المد الطبيعي
نبدأ اليوم بالمد الطبيعي : المد الطبيعي عرفه علماءنا بقولهم هو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب معنى قولهم لا تقوم ذات الحرف إلا به أي أن ذات الحرف لا تبرز إلى الوجود إلا بهذا المد فمثلا تأملوا لو قلت ( قَلَ ) وسألنا سائل ماذا نطقت فيقول نطقت قافاً مفتوحة بعدها لام لكني لو قلت ( قَال ) وسألت سائلا ماذا نطقت فيقول نطقت قافا مفتوحة بعدها ألف بعدها لام فهذه الألف متى برزت للوجود عند المد الطبيعي هذا معنى قول العلماء لا تقوم ذات الحرف إلا به يعني إلا بهذا المد ولو سأل سائل ما سبب هذا المد الجواب أنه لا يتوقف على سبب يعني أنه ليس له سبب لأن بعض المدود كما سيمر معنا سببها الهمز وبعضها سببه مجيء حرف ساكن أما الطبيعي فلا سبب له .
قاعدة : المد الطبيعي : هو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب
أمثلة : ( قال ، الرحمن ، مالك ، يقول ، توبوا ، قلوبهم ، قيل ، سينين ، الذي )
ومقدار مده حركتان .
كم حركة يمد هذا المد قال علماءنا يمد بمقدار حركتين يقودنا هذا الأمر إلى كيف نضبط أزمنة المدود وكيف نقيسها المعيار الذي اتخذه علماءنا في ضبط المدود هو حركة الحرف عندما أقول ( قَ ) هذه ( قاف ) مفتوحة وعندما أقول ( قَا ) هذه قاف مفتوحة بعدها ألف كيف نشأت هذه الألف نشأت هذه الألف ؟ نشأت من تطويل فتحة ( قَ ) إذا طولت فتحة ( قَ ) فنشأ حرف الألف طولتها بمقدار كم هنا السؤال طولتها بمقدار ( قَ ) أخرى يعني زمن نطق ( ق َ ) + ( قَ ) يساوي زمن نطق ( قَ ) هذا معنى قول العلماء إن هذا المد بمقدار حركتين .
قاعدة : ضبط أزمنة المدود
المعيار في ضبط أزمنة المدود هو القياس بالحركات ، والحركة هي الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرف مفتوح أو مضموم أو مكسور . وعليه فالحركتان : هي الفترة الزمنية اللازمة للنطق بحرفين متحركيين متتاليين ، أي أن زمن نطق بحرف ( قَا ) هو نفس زمن نطق ( قَ قَ ) .
بهذا نكون قد بينا الميزان والمعيار الذي اتخذه علماءنا لضبط أزمنة المدود فعندما نقول إن هذا المد بمقدار أربع حركات أي أن مقداره مقدار نطق أربع حركات متحركة متتالية هذا المد بمقدار خمس حركات أي بمقدار النطق بخمسة أحرف متحركة متتالية
المقادير التي في المدود التي ستمر معنا خمسة مقادير ، المقدار الأول بمقدار حركتين أو أن يكون بمقدار ثلاث حركات أو أن يكون بمقدار أربع حركات أو أن يكون بمقدار خمس حركات أو أن يكون بمقدار ست حركات ولا شيء بعد الستة .
الحركتان سماها علماءنا القصر إذا سمعتم أن هذا المد يقصر أي بمقدار حركتين ثلاث حركات سماها علماءنا فويق القصر بعده أربع حركات سماه علماءنا التوسط ، الخمس حركات سماها علماءنا فويق التوسط الطول أو الإشباع وهو بمقدار ست حركات .
هذه هي المعايير الخمسة التي سنستخدمها في ضبط المدود .
قاعدة :- مراتب أزمنة المدود
لأزمنة المدود خمس مراتب :-
1- القصر : ومقداره حركتان .
2- فويق القصر : ومقداره ثلاث حركات .
3- التوسط : ومقداره أربع حركات .
4- فويق التوسط : ومقداره خمس حركات .
5- الطول ( أو الإشباع ) : ومقداره ست حركات .
بهذه الموازين سوف نضبط تلاوتنا ونضبط مدودنا وبعد أن شرحنا هذه المقادير .
أريد أن ألفت الأنتباه بأن هذا الميزان ميزان مرن كميزان الغنن الذي مر معنا سابقا ما معنى مرن يعني إن طول المد مشتق من سرعة التلاوة ، إن سرعة القراءة للقرآن قد تلقيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة مراتب .
1- البطء 2- التوسط 3- السرعة .
سبق أن قلنا أن البطء اسمه التحقيق وأن السرعة اسمه الحدر وأن التوسط اسمه التدوير فإذا كنت أقرأ بالتحقيق فإن ست الحركات سوف تكون ممطوطة وطويلة لأن الحركة في التحقيق زمنها أطول ، لما أسرع في القراءة سوف يقصر زمن الحركة وبالتالي سوف يقصر زمن المدود ولو بقي اسمها ست حركات أو أربع حركات يعني لما أمد أربع حركات في التحقيق فإن مقدارها ليس مساوٍ لأربع حركات في التدوير لأن الحركة هنا تغاير الحركة هنا في الطول والقصر هذه الحركة مشتقة من نفس الميزان والسرعة وهذه مشتقة من نفس الميزان والسرعة كذلك الأمر بالنسبة للحدر .
فانتبهوا إلى هذا الضابط المرن والمتناسب مع سرعة القراءة الذي يدل على مقدار ضبط علماءنا للقرءان كما أنزل .
ملاحظة :
قياس المدود بحركات الأصابع قبضا أو بسطا ميزان محدث وغير دقيق ذكره بعض العلماء للمبتدئين لكنه لا ينضبط لِمَ لأن سرعة الإصبع قبضا أو بسطا لا تنضبط من إنسان إلى آخر بل إنها لا تنضبط مع نفس الشخص في مراحل عمره المختلفة فحركة إصبع الإنسان وهو شاب غير حركة إصبعه وهو عجوز كذلك الأمر بالنسبة لسرعات القراءة لو قلنا قبضا أو بسطا معناها أننا جعلنا للمدود ميزانا واحدا مهما كانت سرعة القراءة وهذا لا يصح .
تكلمنا في المرة الماضية عن المد الطبيعي وقلنا بأن المد الطبيعي هو أن يأتي حرف المد وقبله حركة تناسبه يعني الألف الساكنة المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها هذا الحرف الذي قبل حرف المد إن كان همزة بدل أن نسميه مدا طبيعيا نسميه مد بدل هذا كل ما في الأمر مثل ( قالوا ) ( قا ) هذا يسمى مدا طبيعيا لو كان بدل حرف القاف همزة مثل ( ءامنوا ) ( ءا )بدل أن نقول هذا مد طبيعي نقول هذا مد بدل كذلك الواو الساكنة المضموم ما قبلها مثل الواو في كلمة ( قالوا ) هذا مد طبيعي لو كان بدل اللام التي قبل الواو همزة مثل قوله تعالى ( أوتوا ) ( أُوْ ) بدل أن نسميه مدا طبيعيا نسميه مد بدل كذلك الأمر بالنسبة للياء إن كان عندي ياء ساكنة وقبلها مكسور مثل ( قيل ) لو كان بدل القاف همزة مثل قوله تعالى (إيمانا ) ، ( فزادهم إيمانا ) ( إِيْ )
هذا الصوت ياء ساكنة قبلها همزة مكسورة بدل أن نسميه مدا طبيعيا نسميه مد بدل هذا عندنا في علم التجويد إذاً في علم التجويد الذي يهمني أن يأتي حرف المد وقبله همزة ( ءَاْ ) ، ( أُوْ ) ( إِيْ ) احفظوا هذه الأصوات الثلاثة ( ءَاْ ) ( أُوْ ) ( إِيْ ) كل واحد منها بدل أن نقول مداً طبيعاً نقول هذا مد بدل كم مقدار مده حركتان مثل المد الطبيعي ما هو إلا حالة خاصة من المد الطبيعي قد يسأل سائل إن كان مثل المد الطبيعي وهو حالة خاصة منه فلماذا خصصناه بالذكر هذا أمر يتعلق بعلم الصرف لا أريد أن أشوشكم ولكن أقول كلاما من فهمه خير وبركة ومن لم يفهمه فاليكتفي في القسم الأول العرب لا تجمع بين همزتين في كلامها ، العرب لا تجمع بين همزتين ثانيتهما ساكنة هذا الشرط ، يعني العرب لا تقول ( أَأْ ) ولا تقول ( أُأْ ) ولا تقول ( ءِءْ ) فإذا جاء في كلام العرب ( أَأْ ) أبدلوا الثانية ألفا فقالوا ( ءا ) وإذا جاء في كلام العرب همزة مضمومة وبعدها همزة ساكنة مثل ( ءُءْ ) أبدلوا الثانية واواً فقالوا ( أُو ) وإذا جاء بدل الثانية همزة ساكنة وقبلها همزة مكسورة ( ءِءْ ) قالوا ( إِي ) فأحيانا نسمع من البعض من يقول ( إِئتوني ) العرب لاتقول ( إِئْتوني ) بل تقول ( إيتوني )
فلا تجمع العرب بين همزتن ثانيتهما ساكن فهذا سبب تسمية هذا النوع من المد مد بدل لأن فيه إبدال الهمزة الثانية حرف مد هذا أمر صرفي من عرفه خير وبركة ومن لايعرفه فاليكتفي بالشق الأول إذاً هم لم يسموه بدلا إعتباطا هكذا فهذا المد عند المجودين هو كل همز ممدود ، وهو ملحق بالمد الطبيعي والأمثلة على ذلك ( ءامن ) نلاحظ أن الألف جاء قبلها همزة ( ءامن ) فتمد بمقدار حركتين ( شنئان ) في سورة المائدة وردت هذه الكلمة ، نلاحظ بأن الألف قبلها همزة في كلمة ( شنئان ) ( أوتوا ) هذه الواو الأولى في كلمة ( أوتوا ) جاء قبلها همزة فهذا مد بدل إذاً ( أوتوا ) فيها مدان الأول بدل والثاني مد طبيعي ( يؤوده ) وهذه الكلمة في آية الكرسي ( ولا يؤوده ) ( يؤو ) هذا المد بدل بمقدار حركتين ( إيمانا ) أيضا الياء قبلها همزة مكسورة فتمد بمقدار حركتين ( لإيلاف قريش ) ( لإيلاف ) هذه الكلمة أيضا فيها ياء ساكنة قبلها همزة مكسورة فهذا المد مد بدل يمد بمقدار حركتين هذا بحثنا اليوم بحث سهل ليس فيه صعوبة فيه مد من أحد المدود التسعة الذي قلنا لا غنى لقاريء القرآن عن معرفتها . __________________
اليوم نتكلم عن المد الثالث من هذه المدود وهو مد العوض – مد العوض له علاقة بالتنوين ، والتنوين ظاهرة في اللغة العربية معناها أن تختم بعض الأسماء وهي الأسماء التي تكون نكرة بنون في اللفظ لا في الخط يعني نقول ( كتابٌ ، كتاباً ، كتابٍ ) كلمة كتابٌ آخرها ضمة جاء بعد الضمة نون ساكنة ( كتابُنْ ) ، ( كتاباً ) هذه كلمة كتاب آخرها فتحة وجاء بعد الفتحة نون ساكنة ( كتابَنْ ) ، ( كتابٍ ) هذه كلمة كتاب آخرها كسرة وجاء بعد الكسرة نون ساكنة ( كتابِنْ ) هذه النون تكون في اللفظ دون الخط وبالوصل دون الوقف ، في الوقف كانت العرب إذا وقفوا على مثل هذه الكلمة التي أتينا بها كمثال إن كان التنوين تنوين رفع أو جر حذفوا التنوين ووقفوا بالسكون فيقفون على كلمة ( كتابٌ ) ( كتابْ ) وعلى ( كتابٍ ) ( كتابْ ) أما ( كتاباً ) التي آخرها تنوين النصب كما يسميه العلماء فإنهم يحذفون التنوين كما يفعلون في تنوين الرفع والجر إلا أنهم هنا يعوضون عنه بألف تكون في الوقف دون الوصل وتمد بمقدار حركتين تماما كالمد الطبيعي فبدل أن يقولوا ( كتاباً ) عند الوقف يقولون ( كتابَا ) وبدل أن يقولوا ( عليماً ) يقولون ( عليمَا ) وهكذا نقيس عليها بقية الأسماء المنتهية بتنوين النصب .
مد العوض
هو التعويض عن تنوين النصب حالة الوقف بألف تمد بمقدار حركتين ويلحق بالمد الطبيعي . الأمثلة قوله تعالى ( توَّابا )في الوصل تكون ( توَّاباً ) بنطق التنوين وفي الوقف تكون ( توَّابا ) بحذف التنوين ( شيئا ) في الوصل تكون ( شيئاً ) أما في الوقف تكون ( شيئا ) بحذف التنوين ( ماءا ) ونعني به المد الثاني بعد الألف ولا نعني به المد الطويل ( ما ) هذا مد سنتكلم عنه في الحلقة القادمة أتكلم عن المد الثاني ( ماءا ) هذا الثاني الذي هو بعد الهمزة والذي ختمنا به الكلمة كذلك . المثال الذي بعده ( إنشاءا ) أيضا هذه الكلمة وردت في سورة الواقعة ( إنشاءً ) نقف عليها بدون تنوين ( إنا أنشأنهن إنشاءا ) نقف عليها هكذا لأن تنوينها تنوين نصب لو تأملنا المثال الثالث والرابع والثاني أيضا ( شيئاً ، وماءً ، إنشاءً )قد يقول قائل أليس هذا مد بدل لأنه همز ممدود نقول لا هذا ليس مد بدل لأن الألف فيه ليست أصلية بل هي منقلبة عن التنوين فلذلك هذا المد مد عوض ولو كان ظاهره أنه مد بدل فلا يغرنك أنك تمد كلمة ( شيئا ) فتظن أنه مد بدل بل هو مد عوض يمد بمقدار حركتين هذا هو درسنا لكن بقي حالة وهي بعض الأسماء المختومة ما يسمى هاء التأنيث كقوله تعالى ( وشجرةً تخرج من طور سيناء ) ( وشجرةً ) هذا تنوين نصب ولكنه جاء على هاء التأنيث ونحن نعلم أن هاء التأنيث تكون في الوصل ( تاءً ) وفي الوقف ( هاءً ) فعندما نقف على قوله تعالى ( وشجرةً ) نقف عليها بحذف التنوين من غير عوض هكذا ( وشجرهْ ) هذه حالة مستثناة من مد العوض لا بد من ذكرها وكذلك قوله تعالى ( وامرأةً مؤمنةً ) ( وامرأةً ) فإذا وقفنا عليها أصبحت التاء ( هاءً ) هكذا ( وامرأهْ ) وكذلك قوله تعالى (جنةً ) ( وجزاهم بما صبرواجنةً وحريرا ) ( جنهْ ) ولا نقول ( جنةَ ) بفتح التاء أو مدها إذاً مد العوض أمره سهل تنوين النصب عندما نقف عليه نحذفه ونعوضه بألف إلا إذا كان هذا التنوين جاء على هاء التأنيث .
المد المتصل هو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في الكلمة نفسها يعني يأتي حرف المد والهمزة بعده في الكلمة نفسها فعند ذلك يجب تطويل حرف المد هذا عن مقدار حركتين لأنه هكذا تلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقدم النصوص في ذلك ما رواه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد رجاله ثقات عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ( أنه كان يقريء رجلا فقرأ الرجل ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) فلم يمد الألف في كلمة للفقراء ولم تكن القواعد قد قعدت بعد لكن عبدالله بن مسعود شعر بأن التلاوة ليست صحيحة مع أن المعنى ليس فيه فساد فقال للرجل ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الرجل كيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن فقال ابن مسعود أقرأنيها ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) فمد صوته في كلمة الفقراء . إذاً هذا الحديث نص بما نسميه المد المتصل وهو موجود ومتلقى لكن القواعد لم تكن قد قعدت بعد ذلك علماءنا نظروا في المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدوا أن كل ألف أو واو مدية أو ياء مدية بعدها همزة تلقيت ممطوطة زيادة على ما فيها من المد الطبيعي سمى علماءنا هذا المد بالمد المتصل لأن الهمزة وحرف المد جاءا في كلمة واحدة كم نمد هذا المد ؟ الذي رواه حفص عن شيخه عاصم والذي تلقيناه من كتاب الشاطبية ومنظومتها أن يمد بمقدار أربع حركات يعني ضِعف المد الطبيعي مثلا نقول ( وجاء ربك ) نمد الألف بقدر ( قَا ) مرتين ( قَا ) هذه حركتين بمقدارها مرتين نمد المد المتصل سواء كان ألفاً كما هو في المثال أو واواً كقوله ( سوء أعمالهم ) أو ياء كقوله تعالى ( سيء بهم ) .
