يشير المؤلف هنا بأنّ الإنسان إنما يحسن التصرف بتحليل المقدمات و استننباط النتائج ، و حتى يمتلك هذه الملكة ينبغي عليه أن ينظر ببصيرته قبل بصره ، و أن يستدل بالأمور الظاهر على الأمور الخفية ، و المعلومة على المجهولة ..
المثال الأول : كم جزائر نحر لهم ؟
ثمّ يبدأ باستعراض نماذج من سير الأجداد في القدرة على الإستنباط .. فيبدأ بالإستدلال بسيرة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ، حيث أورد ما جاء بتاريخ الطبري في شأن سؤال النبي عليه الصلاة و السلام للعبد الأسير في معركة (بدر) ، فقد سأل النبي عليه الصلاة و السلام عن عدد الجيش ، فرد الأسير بعدم معرفته ـ وفاء لقومه ـ فأخذ النبي عليه الصلاة و السلام يسأله عن عدد ما نحر لهم من جزائر ( الإبل ) ، و بذلك استدل على عدد الجيش ، حيث أنّ من عادة العرب آنذاك أنّهم يذبحون لكل مائة رجل جملا ..
المثال الثاني : العطر الغريب .
و من ذلك أنّ رجلا خرج في تجارة ، فكسب مالا ، فدفعه إلى إمرأته ، ثم طلبه منها ، فقالت له : أنّه سرق من البيت ، و لكنه لم ير علامة في ذلك ، فجاء إلى الخليفة العباسي المنصور فأخبره بما حدث .. فقال المنصور : منذ كم تزوجتها ؟ قال : منذ سنة . قال : بكرا أم ثيبا ؟ قال : ثيبا . قال : فلها ولد من غيرك ؟ قال : لا . قال : فدعا له المنصور بزجاجة عطر خاص به ، لم يتسعمله غيره ، و كان قوي الرائحة ، غريب في نوعه ، فدفعها إليه ، و قال له : تطيب من هذا ، يذهب غمك . فلما خرج من عنده ، قال المنصور لأربعة من رجاله الذين يثق بهم ، اقعدوا على كل باب من أبواب المدينة ، فإذا شممتم من هذا العطر من أحد فأتوني به . و دفع الرجل زجاجة العطر عند زوجته لتحفظه ، فبعثت به إلى رجل تحبه . و كانت قد سلمته المال . فتعطر الرجل من العطر ، و خرج بالمدينة ، فوصلت رائحة العطر منه لأحد الرجال الأربعة عند باب من أبواب المدينة ، فأخذه إلى المنصور . فسأله من أين لك العطر ؟ فتلجج في الكلام ، فأرسله إلى والي الشرطة . و قال له : إن أحضر لك المال فاتركه ، و إلا فاضربه ألف سوط ، فأحضر له المال . فطلب المنصور صاحب المال ، فرد عليه ماله بعد ما طلبه منه أن يحكّمه في امرأته . و قال له : هذا مالك ، و قد طلقت المرأة منك . فانظر إلى هذا الخليفة الداهية كيف استنبط و حل المشكلة .
و إلى الملتقى مع الحلقة (22) و بقية الأمثلة التي سردها المؤلف في هذا الفصل إن شاء الله ..
و من ذلك ما يذكر عن المعتضد بالله أنّه في يوم كانيشاهد الصنّاع ، فلفت نظره رجل أسود ، يعمل بجد أكثر من غيره ، فأنكر أمره ، فأحضره ، و سأله عن أمره؟ فتلجلج ، فقال لمن حوله من بعض الجلساء : ماذا ترون في أمره ؟ قالوا : و من هذا حتى تهتم به ؟ لعله خالي القلب . فقال : قد خمنت في أمره ، ما أظنه باطلا : إمّا أنّه ظفر بمال فجأة ، أو لص متستر بعمله ، فأمر فدعي إليه ، و حلف له إن لم يعترف قطع عنقه . فقال : لي الأمان ؟ قال : نعم ، إلا ما وجب عليك في الشرع . فقال : كنت أعمل في صناعة الطوب ، فرأيت رجلا معه كيس من المال ، أخرج منه دنانير من ذهب ، فذهبت إليه و كتّفته و أحرقته و أخرجت عظامه و رميتها في نهر دجلة .. فأمر المعتضد بإحضار كيس المال ، فنظر فيه ، فإذا على الكيس مكتوب : فلان بن فلان . فأمر فنادى بإسمه ، فظهرت إمرأة قالت : إنّه اسم زوجها خرج منذ زمن و معه ألف دينار ، فدفع المعتضد الكيس إليها ، و أمرها أن تعتد ، و أمر بقطع عنق الأسود ، و حمل جثته إلى ذلك الموقد ، الذي أحرق فيه الأسود صاحب المال .
