَ قرناها . وسلمت على جادَ الحقُ .
فـ " فتح الباب " فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشنغال المحل بحركة الحكاية .
و " شاب قرناها " مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
" وجاد الحق " اسم مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
فوائد وتنبيهات :
1 ـ يدخل ضمن المركب الإسنادي من حيث الحكم الأسماء المركبة من حرف واسم . مثل : إنَّ الرجل . أو من حرف وفعل . مثل : لن أسافر ، ولم يقم .
أو من حرفين . مثل : إنما ، وربما .
فهذه الأعلام المركبة على سبيل التسمية بها ليست في حقيقتها مركبات إسنادية ، لأنها غير مركبة من جمل ، ولكنها تأخذ من حيث الإعراب حكم المركب الإسنادي .
2 ـ العلم المركب من موصوف وصفة . نحو : عليّ العالم ، ومحمد الكريم .
فقد أعطاه العرب حكم العلم المفرد ، وألحقوه به فتجري على الموصوف علامات الإعراب بحسب موقعه من الجملة ثم تتبعه الصفة .
نحو : جاء محمدُ الفاضلُ ، ورأيت عليًا الكريمَ . ومررت بمحمدٍ العالمِ .
فـ " محمد الفاضل " علم مركب تركيبا إسناديا من موصوف وصفة ، ولكنها أعطيت إعراب المفرد ، بأن يكون للموصوف موقعه الإعرابي بحسب العوامل الداخلة عليه ، ثم تتبعه الصفة كما في الأمثلة السابقة ، ولكن ذلك يحدث لبسا بين الاسم المركب تركيبا إسناديا ، وبين الاسم المفرد الموصوف وله نفس الموقع الإعرابي .
كأن نقول : جاء محمدٌ الفاضلُ . على اعتبار محمد فاعل ، وفاضل صفة . والأفضل في المركب الإسنادي المكون من الموصوف والصفة أن يأخذ حكم المركب الإسنادي ذاته ، ويعرب بحركات مقدرة منع من ظهورها الحكاية ، حتى نأمن اللبس الذي تحدثنا عنه آنفا . فنعرب : جاء محمد الفاضل . كالآتي : جاء فعل ماض مبني على الفتح .
ومحمد الفاضل : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية باعتباره مركبا تركيبا إسناديا .
ينقسم العلم باعتبار وضعه لمعنى زائد على العلمية ، أو عدمه إلى :
اسم ، ولقب ، وكنية .
1 ـ الاسم العلم : هو كل علم وضع للدلالة على ذات معينة ، سواء أكان مفردا ، أم مركبا . مثل : محمد ، وأحمد ، وفاطمة ، ومكة ، وسيبويه ، وحضرموت ، وجاد الحق .
2 ـ اللقب : هو كل علم يدل على ذات معينة يراد به مدح مسماه ، أو ذمه ، وهو ما يعرف بـ " النبر " . نحو : الرشيد ، والمأمون ، والأخفش ، والمتنبي ، والناقص ، والسفاح ، والعرجاء ، وعلم الدين ، وسيف الدولة ، وشجرة الدر .
3 ـ الكنية : نوع من أنواع المركب الإضافي ، إلا أنها ليست اسما ، ويشترط فيها أن تبدأ بأحد الألفاظ الآتية :
أب ، وأم ، وابن ، وبنت ، وأخ ، وأخت ، وعم ، وعمه ، وخال ، وخالة . نحو : أبو خالد ، وأم يوسف ، وابن الوليد ، وبنت الصديق ، وبنت زيد الأنصارية ، وأخو بكر ، وأخت الأنصار ، وعم محمد ، وعمة عليّ ، وخال أحمد ، وخالة يوسف .
الأحكام المتعلقة بالاسم ، واللقب والكنية .
1 ـ الاسم واللقب :
وجوب الترتيب بين الاسم واللقب . فإذا اجتمع الاسم واللقب يقدم الاسم ، ويؤخر اللقب ، لأنه كالنعت له ، سواء وجد مع الاسم كنية ، أم لم يوجد .
مثاله بغير كنية : كان هارون الرشيد من أشهر الخلفاء العباسيين .
ومثاله مع الكنية : أبو حفص عمر الفاروق ثاني الخلفاء الراشدين .
أما إذا اشتهر اللقب جاز تقديمه .
41 ـ كقوله تعالى : { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله }1 .
