ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
[FONT="]وكان القنصل الفرنسي بوميي [/FONT][FONT="]Beaumier[/FONT][FONT="] يلقب مرسى العدوتين بقنطرة المغرب لموقعها على الشاطئ الأطلنطيكي في منتصف الطريق بين مراكش وفاس وقد لاحظ دوازان [/FONT][FONT="]Doazan[/FONT][FONT="] هذه الأهمية إذ بالرغم عن الحاجز الرملي ([/FONT][FONT="]Barre[/FONT][FONT="] ) فإن البحارة المهرة كانوا يفضلون مرسى العدوتين على مرسى الدارالبيضاء والجديدة وأسفي لسهولة مرابطة السفن آنذاك في أرصفة أبي رقراق والصعوبة الوحيدة التي كانت تعرقل نطور الميزان التجاري في العدوتين هو عدم استقرار لائحة الصادرات بالإضافة إلى قلة اليد العاملة المتخصصة من البحارة ورداءة الأجهزة مما كان يعرض بعض السلع إلى الضياع لاسيما وأن الروح التجارية ونعرة الأرباح كانت تهيمن لدى الأجانب على الصفقات مع الخارج مما دفع السلطان محمدًا بن عبدالله إلى القبض بيد من حديد على التجارة الخارجية والاشتراك مع التجار الأجانب برؤوس أموال لضمان مراقبتهم حفاظا على سمعة المراسي والديوانة المغربية وكانت روح التسامح تذكي ملوكنا في تشجيعهم للتبادل الهادئ الوديع حتى ولو بواسطة تجار أجانب يقيمون بمختلف الموانئ غير أن هذه الروح ما لبثت أن انقلبت إلى لوازم معكوسة تحت تأثير سياسة الحيف والاستغلال الأوربية ضد المغرب فلم يسع المولى إسماعيل إلا طرد جميع التجار الأجانب من مراسي المغرب مع تشكيل حامية لأبي رقراق معززة بطبجية من ألفي مدفع مجهزة بستين مهرازا ومائتي مدفع مع برجي (صقالة) و(الصراط) أيام المولى محمد بن عبدالله للحيلولة دون نزول قوات بحرية أجنبية فوق تراب المملكة وانبرى المولى إسماعيل في حركة عارمة حرر فيها طنجة وأصيلا والعرائش والمعمورة من قبضة الغزاة الأوربيين ومنذ العهد الإسماعيلي أصبحت أربعون إلى خمسين سفينة أنجليزية تزور سنويا مرسى أبي رقراق التي احتفظت بنشاطها حتى بعد تأسيس ميناء الصويرة لأن التجار والقناصلة الأجانب ظلوا عالقين بمرسى سلا الأنسب لتجارة الساحل على أن ملوكنا كانوا في حيرة من أمرهم لأنهم كانوا يتمسكون بمبدأ حرية البحار مع ضمان سلامة التجارة الدولية فلم يكن تشكيل مليشية موحدية لمحاربة القرصنة ولا الحصول على جزية في عهد السلطان محمد بن عبد الله لضمان حرية البحار إلا انطلاقا من هذا المبدأ الذي حدا السلطان إلى تقليص نشاط القرصنة وإنشاء أسطول وطني ولو أقل من الأسطول الموحدي لضمان الذب عن المياه والسواحل المغربية بقطع حربية رسمية.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد عمد المولى سليمان إلى إقفال مرسى (أنفا) التي أصبحت تسمى منذ المولى محمد بن عبد الله (مرسى الدارالبيضاء) ونقل تجارها إلى ميناء أبي رقراق غير أن اقتصاد المنطقة تقلص بسبب استفحال المجاذبات الدولية وحروب نابليون التي حالت دون وصول السفن الغربية إلى سواحل المغرب وكان الأسطول السليماني المرابط في معظمه بميناء سلا مجهزا بنحو عشرين قطعة اضطر السلطان لأسباب شتى إلى نزع سلاحها من أجل جعل حد للصراع البحري مع أوربا وحاول نابليون آنذاك الضغط على المولى سليمان للانضمام إلى (الحصار القاري) [/FONT][FONT="]Bloc Continental[/FONT][FONT="] مهددا تارة باحتلال المغرب وأخرى بالوعد بالمساعدة على تحرير كل من سبتة و مليلية وكان نابليون ينتظر من السلطان مساندته في احتلال مدريد ولكنه صمد في وجه نابليون قائلا في كلمته الخالدة : " إن سبتة ومليلية متاع المغرب لابد من عودتهما إلى المغرب " واتخذ سلطان المغرب نفس الموقف عام 1271 هـ من أمريكا التي طلبت منه الانحياز للدول المحايدة والدخول في الحلف الروسي الأمريكي في (حرب القرم) مقابل إرجاع المدينتين السليبتين سبتة ومليلية فرفض السلطان هذا العرض تضامنا مع الباب العالي بالأستانة كما رفض من قبل مشاركة نابليون في احتلال مدريد عاصمة الأسبان [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد تعزز هذا الضغط الفرنسي على المغرب بقنبلة الأسطول الفرنسي قبل ذلك بثلاث سنوات عام (1268 هـ/ 1851 م) لمدينة سلا بدعوى الثأر لهجوم مراكبها على سفينة فرنسية وتلقت الرباط آنذاك إنذارا بعدم التدخل ولكن مدافع القصبة لم تكن لتتأخر عن نجدة إخوتها بالعدوة الشمالية مما اضطر الأسطول الفرنسي إلى الإقلاع في نفس الليلة وكانت إنجلترا تلعب وراء الستار ضد فرنسا دعما لتجارتها التي بلغت حصة الأسد في العدوتين حيث تكدست واردات أنجليزية من القطنيات والحرائر والصوفيات والفولاذ والنحاس والحديد والسكر والشاي ارتفعت قيمتها من مائة ألف فرنك عام (1266 هـ / 1849 م) إلى 4.158.465 فرنك عام (1274 هـ/ 1857) وقد دخلت إلى الميناء في نفس السنة ست وثمانون سفينة مجموع حمولتها 6.684 طنا أربعون منها فرنسية وإحدى وعشرون برتغالية وثمان عشرة إنجليزية وتسع سفن أسبانية وقد وصف القنصل الفرنسي مرسى العدوتين آنذاك بأنها تشكل مركزا اقتصاديا من الدرجة الأولى وقد دخل في نفس العام عنصر جديد في واردات أبي رقراق هو (البترول) كعنوان على اتجاه المغرب نحو التطور وقد تضاعف عدد البواخر الراسية في الميناء ثلاث مرات (102 بدل 31) في ظرف ربع قرن (بين 1282 و 1309) وهكذا [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد عمد المولى سليمان إلى إقفال مرسى (أنفا) التي أصبحت تسمى منذ المولى محمد بن عبد الله (مرسى الدارالبيضاء) ونقل تجارها إلى ميناء أبي رقراق غير أن اقتصاد المنطقة تقلص بسبب استفحال المجاذبات الدولية وحروب نابليون التي حالت دون وصول السفن الغربية إلى سواحل المغرب وكان الأسطول السليماني المرابط في معظمه بميناء سلا مجهزا بنحو عشرين قطعة اضطر السلطان لأسباب شتى إلى نزع سلاحها من أجل جعل حد للصراع البحري مع أوربا وحاول نابليون آنذاك الضغط على المولى سليمان للانضمام إلى (الحصار القاري) [/FONT][FONT="]Bloc Continental[/FONT][FONT="] مهددا تارة باحتلال المغرب وأخرى بالوعد بالمساعدة على تحرير كل من سبتة و مليلية وكان نابليون ينتظر من السلطان مساندته في احتلال مدريد ولكنه صمد في وجه نابليون قائلا في كلمته الخالدة : " إن سبتة ومليلية متاع المغرب لابد من عودتهما إلى المغرب " واتخذ سلطان المغرب نفس الموقف عام 1271 هـ من أمريكا التي طلبت منه الانحياز للدول المحايدة والدخول في الحلف الروسي الأمريكي في (حرب القرم) مقابل إرجاع المدينتين السليبتين سبتة ومليلية فرفض السلطان هذا العرض تضامنا مع الباب العالي بالأستانة كما رفض من قبل مشاركة نابليون في احتلال مدريد عاصمة الأسبان [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد تعزز هذا الضغط الفرنسي على المغرب بقنبلة الأسطول الفرنسي قبل ذلك بثلاث سنوات عام (1268 هـ/ 1851 م) لمدينة سلا بدعوى الثأر لهجوم مراكبها على سفينة فرنسية وتلقت الرباط آنذاك إنذارا بعدم التدخل ولكن مدافع القصبة لم تكن لتتأخر عن نجدة إخوتها بالعدوة الشمالية مما اضطر الأسطول الفرنسي إلى الإقلاع في نفس الليلة وكانت إنجلترا تلعب وراء الستار ضد فرنسا دعما لتجارتها التي بلغت حصة الأسد في العدوتين حيث تكدست واردات أنجليزية من القطنيات والحرائر والصوفيات والفولاذ والنحاس والحديد والسكر والشاي ارتفعت قيمتها من مائة ألف فرنك عام (1266 هـ / 1849 م) إلى 4.158.465 فرنك عام (1274 هـ/ 1857) وقد دخلت إلى الميناء في نفس السنة ست وثمانون سفينة مجموع حمولتها 6.684 طنا أربعون منها فرنسية وإحدى وعشرون برتغالية وثمان عشرة إنجليزية وتسع سفن أسبانية وقد وصف القنصل الفرنسي مرسى العدوتين آنذاك بأنها تشكل مركزا اقتصاديا من الدرجة الأولى وقد دخل في نفس العام عنصر جديد في واردات أبي رقراق هو (البترول) كعنوان على اتجاه المغرب نحو التطور وقد تضاعف عدد البواخر الراسية في الميناء ثلاث مرات (102 بدل 31) في ظرف ربع قرن (بين 1282 و 1309) وهكذا [/FONT][FONT="][/FONT]