المثال الرابع :صاحب الكف المقطوعة .
و يذكر أنّه بلغ المعتضد أنّ صيادا رمى بشبكته بنهر دجلة ، فعلق بها جراب فيه كف مخضوبة بحناء ، فأحضر الصياد الكف إلى المعتضد ، فأمره بمعاودة طرح الشبكة في نفس المكان . ففعل ، فأخرجت جرابا آخر فيه رجل .. ثم أمر المعتضد أحد ثقاته بأن يفتش عمّن يعرف هذا الجراب ممن يشتغل في صناعة الآجر ، فإذا عرفه فأسأله ممن اشتراه منه ، فإذا دلك فأسأل المشتري و نقب عن خبره .. فغاب الرجل ثلاثة أيام ، ثم عاد ، فذكر أنّ الجراب اشتراه رجل مع عشرة أجربة ، و قد شكا البائع من شره و فساده ، و ممّا قاله : أنّه كان يعشق مغنيه ، و أنّه فقدها ، و قد ادعى أنّها هربت ، و الجيران بذكرون بإنّه قتلها . فأمر المعتضد بإحضاره ، فأراه اليد و الرجل ، فأعترف الرجل ، فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية المغنية إلى مولاها ، و بحبس الرجل حتى مات في حبسه .
المثال الخامس :الجارية المقتولة .
و شاهد ابن طولون حمالا يحمل سلة ، و هو متوتر يضطرب ، فقال : لو كان هذا الإضطراب بسبب الثقل لغاصت عنق الحمّال ، لكن عنقه بارزة ، فأمر بحط الحمل ، و كشفه ، فإذا به جارية مقتولة و مقطّعة .. فقال : أخبرني عن أمرها و إلا قتلتك . فقال : أربعة أشخاص في المكان الفلاني أعطوني هذا المال ، و أمروني بحملها و القائها بعيدا ، فضربه و قتل الأربعة . و منه أيضا مثال الشافعي و العبد الأعور ، و غيرها من الأمثلة العديدة في هذا الباب .. و هكذا يستمر المؤلف حاكيا العديد الأمثلة من سير السلف ، و قدرتهم على الاستنباط ..
و إلى الملتقى مع الفصل الثاني " الحيل المشروعة " من الباب الثالث إن شاء الله ..
يذكر المؤلف في هذا الفصل بأنّ من الحيل ما هو مباح أو واجب ، كالتوصل بالمباح إلى فعل الواجب ، أو ترك المحرم ، أو تخليص الحق ، أو نصر المظلوم ، أو قهر الظالم ، أو عقوبة المعتدي .. و يشير المؤلف بأنّ للحيلة شرطان كي تجوز : فالأول منهما أن تكون الغاية أو القصد منها التوصل إلى غير منهي عنه . و الثاني منهما أن تكون الحيلة نفسها غير منهي عنها . على أنّ من الحيل ما هو محرم لا يجوز فعله ، من ذلك التوصل إلى استحلال المحرم ، أو إبطال الحقوق ، أو إسقاط الواجبات ، أو خداع الناس .. أو استخدام وسيلة غير شرعية حتى و إن كانت لهدف شرعي .. فالحيل تمنع إذا هدمت الأصول الشرعية ، و نقضت المصالح الشرعية ، و على هذا المعنى دار المنع فيها .. و ذكر المؤلف أن هذا الفصل سيتعرض لذكر النوع الأول من الحيل كما تقدم بيانه . المثال الأول : العطار الخائن . يذكر أنّ رجلا جاء من خراسان إلى بغداد في طريقه إلى الحج ، و كان معه عقد يساوي ألف دينار ، فنوى بيعه و لكنّه لم يجد له مشتري ، فأودعه عند عطار موصوف بالخير ، ثمّ ذهب للحج ، فلما عاد أحضر هدية معه للعطار ، فقال له العطار : من أنت و ما هذا ؟ فقال له : أنا صاحب العقد ألذي أودعك إيّاه ! فطرده من دكانه ، و قال له : تدعي علي مثل هذه الدعوى ؟! فاجتمع الناس و أنكروا عليه دعواه على العطار .. فتحير المدعي و تردد على العطار و لكنه لم يفلح معه .. فقيل له لو ذهب إلى عضد الدولة فإنّ له في هذه المسائل فراسة ، فذهب إليه و أخبره قصته .. فقال له عضد الدولة : اذهب و اقعد عند دكان العطار ، فإذا منعك فاقعد بمقابله ثلاثة أيام ، و في الرابع سأمر عليك ، و أسلم ، فلا تزيد على رد السلام ، فذهب الرجل وكان الأمر كما قال عضد الدولة ، و في اليوم الرابع جاء عضد الدولة في موكب مهيب ، فوقف عند الرجل و سلم و رد عليه السلام ، و قال له تأتي إلينا يا رجل و لا تطلب شيئا .. و العطار ينظر حتى اغشي عليه .. ثم قام العطار مذعورا و قال للرجل متى اعطيتني العقد لعلي أتذكر أين وضعته .. فوصف له العقد .. ففتش فوجده فسلمه إيّاه .. ثم ذهب إلى عضد الدولة ، فأرسل عضد الدولة حاجبا ، فوضع العقد على رقبة العطار و صلبه بباب الدكان ، و نودي عليه هذا جزاء من استودع فجحد ، فلما جاء النهار أخذ الحاجب العقد و سلّمه لصاحبه ..