ويجوز أن نقول : عيسى بن مريم المسيح صديق وابن صديقة .
ـــــــــــــــ
1 ـ 171 النساء .
7 ـ ومنه قول الشاعر :
أنا ابن فريقيا عمرو وجدي أبوه عامر ماء السماء
الشاهد : " فريقيا عمرو " حيث قدم اللقب على الاسم ، والأصل التاخير ، ولكنه قد يكون من باب الشهرة .
وقد ذكر عباس حسن " أن هناك صور أخرى يجوز فيها تقديم اللقب على الاسم ، وذلك أن يكون اجتماعهما على سبيل إسناد أحدهما للآخر ، أي الحكم على أحدهما بالآخر سلبا أو إيجابا ، ففي هذه الحالة يتأخر المحكوم به ، ويتقدم المحكوم عليه .
فإذا قيل : من زين العابدين ؟ فأجبت : زين العابدين بن على .
فهنا يتقدم اللقب لأنه المعلوم الذي يراد الحكم عليه بأنه علي ، ويتأخر الاسم لأنه محكوم به .
وإذا قيل : من علي الذي تمدحونه ؟ فأجبت : على زين العابدين .
فيتقدم الاسم هنا لأنه المعلوم الذي يراد الحكم عليه ، ويتأخر اللفظ لأنه محكوم به " (1) .
2 ـ إذا اجتمع الاسم مع اللقب ، وكانا مفردين وجب فيهما الإضافة ، وهو مذهب جمهور البصريين .
نقول : عمر الفاروق أمير المؤمنين . وكان هارون الرشيد عادلا .
فالفاروق والرشيد لقبان أضيف كل منهما إلى صاحب اللقب .
أما الكوفيون فيجيزون الإتباع . فإذا جاء الاسم مرفوعا جاء لقبه متبوعا .
نحو : توفي عمر الفاروق مقتولا . وصافحت محمدا الأعرج .
فالفاروق والأعرج كل منهما لقب جاء تابعا لصاحبه ، فالأول بدل أو عطف بيان مرفوع لأن صاحبه
ــــــــــــــ
1 ـ النحو الوافي ج1 ص284 .
فاعل مرفوع ، والثاني بدل أو عطف بيان منصوب لآن صاحبه مفعول به منصوب .
وأرى أن اللقب مادام قد استوفى شروط الإضافة إلى الاسم ، كأن يكون المضاف غير معرف بأل ، ولا يكون المضاف والمضاف إليه بمعنى واحد ، جازت الإضافة وكانت من باب الإضافة اللفظية ، لا من باب الإضافة المعنوية التي يعرف فيها المضاف ، والعلة في ذلك أن اللقب متحد مع اسمه في المعنى ظاهريا ، ولكنهما مختلفان تأويلا ، فالأول يراد به الاسم المجرد ، والثاني يراد به المسمى ، كما أن بإضافة الاسم إلى اللقب يصبحان كالاسم الواحد ، ويفقد الاسم ما فيه من تعريف العلمية ، ولكن الإتباع أحسن ، حتى لا نقع في مشكلة التأويل .
3 ـ وإن كانا مركبين . نحو : عبد الله أنف الناقة .
أو مركبا ومفردا . نحو : عبد الله الأحدب .
أو مفردا ومركبا . نحو : على زين العابدين .
وجب الإتباع . أي إتباع الثاني للأول .
فإذا قلنا : جاء عبد الله أنف الناقة . ورأيت عبد الله الأحدب .
ومررت بعلي زين العابدين .
كان اللقب " أنف الناقة " مرفوعا بالإتباع في المثال الأول ، و " الأحدب " منصوبا في المثال الثاني ، و " زين العابدين " مجرورا في المثال الثالث .
ونعني بالإتباع البدلية ، أو عطف البيان ، أو توكيدا لفظيا بالمرادف .
4 ـ يجوز في اللقب القطع على الرفع ، أو النصب .
فالرفع على إضمار مبتدأ . نحو : هذا عبد الله أنف الناقة .
1 ـ يقطع مع المرفوع إلى النصب . نحو : فاز عبدُ اللهِ رجلَ الحقِ .
2 ـ يقطع مع المنصوب إلى الرفع . نحو : صافحت خليلا أحدبُ الدهرِ .
3 ـ ويقطع مع المجرور الرفع أو النصب .
نحو : مررت بعبد الله السفاحُ ، أو السفاحَ .