قاعدة : المد المتصل :
هو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في كلمة واحدة . الأمثلة :- قوله تعالى ( السماء ) نلاحظ الألف المدية وبعدها همزة وجاءا في كلمة واحدة ( يشاء ) أيضا هذا مثال على الألف ( لقاءنا ) أيضا مثال على الألف وفي وسط الكلمة ( السوء ) أيضا هذا مثال واوي ( أن تبوء ) مثال واوي آخر ( وجيء يومئذ ) هذا مثال يائي ( سيء بهم ) أيضا هذا المثال على حرف الياء ويعده همزة في الكلمة نفسها :- ( السماء ، يشاء ، لقاءنا ، السوء ، أن تبوء ، وجيء ، سيء بهم ) .
مقدار مده في رواية حفص عن عاصم :-
إن كنا نقرأ له من طريق الشاطبية من الرواية التي نقلها الإمام الشاطبي فتلقي هذا المد بمقدار أربع حركات كما ذكرت أو خمس حركات يصح أن يمد بمقدار أربع حركات وسبق أن سمينا هذا المقدار التوسط ويصح أن يمد بمقدار خمس حركات وسبق أن سمينا هذا المقدار فويق التوسط أما إن كان يقرأ القاريء لحفص من طريق منظومة طيبة النشر التي نظمها الأمام ابن الجزري رحمه الله فيمد كما مد في الشاطبية أربع حركات أو خمس حركات ويصح وجه ثالث أيضا وهو مده بمقدار ست حركات وهو ما قد سبق أن سميناه بالطول أو الإشباع المتعارف والذي يهم القاريء العادي أن يمده ضعف المد الطبيعي يعني هذه المعلوما ت نذكرها لأهل التخصص أما القاريء العادي في البيت يكفيه أن يزيد في هذا المد ضعف المد الطبيعي يعني يقول ( قالوا ) ( قَا ) هذه حركتين إذا جاء بعد حرف المد همزة مثل ( هؤلاء ) ( يشاء ) ( السماء ) ضعف المد الطبيعي أربع حركات يكفيه أن يفعل ذلك لكن أن يمده بمقدار حركتين كالطبيعي فهذا لم يرد أبدا لا من رواية صحيحة ولا شاذة .
ما زلنا نتابع الحديث عن المدود في كتاب الله تعالى ولا مانع من أن أذكركم بأن المدود التي لا يستغني عن معرفتها قاريء القرآن تسعة ذكرنا منها في الحلقات الماضية المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المتصل واليوم نتكلم عن المد الخامس منها وهو المد المنفصل ، المد المنفصل من اسمه يظهر ما هو المد المنفصل . المد المنفصل هو أن يأتي حرف المد آخر الكلمة الأولى وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها ، كنا قد أخذنا في الدرس الماضي أن المد المتصل جاء فيه حرف المد والهمزة في كلمة واحدة خلف بعضهما مثل (وجاء ، سوء أعمالهم ، وجيء يومئذ بجهنم ) حرف المد والهمزة في الكلمة ذاتها لكن المد المنفصل يكون حرف المد آخر الكلمة الأولى وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها كقوله تعالى ( يا أيها ) نلاحظ بأن حرف المد جاء في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها .
قاعدة : المد المنفصل :
هو أن يأتي حرف المد آخر الكلمة الأولى وهمزة القطع في أول الكلمة التي تليها . الأمثلة : ( بما أنزل ) بما حرف المد وهو الألف جاء آخر الكلمة الأولى والهمزة في كلمة أنزل جاءت في أول الكلمة المثال الثاني ( ألا إنهم ) كذلك حرف الألف في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة الثانية أيضا المثال الذي بعده مثال واوي قوله تعالى ( قوا أنفسكم ) والمثال الذي بعده ( قالوا إنا ) أيضا هذا مثال واوي ( في ءاذانهم ) هذا المثال على حرف الياء ( إني أعلم ) أيضا هذا مثال يائي جاءت الياء في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة التي تليها .
إذاً المد المنفصل هو مشابه جدا للمد المتصل الفرق الوحيد هو أن هذا جاء حرف المد والمد في الكلمة نفسها والمنفصل جاءا في كلمتين هل يترتب على ذلك تغيير في عدد الحركات التي يمد بها هذا المد بالنسبة للمد المتصل نعم بينهما بعض الإختلاف نلاحظ أيضا .
المد المنفصل
مقدار مده في رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية أربع أو خمس حركات تماما كالمد المتصل كما مر معنا في درسنا الماضي أما من طريق طيبة النشر فإن المد المنفصل يمد بمقدار حركتين أو ثلاث حركات أو أربع حركات أو خمس حركات إذاً هذا مقدار مد المنفصل في القرآن الكريم سواء قرأنا برواية حفص من طريق الشاطبية أو من طريق منظومة طيبة النشر أثناء قراءتي يمر معي منفصل ويمر معي متصل إذا مر معي منفصل كم حركة اقرأ وبعد قليل يأتي المتصل يعني تركيب المنفصل مع المتصل هذا إن شاء الله سنفرد له الحلقة القادمة حتى نعلم ماذا يترتب على القاريء بين هذين المدين اللذين يتكرران جدا في القرآن الكريم .
تعريف مد الصلة مد الصلة في المصحف الشريف : هي عبارة عن واو صغيرة ملحقة بهاء الضمير إن كانت مضمومة وعبارة عن ياء صغيرة مقلوبة مردودة إلى الخلف أن كانت هاء الضمير مكسورة هكذا شكل مد الصلة ، مد الصلة هو أحد المدود التسعة التي جاءت في القرآن العظيم وكانت العرب إذا وقعت هاء الضمير بين حرفين متحركين أشبعوا حركتها يعني طولوها إلى أن يتولد من تلك الضمة واو ويتولد من تلك الكسرة ياء فهذه الواو وتلك الياء شرط ذلك أن تكون الهاء بين حرفين متحركين . هذا ما وجدته في الدرس الخامس والعشرون وأعتقد أن هناك مشكلة .
الدرس السادس والعشرون
مد الصلة
تكلمنا في الدرس الماضي عن تركيب المدين المنفصل والمتصل أحدهما مع الآخر عندما يقرأ القاريء القرآن فإذا مر معه مد منفصل ومده مثلا أربع حركات ثم جاءه متصل يمده أربعا مثل المنفصل إذا مد المنفصل خمس حركات ثم جاءه بعد قليل مد متصل يمده أيضا خمس حركات كالمنفصل إذاً الأربعة مع الأربعة والخمسة مع الخمسة هذا الذي قلناه لحفص من طريق الشاطبية وتوسعنا في الكلام أكثر وقلنا أوجه أخرى لحفص من طريق الطيبة لا داعي لأعادتها لأنها للمتخصصين لكن القاعدة التي ذكرناها وأريد أن تكون راسخة للجميع أن المد المتصل دائما أكبر أو يساوي المنفصل .
لذلك من كان منكم قد درس أحكام التجويد على بعض الأساتذة يسمون المد المتصل المد الواجب ويسمون المد المنفصل المد الجائز لِمَ لأن المد المتصل لم يرد قصره أبدا عن أحد من القراء ، ولا قاريء من القراء روى المتصل حركتين يعني كالطبيعي أما المنفصل فروي بمقدار حركتين يعني أن يبقى طبيعيا لذلك يجوز مده ويجوز ترك مده من أجل هذا سمي جائزا أما المتصل فلم يقصره أحد ولم يروه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا إلا ممدودا لذلك يسمونه مدا واجبا يعني واجب تطويله عن حركتين واجب تطويله عن الطبيعي هذا ما كان بالنسبة لدرسنا الماضي بفضل الله تكلمنا على خمسة من المدود التسعة التي لا غنى عن قاريء القرآن عن معرفتها وهي المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المتصل والمد المنفصل نتكلم اليوم عن المد السادس وهو مد الصلة .
الصلة : مد متعلق بهاء نستعملها بكلامنا العربي وهي هاء التي يكنى به عن الغائب المفرد المذكر نقول ( إنهُ ) أنا أتكلم مع شخص مخاطب عن شخص ثالث غائب بهاء هذه الهاء يسميها العرب هاء الغائب المفرد المذكر هذه الهاء في لغة العرب حركتها دائرة بين الضم والكسر ولا تكون مفتوحة أبدا إما آخرها ضمة أو آخرها كسرة مثل ( إنهُ ) ، ( بهِ) إما مضمومة وإما مكسورة كانت العرب إذا وقعت هذه الهاء بين حرفين متحركين يطولون كسرتها أو ضمتها حتى يتولد من تلك الضمة أو تلك الكسرة واو مدية وياء مدية مثال ذلك ( إنهُ على رجعهِ لقادر ) الهاء الأولى وقعت بين حرفين متحركين كذلك الهاء الثانية ( إنهُ على رجعهِ لقادر ) وقعت بين متحركين لذلك نمط ضمة ( إنهُ ) حتى يتولد منها واو ( رجعهِ ) نمط الكسرة حتى يتولد منها ياء هذا المد الذي نشأ هذا حرف المد الذي نشأ نسميه مد صلة .
قاعدة : مد الصلة الصغرى والكبرى
هو صلة هاء الضمير للمفرد المذكر الغائب بواو إن كانت الهاء مضمومة وبياء إن كانت الهاء مكسورة بشرط أن تقع بين متحركين ولها نوعان :
1- صلة صغرى إذا لم يقع بعد الهاء همزة نحو : ( إنهُ على رجعهِ لقادر ) وتمد بمقدار حركتين ، ويلحق بالمد الطبيعي .
قد يسأل سائل لماذا نقول يلحق بالمد الطبيعي ولا نقول عنه مدا طبيعيا لأننا إذا وقفنا عليه تختفي هذه الواو وهذه الياء (إنهُ ) إذا وقفنا عليها نقول ( إنَّهْ ) بتسكين الهاء ( رجعهِ ) إذا وقفنا عليها نقول ( رجعهْ ) ولا نقول ( رجعهِ ) لا نفعل ذلك فهذه الواو وتلك الياء لا نظهرها إلا حالة الوصل لذلك هذا المد يعتبر ملحقا بالمد الطبيعي أما المد الطبيعي فيكون ثابتا وصلا ووقفا وتلاحظون في المصاحف بعد الهاء واوا صغيرة يعينون القاريء بأن يضعوا بعد الهاء واواً صغيرة أو ياء صغيرة بمعنى أشبع أيها القاريء تلك الضمة وتلك الكسرة حتى يتولد منهما واو وياء مديتان أما إذا كان بعد الهاء همزة مثل ( مالهُ أخلده ) جاءت هنا همزة لاحظوا لما أقول بهذه الصفة ( ما لهُو ) أليس آخر حرف نطقته من الكلمة الأولى واواً ساكنة قبلها مضموم ( مالَهُو ) حرف مد واو ساكنة قبلها مضموم ( أخلده ) همزة في أول الكلمة التي تليها ألا يشبه المد المنفصل الذي كنا درسناه في الحلقة قبل الماضية نعم يشبهه ولكن الفرق بينهما أن حرف المد في ( يا أيها ) في المد المنفصل الذي كنا قد درسناه يبقى هذا المد وقفا ووصلا أما ( مالهُ أخلده ) لو وقفنا على ( مالهُ ) بتسكين الهاء هكذا ( مالهْ ) فتختفي الواو .
لذلك هذا المد يعامل معاملة المد المنفصل إذا مددنا المنفصل أربع حركات نمد هذا المد أربع حركات وإذا مددنا المنفصل خمس حركات نمده خمس حركات وإذا مددنا المنفصل حركتين من طريق طيبة النشر نمد الصلة الكبرى أيضا حركتين ونسميه مد الصلة الكبرى .
2- صلة كبرى : إذا وقع بعد الهاء همزة نحو : ( إنهُ أواب ) نلاحظ أن الهاء وقعت بين متحركين والمتحرك الثاني هو همزة لذلك نمط الضمة حتى يتولد منها واو ونمد تلك الواو بمقدار المد المنفصل فحيث أننا في تلاوتنا المنهجية نمد المد المنفصل أربع حركات نمد هذا المد الذي هو الصلة الكبرى أربع حركات أيضا ، المثال الثاني ( لهُ أصحاب ) ( بهِ إلا ) ( هذهِ أنعام ) وتمد بمقدار المد المنفصل سواء بسواء ) .
ملاحظة : الهاء في كلمة ( هذهِ ) ليست هاءها هاء ضمير مفرد غائب لكنها تعامل معاملة المفرد الغائب قد يقول قائل هل الهاء في كلمة هذه ضمير مفرد غائب مذكر الجواب لا لكن العلماء عاملوها طيب ليس العلماء لما نقول العلماء يعني عندما قننوا القواعد وقعدوها أما هي هكذا عاملتها العرب عاملت العرب هاء ( هذهِ ) معاملة هاء الضمير للمفرد الغائب المذكر فتمد كسرتها بمقدار حركتين إن لم يكن بعدها همزة وإن كان بعدها همزة كالمثال الذي بين أيدينا ( هذهِ أنعام ) يعامل معاملة المد المنفصل ( توسطاً وفويق التوسط ) .
إذاً ألخص ما قلته – هاء الضمير المفرد المذكر الغائب إذا وقعت بين متحركين نشبع ضمتها وكسرتها ، إذا وقع بعدها همزة بعدها همزة تعامل معاملة المنفصل ونسميها صلة كبرى قد يسأل سائل هل هذه القاعدة تنطبق على القرآن كله من الجلدة إلى الجلدة عل رواية حفص عن عاصم نقول نعم هذه القاعدة تنطبق على القرآن كله اللهم إلا كلمتين اثنتين في رواية حفص عن عاصم الكلمة الأولى لم تنطبق عليها القاعدة يعني لم تقع بين متحركين وفيها صلة والكلمة الثانية انطبقت عليها القاعدة ووقعت بين متحركين ولكن لا صلة فيها لِمَ هكذا رواها حفص عن شيخه عاصم بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قاعدة : - يستثنى من الصلة كلمتان :-
1- كلمة لا ينطبق عليها الشرط وفيها صلة وهي : ( ويخلد فيهِ مهانا ) في سورة الفرقان . نلاحظ أن كلمة ( فيهِ مهانا ) قبل الهاء ياء ساكنة يعني ليس حرفاً متحركاً ومع ذلك فإن حفصا رواها عن عاصم ( بالصلة ) أما الكلمة الثانية التي انطبق الشرط عليها ولا صلة فيها وهي ( يرضهُ لكم ) لاحظوا الهاء قد وقعت بين متحركين فقبلها متحرك وبعدها متحرك ومع ذلك فلم يروها حفص بالصلة هكذا ( يرضهو) وإنما رواها (يرضهُ لكم ) يعني من غير إشباع لضمتها بهذا نكون قد وضعنا القاعدة التي تعين القاريء على مد الصلة في القرآن كله من الجلدة إلى الجلدة .
كنا قد تحدثنا في الحلقات الماضية عن ستة من المدود التسعة التي لا غنى لقاريء القرآن الكريم عن معرفتها ونذكِّر بها فنقول هي المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المنفصل والمد المتصل ومد الصلة تكلمنا على هذه الستة واليوم نتكلم عن المد السابع وهو المد اللازم ، المد اللازم أمره سهل كل ما في الأمر هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكونا أصليا ونعني بالسكون الأصلي أن يكون الحرف ساكنا بالوصل وساكنا بالوقف يعني يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن هذا الحرف الساكن إن وصلنا الكلمة فيما بعدها يبقى ساكنا وإن وقفنا على هذه الكلمة يبقى ساكنا هذا ما نعنيه بكلمة السكون الأصلي . المد اللازم يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن لكن هذا السكون دائم سواء وصلنا أو وقفنا : المثال يوضح ذلك مثلا قوله تعالى ( والضالِّين ) هذه الألف في كلمة( الضالِّين ) ألف ساكنة قبلها مفتوح إذاً هي حرف مد وجاء بعدها لام مشددة ونحن نعلم أن الحرف المشدد حقيقته حرفان حرف ساكن وبعده حرف متحرك يعني اللام في كلمة ( الضالِّين ) هي في الحقيقة لامان لامٌ ساكنة وبعدها لام مكسورة فالألف في قوله تعالى ( والضالِّين )
جاءت بعدها اللام الساكنة إذاً تحقق الشرط فهذا المد لا بد من تطويله وقد أجمع العلماء فيما نقلوه عن رسول الله صلى اله عليه وسلم على مده مداً طويلا مشبعا بمقدار ست حركات إذاً هذا المد سماه العلماء المد اللازم لأنه لازم أن يمد لأنه أجمع كلهم على مده وأجمعوا على مقدار مده تذكرون في درس قبل سابق تكلمنا عن المد المتصل وقلنا بأن المد المتصل يسمى المد الواجب لأن القراء نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوب مده لكنهم لم يروه عنه صلى الله عليه وسلم على مقدار واحد إذاً يجب أن يطول المتصل ولكن يطول بمقادير مختلفة بحسب ما نقلوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أما هذا المد فإنهم نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تطويله ونقلوا عنه مقداراً واحداً مداً طويلاً ومثال ذلك ( الضالِّين ، الطامَّة ، الحاقَّة ) أيضا نلاحظ بأن هذه الألفات جاء بعدها حرف ساكن مشدد قد يكون الحرف الساكن غير مشدد مثل قوله تعالى في سورة يونس ( ءالآن وقد عصيت )
لاحظوا جاء حرف المد وهو ألف ساكنة مفتوح ما قبلها وبعدها لام ساكنة غير مشددة ولم يأت المد اللازم الذي بعده سكون غير مشدد إلا في هذه الكلمة على رواية حفص عن عاصم وقد يكون هذا المد في حرف من الحروف المقطعة التي افتتح الله بها بعض السور كقوله تعالى ( يس ) لاحظوا حرف السين عند نطقنا لهذا الحرف ننطق ثلاثة أحرف سين مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها نون ساكنة هكذا ( ياسين ) وهذه النون الساكنة سواء وقفنا على كلمة ( يس ) أوصلناها بقوله تعالى ( والقرءان الحكيم ) إذاً هنا مد لا بد من تطويله بمقدار ست حركات وهو مد لازم .
