حلقات تعليم التجويد ...مفرغة للدكتور ايمن سويد

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الواحد والأربعون

الفرق بين الوقف والقطع والسكت

إخواننا الكرام في الحلقات الماضيات تكلمنا عن الوقف في القرآن العظيم وعن أنواعه وأشكاله وبقي اليوم أن نختم الحديث عنه ببيان فوارق ضئيلة بين ثلاث مصطلحات موجودة عند القراء المصطلح الأول هو كلمة الوقف والمصطلح الثاني هو كلمة القطع والمصطلح الثالث هو كلمة السكت الوقف هو أن يكون القاريء يقرأ فيقف على كلمة قرآنية ليتنفس بنية استئناف القراءة إذاً الوقف هو قطعُ الصوت على كلمة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة هذا الذي نفعله أثناء قراءتنا أما القطع مصطلح القطع معناه إنهاء التلاوة ، قاريء يريد أن ينهي التلاوة سواء كان يقرأ في محفل في مجلس في حفل أو كان يقرأ إماماً في الصلاة أو يقرأ هو لنفسه في الصلاة فأين يقطع الإنسان قراءة القرآن لا بد أن يكون قطع القراءة على كلمة قرءانية وأن تكون هذه الكلمة رأس آية فلا يصح القطع على وسط آية يسكت ثم يركع هذا لا يصح فعله لا بد أن يكمل إلى آخر الآية ولذلك هذا المصطلح مصطلح القطع تعريفه هو قطع الصوت على كلمة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادة بنية الأعراض عن القراءة يعني الإعراض عنها إلى شيء آخر ومحله رؤوس الآي أما مصطلح السكت ، فالسكت هو أيضا قطعٌ الصوت ولكنه مصطلح قرءاني ليس فيه تنفس لأنه سكت قليل ثم متابعة للقراءة لذلك قال علماءنا السكت هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .

الوقف :- هو قطع الصوت على كلمة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .
القطع :- هو قطع الصوت على كلمة قرآنية بنية الإعراض عن القراءة ومحله رؤوس الآي .
السكت :- هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .

قد يسأل سائل لماذا قلنا في تعريف الوقف على كلمة قرآنية وفي القطع قلنا على كلمة قرآنية بينما لما تكلمنا على السكت قلنا على حرف قرآني هذه دقة من العلماء لأن هناك نوع من السكت غير موجود على رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية قد يسكت القاريء على حرف يعني مثلا يقول ( * ) هذه إشارة للمكان الذي يسكت فيه الشيخ عند التلاوة ) ( من* ءامن بالله واليوم ال*آخر وعمل صالحا ) هذا السكت قد يكون على حرف ولا يكون على كلمة لذلك يتناوله التعريف السكتات التي برواية حفص عن عاصم مر معنا لما وصلنا إلى سورة الكهف أول واحدة من السكتات الواجبة عند حفص من طريق الشاطبية حفص كان يسكت وهذا روي لنا من طريق منظومة الشاطبية للأمام الشاطبي روي أنه كان يسكت على أربع كلمات في القرآن الكريم يسكت بمعنى كما أسلفنا يقطع الصوت قليلا من غير تنفس ثم يتابع التلاوة كان يسكت على أربع كلمات أولاها ما مر معنا في سورة الكهف وهو قوله تعالى ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ) فهذا المكان فيه سكت ، السكت هنا كما لاحظتم ( ولم يجعل له عوجا* قيما لينذر قطعٌ للصوت قليلا دون زمن التنفس ثم متابعة القراءة ولكن لاحظوا بارك الله فيكم أني لما سكت قلت ( عوجا ) ولم أقل ( عوجاً ) بالتنوين يعني نعامل الكلمة المسكوت عليها عند حفص هنا معاملة الكلمة الموقوف عليها فقلبنا التنوين إلى مد عوض .

السكتة الثانية التي كان يسكت حفص عليها في ( يس ) وهي قوله تعالى ( من بعثنا من مرقدنا* هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) أيضا هذه سكتة ثانية والسكتة الثالثة عند قوله تعالى في سورة القيامة ( وقيل من* راقٍ وظن أنه الفراق ) ( وقيل من* راق ) عند النون على كلمة ( من ) السكتة الرابعة في سورة المطففين وهي قوله تعالى ( كلا بل* ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) على لام بل من كلمة ( ران ) .

السكتات الواجبة عند حفص من طريق الشاطبية .

1- ( عوجا* قيما ) : في الكهف الآية 1 ، 2 .
2- ( من مرقدنا* هذا ) : في يس الآية 52 .
3- ( وقيل من* راق ) في القيامة الآية 27 .
4- ( كلا بل* ران ) في المطففين الآية 14 .

هذه هي السكتات الأربعة التي كان حفص رحمه الله يسكت عليها والمراد من هذه السكتات هو يعني عدم ذهاب ذهن القاريء إلى معان غير مقصودة مثلا لو وصل لعل سامعاً يتوهم ( ولم يجعل له عوجا قيما ) يتوهم بأن كلمة ( قيما ) صفة لعوجا والعوج لا يكون قيما وإنما كلمة قيما حال ( الحمد لله الذي أنزل الكتاب على عبده قيما ولم يجعل له عوجا أيضا في سورة يس ( من بعثنا من مرقدنا ) هؤلاء الذين يبعثون يوم القيامة لما يخرجون من القبور يستغربون فيقولون من بعثنا من مرقدنا فإذا تنبهوا قالوا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون أو تقول لهم الملائكة هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون قد يتوهم سامع من بعثنا من مرقدنا هذا لأن هذا إشارة إلى المرقد وليس ذلك مقصود ، الموضع الثالث الذي يخشى منه ( وقيل من راق ) لولا السكت لوصلنا النون بالراء فأدغمنا النون في الراء فصار النطق هكذا ( مرَّاق ) وقيل مرَّاق قد يتوهمها سامع أنها ( مرَّاق ) على وزن فعال من المروق يعني صفة مبالغة من مروق أيضا لدفع هذا التوهم كان حفص يسكت على النون في ( مَنْ ) ، الموضع الرابع والأخير ( كلا بل ران ) لو وصلنا لا بد من إدغام اللام في الراء فنقول ( برَّان ، كلا برَّان ) فقد يتوهم سامع أنهما مثنى ( بر ) برٌ + بر يصيران ( بران ) هكذا ذكر بعض العلماء ومع ذلك فإن حفصاً من غير طريق الشاطبية روي عنه أيضا عدم السكت على هذه المواضع الأربعة ولم يسكت عليها أحدٌ من القراء العشرة إلا حفصاً هذه هي السكتات الأربعة الواجبة عند حفص بقي عندنا سكتتان هما لحفص ولغيره سكتتان موجودتان في القرآن واحدة لهما لما انتهينا من سورة الأنفال وبدأنا بسورة التوبة تعلمون أن سورة التوبة ليس في أولها بسملة فلما ننتهي من سورة الأنفال ونريد أن نتابع التلاوة فندخل على سورة براءة سورة التوبة لنا ثلاثة أوجه آخر سورة الأنفال قوله تعالى ( إن الله بكل شيء عليم ) فلنا أن نقف هذا هو الوجه الأول أن نقول ( إن الله بكل شيء عليم ) ثم نبدأ بعد أن نتنفس ثم نقول ( براءة من الله ورسوله ) والوجه الثاني بدل أن نقف نسكت ، أن نسكت يعني بدون التنفس هكذا ( إن الله بكل شيء عليم* براءة من الله ورسوله ) ، الوجه الثالث أن نصل فنقول ( إن الله بكل شيء عليمٌ براءة من الله ورسوله ) إذاً هذه الأوجه الثلاثة جائزة سائغة لكل القراء بما فيهم حفص . إذاً هذه السكتة الأولى الجائزة بين الأنفال وبراءة وهناك سكتة جائزة ثانية وهي في سورة الحاقة عند قوله تعالى ( ماليهْ ) يقول ذلك الرجل في جهنم نسأل الله العافية لنا ولكم ( ما أغنى عني ماليهْ ) فآخرها هاء ساكنة ثم يقول ( هلك عني سلطانية ) فهنا للقاريء وجهان إما أن يدغم الهاء الأولى في الهاء الثانية فيقول ( ما أغنى عنِّي ماليهَّلك عني سلطانية ) فيدغم الهاء بالهاء هذا وجه ، والوجه الثاني أن يسكت كما أسلفنا منذ قليل من غير تنفس هكذا ( ما أغنى عني ماليه* هلك عني سلطانية إذاً هاتان هما السكتتان الجائزتان في القرآن لكل القراء .

السكتتان الجائزتان :-

1- بين آخر الأنفال أول التوبة .
2- ماليه * هلك - في الحاقة الآية 28 ، 29 .
الأوجه الجائزة بين سورتي الأنفال والتوبة
1- الوقف على آخر الأنفال ، ثم البدء بالتوبة .
2- السكت على آخر الأنفال بدون تنفس ، ثم البدء بالتوبة .
3- الوصل : وصل آخر الأنفال بأول التوبة بنفس واحد .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثاني والأربعون

السكت

السكت هو قطع الصوت على حرف قرآني أو على كلمة قرآنية بزمن قصير عادة لا يستطيع القاريء أن يتنفس فيه بالاعتياد وليس بالتعمد ولا يمكن للإنسان أن يتنفس بزمن قصير جداً متعمداً لكن بالعادة لا يتنفس الإنسان بهذا الزمن القصير يسكت على كلمة عوجاً إن وصلها بما بعدها لاحظتم أننا أعدنا هذه الكلمة مرتين مرة وقفنا عليها كما نقف على رأس أي آية فقلنا عوجا بمد عوض ثم بدأنا قيما لينذر بأساً وأعدناها مرة ثانية فوصلنا آخر الآية بأولها من أراد أن يصل آخر هذه الآية بأولها فعليه أن يسكت على كلمة عوجاً سكتة لطيفة إن كان يقرأ برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وهو الطريق الذي نقرأ به ويقرأ به جمهور المسلمين في بلاد الإسلام السكت كما ذكرت لُطَيْفة لَطيفة سكتة خفيفة قطع النفس على كلمة أو حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .

السكت :- هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة .
قاعدة :- حكم الكلمة المسكوت عليها كحكم الكلمة الموقوف عليها ، فالوقف على ( عوجاً ) هو ( عوجا ) والسكت على ( عوجا ً ) هو ( عوجا* قيماً ) ، هذا السكت وضع له علماءنا علامة وهي حرف السين من الحرف الأول من كلمة سكت يضعون سينا صغيرة فوق كلمة عوجا إذاً الكلمة المسكوت عليها يعاملها القراء معاملة الكلمة الموقوف عليها ، نعيد الكلمة المسكوت عليها مثل هذا المثال أو مثل آخر الأنفال الذي مر معنا ( إن الله بكل شيء عليم* براءة من الله ورسوله ) كل كلمة مسكوت عليها بهذه الطريقة تعامل معاملة الكلمة الموقوف عليها فيأتي عليها من الأوجه ما يأتي على الكلمة الموقوف عليها لو وقفنا على عوجاً فإننا نبدل التنوين مد عوض أيضا لو سكتنا فلا نقول ( عوجاً قيما ) بل نقول ( عوجا* قيماً لينذر ) زمن هذا السكت قدره علماءنا بأنه دون زمن التنفس لُطيفة لَطيفة زمن يتناسب مع سرعة القراءة كلما كانت القراءة أبطأ كلما كان زمانه أكبر قليلا وإذا كانت القراءة أسرع قصر زمن هذا السكت ، ما الحكمة منه ؟ قال العلماء حتى لا يتوهم متوهم بأن كلمة ( قيما ً) صفة للعوج ( عوجاً قيماً ) وهل يكون العوج قيماً ؟ أبداً لذلك قيماً هي حال وأصل الكلام ( الحمد لله الذي أنزل الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً ، فقيماً حال من الإنزال المذكور في الآية الكريمة .

اللوحة الأخيرة نرى فيها ما يصح للقاريء أن يفعله في هذا الموضع له أن يقف على آخر الآية فإن وقف وقفاً عادياً وتنفسْ بدأ قيماً لينذر كما فعلنا وإن أراد أن يصل لا بد له أن يسكت أعود فأقول على رواية حفص عن عاصم أما إخواننا الذين يقرؤون برواية ورش أو قالون أو الدوري عن أبي عمرو فيصلونها بالإخفاء ( عوجاً قيماً لينذر ) .

الأوجه الجائزة في قوله تعالى ( عوجا* قيماً )

1- الوقف على ( عوجا ) مع التنفس كما فعلنا .
2- الوصل مع السكت على ( عوجا ) وهذا يكون بدون تنفس .
هذا ما أردنا أن ننبه عليه وهناك سكتات ثلاث أخرى غير هذه انفرد بها حفص رحمه الله من بين القراء العشرة نأتي عليها في سورها في ( يس وفي القيامة وفي المطففين ) .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثالث والأربعون

تابع السكت

والسكت في اصطلاح القراء هو قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف التلاوة إذاً أعيد قطع الصوت إذاً في عندي صوت ماشي سوف ينقطع أين سينقطع على حرف قرآني من حروف القرآن طيب ينقطع فترة كم ينقطع بزمن لا يتنفس فيه عادة يعني زمن أقل من زمن التنفس العادي طيب بنية قطع التلاوة قال لا بنية استئناف القراءة قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة نحن نقرأ القرآن في أغلب بلاد المسلمين برواية حفص عن عاصم وحفص رحمه الله روى عن شيخه عاصم أنه كان يقطع صوته كما فعلنا في أربع مواضع في القرآن الكريم هذا واحد منها وهو قوله تعالى :

( كلا بل* ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) ونعلم أن ( بل ) في اللغة العربية حرف اضراب وران بمعنى غطى ران فعل ماضي بمعنى غطى ؛ غطى على قلوبهم والعياذ بالله ما كانوا يكسبون أي الأفعال والمعاصي والمخالفات التي كانوا يفعلونها غطت على قلوبهم فلم تعد قلوبهم تفقه ولم تعد قلوبهم تعي فكلمة ( بل ) أداة وران فعل ماضٍ مستقل بعده لو وصلنا بل مع ران آخر بل لام ساكنة ران أولها راء متحركة وهما من مخرجين متجاورين على رأي الخليل بن أحمد وابن الجزري ومن مخرج واحد على رأي الفراء رحمه الله سواء قلنا هكذا أو هكذا أجمعت العرب على إدغام اللام في الراء في أي كلمة كانت إذا سكن الأول يعني العرب لا تقول ( بلْ رَان ) هكذا مظهرة لا تقولها تقول ( برَّان ) فإذا وصلنا لا بد من إدغام اللام في الراء العرب لا تقول ( قلْ رَّب ) بالإظهار وإنما يقولون ( قرَّب ) ويعتبرون ذلك لحنا لو قلت أمام عربي فصيح ( قلْ رَّب ) يضحك منك ما اعتادها ولا سمعها في حياته ( قُرَّب ) لا بد من إدغام اللام الساكنة في الراء التي بعدها فهنا لو وصلنا لتعين علينا أن نقول ( كلا برَّان على قلوبهم ) فالحكمة من هذا السكت هو مروي لكن هل لهذه الرواية من تعليل ، التعليل أن يعلم السامع أن ( بل ) أداة ( وران ) فعل مستقل عنها بل ران بل غطى على قلوبهم ما كانوا يكسبون ولو وصلناها لقلنا ( برَّان ) فلعلها تلتبس عند بعض السامعين بكلمة واحدة على وزن فعَّال أو أنها مثنى ( برٌ + بر ) ماذا يكونان ( برَّان )

فحتى لا تلتبس هذا الإلتباس كان حفص رحمه الله يسكت على اللام فيقول ( كلا بل* ران على قلوبهم ) لاحظوا أني سكت سكتة قصيره لم أتنفس فيها وهي أقل من زمن التلاوة وتتناسب فترتها مع سرعة القراءة إذا كانت القراءة كما قلنا في درس سابق بالتحقيق والتؤدة فتكون السكتة أطول منه إذا قرأنا بالتدوير وإذا قرأنا بالتدوير تكون أطول من لو أننا قرأنا بالحدر الذي هو السرعة انتبهنا إذاً زمن السكت يتناسب مع سرعة القراءة هذا الوضع من أربعة مواضع ستأتي الثلاثة الباقية معنا إن شاء الله أحدها في الكهف والثاني في سورة يس والثالث في سورة القيامة إن شاء الله تأتي في مواضعها
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الرابع والأربعون
السكتات