والخلاصة أن القطع يعني مخالفة الثاني ، أو الثاني والثالث إن وجد للأول في إعرابه كما أوضحنا ، ومنه عند اجتماع الاسم واللقب والكنية .
نقول : كان أبو حفص عمرَ الفاروقَ . بقطع الاسم واللقب على النصب ، لأن الكنية جاءت مرفوعة . وكذلك إذا تقدم الاسم انقطع ما بعده إلى ما يخالف إعرابه . نحو : إن عمرَ الفاروقُ أبو حفص الخليفةُ الثاني للمسلمين .
عمر : اسم إن منصوب بالفتحة ، والفاروق مقطوع على الرفع خبر لمبتدأ محذوف . تقديره : هو . وأبو بدل ، أو عطف بيان من الفاروق ، وحفص مضاف إليه .
2 ـ الاسم والكنية :
لا ترتيب للكنية مع الاسم . فيجوز تقديمها ، كما يجوز تأخيرها .
نحو : عمر أبو حفص خليفة عادل .
وأبو حفص عمر خليفة عادل .
والأشهر تقديم الكنية على الاسم . نحو : أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة .
3 ـ اللقب والكنية :
لا ترتيب بين اللقب والكنية ، فيجوز تقديم إحداهما على الآخر .
نحو : الصديق أبو بكر أول الخلفاء الراشدين .
وأبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين .
وإذا اجتمع الاسم واللقب والكنية معا ، جاز تقديم الكنية ، وتأخيرها على الاسم واللقب ، مع عدم تقديم اللقب على الاسم .
نحو : أبو حفص عمر الفاروق .
وأبو الطيب أحمد المتنبي .
هذا هو المشهور ، ويجوز التأخير . فنقول : عمر الفاروق أبو حفص .
وأحمد المتنبي أبو الطيب . والأول أفصح .
وحكم إعراب الاسم واللقب والكنية وجوب الإتباع . سواء يقدم الاسم على اللقب والكنية معا ، أم تقدمت الكنية على الاسم واللقب معا ، ولا يتقدم اللقب على الاسم .
نحو : كان أبو الطيب أحمدُ المتنبيُ شاعرا عظيما .
أبو : اسم كان مرفوع بالواو ، وهو مضاف ، والطيب مضاف إليه .
أحمد : بدل ، أو عطف بيان ، أو توكيدا لفظيا بالمرادف مرفوع بالضمة .
المتنبي : بدل ، أو عطف بيان ، أو توكيدا لفظيا بالمرادف مرفوع بالضمة .
وكذلك إذا قلنا : كان أحمد المتنبي أبو الطيب شاعرا عظيما .
له نفس الإعراب ، مع مراعاة تغيير مواقع الكلمات .
ثانيا ـ اسم الجنس :
*****************
هو الاسم الذي لا يختص بمعين من أفراد جنسه ، ويصدق على الكثير ، والقليل منها . مثل : رجل ، وكتاب ، وماء ، وهؤلاء ، وغلام ، وامرأة ، وشجرة .
فكل كلمة من الكلمات السابقة لا تخصص رجلا معينا ، أو كتابا معينا ، وإنما يقصد بها أي رجل من أفراد جنسه ، وأي كتاب من أفراد جنسه ، وهكذا بقية الكلمات الأخرى .
كما أن اسم الجنس يصدق على الكثير ، والقليل من أنواع جنسه . فكلمة " ماء " ، " هؤلاء " مثلا يقصد منها أي ماء ، وأي هؤلاء ، سواء أكان كثيرا ، أم قليلا ، فلا عبره للكثرة أو للقلة ، بل كل كلمة من الكلمات السابقة تسمى بذلك الاسم الذي جُعِل لها قل نوعها ، أو كثر .
ونستخلص من ذلك أن اسم الجنس في حد ذاته هو النكرة ، فلا فرق بينه وبين النكرة ، لأن تعريف اسم الجنس يصدق على النكرة ، وتعريف النكرة يصدق على اسم الجنس .
وقد سبق أن عرفنا النكرة في بابها ، بأنها كل اسم ليس له دلالة معينة ، ويقبل أل التعريف ، أو كان بمعنى ما يقبل أل التعريف .
مثل : رجل ، وكتاب ، وذو بمعنى صاحب .
أنواعه :
ينقسم أسم الجنس إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ اسم الجنس الإفرادي : وقد سبق تعريف ، وتوضيح ماهيته .