قاعدة :- المد اللازم
هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكونا أصليا في الكلمة نفسها نحو ( الطامَّة ، ءالآن ، والضالِّين ، ن ، وتقرأ : نون ) ، الميم من ( حم ) نلاحظ بأن الحاء مددناها بمقدار حركتين فقط لأنه مد طبيعي بنما ( ميم )مددناها ست حركات لأننا نطقنا ميما مكسورة بعدها ياء ساكنة بعدها ميم ساكنة . ويمد اللازم بمقدار ( 6 ) حركات لكل القراء .
علماءنا من باب تسهيل تقسيم المادة العلمية قسموا المد اللازم إلى نوعين قالوا المد اللازم إلى نوعين قالوا المد اللازم يأتي في القرآن إما في كلمة مثل ( الطامَّة ) وإما في حرف من الحروف المقطعة يعني في حرف فقالوا المد اللازم إما كلمي وإما حرفي ثم إن كل واحد من هذين المدين الكلمي والحرفي قد يكون الحرف الساكن الذي بعد حرف المد ساكنا فقط وقد يكون ساكنا مشددا فقالوا المد اللازم الكلمي قد يكون مخففا مثل قوله تعالى ( ءالآن ) لاحظوا اللام ليست مشددة وقد يكون مثقلا يعني مشددا إذا سمعتم كلمة مثقل يعني مشدد مثل ( والضالِّين ) وإن كان حرفيا أيضا يقسم إلى قسمين إما أن يكون مخففا كما مر معنا ( نون ) ( صاد ) وإما أن يكون مثقلا كاللام من قوله تعالى ( الم ) لاحظوا ألف لا مد فيها بينما ( لام ) تتألف من لام مفتوحة بعدها ألف بعدها ميم ساكنة وبعدها في النطق ميم تتألف من ثلاثة أحرف ميم بعدها ياء ساكنة بعد ميم ساكنة ( لام ) آخرها ميم ساكنة وميم أولها ميم مكسورة فندغم الميم الساكنة في الميم المتحركة كما مر معنا في بحث سابق عن إدغام الحرفين المتماثلين إذا التقيا والأول ساكن فينشأ مد لازم حرفي ولكنه مثقل هل يختلف المثقل عن المخفف والكلمي عن الحرفي من حيث الطول والقصر أبدا قلت لكم في بداية الحديث المد اللازم بكل أنواعها يمد ست حركات لكن من باب سهولة التقسيم للدرس قسمه علماءنا إلى هذه الأقسام الأربعة .
قاعدة : أنواع المد اللازم إ
ما أن يكون المد كلميا وإما أن يكون حرفيا وكل منهما إما أن يكون مخففا وإما أن يكون مثقلا مثال اللازم الكلمي المخفف ( ءالآن ) ومثال اللازم الكلمي المثقل ( والضالِّين ) ومثال اللازم الحرفي المخفف ( ص ) وتقرأ ( صاد ) ومثال اللازم الحرفي المثقل لام من ( ألم ) وتقرأ ألف لام ميم يعني ( ألم ) ألف لا مد فيها ولام مد لازم حرفي مثقل وميم مد لازم حرفي مخفف .
كنا قد تكلمنا في الحلقات الماضية على سبعة من المدود التسعة التي قلنا إنه لا غنى لقاريء القرآن الكريم عن معرفتها وهذه السبعة التي تكلمنا عليها هي المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المنفصل والمد المتصل ومد الصلة بنوعيها الصغرى والكبرى والمد اللازم واليوم إن شاء الله نتكلم عن المد العارض للسكون بعد أن كنا تكلمنا في الحلقة الماضية على مدود الحروف المقطعة التي ابتدأ الله بها بعض السور في القرآن الكريم .
المد اللازم أُذَكِّركم بتعريفه هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكوناً أصلياً وقلنا بأننا نعني بالسكون الأصلي أي أن يكون الحرف ساكنا إذا وصلنا وساكنا إذا وقفنا إذاً أعيد هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكوناً أصلياً هب أنه لم يكن هذا السكون ليس سكونا أصليا بأن كان هذا السكون بسبب الوقف مثلا نحن نقرأ في القرآن كلمة ( تعملونَ ) فإذا وقفنا عليها فإن العرب لا تقف على متحرك بل تقف بالسكون فبدلا من أن نقول تعملونَ ( بتحريك النون ) بالفتح نقول تعملونْ ( بسكون النون ) فتسكن هذه النون عند الوقف ولكنها في الوصل متحركة فهذه الواو التي قبل النون ما حكمها هذا ما يسميه القراء المد العارض للسكون وهو بعبارة أخرى المد العارض للسكون هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكوناً عارضاً بسبب الوقف وقد يكون على رواية أخرى بسبب الإدغام بالنسبة لحفص هو بسبب الوقف إذاً هو مشابه تماما لتعريف المد اللازم لكن هناك نقول وبعده حرف ساكن سكوناً أصلياً وهنا نقول وبعده حرف ساكن سكونا عارضا هذا هو الفرق بين التعريفين المد اللازم قد مر معنا أنه يمد ست حركات قولاً واحداً لكل القراء هذا المد العارض للسكون القراء اتجاهه لهم ثلاثة مذاهب كلها صحيحة وكلها مقروء بها . أولا أن يعامل معاملة المد الطبيعي وكأن السكون غير موجود يعني نحن في الوصل مثلا نقول ( تعملونَ ) نمد الواو حركتين وعندما أيضا نقف عليها بالسكون نقول ( تعملونْ ) بمد الواو وبمقدار حركتين فقط .
الحالة الثانية لهذا المد أن يعامل معاملة المد اللازم لأنه يشبه المد العارض للسكون حرف مد بعده حرف ساكن والمد اللازم حرف مد بعده حرف ساكن الفرق بين السكونين أن هذا السكون يكون وقفا ووصلا أما هذا فيكون وقفا فقط فأيضا يمكن أن يحمل المد العارض للسكون على المد اللازم فيمد بمقدار ست حركات مثل اللازم .
الحالة الثالثة الصحيحة في المد العارض للسكون أن يأخذ هذا المد حالة وسطا فلا هو بمقدار حركتين كالمد الطبيعي وننكر أثر السكون العارض بالمرة ولا نعامله معاملة اللازم فنمده ست حركات بل نعطيه حكما وسطا وهو أن يكون أربع حركات . أحب أن أُذَكَِّرَكم بشيء في دروسنا الماضية كنا قد تكلمنا بأن سرعات القراءة لتلاوة القرآن الكريم ثلاثة بطء وسرعة وتوسط لاحظوا أن البطء في التلاوة يناسبه المد العارض للسكون الطويل يعني ست حركات بينما السرعة في القراءة يناسبها قصر العارض للسكون بمقدار حركتين بينما التوسط والذي اسمه التدوير في القراءة التوسط في السرعة يناسبه مد العارض للسكون بمقدار أربع حركات ولعلكم لاحظتم أننا في تلاوتنا المنهجية نمد المد العارض للسكون بمقدار أربع حركات لا نطول جدا وإن كان هذا صحيح وجائز ولا نقصره جدا بمقدار حركتين وإن كان هذا صحيح وجائز لأن تلاوة القرآن الكريم مبنية على شيء اسمه التناسب ، والتناسب يعني أن تكون المقادير متناظرة ومتقاربة لأن التناظر هو ظاهرة من الظواهر التي أبدع الله الكون على أساسها نراها في أنفسنا وأشكالنا لو قسم الإنسان جدلا نفسه إلى نصفين وجد التناظر والتناسب بين شقه الأيمن وشقه الأيسر ، فالتناسب في التلاوة أمر مطلوب بأن تكون الأمور متقاربة فالمد العارض للسكون أربع حركات يناسب التدوير في القراءة ، القصر في العارض للسكون يناسبه السرعة ، الطول يناسبه التحقيق والبطء في التلاوة .
قاعدة : المد العارض للسكون :-
هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكوناً عارضاً ، وذلك نحو : الرحمن هذا مثال على الألف ، تعملون وهذا مثال على الواو ، نستعين وهذا مثال على الياء ، ويمد العارض للسكون بمقدار حركتين ، أو أربعاً ، أو ست حركات لكل القراء .
كنا قد تكلمنا على ثمانية من أصل تسعة مدود لا غنى لقاريء القرآن الكريم عن معرفتها وهذه الثمانية هي المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المنفصل والمد المتصل والمد اللازم ومد الصلة بنوعيه ومد العارض للسكون وبقي علينا المد التاسع والأخير وهو مد اللين ، مد اللين يختلف عن المدود الثمانية التي مرت معنا سابقا بأن حرفه تختلف عن تلك الحروف الثمانية فإن المدود الثمانية السابقة كان حرفها اسمه حرف المد وهو عبارة عن الألف والواو والياء السواكن المجانس لها ما قبلها بأن تكون الألف الساكنة وقبلها مفتوح والواو الساكنة وقبلها مضموم والياء الساكنة وقبلها مكسور أما بحثنا اليوم مد اللين فإن حرفيه يختلفان عن حروف المد السابقة فإن في اللغة العربية شيء اسمه حرف اللين وهو شبيه بحرف المد ولكن يختلف عنه قليلا ، حرف اللين اسم أو لقب نطلقه على حرفين في لغة العرب وهما الواو الساكنة المفتوح ما قبلها والياء الساكنة المفتوح ما قبلها إذاً هما حرفان واو وياء سكن كل واحد منهما وأتى قبله فتحة لو أتى قبل الواو ضمة لكانت حرف مد لو أتى قبل الياء الساكنة كسرة لكانت حرف مد جاءت قبل كل منهما فتحة فصار اسمه حرف لين .
حرف اللين هو الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما مثال ذلك بالنسبة لحرف الواو كلمة ( سَوْءْ ) نلاحظ بأن الواو ساكنة وقبلها مفتوح مثال آخر ( قَوْمْ ) الواو ساكنة وقبلها أيضا مفتوح ( الصَيْفْ ) نلاحظ بأن الياء في كلمة الصيف ساكنة وقبلها مفتوح و ( اللَيْلْ ) أيضا بأن الياء ساكنة وقبلها مفتوح وسمي هذان الحرفان بحرفي اللين لأنهما يخرجان بيسر ولين من غير كلفة إذاً هذان هما حرفا اللين وهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما وهما مادة المد التاسع والأخير من المدود القرآنية ما هو هذا المد التاسع اسمه مد اللين وتعريفه مشابه تماما لتعريف المد العارض للسكون وهو المد الثامن الذي كنا قد تكلمنا عنه أذكركم به هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكونا عارضا بينما هنا في حرف اللين نقول هو أن يأتي حرف اللين وبعده حرف ساكن سكونا عارضا لاحظوا التعريف هو وإنما هناك نقول حرف المد وهنا نقول حرف اللين .
قاعدة : مد اللين :
هو أن يأتي حرف اللين وبعده حرف ساكن سكونا عارضا نحو ( خوف ، نوم ، قريش ، لاضير ويمد اللين بمقدار : ( 2 ) ، أو ( 4 ) ، أو ( 6 ) حركات لكل القراء . إذاً نلاحظ الشبه الكبير بين مد اللين وبين المد العارض للسكون ذاك تعريفه هو أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكونا عارضا وهذا هو أن يأتي حرف اللين وبعده حرف ساكن سكونا عارضا ذاك يمد حركتين أو أربع حركات أو ست حركات وهذا يمد أيضا بالمقدار نفسه .
الحمد لله في الحلقة الماضية أكرمنا الله عز وجل بالأنتهاء من دراسة المدود التسعة التي لا غنى لقاريء القرآن الكريم عن معرفتها ولا يضره جهل ما عداها لأنه ليس هناك ما عداها في القرآن الكريم فهذه التسعة أعيدها لتذكروها هي المد الطبيعي ومد البدل ومد العوض والمد المنفصل والمد المتصل ومد الصلة والمد اللازم والمد العارض للسكون ومد اللين ، في المرة الماضية تكلمنا عن المد التاسع وهو مد اللين وقام الأخوة الكرام بتلخيص الدرس الماضي .
كنا قد نوهنا في الدرس الماضي على أن هذا المد مد اللين يمد بمقدار حركتين أو أربعاً أو ست حركات وأن له علاقة بالمد العارض للسكون لأن مد اللين حرفه حرف لين وحرف اللين هو الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما أي إن حركة الحرف الذي قبل الواو وقبل الياء ليست من جنس الواو أو جنس الياء بخلاف حرف المد فحرف المد له مزيَّةٌ على حرف اللين يعني الواو الساكنة المضموم ما قبلها لها مزية على الواو الساكنة المفتوح ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها لها مزية على الياء الساكنة المفتوح ما قبلها لذلك ذكر علماءنا أن هذا المد وهو مد اللين يجب أن يكون أقل أو يساوي المد العارض للسكون وبعبارة أخرى المد العارض للسكون أكبر أو يساوي مد اللين .
قاعدة :- علاقة المد العارض للسكون بمد اللين .
المد العارض للسكون أكبر أو يساوي مد اللين لكل القراء إذاً عندما نقرأ ثم جاءنا مد عارض للسكون ومددناه بمقدار حركتين ثم جاءنا مد لين فنمده حركتين ولا نزيد ، لا يصح أربعا أو ستا وإلا يكون اللين صار أطول من العارض للسكون ، مددنا العارض للسكون أربع حركات ثم جاءنا بعد قليل في التلاوة كلمة فيها مد لين نمدها إما أربعا كالأولى أو حركتين ولا نمدها ستاً ، نقرأ ومر معنا مد عارض للسكون فمددناه ست حركات ثم بعد قليل جاءنا مد لين نمده حركتين أو أربعاً أو ستاً يعني يصح الأوجه الثلاثة إذاً خلاصة القاعدة دائما عندما نقرأ نلاحظ هذه النسبة والتناسب قاعدة رياضية بسيطة العارض للسكون أكبر أو يساوي مد اللين .
قاعدة : تركيب مد اللين : العارض للسكون واللين .
فإذا قرأنا ومر معنا مد عارض للسكون فمددناه بمقدار حركتين فمَدُّ اللين لا يصح فيه إلا حركتين فقط ، إذا مددنا العارض للسكون أربع حركات فلا يصح مَدُّ اللين إلا أربعاً أو حركتين إذا مددنا العارض للسكون ست حركات فيصح في مد اللين أن يمد بمقدار حركتين أو أربعاً أو ستاً . يبقى الكلام نظريا ودائما التطبيق يرسخ القاعدة كما يقولون فبين يدينا في الصفحة التي قرأناها مثال عملي وهو قوله تعالى ( بيدك الخَيْرْ ) الخير نلاحظ بأن هذه الياء ساكنة وقبلها مفتوح يعني حرف لين وبعدها راء ساكنت بسبب الوقف فانطبق عليها تعريف مد اللين ( إنك على كل شيء قدِيْرٌ ) المقطع الذي بعده في الآية نفسها ياء ساكنة قبلها مكسور يعني حرف مد وبعدها راء سكنت للوقف يعني مد عارض للسكون إذا مددنا بيدك الخير حركتين ، بيدك الخير نمدها بمقدارحركتين ونجد بأنه ( إنك على كل شيء قدير ) يصح حركتين أو أربعاً أو ستاً لأنه دائما العارض أكبر من اللين أو يساويه .