في صفحة ( زاي ) من المصحف لو فتحتم نجد اللجنة التي قامت على تصحيح مصحف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة قد كتبت اللجنة :- وَوَضْعُ حرف السين فوق الحرف الأخير في بعض الكلمات يدل على السكت على ذلك الحرف في حال وصله بما بعده سكتة يسيرة من غير تنفس وورد عن حفص عن عاصم السكت بلا خلاف من طريق الشاطبية على ألف عوجا في سورة الكهف وألف مرقدنا بسورة يس ونون من راق في سورة القيامة ولام بل ران بسورة المطففين هذه المواضع الأربعة التي ذكرتها أمامكم ورد عن حفص أنه كان يسكت عليها واللجنة وضعت علامة لهذا السكت حرف السين كاملاً مصغراً يوضع فوق الحروف الأخيرة من الكلمة نلاحظها في الأمثلة المدونة أمامنا ، السكت هو :- قطع الصوت على حرف قرآني بزمن لا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة ، وزمن السكت تضبطه المشافهة ، مثلا في سورة الكهف ( ولم يجعل له عوجا* قيماً لينذر بأسا ) في سورة ( يس ) ( من مرقدنا* هذا ما وعد الرحمن ... ) بسورة القيامة ( وقيل من* راق ) هكذا نسكت على النون ، على اللام من بل ران من سورة المطففين ( كلا بل* ران على قلوبهم ) هذا السكت هكذا رواه لنا حفص عن عاصم في هذه المواضع الأربعة وكما قلت لكم هذا مقداره ، الأمر الذي أريد أن أنبه عليه أن الكلمة المسكوت عليها تعامل معاملة الكلمة الموقوف عليها فلما سكتنا على عوجا لم نقل عوجاً بالتنوين وإنما قلنا عوجا فوقفنا بمد العوض تماما كأننا وقفنا على هذه الكلمة إذا سكتنا على كلمة عوجا بألف العوض التي هي تعويضا عن تنوين النصب كأننا وقفنا على هذه الكلمة ما الحكمة من هذا السكت ذكر العلماء لذلك عدة تعليلات وهي فصل المعاني بعضها عن بعض ( ولم يجعل له عوجا ) بعدها مباشرة كلمة قيماً وهي كلمة ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا ) فلو قلنا ( عوجاً قيماً) لعل سامعا يتوهم بأن قيما صفة لعوجا وهل يكون العوج قيما لا يكون ذلك ، فلذلك هذه حكمة هذا السكت في سورة يس ( من بعثنا من مرقدنا* هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) هذا إشارة إلى ما يجري في الكون من تغيرات وليس إشارة إلى المرقد لو قلنا من بعثنا من مرقدنا هذا كأن السامع قد يتوهم بأن هذا إشارة إلى المرقد وليست كذلك في سورة القيامة ( وقيل من راق ) يعني من يرقِ هذا الإنسان المحتضر الذي هو في أنفاسه الأخيرة من يقرأ له من يدعو له في الشفاء فلو قلنا ( مرَّاق ) فلعل سامعا يتوهم بأن ( مرَّاق ) من المروق أن هذا المريض أو المحتضر هو ( مرَّاق ) مثل المارقين من الدين أو أنه ( مرَّاق ) بائع المرق الذي يبيع المرق يعني معاني عديدة ذكرها العلماء وإنما القصد ( منْ راقٍ ) يعني الذي يرقاه ويدعو له كذلك ( كلا بل ران على قلوبهم ) بل هنا كما نعلم أداة اضراب (ران ) فعل ماضٍ بمعنى غطى ( ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) نسأل الله العافية فلو وصلنا لقلنا ( برَّان ) لعل سامعاً يظن بأن ( برَّان ) مثنى بر ، برٌ وبر يصبحان بران ، برَّان على قلوبهم ، بل ران على قلوبهم بل غطى على قلوبهم ما كانوا يكسبون من المعاصي
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الخامس والأربعون
تعريف ( صلي _ قلي )


في الصفحة ياء وهي الصفحة الأخيرة من تعريف المصحف الشريف الذي طبع في مجمع الملك فهد في المدينة المنورة تكلمنا في المرة الماضية على علامات الوقف الميم وهي الوقف اللازم وقلنا بأنه لزوم اصطلاحي وليس لزوماً شرعياً وتكلمنا على علامة ( لا ) وهي نهي عن الوقف وليس نهياً محرماً يأثم فاعله وإنما هي بمعنى لا تقف هنا أيها القاريء لأنك إن وقفت إما أنك تأتي بمعنى ناقص وإما أنك توهم خلاف المقصود نأتي إلى الرمز الثالث وهو حرف الجيم الثالث والرابع والخامس هذه المصطلحات الثلاثة الجيم وصلى وقلى هذه المصطلحات الثلاثة تعني بأن الإنسان عندما يقف على مقطع هو أمام ثلاث احتمالات إما أن يقف على كلمة قرآنية يصح الوقوف عليها ويصح الوصل فهذا يسميه العلماء وقف جائز يعني لك أن تقف ولك أن تصل بنفس النسبة المئوية والاحتمال الثاني أنه يصح الوصل ولكن الوقف أولى فهذا يعبر عنه العلماء بالكلمة المنحوتة ( قلى ) قلى كلمة منحوتة بمعنى يجوز الوصل والوقف أولى والكلمة الثالثة المنحوتة هي كلمة ( صلى ) بمعنى يجوز الوقف ولكن الوصل أولى نأتي إلى بيان هذه المصطلحات سنبدأ بالجيم قالت اللجنة :- ( ج ) علامة الوقف الجائز جوازاً مستويَ الطرفين يعني يصح الوصل ويصح الوقف بنفس النسبة والمعنى في كلتا الحالتين صحيح نحو ( نحن نقص عليك نبأهم بالحق ) في سورة الكهف ثم يبدأ القاريء إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ، هذه جملة مستأنفة جديدة يربطها بالجملة التي قبلها المعنى لأنها تتكلم عن الموضوع ذاته نأتي إلى مصطلح ( صلى ) قالت اللجنة علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى نحو ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو *

وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ، يصح أن يقف القاريء على ( فلا كاشف له إلا هو ) ثم يبدأ ( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) وله أيضا أن يصل فلا يقف فيقول ( فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) وهذا الوصل قالت اللجنة أولى لماذا هو أولى لأنه يعطي صورتين متقابلتين والمقابلة لا تظهر بالفصل يعني إذا أردنا أن نقابل بين شيئين ونقارن بين أمرين لا بد أن نضعهما كليهما أمامنا حتى تصح المقارنة أما أن نذكر واحدا ثم نخفيه ثم نذكر الآخر فالمقارنة تصبح ضعيفة لذلك قال العلماء إن الوصل أولى حتى تكون المقارنة ظاهرة ولكن من كان مثلي ضعيف النفس فلا مانع من أن يقف على ( فلا كاشف له إلا هو ) ثم يبدأ وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) الرمز الذي بعده ( قلى ) علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى نحو ( قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل

* ثم قال الله فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً ) فجملة فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً تتحدث عن الموضوع ذاته وهو موضوع أهل الكهف ولكنها تتحدث عن جانب آخر من الجوانب ، الموضوع الأول يتعلق بالعدد والموضوع الثاني يتعلق بجل أهل الكتاب بأمور الغيبيات عن الأمم السابقة قال تعالى ( فلا تمار فيهم أي في أهل الكهف إلا مراءً ظاهراً فالموضوع متصل من جهة وهو مستقل من جهة لذلك كان الوقف أولى ، العلامة الأخيرة وهي كما نراها بين أيدينا في المصحف ثلاث نقط ثم ثلاث نقط أخرى توضع على كلمة قرآنية قبلها وبعدها معنى هذا إذا وقفت على ما قبل الكلمة الأولى فلا تقف على الكلمة الثانية وإذا أردت أن تقف على الثانية فلا تقف على الأولى إذاً الوقف في مكان واحد لأن المعنى صحيح في كلتا الحالتين علامة تعانق الوقف بحيث إذا وُقِفَ على أحد الموضعين لا يصح الوقوف على الآخر نحو ( ذلك الكتاب لا ريب فيهْ نقف ثم نبدأ هدىً للمتقين ، لا ريب فيه فصارت كلمة ( فيه ) متعلقة بجملة لا ريب ، لا ريب موجود فيه فمتعلقة بخبر لا المحذوف بينما لو قلنا ذلك الكتاب لاريب ْ نقف ثم نستأنف فيه هدى للمتقين يصير الجار والمجرور سد مسد الخبر في جملة ( هدىً للمتقين ) أو يتعلق بالخبر هو هدى للمتقين فلذلك كلمة ( فيه ) تتعلق بالجملة الثانية إذاً لا يصح أن يقول القاريء ذلك الكتاب لا ريبْ ثم يقف ثم يقول فيهْ ثم يقف ثم يستأنف القراءة هدىً للمتقين هذا لا يصح إما أن نقف قبلها وإما أن نقف بعدها ونقيس عليها كل كلمة قرآنية أو مقطع قرآني جاءت عليه علامة تعانق الوقف إما أن نقف قبله وإما أن نقف بعده مثال ( قال فإنها محرمة عليهم ونقف ثم نقول أربعين سنة يتيهون في الأرض أو فإنها محرمة عليهم أربعين سنة ثم نبدأ يتيهون في الأرض أما أن نقول ( قال فإنها محرمة عليهمْ ثم نقف ثم نقول أربعين سنهْ ثم نقف ثم نقول يتيهون في الأرض فهذا لا يصح أن نقف هنا وهنا إذا وقفنا على الأول لا نقف على الثاني والعكس صحيح بهذا نكون قد أتينا على العلامات الوقفية التي استعملتها اللجنة التي قامت على ضبط المصحف الشريف فلا لبس ولا غموض وبهذا نكون قد أتينا على شرحها كاملة والحمد لله رب العالمين
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس السادس والأربعون

تعريف وضع ميم صغيرة

على الأخوة أن يفتحوا صفحة ( دال ) آخر المصحف حيث وصلنا في الحلقة الماضية عند قول اللجنة ووضع ميمٍ صغيرة حرف ميمٍ كاملة ولكنها صغيرة بدل الحركة الثانية من المُنَوَّنْ نحن نعلم بأن المُنَوَّنْ يُعبَّر عنه في الخط إما بفتحتين أو ضمتين أو كسرتين فإن وضع بدل الفتحتين فتحةً واحدة وبدل الثانية وضع ميماً أو بدل الضمة الثانية ميم أو بدل الكسرة الثانية ميم ما الأمر ؟

قالت اللجنة ووضع ميم صغيرة بدل الحركة الثانية من المنون أو فوق النون الساكنة بدل السكون مع عدم تشديد الباء التالية يدل على قلب التنوين أو النون ميماً هذا أمرٌ تفعله العرب بل وحتى في اللغات الأخرى إن جاءت نون ساكنة بعدها باء فالإنسان بطبعه يستسهل أن يقلب النون إلى ميم لِمَ ؟ لأن النون من طرف اللسان والباء من الشفتين فإذا قَلَب النون التي هي لسانية وفيها غنة إلى حرف شفوي وفيه غنة وهو الميم فنطق ميماً من الشفتين ثم باءً من الشفتين بإطباقةٍ واحدة كان هذا أسهل في النطق نحو ( عليمٌ بذات الصدور ) ( عليمٌ ) آخرها ضمة واحدة وبدل الضمة الثانية وضعت ميمٌ صغيرة إذاً هذا أيضا علامة الإقلاب ،القلب ( جزاءً بِما كانوا ) ، ( جزاءً بِما ) هذا تنوين منصوب أما الذي قبله فكان تنوين رفع المثال الثالث ( منبثا ) وضعت اللجنة فوق النون الساكنة ميماً صغيرةً دلالة على أنَّ على القاريء أن يقلب هذه النون إلى ميم ثم ينطق الميم مخفاةً بالباء التي بعدها كما أسلفت ، قالت اللجنة وتركيب الحركتين ضمتين أو فتحتين أو كسرتين هكذا يعني الضمة فوق الضمة والفتحة فوق الفتحة والكسرة تحت الكسرة تماماً هذا معنى التركيب ، التركيب أن تكون الضمة فوق الضمة تماماً وكذلك الفتحة فوق الفتحة وكذلك الكسرة فوق الكسرة يدل على إظهار التنوين ، لإظهار التنوين يعني أنه نونٌ ساكنة يقرعها اللسان نحو ( سميعٌ عليم ) فننطق بعد العين نوناً ساكنة ثم ننطق العين الثانية إذاً هذا هو ترتيب التنوين المثال الذي بعده ( ولا شراباً إلا )

إذاً فهذا تنوين نصب وضعت الفتحتان فوق بعضهما وقد جاء بعده همزة والهمزة كما نعرف من حروف الإظهار في أحكام النون الساكنة والتنوين المثال الذي بعده ( ولكل قومٍ هاد ) قومٍ تحت الميم كسرتان متراكبتان وبعدها ( هاء ) لأن الهاء من أحرف الحلق كما نعلم ( وقومٍ ) نونت الميم فلذلك ننطق التنوين مظهراً ( قومٍ هاد ) بعد ذلك قالت اللجنة وتتابعهما هكذا أي تتابع الحركات الضمتين والفتحتين والكسرتين مع تشديد التالي يدل على الإدغام الكامل إذاً تتابع مع التشديد يدل على الإدغام الكامل ما معنى الكامل ؟ قلنا الكامل هو الذي ينقلب فيه الحرف الأول إلى جنس الثاني كاملا ولا يبقى من الأول شيء ( خشبٌ مسندة ) ( خشبٌ ) آخرها تنوين ( مسندة ) أولها ميم فقلب التنوين إلى ميم فالتقى في النطق ميمان فأدغمت الميم الأولى في الميم الثانية فصار هكذا ( خشبُمُّسندة ) ، ( غفوراً رحيما ) غفوراً آخرها تنوين رحيما أولها راء والراء من حروف الإدغام الكامل الإدغام بلا غنة لذلك وضعت اللجنة فوق ( غفوراً ) تنويناً متتابعاً هكذا وفوق الراء شدة وفتحة هذه الشدة دلالة على أن هنا الإدغام إدغام كامل ولا يبقى شيء من النون ( غفورَرَّحيما ) المثال الذي بعده ( وجوهٌ يومئذٍ ناعمة ) المقصود من هذا المثال هو قوله تعالى ( يومئذٍ ناعمة ) وليس المقصود وجوهٌ يا ليت اللجنة حذفت هذه الكلمة حتى لا يصير تشويش وبقيت ( يومئذٍ ناعمة ) انظروا إلى كلمة يومئذٍ تجدون أن الذال تحتها تنوين متتابع وناعمة النون عليها شدة وفتحة دلالة على أن هذا الإدغام إدغامٌ كامل الفقرة التي بعدها قالت اللجنة وتتابعٌ مع عدم التشديد يدل على الإدغام الناقص ، ما معنى الناقص ؟

يعني بقاء جزء من الحرف الأول وهو النون نحو ( وجوهُيَّومئذ ) هنا أصلها ( وجوهٌ يومئذ ) أصلها تنوين بعدها ياء أدغمنا التنوين بالياء ولكن إدغاماً ناقصاً ما معنى ناقصا ؟ يعني أن الجزء اللساني من النون قد تحول إلى ياء وبقيت الغنة ( وجوهُيَّومئذ ) فيصير النطق بصوتين معا الفم يُخْرِجُ ياء والأنف يُخْرِجُ غنة في الوقت نفسه ( وجوهُيَّومَئذ ) فلا بد من الصوتين معاً لا يصح أن نفعل كما يفعل بعض إخواننا يضغطون على فمهم ويأتون بياء مشددة ممطوطة ولا يأتون من الخيشوم بغنة المثال الذي بعده ( رحيمٌ ودود ) تنوين متتابع وبعده واوٌ ليس عليها شدة فهذا دليل على الإدغام الناقص هذا هو الأمر الأول الذي يدل عليه التتابع مع عدم التشديد للحرف الثاني والأمر الثاني قالت اللجنة أو الإخفاء ومثاله نحو ( شهابٌ ثاقب ) انظروا إلى كلمة شهابٌ نجد فوق الباء ضمتين متتابعتين والثاء في كلمة ثاقب هي من حروف الإخفاء الخمسة عشر لذلك كان هذا الحكم إخفاء وكانت الإشارة إليه بتتابع التنوين مع عدم تشديد الحرف التالي ( سراعاً ذلك ) أيضا سراعًا العين نرى عليها فتحتين متتابعتين وليستا متراكبتين يعني الواحد تنزل قليلا عن أختها لماذا لأن حرف الذال الذي بعده في كلمة ذلك هو من حروف الإخفاء الخمسة عشر التي تخفى عندها النون الساكنة والتنوين ( بأيدي سفرةٍ كرامٍ ) انظر إلى المثال الذي في المصحف ( سفرةٍ كرامٍ ) سفرةٍ آخرها تحت التاء كسرتان متتابعتان كرام أولها كاف والكاف من حروف الإخفاء كما نعلم لذلك كان التنوين تحت التاء المربوطة تنويناً متتابعاً قالت اللجنة فتركيب الحركتين يعني فوق بعضهما بمنزلة وضع السكون على الحرف ، مر معنا أن وضع السكون يعني الإظهار وتتابعهما بمنزلة تعريته عنه ،فتعرية الحرف عنه يحتمل إما الإدغام الناقص أو الإخفاء كذلك تتابع التنوين يحتمل إما الإدغام الناقص أو الإخفاء
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس السابع والاربعون