2 ـ اسم الجنس الجمعي : وهو نوع من أنواع جمع التكسير ، يدل على الجماعة ولا مفرد له من جنسه ، ويتميز مفردة بأن تلحقه تاء التأنيث ، أو ياء النسب .
3 ـ اسم الجنس الآحادي وهو : علم الجنس . أي الاسم الموضوع للمعنى العقلي العام المجرد ، أو الحقيقة الذهنية المحضة ، ممثلة في فرد غير معين من أفرادها .
مثل : أسامة اسم للأسد ، وثعالة اسم للثعلب ، وما شابه ذلك . للزيادة انظر بابه .
والخلاصة في الاسم المفرد وأنواعه من حيث الإعراب أنه يعرب بالحركات الظاهرة على آخره رفعا بالضمة ، ونصبا بالفتحة ، وجرا بالكسرة ، إذا كان صحيح الآخر ، وغير ممنوع من الصرف .
فإن كان معتل الآخر قدرت في بعضه علامات الإعراب الثلاثة الرفع ، والنصب ، والجر وذلك في الاسم المقصور .
وقدر في البعض الآخر علامتان ، وهي الضمة والكسرة ، وظهرت الفتحة كما في الاسم المنقوص .
أما إذا كان الاسم المفرد ممنوعا من الصرف ، أعرب بحركة بدل أخرى ، وسنفصل القول فيه في الممنوع من الصرف .
وإذا كان مركبا كانت له أحكامه الخاصة به التي عرفناها في الاسم المركب ، فتدبر .
هو التنوين الذي يلحق الاسم للدلالة على شدة تمكنه في باب الاسمية ، أي أنه علامة يستدل بها على الاسم المتمكن أمكن ، وهو الاسم المنصرف المعرب . نحو: رجل ، ومحمد ، وعليّ ، وسالم ، وخليل ، ويوم ، ومدينة ، ومدرسة .
وهو الاسم المميز عن الاسم المتمكن غير أمكن ، والمعروف بالاسم الممنوع من الصرف . نحو : أحمد ، وعثمان ، وعمر ، ومعديكرب ، وعائشة ، وبشار ، وصحراء ، وأجمل ، ومثنى ، وثلاث ، وأخر ، ومساجد ، وسجاجيد ... إلخ .
أو عن الاسم غير المتمكن ، وهو المبني من الأسماء ، كالضمائر ، وأسماء الإشارة ، والموصول ، والشرط ، والاستفهام ، وبعض الظروف ، والأعداد المركبة ، وغيرها ، والأسماء المختومة بـ " ويه " ، مثل : سيبويه ، وخمارويه ، ونفطويه . فهي أسماء مبنية على الكسر ، إلا إذا استعملتها لأشخاص غير معيّنين ، ولا يتميزون من غيرهم المشاركين لهم في الاسم جاز لك تنوينها .
ثانيا ـ تنوين التنكير :
هو التنوين اللاحق لبعض الأسماء المبنية للدلالة على تنكيرها ، بينما حذفه
يكون دليلا على أنها معرفة ، وذلك كما بينا آنفا في مثل : سيبويه ، وخالويه ، ونفطويه .
فإذا أردنا بها معينا ، كانت مبنية على الكسر ، كأن نجعل اسم " سيبويه " خاصا بالنحوي المشهور ، وكذلك " خالويه ونفطويه " وهما اسمان لنحويين معروفين . أما إذا جعلنا الأسماء السابقة لأشخاص غير معينين ، أو مميزين بأشخاصهم ، نوّنّا آخر الاسم . فنقول : سيبويهٍ ، وخالويهٍ ، ونفطويهٍ .
ثالثا ـ تنوين التعويض :
ويقال له أيضا تنوين العوض ، وهو التنوين المعوض عن حرف محذوف من الكلمة ، أو عن كلمة محذوفة ، أو جملة محذوفة .
مثال تنوين العوض عن حرف محذوف قولك : جوارٍ ، وسواقٍ ، وبواكٍ ، وقاض ، وداع ، وساع .
فالتنوين في الكلمات السابقة عوض من الحرف المحذوف من أفعال تلك الكلمات ، عندما جمعت جمع تكسير ، فأصبحت ممنوعة من الصرف ، علما بأن تلك الحروف المحذوفة أصلية في أفعالها ، بدليل عدم حذفها في المشتقات المختلفة كاسم الفاعل ، والمفعول ، وغيرها من المشتقات .