و إلى الملتقى مع بقية الأمثلة التاريخية التي سردها المؤلف في هذا الفصل إن شاء الله ..
يذكر أنّ غلاما من الأنصار خاصم أمه إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فجحدته و أنكرت عليه ، فطلب عمر البيّنة ، فأتت بشهود شهدوا أنّها لم تتزوج و أنّ الغلام ليس إبنها ، فأمر عمر بضربه ، فلقيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فسأل عنهم ثمّ دعاهم فقعد بمسجد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، فسأل المرأة فجحدته ، ثم قال للغلام اجحد أمك كما جحدتك .. فجحدها .. ثمّ سأل أوليائها أن يزوجها بمن شاء ؟ فأجابوه بنعم .. فزوجها من الغلام .. فلما ولى الغلام قالت المرأة : الله الله إنّها النّار ، هو و الله ابني ..
و هكذا يسرد المؤلف بأمثلة من التاريخ كثيرة جدا يطول بنا المقام في سردها و نكتفي بما أوردناه ..
و إلى الملتقى مع الفصل الثالث " صدق التوقع " و الأمثلة التاريخية المصاحبة لذلك إن شاء الله ..
يذكر المؤلف بأنّ تقوى المؤمن سبب في قوة البصيرة و الفهم و الفراسة ..
المثال الأول : أخادما لأبيك كنت . يذكر الشافعي ـ رحمه الله ـ أنّه مر بفناء دار رجل أزرق العين ناتئ الجبهة ، فسأله : هل من منزل ؟ فأجابه الرجل : نعم .. و يذكر الشافعي أنّ هذا النعت في الرجل عنده أخبث ما يكون في الفراسة ، لكنه أكرمه .. فقلت له : إذا نزلت مكة فسل عن الشافعي .. فقال : أخادم لأبيك كنت ؟ قال الشافعي : لا . قال : فأين ما تكلفت لك البارحة ؟ فأعطيته ما أراد ، و قلت : بقي شيء آخر ؟ قال : نعم ، أجرة الدار ، فقد ضيقت على نفسي ضيق الله عليك . قال الشافعي : فأعطيته ما أراد ، فقال : امض أخزاك الله فما رأيت شرا منك .
المثال الثاني : ما جاء إلا لشر . و من ذلك رأى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عمير بن وهب قادما إلى النبي عليه الصلاة و السلام ، فقال : ما جاء إلا لشر ، فأخذ سيفه ، و أمر بعض المسلمين بحراسة النبي عليه الصلاة و السلام ، ثم أخبر الرجل النبي عليه الصلاة و السلام أنّه يريد قلته ، و ما كان عمر يعرف ذلك ، و لكنه فعل ذلك حذرا و فطنة و فراسة و صدق توقع ..
و هكذا يستمر المؤلف بسرد أمثلة عديدة في موضوع الفصل .. نكتفي بما أوردناه ..
و إلى الملتقى مع الفصل الرابع " فن الخروج من المأزق " إن شاء الله ..
ينبغي أن يكون الإنسان عارفا بصناعة الخروج من المأزق ، ذلك لأنّه قد يواجه في الحياة ما يستدعي اتخاذ طريقة يعالج بها الأزمات ..
المثال الأول :إذا أخبرتنا أخبرناك . خرج النبي عليه الصلاة و السلام يلتمس أخبار المشركين في معركة بدر ، فوقف هو و أبوبكر على شيخ من العرب ، فسألاه عن قريش و عن محمد و أصحابه .. فامتنع الشيخ عن الإفصاح بالجواب مشترطا أن يعرّفا بنفسيهما .. فقال له الرسول عليه الصلاة و السلام : إذا أخبرتنا أخبرناك . فوافق الشيخ فأخبرهما ، ثم سألهما : ممن أنتما ؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم : نحن من ماء .