ياء المد اليوم نتكلم عن حرف العلة الثالث وهو حرف الياء ونبين كيف نقف على الكلمات التي حذفت منها ياء بسبب كتابتها كما قال علماءنا على نية الوصل يعني أنتم تعلمون بأن الياء حرف علة وهي ساكنة فلما تكون الياء الحرف الأخير في الكلمة الأولى والكلمة الثانية التي بعدها أولها حرف ساكن فيجتمع في النطق ساكنان والعرب لا تجمع بين ساكنين أولهما حرف مد إن وجد في كلامهم أسقطوا حرف المد من النطق فبعض الكلمات في القرآن الكريم رسمت أمام النبي صلى الله عليه وسلم على نية الوصل يعني محذوفة الياء مع أننا لو وقفنا عليها لغة لكان فيها ياء يعني مثلا نقول (إن يردن الرحمن بضر) في سورة ( يس ) ( إن يردن ) أصلها ( يردني ) هناك ياء متكلم لكن هذه الياء لما نصلها بكلمة الرحمن نقول ( يردنِ الرحمن )
فتسقط الياء في اللفظ ولكنها في الخط أيضا كتبت على نية الوصل فسقطت منها الياء كيف نقف على هذه الكلمة وعلى ما شابهها نقف على رسم المصحف يعني بحذف الياء اتباعا لرسم المصحف هكذا نقل لنا حفص عن شيخه عاصم هناك بعض القراء الآخرون نقلوا لنا إثباتها عند الوقف بالعودة بها إلى الأصل مع أن الياء ليست موجودة في الخط لكن هذا ليس برواية حفص نحن نتبع رواية حفص عن عاصم فهذه الياء محذوفة للجميع وصلا أما عند الوقف فإن حفصا يحذفها أيضا ويراعي رسم المصحف ، نأتي الآن على بعض الأمثلة التي جاءت محذوفة الياء في الخط بسبب التخلص من التقاء الساكنين من ذلك قول الله تعالى في سورة الروم ( وما أنت بهادِ العمي ) فلو وقفنا على كلمة ( بهاد ) نقف عليها بالسكون ( بهادْ ) ولا نقف عليها ( بهادي ) مع إضافة الياء نقف عليها كالوصل من غير ياء لأنها هكذا في الخط قلنا منذ قليل في سورة ( يس ) عندنا ( إن يردن الرحمن ) فلو وقفنا نقف ( إن يردنْ ) هكذا عندنا أيضا في سورة الصافات ( من هو صالِ الجحيم ) فنقف عليها ( من هو صالْ ) ولا نقف ( صالي ) على رواية حفص .
أمثلة على الوقف الإختباري ( أو الإضطراري ) ما رسم بحذف الياء بنية الوصل .
( وما أنت بهادِ العمي ) نقف عليها ( بهادْ ) ( إن يردن الرحمن ) نقف عليها ( إيردنْ ) ( من هو صالِ الجحيم ) نقف عليها ( من هو صالْ ) أيضا عندنا أمثلة أخرى حذفت منها الياء لفظا اتباعا على نية الوصل في قوله تعالى في سورة القمر ( فما تغنِ النذر ) ( تغنِ ) أصلها ( تغني ) على وزن ( تُفْعِل ) لكن لما نصلها بالنذر نقول ( فما تغنِ النذر ) فتسقط الياء لفظا وكذلك سقطت خطا على نية الوصل فكتبت في المصحف الشريف من غير ياء في آخر ( تغني ) فلو وقفنا عليه اضطرارا أو اختبارا نقف فما ( تغنْ ) ولا نقول ( فما تغني ) على رواية حفص كما أسلفنا أيضا قوله تعالى في سورة الرحمن ( وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ) أصلها ( الجواري ) على وزن الفواعل فنقف عليها اضطرارا أو اختبارا ( وله الجوارْ ) هكذا من غير ياء كما وصلنا ، عندنا أيضا في سورة التكوير قوله تعالى ( الجوارِ الكنس ) أيضا لو وقفنا عليها نقف ( الجوارْ ) ولا نقول ( الجواري ) بالنسبة للقرآن ، أما لغة يمكن أن نكتبها بياء ونقف عليها ( الجواري ) .
أمثلة على الوقف الإختباري ( أو الإضطراري ) ما رسم بحذف الياء على نية الوصل .
( فما تغن النذر ) في سورة القمر نقف عليها ( فما تغنْ ) ، ( وله الجوار المنشآت ) وهي في سورة الرحمن نقف عليها ( وله الجوارْ ) ، ( الجوار الكنس ) في سورة التكوير نقف عليها ( الجوارْ ) عندنا أيضا بعض الأمثلة التي حذفت منها الياء كذلك من جملة ذلك في قوله تعالى في سورة النساء ( وسوف يؤتِ الله ) أصلها ( وسوف يؤتي ) بوزن يُفْعِلْ فلما نصل كلمة ( يؤتي ) بلفظ الجلالة تسقط الياء فتصير ( وسوف يؤتِ الله ) فلو وقفنا عليها اضطرارا أو اختبارا نقف عليها ( وسوف يؤْتْ ) بهمزة ساكنة وبعدها تاء ساكنة فيها شيء من الصعوبة لا يفعل القاريء ذلك إلا كما أسلفنا اضطرارا يعني بسبب النسيان أو ضيق النفس أو السعال أو ما شابه أو الإختبار كأن يختبره أستاذه فيقول له كيف تقف على قوله تعالى إن اضطررت إلى ذلك أيضا عندنا في سورة المائدة ( فلا تخشوهم واخشونِ اليوم أكملت لكم دينكم ) ( واخشونِ ) أيضا هذه كتبت من غير ياء في آخرها فنصلها ( واخشونِ اليوم ) ونقف عليها ( واخشونْ ) هكذا بحذف ياء متكلم .
مثال آخر : عندنا قوله تعالى في سورة يونس ( ننجِ المؤمنين ) .
(ننجِ ) أصلها ننجي بوزن نُفْعِلْ لو وقفنا عليها نقف بحذف الياء كما رسمت لأنها كتبت كذلك على نية الوصل( ننجِ المؤمنين ) .
أمثلة على الوقف الإختباري ( أو الأضطراري ) ما رسم بحذف الياء على نية الوصل .
( وسوف يؤت الله ) نقف عليها وسوف ( يؤتْ ) ( واخشونِ اليوم ) نقف عليها ( واخشونْ ) ( ننجِ المؤمنين ) نقف عليها ( ننجْ ) عندنا أيضا مثالين آخرين نذكرهما من ذلك في سورة ( ق ) قوله تعالى ( يوم ينادِ المنادِ ) ( ينادي ) وزنها يُفاعِل ولكنها كتبت من غير ياء في آخرها على نية الوصل لأننا لمَّا نصلها بكلمة ( المنادي ) تسقط ياء الفعل وكذلك نقف عليها ( يوم ينادْ ) ولا نقول يوم ( ينادي ) وقفا وقوله تعالى في سورة الحج ( لهادِ الذين آمنوا ) أصلها ( لهادي ) بوزن فاعل حذفت الياء من آخرها على نية الوصل فنقف عليها ( لهادْ ) .
كلمة أخرى في القرآن العظيم هي كلمة الوادي جاءت في عدة مواضع وفي عدة آيات وادي بوزن فاعل جاء بعدها في بعض المواضع ساكن لذلك تسقط ياءها في آخرها على نية الوصل من ذلك في سورة طه ( بالوادِ المقدس ) كتبت بدون ياء فنقف عليها اضطرارا أو اختبارا فنقف عليها ( بالوادْ ) ولا نقول ( بالوادي ) أعود فأقول هذا كله على رواية حفص عن عاصم عندنا أيضا في سورة النمل ( حتى إذا أتوا على وادِ النمل ) ( على وادِ النمل ) نقف عليها (على وادْ ) ولا نقف على ( وادي ) أيضا في سورة القصص ( من شاطيء الوادِ الأيمن ) نقف عليها ( من شاطيء الوادْ ) من غير ياء كذلك لأنها رسمت هكذا .
أمثلة على الوقف الأختباري ( أو الإضطراري ) ما رسم لحذف الياء على نية الوصل .
( بالوادِ المقدس ) نقف عليها ( بالوادْ ) ( على وادِ النمل ) نقف عليها ( على وادْ ) من 0 شاطيء الواد ) الأيمن نقف عليها ( من شاطيء الوادْ ) .
إذاً هذه أمثلة ذكرتها لكم وقيسوا عليها بقية ما يأتي في المصحف الشريف من أشياء رسمت بحذف حروف العلة من آخرها نقف عليها كما الرسم كما جاء في رسم المصحف لأن ذلك سنة نبوية وهي لهجة لبعض العرب لما نقول اتباعا للرسم لا يفهمن أحد أن هذا خلاف للغة العرب ، العرب كذلك يفعلون وبعض القبائل تعيد الحرف المحذوف يعني بعض القبائل تقول ( بالواد ) وبعضهم يقول ( بالوادي ) لغة لكن في القرآن العظيم حفص رواها محذوفة الياء حسب رسم المصحف الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الدرس الثاني والثلاثون تركيب المدين
تكلمنا في الحلقة الماضية والتي قبلها عن المدين المد المتصل والمنفصل وذكرنا تعريفهما عندما يقرأ القاريء القرآن العظيم يمر معه مد منفصل ثم يمر مد متصل أو العكس نحن قلنا أن المد المنفصل من طريق الشاطبية يمد أربع أو خمس حركات والمتصل كذلك أربع أو خمس حركات هنا أربع أو خمس حركات وهنا أربع أو خمس حركات هل لي إذا قرأت أن أمد المنفصل اربعة ثم أمد المتصل خمسة أو أربعة هنا نبين الأوجه الجائزة نرجو الإنتباه فموضوعنا اليوم هو موضوع رقمي فنرجو الإنتباه .
وسامحوني لأننا نخاطب شرائح متعددة نخاطب القاريء العادي في بيته ونخاطب بعض الأخوة المتخصصين تخصصا وسطا ونخاطب أخوة لنا متخصصين تخصصا عاليا فأرجو المعذرة إذا وجدتموني انتقل من معلومة إلى معلومة ومن مستوى إلى مستوى .
إذا قرأت القرآن الكريم ومر معك مد منفصل فمددته أربع حركات يعني بمقدار ألفين لأن كل ألف كما نعلم بمقدار حركتين فجاءك بعد قليل مد متصل فمده مثله كما مددت المنفصل أربعاً مد المتصل أربعاً مثله وإذا كنت تقرأ ومر معك مد منفصل فمددته خمس حركات يعني ألفين ونصف ثم جاء معك مد متصل مده كالمنفصل ألفين ونصف يعني خمس حركات بعبارة مختصرة إذا قرأنا المنفصل أربعاً يكون المتصل أربعاً وذا قرأنا المنفصل خمساً يكون المتصل خمساً هذا برواية حفص عن عاصم التي نقلت لنا عبر الإمام الشاطبي رحمه الله في منظومته الشاطبية . قاعدة : تركيب المدين :
المنفصل والمتصل وذلك برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية .
إذا كان المنفصل أربع حركات فالمتصل يكون أربع حركات ولا يصح أن يكون خمس حركات وأيضا إذا كان المنفصل خمس حركات فلا بد أن يكون المتصل خمس حركات ولا يصح أن يكون أربعاً إذاً الأربعة مع الأربعة والخمسة مع الخمسة متساويين المنفصل أربعاً والمتصل أربعاً أو المنفصل خمساً والمتصل خمساً هذا من جهة رواية حفص عن عاصم التي نقلت إلينا من طريق الشاطبية أما من طريق طيبة النشر وهي المنظومة التي نظمها ابن الحزري وفيها عن حفص اثنتين وخمسين سلسلة يعني الشاطبية فيها سلسلة واحدة من الأمام الشاطبي إلى حفص بينما طيبة النشر في القراءات العشر لابن الجزري فيها اثنتين وخمسين سلسلة بين الجزري والإمام حفص عن عاصم لذلك طرقها أكثر وأوجهها أكثر لذلك قلنا المتصل يمد من طريق طيبة النشر أربع حركات أو خمس حركات أوست حركات المنفصل من طريق طيبة النشر يمد حركتين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة هنا أربعة أوجه في المنفصل حركتين ثلاثة أربعة وخمسة وفي المتصل ثلاثة أوجه أربع حركات خمس حركات وست حركات حاصل تركيبهما مع بعض بالضرب الحسابي اثنا عشر وجها هل كل هذه الأوجه كلها صحيحة مقروء بها ؟ الجواب لا المقروء به من هذه الأوجه الحسابية التي نتجت من الضرب الحسابي سبعة أوجه فقط .
إذا قرأ القاريء ومد المنفصل حركتين يمد المتصل أربعا أو ستا ولا يمده خمسا إذا قرأ القاريء ومد المنفصل ثلاث حركات يمد المتصل ستا فقط ولا يمده أربعا أو خمسا إذا قرأ القاريء ومد المنفصل أربع حركات وأتاه متصل يمده أربعا أو ستا ولا يمده خمسا إذا قرأ القاريء ومد المنفصل خمس حركات فيمد المتصل خمسا أو ستا ولا يمده أربعا .
هذا البحث متخصص نوعا ما بالنسبة لشرح طيبة النشر أيضا نخاطب بعض الشرائح المتخصصة أما القاريء العادي فيكفيه أن يمد المتصل أربعا والمنفصل أربعا وانتهى الموضوع فلا تتشوشوا من الموضوع بالنسبة للقراء العاديين في بيوتهم مُدُّوا المنفصل لو سمحتم أربع حركات والمتصل أربع حركات وانتهى الموضوع لكن هل يوجد غير ذلك نعم يوجد غير ذلك وبيانه لمزيد من العلم وللمتخصصين الذين تفرغوا لنقل القرآن الكريم الكلام الذي قلته عن حفص من طريق طيبة النشر وتركيب المدين نلخصه في هذه القاعدة .
قاعدة : الأوجه الجائزة عند تركيب المدين : المتصل والمنفصل وذلك برواية ( حفص عن عاصم ) من طريق طيبة النشر. إذا قرأ القاريء برواية حفص عن عاصم وأتى معه متصل أو منفصل فإن تركيبهما يكون كالآتي إذا مد المنفصل حركتين فيمد المتصل أربعا أو ستا إذا مد المنفصل ثلاث حركات يمد المتصل ست حركات فقط إذا مد المنفصل أربع حركات فيصح أن يمد المتصل أربع حركات أو ست حركات وإذا مد المنفصل خمس حركات فيصح أن يمد المتصل خمس حركات أو ست حركات مجموع الأوجه الجائزة سبعة أوجه من طريق طيبة النشر
وهذا للمتخصصين بعض الإخوة وخاصة في صلاة التراويح من باب السهولة يحبون أن لا يمدون المد المنفصل من باب الإختصار فيمدونه بمقدار حركتين هل من مانع ما في مانع نحن رأينا على الشاشة أنه يمد المنفصل حركتين ولكن يمد المتصل أربعا أو ستا ففي صلاة التراويح يحبون أن يقرأوا المنفصل حركتين فماذا يفعلون بالمتصل يقرأونه أربعا يقرأونه أربعا أو ستا وغالبا أنهم يقرأونه أربعا لكن القاريء العادي كما نفعل نحن في درسنا وتلاوتنا المنهجية نقرأ المنفصل أربع حركات أي بمقدار ألفين والمتصل كذلك أريد أن أذكر لكم قاعدة لعل بعضكم لا حظنا من خلال الأرقام التي ذكرت أن المد المتصل دائما أكبر أو يساوي المنفصل وهذه قاعدة في علم التجويد المد المتصل دائما أكبر أو يساوي المد المنفصل هذه قاعدة لكل القراء العشرة يستحيل أن يكون المنفصل أطول من المد المتصل أبدا غاية المنفصل وأقصاه وأن يصير مساويا للمتصل أما أن يزيد عليه فلا فالمد المتصل دائما أكبر أو يساوي المنفصل .