الألفات السبعة
ما زلنا نتابع الحديث على أحكام مفردة تأتي في التلاوة لابد لقاريء القرآن من معرفتها من جملة ذلك هناك في القرآن العظيم على رواية حفص عن عاصم وهي الرواية التي نقرأ بها وهي الرواية المنتشرة في أغلب العالم الإسلامي في هذه العصور هناك سبع ألفات في سبع كلمات هذه الألفات إن وقفنا عليها أثبتناها يعني نطقناها وإن وصلنا تلك الكلمة التي آخرها ألف فإن تلك الألف تسقط إن وصلنا تلك الكلمة بما بعدها من كلام هذه الألفات التي تسمى الألفات السبعة هي أولها كلمة ( أناْ ) في كل القرآن الكريم كلما رأينا كلمة ( أناْ ) فإن ألفها لا تنطق عند الوصل فمثلا ( أناْ خير منه ) ولا ننطق الألف عند الوصل ولا نقول ( أناْ خير منه ) بمد ألف أنا ، أناْ أحيي وأميت ) لا نمد ألف أنا ولا نقول ( أنا أحيي وأميت ) بمد ألف أنا هذا كله على رواية حفص إذاً ( أنا ) في كل القرآن الكلمة الثانية قوله تعالى ( لكنَّاْ ) في سورة الكهف قال علماء اللغة لأن أصلها ( لكنْ أنا هو الله ربي ) يعني بالنسبة لي الله ربي فابعتبار أن أصلها ( لكنْ أنا هو الله ربي ) حكمها حكم أنا إذاً قوله تعالى لكنَّاْ في سورة الكهف هذه الألف التي في آخر الكلمة لا تثبت إلا عند الوقف فإذا وصلنا حذفناها ، الكلمة الثالثة والرابعة والخامسة ثلاث كلمات في سورة الأحزاب وهي قوله تعالى ( الظنوناْ ) وقوله ( الرسولاْ ) وقوله ( السبيلاْ ) الكلمة السادسة والسابعة كلمتان في سورة الإنسان في جزء تبارك الكلمة الأولى هي كلمة ( سلاسلاْ ) هذه الكلمة أيضا إذا وقفنا عليها أثبتنا الألف وإذا وصلنا حذفناها والكلمة السابعة والأخيرة قوله تعالى ( وأكواب كانت قواريراْ ) في سورة الإنسان كما أسلفت منذ قليل فهذه الألف ( قواريراْ ) تثبت عند الوقف أما إذا وصلنا فإن تلك الألف تسقط ويكون النطق براء مفتوحة لا غير إذاً هذه الألفات السبعة لا بد من إثبات ألفها عند الوقف وحذفها عند الوصل .
الألفات السبعة : هي سبع ألفات في سبع كلمات على رواية حفص عن عاصم ، تثبت وقفا وتحذف وصلا .
أما الألفات السبعة فهي .

1- ( أناْ ) في كل القرآن .
2- ( لكنَّاْ ) في الكهف الآية 38 .
3- ( الظنوناْ ) الآية 10 .
4- (الرسولاْ) الآية 66 .
5- ( السبيلاْ ) الآية 67 . ثلاثتها في سورة الأحزاب .
6- ( سلاسلاْ ) الآية 4 .
7- ( قواريراْ ) الموضع الأول الآية ( 15 ) . كلاهما في سورة الأنسان . ويصح أيضا في ( سلاسلاْ ) الحذف أيضا .

نلاحظ أن ألف ( قواريراْ ) لما وصلنا حذفناها ولما وقفنا أثبتناها يعني نطقناها أما الآية التي بعدها ( قواريرَا من فضة ) فيها ألف ولكن هذه الألف على رواية حفص لا تنطق لا وقفاً ولا وصلاً هكذا ( قواريرَ من فضة ) وفي حالة الوقف ( قواريرْ ) هذه هي الألفات السبعة في القرآن العظيم من رواية حفص عن عاصم علماءنا جزاهم الله خيرا وضعوا لنا علامة تبين لنا هذه الألفات السبعة ما هي تلك العلامة سموها الصفر المستطيل يعني مثل الزيرو في الإنجليزي توضع فوق الألف دلالة على أن هذه الألف إن وصلنا فهي تسقط من النطق وإن وقفنا فهي ثابتةٌ لفظاً أما الألف التي لا تنطق لا في الوصل ولا في الوقف فإنهم يضعون فوقها صفراً مستديراً مثل السكون الذي نضعه نحن في إملاء الحديث سكون مدور هذا دلالة على أن الحرف لا ينطق لا وصلا ولا وقفا إذاً صار عندي هناك في القرآن صفران صفرٌ مستطيل يدل على أن هذا الحرف أو هذه الألف تنطق عند الوقف وتسقط عند الوصل وصفر مستدير مدور مثل السكون هذا دليل على أن هذا الحرف لا ينطق لا في الوصل ولا في الوقف غير منطوق .

نلاحظ كلمة ( سلاسلاْ ) تأملوها تأملوا السكون الذي وضع على الألف الأخيرة منها تجدون بأنه مدور لأنه هذه الكلمة قلنا منذ قليل إن فيها وجهين إثبات ألفها وقفا وحذف ألفها وقفاً لا يمكن وضع علامتين عليها فعلماءنا تنبيهاً على الوجه الزائد على الألفات السبعة وهو أن ألفها يجوز حذفها وقفاً وضعوا عليها صفراً مستديراً كما تلاحظون مثل السكون في إملاء الحديث بينما أنظروا إلى كلمة ( قواريراْ ) التي تحتها تجدون فوق الألف ذلك الصفر المستطيل الذي يشبه الزيرو كما ذكرت منذ قليل فهذا دليل على أن هذه الألف ألف قواريراْ تنطق فقط عند الوقف أما إذا وصلنا فلا تنطق هذه الألف .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثامن والأربعون

لامالة

إخواننا الكرام ما زلنا نتابع الحديث عن بعض الأحكام المفردة أو الخاصة أو نادرة الحدوث في رواية حفص عن عاصم من جملة ذلك الإمالة ، الإمالة أمر تفعله العرب في زمن النبوة ؛ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بعض القبائل العربية كان يميل بعض الألفات ما معنى يميل بعض الألفات الألف صوت عربي يخرج بفتح الفم فتحاً وسطاً مثل موسى ، عيسى ، يحيى , إلا أنه في زمن النبوة في زمن نزول القرآن الكريم كانت بعض القبائل العربية تستسهل ألا تفتح فمها فتحاً كاملاً عند نطق هذه الألفات فيفتحونه ويخلطون هذا الصوت بشيء من الياء فيقولون مثلاً ( موسى ) ، ( عيسى ) هكذا يرخون حنكهم قليلا ( يحيى ) وهذا موجود إلى الآن في بعض البيئات العربية المعاصرة بعض القبائل الأخرى كان يبالغ في هذا الأمر فيخلط صوت الألف بصوت الياء ، أكثر من هذا فيقولون ( موسى ) ، ( عيسى ) ، ( يحيى )

وهذا أيضا إلى الآن نجد آثاره في بعض البيئات العربية المعاصرة وخاصة مثلا بلاد لبنان نسمع كثيراً في القنوات اللبنانية الإمالات الشديدة التي يميلونها فهذه الإمالة شيء عربي كانت بعض القبائل العربية تفعله وليس كلها قريش قوم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أهل فتح لم يكونوا يميلون هكذا والقرآن نزل عربيا بمعنى باللهجات العربية كلها والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقريء كل قوم بما اعتادوه من ظواهر لهجية ، بالنسبة إلينا في رواية حفص عن عاصم وردت عندنا كلمة واحدة في الإمالة ،

إذاً منذ قليل ذكرت أن هناك نوعين من الإمالة خلط صوت الألف بصوت الياء بنسبة تكون فيها الغلبة للألف وهو ما يسمى عند القراء بالإمالة الصغرى ونسبة أخرى خلط صوت الألف بصوت الياء بنسبة واحدة يعني خمسين في المئة ألفاً وخمسين بالمئة ياءً هذا ما يسميه القراء الإمالة الكبرى عندنا برواية حفص عن عاصم كلمة واحدة فيها إمالة كبرى وليس عندنا ولا كلمة فيها إمالة صغرى يوجد هذا في ورش وفي أبي عمرو البصري غيره لكن عندنا في حفص وهي كلمة واحدة كلمة ( مجريها ) في سورة هود عليه السلام قال تعالى على لسان نوح ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها )

هكذا رواها حفص عن شيخه عاصم وعاصم عن شيخه عبدالله بن حبيب السُلَمي عن سيدنا زيد بن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مجريها ومرساها ) لو كانت القراءة بالتشهي كان يقول ( مجريها ومرسيها ) أو يقول ( مجراها ومرساها ) من دون إماله أما أن يميل ( مجريها ) ويفتح ( مرساها ) فهذا دليل على أن القراءة بالتلقي والمشافهة هكذا نقلت إلينا هذه الكلمة ( ري ) ( مجري ) بالإمالة الكبرى لا حظوا بأن الراء هنا أصلها ( مجراها ) الراء مفتوحة ولكنها لما أميلت لم تعد مفخمة قبل الإمالة كنا نقول ( مجراها ) ( راها ) لأن الراء مفتوحة ومر معنا أن الراء المفتوحة تكون مفخمة ولكنها لما أميلت لم يعد التفخيم يناسبها فصار النطق براء مرققة ( مجري ) ( رِي ) لاحظوا أنها مرققة علماءنا وضعوا للإمالة علامة وهي على شكل معين في الرياضيات يوضع تحت الحرف الممال تحت حرف الراء أيضا جردوا الراء من الحركة لا نجد فوق الراء فتحة .

الإمالة :- هي النطق بالألف الممالة بين الألف والياء الصحيحتين وتكون في رواية حفص في كلمة واحدة هي قول الله تعالى في سورة هود (41 ) ( مجريها ) لاحظوا العلامة التي تحت حرف الراء أنظروا إلى الشكل المعين هذا علامة الإمالة ولاحظوا بأن الراء مجردة من الحركة ليس فوق الراء فتحة .

أنواع الإمالة في القرآن العظيم وفي اللغة العربية بشكل عام وأعود فأقول هذا أوسع من رواية حفص .
الإمالة نوعان كبرى وصغرى أما الكبرى فهي تكون بين الألف والياء تماماً يعني خلط الألف بصوت الياء خلطاً تاماً خمسون في المئة خمسون في المئة أما الإمالة الصغرى فهي بين الألف والياء ولكنها إلى الألف أقرب يعني نقدر نقول سبعين في المئة ألِف وثلاثين في المئة ياء كما قلت لكم منذ قليل هذا هو درسنا اليوم حكم سهل ليس فيه تعقيد في حرف واحد في القرآن العظيم برواية حفص وهناك من القراء من يميل مئات الكلمات في القرآن العظيم كحمزة والكِسائي وخلف البزار وأبو عمر البصري أيضا يميل إمالات كثيرة وله إمالة كبرى وله إمالات صغرى أما ورش عن نافع فله إمالات كثيرة ولكنها من الإمالات الصغرى .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس التاسع والأربعون

التقاء الساكنين

من جملة ما يحدث عند تجاور الحروف أن يلتقي حرفان ساكنان العرب كان من النادر جداً أن يكون في لغتهم حرفان ساكنان ملتقيان وللتقائهما قواعد ، الساكنان إذا اجتمعا إما أن يكونا في كلمة واحدة وإما أن يكونا في كلمتين إذاً نوزع البحث وهو عنوان بحثنا التقاء الحرفين الساكنين إن كان هذان الساكنان الملتقيان في كلمة واحدة هذه حالة أو يكون الساكنان في كلمتين هذه حالة أخرى إن كان الساكنان في كلمة واحدة لم تكن العرب تجمع بين ساكنين في كلمة واحدة إلا في حالتين اثنتين فإن العرب كانت تستيغ ذلك لسهولةٍ سببها ما يلي :- الحالة الأولى أن يكون الأول من الساكنين الملتقيان في كلمةٍ واحدة حرف مد أو حرف لين حرف مد يعني ألف أو واو أو ياء ساكنة وقبلها حركة تناسبها أو حرف لين يعني واو أو ياء ساكنة وقبلها فتحة كما مر معنا في حرفي اللين فإن وجد ساكنان في كلمة والأول حرف مد أو حرف لين فلم تكن العرب تمانع من ذلك وكانوا ينطقون ذلك نطقا عادياً فلذلك العرب تقول ( والضالين ) هنا التقى ساكنان الألف واللام الأولى من اللام المشددة لكن لما كان الأول من الساكنين حرف مد استساغ العرب ذلك ولم ينكروا ذلك بالنسبة لحرف اللين بالنسبة للحروف المقطعة ( كهيعص ) ( عين ) هنا أيضا التقا ساكنان والأول حرف لين والعرب تقول في غير القرآن ( دُوَيْبْ ) تصغير دابة ولم تأت بالقرآن ( دويب ) إذاً هنا اجتمع ساكنان والأول حرف لين فهذا أمر مستساغ هذه الحالة الأولى من التقاء الساكنين في كلمة الحالة الثانية أن يكون الساكن الثاني قد سكن عُروضاً بسبب الوقف يعني أن يكون الأصل فيه حركة ولكنه سكن بسبب الوقف مثل لما نقف على المدود العارضة للسكون ( تعملونَ ) لما نقف عليها فإن النون المفتوحة تسكن فتصير ( تعملونْ ) هنا التقا ساكنان وهما في كلمة واحدة العرب لا تمانع من ذلك لأنه متطرف في آخر الكلمة وموقوف عليه ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) هنا اجتمع أيضا ساكنان الدال والراء ولكن الراء سكنت سكوناً عارضاً ( إنا أنزلناه في ليلة القدرِ ) إذاً هذا أيضاً مستساغ عند العرب لا بأس به هاتان الحالتان هما اللتان كانت العرب تجمع فيهما بين ساكنين في كلمة واحدة .

قاعدة :- التقاء الحرفين الساكنين بكلمة واحدة في تلاوة القرآن الكريم يصح الجمع بين حرفين ساكنين بكلمة واحدة في تلاوة القرآن الكريم . يصح الجمع بين حرفين ساكنين بكلمة واحدة في حالتين .