المثال الثاني : هاد يدلني الطريق . كان أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ يجيب كل من سأله عن النبي عليه الصلاة و السلام أثناء سفر الهجرة من هذا الذي بين يديك؟ يقول : هاد يدلني الطريق .
المثال الثالث : بديهة حذيفة . كانت ليلة الأحزاب باردة فيها ريح شديدة ، و في تلك الليلة قال النبي عليه الصلاة و السلام : ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة . فسكتوا و لم يجبه أحد ، و ما زال النبي عليه الصلاة و السلام يكرر الجملة ثلاثا ، ثم قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم . فذهب حذيفة فرأى أبا سفيان ، فتناول حذيفة سهما يريد رميه عليه ، فتذكر قول النبي عليه الصلاة و السلام : اذهب فأتني بخبر القوم و لا تذعرهم علي . فرجع حذيفة فأخبر النبي عليه الصلاة و السلام خبر القوم . و تضيف روايات أخرى أن أبا سفيان أمر قومه بأن يسأل كل منهم جليسه مخافة أن يكون من المسلمين المتسللين إليهم ، و كان معهم متسللا حذيفة ، فلما أدرك الخطر بادر و قال لجليسه من أنت ؟ فقال له فلان بن فلان .
و يستمر المؤلف بسرد أمثلة كثيرة جدا من التاريخ .. نكتفي بما أوردناه .. و إلى الملتقى مع الفصل الخامس " انتقاء الألفاظ " إن شاء الله ..
من حسن التصرف أن تنتقى الألفاظ قبل لفظها باللسان ، يهذبها العقل و الفؤاد ، و يعرضها في ثوب قشيب ، تأنس القلوب لوقعه في المسامع ، و تبجله العقول لرصانته و قوة فصاحته .. إن انتقاء اللفظ و الكلام دلالة على الذوق و العقل ، و سلامة في يوم العرض .
المثال الأول : الرسول الأكبر . سئل العباس : أنت أكبر أم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ؟ فقال : هو أكبر مني ، و أنا ولدت قبله .
المثال الثاني : الجواب المفحم . يذكر أنّ رجلا من اليهود قال للإمام علي ـ رضي الله عنه : ما دفنتم نبيكم حتى قال الأنصار : منّا أمير و منكم أمير .. !! فقال الإمام ـ رضي الله عنه : أنتم ما جفت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم : يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .
المثال الثالث : يا أهل الضوء . و من ذلك أيضا أنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ خرج يتفقد المدينة بالليل ، فرأى نارا موقدة ، فقال : يا أهل الضوء ، و كره أن يقول : يا أهل النار ، لأن أهل النار هم المجوس .
و هكذا يذكر المؤلف كالعادة نماذجا كثيرة جدا في ذلك ، و كالعادة نكتفي بالمختصر المفيد .. و بهذه الأمثلة و هذا الفصل يختم المؤلف الكتاب بحمد الله تعالى .
و إلى الملتقى مع كلمتي الشخصية .. " كلمة الختام لهذه السلسلة قراءة في كتاب صاحب الخلق الراقي " إن شاء الله ..
الحمد لله الذي بحمده يستفتح كل خطاب ، و الصلاة و السلام على سيد الأحباب ، سيدنا محمد و على الآل و الأصحاب ، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب ..أمّا بعد فإنّ لكل شيء نهاية مقدّرة لاسيما في هذه الحياة الدنيا ، و من ذلك أنّنا انتهينا من قراءة كتاب " صاحب الخلق الراقي " ، و كانت القراءة فيه من المتعة بمكان ، كأنّما بلغت فيه مجدا لا يجارى ، و شأوا لا يبارى ، و قد امتعت الذوق ، و صنعت التوق ، كما توسمنا .. بلغت صفحات الكتاب (399) صفحة ، فاختصرتها في تلخيص بسيط في (27) حلقة بالمنتدى . و قد كان منهجي في ذلك قراءة الكتاب ثم تلخيص الفكرة و تبسيطها .. و قد حاولت قدر الإمكان البعد عن النقل ، و أعتمدت على الإنشاء و التلخيص المختصر .. كما أنّني ابتعدت عن الإسهاب فلم أورد بالتلخيص كل الأمثلة و الملاحظات التي أوردها المؤلف ، و إنما اكتفيت بالمختصر المفيد دون اسهاب أو تطويل .. بالختام أشكر كل من مر على صفحات السلسلة ناظرا أو متابعا أو معقبا ... فلكم كل الشكر و التقدير .. الحمد لله ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .