آلداعي
عضو مميز
- إنضم
- 24 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 3,316
- النقاط
- 38
- الإقامة
- ||خير بقاع الأرض||
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.net
- احفظ من كتاب الله
- ツ
- احب القراءة برواية
- ツ ورش ツ
- القارئ المفضل
- كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
- الجنس
- ||داعي إلى الله||
الحلقة (21)
الباب الثالث
الفصل الأول : القدرة على الإستنباط
الباب الثالث
الفصل الأول : القدرة على الإستنباط
يشير المؤلف هنا بأنّ الإنسان إنما يحسن التصرف بتحليل المقدمات و استننباط النتائج ، و حتى يمتلك هذه الملكة ينبغي عليه أن ينظر ببصيرته قبل بصره ، و أن يستدل بالأمور الظاهر على الأمور الخفية ، و المعلومة على المجهولة ..
المثال الأول : كم جزائر نحر لهم ؟
ثمّ يبدأ باستعراض نماذج من سير الأجداد في القدرة على الإستنباط .. فيبدأ بالإستدلال بسيرة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ، حيث أورد ما جاء بتاريخ الطبري في شأن سؤال النبي عليه الصلاة و السلام للعبد الأسير في معركة (بدر) ، فقد سأل النبي عليه الصلاة و السلام عن عدد الجيش ، فرد الأسير بعدم معرفته ـ وفاء لقومه ـ فأخذ النبي عليه الصلاة و السلام يسأله عن عدد ما نحر لهم من جزائر ( الإبل ) ، و بذلك استدل على عدد الجيش ، حيث أنّ من عادة العرب آنذاك أنّهم يذبحون لكل مائة رجل جملا ..
المثال الثاني : العطر الغريب .
و من ذلك أنّ رجلا خرج في تجارة ، فكسب مالا ، فدفعه إلى إمرأته ، ثم طلبه منها ، فقالت له : أنّه سرق من البيت ، و لكنه لم ير علامة في ذلك ، فجاء إلى الخليفة العباسي المنصور فأخبره بما حدث ..
فقال المنصور : منذ كم تزوجتها ؟
قال : منذ سنة .
قال : بكرا أم ثيبا ؟
قال : ثيبا .
قال : فلها ولد من غيرك ؟
قال : لا .
قال : فدعا له المنصور بزجاجة عطر خاص به ، لم يتسعمله غيره ، و كان قوي الرائحة ، غريب في نوعه ، فدفعها إليه ، و قال له : تطيب من هذا ، يذهب غمك .
فلما خرج من عنده ، قال المنصور لأربعة من رجاله الذين يثق بهم ، اقعدوا على كل باب من أبواب المدينة ، فإذا شممتم من هذا العطر من أحد فأتوني به .
و دفع الرجل زجاجة العطر عند زوجته لتحفظه ، فبعثت به إلى رجل تحبه . و كانت قد سلمته المال . فتعطر الرجل من العطر ، و خرج بالمدينة ، فوصلت رائحة العطر منه لأحد الرجال الأربعة عند باب من أبواب المدينة ، فأخذه إلى المنصور .
فسأله من أين لك العطر ؟ فتلجج في الكلام ، فأرسله إلى والي الشرطة . و قال له : إن أحضر لك المال فاتركه ، و إلا فاضربه ألف سوط ، فأحضر له المال .
فطلب المنصور صاحب المال ، فرد عليه ماله بعد ما طلبه منه أن يحكّمه في امرأته . و قال له : هذا مالك ، و قد طلقت المرأة منك .
فانظر إلى هذا الخليفة الداهية كيف استنبط و حل المشكلة .
و إلى الملتقى مع الحلقة (22) و بقية الأمثلة التي سردها المؤلف في هذا الفصل إن شاء الله ..