1- أن يكون الأول من الساكنين حرف مد أو لين نحو :- ( الضالِّين هنا الساكن الأول هو الألف والساكن الثاني هو اللام الساكنة من اللام المدغمة أو المشددة ، أتحاجُّونِّي هذه الكلمة اجتمع فيها مثالان المثال الأول الألف وبعدها الجيم الأولى من الجيم المشددة والمثال الثاني هو الواو المدية وبعدها النون الساكنة من النون المشددة المكسورة المثال الذي بعده ( يا سين ) هنا أيضا اجتمع حرفان ساكنان الأول منهما حرف مد وهو الياء الساكنة المكسور ما قبلها مع النون بعدها ( نون ) أيضا اجتمع ساكنان الأول هو حرف مد والثاني ساكن سكوناً أصلياً ( عين ) هذا أيضاً اجتمع فيه ساكنان الأول حرف لين والثاني ساكن سكوناً أصلياً

أما الحالة الثانية التي يكون فيها التقاء الساكنين في كلمة وهو أمر سائغ أن يكون سكون الحرف الثاني منهما عارضاً نحو ( الحساب ) ( تعملون ) التقا ساكنان هما الواو بكلمة تعملون والنون الساكنة بعدها (الرحيم ) هنا المثال يائي المثال الأول كان ألفاً الثاني كان واواً الثالث كان ياءً ( قريش ) هذا مثال التقى فيه ساكنان والأول منهما حرف لين يائي – خوف أيضا التقى ساكنان والأول منهما حرف لين واوي ، من بعْدْ ، القدْرْ ، السحْتْ ، هذه الأمثلة الثلاثة التقا فيها ساكنان في كلمة واحدة وليس فيها لا حرف مد ولا حرف لين بل هما حرفان صحيحان هذا بالنسبة للكلمة الواحدة

بالنسبة للكلمتين إذا التقا ساكنان في كلمتين بأن يكون الساكن الأول آخر الكلمة الأولى والساكن الثاني أول الكلمة الثانية فإن العرب لم تكن تنطق ذلك بل كانوا يتخلصون من التقاء الساكن كيف ذلك إن كان الساكن الأول من الساكنين الملتقيين في كلمتين إن كان حرف مد ولا أقول حرف مد ولين ولكن حرف مد فقط فإنهم يتخلصون من التقاء الساكنين باسقاطه من اللفظ يعني بدل من أن يقولوا في القرآن ( وقالا الحمد لله ) على لسان داوود وسليمان يقولون ( وقالَ الحمدلله ) فتسقط ألف المثنى ( أفي الله شك ) التقا ساكنان الأول ياء ساكنة في آخر الكلمة الأولى وأول الكلمة الثانية ساكن وهو اللام الأولى من اللام المشددة من لفظ الجلالة فنسقط الياء من كلمة ( أفي ) من اللفظ فنقول ( أفِ الله شك ) باسقاط الياء لفظاً هذا في حالة الوصل أما لو وقفنا لم يلتق ساكنان فيعود المحذوف فنقول ( أفي ) باثبات الياء هذا إن كان الساكن الأول حرف مد أما إن كان غير حرف مد يعني إن كان حرفاً الساكن الأول صحيحاً ساكناً سكوناً صحيحاً هو حرف صحيح ليس بحرف مد أو كان حرف لين مثل قوله تعالى ( يا صاحبي السجن ) في سورة يوسف ، ( يا صاحبي ) أصلها ( ياصاحبين ) مثنى فحذفت النون للأضافة فصارت يا صاحبي هذا حرف لين ( السِّجن ) أول حرف فيها سين ساكنة فنحرك الساكن الأول بالكسر فتصير ( يا صاحبيِ السِّجن ) نحركه بالكسر إذاً نعود فنقول إذا التقا ساكنان وهما في كلمتين فالعرب لا تجتمع بينهما نطقا فإن كان الساكن الأول حرف مد أسقطوه من اللفظ وإن كان حرفاً ساكناً أو حرف لين تخلصوا من التقاء الساكنين بتحريك الأول .

قاعدة :- التقاء الحرفين الساكنين في كلمتين : لا تجمع العرب بين حرفين ساكنين في كلمتين فإن وجد ذلك في كلامهم تخلصوا منه يإحدى الطريقتين الآتيتين :- الأولى بإسقاط الأول يعني من الحرفين الساكنين لفظاً انتبهوا ليس خطاً بل بإسقاط الأول لفظاً إن كان حرف مد نحو ( وقالَ الحمد لله ) ولا نمطه كما يفعل بعض إخواننا ( وقالا الحمد لله ) هذا لايصح ، ( وإذا قالوا اللهم ) لاحظوا الواو من قالوا ساكنة واللام الأولى من اللهم ساكنة فالتقيا في اللفظ والنطق فسقط الأول من النطق وصلا ( وإذ قالُ اللهم ) فإذا وقفنا نقول ( وإذ قالوا ) بالمد ( أفي الله شك ) أيضا سقطت الياء وصلا وتحدثت عنها منذ قليل

الحالة الثانية :- كيف يتخلص من التقاء الحرفين الساكنين في كلمتين بتحريك الساكن الأول إن كان حرفاً صحيحاً أو حرف لين الأمثلة التي أمامنا ( من الله ) أصلها ( منْ ) حرف جر نونه ساكنة فلما التقا مع لفظ الجلالة وأول لفظ الجلالة لام ساكنة تحرك الأول بالفتح لأن الفتح أخف الحركات فصارت ( من الله ) ، ( عليكمْ القتال ) أيضا التقا ساكنان الميم ساكنة ولام التعريف ساكنة فحركنا الميم بالضم ( عليكمُ القتال ) قد يقول قائل لماذا بالضم وليس بالفتح أو الكسر نقول هذا سماعي من العرب ما حركته العرب بالكسر نحركه بالكسر وما سمعناه من العرب محركاً بالضم حركناه بالضم وما سمع بالفتح يحرك بالفتح إذاً ( منَ الله ) حرك بالفتح ( عليكمُ القتال ) حرك بالضم لأنها ميم جمع ( قلِ اللهم ) التقى ساكنان الساكن الأول هو اللام الساكنة من فعل الأمر قل مع اللام من اللهم فحرك الأول بالكسر فصارت ( قلِ اللهم ) ( دَعَوُ الله ) هذه واو الجماعة دخلت على فعل ( دعا ) فصار عندنا واو ساكنة مفتوح ما قبلها يعني حرف لين ( دَعَوُ ) فلما التقت مع الساكن بعدها حركت الواو بالضم فصارت ( دعوُ الله ) والمثال الأخير الذي نراه ( يا صاحبيِ السجن ) وشرحته منذ قليل .

قاعدة : حالات الحرفين الساكنين الملتقيان :- الساكنان الملتقيان نفرق بينهما في حالتين إما أن يكونا في كلمة أو في كلمتين فإن كانا في كلمة جائز في حالتين وسبق شرحمهما بالتفصيل أما إن كانا في كلمتين فغير جائز ويتخلص من التقاءهما أيضا بإحدى طريقتين :-
الحالة الأولى بإسقاط الأول لفظاً إن كان حرف مد .

والحالة الثانية بتحريك الأول إن كان غير حرف مد فبقولنا غير حرف مد دخل الساكن الصحيح ودخل حرف اللين هذا ما يتعلق في بحث التقاء الحرفين الساكنين هذا بحث قرآني لُغوي فما قلناه على نطق القرآن الكريم ينطبق على الكلام العربي لا غنىً للمتكلم باللغة العربية عن معرفة كيف يفعل إذا التقا بكلامه حرفان ساكنان .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الحالات الناشئة عن تجاور حرفين




أحيانا عندما يتجاور حرفان في اللغة العربية ينشأ بسبب هذه التجاور أموراً لم تكن موجودة قبل هذا التجاور من جملة ذلك ما يسمى بإدغام الحروف الذي سنرجيء الكلام عليه إلى الحلقة القادمة لكن اليوم نتكلم على الحروف العربية الحالات المحتملة عندما يلتقي حرفان في اللغة العربية نعلم جميعاً أن اللغة العربية تتألف من تسع وعشرين حرفاً منها الألف والألف كما قلنا مرات لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً إذاً لو استثنينا الألف من كلامنا لأنها لا يمكن أن يتجاور ألفان فيبقى عندنا ثمانية وعشرون حرفاً هذه الحروف الثمانية والعشرين لو التقت ما هي الاحتمالات العقلية لهذا الإلتقاء ؟ الإحتمالات العقلية لهذا الإلتقاء هي أربعة أنواع من الاحتمالات ، الاحتمال الأول أن يكون الحرفان الملتقيان متماثلين الأول عين الثاني ، الاحتمال الثاني أن يكون الأول والثاني من مخرج واحد إلا أنه بينهما اختلافاً في بعض الصفات .


أنواع الأحرف الملتقية في اللغة العربية :-


النوع الأول المتماثلان يعني نفس الحرف باء وباء تاء وتاء إلى آخره النوع الثاني المتجانسان أن يكون الحرف الأول والثاني من مخرج بعينه المخرج واحد لكن بينهما اختلافاً في الصفات كالتقاء التاء والطاء أو السين والصاد أو الذال والثاء إلى آخره من الأمور التي سنفصلها فيما بعد .


الأمر الثالث :- أن يكونا الحرفان من مخرجين متقاربين كلاً منهما من مخرج إلا أن المخرجين متقاربان في المكان والصفات بين هذين الحرفين أيضا صفات متقاربة . الاحتمال الرابع والأخير أن يكون الحرف الأول من مخرج والحرف الثاني من مخرج آخر بعيد عنه ومختلف عنه ، هذا هي الاحتمالات الأربعة للحرفين الملتقيين في اللغة العربية
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الواحد والخمسون

الحرف

الحرف هو أصغر وحدة بنائية في القرآن العظيم بل في لغة العرب كلها ما هو الحرف ( عرف العلماء الحرف بقولهم هو صوت يعتمد على مخرج معين يعني صوت يعتمد على مكان معين في الفم من ذلك المكان يخرج ذلك الحرف طالما بأننا قلنا بتعريف الحرف أنه صوت فما هو الصوت لا بد أن نُعَرِّف الصوت ، الصوت في الطبيعة هو كما اصطلح عليه بنو البشر اهتزاز طبقات الهواء المجاورة للأذن البشرية اهتزازاً تدركه تلك الأذن ، الأذن البشرية التي زودنا الله تعالى بها تدرك الإهتزازات المجاورة لها إذا كانت من عشرين إلى عشرين ألف ذبذبة في الثانية الواحدة هذا هو ما يسمى بالمجال السمعي لبني الإنسان من عشرين إلى عشرين ألف ذبذبة في الثانية إذا زادت الذبذبات عن عشرين ألفاً لا يسمع الإنسان شيئاً وهو ما يسمى الآن بالإهتزازات فوق الصوتية أو ما يسمى الآن بالإنتراساوند موجات فوق الصوتية يكون هناك اهتزاز لكنه اهتزاز عالٍ جداً فلو سألنا الانسان ويقول لا أسمع شيئاً لأنها خارج المجال السمعي للإنسان فهذا الهواء المجاور للأذن البشرية إذا تردد بهذا المجال يسمعه الإنسان ويقول هناك صوت إذاً هذا هو الصوت إذاً كيف يحدث الصوت في الطبيعة ،

في الطبيعة هناك وسائل كثيرة الصوت منها تصاطدم جسمين إذا تصاطدم جسمان أظنكم سمعتم الآن لما قرعت يدي الأولى بالأخرى هذا التصادم بين كفي أحدث تخلخلاً في طبقات الهواء وصل إلى آذانكم عبر اللاقط كذلك تباعد جسمين بينهما قوى ترابط يعني لو عندنا ورقة ومزقت هذه الورقة تستطيعوا أن تسمعوا أظن أنكم سمعتم هذا الصوت ، هذا الصوت كيف حدث ، هناك قوى تربط أجزاء المادة التي تتألف منها هذه الورقة فعندما قمت بتحطيم القوى الرابطة بين جزيئات المادة تخلخل الهواء المجاور وانتقل إلى آذاننا إذاً تباعد جسمين بينهما قوى ترابط يعطي خلخلة في الصوت اهتزاز جسم خشن على آخر أيضاً إذا احتك جسم خشن على جسم خشن آخر أيضا هذا الاحتكاك يعطي صوتاً وهذا مشاهد في أي شيء خشن نستعمله فإنه يحدث صوتاً ، اهتزاز جسمٍ ما اهتزازاً شديداً كاهتزاز الوتر في الآلات الوترية التي تُستخدم ، الوتر عندما يهتز ويضطرب اضطراباً شديداً فإنه يخلخل طبقات الهواء المجاورة فندرك صوت ذلك الوتر كذلك ما يعرف بالفيزياء بالشوكة الرنانة وهي عبارة عن قطعة معدنية على شكل الحرف ( يو ) أو حذوة حصان ولها مقبض خشبي فإذا أمسكها الإنسان ونقرها هكذا وقربها من أذنه فإنه يسمع لها طنيناً ورنيناً بسبب أن هذا الاهتزاز الذي يحدث في ضلعيها المعدنيين ينتقل ويخلخل طبقات الهواء المجاورة للأذن هذا هو الصوت في الطبيعة فكيف يحدث الصوت في جهاز النطق الإنساني هذا لب موضوعنا جهاز النطق الذي زودنا الله تعالى به يحدث الصوت بطرق مشابهة لما في الطبيعة لكن كما نعلم يا أخوة كلام العرب يتألف من حروف ساكنة أو متحركة فإذا كان الحرف ساكناً خرج من مخرجه الأصلي بالتصادم بين طرفي عضو النطق انظروا إلى شَفَتيَّ ( أَمْ ) كيف خرجت هذه الميم الساكنة بتصادم الشفة العليا مع الشفة السفلى ( أنْ ) كيف خرجت هذه النون الساكنة خرجت بقرع طرف اللسان بما يحاذيه من غار الحنك الأعلى إذاً نخلص إلى نتيجة :- الحرف الساكن يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق أما الحرف المتحرك بالعكس يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق قلت منذ قليل ( أمْ ) فاصطدمت الشفتان لكن لو طلب مني أحد أن أنطق ميما ً مفتوحة فأنا أقول هكذا ( مَا ) فألاحظ بأن الشفتين تكونا ملتصقتين ثم تبتعدان عن بعضهما ويصاحب ذلك مخرج أصل الفتحة أي مخرج الألف ، عندما نلفظ ( مَا ) نلاحظ أن الشفتين والفكين ابتعدا ، بينما لو كانت الميم مضمومة أيضاً تبتعد الشفتان عن بعضهما ويصاحب ذلك مخرج أُم الضمة وهي الواو ، وإذا أردت أن أنطق بميم مكسورة فإنني أبعد الشفتين عن بعضهما كما فعلت في المفتوح والمضموم ولكن يصاحب ذلك مخرج أصل الكسرة وهي الياء بخفض الفك السفلي إذاً الحرف العربي إن كان ساكناً خرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق إن كان متحركا خرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق ويصاحب ذلك انفتاح للفم إن كان الحرف مفتوحاً وانضمام للشفتين إن كان الحرف مضموماً وانخفاض للفك السفلي إن كان الحرف مكسوراً أما حروف المد واللين الألفات والواوات والياءات فإنها تخرج باهتزاز الحبال الصوتية في الحنجرة كاهتزاز الوتر في الآلات الوترية تماماً ، الحبال الصوتية في الحنجرة عند نطقي للألف تهتز ترتجف كارتجاف واهتزاز الوتر في الآلات الوترية ينتج عن هذا الاهتزاز خروج صوت الألف كذلك الواو أيضاً ترتجف الأحبال الصوتية في الحنجرة مع انضمام الشفتين مجموع هذا العمل يؤدي إلى خروج صوت الواو ، لاحظوا أيضاً عند النطق بالياء الحبال الصوتية في الحنجرة ترتجف ويصاحب ذلك انخفاض للفك السفلي مجموع هذا العمل يعطينا صوت الياء ، إذاً ألخص ما قلت :-

قاعدة تعريف الحرف : - الحرف : هو صوت يعتمد على مخرج معين ، يعني من مكان محدد وقد تكلمنا على مخارج الحروف في دروسنا الأولى حرفاً حرفاً إذاً قلنا في تعريفه هو صوت ، ما هو الصوت ؟ الصوت هو تخلخل ( اهتزاز ) طبقات الهواء بشكل تدركه الأذن البشرية .