تكلمنا في الحلقة الماضية عن حكم التعوذ وبيَّنا بأن حكمه الوجوب وقال بعض العلماء الإستحباب لقول الله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) وبينا أيضا أن كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليست من القرءان بالإجماع ليست آية من كتاب الله وإنما يأتي بها القاريء امتثالا لقوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )
إذا أراد القاريء أن يبدأ التلاوة سواء كانت تلاوته من بداية سورةٍ أو من وسط سورةٍ ما فلا بد من التعوذ أما ما هي الحكمة من هذا التعوذ والإتيان به فقد قال العلماء إن القرآن العظيم كتاب الله عز وجل أنزله الله تعالى هداية للبشرية ومعلوم أن عدو الجنس الإنساني هو إبليس وأتباعه وأولاده وجنوده وأبوهم رفض أن يسجد لأبينا آدم وأقسم يمينا أن يضلنا عن السبيل ولا شك أن الهداية كل الهداية في هذا الكتاب الذي أنزله الله هداية للبشرية فإذا شرع الواحد منا في قراءة القرآن يحاول الشيطان بالوساوس النفسية أن يصده عن هذه التلاوة ونحن لا نرى هذا الشيطان حتى نستطيع أن نغلبه أو نصرفه ولكن الله تعالى يراه فنحن نلجأ بضعفنا إلى قوة الله ونقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يعني يا رب أنا لاجيء إليك من عدو سُلِّط علي تراه ولا أراه تقدر عليه ولا أقدر عليه اصرفه عني واصرف عني وساوسه النفسانية حتى إذا قرأت تلاوتك فقهت الآيات وفهمتها وامتثلت ما فيها من أوامر ونواهي .
إذا أراد القاريء أن يقرأ شيئا من كتاب الله لا بد من الإستعاذة في أول التلاوة سواء كانت التلاوة تشمل سورة أو سورتين أو ثلاث أو أربع أو أكثر تعوذ واحد في البداية يكفي أما البسملة فلا بد منها في ابتداء أي سورة من سور القرآن الكريم ونحن نجدها آية مكتوبة في المصحف الشريف من سورة الفاتحة إلى سورة الناس مئة وأربعة عشر سورة في مطلع كل سورة إلا سورة التوبة نجد ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مكتوبة فلا بد للقاريء إذا أراد أن يبدأ بسورة ما من البسملة إذاً صار لدينا التعوذ يكفي تعوذٌ واحد في بداية التلاوة أما البسملة فلا بد منها في ابتداء أي سورة من سور القرآن أما إن أحب القاريء أن يشرع في التلاوة من خلال سورة من السور فهو مخير إن شاء بسمل وإن شاء لم يبسمل . أريد أن أنبه إلى ملحظ دقيق صحيحٌ أن القاريء مخير في أواسط السور أن يبسمل أو لا يبسمل لكن هناك بعض المواضع الأَولى أن لا يبسمل وهناك بعض المواضع الأَولى أن يبسمل مثال ذلك مثلا إذا أردنا أن نبدأ من قول الله تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة ) أو ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )
الأولى أن لا نبسمل نشبهها ( ببراءة من الله ورسوله إلى الذبن عاهدتم من المشركين ) أما إن أردنا أن نبدأ بآية فيها ضمير يعود على الله سبحانه وتعالى مثلا ( هو الذي خلقكم ) يعني لو قلنا ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ هو الذي خلقكم ) لعله يصير لبس على بعض السامعين لأن الضمير يعود إلى آخر مذكور فالأولى في مثل هذه المواضع أن نبسمل إذاً قاعدة أن البسملة في أثناء السور القاريء مخير فيها هذه القاعدة ولكن بعض الآيات على القاريء أن يلاحظ إن كانت الآيات تتعلق بالكفار والدعاء عليهم وذكر وفضح المنافقين فالأولى أن لا يبسمل أو النار وأخبار النار أو الشيطان وذكر الشيطان ( الشيطان يعدكم الفقر ) ( وقال الشيطان لما قضي الأمر ) بهذه الآيات وأمثالها الأولى أن لا يبسمل أما إن كانت الآية مصدرة بضمير يعود على الله سبحانه وتعالى فالأولى أن يبسمل .
إذا انتهى القاريء من سورة ما ثم أراد أن يشرع بالسورة التي تليها قلنا هنا لابد من البسملة عندنا موضوع هو الوصل والفصل .
حالات الإستعاذة والبسملة بين السورتين .
آخر السورة يمكن للقاريء أن يصله بالبسملة ويمكن له أن لا يصله يعني يقطعه ويمكن له أن يصل البسملة بأول السورة ويمكن له أن يقطعها فإذا حسبنا هذه بالضرب الحسابي يكون هناك أربعة أوجه :- 1- قطع الجميع 2- قطع آخر السورة عن البسملة ووصل البسملة بأول السورة الآتية 3- وصل الجميع 4- وصل آخر السورة المنقضية بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة التي تليها هذه الأوجه ناتجة من الضرب الحسابي أي هي أوجه عقلية أما الأوجه النقلية فهي الأوجه الثلاثة الأولى أما الوجه الرابع فهو ممنوع مثاله
( لكم دينكم ولي دينِ بسم الله الرحمن الرحيم ثم أقف على كلمة ( الرحيم ) ثم أبدأ من جديد بقراءة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فلو قرأ قاريء كما قرأت الآن لأوهم السامعين بأن البسملة للسورة المنقضية والبسملة ليست للسورة المنقضية وإنما هي للسورة الآتية فالأوجه الثلاثة الأولى جائزة ونستطيع أن نمثل لها الآن . ( لكم دينكم ولي دين ) نقف هنا على نهاية الآية ثم نستأنف القراءة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) نقف أيضا هنا ثم نقرأ ( إذا جاء نصر الله الفتح ) هذا الوجه الأول قطع الجميع ، الوجه الثاني ( لكم دينكم ولي دين ) نقف على نهاية الآية ثم نبدأ ( بسم الله الرحمن الرحيمِ إذا جاء نصر الله والفتح ) هكذا نصل البسملة مع الآية الأولى من سورة النصر هذا هو الوجه الثاني قطع آخر السورة عن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة ، الوجه الثالث الجائز وهو وصل الجميع وهو بحاجة إلى نفس طويل ( لكم دينكم ولي دينِ بسم الله الرحمن الرحيمِ إذا جاء نصر الله والفتح ) ،
هذه الأوجه الثلاثة أوجه تخيير يعني القاريء مخير أن يأتي بأي واحد منها ليس ملزما بأن يأتي بها جميعا ولاحظنا أنه أسهل شيء هو قطع الجميع وهو الأرفق بحالنا جميعا ولكن نحن نشير إلى الأوجه الجائزة من جملة ذلك وصل الجميع وإن كان يحتاج إلى نفس طويل والأسهل علينا قطع الجميع أما الوجه الممنوع هو أن يصل القاريء آخر السورة بالبسملة ثم يقطع التلاوة ويبدأ بالسورة التي تليها هذا الوجه الرابع ممنوع .
التعوذ والبسملة أول السورة يختلف عن هذا قليلا عندنا التعوذ والبسملة وأول السورة أيضا عندنا أربعة أوجه لكنها كلها جائزة لأنه ليس هناك وجه يوهم بأن البسملة للسورة المنقضية لعدم وجود سورةٍ المنقضية فنستطيع أن نقرأ الأوجه الأربعة كلها يعني أستطيع أن ألفظ التعوذ ثم أقف ثم أبدأ بالبسملة ثم أقف ثم أشرع بالسورة الجديدة .
تمثيل للأوجه الأربعة الجائزة بين التعوذ والبسملة وأول السورة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) نقطع التلاوة ثم نبدأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم نقطع أيضا التلاوة ثم نبدأ ( قل يا أيها الكافرون ) هذا الوجه الأول وهو قطع الجميع . الوجه الثاني ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) نقطع التلاوة ثم نبدأ ( بسم الله الرحمن الرحيمِ إذا جاء نصر الله والفتح ) الآن ماذا فعلنا لفظنا التعوذ ثم قطعناه ثم وصلنا البسملة بأول السورة الآن الوجه الثالث وهو وصل التعوذ بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمن الرحيم ) نقطع التلاوة هنا ثم نبدأ ( إذا جاء نصر الله والفتح ) الآن الوجه الرابع والأخير وهو وصل الجميع ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بسم الله الرحمن الرحيمِ إذا جاء نصر الله والفتح ) .
اجتهد العلماء وعددوا هذه الأوجه الأربعة من أجل أن يكون القاريء على بصيرة مما هو بصدده من تلاوة كتاب الله ويعلم ما هو جائز وما هو غير الجائز وما هو الوارد وغير الوارد من الأوجه .
حالات الإستعاذة والبسملة أول السورة .
الأوجه الأربعة الجائزة في هذه التلاوة هي قطع قطع يعني قطع الجميع نسميه اختصارا قطع الجميع ثم قطع وصل يعني قطع التعوذ ووصل البسملة بأول السورة ثم وصل قطع يعني وصل التعوذ بالبسملة ثم قطع البسملة عن أول السورة ثم وصل وصل يعني وصل الجميع وهو وصل التعوذ بالبسملة بأول السورة في نَفَسٍ واحد إن قدر الإنسان على ذلك ونعود فنقول إن هذه الأوجه أوجه تخيير ليس القاريء ملزما أن يأتي بها كلها وإن كان يكفي أن يأتي بواحد منها ويعلم بجواز الباقي .
نأتي بالتعوذ قبل التلاوة امتثالا لقول الله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) فنحن مأمورون إذا أردنا قراءة شيء من القرآن سواء كان ذلك من أول السورة أو من خلال سورة ما من سور القرآن الكريم أن نأتي بلفظ الإستعاذة واللفظ المشهور أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهناك صيغ أخرى منها أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فالإتيان بهذه الإستعاذة في أول التلاوة إشعار بأن الإنسان كأنه يقول يا رب إني أريد أن أقرأ كلامك وهناك عدو لي تراه ولا أراه تقدر عليه ولا أقدر عليه لأنه لا يقع تحت دائرة بصري فأنا ألجأ إليك يا رب أن تعصمني من هذا الشيطان وأن تحول بيني وبينه لأن الشيطان أخذ على نفسه عهدا أن يضلنا فِإذا رآنا مقبلين على تلاوة كتاب الله سيأتي بالخواطر النفسانية ويذكرنا بالإنشغالات المختلفة حتى يصدنا عن تلاوة القرآ ن الكريم قال تعالى:
( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ) ( وقال الشيطان فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) فإذا رآنا مقبلين على تلاوة القرآن وهي من أعظم العبادات تميز غيظا وأراد أن يصدنا فنحن نقول يا رب إنا لاجئون إليك فاعصمنا من كيده هذا بالنسبة للأستعاذة ولفظ الإستعاذة ليس من القرآن وإنما نتلفظ به امتثالا لقوله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) أما البسملة فهي كما نرى آية ثابتة في المصحف في أول كل سورة من سور القرآن سواء قلنا بأنها آية من أول كل سورة أو قلنا بأنها آية مستقلة أنزلها الله سبحانه وتعالى للفصل بين السور وهي في أول كل سور القرآن الكريم إلا سورة التوبة فسورة التوبة لم يكتب الصحابة قبلها بسم الله الرحمن الرحيم ونحن نتبع المصحف الذي كتبه الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نزيد فيه ولا ننقص نبدأ بالإستعاذة ثم نشرع بالسورة مباشرة .
طريقة التعوذ والبسملة في أول السورة .
إذا بدأ القاريء بسورة من سور القرآن لا بد له من الإستعاذة والبسملة والقاريء مخير يستطيع أن يفصل التعوذ عن البسملة وأن يفصل البسملة عن أول السورة وله أن يصل التعوذ بالبسملة ويقطع أول السورة وله أن يصل الجميع .
وهي أربعة أوجه مخير فيها القاريء في بداية السورة إما وصل الجميع أوقطع الجميع – هذان وجهان – قطع التعوذ ووصل البسملة في أول السورة هذا الثالث وصل التعوذ بالبسملة وقطع البسملة عن أول السورة .
إذا أراد القاريء أن يقرأ من خلال سورة ما من سور القرءان لا بد له من الإستعاذة لعموم قول الله تعالى ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطن الرجيم ) أما البسملة فالقاريء مخير بين الإتيان بها أو عدم الإتيان بها في أوائل السور فإذا أراد القاريء أن يشرع من أواسط السور يستعيذ ثم يبدأ بالمقطع الذي يريد تلاوته هذا وجه وله أن يستعيذ ثم يبسمل ثم يبدأ بالمقطع الذي يريد تلاوته .
إذا انتهى القاريء من سورة ما وأراد أن يشرع بالسورة التي تليها أو بسورة أخرى من بعد ذلك فلا تعوذ بينهما لأن القرآن كله شيء واحد التعوذ الأول يكفي أما البسملة فلا بد منها لأنها كما نرى آية ثابتة في المصحف فلا بد من الإتيان بها بين السورتين إذاً إذا انتهى القاريء من سورة ينتهي ثم يبسمل ثم يشرع في السورة التي بعدها من غير تعوذ بينهما
عندما يقرأ الإنسان القرآن الكريم قد يصدر منه بعض الأخطاء التي تجعل تلاوته غير مطابقة تماما للتلاوة الصحيحة المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قسم العلماء خطأ القاريء في القرآن الكريم إلى بابين كبيرين أساسيين والخطأ عادة يستعمل بدل منها القراء بكلمة اللحن .
اللحن هو الميل عن الصواب ، لحن فلان يعني مال عن الصواب فاللحن الخطأ في تلاوة القرآن الكريم قسمه العلماء إلى نوعين جلي وخفي الخطأ الجلي الواضح في تلاوة القرآن هو خطأ يَعرضُ للفظ فيخل بالمعنى أو في الإعراب نلاحظ أن هناك مثالين لو قرأ قاريء فقال ( صراط الذين أنعمتُ عليهم ) بضم التاء بدل ( صراط الذين أنعمتَ عليهم ) صار كأنه هو المنعم عليهم لأن ( أنعمتُ ) بضم التاء هي تاء الفاعل التي تدل على المتكلم لو قال قاريء آخر ( بسم اللهُ الرحمنَ الرحيم )
فرفع لفظ الجلالة والرحمنَ نصبها غير حركات الإعراب والأول غير المعنى الذي قال أنعمتُ عليهم فكلاً من هذين الخطأين وما شابههما من الخطأ الذي يخرج الحرف عن حقيقته وعن صفته الأصلية ويجعل السامع يظن أن الكلام ليس كالكلام الأصلي هذا اسمه اللحن الجلي يعني اللحن الواضح الذي يعرفه كل الناس يعرفه عامة الناس لو قرأ قاريء أمام طفل في المدرسة فقال ( صراط الذين أنعمتُ عليهم ) لرد عليه ذلك الطفل كذلك ممكن بعض الحروف إذا غيرناها ننقلها من حيز إلى حيز كما ذكرنا في حلقة سابقة كلمة ( عسى ) بالسين لو فخم الإنسان السين لصارت ( عصى ) فصارت فعل ماضي بمعنى خالف يخالف_ عصى يعصي _ خالف يخالف _ بينما عسى للترجي حصول الشيء ( عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا ) ( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ) كذلك أيضا ابدال الضاد بالظاء ( فقد ظل ضلالا مبينا ) فقد ظل ، ظل صارت بمعنى بقي _ ظل يظل فهو _ ظال _ يعني _ بقي يبقى _ بينما _ ضل يضل فهو ضال من الضلال الذي هو ضد الهداية هذا هو القسم الأول من الخطأ هذا النوع من الخطأ لا بد للقاريء أياً كان أن يتعلم التلاوة فلو قرأ قاريء ما ذكراً أو أنثى وأخطأ بالقرآن خطأ جلياً فهذه القراءة محرمة وسببها عدم التعلم وعدم النقل الصوتي أما الخطأ الثاني الذي قال عنه العلماء الخطأ الخفي أو اللحن الخفي فهو خطأ يَعرِضُ للفظ .
اللحن الخفي هو خطأ يعرض للفظ فيخل بالحرف دون أن يخرجه عن حيزه أي دون أن يخرجه عن حده المقرر له مثلا لو قرأ إنسان فقال ( من السماء ماء ) لم يمد المد المتصل ، هل غير المعنى لو قال ( وأنزلنا من السماء ماء ) ( من السماء ماء ) دون أن يمد المتصل ما تغير المعنى ولا يتغير اللفظ لكن ما هكذا تلقي هذا الحرف تلقي ، هذا الحرف تلقي ( من السماء ماء فأخرجنا ) ( من السماء ) ممدودة ( ماء ) ممدودة كذلك لو أن إنسان قال ( أنْتَ مولانا ) بدل أن يقول (أنت مولانا ) بالإخفاء أظهر النون الساكنة عند التاء بل كان يجب عليه أن يخفي النون عند التاء فلو أن إنسان قرأ هذه الآية دون أن يأتي بالإخفاء هل أفسد المعنى لا يفسد المعنى ولا غير الأعراب فهذا من اللحن الخفي لا يأثم القاريء بفعله لكن يشدد على هذا النوع من الخطأ في حال التلقي والمشافهة أما عامة المسلمين لو قرأوا وتركوا مدا متصلا تركوا غنة أو قلقلة ما بينوا حرف تفخيم هذا من الخطأ الخفي لو تركه لكان أفضل لأنه أخل بجمال الحرف ولكن لم يخرج الحرف عن حيزه ومخرجه ولكن أعود فأقول في حال التلقي والمشافهة في حال النقل الصوتي للقرآن الكريم لا بد من أن تكون التلاوة سالمة من كلا اللحنيين من اللحن الجلي ومن اللحن الخفي إذاً ألخص ما قلت :
التلاوة قد تكون على سبيل التلاوة العادية التلاوة للثواب والتبرك بالقرآن الكريم ولفهم معانيه هذه يجب أن تسلم أقل ما يكون من اللحن الجلي أما التلاوة على سبيل التلقي والمشافهة كما نجلس نحن أمام شيوخنا لما قرأنا عليهم أو لما يأتي أحدٌ فيريد أن يقرأ علينا ويقول أريد أن أقرأ وأشافه في القرآن وأن أجاز في آخر الختمة فإن قال أريد أن أجاز اختلف الكلام فصار الآن يجب أن تكون التلاوة خالية تماما من كلا اللحنين الخفي والجلي إذا الأمر بالنسبة لعامة المسلمين فيه سعة ولكن في مقام التلقي والمشافهة نحن نشدد حتى تكون التلاوة صحيحة مئة في المئة لأن المقام قد اختلف
اليوم نتكلم عن الإبتداء يريد القاريء أن يبتديء التلاوة ما هي الإحتمالات التي يمكن أن تقع للقاريء، قَسَمَ علمائنا البدء في تلاوة القرآن إلى شعبتين كبيرتين قالوا الإبتداء إما أن يكون اختياريا وإما أن يكون اختباريا ، اختياريا بالياء واختباريا بالباء ما معنى هذا الكلام معناه أن يبدأ القاريء التلاوة مختاراً ليس هناك شيء يجبره على هذا البدء هذا معنى البدء الإختياري والبدء الإختباري معناه أن يسأل أستاذ تلميذه فيقول كيف تبدأ بهذه الكلمة لأن بعض الكلمات في الوصل لها حكم فإذا وقف على ما قبلها وأراد القاريء أن يبدأ بها صار لها حكم آخر ومر معنا في دروسنا الماضية شيء من هذا ولعلنا إن شاء الله في الحلقات القادمة نُجَمِّع لكم بعض الأمثلة التي تشتهر في القرآن الكريم كيف يبدأ بها إذا ً الشعبتان هما الوقف الإختياري والوقف الإختباري البدأ الإختياري القاريء يريد أن يبدأ وهو مختار هنا عندنا احتمالان إما أن يبدأ بدءً ليس قبله تلاوة إنسان يريد أن يبدأ المجلس أو إمام قال والضالين وقال المأمومون آمين فيريد أن يبدأ التلاوة بعد الفاتحة هذا البدء يسميه العلماء بدء حقيقي لأنه بدءٌ لم يسبقه شيء من التلاوة النوع الثاني أن يكون بدءٌ ولكن قد تقدم هذا البدء تلاوة سابقة بمعنى هو بدءٌ ولكن مضافاً إلى غيره من التلاوة كما نفعل نحن في الآيات التي بين أيدينا أول آية أقرأها لكم في الصفحة هذا بدءٌ حقيقي وغير ذلك من البدء الذي أبدأ به في تلك الصفحة يسمى بدءً مضافاً إلى ما قبله من كلام إذا أراد القاريء أن يبدأ بدءً حقيقيا فعليه أن يراعي أن يبدأ بقصة كاملة بموضوع متكامل لا أن يدخل على موضوع من منتصفه أن يدخل على قصة من منتصفها فجأة يقول ( فقال الملأ ) أيُّ ملأ إيش القصة يجب أن نعرف ما هذه القصة أذكر مرة صلينا وراء إمام فقال والضالين فقلنا آمين وفجأة قال ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) هذه العبارة في القرآن قالها الحق سبحانه وتعالى موجهاً الخطاب إلى موسى في موضع معين في الطور لماذا لم تأت بالقصة من أولها إبدأ ( وهل أتاك حديث موسى ) من هنا إبدأ أمَّا أن يأتي القاريء فيبدأ القصة من نصفها بدءً حقيقيا بمعنى بدأ التلاوة هذا لا يصح أرجو الأنتباه إلى هذا الأمر إذاً هذا البدءُ الحقيقي البدءُ الثاني الشعبة الثانية من البدء الأختياري أن يكون بدءً كما قلت إضافيا هذا البدء أيضا قسمه علماءنا إلى ثلاثة أنواع بدءٌ تام هنا مثال عملي قرأنا ( وأنزلنا من السماء ماءً إلى آخر الآيات إلى أن نصل ( وإن لكم في الأنعام لعبرة إلى أن تصل وعليها وعلى الفلك تحملون ثم قال الله تعالى ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) إذاً ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) هذا بدءٌ ولكن لا تعلق له بما قبله لا من حيث اللفظ الذي هو الأعراب ولا من حيث المعنى ( وعليها وعلى الفلك تحملون ) انتهى الموضوع بدأ موضوع جديد وهو قصة سيدنا نوح مع قومه إذاً ما حكم البدء بقوله تعالى ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) حكمه أنه بدءٌ تام فالبدء التام هو النوع الأول من أنواع البدء الإضافي وهناك بدءٌ ثاني وهو البدء الكافي سَنُعَرِّفُهُ بعد قليل وهناك بدءٌ ثالث هو البدء الحسن . أنواع الإبتداء بتلاوة القرآن الكريم
النوع الأول إختياري والنوع الثاني إختباري أما النوع الأول الإختياري فهو شعبتان ابتداء حقيقي وذلك بأن يكون ابتداء بآية مستقلة بالمعنى عما سبقها كما أسلفت منذ قليل وبدءٌ إضافي أي بدءٌ تقدمه شيء من التلاوة هذا أيضا ثلاثة أنواع النوع الأول تام والنوع الثاني الكافي والنوع الثالث الحسن .
البدء التام : هو البدء بكلمة قرآنية ليس بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ولا معنوي وذلك كما مثلت به منذ قليل يقول الله تعالى ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) هذا بدءٌ تام.
النوع الثاني من البدء هو البدء الكافي ، البدء الكافي هو البدء بكلمة بينها وبين ما قبلها تعلق معنوي لا لفظي تعلق من جهة المعنى لأن الموضوع متصل بعضه ببعض أما من جهة اللفظ أي الإعراب فليس ثمة تعلق فبعد أن قرأنا الآية الأولى في قصة نوح بدأت آية ثانية ( فقال الملأ الذين كفروا ) ما حكم البدء في قوله تعالى ( قال الملأ الذين كفروا ) بدء كاف لِمَ لأن هذه الجملة جملة جديدة فعل وفاعل وجار ومجرور إلى آخره في هذه الجملة لا تعلق من حيث الإعراب بينها وبين ما قبلها ولكن هناك تعلق من جهة المعنى لأنها تتمة قصة سيدنا نوح عليه السلام .
إذاً النوع الثاني من أنواع البدء الإضافي وهي البدء الكافي ، فالبدء الكافي هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلق معنوي لا لفظي بقي عندنا النوع الثالث من أنواع البدء الإضافي وهو البدء الحسن متى يكون البدءُ بدءً حسنا :
إذا بدأنا بكلمة بينها وبين ما قبلها تعلق من جهتين من جهة المعنى ومن جهة الإعراب ، هل يصح ذلك يصح في موضع واحد وهو أن تكون الكلمة التي قبل الكلمة التي بدأنا بها رأس آية كما مر معنى في سورة البقرة ( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) فهذا وقف حسن ورأس آية وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الوقف على رؤوس الآي ثم نبدأ ( في الدنيا والآخرة ) فالبدء بقوله تعالى ( في الدنيا والآخرة ) بدءٌ حسن لِمَ لأن في الدنيا جار ومجرور متعلق بفعل مذكور بالآية التي قبلها وهو فعلُ تتفكرون هذا إذاً هو البدء بكلمة بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ومعنوي يصح فقط في رؤوس الآي أما في غير رؤوس الآي فلا يصح ذلك . قال تعالى ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين ) ثم قال الله ( وبالليل ) يعني وتمرون عليهم بالليل فقوله تعالى ( وبالليل ) ما حكم البدء به ؟ بدء حسن يصح إذا كان بدءً إضافيا كما أسلفت لثبوت الوقف عن النبي صلى الله عليه وسلم على رؤوس الآي .
البدء الحسن : هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ومعنوي ولا يصح ذلك إلا على رؤوس الآي . بقي أن ننبه على بدءٍ ، هو البدء القبيح ، البدء القبيح هو أن يبدأ القاريء بالكلمة بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ومعنوي يعني تعلق من جهة الإعراب ومن جهة المعنى وليست رأس آية لا يصح أن يفعل الإنسان ذلك مثلا ( نسقيكم مما في بطونها ) فمثلا يقرأ هذه الآية هذا ( نسقيكم مما ) ثم يقف ثم يستأنف القراءة فيقرأ ( في بطونها ) ما يصير هذا كلام مقطع ، وخاصة ألاحظ على بعض الأئمة أدوات الشرط يفصلون بين فعل الشرط وجواب الشرط يأتون بأداة الشرط وفعل الشرط ثم يسكتون ويبدأون بجواب الشرط هذا تقطيع للمعنى الواحد . مثال ذلك ( مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ) ليس هذا ليس هذا مثله فقط كَمِّلْ ( فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ) كله هذا هو المثل .
البدء القبيح :- هو البدء بكلمة قرآنية بينها وبين ما قبلها تعلق لفظي ومعنوي في غير رؤوس الآي .
إخواننا الكرام تحدثنا في المرة الماضية عن مدخل إلى ما يسمى بعلم الوقف والإبتداء وبيَّنا بأن أنواع الوقف في القرآن العظيم ثلاثة وقف اختياري يقف عليه القاريء مختاراً ووقف اضطراري يقف عليه مضطراً بسبب ضيق النفس أو النسيان أو غيرهما ووقف اختباري يكون من الأستاذ إلى الطالب يسأله كيف تقف على كذا لو ضاق نفسك وبيَّنا بأن الوقف الإختياري قسمان قسم جائز وقسم غير جائز وأن الجائز ثلاثة أقسام ، القسم الأول سماه علماءنا الوقف التام والقسم الثاني سماه علماءنا الوقف الكافي والثالث سموه الحسن أما الوقف غير الجائز فسموه الوقف القبيح هذا ملخص لما تكلمناه في الحلقة الماضية . نتكلم اليوم عن القسم الأول من أقسام الوقف الجائز الإختياري الوقف التام هو أعلى أنواع الوقوف وأحسنها ، الوقف التام هو أن يقف القاريء على كلمةً في القرآن الكريم ليس بينها وبين الكلمة التي بعدها تعلق من حيث المعنى ولا من حيث الإعراب جرت عادة علماءنا أن يسموا التعلق من حيث الإعراب التعلق اللفظي إذاً من الآن فصاعداً إذا قلت التعلق اللفظي فنعني به التعلق من جهة الإعراب كالفعل مع الفاعل والفاعل مع المفعول به وحرف الجر مع المجرور والمبتدأ مع الخبر إلى آخره هذا ما نعنيه بقولنا التعلق اللفظي إذاً إذا وقف القاريء على كلمة لا تعلق بينها وبين ما بعدها لا من جهة الإعراب ولا من جهة المعنى يُسَمي علماءنا هذا النوع من الوقف التام .
الوقف التام : هو الوقف على كلمةٍ قرآنية ليس بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي يعني ( إعرابي ) ولا معنوي ما حكم هذا النوع من الوقوف ؟ يوقف عليه ، ويبتدأ بما بعده دائما الأمثلة توضح القاعدة لما نقرأ في القرآن الكريم في أول المصحف ( غير المغضوب عليهم والضالين ) ثم نبدأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ، ألم ) ( والضالين ) هل بينها وبين ( بسم الله الرحمن الرحيم ألم ) تعلق من جهة الإعراب أبداً هل بينهما تعلق من حيث المعنى يعني هل هناك قصة بدأت في الفاتحة وتكملتها في البقرة أبداً إذاً الوقف على ( والضالين ) وقف تام وقيسوا عليه جميع نهايات السور إذاً أقل ما يكون عندنا في القرآن العظيم مئة وأربعة عشر وقفاً تاماً هي نهايات السور المئة وأربعة عشر في المصحف الشريف عندنا في مطلع سورة البقرة على الآية الخامسة ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) ثم يقول الله ( إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم ) ما علاقة ( وأولئك هم المفلحون ) ( بإن الذين كفروا ) لا من حيث الإعراب ولا من حيث المعنى هناك تعلق إذاً الوقف على ( المفلحون ) هو وقف تام هو أعلى أنواع الوقوف وأحسنها ويصلح لأئمة الصلوات أن يقطعوا القراءة هنا فيركعوا لأنه إن قطعوا قراءتهم هنا أعطوا السامعين من خلفهم معنى متكاملا ، هذا النوع الأول من أنواع الوقوف الجائزة في القرآن الكريم النوع الثاني سماه علماءنا الوقف الكافي ، الوقف الكافي هو الوقف على كلمة في القرآن الكريم ليس بينها وبين ما بعدها تعلق من حيث الإعراب يعني مثل النوع الأول ولكن بينهما تعلق من حيث المعنى ، المعنى يتكلم عن نفس القصة ولكن من حيث الإعراب ليس هناك تعلق أعود فأذكركم بمطلع سورة البقرة بعد ( وأولئك هم المفلحون ) قلنا المفلحون الوقف عليها تام ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) ثم قال الله تعالى ( ختم الله على قلوبهم وعلىسمعهم ) الذين كفروا لا يؤمنون ثم قال ( ختم الله على قلوبهم ) كلمة لا يؤمنون من حيث الإعراب لا تعلق بينها وبين ( ختم الله على قلوبهم ) لأن ختم فعل ماضي والفاعل هو الله وعلى قلوبهم جار ومجرور متعلق بالفعل إعراب جديد ولكن المعنى ما زال يتكلم عن الجماعة نفسها وهي الكفار إذاً هناك تعلق معنوي لا لفظي هذا النوع سماه علماءنا الوقف الكافي هو شبيه بالوقف التام من حيث المعاملة يوقف عليه ويبتدأ بما بعده .
الوقف الكافي : هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق معنوي لا لفظي يعني ( إعرابي ) يوقف عليه ويبتدأ بما بعده . هذا هو الوقف الثاني من أنواع الوقوف الجائزة في القرآن العظيم الوقف الثالث سماه علماءنا الوقف الحسن ، الوقف الحسن هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي يعني من حيث المعنى ومن حيث الإعراب لكن الوقف عليها يعطي معنى مقبولا يعطي معنى تاما . يعني عندنا في سورة الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين ) لو وقف قاريء على ( الحمد لله ) هل هذا المعنى الحمد لله معنىً متكاملا نعم هو معنى متكامل لكن ( رب العالمين ) متعلق بها لأن كلمة ( رب ) صفة كما نعلم إذاً هناك تعلق لفظي ومعنوي ولكن الوقف على هذه الكلمة يعطي معنى تاماً ماذا نفعل قال علماءنا إن أحببت أن تقف هنا فقف ولكن لا تبتديء بما بعده يعني إذا قال في الفاتحة ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ) وقف جيد ولكن لا يبدأ ( رب العالمين ) بل يعود فيقول ( الحمد لله رب العالمين ) إذاً الوقف الحسن يوقف عليه ولا يبتدأ بما بعده استثنى العلماء من ذلك شيئا واحدا وهو أن تكون الكلمة الموقوف عليها وقفا حسنا كلمة رأس آية يعني إذا انتهت الآية عندها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الوقف على رؤوس الآي ، فالوقف على رؤوس الآي كما سيأتي معنى سنة نبوية خذوا مثلا في الفاتحة وأنا أركز على الفاتحة لأن هي السورة التي نقرأها دائما في الصلاة لما تقول في الفاتحة ( الحمد لله رب العالمين ) ثم نبدأ ( الرحمن الرحيم ) انظروا إلى كلمة ( الرحمن ) الرحمن صفة لله ( الحمد لله رب العالمين ) الرحمن ، فالرحمن صفة للفظ الجلالة للآية التي قبلها إذاً هناك علاقة إعرابية ومعنوية ولكن ( رب العالمين ) رأس آية وقد وقف عليها النبي صلى الله عليه وسلم ونقل إلينا ذلك عنه .