وكذلك الحال في الأسماء المنقوصة غير الممنوعة من الصرف فالتنوين فيها عوض عن حرف الياء المحذوفة من آخر اسم الفاعل نحو : قاض ، وداع ، وساع ، والياء في أفعالها أصلية أيضا بدليل ثبوتها في مؤنثاتها نحو : قاضية ، وداعية ، وساعية .
وعليه فالتنوين في أواخر الكلمات السابقة هو تعويض عن حرف الياء المحذوف من الأفعال الثلاثية لتلك الجموع ، وإذا أعربنا مثل تلك الكلمات ، نقول في حالة الرفع : مرفوعة بالضمة على الياء المحذوفة .
نحو : الفلك جوارٍ في البحر .
وقضى في الحكم قاضٍ عادلٌ .
ودعا لله داعٍ
وسعى ساعٍ بين المتخاصمين .
ومنه قوله تعالى : ( وجنى الجنتين دانٍ )1 .
ومنه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته " .
وفي حالة الجر ، يجر بفتحة نيابة عن الكسرة على الياء المحذوفة إذا كان ممنوعا من الصرف . نحو : تسقى الحدائق من سواقٍ كبيرة .
ــــــــ
1 ـ 54 الرحمن .
ويجر بالكسرة على الياء المحذوفة إذا كان مصروفا .
نحو : سلمت على قاض فاضل .
والتنوين في كلا الحالتين تعويض عن الياء المحذوفة .
أما تنوين العوض عن كلمة محذوفة ، فيكون بحذف المضاف إليه بعد كلمة " كل " ، و " بعض " . نحو : فاز الطلاب فصافحت كلاً منهم مهنئا .
14 ـ ومنه قوله تعالى : { كل في فلك يسبحون }1 .
وقوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }2 .
فقد نونت كل في الأمثلة السابقة تنوين عوض لإضافتها إضافة معنوية ، وذلك بعد حذف المضاف إليه ، والتقدير : صافحت كل طالب .
" وكلهم " في الآية الأولى ، و " كل إنسان " في الآية الثانية .
ومثال " بعض " : مررت ببعض قائما .
15 ـ ومنه قوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض }3 .
ومنه قول المتنبي :
يصيب ببعضها أفواق بعض فلولا الكسر لاتصلت قضيبا
فـ " بعض " في الأمثلة السابقة جاءت منونة تنوين عوض لإضافتها المعنوية . فإذا انقطعت عن الإضافة اللفظية تنون ، ويقدر بعدها ضمير يعرب مضافا إليه .
والتقدير : مررت ببعضهم . وكذا بقية الشواهد .
أما تنوين العوض عن الجملة المحذوفة ، فهو ما جاء للتعويض عن الجملة المحذوفة بعد " إذ " المضافة ، وتكون إضافتها بعد الكلمات الآتية : بعد ، وحين ، ويوم ، وساعة ، وقبل ، وعند . نحو : خرج الطلاب وكنا قبل إذ خرجوا مجتمعين .
ــــــــــــــــــ
1 ـ 33 الأنبياء . 2 ـ 84 الإسراء .
3 ـ 253 البقرة .
فإذا حذفنا الجملة بعد " إذ " نونت " إذ " تنوين عوض بدلا من الجملة المحذوفة ، فتصبح بعد الحذف
كالتالي : خرج الطلاب وكنا قبلئذٍ مجتمعين .
16 ـ ومنه قوله تعالى : { ويومئذ يفرح المؤمنون }1 .
وقوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون }2 .
ففي الأمثلة السابقة حذفت الجملة المضافة إلى " إذ " ، وعوض عنها التنوين .
والتقدير : يوم إذ كان ، وحين إذ كنتم .
ولكون ذال " إذ " ساكنة ، والتنوين أيضا ساكن ، حركنا " الذال " بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين .
رابعا ـ تنوين المقابلة :
هو التنوين اللاحق لجمع المؤنث السالم ، ليكون في مقابلة النون في جمع المذكر السالم .
وقد عرفه الرضي بقوله : " إنه قائم مقام التنوين الذي في الواحد في المعنى الجامع لأقسام التنوين فقط ، وهو كونه علامة لتمام الاسم كما أن النون قائمة مقام التنوين الذي في الواحد في ذلك " 3 .