طيب ما هي حالات الحرف العربي وكيف يحدث الحرف العربي .
كيفية حدوث الحروف في جهاز النطق الإنساني .
الحرف الساكن : يخرج بالتصادم بين طرفي عضو النطق ومثلنا له بحرف الميم ( أَمْ ) وكان يمكن أن نمثل بأي حرف آخر أيضا أن يكون الحرف متحركاً :- إن كان الحرف متحركاً فإنه يخرج بالتباعد بين طرفي عضو النطق كما قلت منذ قليل ( مَ – مُ – مِ ) أما حروف المد واللين ، تخرج باهتزاز الحبال الصوتية في الحنجرة ( وجاء – سوء – وجيء ) . بهذا نكون قد بينا كيف يحدث الحرف العربي ما سميناه نحن التصادم سماه ابن سينا القرع وما سميناه بالتباعد بين طرفي عضو النطق سماه ابن سينا القلع – باللام قال ابن سينا الحرف الساكن يخرج بالقرع والحرف المتحرك يخرج بالقلع وذلك في رسالة له سماها أسباب حدوث الحروف .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثاني والخمسون


الحرفان المتقاربان


تحدثنا في الدرس الماضي عن اجتماع الحرفين المتماثلين اللذان من مخرج واحد وصفاتهما واحدة ( باء وباء وتاء وتاء ) إلى آخره وتحدثنا أيضاً عن اجتماع الحرفين المتجانسين وهما الحرفان اللذان من مخرج واحد ولكن بينهما اختلاف في بعض الصفات كالذال والثاء ، والتاء والطاء إلى آخره من الحروف المتجانسة التي تكلمنا عليها فقلنا بأن العرب أجمعت على إدغام الأول في الثاني من المتماثلين والمتجانسين إن كان ساكناً لا تنسوا هذا الشرط إن كان الأول ساكنا ( فما ربحت تجارتهم ) هذا مثال للمتماثلين ، ( قد تبين الرشد من الغي ) هذا مثال للمتجانسين وبقي علينا اليوم أن نتكلم عن التقاء الحرفين المتقاربين الحرفان المتقاربان وقد تحدثنا عنهما في حلقة سابقة هما الحرفان اللذان من مخرجين متقاربين متجاورين وبينهما اشتراك في بعض الصفات هذان الحرفان بعض القبائل العربية كانت إذا اجتمعا والأول ساكن تدغم وبعض القبائل كانت لا تدغم فلذلك القراء كذلك فمنهم من روى الإدغام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من روى الإظهار وهذا عربي وهذا عربي وهذا صحيح وهذا صحيح حفص عن عاصم الرواية التي نقرأ بها كان حفصاً إذا قرأ فيما رواه عن شيخه عاصم بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدغم الحرفين المتقاربين إذا اجتمعا إلا في حالات قليلة سنبينها إذاً الأصل عند حفص أنه يظهر المتقاربين والأصل عنده أنه يدغم المتماثلين والمتجانسين طيب بالنسبة للمتقاربين الأصل الإظهار إلا حالات قليلة ، ما هي هذه الحالات القليلة منها أولاً أنه إذا أتى لام ساكنة بعدها راء فإن حفصاً يدغم بل وكل القراء إدغام اللام الساكنة في الراء بعدها كقوله تعالى ( وقل رب ) إذا اجتمعت قل مع اللام من كلمة ( رب ) .

الحرفان المتقاربان :-

يظهر حفص الحرفين المتقاربين إلا في حالات قليلة فإنه يدغم وهي :-
اللام الساكنة في الراء نحو قوله تعالى ( وقرَّب ) الأصل أن تقول ( وقلْ رَبِّ )هكذا الأصل ولكن العرب لا تفعل ذلك هذا من المتقاربين المجمع عليها إذا أتى لام ساكنة بعدها راء فإن العرب تدغم هذا متقاربان مجمع عليه وكذلك قوله تعالى مثال آخر ( بل رفعه الله إليه ) وقال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام ( بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن ) فلا نقول ( بلْ ربكم ) بالإظهار بل نقول ( برَّبكم ) يعني نحول اللام إلى راء وندغم الراء في الراء الحالة الثانية اجتماع القاف الساكنة في الكاف ولم يأت ذلك في رواية حفص عن عاصم إلا في كلمة واحدة في سورة المرسلات من آخر الجزء التاسع والعشرين وهي قوله تعالى ( ألم نخلقكم من ماء مهين ) اجتمع في هذه الكلمة قاف ساكنة بعدها كاف فكل الطرق عن حفص تقلب هذه القاف كافاً ساكنة وتدغم الكاف بالكاف فيصير النطق بكاف مشددة هكذا ( ألم نخلكُّم من ماء مهين ) بعض القراء كمكي بن أبي طالب القيسي وابن المنادي ذكروا في إدغام القاف في الكاف أمراً آخر وهو إبقاء صفة الاستعلاء فيها كما أبقينا صفة الإطباق في الإدغام الناقص إن كنتم تذكرون في الحلقة السابقة ذكرنا مثال قال ( أحطت بما لم تحط به ) ، ( ومن قبل ما فرطتم في يوسف ) قلنا بأن هذا الإدغام إدغام ناقص أي أننا نطبق على طاء ونفتح على تاء أيضا هنا ذكر العلماء مثل هذا الأمر ولكن ليس في القاف إطباق بل فيها استعلاء كما درسنا في صفات الحروف فمكي بن أبي طالب رواها هكذا ( ألم نخلقكم ) نطبق على قاف ثم ننتقل إلى الكاف هذا الكلام قلته للعلم به وليس لكي تقرأوا به ، أنتم اقرأوا فقط بإدغام القاف في الكاف والنطق بكاف مشددة .

إذاً هذا هو الأمر الثاني من الحروف المتقاربة التي يدغمها حفص ، الأمر الثالث إدغام لام التعريف في الأحرف الشمسية ، لام التعريف أيضا إذا جاءت وبعدها حرف من الأحرف الشمسية وسنفرد لهذا الأمر الحلقة القادمة إن شاء الله نتكلم على إدغام لام التعريف في الأحرف الشمسية وإظهارها عند الأحرف القمرية ولكن الآن نقولها للعلم بالشيء ليس أكثر والأمر الرابع الذي أدغمه حفص من الحروف المتقاربة هو النون الساكنة والتنوين في أحرف يرملون ما عدى النون من كلمة يرملون فإن إدغام النون فيها هو من قبيل المتماثلين لأننا عندئذ ندغم نوناً في نون أما بقية الحروف يرملون الياء والراء والميم واللام والواو فإدغام النون فيها من قبيل إدغام المتقاربين وسنفرد بذلك بإذن الله أكثر من حلقة عند كلامنا عن أحكام النون الساكنة والتنوين بعد كلامنا على لام التعريف في الحلقة القادمة إن شاء الله هذه هي الأحرف المتقاربة التي يدغمها

أحب أن أنبه على أمرين :-

الأمر الأول قلنا إذا جاءت لام ساكنة بعدها راء فإن هذا إدغام واجب مع أنه من المتقاربين بعض العلماء كالفراء رحمه الله ذهب إلى أن اللام والنون والراء من مخرج واحد هذا لم نذكره لكم عندما شرحنا مخارج الحروف حتى لا نشوشكم لكن الآن وجب أن نذكر ذلك إذاً بعض العلماء قال اللام والنون والراء من مخرج واحد لشدة تقاربها وتستطيعون أن تجربوا هكذا ( أنْ ، ألْ ، أرْ ) فتجدون اللسان يقرع من أماكن متقاربة جداً في غار الحنك الأعلى مما حذى بالفراء أن يقول إنها من مخرج واحد لكن الخليل بن أحمد الفراهيدي ومن بعده تلميذه سيبويه ومن بعدهما الإمام ابن الجزري ذهبوا إلى أن اللام من مخرج والنون من مخرج والراء من مخرج كما شرحنا ذلك في درس المخارج إذاً ألخص الكلام إدغام اللام الساكنة في الراء أمر واجب سواء قلنا أنهما حرفان متجانسان على مذهب الفراء أو متقاربان على مذهب الخليل وسيبويه وابن الجزري فهذا إدغام واجب لكن لو انعكس الأمر لو جاءت الراء قبل اللام كقوله تعالى ( واغفر لنا ) فإن هذا ليس بموضع إجماع أغلب القراء يظهر ذلك وحفص من المظهرين ولا يقول حفص أبداً ( واغفِلنا ) بادغام الراء في اللام بل يقول ( واغفِرْ لنا ) هذا امرٌ أحببت أن أنبه عليه .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثالث والخمسون

الحروف المقطعة

القرآن الكريم كما نعلم كتاب هداية أنزله الله تعالى وهو دستور هذه الأمة فأنزله جل جلاله ليكون المرجع لهذه الأمة ولكنه أنزل من ضمن ما أنزل آيات فيها أسراراً الله أعلم بها حظنا منها الإيمان بأنها كلام الله وأنها من عند الله وأن فيها معاني الله أعلم بها تعبدنا فقط بتلاوتها وأن نعلم أنها من كلام الله ولنا إذا تلوناها على كل حرف عشر حسنات كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله ( أما إني لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) فمن هذه السور التي ابتدأ الله عز وجل بها بعض الحروف المقطعة لا بد لنا من دراسة ما فيها من أحكام المدود هذه الحروف جمعها العلماء فوجدوها أربعة عشر حرفاً ، يعني نصف الحروف الهجائية أو بالأحرى الأبجدية الحروف الأبجدية ثمان وعشرين حرفاً ونقصد بالأبجدية الحروف المكتوبة والحروف الهجائية تسع وعشرون حرفاً ونقصد بالهجائية الحروف المنطوقة إذاً نجد بأن الحروف المنطوقة تزيد حرفاً على الحروف المكتوبة وذلك لأن العرب لم تكن قد جعلت لحرف الهمزة صورة في الخط بل كانوا تارة يستعيرون للهمزة صورة الألف كقولهم ( إنَّ ) وتارة صورة الواو ، ( سؤال ) وتارة صوت الياء ( سُئِلَ ) فهذه الهمزة اخترع لها الخليل بن أحمد الفراهيدي صورة في الخط لم تكن العرب تعرفها من قبل وهي رأس حرف العين تصوروا حرف العين مكتوبا كاملاً فلو قطعنا رأسه المقطع العلوي الذي يبقى قال الخليل بن أحمد إن العين أقرب الحروف إلى الهمزة فكما نعلم عندما درسنا بحث المخارج الهمزة من أقصى الحلق والعين من وسط الحلق لذلك اخترع لها هذه الصورة في الخط وتتداولها الناس من بعده إلى عصرنا هذا الحروف التي ابتدأ الله عز وجل بها بعض السور نصف الحروف الأبجدية أربعة عشر حرفاً جاءت في مطلع تسع وعشرين سورة من سور القرآن ، تسع وعشرون هو عدد الحروف الهجائية ما معنى هذا ؟ لا أدري لكن هكذا تلقيناها وهكذا هي في المصحف الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحروف جمعها العلماء بجملة قالوا هي حروف ( نصٌ حكيمٌ قطعاً له سر ) طبعاً وهي جملة موفقة جداً معبرة عن حقيقة هذه الأحرف ( نص حكيم قطعاً له سر ) .

الحروف المقطعة :-

هي ( 14 ) حرفاً من الحروف الأبجدية ، ابتدأ الله – عز وجل – ببعضها ( 29 ) سورة في القرآن الكريم ، وعند قراءة تلك الأحرف ننطق أسماءها ساكنة الآخر ، مع مراعاة ما يحدث من مد وإدغام وإخفاء وهذه الحروف مجموعة في قول ( نص حكيم قطعاً له سر ) إذاً لا بد أن نفرق بين نطق الحرف وبين نطق اسم الحرف أنا لما أقول ( كتب ) أكون قد نطقت كافاً تتلوها تاء تتلوها باء لكن لو قيل لي ما هجاء هذه الكلمة أقول هجاءها كاف تاء باء إذاً هجاء الحرف يعني اسم الحرف شيء والنطق بالحرف شيء آخر فهذه الحروف المقطعة عندما نقرأها في القرآن لا نقرأها هي وإلا لقلنا ( ألم ) بدل ألف لام ميم لكننا نقول ألف لام ميم فننطق أسماء هذه الحروف ، سمعت مرة أخاً في مسجد ولم يتعلم سمعته أنا ما أحد روى لي يقرأ ( كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا ) دون أن يمد الحروف المقطعة هذا سببه أنه لم يتلق ولم يشافه ولم يتعلم من أستاذ هذه لا تقرأ ( كهيعص ) كأنها كلمة واحدة بل تقرأ ( كاف ها يا عين صاد ) إذاً فرقنا بين نطق الحرف وبين نطق اسم الحرف وأننا في تلك الحروف المقطعة ننطق أسماءها ساكنة الآخر يعني لا نقول ( ألفٌ ، لامٌ ، ميمٌ نقول ألفْ ساكنة ، لامْ ساكنة ، ميمْ ساكنة وسكونها أصلي يعني وصلاً ووقفاً هذا الأمر أرجو أن تنتبهوا إليه لأنه المدخل إلى بحثنا ، هذه الحروف إنما ذكرناها اليوم لتعلقها بدرسنا الماضي وهو المد اللازم فلذلك نستطيع أن نقسم هذه الحروف الأربعة عشر ( نص حكيم قطعا له سر ) من حيث المدود التي فيها إلى أربع مجموعات المجموعة الأولى فيها حرف واحد وهو حرف ألف لاحظوا ماذا أقول ( ألف ) يعني أنطق همزة مفتوحة بعدها لام مكسورة بعدها فاء ساكنة أي شيء يمد ؟ لا الهمزة تمد ولا اللام تمد ولا الفاء تمد إذاً ألف هي المجموعة الأولى من حروف ( نص حكيم قطعاً له سر ) ولا مد فيها لعدم وجود حرف مد ، المجموعة الثانية من الحروف المقطعة فيها خمسة أحرف جمعها العلماء بقولهم ( حي طهر ) يعني الحاء والياء والطاء والهاء والراء أريد أن أنبهكم على شيء هذه الأحرف في اللغة يصح أن تقرأ أسماءها على حرفين ثانيها ألف يعني نقول ( حا ، يا ، طا ، ها ، ، را ) لغة ويصح في اللغة أيضاً همزها فنقول ( حاء ، ياء ، هاء ، طاء ، راء ) هذا في اللغة أما عند التلاوة فلم تصلنا بالهمز ، فهي بدون همز فلا يصح أن يقول قائل ( حاء ميم ) بل يقول ( حا ميم ) ولا يقول ( طاء هاء ) وإنما يقول ( طا ها ) إذاً هذه الأحرف وما كان مثلها لغة يصح همزها وترك همزها أما عند التلاوة فلا تصح إلا بدون همز خمسة أحرف يمد كل منها مداً طبيعيا ( حي طهر ) المجموعة الثالثة فيها حرف واحد وهو حرف ( عين ) وتأملوا كتابته كما ألفظه ( عين ) يعني يتألف من عين مفتوحة بعدها ياء ساكنة بعدها نون ساكنة هذا الحرف ورد في سورتين من كتاب الله في مطلع سورة مريم ، وفي مطلع سورة الشورى ( كهيعص ) ( كاف ها يا عين صاد ) هذا في مريم ، ( حم عسق ) ( حا ميم عين سين قاف ) هذا في مطلع سورة الشورى حرف ( عين ) هذا يا أخوة يجوز مده أربع حركات أو ست حركات لأنه كما تلاحظون يشبه مد اللين الذي سنتحدث عنه في حلقة قادمة مد اللين لم نتحدث عنه بعد الذي يهمنا الآن أن نعلم بأن العين تمد أربع حركات وست حركات ، المجموعة الرابعة والأخيرة من الحروف المقطعة فيها سبعة أحرف جمعها العلماء بقولهم ( سنقص لكم ) كل حرف لو تأملتموه من هذه السبعة ينطق اسمه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد يعني ( سنقص ) السين ، نقول ( سين ) لاحظوا أني نطقت الآن ثلاثة أحرف وأوسطها حرف مد ( سنقص ) النون ( نون ) ، القاف ( قاف ) ، الصاد ( صاد ) ، اللام ( لام ) ، الكاف ( كاف ) ، الميم ( ميم ) هذه أحرف ( سنقص لكم ) كل واحد منها ينطق اسمه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ويمد مداً لازماً بمقدار ست حركات إذا استوعبنا هذا الكلام نكون قد استطعنا أن نقرأ كل الحروف المقطعة التي جاءت في كتاب الله عز وجل ملخص المجموعات الأربعة التي ذكرناها الآن .

المد في الحروف المقطعة :- تقسم الحروف المقطعة - من حيث المد – إلى أربع مجموعات :-
1- ألف : ولا مد فيها لعدم وجود حرف مد .

2- أحرف ( حي طهر ) ، وينطق كل منها على حرفين ثانيهما حرف مد ويمد بمقدار حركتين هكذا :- حا ، يا ، طا ، ها ، را .

3- عين :- من أول سورتي مريم والشورى ويمد بمقدار ( 4 ) أو ( 6 ) حركات من طريق الشاطبية طبعاً .