( الحمد لله رب العالمين ) نقف ثم نبدأ ( الرحمن الرحيم ) نقف ثم ونبدأ ( مالك يوم الدين ) أيضا ( مالك يوم الدين ) ألا ترون الكسرة في كلمة ( مالكِ )فهي مجرورة لأنها أيضا صفة للفظ الجلالة للآية التي قبل قبلها . إذاً ما الذي سوغ لنا أن نقول ( الحمد لله رب العالمين ) ثم نبدأ ( الرحمن ) فنبدأ بكلمة مجرورة ( الرحيم ) ونقف ثم نبدأ ( مالك ) فنبدأ بكلمة مجرورة ما الذي سوغ لنا ذلك كون الكلمة الموقوف عليها بوقف حسن كونها رأس آية .
الوقف الحسن .
هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي إلا أن الوقف عليها يعطي معنىً تاماً يوقف عليه ولا يبتدأ بما بعده إلا أن يكون رأس آية .
إذاً هذا هو حكم الوقف الحسن ، الوقف الحسن فيه تعلق لفظي وفيه تعلق معنوي ولكن يوقف عليه ولا يبتدأ بما بعده إلا أن يكون رأس آية فإن ذلك مسوغ للأيتداء مثلا عندنا في القرآن العظيم ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين ) نقف ثم نقرأ ( وبالليل أفلا تعقلون ) وبالليل متعلق بمصبحين تمرون عليهم مصبحين وتمرون عليهم بالليل ، ولكن مصبحين رأس آية لذلك ساغ لنا أن نقف عليها وأن نبدأ وبالليل لو لم تكن رأس آية لما فعلنا ذلك .
هذه هي أنواع الوقف الجائز قلنا الوقف الجائز قلنا الوقف الأختياري جائز وغير جائز ، الجائز هو الثلاثة التي ذكرتها تام وكاف وحسن أما الوقف غير الجائز الذي سماه علماءنا الوقف القبيح هو الوقف على كلمة وأرجو التركيز على تعريفه لأنه شديد شبيه بالوقف الحسن الذي مر ذكره الوقف القبيح هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي إلا أن الوقف عليها يعطي معنىً ناقصاً أو معنى خاطئاً هل يتعمد القاريء الوقف عليه لا يتعمد القاريء الوقف عليه فإن وقف عليه مضطرا ضاق نفسه نسي إلى آخره إن وقف عليه مضطراً أعاد يعني رجع إلى الوراء كلمة كلمتين ثلاثة حتى يبدأ بكلام تام مفيد متصل فيصل الكلام بعضه ببعض وأنتم تلاحظون أننا في تلاوتنا المنهجية نقع كثيرا في هذا فيكون هناك مقطع طويل فنضطر أن نقف ولو نظرتم إلى الكلمة التي وقفنا عليها معناها مرتبط بما بعدها فمضطرون أن نقف ونعيد ، هذا هو الوقف القبيح .
الوقف القبيح : - هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي والوقف عليها يعطي معنى ناقصاً أو خاطئاً لا يتعمد الوقف عليه فإن وقف عليه مضطراً أعاد هذا هو الوقف القبيح يعني عندما يقول قائل مثلا في الفاتحة يقول ( الحمدُ ) ثم يقف ( الحمدْ ) إيش ما فهمنا شيء هذا معنى ناقص أو يقول ( الحمد لله رب ) ثم يقف رب إيش ما فهمنا إذاً هذا كلام ناقص وقد يكون أحياناً المعنى فاسد ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة ) إيش لا تقربوا الصلاة هذا معنى خاطيء مبتور أكمل الآية ( لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) وهذا صار مثلا على ألسنة الناس ، لا تقل ( لا تقربوا الصلاة ) وتقف بمعنى لا تقل نصف الحقيقة أكمل الكلام حتى تتضح الصورة إذاً هذه أمثلة على الوقف القبيح قلنا لا يتعمده القاريء فإن اضطر للوقوف عليه أعاد هذه هي أنواع الوقوف الجائزة في القرآن العظيم الإختيارية بقي أن ننبه على قاعدتين عظيمتين ذكرهما أئمتنا بالنسبة للوقف والإبتداء .
القاعدة الأولى ذكرتها منذ قليل عرضاً الوقف على رؤوس الآي سنةٌ مطلقة والقاعدة الثانية ليس في القرآن العظيم كلمة يجب شرعاً الوقوف عليها فمن لم يقف فهو آثم وليس في القرآن كلمة يحرم الوقف عليها شرعاً فإن وقف فهو آثم إلا ما أفسد المعنى الذي يفسد المعنى ويتعمده القاريء يعلم أنه يفسد المعنى ويقف عليه فهذا لا شك أنه آثم أما لو وقف عن طريق الخطأ وأعاد لا إشكال عليه أو لا يفقه المعنى .
قاعدتان في الوقف :-
1- الوقف على رؤوس الآي سنة مطلقة .
2- ليس في القرآن وقفاً واجب شرعاً ولا حرام إلا ما أفسد المعنى .
إخواننا الكرام بحمد الله أنهينا تقريباً جُلَّ أبحاث علم التجويد التي نعني بها تجويد الحروف في الحلقات الماضية سواء من حيث الكلام على مخارج الحروف أومن حيث صفاتها الذاتية أو صفاتها العرضية التي تنشأ عند تجاور الحروف بعضها مع بعض وفائدة كل ما درسناها هو صون النص القرآني من أن تتغير معانيه ، المعاني كيف تتغير الكلام ما هو الكلام عبارة عن جمل والجملة عبارة عن كلمات والكلمة هي عبارة عن حروف إذاً اللبنة الصغرى في بناء الكلام الذي يريد الله عز وجل أن يخاطبنا به فيفهمنا أو نريد أن نخاطب بعضنا بعضا فيفهم الواحد منا الآخر هو الجملة المعنى هذا المعنى مربوط بألفاظ تخرج من أفواهنا ، أصغر وحدة بناء في هذا البناء اللغوي هو الحرف من أجل هذا كان تركيز علمائنا على صحة ودقة خروج الحرف والعرب من مكانه خشية أن تتحرف معنى الكلمة إذاً بعلم التجويد بمخارج الحروف وصفاتها صنَّا اللفظة الواحدة من أن تتغير معناها فكلمة ( كثير ) غير كلمة ( كسير ) وكثيرا ما نسمع من الناس من يقول هذا شيء كسير يلفظها بالسين ، كسير بالسين على وزن فعيل يعني مكسور وهو لا يريد هذا المعنى وهو يريد أن يقول من الكثرة فكان عليه أن يقول كثير بالثاء لكنه لم يعتد على ذلك إذاً معرفة المخارج والصفات صانت لنا معنى اللفظة الواحدة من أن يتحرف من لفظ إلى آخر ومن معنى إلى آخر بينما الآن عندنا الكلمة صحيحة نريد أن نصون الجمل ، إذاً علم التجويد صان لنا الكلمة المفردة وعلم الوقف والإبتداء يصون لنا الجملة من أن تنسب الكلمة إلى غير جملتها ، الجمل كما نعلم في اللغة العربية نوعان جمل اسمية ركناها المبتدأ والخبر وجمل فعلية ركناها الفعل والفاعل وهناك أشياء فضلة في الجملة يعني تكملة كالمفعول به والجار والمجرور والصفة والحال إلى آخره إذاً هذه الجمل صون المعاني المودع فيها يكون بشيء آخر غير تجويد الحروف الذي قال عنه الإمام ابن الجزري رحمه الله وبعد تجويدك للحروف لا بد من معرفة الوقوف والإبتداء لا بد لم يقل الأكمل لك الأفضل لا بد كما أنك صنت هذه اللفظة القرآنية من تغيير في معناها أيضا صن الجملة القرآنية من أن تنسب كلمة فيها على غير جملتها لذلك علماءنا قعدوا لنا هذه القواعد وبينوها فنشأ عندنا علم سماه علماءنا علم الوقف والإبتداء .
علم الوقف والإبتداء :-
هو علم بقواعد يعرف بها محال الوقف ومحال الإبتداء في القرآن الكريم ما يصح منها وما لا يصح .
فائدة معرفة الوقف والإبتداء
صون النص القرآني من أن تنسب فيه كلمة إلى غير جملتها وقف خطيب بين يدي الرسول من الوفود التي كانت تأتي وفود القبائل فأراد أن يخطب عن قومه فقال في مطلع الخطبة ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما – ثم وقف لسبب غير معروف لكن المعنى هنا فسد فبوقفه هذا صار المعنى ومن يعصهما فقد رشد لأنه يقدر للثاني مثل الأول قال تعالى عن الجنة ( أكلها دائم وظلها ) ما معنى وظلها يعني دائم إذاً يقدر للثاني مثل الأول فلما وقف هذا الصحابي فقال ( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما ) فصار المعنى فقد رشد فقال له النبي صلى الله عليه ( اجلس بئس الخطيب أنت ) يعني الذي يريد أن يتكلم في الملأ يجب أن يكون متمكنا في الكلام في اللغة وفي إيصال المعنى إلى السامعين وإلا فاليعتزل إذاً هذا الوقف والإبتداء كما أسلفت فائدته صون النص القرآني من أن تنسب فيه كلمة إلى غير جملتها .
ما تعريف الوقف : نقول فلان يقرأ فوقف ما معنى الوقف ؟ الوقف هو أن يقطع القاريء الكلام ، أن يقف على كلمة ولكن في نيته أن يتابع القراءة الذي يدعوه إلى ذلك إما ضيق النفس وإما أن المعنى قد انتهى فإن انتهى المعنى وقف وإن ضاق نفس القاريء وقف لأننا نتكلم بهواء الزفير الذي يخرج من الرئتين يعني بالهواء الخارج ولا نتكلم بهواء الشهيق كما يفعل أحيانا بعض أحبائنا الأطفال فيقرأون ويأخذون نفساً إلى الداخل ويتابعون القراءة فهذا شيء لا يصح أن يفعله الكبار إذاً نحن كلامنا بهواء الزفير بالهواء الخارج من الرئتين والرئتان حجمها محدود فالهواء الذي يجري فيهما محدوود لا يتسع لكل الكلام فمضطرون أن نقف فهنا علماءنا قعدوا لنا قواعد حتى لا نترك فَمَنََا يقرأ على هواه فنغير المعاني أنا أسمع وأنتم تسمعون كثيرا بعض إخواننا وخاصة الأئمة غير المتمكنين في هذا العلم يقول ( جنات تجري ) ويقف هو يقصد ( جنّات تجري من تحتها الأنهار ) فالذي يجري عمليا هو الأنهار وليس الجنات ولكن لما يقول ( جنات تجري ) ويقف فالسامع يظن بأن الذي يجري هو الجنات نعم إن الله على كل شيء قدير ويجري الجنات وغيرها ولكن المعنى المراد هنا أن الجنات تجري من تحتها الأنهار إذاً هنا لو وقف على جنات لماذا تقول تجري إن ضاق نفسك فقل ( جنات ) ثم عُدْ فصِل الكلام بعضه ببعض إذاً الوقف هو قطع الصوت على كلمة قرآنية بزمن يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة ، هذا الوقف الذي عرَّفناه ، عندما يقف القاريء هو أمام ثلاثة احتمالات أن يقف القاريء باختياره أنا وقفت عامداً متعمداً فهذا يسمى وقف اختياري ووقف آخر يقف القاريء لأن نفسه قد انتهى أو ضاق أو أنه نسي الكلمة الآتية فإذاً هذا وقف يسمى اضطراري وقف عليها مضطراً لم يقف عليها اختيارياً وقف عليها اضطرارياً ، النوع الثالث من الوقف أن يقف عليها وقفا اختبارياً بأن يكون هناك أستاذ وتلميذ فيسأل الأستاذ التلميذ كيف تقف على الكلمة الفلانية لو ضاق نفسك كيف تفعل هذا النوع يسميه العلماء الوقف الإختباري .
أنواع الوقف :- اختياري ، اضطراري ، اختباري ، كلامنا سوف ينصب في هذا التقسيم سوف ينصب على الوقف الإختياري وهو الوقف الذي يقف عليه القاريء حراً مختاراً الوقف الإختياري قسمه علمائنا إلى قسمين الذي يقف عليه الإنسان مختاراً إما أن يكون وقفا صحيحا مقبولا جائزا وإما أن يكون وقفا غير صحيح مرفوض هذا غير جائز هذا هو التقسيم الأول الوقف الإختياري ثم أتينا إلى الوقف الجائز قسمه علمائنا إلى ثلاثة أقسام سوف نشرحها في الحلقة القادمة فقالوا الوقف الإختياري الجائز ثلاثة أنواع وقف تام وقف كاف وقف حسن أما الوقف غير الجائز فهو نوع واحد سماه علماءنا الوقف القبيح .
أنواع الوقف الإختياري جائز وغير جائز أما الوقف الجائز فهو ثلاثة أنواع أولها الوقف التام والثاني الوقف الكافي أما الثالث فهذا الوقف الحسن وغير الجائز هو نوع واحد وهو الوقف القبيح .
تحدثنا في المرة الماضية عن أنواع الوقوف الجائزة في القرآن العظيم بل حتى غير الجائزة الذي هو الوقف القبيح وبَينَّا تعاريفها وبينَّا أمثلتها أيضا ذكرنا قاعدتين من قواعد الوقف والابتداء القاعدة الأولى قلنا بأن الوقف على رؤوس الآي سنة مطلقة وقلنا أيضا ليس ثمة وقف واجب في القرآن العظيم شرعاً وجوباً شرعيا بحيث يأثم القاريء إذا وصل ولا العكس ليس هناك كلمة في القرآن يحرم الوقف عليها بحيث إذا وصل القاريء يأثم أيضا علماءنا نبهوا على قواعد تتعلق بالوقف القبيح بينا في المرة الماضية بأن الوقف القبيح هو أن يقف القاريء على كلمة بينها وبين ما بعدها تعلق لفظي ومعنوي والوقف عليها يعطي معنىً ناقصاً أو معنىً خاطئاً فلذلك علماءنا وضعوا لنا قواعد ولاحظوا بأن علم الوقف والابتداء شديد الصلة بعلم النحو لأنه مبني على معرفة معاني الآيات كما بينَّا في الحلقة الأولى أن فائدة هذا العلم هو صون النص القرآني من أن تنسب فيه كلمة إلى غير جملتها لذلك قال علماءنا قواعد على الطالب أن يحفظها على تالي القرآن أن يعرفها قالوا لا يوقف على الفعل دون فاعله نحن نعلم بأن اللغة العربية تتألف من جمل والجمل فيها نوعان جمل فعلية وجمل اسمية فالجمل الفعلية ركناها الفعل والفاعل وقد يأتي في آخرها مفعول به أو جار ومجرور والجملة الاسمية ركناها المبتدأ والخبر فقال علماءنا لا يوقف على الفعل دون الفاعل ولا على الفاعل دون المفعول به ولا على حرف الجر دون الاسم المجرور ولا على المضاف دون المضاف إليه ولا على المبتدأ دون خبره ولا على صاحب الحال دون الحال ولا على الاسم المعطوف عليه دون المعطوف ولا على العدد دون المعدود ذكروا لنا قواعد لخصتها في هذه التنبيهات .
تنبيهات :-
لا يوقف على الفعل دون فاعله ولا على الفاعل دون مفعوله ولا على حرف الجر دون مجروره ولا على المضاف دون المضاف إليه ولا على المبتدأ دون خبره ولا يوقف على الموصوف دون صفته ولا على المعطوف عليه دون المعطوف ولا على صاحب الحال دون الحال ولا على العدد دون المعدود ولا على المؤكد دون التوكيد يعني مثلا ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) لا تقول فسجد الملائكة ثم نبدأ كلهم أجمعون لا يصح أن تفصل المؤكد عن التوكيد الذي جاء بعده هذه قواعد ذكرها علماءنا تكون بمثابة خطوط عريضة لمن يريد أن يقرأ القرآن فيلاحظها أثناء تلاوته .