وهذه الأسماء المفردة قد لحقها التنوين دلالة على تمام حروفها ، واسميتها ، فعندما جمعت جمع مؤنث
ــــــــــــــــ
1 ـ 4 الروم . 2 ـ 84 الواقعة .
3 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني .
سالما زيد فيها التنوين ، وهذا التنوين مقابل للنون في جمع المذكر السالم . فكلمة : طالب ، ومجتهد ، وطائر ... إلخ . إذا جمعناها جمع مذكر سالما . نقول : طالبون ، ومجتهدون ، وطائرون . فلحقت هذه الجموع نون زائدة عوض عن التنوين المحذوف في حالة الإفراد ، ليتم التعادل بين الجمعين ، ومن هنا جاءت تسمية هذا النوع من التنوين بتنوين المقابلة .
ويرى بعض النحاة أن النون في جمع المذكر السالم ، والتنوين في جمع المؤنث السالم لا سبب لوجودهما إلا نطق العرب ، وكل تعليل سوى ذلك مرفوض ، ويستدل صاحب الرأي على ذلك بقوله " لو صح أن النون في جمع المذكر السالم بدل التنوين في مفرده ، لكان من الغريب وجودها في جمع المذكر السالم الذي لا تنوين في مفرده بسبب منعه من الصرف مثل : الأحمدون ، والعمرون ،
والزيدون ، والأفضلون ، وأشباهها فإن مفردها هو : أحمد ، وعمر ، ويزيد ، وأفضل ، لا يدخله التنوين لأنه ممنوع من الصرف .
وإلى جانب العلامات السابقة للدلالة على اسمية الكلمة ، هناك علامات أخرى
لا تقل أهمية عن سابقتها في تمييز الاسم عن الفعل ، أو الحرف ، وهذه العلامات تنحصر في التالي :
1 ـ أن تكون الكلمة معرفة بالإضافة . نحو : قرأت قصص الصحابة .
17 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء }1 .
وقوله تعالى : { تنزيل الكتاب من الله الغزيز الحكيم }2 .
فالكلمات : قصص ، وفضل ، وتنزيل . كل منها جاء مضافا لما بعده ، والاسم الذي بعده مضاف إليه . وبمجيء الكلمة مضافة نحكم عليها بالاسمية .
2 ـ أن يكون لفظه موافقا للفظ اسم آخر لا خلاف في اسميته .
ـــــــــــــ
1 ـ 4 الجمعة . 2 ـ 1 الزمر .
نحو : نزال . فإنه موافق في اللفظ لوزن " حذام " وهو اسم امرأة لا خلاف فيه .
3 ـ أن يكون الاسم مجموعا . نحو : العلماء ورثة الأنبياء .
ومنه قوله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }1 .
فكلمة " العلماء " في المثالين جمع تكسير لكلمة " عالم " ، ولا يجمع إلا الاسم ، فالفعل والحرف لا يجمعان من هنا نستدل على اسمية الكلمة بجمعها على أي نوع من أنواع الجمع .
4 ـ أن يكون مصغرا . نحو : عامر بن الطفيل أحد أجواد العرب .
وأبو عبيدة قائد مسلم مشهور . والحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب .
فالطفيل ، وعبيدة ، والحسين كلمات مصغرة عن الطفل ، وعبه ، والحسن . والتصغير ميزها بالاسمية عن الفعل والحرف ، حيث لا تصغير فيهما .
5 ـ أن يبدل منه اسم صريح . نحو : كيف أخوك ؟ أمجتهد أم مقصر .
فكلمة " مجتهد " اسم واضح الاسمية ، وهو بدل من كلمة " كيف " ، فدل على أن " كيف " اسم .
فالأسم النكرة : هو كل اسم ليس له دلالة معينة ، ويقبل " أل " التعريف ، أو ما كان بمعنى ما يقبلها .
مثال مايقبلها : رجل ، منزل ، حصان ، طالب ، غلام ... إلخ .
فإذا عرفنا الأسماء السابقة بأل قلنا : الرجل ، المنزل ، الحصان ، الطالب ، الغلام .
ومثال ما يكون من الأسماء بمعنى ما يقبل أل التعريف : كلمة " ذو " بمعنى صاحب ، فهي نكرة لأنها تحل محل نكرة وهي كلمة " صاحب " .