4- أحرف : ( سنقص لكم ) وينطق كل منها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ويمد بمقدار ( 6 ) حركات على أنه مد لازم ، هذه الحروف المقطعة جاءت في القرآن الكريم على أربعة عشر صورة يعني مرة في بعض السور ( نلاحظ ألف لام ميم ) ونلاحظ في سور أخرى ( ألف لام را ) ونلاحظ في سور أيضاً ( صاد ) هكذا ونلاحظ ( كاف ها يا عين صاد ) ونلاحظ ( ألف لام ميم صاد ) .
تركيب الحروف المقطعة كما جاءت في القرآن الكريم :-

جاءت الحروف المقطعة في القرآن الكريم على ( 14 ) صورة هي :- ( الم ، المص ، الر ، المر ، كهيعص ، طه ، طسم ، طس ، يس ، ص ، حم ، حم عسق ، ق ، ن ) بهذا نكون قد استعرضنا الصور الأربعة عشر التي جاءت عليها الحروف المقطعة في مطلع تسع وعشرين سورة في القرآن العظيم .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الخامس والخمسون

اللام الشمسية والقمرية

ما زلنا يا أخوة نتابع الكلام في الأحكام التي تنشأ عند التقاء الأحرف كنا قد درسنا أول ما درسنا مخارج الحروف ثم ثنينا بصفات الحروف الذاتية التي للحرف من حيث هو بغض النظر عن جيرانه من الحروف ثم ثلثنا الكلام بالصفات الطارئة بتجاور الأحرف فقلنا عند التجاور الأصل أن يبقى كل حرف لوحده والإظهار هو أصل الأحكام كلها ولكن بعض الأحرف عندما تلتقي قلنا بأنها إن كانت متماثلة فالإدغام واجب وإن كانت متجانسة فالإدغام واجب وإن كانت متقاربة فحفص من الذين يظهرون الحرفين المتقاربين إلا في أربعة أمور كنا قد تكلمنا على إدغام اللام الساكنة في الراء كقوله تعالى ( بل رفعه الله إليه ) وتكلمنا على إدغام القاف الساكنة في الكاف وقلنا ليس لها إلا مثال واحد في القرآن الكريم وهو قوله تعالى في سورة المرسلات ( ألم نخلقكم من ماء مهين ) ننطقه بكاف مشددة وثلثنا الكلام على بحثنا اليوم الذي هو لام التعريف العرب عندهم لام تسمى لام التعريف وبعض الناس يسمونها أل التعريف لأن هذه اللام ساكنة والعرب لا تبدأ بساكن فيجلبون لها همزة الوصل وهي مفتوحة فبدل أن يقولوا مسجد يقولولون المسجد وبدل أن يقولوا كتاب يقولون الكتاب هذه اللام لام التعريف تدخل على كل الحروف نحن نعلم بأن الحروف العربية تسعة وعشرون حرفاً فإذا استثنينا منها الألف لأن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً فيستحيل أن يأتي بعد لام التعريف ألف إذاً يبقى عندنا ثمانية وعشرون احتمالاً بعدد أحرف الهجاء إلا الألف هذه الثمانية والعشرون حرفاً التي تأتي بعد لام التعريف كانت العرب تدغم لام التعريف في نصفها في أربعة عشر حرفاً وتظهر لام التعريف عند الأربعة عشر الأخرى لماذا أدغمت العرب لام التعريف في هذه الأربعة عشر التي أدغمت فيها لقرب المخارج ، دائماً قرب المخارج موجب للإدغام ، بُعْد المخارج موجب للإظهار فالعرب كانت تدغم لام التعريف في أربعة عشر حرفاً هي لو تأملتم مخرج اللام كما ذكرنا سابقاً من أدنى حافة اللسان إلى منتهاها فتدغم هذه اللام ومع الدال والتاء والطاء مع السين والصاد والزاي مع الظاء والذال والثاء هذه تسعة مع الشين هذه عشرة وأيضاً مع اللام أيضاً لأن اللام من قبيل إدغام المتماثلين والراء والنون فصار المجموع أربعة عشر حرفاً هذه الأحرف جمعها بعض العلماء بأوائل الحروف من كلمات بيت مشهور وهي قول الشاعر :-

طب ثم صل رَحِماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم

الأحرف الشمسية هي الأحرف المذكورة في أوائل كلمات هذا البيت ، نأخذ حرف الطاء من كلمة طب والثاء من كلمة ثم والصاد من كلمة صل والراء من كلمة رَحماً وهكذا بقية الكلمات فهذه الحروف كلها مثل الطاء الطلاق ، الثاء الثواب ، الصاد الصلاة ، الراء الرحمن وهكذا بقية الأحرف ، هذه الأحرف الأربعة عشر كانت العرب تدغم لام التعريف فيها وصلنا إلى حرف الراء مثلاً الرحمن التاء من كلمة تفز التَّواب ، الضاد من كلمة ضف الضَّلال الذال نقول الذَّاكرين النون من كلمة نعم مثلاً النَّعيم الدال من كلمة دع الدَّاعي مثلاً والسين من كلمة سوء مثلاً السَّبيل وهكذا الظاء والزاي والشين أما اللام من كلمة للكرم فهي من قبيل إدغام المتماثلين لأننا حينئذ ندغم اللام في اللام كقولنا الليل فيكون النطق بلام مشددة إذاً هذه الأحرف التي كانت العرب تدغم فيها لام التعريف الأربعة عشر حرفاً الأخرى التي كانت العرب تظهر لام التعريف عندها جمعها العلماء بعبارة وهي فيها الأحرف كلها .

( حكم لام التعريف عند الأحرف العربية )

يظهر كل القراء لام التعريف عند الأحرف القمرية وهي ( 14 ) حرفاً مجموعة في ( إبغ حجك وخف عقيمه ) الهمزة من كلمة إبغ ، الإنسان ، الباء البلاغ ، الغين الغل ، الحاء الجيم الكاف الواو الخاء الفاء العين القاف الياء الميم الهاء كل هذه الأحرف لام التعريف تظهر عندها وغالباً أبناء العرب في العاميات لا يخلطون بين هذه الحروف بالسليقة إلا حرفاً واحداً وهو حرف الجيم من الأحرف القمرية فكثيراً ما نسمع بعض الناس من يقولون ( الجَّنة ، ويقولون الجَّبل ، ويقولون الجَّحيم ) بإدغام اللام في الحرف الذي بعدها وهذا لا يصح ولعل السبب عند هذا الحرف بالذات قرب مخرجه من اللام لكن الفصحى أن نقول الْجبل ، الْجنة ، الْجحيم بإظهار اللام .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس السابع والخمسون

إخواننا الكرام هناك لام في اللغة العربية اسمها لام التعريف هذه اللام هي لام ساكنة تجعلها العرب في أول الكلمات للدلالة على تعريف هذه الكلمة التعريف يقابله التنكير نقول كتاب نكرة أي كتاب لكن لما نقول الكتاب فهذا تعريف لهذه الكلمة للدلالة على كتاب بعينه هذه اللام ساكنة وتكون في أول الأسماء والعرب لا تبدأ بساكن من أجل هذا يجلب لها العرب عندما يبتدءون الكلام همزة اسمها همزة الوصل فيقولون ( الكتاب ) إذاً ما الذي يعرف الكلمة الذي يعرفها هو اللام وإنما جلبت همزة الوصل للتمكن من البدء بالساكن هذه الهمزة كما نعلم تثبت في بدء الكلام وتسقط في وسط الكلام ولو تقدمها حرف واحد فإنها تسقط يعني نقول ( الضحى ) فننطق الهمزة فإن وضعنا

قبلها واواً نقول ( والضحى ) فتسقط الهمزة تسقط من اللفظ أما في الخط فهي ثابتة على كل حال .

قاعدة لام التعريف :-



هي لام ساكنة تجعلها العرب قبل الأسماء لتعريفها ويسبقها همزة وصل مفتوحة ، تثبت هذه الهمزة في الخط دائماً وأما في النطق فتثبت في البدء فقط نحو :- البيت ، الكتاب ، الوكيل ، الفلق ، بينما السطر الثاني نجد بأن همزة الوصل سقطت لأنها قد سبقت بحرف فصارت في درج الكلام والفتح ، والضحى ، والطور ، والنهار إذاً هذه اللام لام التعريف هي لام كما ذكرنا تسبق الأسماء ما علاقتها مع حروف الهجاء لام التعريف هذه يأتي بعدها الهمزة والباء والتاء كل الحروف ثمان وعشرين احتمال ثمانية وعشرين حرف ما عدا الألف الحروف الهجائية هي كما نعلم تسع وعشرين لكن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً فيستحيل أن تأتي بعد لام التعريف بقي عندي ثمانية وعشرون احتمالاً هذه الاحتمالات الثمانية والعشرين كانت العرب تظهر لام التعريف عند نصفها أي عند أربعة عشر حرفاً وكانت تدغمها عند أربعة عشر حرفاً .

وضع لام التعريف مع حروف الهجاء بعدها إما أن تكون شمسية مدغمة وإما أن تكون قمرية يعني مظهرة إذاً العرب تدغم لام التعريف في أربعة عشر حرفاً من جملة تلك الحروف الأربعة عشر اللام المتحركة كقولنا الليل أصلها ليل دخلت عليها لام التعريف فصارت الليل فإذا استثنينا هذه الحالة لأنها عبارة عن إدغام متماثلين لام في لام يبقى عندي ثلاثة عشر حرفاً مقارباً كانت العرب تدغم لام التعريف في هذه الحروف المقاربة الثلاثة عشر مثال ذلك عندما يقولون : الشَّمس ولا يقولون الْشمس بإظهار اللام ويقولون : الطَّول من الهمزة إلى الطاء مباشرة ولا يقولون الْطول بإظهار اللام فيحولون لام التعريف إلى الحرف الذي جاء بعدها هذا المثال الْطول يحولون اللام إلى طاء فيصير عندي طاءان طاء ساكنة وطاء متحركة أي متماثلان والأول ساكن فيدغمون الطاء الأولى في الثانية فيقولون الطَّول .

قاعدة اللام الشمسية :-

تدغم العرب لام التعريف في ( 13 ) حرفاً مقارباً لحرف اللام في المخرج نحو :- والشَّمس ، والسَّماء ، الدَّاع ، الطَّول ، الثَّواب ، إذاً قد يسأل سائل ما هي الحروف الأربعة عشر التي تكلمنا عنها هي ثلاثة عشر واللام فيصير المجموع أربعة عشر .
ما هي الحروف التي تدغم العرب لام التعريف فيها جمعها علماءنا في الحروف الأولى من بيت شعر هو : طب ثم صل رِحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم .

قاعدة اللام الشمسية :-

الحروف الشمسية مجموعة في الحروف الأولى من كلمات البيت التالي : طب يعني الطاء من كلمة طب ، ثم الثاء من كلمة ثم ، صل الصاد من كلمة صل والراء من كلمة رِحماً ، وكلمة رِحماً لغة في الرحم العرب تقول رَحِمْ وتقول رِحمٌ هذا بعض القبائل تفعله والوزن لا يتزن هذا البيت إلا بأن نقول رِحماً أما إذا قلنا رَحماً فينكسر وزنه رِحماً تفز التاء من تفز ضف ذا نعم الضاد والذال والنون دع سوء ظن الدال والسين والظاء زر شريفاً الزاي والشين للكرم هي اللام التي أدغمناها في مثلها إذاً هذه هي الأربعة عشر حرفاً التي تدغم العرب لام التعريف فيها أما الأربعة عشر حرفاً الأخرى فإن العرب تظهر لام التعريف عند الأربعة عشر حرفاً الباقية وقد جمعها علماءنا بقولهم ( ابغ حَجك وخف عقيمه ) كل حروف هذه الجملة الهمزة والباء والغين والحاء والجيم والكاف والواو والخاء والياء والميم والهاء كلها كل هذه الحروف حروف تظهر العرب اللام عندها .

قاعدة : اللام القمرية تظهر العرب لام التعريف عند ( 14 ) حرفاً مجموعة في الجملة التالية ( ابغ حجك وخف عقيمه ) وذلك لبعد مخرج اللام عن مخارج تلك الحروف نحو ( الْقمر ) لاحظوا أن اللام ظاهرة ، الأرض ، الحج أيضاً أظهرنا اللام الجبال ، البيت ، كل هذه الأمثلة تدل على إظهار اللام إذاً هذه هي لام التعريف وعادة في كلامنا العادي لا نخطيء بين اللام الشمسية واللام القمرية إلا في بعض مناطق بلاد الشام يجعلون اللام عند الجيم شمسية فيقولون( أَجَّنَّة ، أَجِّبال ) هكذا بإدغام اللام في الجيم وهذا لايصح لا بد من بيان اللام فنقول الجنة ، الجبال ، إذاً تحدثنا عن الحرفين إذا التقيا وهما متماثلين وهما متجانسين وهما متقاربين بإنهاءنا الكلام على لام التعريف نكون قد أنهينا قسماً كبيراً منها ونتطرق بعد ذلك إلى الأحكام الأخرى وبقي عندنا الحرفان المتباعدان ، الحرفان المتباعدان هما الحرفان المتباعدان في المخرج والصفات والأصل في ذلك الإظهار لا بد أن يظهر كل حرف على حدة فلا إدغام ولا إخفاء إذا التقى حرفان متباعدان .

قاعدة الحرفان المتباعدان :- هما الحرفان المتباعدان في المخرج والصفات ، نحو : ( من ءامن ) لاحظوا من ءامن النون ظاهرة عند الهمزة لأن النون من طرف اللسان والهمزة من الحلق أنعمت هذه الكلمة فيها مثالان النون ظاهرة عند العين والميم ظاهرة عند التاء ، عليهم ، الياء ظاهرة عند الهاء ، يؤمنون ، الهمزة ظاهرة عند الميم ، تشكرون الشين ظاهرة عند الكاف وحكمهما أي المتباعدين الإظهار في كل القراءة وهو الأصل إذاً ألخص لكم قاعدة كلية لها حالات خاصة لكن القاعدة الكلية المتامثلان والمتجانسان هذا التماثل يوجب الإدغام إن سكن الأول ، التقارب موضع خلاف ، في أغلب صوره وبعضه موضع اتفاق ، التباعد يوجب الإظهار هذا هو حال الحرفين الملتقيين في اللغة العربية وبقيت أشياء للمتقاربين كإدغام النون الساكنة والتنوين وأحكام الميم الساكنة ، نتكلم عليها في الحلقة القادمة .

 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثامن والخمسون

قد زود الله الإنسان بجهاز نطق يتألف هذا الجهاز النطقي في الإنسان من عدة أعضاء قسمها العلماء لسهولة الدرس إلى الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم هذه المخارج الرئيسة للحروف العربية نلاحظ على الشاشة مقطعاً في رأس الإنسان نلاحظ بأن الجوف هو الخلاء الداخل في الفم يعني التجويف الحلقي والتجويف الفموي ، الحلق وهو المنطقة التي تقع خلف ما يسمى بتفاحة آدم في الحنجرة سوف نتكلم عن الحروف التي تخرج منه فيما بعد والمخرج الرئيس الثالث هو اللسان ومنه تخرج أغلب الأحرف كما سنتكلم عليه بالتفصيل والمخرج الرئيسي الرابع هو الشفتان والمخرج الخامس والأخير هو الخيشوم أو ما يسمى بالتجويف الأنفي ، التجويف الأنفي الذي يقع فوق غار الحنك الأعلى ويتصل من الأمام بالفتحتين الأنفيتين هذه هي المخارج الرئيسة للحروف العربية وكما قلنا سابقاً إن الحروف العربية عددها تسعة وعشرون حرفاً فإذا أردنا الدقة المتناهية فإن لكل حرف مخرجاً لكن بعض هذه المخارج قريب جداً من بعضها لذلك يقول العلماء إن الحرف الفلاني والفلاني يخرجون من مكان واحد يعني لتقاربها الدقيق جداً وأعود فأقول لو أردنا الدقة فإن لكل حرف مخرجه المستقل لكن للتقارب الشديد يجعلونها من مخرج واحد ، المخرج بالنسبة للحرف هو الحيز الذي من خلاله يبدو ويظهر الحرف إلى الوجود فلو أن إنساناً غير مكان خروج الحرف إلى مكان آخر لتغير صوته وإذا تغير صوته بالتالي يتغير مدلوله ممكن إذا غير إنسان مكان حرف مثلاً كثير من الأخوة العجم ليس عندهم حرف الحاء بعضهم يبدل هاء فيقول مثلاً ( الرهمان ) وبعضهم يبدله خاء فيقول ( الرخمان ) فإذا تغير مخرج الحرف تغير المعنى المراد من تلك الكلمة مثلاً كلمة ( الحال ) إذا قرأها أحد من الذين يبدلونها خاء يقول ( الخال ) والخال هو أخو الأم فيتغير المعنى بتغير مخرج الحرف فلذلك معرفة مخارج الحروف العربية هي الركن الركين في علم التجويد بالدرجة الأولى
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس التاسع والخمسون

تكلمنا في الحلقة الماضية عن أربعة من المخارج الرئيسة للحروف العربية وهي الجوف والحلق والشفتان والخيشوم وأرجأنا الكلام على اللسان لأن اللسان أكثر المخارج الرئيسة حروفاً فيخرج منه ثمانية عشر حرفاً ، اللغة العربية تتألف من تسع وعشرين حرفاً ثمانية عشر حرفاً تخرج من اللسان وحده لذلك جرت العادة أن يطلق كلمة اللسان ويراد بها اللغة كلها ، ويراد بها النطق كله قال الله تعالى ( بلسان عربي مبين ) وليس كل الحروف من اللسان ولكن من باب التغليب وقال تعالى ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) فكلمة اللسان هي هذا العضو الذي خلقه الله عز وجل في أفواهنا وهو ملتصق من آخره حرٌ طليقٌ من أوله هذه القطعة التي خلقها الله في أفواهنا يخرج منها كما قلنا ثمانية عشر حرفاًَ من عشرة أماكن قلنا سابقاً لو أردنا الدقة المتناهية فإن لكل حرف مخرج يعني ثمانية عشر حرفاً تخرج من ثمانية عشر مخرجاً ولكن للتقارب الشديد في مخرج بعض الحروف اعتبر العلماء تلك الحروف تخرج من مكان واحد ، فاللسان فيه عشرة مخارج يخرج منها ثمانية عشر حرفاً .