إخواننا الكرام عندنا في المصحف قد يقول قائل أنت تكلمت في الحلقة الماضية عن وقف اسمه التام ووقف اسمه الكافي ووقف اسمه الحسن ووقف اسمه القبيح لكننا لا نجد هذا في المصحف ، المصحف الذي بين أيدينا نجد مثلا حرف الجيم ( الملك يومئذ لله يحكم بينهم ) ونجد مثلا ( قلى ) وعندنا أيضا ( صلى ) عندنا هذه الرموز ما معناها وما علاقتها ببحثنا الماضي قلنا في الدرس الماضي الوقف الكافي هو الوقف على كلمة قرآنية بينها وبين ما بعدها تعلق معنوي لا لفظي تعلق فقط من حيث المعنى الإعراب مكتمل لكن القصة لم تنته الموضوع لم يتغير إلى موضوع جديد هذا الوقف الكافي بعض العلماء وضعوا لها قاعدة عامة سموه الوقف الكافي وبعض العلماء كانوا أكثر دقة وقالوا لا نفرق بين أنواع من الوقوف الكافية التي نقف فيها على كلمة ليس بينها وبين ما بعدها تعلق من حيث الإعراب فقط من ناحية المعنى هذا التعلق المعنوي قد يكون ضئيلا جداً فيكون الوصل مثل الوقف فلذلك رمزوا له بحرف الجيم الذي سنأتي فنتكلم عليه إذاً الجيم التي نراها في المصحف القاريء مخير إما أن يصل وإما أن يقف كأنهم يقولون وقف جائز يستوي الطرفان أحياناً يكون التعلق المعنوي ضئيلاً جداً أو قوياً جداً فإن كان التعلق قوياً جداً الوصل أولى يجوز أن نقف ولكن الوصل أولى فإن ضعف هذا التعلق بين الجملتين جاز الوصل ولكن كان الوقف أولى لضعف التعلق أحياناً يكون الوقف على كلمة يعطي معنىً ناقصاً كما أسلفت وهي كثيرةٌ جداً لو أراد علماءنا أن يضعوا على كل كلمة يقبح الوقف عليها علامة لملأوا المصحف بالإشارات ( لا ، لا ) ولكنهم أحيانا يضعون فيما يشتد القبح عندهم يضعون نادراً هذه العلامة علامة ( لا ) أما علامة الميم التي نراها في بعض الآيات لو مثلنا لعلامة ( لا ) صفحة 343 من المصحف الشريف قوله تعالى ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور ) لاحظوا التنور عليها ( لا ) لماذا ما جاء جواب إذا ، إذا جاء أمرنا وفار التنور ماذا يحدث ما جاء جواب لا لذلك وضع علماءنا إشارة ( لا ) يعني لا تقف الجواب ( فاسلك فيها من كلٍ زوجين اثنين ) إذاً هذه إشارة ( لا ) يضعونها في النادر عندما يشتد القبح إن وقف القاريء أما الميم فتذكرون في الصفحة الثانية من سورة الإسراء عندما مر معنا قوله تعالى ( عسى ربكم أن يرحمكم ) في صفحة ( 283 ) أولها ( عسى ربكم أن يرحمكم ) ثم قال الله ( وإن عدتم عدنا ) لاحظوا الميم ثم قال ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) يكلم الله بني إسرائيل بأنه سوف يعاقبهم وبعد أن تنتهي العقوبة عسى الله أن يرحمهم فإن عادوا إلى المعصية عاد الله إلى عقوبتهم هذا معنى وإن عدتم عدنا أما جملة ( وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) فهي جملة جديدة مستأنفة لم يقل الله وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ، جهنم للكافرين حصيرا إن عادوا وإن لم يعودوا لذلك وضع علماءنا على كلمة عدنا ميما كما ترونها ميم ليس لها إشارة إلى الأسفل ميما ً آخرها تأتي على السطر هذه العلامة علامة الوقف اللازم وأعود فأقول لزوماً اصطلاحياً لا لزوماً شرعياً فعندما أقول وقف لازم لا تظن بأنه من وصل فهو آثم لكن معنى الكلام إن أردت معنىً جميلاً واضحاً في أذهان السامعين فقف على هذه الكلمة حتى تتضح المعالم بقي عندنا إشارة نراها في القرآن العظيم وهي ثلاثة نقاط على كلمة وثلاثة نقاط على الكلمة التي تليها هذا الوقف يسميه علماءنا الوقف المتعانق وبعضهم سماه وقف المراقبة ما معنى هذا الموضع يكون له إعرابان ، إن أعربته بالطريقة الفلانية فإعرابك صحيح ويعطي معنىً جميلاً جيداً مقبولا وإن أعربته بطريقة أخرى أعطى معنىً آخر وهو معنى أيضاً صحيح لذلك يجوز أن نقف هنا ويجوز أن نقف هنا بشرط ألا تجمع بين الوقفين إما أن تقف على الأولى وإما أن تقف على الثانية نلاحظ ذلك في فاتحة سورة البقرة في قوله تعالى ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين ) نلاحظ في الآية الكريمة كلمة ( ريب ) عليها ثلاثة نقاط وكلمة ( فيه ) عليها ثلاثة نقاط بمعنى لك أيها القاريء أن تقول( ذلك الكتاب لا ريب ) ثم تبدأ ( فيه هدىً للمتقين ) هذا وجه ولك أن تقول ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ثم تبدأ ( هدىً للمتقين ) أما أن تقف على الأولى والثانية معاً فهذا لا يصح يعني مثلا ( ذلك الكتاب لا ريب ) تقف ثم تقول ( فيه ) ثم تقف ثم تقرأ ( هدىً للمتقين ) هذا لا يصح إما أن يقف القاريء على الأولى أو على الثانية قلت هذا يسميه علماءنا وقف المراقبة أو وقف التعانق – المراقبة بمعنى راقب أيها القاريء الإعراب إن وقفت على الأولى فلا تقف على الثانية إن أردت أن تقف على الثانية فلا تقف على الأولى .
علامات الوقف في المصحف :-
( ﻣ ) وكما قلت ليست نازلة إلى أسفل وإنما ممطوطة على مستوى السطر علامة الوقف اللازم يعني لزوماً اصطلاحياً كما مثلنا في سورة الإسراء إشارة ( لا ) علامة الوقف الممنوع يعني لا تقف أيها القاريء هنا لأن الوقف عند هذه الكلمة لم يكتمل بعد المعنى . إشارة ( ج ) علامة الوقف الجائز جوازا مستوي الطرفين يعني لك أن تقف ولك أن تصل أنت مخير .
(صلى) هذه كلمة منحوتة معناها يجوز الوقف والوصل أولى فنحتوا منها كلمة سموها (صلى) إذاً هي علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى والكلمة التالية (قلى) وهي كلمة منحوتة من جملة وهي يجوز الوصل والوقف أولى فقال العلماء (قلى) علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى ثم نرى علامة التعانق وهي ثلاثة أصفار على الكلمة وثلاثة أصفار على الكلمة التي تليها ، علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يوقف على الآخر.
هذه هي العلامات التي عندنا في المصحف وكلها يدور على الوقف الكافي الذي شرحناه في المرة الماضية والوقف الإبتدائي بحاجة إلى دربة – إخواننا عامة القراء أنصحهم باتباع علامات المصحف وهي بمثابة علامات المرور في الطرقات للسيارات يا أخي قف على هذه العلامات وتجنب الوقوف على إشارة ( لا ) فإن ضاقت نفسك ولو كان مكتوب ( لا ) قف ولكن لا تبتديء خذ نفسا وعد فصل الكلام بعضه ببعض .
انتهى تفريغ الدرس التاسع والثلاثون
في الحلقة الماضية كنا قد أنهينا الكلام عن قواعد الوقف والابتداء ومن باب التطبيق لبعض تلك القواعد تكلمنا عن أنواع الوقوف وذكرنا من جملتها نوعاً سماه علماءنا الاختباري أو الاضطراري ، الاختباري بمعنى أن الأستاذ يسأل التلميذ كيف تقف على كلمة كذا لو ضاق نفسك لو نسيت هذا اسمه وقف اختباري ونفسه يكون اضطراريا بمعنى أن الإنسان وهو يقرأ ينسى أو يضيق نفسه أو يأتيه عطاس فكيف يقف على هذه الكلمة الأصل أن نقف على مرسوم الخط هذا يجب أن نضعها قاعدة عامة وكل ما سنتكلم بعده يكون حالات خاصة من بعض الكلمات الأصل أن العرب كلامهم مبني على البدء بالكلمة والوقف على الكلمة لاحظوا مثلا ( وكان الله غفوراً رحيماً ) ( غفوراً رحيما ً ) كتبت ( غفورا ) بألف في الخط العربي القديم قبل النبوة لأن كلام العرب يكتب على توهم البدء بالكلمة والوقف على الكلمة مثلا نقول ( واستعمل ) نجد بأن واو ألف مع أن هذه هي أصلها ( استعمل ) مع أنها إذا وضع قبلها واو لا تنطق هذه الهمزة ( همزة الوصل ) لكن الخط العربي مبني على هاتين القاعدتين توهم البدء بالكلمة والوقف عليها احتمالين ، إذاً هناك في القرآن العظيم بعض الكلمات حذفت منها بعض الحروف فكيف نقف عليها من ذلك حرف الألف حذف في بعض الكلمات ونأخذ مثالا على ذلك أداة النداء ( أيها ) يأتي في القرآن كثيراً ( يا أيها ) فجاءت أيها في ثلاثة مواضع في القرآن العظيم ليس في آخرها ألفا يعني ( أيٌّهَ ) هاء عليها فتحة وليس بعد الهاء ألفاً جاء ذلك على نية الوصل لأنه صادف أن كان بعد أداة النداء هذه همزة وصل فتعلمون أنه عند التقاء الساكنين إن كان الساكن الأول حرف مد يحذف من النطق فحذف من الخط هكذا قال العلماء ، وأنا أقول الله أعلم لِمَ حُذِف لكن يقولون حذف من الخط أو كتبت هكذا على نية الوصل من ذلك قوله تعالى في سورة النور التي سنأتيها في الحلقة القادمة نأتي على تلاوتها قوله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون ) ( أيُّهَ المؤمنون ) ( أيُّهَ ) ليس في آخرها ( ألف ) تجدون آخرها هاء عليها فتحة طيب في الوصل نقول ( أيَّهَ المؤمنون ) لا إشكال لكن لو اضطررنا أو سؤلنا كيف نقف على كلمة الأولى نقف هكذا ( وتوبوا إلى الله جميعا أيُّهْ ) ولا نقف ( أيها ) اتباعا لخط المصحف الشريف هكذا كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا أن نتبع ما جاء من عند الله هناك موضع آخر جاءت ( أيها ) من غير ألف وهي قوله تعالى في سورة الزخرف ( وقالوا يا أيُّهَ الساحر ) عندما نقف عليها وقفا اضطراريا أو اختباريا ( يا أيُّهْ ) الموضع الثالث والأخير في سورة الرحمن ( سنفرغ لكم أيُّهَ الثقلان ) لو اضطررنا أو سؤلنا نقف عليها ( سنفرغ لكم أيُّهْ ) ونبدأ نعيد فنقول ( أيُّهَ الثقلان ) .
أمثلة على الوقف الاختباري ( أو الاضطراري ) ما حذفت منه الألف ( أيُّهَ المؤمنون ) في سورة النور نقف عليها ( أيُّهْ ) ، ( يا أيُّهَ الساحر ) في الزخرف نقف عليها ( يا أيُّهْ ) ، ( أيُّهَ الثقلان ) الآية الثلاثون من سورة الرحمن نقف عليها ( أيُّهْ ) نأتي الآن إلى أمر ثان قد حذفت منه الألف في القرآن العظيم هناك قاعدة أرجو أن تنتبهوا لها تفيدكم أيضا في اللغة كما تفيدكم في قراءة القرآن الكريم إذا دخل حرف من حروف الجر على ( ما ) التي للاستفهام تحذف ألف ( ما ) وصلاً ووقفاً عند أغلب العرب وقليل من العرب من يبقيها أما أغلب العرب فهم يحذفونها وعلى حذفها كتبت في القرآن العظيم كله فنجد في القرآن الجزء الثلاثين المعروف ( عم يتساءلون ) أصلها ( عن ما يتساءلون ) يعني عن أي شيء يتساءلون فكتبت ( عين ميم ) فقط وتقرأ هكذا ( عمَّ يتساءلون ) فإذا وقفنا عليها اضطرارياً أو اختباراً نقف ( عمّْ ) بالسكون المشدد على الميم مع الغنة أيضا عندنا في نفس الجزء في جزء عم ( فيمَ أنت من ذكراها ) أصلها ( في ما أنت من ذكراها ) فإذا وقفنا عليها اضطراراً أو اختباراً نقف هكذا ( فيمّْ ) أيضا في سورة النمل قالت بلقيس ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بمَ يرجع المرسلون ) أصلها ( بما يرجعا المرسلون ) دخلت الباء الجارة على ما الاستفهامية فنقف عليها اضطراراً أو اختباراً ( بمْ ) هكذا بتسكين الميم ( فالينظر الإنسان ممَّ خلق ) أصلها ( من ما خلق ) يعني من أي شيء خلق فإن اضطررنا أو سؤلنا نقف عليها ( فالينظر الإنسان ممّْ ) هكذا بالسكون المشدد على الميم مع الغنة ولا نقول ( ممَّا ) بمد الألف لأن الألف ساقطة وقفا ووصلا أعود فأقول هذه فائدة لغوية قرآنية .
أمثلة على الوقف الاختباري ( أو الاضطراري ) ما حذفت منه الألف ( فيمَ أنت ) النازعات ( 3 ) نقف عليها ( فيمْ ) بم يرجع المرسلون النمل 35 نقف عليها ( بمْ ) ( ممَّ خلق ) الطارق ( 5 ) ( ممّْ ) هذا بالنسبة لألف إذاً ذكرنا مواضع تحذف منها وهي ( فيمَ أنت ) وكذلك ( أيُّهَ الثقلان ) بقي أن ننبه على شيء وهو مَوضِعان كتبت نون التوكيد الخفيفة في هذين الموضعين كأنها تنوين نصب وهذا على لهجة بعض العرب الذين يعاملون النون الخفيفة المؤكدة يعاملونها معاملة تنوين النصب فالأصل أن يقول الإنسان للأخر أكتبنْ ، اذهبنْ ، إذا أراد أن يؤكد الأمر بعض القبائل العربية إذا أكدوا ووقفوا يقولون ( اكتبا ) ، ( اذهبا ) ولا يلتبس بالمثنى لأن الحال يتدخل في الموضوع هناك السياق أو وإنسان يخاطب مفردا وقال له اكتبا لا يفهم بأنهما شخصان هذا الأمر جاء في القرآن العظيم في موضعين قوله تعالى في سورة يونس ( ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننَّ ) هذه نون التوكيد المثقلة ( وليكوناً من الصاغرين ) فإن وقفنا عليها اضطراراً أو اختباراً نقف عليها ( وليكونا ) بمد الألف ولو فتحتم المصحف على هذه الآية في سورة يوسف تجدونها قد كتبت بألف على هيئة التنوين أيضاً الموضع الثاني والذي لا ثالث لهما قوله تعالى في سورة العلق ( كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية ) لنسفعاً نون التوكيد الخفيفة وفي الوصل تقلب ميماً لمجيء باء بعدها وتصير ( لنسفعاً بالناصية ) فإن وقفنا عليها اختياراً أو اضطراراً فنقف عليها ( لنسفعا ) وهذان المثالان لم أجعل لهما لوحة في هذه الحلقة .
الواو أيضا حذفت من بعض الأفعال في القرآن العظيم تعلمون بأن الواو إن جاءت لام الفعل في الحرف الأخير من الفعل ( يدعو) بوزن يفعل لكن في بعض المواضع جاءت بعض الأفعال وبعدها ساكن كما أسلفت فيحذف حرف المد وهو الواو في الوصل فكتبت كذلك على نية الوصل من ذلك قوله تعالى في سورة الإسراء ( ويدعُ الإنسان بالشر دعاءه بالخير ) نقف عليها اضطراراً ( ويدعْ ) بتسكين العين قوله تعالى في سورة الشورى ( ويمح الباطل ) نقف عليها ( ويمحْ ) بتسكين حرف الحاء ( يوم يدعُ الداعِ إلى شيءٍ نُكُر ) في سورة القمر نقف عليها ( يوم يدعْ ) سندع الزبانية في سورة العلق نقف عليها ( سندعْ ) بتسكين العين وبقي عندنا موضع خامس وهو قوله في سورة التحريم ( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) ( صالح المؤمنين ) هذه اختلف العلماء فيها قال بعضهم هي مفرد ( صالح المؤمنين ) وعلى ذلك لا دخل لها في بحثنا وقال بعضهم أصلها ( وصالحوا المؤمنين ) فإن كانت كذلك وكتبت فيها من غير واو نقف عليها اتباعاً للرسم ( وصالحْ ) أعود فأقول نقف اضطراراً أو اختباراً .
أمثلة على الوقف الاختباري ( أو الاضطراري ) ما حذفت منه الواو ويدع الإنسان في سورة الإسراء ( 11 ) نقف عليها ( ويدعْ ) ، ( ويمحُ الله ) في سورة الشورى ( 24 ) نقف عليها ( ويمحْ ) ( يوم يدعُ الداعِ ) القمر ( 6 ) نقف عليها ( ويدعْ ) سندع الزبانية العلق ( 18 ) نقف عليها ( سندع ْ ) ، ( وصالح المؤمنين التحريم ) ( 4 ) لو اضطررنا أو سؤلنا نقف عليها ( وصالحْ ) هذا ما يتعلق بالألف المحذوفة والواو المحذوفة من آخر بعض الكلمات في القرآن العظيم .