نقول : جاء ذو علم . أي صاحب علم ، ولكن كلمة صاحب تقبل دخول " أل " التعريف عليها كغيرها من الأسماء النكرة ، في حين أن " ذو " وإن كانت بمعناها فلا تقبل دخول أل التعريف عليها ، ولكنها في الحقيقة نكرة ، لأن كل من الكلمتين يحل محل الآخر .
ومن الأسماء النكرة التي لا تقبل أل التعريف أيضا كلمة " أحد " التي همزتها أصلية ، أي غير منقلبة عن " واو " ، وتعني " إنسان " ، ولا تستعمل إلا بعد نفي .
نحو : ما رأيت أحدا . ولم يدخلها أحد .
18 ـ ومنه قوله تعالى : { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله }1 .
وقوله تعالى : { لا نفرق بين أحد منهم }2 .
وقوله تعالى : ( أو جاء أحد منكم من الغائط }3 .
وهي غير " أحد " التي أصلها " وحد " ، ومنها كلمة " واحد " أول الأعداد كما في قوله تعالى : { قل هو الله أحد }4 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ102 البقرة . 2 ـ 136 البقرة . 3 ـ 6 المائدة .
4 ـ 1 الإخلاص .
19 ـ وقوله تعالى : { إني رأيت أحد عشر كوكبا }1 .
ومن الكلمات النكرة التي لا تقبل أل التعريف " عريب " ، و" ديَّار " وهما بمعنى " أحد " أيضا . تقول العرب : ما في البيت عريب أو ديَّار . أي : ما في البيت أحد .
فالألفاظ الثلاث (2) كلها بمعنى واحد ، وهي نكرات موغلة في الإبهام ، ولا تدخلها أل التعريف ، ولكنها تحل محل نكرات ، تخلها أل التعريف كالإنسان ، أو ما يحل محلها . ومن الكلمات النكرة التي لا تقبل أل التعريف أيضا كلمة غير ، وإن دخلت عليها فلا تفيدها التعريف ، كما أن الإضافة لا تفيدها إلا التخصيص ، لأنها كغيرها من النكرات الموغلة في الإبهام فلا تستفيد من الإضافة تعريفا .
أما الاسم المعرفة : فهو كل اسم له دلالة معينة . وقد حصره النحاة في سبعة أنواع هي : ـ
1 ـ العلم . نحو : محمد ، إبراهيم ، أحمد ، عليّ ، فاطمة ، مكة ... إلخ .
2 ـ الضمير . نحو : أنا ، أنت ، هو ، هما ، هم ، إياك ... إلخ .
3 ـ المعرف بالألف واللام " أل " التعريف . نحو : الرجل ، الكتاب ، المنزل .
4 ـ اسم الإشارة . نحو : هذا ، هذه ، هذان ، هؤلاء ... إلخ .
5 ـ الاسم الموصول ، نحو : الذي ، التي ، اللذان ، الذين ... إلخ .
ـــــــــــــــــ
1 ـ 4 يوسف .
2 ـ يصح أن نقول الألفاظ الثلاث ، والكلمات الثلاث كما هو موافق لباب العدد في مخالفة العدد للمعدود في التأنيث والتذكير . نحو : ثلاث ألفاظ ، وثلاث كلمات .
ويصح أن نقول : الألفاظ الثلاثة ، والكلمات الثلاثة باعتبار أن ثلاثة صفة لألفاظ ، أو لكلمات ، والصفة تتبع الموصوف في الإعراب ، والتأنيث والتذكير ، والتعريف والتنكير ، لذلك يصح تأنيث كلمة " ثلاثة " ونحوها إذا جاءت تالية للمعدود المؤنث ، ويصح تذكيرها إذا جاءت تالية للمعدود المذكر في باب الصفة .
6 ـ المضاف إلى المعرف . نحو : كتاب القواعد ، باب المنزل ، طلاب المدرسة.
7 ـ النكرة المقصودة ، وهي نوع من أنواع النداء ، إذا كنت تنادي واحدا معينا ، تقصده بالنداء دون
غيره . نحو : يا معلم ارع تلاميذك . يا طبيب لا تهمل المرضى .
فكلمة " معلم ، وطبيب " كل منهما نكرتان ، لأنهما لا يدلان على معين ، ولكن عند النداء صارت كل منها معرفة بسبب القصد الذي يفيد التعيين ، لأن المعرفة هي ما دلت على معين . __________________