مخارج اللسان :-

1 – مخرج : القاف : 2 – مخرج : الكاف : 3 – مخرج : الجيم ، السين ، الياء 4 – مخرج : الضاد 5 – مخرج : اللام 6 – مخرج : النون 7 – مخرج الراء 8 – مخرج : الطاء ، الدال ، التاء 9 – مخرج الصاد ، السين ، الزاي 10 – مخرج : الظاء ، الذال ، التاء .

المخرج الأول القاف من أقصى اللسان ، المخرج الثاني مخرج الكاف أعلى منه بقليل المخرج الثالث مخرج الجيم والشين والياء غير المدية يعني الياء المتحركة تخرج من وسط اللسان المخرج الرابع من حافة اللسان مخرج حرف الضاد ، للسان حافتان حافة يمنى وحافة يسرى من هذين المكانين أو من أحدهما مع ما يحاذيه من الجدار الداخل للأضراس العليا مخرج حرف الضاد ، لاحظوا لما أقول ( أّضْ ) أو أقول ( ضا ) كل هذه المنطقة ( حافة اللسان ) تلتصق على غار الحنك كلها لكن الضغط والإعتماد يعبر عنه العلماء بكلمة الإعتماد يكون على هذين ، طرف اللسان مشارك لكن ما عليه ضغط الضغط على حافتي اللسان طرف اللسان فيه مشاركة لكن الضغط ليس على طرف الضغط ليس على طرف اللسان فلما نقول الضاد من حافة اللسان مع ما يوازيها من الصفحة الداخلية للأضراس العليا نعني مكان ضغط الحرف وانحباسه لأنه يختلط عند بعض الناس بصوت الدال المفخمة وخصوصاً في لفظ ( والضالين ) فبدل أن يلفظوا ( حرف الضا ) يلفظ دال مفخمة وهذا خطأ لأن الذي ينطقها هكذا يجعل ضغطه واعتماده على طرف اللسان وكما نعلم أيضاً بعض الناس يخرجها من مخرج الظاء فيقول ( أَظْ ) ظاد حرف الظاد ما في شيء اللغة اسمه ( ظاد ) في شيء اسمه (ضاد ) وهناك حرف آخر سيأتي معنا هو حرف الظاء ، الظاء شيء والضاد شيء آخر لكن في العاميات هناك خلط كبير بين الضاد وبين الظاء ، الضاد الفصيحة تخرج كما نطقناها .

ننتقل إلى المخرج الذي بعده وهو مخرج حرف اللام وهو المخرج الخامس اللام من أدنى حافة اللسان إلى منتهى حافة اللسان من الجهتين ، المخرج الذي بعده من طرف اللسان فوق مخرج اللام بقليل مخرج حرف النون ، المخرج الذي بعده مخرج الراء أيضاً هو من طرف اللسان ومما يحاذيه من حنك الأعلى لكن أَدْخَلْ إلى ما بعد النون فمن المكان الذي كنا نقرع به حرف النون فنقول ( أَنْ ) الراء أعمق منه بقليل وأَدْخَلْ إلى غار الحنك هذا مخرج الراء الآن المخرج الذي بعده هو المخرج الثامن مخرج الطاء والدال والتاء ، الطاء والدال والتاء تخرج من طرف اللسان ومن منبت الثنايا العليا، اللحم ، لحم اللثة من الداخل الذي ينبت فيه الأسنان الأماميان يقرع طرف اللسان اللحم الداخل ، هذا المكان يخرج منه ثلاثة أحرف ولكل حرف من هذه الأحرف الثلاثة كما قلنا في درس سابق أربع أحوال إما أن يكون ساكناً أو متحركاً بفتح أو ضم أو كسر ، المخرج الذي بعده المخرج التاسع هو مخرج ما يسمى بحروف الصفير وهي الصاد والسين والزاي تخرج هذه الحروف الثلاثة من طرف اللسان من منتهى طرف اللسان وبعضهم يقول رأس اللسان ومن فوق الثنايا السفلى ، المخرج العاشر والأخير من المخارج اللسانية هو مخرج ما يسمى بالحروف اللثوية مخرج الظاء والذال والثاء هذه الثلاثة تخرج من طرف اللسان ومن أطراف الثنايا العليا يعني أطراف الأسنان العليا طرف اللسان على طرف الأسنان العليا لا يصح أن يُخِْرجَ الإنسان قسماً من اللسان إلى الخارج هذا لا تفعله العرب وهو قبيح في النطق وقبيح في الرؤيا ولا يصح أن يجعل لسانه في الداخل لا بد أن يكون الطرف على الطرف قال ابن الجزري رحمه الله والظاء والذال وثا للعليا من طرفيهما ماذا يعني من طرفيهما ؟ يعني طرف اللسان على طرف الأسنان هذه الحروف الثلاثة سميت الحروف اللثوية لخروجها من قرب اللثة ، واللثة هي اللحم النابت حول الأسنان والعرب تسمي الشيء بما جاوره أحياناً فقولهم الحروف اللثوية ليست معناها أن تخرج من لحم اللثة وإنما تخرج من قرب لحم اللثة وهي من أطراف الأسنان العليا مع طرف اللسان .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الستون
مخارج اللسان ( 2)


كنا في الحلقة الماضية قد تكلمنا عن مخرج النون ومخرج حرف الراء بنوعيها الراء المفخمة والراء المرققة واليوم نتكلم على ثلاثة أحرف تخرج من المكان نفسه وهي حروف الطاء والدال والتاء هذه الحروف الثلاثة تخرج من طرف اللسان ومن اللحم الذي نبتت به الأسنان العليا يعني من لحم اللثة ، عنده يقرع طرف اللسان تلك المنطقة ولكن شكل مؤخرة اللسان يختلف بين نطقنا للطاء لأنها حرف مستعل مطبق مفخم وبين نطقنا للتاء والدال لأنهما حرفان مستفلان منفتحان

فنلاحظ من خلال اللوحة التعليمية موضع طرف اللسان عند نطقه للطاء والدال والتاء وشكل مؤخرة اللسان عند نطقنا للطاء لاحظوا اللوحة التي عن اليمين تبين لنا شكل اللسان عند نطق حرف الطاء سواء المكان الملون باللون الأزرق الغامق الذي عنده يقرع طرف اللسان لحم اللثة العليا وأما مؤخرة اللسان لاحظوا أنها مستعلية إلى أعلى لأن الطاء مستعلية مطبقة

بينما في اللوحة التي على الجهة اليسرى نلاحظ أن اللسان يقرع المنطقة نفسها منطقة الطاء من مقدمة اللسان ولكن مؤخرة اللسان شكلها مختلف ففيها استفالة إلى الأسفل لأن التاء والدال كما أسلفت حرفان منفتحان مستفلان وليس فيهما استعلاء ولا إطباق وسنتكلم عن صفات الحروف في المستقبل بشكل مفصل هذا ما يتعلق بالطاء والتاء والدال ،

ننتقل إلى ثلاثة أحرف أخرى وهي أحرف الصفير الصاد والسين والزاي هذه الأحرف الثلاثة عندما ننطقها نضع طرف لساننا يعني رأس اللسان عند الصفحة الداخلية للثنايا السفلى للسنين الكبيرين اللذين في مقدمة الفم هنا نضع رأس اللسان وكذلك الأسنان العليا لها مشاركة بحيث أن الصوت وهو خارج يصطدم بها فيؤدي كل هذا المكان إلى حدوث صوت معين هو صوت الصاد وصوت السين والزاي

نلاحظ على اللوحة التي على اليمين شكل اللسان عند نطقنا بالصاد وهي حرف مفخم ولاحظوا بأن مؤخرة اللسان مستعلية بخلاف الصورة التي في يسار اللوحة التي تبين مخرج السين والزاي ونلاحظ بأن مؤخرة اللسان غير مستعلية لأن السين والزاي حرفان منفتحان مستفلان المنطقة الزرقاء اللون من اللسان الغامقة تمثل المنطقة التي يقرع فيها رأس اللسان ومنتهى طرفه منطقة الأسنان السفلى ولا شك أن للأسنان العليا مشاركة في إخراج الصوت بدون تلامس يعني لا يلامس اللسان الأسنان العليا ، اللسان لا يلامس المنطقة العليا وإنما كما تلاحظون على اللوحة يكون قريباً منها جداً

وفي بعض الكتب صور لمخرج الصاد والسين والزاي وقد ذهب رأس اللسان إلى منطقة الثنايا العليا وهذا خطأ شديد وانتبهوا له إن رأيتموه في بعض الكتب فليس صحيحاً وهو وهم خلاف الواقع والتجربة كل الناس ما أحد ينطق السين من الأسنان العليا وإنما ننطقها جميعا نضع رأس لساننا عند الصفحة الداخلية للأسنان السفلى كما أسلفت ، وهنا طالما أننا نتكلم عن حروف الصفير أريد أن أنبه على أمر شائع جداً بين كثير ممن يقرأ القرآن وهو :

استعمال الشفتين عند نطق حرف الصاد خاصة فنجد الواحد عند الصاد تجده يضم ويزم شفتيه إلى الأمام لا أدري لماذا وهذا موجود وبعض الناس يظنه من حسن التلاوة وينبه عليه ويتعمده ويعتبره هو الصواب في نطق الصاد وقد سألت أحدهم مرة فقال لي من أجل الصفير الذي في الصاد فقلت له وهل تفتيني أيضاً أليس في صفير في السين لماذا لا تقول ( أسْ ) أليس في حرف الزاي صفير لماذا تقول ( أزْ ) فأنت لا تفعل هذا إلا في الصاد فهذه حجة غير صحيحة ولو كانت الشفتان مخرجاً للصاد لذكرها علماءنا في كتبهم ولم يفعل ذلك أحد منهم لا الخليل بن أحمد ولا سيبويه ولا من بعدهم ولا ابن السرَّاج وابن الجني وابن الجزري ولا أحد من الأئمة الذين تكلموا على مخارج ذكروا أن للشفتين عملاً في إخراج حرف الصاد فخلاصة الكلام هكذا تنطق الصاد ،

الحروف الأخيرة اللسانية الثلاثة الظاء والذال والثاء وهي ما يسميه العلماء الأحرف اللثوية وتسمى اللثوية لخروجها من قرب اللثة ، واللثة هي اللحم النابت حول الأسنان وليس من اللثة نفسها كما قد يتوهم البعض ، الظاء والذال والثاء تخرج من منتهى طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا نضع طرف لساننا على طرف أسناننا العليا ، الثنيتان اللتان في مقدمة الفم ، أظْ ، أثْ ، أذْ العرب تسمي الشيء بما جاوره وليس من الضروري أن يكون قولهم الأحرف اللثوية أنها تخرج من اللثة فالظاء والذال والثاء من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإدخال طرف اللسان إلى الداخل خطأ وإخراجه إلى الخارج زيادة عن اللزوم أيضاً بعض إخواننا عندما يقرأون ( أظْ ) ربع لسانه طالع إلى الخارج وهذا خطأ .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الواحد والستون
مخرج الجوف


تكلمنا في المرة الماضية عن المخارج الرئيسة للحروف العربية وذكرنا في أولها الجوف اليوم نبين ما المقصود بالجوف وما هي الحروف التي تخرج منه ، المقصود بالجوف عندما يقول علماء التجويد الجوف :

هو منطقة الحلق التجويف الفراغ الذي يملأ الحلق والتجويف أو الفراغ الذي يملأ الفم مجموع هذين الفراغين التجويف الفموي والتجويف الذي يملأ الحلق هذان التجويفان مجموعهما يسميه العلماء الجوف وليس الجوف كما أرى بعض الأساتذة لما يشرحون يضع يده على صدره ويقول الجوف والحلق والشفتان ما في حرف يخرج من هنا الحروف كلها تخرج من منطقة الفم والحلق إذاً الجوف هو مجموع أمرين مجموع التجويف الحلقي + التجويف الفموي هذان التجويفان هما اللذان يشكلان الجوف هذه المنطقة منطقة التجويف الحلقي + التجويف الفموي هذان التجويفان يشكلان مكاناً تخرج منه حروف المد الثلاثة ،


إذاً هذه المنطقة هذا الفراغ الذي يملأ الحلق ويملأ الفم يخرج منه حروف المد الثلاثة الألف الساكنة المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها هذه الحروف الثلاثة تخرج من هذه المنطقة مثال ذلك الألف في كلمة ( قال ) أو كلمة ( والضالين ) هذه الألف تخرج من هذا التجويف الفموي الحلقي ويأخذ الفم شكلاً معيناً ويكون اللسان في أسفل الفم كذلك الواو المدية يكون الفم يأخذ هذا الوضع مثلاً ( سوء أعمالهم )

اللسان رأسه في أسفل الفم ومؤخرته عالية قليلاً عن مؤخرة الفم والشفتان قد انضمتا إلى الأمام وقد بقي بينهما فرجة يعني بقيت بينهما فتحة يمر منها الصوت وكذلك ( يقول ) فلا بد من ضم الشفتين هكذا عند نطق الواو المدية أما الحرف الثالث وهو الياء المدية أيضاً تخرج من الجوف هكذا ( سيئت وجوه الذين كفروا ) لا حظوا بأن شكل اللسان وشكل الفم عند نطق الألف لا يوجد في داخل الفم مكان يعترض خروج الصوت من الحنجرة الألف عندما ننطقها الصوت يخرج ويجد الطريق أمامه مفتوحاً لكن الفم قد أخذ وضعاً معيناً مثلاً ( والضالين ) فليس ثمة مكان نستطيع أن نقول هنا انقطع صوت الألف ونعتبره مكان خروج الألف لذلك نسب العلماء هذا الحرف للجوف كذلك الواو ( سوء ، يقول ، تعملون )

هذه الواو عندما تخرج نلاحظ بأن الصوت لا يعترضه جزء من الفم حتى نقول أن هذا المكان هو مخرج الواو ولكن أعود فأأكد لا بد من انضمام الشفتين عند نطق الواو كذلك الياء ، الياء عندما نقول مثلاً ( وجيء يومئذ بجهنم ) هذه الياء ، هل تلاحظون بأن صوت الياء لا يوجد في طريقه جزء من أجزاء الفم يقطع الصوت عنده فنستطيع عندئذ أن نقول أن الياء من هذا المكان لذلك نسب العلماء الياء المدية إلى الجوف فقالوا إن هذه الأحرف الثلاثة تخرج من الجوف الحلقي والفموي هناك كلمة في القرآن جمعت حروف المد الثلاثة وهي في سورة هود في قوله تعالى ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ) ( نوحيها ) ، ( نو ) هذه واو ساكنة قبلها مضموم ( حِي ) هذه ياء ساكنة قبلها مكسور ( ها ) هذه ألف ساكنة قبلها مفتوح ، فحروف المد الثلاثة قد اجتمعت في كلمة ( نوحيها ) في سورة هود ، إذاً الجوف هو مجموع تجويفين : التجويف الحلقي والفموي هذا أمر وليس الصدر ، الأمر الثاني هذا المكان وهو الجوف يخرج منه حروف المد الثلاثة ، ننتقل إلى المخرج الثاني من المخارج الرئيسة وهو الحلق – هذا المكان وهو الحلق فيه ثلاثة أمكنة تخرج منها ستة أحرف نلاحظ على الشاشة اللوحة الأولى وهي التي تبين ، أنظروا إلى اللوحة التي على الشاشة اللون الأصفر واللون الأخضر هذان المكانان مجموعهما يشكل الجوف ، التجويف الحلقي + التجويف الفموي هذان اللونان الأصفر والأخضر مجموعهما يشكل التجويف .
ننتقل إلى اللوحة التي بعدها والتي تبين لنا حروف المد ، انظروا إلى شكل اللسان باللون البنفسجي وهو الأسفل فنلاحظ بأن اللون البنفسجي يمثل شكل اللسان عندما ينطق الإنسان ألفاً جربوا هكذا مثلاً ( والضالين ) فلاحظوا بأن شكل اللسان حينئذ يشابه هذا الخط المرسوم باللون البنفسجي وقد كتب عليه الألف المدية .


بينما اللون الأزرق يمثل شكل اللسان عندما ينطق الإنسان الواو مثلاً ( توقنون ) لاحظوا بأن مقدمة اللسان هي قريبة من الأسنان السفلى بينما مؤخرة اللسان قد ارتفعت إلى الوراء عالياً بخلاف الألف ولكنها لم تلامس الحنك اللحمي الأحمر اللون الذي نراه بل بقي هناك فرجة يمر منها الصوت وأعود فأأكد لا بد من انضمام الشفتين عند نطق الواو ، اللون الأخضر يمثل لنا شكل اللسان عندما يكون الإنسان ينطق ياءً مثل ( نستعين ) لاحظوا بأن اللسان يعلو في منتصفه عند منطقة وسط اللسان ( نستعين ) عند نطق الياء يرتفع وسط اللسان بينما رأس اللسان ما زال في المنطقة السفلى عند الأسنان السفلى ولا حظوا بأن اللون الأزرق يمثل جريان الهواء الخارج من القصبة الهوائية ومن الحنجرة إلى الخارج ، اللون الأزرق الفاتح يمثل لنا جريان الهواء لاحظوا بأن وضع اللسان لا في الألف ولا في الواو ولا في الياء يحول بين خروج الهواء من الصدر أو من الحنجرة إلى الخارج ، هذا هو شكل الفم عند نطق الحروف المدية الثلاثة .


الحلق يتألف من ثلاثة مناطق أقصى الحلق ووسط الحلق وأدنى الحلق ، أقصى الحلق يعني أبعد منطقة من الحلق عن الشفتين هذه المنطقة لو جربنا يخرج منها حرفان الحرف الأول هو الهمزة والحرف الثاني هو الهاء فلما نقول ( آ ) جربوا هكذا ( يأتون ) الهمزة تخرج من أقصى الحلق كذلك حرف الهاء ( اهدنا ) وأأكد على حرف الهاء ( اهدنا ، بهْ ، إليهْ ، هذان ، هذا ) تخرج هذه الهاء من أقصى الحلق وليس من الصدر وليس من القصبة الهوائية كما يفعل بعض الناس فهو إن فعل ذلك لم يخرج الهاء من مخرجها الصحيح ثانياً أتعب نفسه وافرغ رئته من الهواء ولم يأت بهاء صحيحة فلا يصح أن نقول ذلك ، هذا هو أقصى الحلق من وسط الحلق من المنطقة التي تليها يخرج حرفان أيضاً هما العين والحاء فالعين كقولنا ( نعبد ) نلاحظ على الشاشة التي أمامنا اللوحة الثالثة في هذه الحلقة والتي يمثل فيها اللون الأزرق منطقة الحلق لاحظوا بأن السهم الأسفل يشير إلى منطقة الأوتار الصوتية وهي أقصى الحلق ومن هذا المكان تخرج الهمزة والهاء بينما السهم الثاني وهو السهم الأوسط يشير إلى منطقة وسط الحلق وهي منطقة لسان المزمار التي يخرج من عندها حرفا العين والحاء ، أما السهم الثالث العلوي فيشير إلى منطقة أدنى الحلق وهي منطقة الحنك اللحمي ومن عندها يخرج حرفان هما حرفا الغين والخاء إذاً هذه الأحرف الستة تخرج من المنطقة الزرقاء اللون وهي منطقة الحلق وهي حروف الإظهار بالنسبة للنون الساكنة والتنوين وهذا سنعرض له فيما بعد أعود إلى حرف العين من كلمة ( نعبد ) أريد أن أنبهكم على شيء العين التي اعتدنا في أكثر العاميات المعاصرة أن ننطقها هي أعلى من العين الفصيحة ، العين الفصيحة أعمق بقليل من العين التي اعتدنا أن ننطقها بالعاميات لا بد أن نعمقها فإذا لم نعمقها صار الصوت أشبه بالألف وهذا لا يصح وهكذا نفعل للأسف في أغلب عامياتنا المعاصرة فلا بد عندما ننطق القرآن العظيم أن ننطقه النطق الفصيح كما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الحاء أيضاً من وسط الحلق ، لاحظوا البحة الموجودة في الحاء الفصيحة بعيدة عن أي حرف آخر من أدنى الحلق كما ذكرنا ، حرف الخاء ( خا ، خو ، خي ، ولا خلال ، خو ، ولا خله ، خا ، خالق كل شيء ، إِخْ ، يخدعون فهذا حرف الخاء لا بد من بيانه بكل أحواله بقي عندنا حرف الغين وهو حرف سهل ( غا ، غو ، غي ، غل ، غا ، وما من غائبة ، غو ، غلبت الروم ، أغْ ، سيغلبون ، غير المغضوب عليهم ) هذا هو حرف الغين بأحواله الأربعة ساكناً ومفتوحاً ومضموماً ومكسوراً بهذا نكون قد تعرضنا لتسعة من الأحرف الهجائية ثلاثة من الجوف وستة من الحلق .
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
الدرس الثاني والستون
مخرج الحروف ق &ك &ج & ى & ش



تكلمنا في الحلقة الماضية عن أحرف الجوف وتكلمنا عن الأحرف الحلقية الستة الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء واليوم نشرع بإذن الله تعالى في بعض أحرف اللسان ، اللسان هو أكثر أجزاء الفم حروفاً واللسان هو جزءٌ من الفم وهو أعظم جزء فيه يخرج أكبر عدد من الحروف لكن تلك الحروف لا تخرج من اللسان وحده يشاركها عدد من أعضاء الفم فرأينا قبل أن نشرع في بيان تلك الأحرف أن نتعرف على الأجزاء الرئيسة التي يتشكل منها الفم ،


الفم الإنساني يتألف من عدة أجزاءَ أصغر ، الجزء الأول منه وهو ما يسمى بالحنك الأعلى ، الحنك الأعلى أو سقف الحلق أو قبة الحنك التي هي في أعلى أفواهنا في الجزء العلوي من الفم هذا الجزء وهو الحنك الأعلى نريد أن نتعرف على أجزائه حتى إذا تكلمنا عن مخارج اللسان وقلنا إن الحرف الفلاني يخرج من كذا مع كذا تكون الأسماء واضحة بإذن الله تعالى ،


الحنك الأعلى الجزء المقدم منه تسمى اللثة وهي اللحم النابت حول الأسنان يليه وهو الجزء المتجعد يسمى مقدم الحنك أي الجزء المتقدم منه يليه المنطقة الوسطى وهو ما يسمى بالحنك العظمي أو الحنك الصلب كما نجده في بعض المراجع ثم إلى الوراء نجد الحنك اللحمي أو ما يسمى بالحنك الرخوي وأخيراً في الآخر نجد اللهات التي نراها متدلية لو فتحنا أفواهنا أمام المرآة فهذه هي الأجزاء الرئيسة التي يتشكل منها الحنك الأعلى ،


بعد ذلك ننتقل لمعرفة الأسنان التي يتشكل منها الفم الإنساني ، الفم الإنساني فيه أسنان علوية وفيه أسنان سفلية ستة عشر سناً وضرساً في الأعلى ومثلها في الأسفل المجموع اثنان وثلاثون سناً هذه الأسنان نراها أمامنا على الشاشة وقد أشير إلى السنين في مقدم الفم باللون الأخضر واسم هذين السنين الثنيتان اثنتان فوق واثنتان تحت إذاً هذه هي الثنايا يليها عن يمين الثنايا وعن يسارها سنان اسمهما الرَّباعية وجمعها رباعيات بتخفيف الياء لا نقول الرُباعيَّات أو الرَباعيَّات ، رباعية وجمعها رباعيات هذه قد أشير إليها باللون الأحمر الغامق كما نراها أمامنا على الشاشة يلي الرباعيات أيضاً سن عن اليمين وسن عن اليسار أسمه الناب إذاً للإنسان نابان من أعلى ونابان من أسفل وقد لونت أمامنا باللون الأزرق الغامق بعدها نجد أول الأضراس وهو ما يسمى بالضاحك وقد لون باللون الأزرق الفاتح أيضاً ضاحكان في الأعلى وضاحكان في الأسفل عن اليمين وعن الشمال ثم بعد ذلك تأتي ثلاثة أضراس على اليمين ومثلها على الشمال وقد لونت باللون الأصفر واسمها الطواحن ، أي التي تقوم بطحن الطعام هذه هي الأضراس سواء العلوية منها أو السفلية


وأخيراً عندنا الضرس الأخير وهو الناجذ وقد لون باللون البرتقالي وهو ما يسميه الناس بضرس العقل أو النواجذ كما نرى على الشاشة أربعة اثنتان فوق واثنتان تحت هذا بالنسبة إلى الأسنان


الآن نرى أمامنا على الشاشة ، اللوحة الثالثة التي تمثل العضو السادس الرئيس من أجزاء الفم وهو اللسان ، اللسان وقد قسم إلى أقسام نرى الجزء الخلفي منه وقد كتب عليه أقصى اللسان وأشير إليه بسهم ثم بعد ذلك وسط اللسان ثم بعد ذلك نرى بعده طرف اللسان وأخيراً في آخر اللسان في الجزء الأمامي منه قد كتب رأس اللسان هذا بالنسبة للكتابة عن يمين اللوحة


أما عن يسار اللوحة نرى قد أشير إلى ما يسمى بحافة اللسان أو الحافتين طبعاً هي عن اليمين وعن الشمال هذه الحافة لها أقصى وهو الجزء الخلفي منها ولها أدنى وهذا سوف يفيدنا عند الكلام على حرف الضاد ثم بعد الأدنى نجد بأن الحافة تستمر هكذا إلى أن تصل إلى منتهاها وهو ما يحاذي رأس اللسان إذاً لحافة اللسان أقصى وأدنى ومنتهى هذه هي أجزاء اللسان التي يتألف منها وسنستعملها في عرض الحروف اللسانية .


منطقة أقصى اللسان التي رأيناها منذ قليل يخرج منها في اللغة العربية حرفان الحرف الأول هو حرف القاف ، والحرف الثاني هو حرف الكاف ، حرف القاف يخرج من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك اللحمي الذي رأينا صورته منذ قليل إذاً عندما يصطدم أقصى اللسان مع منطقة الحنك اللحمي يخرج حرف عربي هو حرف القاف ، نستطيع أن نرى ذلك من خلال اللوحة لبيان منطقة التلامس في حرف القاف ، هذا الذي أمامنا مخرج القاف أقصى اللسان مع منطقة الحنك اللحمي لاحظوا المنطقة الزرقاء اللون هي منطقة التصادم من أقصى اللسان مع الحنك اللحمي الذي قد لون باللون الأحمر بينما اللون الأصفر العلوي يشير إلى الحنك العظمي إذاً هذا هو مخرج القاف


ننتقل بعده إلى الحرف القريب من القاف ولكنه إلى مقدم الفم أقرب وهو الذي نراه الآن على الشاشة وهو مخرج حرف الكاف والذي يخرج من أقصى اللسان مع الحنك الحمي والعظمي معاً لاحظوا اللون الأزرق الذي يمثل منطقة التصادم هذه المنطقة التصقت بالحنك اللحمي وبالحنك العظمي معاً ، هذه المنطقة هي منطقة حرف الكاف ، بهذا نكون قد تعرضنا للحرفين اللذين يخرجان من أقصى اللسان ،


وسط اللسان المنطقة التي أشرنا إليها منذ قليل هذه المنطقة يخرج منها في اللغة العربية ثلاثة أحرف الجيم والشين والياء ، نبدأ بحرف الجيم ، الجيم أيضاً يخرج كما قلنا من وسط اللسان مع ما يحاذيه من منطقة الحنك الأعلى ولكن بالتصاق تام محكم يمنع الصوت من الجريان هكذا الجيم العربية ( أَجْ ) ، (جا ) لما نقول ( جا ) يكون المخرج مقفولاً تماماً ثم ينفتح ( جا ، جو ، جي ) أما ما نسمع في كثير من العاميات المعاصرة من الجيم الرخوة هذه الجيم الرخوة جيم هي ولكن ليست الجيم الفصيحة المنقولة لنا في التلاوة القرآنية الجيم التي نقلت لنا من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب المعاصرين له جيم شديدة ، نرى على الشاشة مخرج الجيم وكيف يخرج من وسط اللسان مع انقفال المخرج إنقفالاً تاماً نلاحظ على اللوحة المنطقة الزرقاء اللون والتي تمثل منطقة التي يقرع فيها وسط اللسان الحنك الأعلى ، وسط اللسان مع وسط الحنك الأعلى لاحظوا بأن المنطقة مقفلة تماماً ولا حظوا رأس اللسان ، رأس اللسان إلى الأمام لا علاقة برأس اللسان ،


ننتقل إلى الحرف الثاني من حروف وسط اللسان وهو حرف الشين ها هو أمامنا على الشاشة نلاحظ بأن المخرج غير منقفل تماماً نعم إن الشين تخرج من وسط اللسان مع وسط الحنك الأعلى كالجيم ولكن المخرج غير منقفل لاحظوا اللون الأزرق الفاتح اللون هو يمثل الهواء الخارج من الداخل إلى خارج الفم لاحظوا بأن الطريق أمامه مفتوح هكذا نجد بأن الشين لا ينقفل المخرج عند النطق بها بل يبقى مفتوحاً يمر منه الصوت لذلك الشين كما سيأتي معنا في صفات الحروف هي حرف مهموس وحرف رخو يعني يجري معه الصوت ويجري معه النفس ،


الحرف الثالث الذي نريد أن نتكلم عنه اليوم هو الياء كما نراه أمامنا على الشاشة ولاحظوا بأن الياء من وسط اللسان وأن المخرج غير منقفل وأن أقصى اللسان قد انخفض إلى أسفل منطقة أقصى اللسان لاحظوا أن المجرى واسع في الخلف في منطقة أقصى اللسان وأن مخرج الياء يبقى الصوت معه جارٍ كما لاحظوا أن رأس اللسان لا عمل له وأنه قريب من الأسنان السفلى فهي تخرج من وسط اللسان ولكن المخرج غير منقفل هذه هي الأحرف التي تخرج من وسط اللسان وإن قارنا اللوحات الثلاثة الماضية لوحة الجيم ولوحة الشين مع لوحة الياء لعلنا ندرك الفرق لاحظوا هذه اللوحة الأخيرة في حلقتنا اليوم والتي جمعنا لكم فيها اللوحات الثلاثة السابقة التي تمثل مخرج الجيم وهي في الزاوية العليا اليمنى لاحظوا بأن المخرج قد انقفل انقفالاً تاماً ولاحظوا اللوحة التي على يسار اللوحة في الزاوية العليا كيف أن مخرج الشين منفتح والصوت يمر منه ، أما الصورة السفلية فتمثل حرف الياء لاحظوا اختلاف شكل اللسان بين الشين وبين الياء لاحظوا اختلاف شكل اللسان في حرف الياء مغاير لحرف الشين مع أن كلاً منهما يخرج من وسط اللسان وكل منهما يجري معه الصوت ويجري معه النفس إذاً خلاصة الكلام منطقة أقصى اللسان يخرج منها حرفان القاف والكاف منطقة وسط اللسان يخرج منها ثلاثة أحرف الجيم والشين والياء هذه الثلاثة تخرج من وسط اللسان أما بقية أجزاء اللسان فنتكلم عنها في الحلقات القادمة .


انتهى تفريغ الدرس الثاني والستون
 
أعلى